تراثنا ـ العددان [ 121 و 122 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 121 و 122 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٥١٠

عليها والمؤازرين لها.

فظهر خلال هذه الفترة والتي تزامنت مع بداية القرن السادس للهجرة ، علماء وفقهاء وفضلاء اشتهروا بفروع معيّنة من المعرفة كالفقه والحديث والتفسير والأدب ، وعلى رأسهم الفقيه المجدّد محمّد بن إدريس بن أحمد العجلي الحلّي أبو عبد الله (ت ٥٩٨ هـ) الذي استطاع أن ينهض بحركة تجديدية في مباني الاجتهاد ، وأن يكسر طوق التقليد الذي كاد أن يغلق أبواب الاجتهاد عند الشيعة الإمامية.

المرحلة الثانية : مرحلة الازدهار والتوسّع :

وتبدأ هذه المرحلة من أوائل القرن السابع الهجري ، وتتوّج برائدها وقطب حركتها المحقّق المدقّق الإمام نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن ابن يحيى المعروف بالمحقّق الحلّي (ت ٦٧٦ هـ).

وقد سبق هذا العلم الفذّ ، ولحقه نخبة من أعلام الفقهاء وأسماء لامعة في دنيا العلوم والمعارف ، كانوا من أساتذة هذا المحقّق ، أو من تلامذته الأفذاذ ، وعلى رأسهم وقطب رحاهم العلاّمة الحلّي جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهّر (ت ٧٢٦ هـ) الذي تلمّذ للمحقّق الحلّي ثمّ كان شيخ الطائفة الإمامية ورئيسهم إلى حين وفاته.

وقد شهدت حوزة الحلّة العلمية في هذا الدور ازدهاراً وتوسعة بلغت القمّة في العطاء ، أنّ على مستوى الحضور الواسع لطلاّب العلم والمعرفة حتّى قيل إنَّ درس العلاّمة الحلّي قد تخرّج منه خمسمائة مجتهد في الفقه

٢٤١

والأُصول(١) ، أو على مستوى التراث العلمي الضخم الذي وصلنا من المحقّق والعلاّمة والعلماء الذين سبقوهم أو عاصروهم أو كانوا من تلامذتهم وتلامذة تلامذتهم. وكان على رأس أُولئك ولد العلاّمة فخر المحقّقين محمّد بن الحسن (ت ٧٧١ هـ) الذي واصل خُطى والده العلمي. «ويمكن اعتبار العلاّمة الحلّي حلقة وصل بين القرنين السابع والثامن الهجريّين ، إذ قضى في السابع ثلثي عمره ثمّ ثُلثه الأخير في الثامن»(٢).

المرحلة الثالثة : مرحلة الركود والأُفول :

وهي المرحلة التي أعقبت رحيل العلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ) والتي بدأت تدريجيّاً مع عصر فخر المحقّقين الذي واصل مدرسة والده وزعامته للحوزة الحلّية إلى حين وفاته عام (٧٧١ هـ) ثمّ أعقبه بعض اللاّمعين من تلامذة والده وتلامذته حتّى هجرة بعض أعلام الحلّة إلى النجف وكربلاء من أمثال الشيخ المقداد السيوري أبي عبد الله (ت ٨٢٦ هـ) الذي هاجر إلى النجف الأشرف وأسّس فيها مدرسته العلمية ، وتوفّي فيها ، والشيخ أحمد بن فهد الحلّي (ت ٨٤١ هـ) الذي هاجر إلى كربلاء وواصل حركته العلمية فيها حتّى توفّي ودفن هناك.

ومن أبرز المعالم الإيجابية لهذه المرحلة هجرة بعض طلاّب العلم إلى حوزة الحلّة في عصر الشيخ فخر المحقّقين ، «وكان من أهمّ هؤلاء الطلبة فتى (جزين) ، محمّد بن جمال الدين مكّي العاملي الذي وصل إليها ـ الحلّة ـ سنة

__________________

(١) تأسيس الشيعة : ٢٧٠.

(٢) متابعات تاريخية : ٤١.

٢٤٢

(٧٥٠ هـ) ودرس على يد علمائها وأصبح فيما بعد الرائد الأوّل لعلماء جبل عامل الشيعة ، ورئيساً للطائفة الشيعية في بلاد الشام»(١).

هذه هي أهمّ المراحل الرئيسية لحوزة الحلّة العلمية في تاريخها العلمي عبر القرون الأربعة ، والتي رافقها أحداث سياسية هامّة في الحلّة ، وفي بغداد ، وغيرها من مدن العراق ، والعالم الإسلامي ، وقد توقّفنا عند بعضها لملامستها لموضوع بحثنا.

وينبغي أن نشير إلى أنّ نهاية المرحلة الثالثة لا تعني بالضرورة النهاية التامّة لحركة العلم والعلماء في هذه المنطقة ، إذ ظهر فيها بعض العلماء والأُدباء والشعراء ، بل وبعض الأسماء اللامعة في عالم المرجعية الشيعية ، كالشيخ حسين الحلّي (ت ١٣٩٤ هـ) أُستاذ الحوزة العلمية في النجف ، وأُستاذ الفقهاء الكبار المعاصرين كالسيّد عليّ السيستاني ، والسيّد محمّد سعيد الحكيم (حفظهما الله).

وينبغي أن نشير أيضاً ، إلى أنّنا رغم إطالتنا في مباحث (حوزة الحلّة العلمية) إلاّ أنّنا لم نتمكّن من استيعاب جميع أبحاثها ، وذلك لامتدادها الزمني وكثرة علمائها ، ووفرة نتاجها العلمي ، والأحداث المفصلية الهامّة التي رافقتها ، فاكتفينا بالإشارة والتلميح في بعض جوانب البحث ، كما أهملنا ذكر بعض الأحداث الجانبية.

__________________

(١) المؤسّسة الدينية : ١٤٧.

٢٤٣

المصادر

١ ـ ابن إدريس الحلّي : بناري ـ عليّ همّت ، ترجمة : حيدر حبّ الله ، طبعة مؤسّسة الغدير ـ بيروت ، الطبعة الأُولى (١٤٢٥ هـ ـ ٢٠٠٥ م).

٢ ـ أدوار الاجتهاد از ديدگاه مذاهب إسلامى (بالفارسية) : الجنّاتي ـ محمّد إبراهيم ، طبعة مؤسّسة كيهان ـ طهران ، الطبعة الأُولى (١٣٧٢ ش).

٣ ـ الاجتهاد والتجديد في الفقه الإسلامي : شمس الدين ـ محمّد مهدي ، طبعة المؤسّسة الدولية ـ بيروت ، الطبعة الأُولى (١٤١٩ هـ ـ ١٩٩٩ م).

٤ ـ أعيان الشيعة : الأمين ـ محسن بن عبد الكريم بن عليّ بن محمّد الأمين الحسيني العاملي الدمشقي (ت ١٣٧١ هـ) ، حقّقه : السيّد حسن الأمين ، طبعة دار التعارف للمطبوعات ـ بيروت ، الطبعة الخامسة (١٤١٨ هـ ـ ١٩٩٨ م).

٥ ـ الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد : الطوسي ـ أبو جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ (ت ٤٦٠ هـ) ، طبعة مكتبة جامع چهلستون ـ طهران (١٤٠٠ هـ).

٦ ـ الألفين في إمامة أمير المؤمنين : الحلّي ـ أبو منصور جمال الدين الحسن بن يوسف بن عليّ بن المطهّر الشهير بالعلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ) ، طبعة بيروت.

٧ ـ الإمارة المزيدية الأسدية في الحلّة : ناجي ـ عبد الجبّار ، طبعة قم (١٤٣١ هـ).

٨ ـ أمل الآمل في تراجم علماء جبل عامل : العاملي ـ محمّد بن الحسن بن عليّ الشهير بـ (الحرّ العاملي) (ت ١١٠٤ هـ) ، تحقيق : أحمد الحسيني ، طبعة مكتبة الأندلس ـ بغداد ، (بلا ـ ت).

٢٤٤

٩ ـ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار : المجلسي ـ محمّد باقر (ت ١١١١ هـ) ، تحقيق ومراجعة وتقديم : الشيخ محمود درياب ومجموعة من العلماء ، طبعة دار التعارف للمطبوعات ، الطبعة الأُولى (١٤٢١ هـ ـ ٢٠٠١ م).

١٠ ـ البداية والنهاية : ابن كثير ـ أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت ٧٧٤ هـ) ، طبعة مؤسّسة التاريخ العربي ـ بيروت (١٤١٣ هـ ـ ١٩٩٣ م).

١١ ـ تاريخ الإسماعيلية : عارف ـ تامر ، طبعة رياض الريس ـ لندن ، الطبعة الأُولى (١٩٩١ م).

١٢ ـ تاريخ التشريع الإسلامي : الفضلي ـ عبد الهادي ، طبعة مؤسّسة دار الكتاب الإسلامي ـ قم ، الطبعة الأُولى (١٤١٤ هـ ـ ١٩٩٣ م).

١٣ ـ تاريخ الحلّة : كركوش ـ يوسف ، طبعة المكتبة الحيدرية ـ النجف الأشرف (١٩٦٥ م).

١٤ ـ تاريخ فقه وفقهاء (بالفارسية) : گرجي ـ أبو القاسم ، طبعة سازمان مطالعه وتدوين كتب علوم انسانى ـ طهران (١٣٧٧ هـ).

١٥ ـ تاريخ المؤسّسة الدينية الشيعية من العصر البويهي إلى نهاية العصر الصفوي : القزويني ـ جودت ، طبعة دار الرافدين ـ بيروت ، الطبعة الأُولى (١٤٢٦ هـ).

١٦ ـ تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : الصدر ـ حسن (ت ١٣٥٤ هـ) ، طبعة انتشارات أعلمي ـ طهران ، (بلا ـ ت).

١٧ ـ التحرير الطاووسي : العاملي ـ جمال الدين بن الحسن بن زين الدين (ت ١٠١١ هـ) ، طبعة مؤسّسة الأعلمي ـ بيروت ، الطبعة الأُولى (١٤٠٨ هـ ـ ١٩٨٨ م).

٢٤٥

١٨ ـ تحفة العالم في شرح خطبة المعالم : بحر العلوم ـ جعفر (ت ١٣٧٧ هـ) ، طبعة الصادق ـ طهران ، (بلا ـ ت) ، والطبعة الجديدة المحقّقة بتحقيق : أحمد عليّ مجيد الحلّي ، طبعة مركز تراث السيّد بحر العلوم ـ النجف الأشرف ، الطبعة الأُولى (١٤٣٣ هـ).

١٩ ـ تطوّر حركة الاجتهاد عند الشيعة الإمامية : آل قاسم ـ عدنان فرحان ، طبعة دار السلام ـ بيروت ، الطبعة الثالثة (١٤٣٣ هـ ـ ٢٠١٢ م).

٢٠ ـ تكملة أمل الآمل : الصدر ـ حسن (ت ١٣٥٤ هـ) ، تحقيق : حسين عليّ محفوظ وآخرون ، طبعة دار المؤرّخ العربي ـ بيروت (١٤٢٩ هـ ـ ٢٠٠٨ م).

٢١ ـ الحوادث الجامعة والتجارب النافعة : ابن الفوطي ـ كمال الدين عبد الرزّاق بن أحمد الشيباني المعروف بابن الفوطي (٦٤٢ هـ) ، تحقيق : بشّار عوّاد وعماد عبد السلام رؤوف ، طبعة أُفست المكتبة الحيدرية ـ قم.

٢٢ ـ الحوزة العلمية في الحلّة : عوض ـ عبد الرضا ، مجلّة آفاق نجفية ، العدد ١٢ لسنة (١٤٢٩ هـ ـ ٢٠٠٨ م).

٢٣ ـ الحياة الفكرية في العراق في القرن السابع الهجري : آل ياسين ـ محمّد مفيد.

٢٤ ـ خلاصة الأقوال في معرفة الرجال : الحلّي ـ أبو منصور جمال الدين الحسني ابن يوسف بن عليّ بن المطهّر الشهير بالعلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ) ، تحقيق وطباعة : نشر الفقاهة ـ قم ، الطبعة الأُولى (١٤١٧ هـ).

٢٥ ـ الخواجة نصير الدين الطوسي : رضوي ـ محمّد تقي مدرّس ، تعريب عليّ هاشم الأسدي ، طبعة الآستانه الرضوية ـ مشهد ، الطبعة الأُولى ، ١٤١٩ هـ.

٢٦ ـ دليل القضاء الشرعي : بحر العلوم ـ محمّد صادق ، طبعة النجف الأشرف ، (بلا ـ ت).

٢٤٦

٢٧ ـ الرجال : بحر العلوم ـ محمّد مهدي بن مرتضى بن السيّد محمّد (ت ١٢١٢ هـ) ، الشهير بـ : (الفوائد الرجالية) أو (رجال السيّد بحر العلوم) ، بتحقيق وتقديم : السيّد محمّد صادق بحر العلوم ، والسيّد حسين بحر العلوم ، طبعة أُفست مكتبة العلمين في النجف الأشرف.

٢٨ ـ رحلة ابن بطّوطة : ابن بطّوطة ـ أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الطنجي (ت ٧٧٩ هـ) شرح وتعليق : طلال حرب ، طبعة دار الكتب العلمية ـ بيروت ، الطبعة الثانية (١٤٢٣ هـ ـ ٢٠٠٢ م).

٢٩ ـ رحلة ابن جبير : ابن جبير ـ محمّد بن أحمد الأندلسي (ت ٦١٤ هـ) ، طبعة دار الكتاب العربي ـ بيروت ، (بلا ـ ت).

٣٠ ـ روضات الجنّات في تراجم العلماء والسادات : الخوانساري ـ محمّد باقر (١٣١٣ هـ) ، طبعة مكتبة اسماعيليان ـ قم (١٣٩٠ هـ).

٣١ ـ رياض العلماء وحياض الفضلاء : أفندي ـ الميرزا عبد الله أفندي الإصفهاني (من أعلام القرن الثاني عشر) ، تحقيق : أحمد الحسيني ، طبعة مكتبة المرعشي ـ قم (١٤٠٣ هـ).

٣٢ ـ ريحانة الأدب في تراجم المعروفين بالكنية واللّقب (بالفارسية) : مدرّسي ـ محمّد عليّ ، طبعة شفق ـ تبريز إيران ، الطبعة الثالثة ، (بلا ـ ت).

٣٣ ـ الصلة بين التصوّف والتشيّع : الشيبي ـ كامل مصطفى ، طبعة دار الأندلس ـ بيروت ، الطبعة الثالثة (١٩٨٢ م).

٣٤ ـ طبقات أعلام الشيعة : الطهراني آقا بزرك ـ محسن ، (ت ١٣٨٩ هـ) ، طبعة دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ، الطبعة الأُولى (١٤٣٠ هـ ـ ٢٠٠٩ م).

٢٤٧

٣٥ ـ غنية النزوع إلى علمي الأُصول والفروع : ابن زهرة ـ حمزة بن عليّ الحلبي (ت ٥٨٥ هـ) ، تحقيق : إبراهيم البهادري ، طبعة مؤسّسة الإمام الصادق ـ قم ، الطبعة الأُولى (١٤١٧ هـ).

٣٦ ـ الفتاوى الواضحة وفقاً لمذهب أهل البيت : الصدر ـ محمّد باقر (ت ١٤٠١ هـ) ، طبعة دار التعارف ـ بيروت ، الطبعة السابعة (١٤٠١ هـ ـ ١٩٨٢ م).

٣٧ ـ فرائد الأُصول : الأنصاري ـ مرتضى محمّد أمين ، طبعة مطبعة النعمان ـ النجف ، (بلا ـ ت).

٣٨ ـ فرحة الغري : ابن طاووس ـ عبد الكريم بن أحمد (ت ٦٩٣ هـ) ، طبعة منشورات الرضي ـ قم (بلا ـ ت) ، وطبعة العتبة العلوية بتحقيق الشيخ محمّد مهدي نجف ، الطبعة الأُولى (١٤٣١ هـ ـ ٢٠١٠ م).

٣٩ ـ الفقه في جنوب لبنان : الحسيني ـ محمّد طاهر ، طبعة دار المحجّة البيضاء ـ بيروت ، الطبعة الأُولى (١٤٣٠ هـ ـ ٢٠٠٩ م).

٤٠ ـ فوات الوفيات : الكتبي ـ محمّد بن شاكر (ت ٧٦٤ هـ) ، تحقيق : إحسان عبّاس ، طبعة دار صادر ـ بيروت (بلا ـ ت).

٤١ ـ الفهرست : منتجب الدين ـ عليّ بن بابويه الرازي (من أعلام القرن السادس الهجري) ، تحقيق وتقديم : جلال الدين محدّث أرموي ، طبعة مكتبة المرعشي ـ قم (١٣٦٦ ش).

٤٢ ـ الفيلسوف نصير الدين الطوسي : الأعسم ـ عبد الأمير ، طبعة دار الأندلس ـ بيروت ، الطبعة الثانية (١٩٨٠ م).

٤٣ ـ قاموس الرِّجال في تحقيق رواة الشيعة ومحدّثيهم : التستري ـ محمّد تقي بن كاظم التستري (ت ١٣٢٠ هـ) ، طبعة مؤسّسة النشر الإسلامي ـ قم ، الطبعة الثانية (١٤١٠ هـ).

٢٤٨

٤٤ ـ قواعد الحديث : الغريفي ـ محيي الدين ، مطبعة الآداب ـ النجف الأشرف ، الطبعة الأُولى (١٣٨٨ هـ).

٤٥ ـ القواعد والفوائد في الفقه والأُصول والعربية : العاملي ـ أبو عبد الله محمّد بن مكّي المعروف بالشهيد الأول (ت ٧٨٦ هـ) ، تحقيق : عبد الهادي الحكيم ، طبعة أُفست مكتبة المفيد ـ قم إيران ، (بلا ـ ت).

٤٦ ـ الكافي في الفقه : الحلبي ـ أبو الصلاح تقي الدين بن نجم الدين بن عبيد الله ابن محمّد الحلبي (ت ٤٤٧ هـ) ، تحقيق : رضا الأُستادي ، طبعة منشورات مكتبة أمير المؤمنين ـ إصفهان (١٤٠٣ هـ).

٤٧ ـ الكامل في التاريخ : ابن الأثير ـ عزّ الدين أبي الحسن عليّ بن محمّد أبي الكرم الجزري (ت ٦٣٠ هـ) ، تحقيق : عليّ شيري ، طبعة دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ، الطبعة الأُولى (١٤٠٨ هـ ـ ١٩٨٩ م).

٤٨ ـ كتاب الرجال : الحلّي ـ تقي الدين الحسن بن عليّ ابن داود (ت بعد سنة ٧٠٧ هـ) ، حقّقه وقدّم له : السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم.

٤٩ ـ كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين : طبعة مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ـ قم ، (بلا ـ ت).

٥٠ ـ كنز العرفان في فقه القرآن : السيّوري ـ جمال الدين المقداد بن عبد الله (ت ٨٢٦ هـ) ، طبعة المكتبة الرضوية ـ طهران (١٣٨٤ هـ).

٥١ ـ لسان الميزان : ابن حجر العسقلاني ، أبي الفضل أحمد بن عليّ (ت ٨٥٢ هـ) ، طبعة دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ، الطبعة الثانية (١٤٢٢ هـ ـ ٢٠٠١ م).

٥٢ ـ متابعات تاريخية فكرية لحركة الفكر في الحلّة : آل ياسين ـ محمّد مفيد ، طبعة المكتبة العصرية ـ بغداد ، الطبعة الأُولى ، (١٤٢٥ هـ ـ ٢٠٠٤ م).

٢٤٩

٥٣ ـ مجالس المؤمنين (بالفارسية) : الشوشتري ـ القاضي نور الله (الشهيد سنة ١٠١٩ هـ) ، انتشارات إسلامية ـ طهران (١٣٧٧ ش).

٥٤ ـ مجلّة فقه أهل البيت : : مجلّة فصلية تخصّصية تصدرها دائرة معارف فقه أهل البيت : في قم ولبنان.

٥٥ ـ مجلّة لغة العرب ، (مجلّة شهرية أدبية علمية تاريخية) : الكرملي ـ الأب انستاس ماري ، طبعة دار الحرّية (١٣٩١ هـ ـ ١٩٧١ م).

٥٦ ـ مجموعة رسائل الشريف المرتضى : المرتضى ـ علم الهدى الشريف عليّ بن الحسين بن موسى (ت ٤٣٦ هـ) ، تقديم : أحمد الحسيني ، إعداد : مهدي الرجائي ، طبعة دار القرآن ـ قم (١٤٠٥ هـ).

٥٧ ـ مختلف الشيعة : طبعة مركز الأبحاث والدراسات ـ قم ، الطبعة الثانية (١٤٢٣ هـ).

٥٨ ـ المدخل إلى أُصول الفقه الجعفري : عمرو ـ القاضي يوسف محمّد ، قدّم له السيّد محمّد الصدر ، طبعة دار الزهراء ـ بيروت ، الطبعة الأُولى ، (١٤٠١ هـ ـ ١٩٨١ م).

٥٩ ـ مدرسة الحلّة العلمية ودورها في حركة التأصيل المعرفي : الحكيم ـ حسن عيسى ، طبعة مركز الهدى للدراسات الحوزوية (٢٠٠٩ هـ).

٦٠ ـ مراحل تطوّر الاجتهاد (مقال) ، مجلّة فقه أهل البيت : : الحكيم ـ منذر ، العدد ١٧.

٦١ ـ المراسم في الفقه الإمامي : سلاّر ـ حمزة بن عبد العزيز الديلمي (ت ٤٦٣ هـ) ، تحقيق : د. محمود البستاني ، طبعة أُفست الحرمين ـ قم ، الطبعة الأُولى (١٤٠٠ هـ ـ ١٩٨٠ م).

٢٥٠

٦٢ ـ المراصد الفلكية في العالم الإسلامي : هاييلي ـ آيدين ، طبعة مؤسّسة الكويت للتقدّم العلمي ، الطبعة الأُولى (١٩٩٥ م).

٦٣ ـ مراقد المعارف : حرز الدين ـ محمّد (ت ١٣٦٥ هـ) ، تحقيق : محمّد حسين حرز الدين ، أُفست الطبعة الأُولى ، انتشارات سعيد بن الجبير ـ قم (١٩٩٢ م).

٦٤ ـ مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل (الخاتمة) : النوري ـ ميرزا حسين ابن محمّد تقي النوري الطبرسي ، الشهير بالمحدّث النوري (ت ١٣٢٠ هـ ـ ١٩٠٢ م) ، الخاتمة ، طبعة وتحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم ، الطبعة الأُولى (١٤٠٧ هـ).

٦٥ ـ مشاهير المدفونين في النجف : الفتلاوي ـ كاظم ، طبعة النجف ، العتبة العلوية ، الطبعة الأُولى (١٤٣١ هـ ـ ٢٠١٠ م).

٦٦ ـ مصفى المقال : الطهراني آقا بزرك ـ محسن (ت ١٣٨٩ هـ) ، طبعة دار العلوم ـ بيروت ، الطبعة الثانية (١٤٠٨ هـ ـ ١٩٨٨ م).

٦٧ ـ معارف الرجال في تراجم العلماء والأُدباء : حرز الدين ـ محمّد (ت ١٣٦٥هـ) ، علّق عليه : محمّد حسين حرز الدين ، طبعة مكتبة المرعشي ـ قم (١٤٠٥ هـ).

٦٨ ـ المعالم الجديدة للأُصول : الصدر ـ محمّد باقر (ت ١٤١٠هـ) ، طبعة المجمع العالمي للإمام الشهيد الصدر ، الطبعة الثالثة (١٤٢٩ هـ).

٦٩ ـ المعتبر في شرح المختصر : الحلّي ـ نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن الهُذلي المحقّق الحلّي (ت ٦٧٦ هـ) ، تحقيق : عدّة من الأفاضل ، طبعة مؤسّسة سيّد الشهداء ـ قم ، (بلا ـ ت).

٢٥١

٧٠ ـ معجم البلدان : الحموي ـ شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت (ت ٦٢٦ هـ) ، طبعة دار إحياء التراث العربي ـ بيروت (بلا ـ ت).

٧١ ـ معجم رجال الحديث وتفصيل الرواة : الخوئي ـ السيّد أبو القاسم بن عليّ أكبر الخوئي (١٤١٣ هـ) ، نشر الفقاهة ـ قم ، الطبعة الخامسة ، (١٤١٣ هـ ـ ١٩٩٢ م).

٧٢ ـ معجم مقاييس اللّغة : ابن فارس ـ أبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريّا (ت ٣٩٥ هـ) ، حقّقه : شهاب الدين أبو عمرو ، طبعة دار الفكر ـ بيروت (١٤١٤ هـ).

٧٣ ـ مقدّمة تحقيق كتاب شرائع الإسلام للمحقّق الحلّي : البقّال ـ عبد الحسين ، الطبعة المحقّقة الأولى ، مطبعة الآداب ـ النجف الأشرف (١٣٨٩ هـ ـ ١٩٦٩ م).

٧٤ ـ مقدّمة كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية للشهيدين العامليّين : الآصفي ـ محمّد مهدي ، طبعة بيروت ، (بلا ـ ت).

٧٥ ـ منتهى المقال في معرفة الرجال : الحائري ـ أبو عليّ محمّد بن إسماعيل المازندراني (ت ١٢١٦ هـ) ، طبعة مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم ، الطبعة الأُولى (١٤١٦ هـ).

٧٦ ـ موسوعة طبقات الفقهاء : السبحاني ـ جعفر ، طبعة دار الأضواء ـ بيروت ، الطبعة الأُولى (١٤٢٠ هـ ـ ١٩٩٩ م).

٧٧ ـ موسوعة العتبات المقدّسة : الخليلي ـ جعفر ، طبعة مؤسّسة الأعلمي ـ بيروت ، الطبعة الثانية (١٤٠٧ هـ ـ ١٩٨٧ م).

٧٨ ـ المهذّب البارع : ابن البرّاج ـ أبو القاسم عبد العزيز بن البرّاج الطرابلسي (ت ٤٨١ هـ) ، طبعة مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرّسين ـ قم (١٤٠٦ هـ).

٢٥٢

٧٩ ـ النجف الأشرف والحلّة الفيحاء صلات علمية وثقافية عبر عصور التاريخ : الحكيم ـ حسن عيسى طبعة مطبعة الغريّ الحديثة (٢٠٠٦ م).

٨٠ ـ نزهة الناظر : الحلّي ـ نجيب الدين يحيى بن سعيد (ت ٦٩٠ هـ) ، إعداد السيّد أحمد الحسيني ، طبعة الآداب ـ النجف (١٣٨٦ هـ).

٨١ ـ نظام الحكم في الإسلام النبوّة والإمامة : مقلّد ـ عليّ ، طبعة مركز الحضارة ـ بيروت.

٨٢ ـ نقد الرجال : التفرشي ـ مصطفى بن الحسين الحسيني (من أعلام القرن الحادي عشر الهجري) ، تحقيق وطباعة : مؤسّسة آل البيت : لإحياء التراث ـ قم ، الطبعة الأُولى (١٤١٨ هـ).

٨٣ ـ الوافي بالوفيات : الصفدي ـ صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (ت ٧٦٤ هـ) ، طبعة دار النشر فرانز شتانيز ـ فيسبادن (١٣٨١ هـ ـ ١٩٦٢ م).

٨٤ ـ الوسيلة إلى نيل الفضيلة : ابن حمزة ـ محمّد بن عليّ الطوسي (من أعلام القرن السادس الهجري) ، تحقيق : محمّد الحسّون ، طبعة مكتبة المرعشي ـ قم (١٤٠٨ هـ).

٨٥ ـ هديّة الأحباب في ذكر المعروفين بالكنى والألقاب : القمّي ـ عبّاس بن محمّد رضا بن أبي القاسم (١٣٥٩ هـ) ، ترجمة : هاشم الصالحي ، طبعة مؤسّسة نشر الفقاهة ـ قم ، الطبعة الأُولى (١٤٢٠ هـ).

٨٦ ـ هديّة العارفين في أسماء المؤلّفين وآثار المصنّفين : البغدادي ـ إسماعيل بن محمّد باشا الباباني البغدادي (ت ١٣٣٩ هـ) ، طبعة استانبول (١٩٦٠ م).

٢٥٣

تعليقاتٌ مستطردةٌ على كتاب

الحماسة ذات الحواشي

السيّد عبد الستّار الحسني

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدِّمة

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خيرته من خلقه محمّد وآله الطاهرين ، والرضا عن أصحابه المنتجبين.

وبعد : فقد كنت اقتنيت (دورةً) ـ على اصطلاح العصريّين ـ من كتاب الحماسة ذات الحواشي من مصنّفات العلاّمة الأديب السيّد فضل الله الراوندي (ت ٥٧١ هـ) وهو كتاب نفيس مفعم بالفوائد ، وقد زاده حسناً ورصانة اضطلاع جماعة من المحقّقين الكُفاة والأعلام الوعاة بتحقيقه ، تحقيقاً مستوفياً لشرائط (التحقيق العلمي) ، وإخراجه للملأ العلمي بأبهى الحلل القشيبة ، وإنّ نشره بهذا الطراز الفاخر والتحقيق المُوْعِب النادر لهو حسنة مستطرفة ،

٢٥٤

وفضيلة مؤتنفة ، تضاف إلى (قائمة) محاسن مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام وفضائلها ، هذه المؤسّسة التي لها الدور المتميّز في إحياء التراث العلمي والأدبي ونشر أعلاقه النفيسة.

وقد قرأت الجزء الأوّل من الكتاب المذكور ، وقيّدت جملةً من التعليقات على حواشيه كما هو دأبي في غالب قراءاتي ، ولم يكن ما قيّدته (نقداً) بالمعنى المعروف لهذا التعبير ؛ وإنّما هو على سبيل الحاشية (الإضافيّة) ، مع سلوك سبيل (الاستطراد) بذكر جملة ممّا أزعم أنّه داخل في معنى الإفادة ، ولو على نحو التجوّز والاتّساع ، وسيأتي التعليق على سائر أجزاء الكتاب ، إن شاء الله تعالى.

وَكَتبَ الأقل عبد الستّار الحسني ٢/شهر ربيع الآخر/١٤٣٥ هـ

* وفي صفحة ٥ من المقدّمة : «ربما يؤثّر على وضع الخطاب ..».

والصواب : بما يؤثّر في وضع الخطاب ؛ لأنّ الفعل (أثّر) وما اشتقّ منه يتعدّى بحرف الجرّ (في) وليس بـ : (على) كما شاع خطأ.

* وفي ص ٥ : «وإن لم تصرّح بذلك أدواته ومبادؤه».

والصواب : ومبادئه ؛ على مقتضى قواعد كتابة (الهمزة) مع مراعاة حركتها وحركة ما قبلها ممّا هو مبسوط في بابه.

* وفي ص ٥ : «الحاكمة لطبيعة الخطاب وتمظهراته».

أقول : عبارة (وتمظهراته) من كلام المتأخّرين المولعين بما يعرف عندهم بـ : (الاسلوب الحداثويّ).

٢٥٥

وما كانت العرب تنطق بمثل ما تكلّفه (العصريّون) من هذه البابة ، وإن استعملت ما هو قريب في (الرسم) من (التمظهرات) ، فإنّما تستعمله لـ : (نكتة بلاغية) ، وهو باب واسع ليس هذا موضع بسطه ، وإنّ كتاباً مثل هذا الكتاب يُعنى بأدب التراث العربي الأصيل ، ويتحرّى فيه المصنّف أفصح لغات العرب ، ليس من المناسب أن تحشر في مقدّمته ولا في هوامشه (الكلمات الحديثة) ، حتّى مع الاعتراف بجمالية رسمها و (رونقة جرسها). وبحسبي ما نبّهت عليه ـ هنا ـ ليدلّ على الباقي ممّا لم أشر إليه مُراعاةً للإيجاز.

* وفي صفحة ٩ : «ولعلّه كان الرائد في تبويب معاني الأختيار».

وهذا التعبير خطأ مُبين وقع فيه غير واحد من المتقدّمين بَل المتأخّرين ، وقد نبّه على ذلك أبو محمّد القاسم بن علي الحريري الربعيّ (ت ٥١٦هـ) في كتابه دُرّة الغوّاص في أوهام الخواص بقوله : «ويقولون : لعلّه نَدِمَ ، أو لعلّه قَدِمَ ، فيلفظونَ بما يشتمل على المناقضة ، وينبىء عن المعارضة. ووجه الكلام أن يقال : لعلّه يفعل ، أو لعلّه لا يفعل ؛ لأنّ معنى لعلّ التوقّع لمرجو أو مخوف ، والتّوقّع إنّما يكون لما يتجدّد ويتولّد لا لما تقضّى وتصرّم ، فإذا قلت : خرج ، فقد أخبرت عمّا قضي الأمر فيه ، واستحال معنى التوقّع له ؛ فلهذا لم يجز دخول (لعلّ) عليه».

ومع أنّ الحريري خطّأ هذا التعبير ـ هنا ـ فقد وقع هو فيه ، في موضع آخر ؛ قال في خاتمة الدرّة معتذراً عمّن عرض إلى تخطئتهم : «... ولعلّ خواطرهم هفت بها نسيانا ، وأقلامهم خطرت بها طغيانا ؛ إذ استعمل (لعلّ)

٢٥٦

مع (هفت) وهو فعل ماض لا يدلّ على (التوقّع) لمرجو أو مخوف ؛ كما ترى».

وقد وقفت على ما هو أذهب في باب الغرابة من هذا فيما روي عن عمر بن الخطّاب ، إذ جاء في ترجمة أبي بكر محمّد بن علي بن الحسن السجستاني (الترجمة ١٢٩٩) من تاريخ مدينة السلام المعروف بـ : تاريخ بغداد في حديث طلاق فاطمة بنت قيس قول عمر بن الخطّاب : «لا ندع كتاب الله لقول آمرأة لعلّها نسيت».

أقول : لا يبعد أن يكون هذا (السجستاني) نقل قول (عمر) بالمعنى ـ إن صحّ النقل عنه ـ وقد كان كثير من الرواة ـ ومنهم رواة الحديث ـ ينقلون الحديث بالمعنى ، ولهذا لم يحتجّ جماعة من النحاة بالحديث الشريف.

ومن نافلة القول أن أشير هنا إلى أنّه لم ترد في القرآن الكريم كلمة (لعلّ) إلاّ للتوقّع. والمقام يحتاج إلى بسط ليس هذا موضعه.

* وجاء في هامش صفحة ٩ قول المحقّقين سلّمهم الله تعالى : «ولعلّ أقدم ما وصل إلينا من كتب الاختيار هو المفضّليّات التي صنعها المفضّل الضبّي (المتوفّى سنة ١٧٨ هـ) ، وهي قصائد طويلة من عيون الشعر ، لم يرتّبها المفضّل على أبواب خاصّة ... وإنّما هو اختيار الذّوق الأدبي ، والجزالة اللغويّة ، فيما تراءى لهُ في ذلك العصر ...».

أقول : يخطر بالبال أنّ الزّجاجيّ ذكر في أماليه أنّ الذي اختار القصائد المسمّاة بـ : (المفضّليات) هو إبراهيم بن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى ابن الإمام الحسن السّبط عليه‌السلام (المقتول في سنة ١٤٥ هـ) عندما كان مختفياً عند

٢٥٧

المفضّل المذكور وقد نقل الزجاجيّ ـ فيما أحفظ ـ حكاية جمع هاتيك القصائد مسندةً ولا يحضرني الآن كتاب الأمالي.

وفي أحوال إبراهيم بن عبد الله المحض المذكور من كتاب عمدة الطالب للعلاّمة النّسّابة السيّد أحمد بن علي الدّاودي المعروف بـ : (ابن عِنَبة) (ت ٨٢٨ هـ) : «وكان إبراهيم [بن عبد الله بن الحسن ابن الإمام الحسن السبط] من كبار العلماء في فنون كثيرة ، يقال إنّه كان أيام اختفائه بالبصرة قد اختفى عند المفضّل بن محمّد الضبّيّ فطلب منه دواوين العرب ليطالعها ، فجاءه بما قدر عليه فأَعلَم إبراهيم على ثمانين قصيدة ، فلمّا قتل إبراهيم استخرجها المفضّل وسمّاها : (المفضّليّات) وقرئت بعده على الأصمعيّ فزاد فيها» (١).

وهذه فائدة جليلة لا ينبغي لدارسِ (المفضّليّات) أن يغفل عنها.

* وفي صفحة ١١ : «... مهيمنة الحماسة ...».

والوجه : «... هيمنة ...» ولا تقاس في مثل هذه الصيغة على قوله تعالى : (وَمُهَيْمِناً عَلى الْكِتابِ كُلِّهِ) ، كما لا يقال : مسيطرة الشعب في البلاد ـ مثلاً ـ بل يقال : سيطرة الشعب ... فهو مسيطرٌ على هذا القياس.

__________________

(١) وممّا يدلّ على تضلّعه من اللغة وإحاطته بأسرارها ما ذكره الزجّاج وغيره من أنّ إبراهيم المذكور تفقّد أحد أصحابه يوماً فسأل عنه فقال له أحد جلسائه: تركته يريد أن يموت ، فضحك الحاضرون منه وقالوا: هل رأيت أحداً يريد أن يموت؟! فقال لهم إبراهيم: لقد ضحكتم منها عربية ، (يريد) هنا بمعنى (يكاد) كقوله تعالى (فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ) ... نقلت هذه الحكاية بالمعنى ؛ لأنّ المصدر ليس تحت يدي عند كتابة هذه السطور.

٢٥٨

* وفي الصفحة نفسها : «... ممّا يقرّب الكتاب من نمذجة للأصل الاختياري».

وهذا التعبير ليس من لغة العرب العالية في شيء ، ولست أنكر استعمال (الأنموذج) مع إجماع علماء اللغة أنّه معرّب وليس بعربي النِجار ؛ إذ إنّ غير واحد من أئمّة اللغة استعمله في كلامه ودخل في حمى العربيّة و (تجانس) مع مفرداتها الأصيلة ، حتّى سمّى العلاّمة الزمخشري (ت ٥٣٨ هـ) وناهيك به أحد كُتبه في النحو : (الأُنموذج) ، ولكن الكلام في اشتقاق (النمذجة) منه ؛ إذ لم يبلغ (الأنموذج)(١) من القوّة في أصالة الجذر ما يسوّغ الاشتقاق منه من قبيل (النمذجة). ولو استعملت هذه (المفردة) في كتاب موضوعه الجغرافيا أو الاجتماع أو الاقتصاد أو ما في معناها من الفنون (العصرية) لهان الخطب ، أمّا أن تستعمل في كتاب أدب تراثي محض فلا وجه له.

وأرى أنّ الصواب أن يقال هنا : من تمثيل للأصل ، بدلاً : من (نَمذَجة للأصل).

* وفي صفحة ١١ ـ ١٢ : «وكأنّ أبا تمّام قد سخّر النصوص الأخرى ليتسيّدها ..».

أقول : هذا التعبير (ليتسيّدها) مخالف لصناعة الصرف ؛ لأنّ الأصل فيه

__________________

(١) كان صديقنا العالم الأديب الشيخ حمزة عرب السلاميّ الحائري رحمه الله تعالى إذا رأى كلمة (الأنموذج) رمّج عليها ، واستبدل بها كلمة (المثال) محتجّاً بكون (الأنموذج) ليس من كلام العرب في لغتهم العالية (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا).

٢٥٩

(سوّد) قال أبو العبّاس المبرّد في الكامل (١/١٨٦) : «وتقول في تصغير أحوى : أُحَيّ في قول من قال في أسود أُسيِّد وهو الوجه الجيّد ؛ لأنّ الياء السّاكنة إذا كانت بعدها واو متحرّكة قُلبت الواو ياء كقولك : أيّام والأصل : أيوام ، وكذلك سيّد ، والأصل : سيود».

وعلى هذا فالسيّد من الفعل (الواوي) ساد يسود ، وليس (يائياً) ، ومنه المثل المعروف : «نفس عصام سودّت عصاما» أي جعلته (سيّداً).

وقول عامر بن الطفيل ـ فيما أحفظ وهو من الشواهد :

وما سوّدتني عامرٌ عن وراثة

أبى اللهُ أنْ أسمُو بِأُمٍّ ولا أَبِ

فالصواب أن يقال ـ هنا ـ : ليسُوْدَها.

* وفي صفحة ١٢ ، الهامش : «مقدّمة الشرح المنسوب للمعرّي».

والصواب : ... المنسوب إلى المعرّي ؛ لأنّ الفعل (نسب) وما اشتقّ منه إنّما يتعدّى بـ : (إلى) لا بـ : (اللام) وقد تكرّر ذلك في مواضع كثيرة من الكتاب وحسبنا التنبيهُ عليه هُنا إلاّ أنْ يجيىء بصورة الفعل ، فقد نتعقّبه.

* وفي صفحة ١٤ الرقم (٢٣) : «عبد الله بن إبراهيم بن حكيم الخُبَريّ».

كذا جاء مضبوطاً بالقلم ـ على اصطلاح القدماء ـ بضم الخاء المعجمة وفتح الباء الموحّدة ـ.

والصواب : الخَبْرِيّ ، بفتح الخاء المعجمة وسكون الباء الموحدة.

جاء في (الخَبْريّ) من الأنساب لأبي سعد السمعاني ، ونقله عنه ابن الأثير في مهذّبه اللباب : «الخَبْريّ بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء الموحدة

٢٦٠