دفاع عن القرآن ضد منتقديه

الدكتور عبد الرحمن بدوي

دفاع عن القرآن ضد منتقديه

المؤلف:

الدكتور عبد الرحمن بدوي


المترجم: كمال جاد الله
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: الدار العالميّة للكتب والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٩٩

ـ إناه ـ (طهوه) فى اللغة البربرية.

ـ أواه ـ (مقنع فى اللغة الحبشية) «رأى ابن عباس» ، ورحيم باللغة الحبشية فى رأى عمرو بن شرحبيل وكثير الصلاة فى رأى الواسطى الذى قال إنه مأخوذ عن العبرية.

ـ أواب ـ (كثير التسبيح بالمسبحة) «حبشية».

ـ الأولى والآخرة ـ قبطية.

ـ بطائنها ـ قبطية.

ـ بعير ـ (حمار) فى العبرية.

ـ تنور ـ (قرن) فارسية.

ـ تبور (تبير) ـ قبطية.

ـ تحت ـ (فى الآية المتعلقة بمريم «فناداها من تحتها» ومعناها : بطن بالنبطية.

ـ الجبت ـ (اسم الشيطان) من الحبشية.

جهنم ـ النار فى الفارسية والعبرية.

ـ حرم ـ واجب فى الحبشية.

ـ حصب ـ وقود النار فى لغة الزنوج.

ـ حطه ـ «قولوا الحق أى تكلموا حقا فى العبرية.

ـ حواريين ـ الغسالون بالنبطية.

ـ حوب ـ خطيئة فى الحبشية.

ـ درست ـ فى العبرية.

ـ درى ـ مضىء فى الحبشية.

ـ دينار ـ نقود بالفارسية.

١٤١

ـ راعنا ـ سبه بالعبرية.

ـ ربانيون ـ حاخامات بالسريانية والعبرية.

ـ ربيون ـ ألف بالسريانية.

ـ الرحمن ـ وهو بالعبرية بحرف الخاء عند المبرد وثعلب.

ـ الرسّ ـ البئر فى الفارسية «أجامى»؟.

ـ الرقيم ـ باليونانية (حبل) شيده الله كتاب أبي القاسم.Shaydhalah

ـ رمزا بتحريك الشفاه عبرية.

ـ الروم ـ البيزنطيون.

ـ زنجبيل ـ فارسية.

ـ السجل ـ فى الحبشية بمعنى (الرجل) عند ابن عباس والكتاب عند ابن جنى وقال البعض إنها كلمة فارسية.

ـ سجيل ـ كلمة فارسية مكونة من : حجر وطين ويقول أبو حاتم : «كتاب الزينة» إن هذا اسم أعجمى.

ـ سرادق ـ فى الفارسية سايرده ومعناها ستارة البيت.

ـ سريا ـ نهر فى السريانية أو القبطية ، أو اليونانية عند شيده الله. Shaydhalah

ـ سفرة ـ قراء فى القبطية.

ـ سقر ـ النار فى الفارسية.

ـ سجدا ـ برءوس مغطاة فى السريانية.

ـ سكرا ـ عنبا فى الحبشية.

ـ سلسبيل ـ ذكر الجوالقى فى الأجامى أنها كلمة فارسية.

ـ سنا ـ ذكرها ابن حجر لكن لم يذكرها أحد غيره.

ـ سندس ـ فارسية عند الجوالقى ولكن شهيد الله يرى أنها هندية.

١٤٢

ـ سيدها ـ زوجها فى اللغة القبطية.

ـ سينين ـ جميل فى القبطية.

ـ سناء ـ حسن فى القبطية.

ـ شطر ـ فى (شطر المسجد) ومعناها جهة وهى حبشية.

ـ شهر ـ سريانية.

ـ الصراط ـ طريق وسبيل يونانية.

ـ صرهن ـ قطعهن إلى أجزاء نبطية.

ـ صلوات ـ تراتيل اليهود عبرية.

ـ طه ـ يا رجل بالنبطية أو بالحبشية.

ـ طفقا ـ شرع يونانية «شيده الله».halahdyahS

ـ طوبى ـ اسم الجنة حبشية.

ـ طور ـ جبل بالسريانية أو القبطية.

ـ طوى ـ ليلا أو اسم رجل فى العبرية.

ـ عبدت ـ فى «عبدت بنى إسرائيل» بمعنى قتلوا قبطية.

ـ عدن ـ (جنات عدن) ومعناها مزارع الكرم بالسريانية أو اليونانية وحسب تفسير جوابير.

ـ العرم ـ معناها بالحبشية النافورة.

ـ غساق ـ بارد أو آسن بالتركية.

ـ فردوس ـ الجنة باليونانية أو فروع العنب بالنبطية.

ـ فوم ـ (قمح) باليونانية.

ـ قراطيس ـ عند الجوالقى كلمة غير عربية.

ـ قسط ـ عدل باليونانية.

١٤٣

ـ قسطاس ـ عدل باليونانية أو ميزان باليونانية أيضا.

ـ قسورة ـ أسد بالحبشية عند ابن عباس.

ـ قطنا ـ كتابنا بالقبطية.

ـ قفل ـ بالفارسية.

ـ قمل ـ عبرية أو سريانية.

ـ قنطار ـ عند الثعالبى فى فقه اللغة هذه كلمة يونانية معناها ، وزن اثنى عشرة.

ـ القيوم ـ الذى لا ينام باللغة السريانية.

ـ كافور ـ فارسية.

ـ كفّر (عنا) ـ أمح عنا بالنبطية أو العبرية.

ـ كفلين ـ مرتين بالنبطية.

ـ كنز ـ فارسية.

ـ كورت ـ غمست فارسية.

ـ لينة ـ شجرة نجيل فى لغة يهود يثرب.

ـ متكأ ـ برتقال مر بالحبشية.

ـ مجوس ـ (عبدة زرادشيتون) ، وهى كلمة غير عربية عند الجوالقى.

ـ مرجان ـ كلمة غير عربية عند الجوالقى.

ـ مسك ـ فارسية.

ـ مشكاة ـ كوه بالحبشية.

ـ مقاليد ـ مفاتيح بالفارسية.

ـ مرقوم ـ مكتوب عبرية.

ـ مزجاة ـ ذات قيمة منخفضة ، فارسية أو قبطية.

١٤٤

ـ ملكوت ـ ملك قبطية.

ـ مناص ـ مهرب قبطية.

ـ منسأة ـ عصا بالحبشية.

ـ مهل ـ دردى الزيت عبرية.

ـ ناشئة ـ سهر الليل حبشية.

ـ ن ـ بالفارسية «أتون» أفعل ما تريد.

ـ هدنا ـ تبنا عبرية.

ـ هودا ـ كلمة غير عربية (يهود).

ـ هون ـ «يمشون على الأرض هونا» ومعناها عقلاء سريانية أو عبرية.

ـ هيت لك ـ تعال قبطية أو سريانية أو حورانية أو عبرية.

ـ وراء ـ أمام قبطية.

ـ ورده ـ يقول الجوالقى أنها كلمة غير عربية.

ـ وزر ـ حيل أو ملجأ يلجأ قبطية.

ـ ياقوت ـ فارسية.

ـ يجور ـ «إنه ظن أن لن يجور» ومعناها يرجع حبشية.

ـ يس ـ يا رجل حبشية

ـ يصدون ـ يصيحون حبشية.

ـ يصهر ـ يطهو جيدا ، لغة أهل المغرب أو اللغة القبطية عند شيده الله Shaydhalah

ـ اليم ـ البحر ، سريانية (ابن قتيبة) عبرية (ابن الجوزى) قبطية (شيده الله).Shaydhalah

ـ اليهود ـ كلمة غير عربية معربة من أصل عبرى.

١٤٥

المجموع ١١٩ كلمة غير عربية

ويتباهى السيوطى بأنه أول من جمع هذا العدد من الكلمات غير العربية الموجودة فى القرآن ويقول أيضا إن القاضى تاج الدين ابن السبكى قد وضع شعرا ٢٧ كلمة ثم ابن حجر وقد وضع قصيدة أخرى تحوى ٢٤ كلمة ووضع السيوطى قصيدة أيضا تحتوى على كل الباقى من الكلمات الأعجمية المذكورة فى القرآن أى حوالى ما يربو على ٦٠ كلمة أو فى النهاية تحتوى هذه القصائد الثلاث على أكثر من مائة كلمة وذكر السيوطى القصائد الثلاثة كاملة فى (الاتقان ج ١ ص ١٤٠ ، ١٤١ ، القاهرة ١٩٣٥) ووضعها بنفس الوزن والقافية.

ويخبرن السيوطى أيضا أنه وضع كتابا بكامله مخصصا لهذا الموضوع بعنوان «المهذب فيما وقع فى القرآن من المعرب»

وهذه قائمة بما قام به المستشرقون من دراسات حول هذا الموضوع :

ـ دفوراك : «حول الكلمات الأجنبية فى القرآن» ـ فينا ١٨٨٥.

ـ دفوراك : «مساهمة حول مشكلة الكلمات الأجنبية فى القرآن» ـ ميونخ ١٨٨٤.

ـ س. فرانكل : «المفردات العربية القديمة الأصلية والمحولة عن الأصل فى القرآن» ـ ليدن ١٨٨٠.

ـ س. فرانكل : «الكلمات الأجنبية الآرامية فى اللغة العربية» ـ ليدن ١٨٨٦.

ـ س. فرانكل : «الخليط فى القرآن» ZDMG ٥٦ ، ٧١.

ـ ه. جريم حول بعض أنواع الكلمات المسندة إلى جنوب الجزيرة العربية فى القرآن Z A ، ٢٦ ، ١٩١٢.

ـ أرثر جيفرى. «الكلمات الأجنبية فى القرآن المعهد الشرقى» «بارودا ـ ١٩٣٨.

١٤٦

ـ أ. منجانا : «التأثير السريانى على أسلوب القرآن» ، نشره رينالدز ـ ١٩٢٧.

اقتراحاتنا

لقد بذل هؤلاء الكتّاب جهودا كبيرة لتفسير اشتقاق عدد كبير من الألفاظ الأجنبية التي احتواها القرآن ونجدهم أحيانا يقترحون عدة اشتقاقات لكلمة واحدة.

ونقترح عليكم الآن تصحيحا لبعض التخمينات التى قاموا بها وتكملة لقوائمهم.

لقد اكتشفنا مصدرا آخر تناسوه تماما ألا وهو اللغة اللاتينية ، فقد كان للروم حضورا فى الجزيرة العربية خلال السبع قرون التى سبقت ظهور الإسلام وإن كانت اليونانية منتشرة بشكل واسع بين شعوب هذه المنطقة ، فإنه لا يمكن إنكار أن اللغة الرومانية كانت متواجدة بقدر جعلها تدخل فى نسيج اللغة المحلية.

وعلينا أن نشير هنا أن كلمة «رومية» تدل على اليونانية واللاتينية على حد سواء.

ولهذا يتعين علينا البحث فى هاتين اللغتين كلما ذكر الزركشى أو السيوطى فى قوائمهما عن أصل اللفظ روميّ ، وتوصلنا باتباع هذا المنهج إلى النتائج التالية :

١ ـ قسط ، قسطاس :

نعتقد أن هذين اللفظين وهما فى الحقيقة لفظ واحد ، ليسا من أصل يونانى ولم يشتقا من كلمةdikastes ـ قاضى أقترح ذلك فولرZDMG ,١ ,٣٦ Vollers in ، ولا من كلمةextes اليونانية كذلك ، وهي مكيال روماني مثلما اقترحه مينجاناMingana ، حيث أكد مفسرو القرآن ، وجاء فى القائمتين أن كلمة قسطا أو قسطاس تعني بالرومية : العدالة فلا كلمةdikastes ـ قاضى ولا كلمةXestes ـ مكيال تؤدى إلى هذا المعنى.

١٤٧

لهذا نقترح أن أصل هذين اللفظين القرآنيين يعود إلى الكلمة اللاتينيةJustus أوJustitia (العادل ـ عدالة) فهذه الكلمة تنطبق تماما مع اللفظين القرآنيين ، خاصة لو نطقنا القاف كألف مثل ما هو جاري عليه فى اللهجة العامية ، وشكل الكلمتين قسط وقسطاس مرده إلى ترك أو حذف الحركة الأخيرة فى الكلمة اللاتينيةUS ، وهى ظاهرة معتادة فى تعريب الألفاظ اليونانية واللاتينية (مثلا كلمة سقراطSocrates تعرب أحيانا بالحركة سقراطيس ، وأحيانا أخرى بدونها لتصبح سقراط).

٢ ـ برج :

هذه الكلمة التى تجاهلها جيفرى Jeffrey وآخرون ترجع إلى الكلمة اللاتينيةburgus ، التى تعنى الحصن المنيع ، والتى استعملها الكاتب العسكرى فيجيتيوس ريناتوس خلال حياته ما بين القرن الرابع والخامس بعد الميلاد فى كتابه Epito maraimilitariaIv.٠١.

٣ ـ الكهف :

هذا اللفظ الذى تشير إليه القوائم ما هو إلا اشتقاق من الكلمة اللاتينيةPar ٣ PlinelAncien ,N aturalisHistoria ,LivveXI.

٤ ـ قنطار :

أنها كلمة لاتينية أصلهاGenlumLibrae (مكيال قدره ١٠٠ رطل) ، تحولت بعد ذلك إلى كلمةquintal أوquintulium ، ومنها الكلمة الفرنسيةquintal.

٥ ـ صراط :

وهى الكلمة اللاتينيةStrata بمعنى طريق معبد أو طريق كبير (أتروبيوس «نهاية القرن الرابع» : مختصر التاريخ الرومانى ط ريل ١٨٨٧ ، ٩ ، ١٥ ، سان أوجستين الخطيب ط. مايو ٩ ، ٢١)

١٤٨

تبقى ثلاث كلمات من التى أوضح الزركشى فى قائمتيه أنها رومية والسيوطى عن شهيد الله وهم طفقا ـ رقيم ـ سرى ، وشهيد الله هو اسم عرف به «عزيزى بن عبد الملك» صاحب كتاب «البرهان في مشكلات القرآن» ، وقد كان فقيها وخطيبا مات فى بغداد عام (٤٤٩ ه‍ / ١١٠٠ م) ، وليس هناك أى شخص آخر بنفس الكنية ، وليس بإمكاننا أن نجد أصلا يونانيا أو لاتينيا لهذه الكلمات ، ففيما يتعلق بكلمة رقيم يجب أن نشير إلى أنها ترجمت بأشكال متنوعة عند مفسرى القرآن المسلمين فقيل هى اسم كلب [الكهف آية : ٩] ، وقيل هى اسم مكان فى جهة قريبة من الكهف ، وأما عند المستشرقين فإن تورى (Torrey) يعتقد أن هذه الكلمة تحريف لكلمةDeclus امبراطور بيزنطه (٢٤٩ ـ ٢٥١) ، والذى خلال حكمه لجأ هؤلاء الشبان المسيحيون السبعة إلى كهف قريب من «إيفاز» Ephese ، ويفترض هوروفيتز فى (دراسات قرآنية ص ٩٥) أن الرقيم كتابه مكتوبة على جدار الكهف وهو افتراض خاطئ تماما مثل افتراض نورى (فى دراسات شرقية مقدمة إلى إ ـ ج براون ١٩٢٢ ص ٤٥٧ ، ٤٥٩) ، أما بالنسبة للفعل طفق والذى اشتق منه المثنى (طفقا) فهو فى المعاجم العربية من أفعال المقاربة إذا فما الذى دفع شهيد الله أن يبحث له عن أصل يونانى؟

ونقول نفس الشيء عن الكلمة الثالثة «سرى» فقد فهمت على أنها صفة بمعنى ، رائع ، بهى ، جميل ، ولكن فى المعاجم العربية لها معنى آخر هو «جدول ماء تحت النخل لريه» (القاموس الفرنسى العربى كازي ميرسكى) ، وهذا هو المعنى الذى تعطيه قائمنا الزركشى والسيوطى والذى دفع شهيد الله إلى الاعتقاد بأن أصله يونانى أو لاتينى ، وفى لسان العرب لابن منظور نقرأ : السرى هو النهر ويقول ثعلب أيضا هو «الجدول أو السيل الذى يروى النخيل والجمع أسرية وسريان ذكره سيبويه ، وقال ابن عباس سرى هو الجدول ، وهذا رأى اللغويين ، وقد ذكر أبو عبيد البيت الذى يصف فيه لبيد نخيلا مزروعا حول ماء النهر وهو :

سحق يمتعها الصفا وسريه

عمّ نواعم بينهن كروم

١٤٩

وهذا البيت يؤكد أن كلمة سرى دخلت إلى اللغة العربية قبل الإسلام بمعنى جدول تحت النخل يسقيه.

ولقد بحثنا عبثا عن كلمة إغريقية أو لاتينية تشابه فى الكتابة كلمة سرى بمعنى جدول فوجدنا فى اليونانية الكلمات Solen ـ Hudragogos ـ Ochetos وفى اللاتينيةSalonsfossa ـ Canalis Canalicus ـ Inclia ـ Elices ـ Elices ـ Euripus ـ Rirus.

ولا تتشابه أى من هذه الكلمات الإغريقية أو اللاتينية مع الكلمة العربية سرى ، وربما كانت الكلمة الإغريقيةneloS واللاتينيةsulucS الأقرب بين هذه الكلمات ، ولكنهما بعيدتان على أى حال عن الكلمة العربية على الأقل عن افتراض التحويل أو التحريف.

١٥٠

الفصل الثانى عشر

حول النداء القرآنى «يا أخت هارون»

١٥١
١٥٢

(أ) رولاند (Reland) ودفاعه عن الإسلام :

على هامش دراستى عن الدين عند كانط (المجلد الرابع فى تناولنا لمذهبه) ، وجدت نفسى منقادا لدراسة المصادر التى شكلت هذا الفيلسوف فيما يخص الإسلام والذى خصه بكثير من الجوانب فى كتبه (١) ، ومن أجل ذلك اهتممت بعمل أدريان رولاند الذى (ولد فى هولندا الشمالية ١٦٧٦ ، ومات فى أوترخت ١٧١٨) ، وخاصة عمله (الديانة المحمدية ، الطبعة الأولى ـ سنة ١٧٠٥ طبعة أولى. ثانيه سنة ١٧١٧) (٢).

لقد شدنى فى هذا الكتاب اعتداله وعمقه ورأيه الموضوعى جدا تجاه الإسلام والنبى محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد هذا الطوفان العظيم من المهاجمين الذين تتابعوا من القرن الثالث عشر وحتى من قبله وإلى نهاية القرن السابع عشر (٣).

كما كتب أدريان رولاند فى رسالة إهداء إلى أخيه بيار رولاند (المحامى فى امستردام) كان متعجبا من أنه لو كان الإسلام كما وصفه هؤلاء المهاجمين المسيحيون الأوربيون فليس من المعقول أن كثيرا من الناس يمكن أن يعتنقوا دينا عبثيا ولا يمكن أن يفهم أن اتباع محمد كلهم أغبياء وحمقى ، كما أنه ليس مسموحا لنا أن نشك ونحن نرجع إلى آثار وكتابات هذه الملة والتى أخرجت عبقريات وعظماء لم ير العالم مثيلا لها في أى شعب آخر إن لم نقل أن العرب والذين ولدوا بفضل هذا الدين امتلكوا ناصية العلم والفنون

__________________

(١) إيمانويل كانط (ImmanuelKant) الأعمال الكاملة.

(٢) أدريان رولاند (AdrianiRelandi) الدين المحمدى. كتاب فى جزءين يعرض الأول لأصول الدين المحمدى للقانون العربى المطبوع ، وشعر لاتينى وملاحظات توضيحية والثانى يناقش كذب الافتراءات على محمد ، برودلت ١٧٠٥.

(٣) أنظر العرض القصير جدا ولكنه مفيد لنورمان دانيال بعنوان : الإسلام والغرب ، ايرنبرج ١٩٥٨NormanDaniel : Islaman dthewestEdinburg ٨٥٩١.

١٥٣

الجميلة لقرون عديدة لا سيما القرن العاشر بينما ترك المسيحيون كل شىء يذبل ويموت ويتبلد فى غربنا» (١).

وقد اهتم بدراسة الدين الإسلامى فى المصادر العربية مما سمح له أن يفهم الإسلام بطريقة مختلفة تماما عن الصورة الراسخة فى الغرب ويقول فى هذا الصدد : «يجب أن أعترف بكامل اليقين بعد دراسة عقلانية للديانة المحمدية أننى وجدت لمحمد وجها مختلفا تماما عن الذى قالوه عنه مما ولد عندى الرغبة فى تعريف العالم به وبالألوان التى تناسبه (٢).

وحين غاص فى هذه العقلية وصل رولاند إلى نتائج وأحكام عن الإسلام كانت أدق وأضبط ألف مرة من التى قالها الكتاب المعاصرون ولو أحسن هؤلاء صنعا لرجعوا إلى أحكام رولاند قبل أن يدلوا بكثير من أقوالهم.

وكان رولاند كاثوليكيا ولكنه لم يبحث عن حقيقة الإسلام من منطلق أن البابويين Papistes يقارنون البروتستانت بالمسلمين ، بل كان دافعه كما يقول هو : «البحث عن الحقيقة حيثما وجدت ، إن إغلاق الباب أمام الأكاذيب من كل صوت مهمة جديرة بالثناء فى كل وقت ، إذ تكشف للناس عن ديانة منتشرة غير محرفة لا تثقلها سحب الغيبة والتغليظ ديانة تظهر للناس بشكلها الحقيقى الذى يلقن فى معابد ومدارس المحمديين ، من هذا المنطلق فقط يمكننا إذن مهاجمتها بنجاح. وإن لم نستطع تدميرها فإننا نستطيع على الأقل تدمير وجودها فى فكرنا».

وهو يسوق مزاعم مشابهات بين اللوثريين (البروتستان أتباع مارتن لوثر) ، والمحمديين لخصها فى الدرس التالى.

١ ـ يفتخر محمد بأنه عنده وحده الإنجيل الصحيح مما يعنى التأكيد بالتمسك بالعهد القديم والجديد واستبعاد ما عداه ونفس الشيء عند لوثر الذى تجرأ بالقول أن ألمانيا قبله لم يكن لها إنجيل

__________________

(١) ص ١٦٣ ه‍.

(٢).Trad ـ Citee.PVII.

١٥٤

٢ ـ الإسلام ينقسم إلى ٧٠ فرقة ، وكذلك الإنجيليون (اسم يطلقه البروتستانت على أنفسهم).

٣ ـ أمر محمد بألا يحكم على الأمور إلا بمقياس كتبه وكذلك المارقون أى اتباع لوثر.

٤ ـ اختصر محمد من الصوم عشرة أيام وجعله شهرا قمريا واحدا هو رمضان أما لوثر فلم يغير الصوم فقط بل ألغاه وألغى كذلك كل أنواع الصوم.

٥ ـ استبدل محمد بالأحد يوم الجمعة أما اللوثريون من جانبهم فقد ألغوا كل نوع من الاحتفال بالأعياد.

٦ ـ حطم محمد الصور بينما دنسها وداسها اللوثريون.

٧ ـ سخر محمد من عبادة كل القديسين وكذلك أتباع لوثر.

٨ ـ لم يسمح محمد بالتعميد بينما اعتبره كالقان أمرا غير ضرورى.

٩ ـ يتخذ المحمديون كثيرا من الزوجات كما يشاءون دون قيد ويقر هذا السلوك «بوسر» و «وأولمدورب» BuceretOlemdarp.

١٠ ـ المسلمون ينكرون أهمية الأعمال الصالحة لغير من قام بها واللوثريون يؤكدون «أفضل أعمالنا هى الذنوب».

١١ ـ أخيرا يرفض محمد حرية الإرادة وكذلك يقرر اللوثريون (الترجمة السابقة ـ ص ١١٥ ، ١١٧ ـ المقدمة ٥ ط ١٧١٧).

من المفيد أن نذكر فى هذه المحاولة للمقارنة بين الإسلام والبروتستانتية بعض الكتاب المسلمين المعاصرين أو المحدثين (١) ، والذين تخيلوا أنهم قاموا باكتشاف عظيم حين أشاروا إلى أوجه شبه بين الإسلام والبروتستانتية! وهذه المقارنة التى قام بها دوم مارتينو فيفالدوD omMartiniVivaldo والتى استشهد بها رولاند صحيحة إلى حد ما إذا أخذنا الإسلام والبروتستانتية بصوره

__________________

(١) مثلا الشيخ محمد عبده فى رسالة التوحيد والشيخ أمين الخولى فى رسالة لمؤتمر الأديان المنعقد فى مدينة ليدن ١٩٣٤

١٥٥

مجمله أى دون تمييز الآراء الفردية فى داخل كل من الدينين ، ولكنها على أى حال تثير الملاحظات الآتية :

(أ) حسب معرفتنا لم يقسم أى مؤرخ للبروتستانتية الطوائف اللوثرية إلى ٧٠ طائفة بالتأكيد يمكن لفيفالدو أن يعدّ منها ما يشاء ، ولكن الرقم ٧٠ لا يمكن حسب علمى أن يكون عددا «لتنوع الكنائس البروتستانتية» كما هو مذكور فى حديث النبى محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم الشهير «تفترق أمتى إلى سبعين فرقة (وقيل ٧١ ، ٧٢ ، ٧٣) كلها فى النار إلا التى عليها أنا وأصحابى».

(ب) فيما يتعلق بالنقطة (٩) فإننا نعرف أن لوثر نفسه يبرر تعدد الزوجات ورأيه فى قضية كارلشتات Carlstadt ٤٢٥١ وخاصة فى قضايا هنرى السادس Henri ولاند جراف توضح مفهومه عن تعدد الزوجات (١) وهو قائم على أن التعدد مذكور مرارا في العهد القديم على أنه مشروع كما أن العهد الجديد لم يدنه صراحه ، أما كالفن Calvin فقد أدان تعدد الزوجات وفسر حالة البطارقة فى العهد القديم بأنها امتياز من الله لشرههم (أنظر تعليقه على سفر التكوين ٤ ، ١٩ ، ج. ٢٣ ص ٩٩) ، أما بوسرBucer فأفكاره عن الزواج بصفة عامة تستحق الدراسة عن كتب.

(ج) أما عن النقطة الأخيرة والتى تتعلق بحرية الإرادة فهى تصف بدقة مذهب الأشاعرة وأهل السنة بصفة عامة فى موضوع حرية الإرادة.

وهنا لا يدحض رولاند ما عرضه فيفالدو ولكنه يرد بوجود وجه شبه أخر بين المحمديين والكاثوليك وهو ما استخلصه من كلام بيبالدو نفسه وهو يكشف نقاط الالتقاء بين الإسلام والكاثوليكية ، ويقول حسب ما ورد عند

__________________

(١) أنظر فى هذا الموضوع :

(أ) ستراف (Straph) «مارتن لوثر» : فى الزواج.

(ب) زالفيلد (Salfeld) : لوثر وتعاليمه عن الزواج.

(ج) كريستيانى (Gristiani) : لوثر واللوثرية الدراسة السابقة (ص ٢٠٧ ، ٢٥٥ ، باريس ١٩٠٩).

١٥٦

بوردروك ند أن «هناك كثير من الأشياء يقترب فيها المحمديون منا نحن المسيحيين الكاثوليك».

أولا : أنهم يعبدون الإله الحق وليسوا وثنيين وإن كانوا لا يعتبرون المسيح ابنه الحقيقى فإنهم على أى حال يقدرونه ويعتبرونه نبيا عظيما وآخر أنبياء بنى إسرائيل ويعترفون أنه ولد من روح الله ومن عذراء البتول دون تدخل أى رجل وأنه أخذ من الله القدرة على عمل معجزات مثل شفاء كل مرض وكل عاهة وطرد الشياطين وإحياء الموتى ويقبلون بصفة عامة كل ما ورد عنه فى أناجيلنا ، وعلاوة على ذلك فهم يعتقدون أن عيسى نفسه والذى يسمون Neich «يسوع» أنه يعلم وعلم أيضا كل أسرار القلوب وكل الكتب وكل حكمه موسى وكل الأخلاق وكل ما يفعل الناس فى منازلهم وكل ما يدخرون فى خزائنهم إنهم يعتقدون كذلك أنه احتقر الثروات ووبخ على كل ألوان الطمع المقيتة وقهر كل نوع من أنواع الجهر بالخطيئة.

والمحمديون علموا من معلمهم أن مريم البتول حياها جبريل بقوله هذه الكلمات «يا مريم إن الله اصطفاك على كل النساء وعلى كل أمهات الأطفال والرجال ، وقد وضعك موضع الشرف بين الرجال والملائكة المقربين فى جنته.

إنهم يؤمنون أيضا أنه ما من أحد إلا للشيطان عليه سبيل إلا المسيح وأمه مريم يا لها من شهادة ثمينة وتثير الإعجاب حقا فيما يخص المفهوم النقى لأطهر وأكرم نفس عذراء.

وعلاوة على ذلك فهم يرتلون مزامير داود مثلنا تماما نحن المسيحيين ، وعند ما يزورون قبر نبيهم يرون أنهم غير مخلصين كما ينبغى إذا لم يحيوا قبر السيدة العذراء.

ـ وأخيرا إن أراد يهودى أن يدخل فى دينهم فإنهم يلزمونه قبل أى شىء أن يؤمن بالمسيح وعلى ذلك يسألونه أو تؤمن بأن عيسى المسيح ولد من عذراء بنفخ الله أو روح الله وأنه آخر أنبياء بنى إسرائيل فإن رد بالإيجاب أصبح محمديا (الترجمة السابقة ص ١١٩ ـ ١٢١ ـ ٧ فى الأصل اللاتينى).

١٥٧

ويعلق رولاند على هذا التقارب بطريقة ساخرة وهو يقول لبيبالدو : «بطريقتك الجميلة هذه تكون النتيجة أننا جميعا محمديون (ص ١١٨ ترجمة ، ٧ أصل لاتينى).

وتجد أن فيفالدو يلوى عنق الآيات القرآنية ليصل إلى إثبات هذا التقارب ولنتفحص ذلك عن قرب :

(أ) عند ما يستخلص من الآية ٤٢ من سورة آل عمران (يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ) فالنتيجة أن القرآن يرسخ المفهوم الطاهر لمريم.

(ب) حين يزعم أن المحمديين يتلون مزامير داود مثل المسيحيين فهذا محض زيف لأن المحمديين لا يتلون هذه المزامير ولا يعرفونها ولا حتى أنها تتلى عند المسيحيين ، إن القرآن لم يحدد إلا اسم «الزبور» وهو الكتاب المقدس الذى نزل على داود مثل التوراة التى نزلت على موسى والإنجيل المنزل على عيسى.

(ج) يختلق فيفالدو الأكاذيب حين يزعم أن المسلمين حين يزورون قبر نبيهم؟؟؟ يجدون أنهم لم يخلصوا كما ينبغى إن لم يزوروا قبر السيدة العذراء لأن المسلمين بداية لا يعرفون أين يوجد قبر مريم وبالأحرى فإن قبر مريم ليس قريبا من المدينة حيث يوجد قبر النبى محمد ، من أين إذا جاء فيفالدو بهذا البرهان الفاسد؟

(د) وما يقوله فيما يخص اعتناق أى يهودى للإسلام وما يتحتم عليه من الاعتراف أولا بأن عيسى المسيح ولد من عذراء بنفخ الله أو روح الله فهذا استدلال بسيط منشؤه أن كل مسلم يجب أن يعتقد بكل ما جاء فى القرآن إذا فعند اعتناق الاسلام يجب على كل يهودى يريد أن يسلم أن يؤمن بأن كل ما جاء فى القرآن حق ولكن بطريقة مجملة وليس بتفضيل شىء مما جاء فى القرآن على شىء آخر.

(ه) أما عن القضايا الأخرى فيما يخص موضوع المسيح فإن فيفالدو يعتبر إلى حد كبير قريبا من الحقيقة.

١٥٨

وكان من الضرورى أن ننتظر بعد ذلك أن دون ماريتنيو ألفونسو فيفالدو بعد أن قام بهذا التقريب بين المحمديين والكاثوليك لم يجد أى عقبة فى أن يقرأ كل منهما الكتاب المقدس عند الآخر ولكن على العكس فى نفس الكتاب «قنديل من الذهب فى كنيسة الرب يسوع المسيح» ، يؤكد أن كتاب محمد لا ينبغى أن يقرأ بل على العكس ينبغى أن يهان ويسخر منه ويلقى فى النيران حتى لا نجده فى أى مكان (استشهد به رولاند ـ الترجمة السابقة ص ١٢٥).

ولكن رولاند له رأى آخر مخالف تماما لهذا الرأى ليس لأنه يقدر القرآن والإسلام فهو فى هذه النقطة ليس أقل عنفا تجاه الإسلام من «بيبالدو» ، ولكنه يرحب بقراءة القرآن حتى يعرف الدين الإسلامى بطريقة جيدة حتى يستطيع أن يهاجمه بعد ذلك بكثير من النجاح وأن يتغلب عليه فى جميع النواحى (الترجمة السابقة ص ٢٢٦) ، واعتمادا على قضيته فإنه يستشهد بكلام «مراكشى» المترجم الشهير للقرآن الذى يؤكد فى بداية مقدمته أن الدين الإسلامى احتفظ بكل ما هو أكثر عقلانية واحتمالا فى المسيحية وبكل ما يبدو فى نظرنا موافقا لقانون وسنة الطبيعة وقد استبعد من عقيدته جميع ألوان الغموض الموجودة فى الإنجيل والتى تبدو لنا غير معقولة وغير مفهومة كما أنه استبعد من الأخلاق كل المبادئ المتزمتة والتى يصعب على الناس تطبيقها مما جعل الوثنيين اليوم يشعرون أنهم أكثر ميلا إلى التنكر لوثنيتهم واعتناق الإسلام بصدر رحب واعتناق الشريعة المحمدية أكثر من الشريعة الإنجيلية.

وفى كتابه «دحض القرآن» يقول «مراكشى» أيضا وبمنتهى الوضوح : «لقد اعتقدت دائما أن القرآن والإنجيل حين يعرضان على غير المؤمنين فإنهم يفضلون القرآن على الإنجيل ويجب أن لا نشك فى أن كتاب محمد لا يقدم للعقل أفكارا يصعب على العقل فهمها لا سيما العقل الفاسد وعدو الغموض فمثلا لا يوجد إلا إله واحد حكيم وقدير ، خالق الأشياء كلها ومدبرها ، ومخالف للحوادث ، ويجب أن يصلى له بخشوع وخضوع ، وأن يكون الإنسان متسامحا مع الفقراء ، ويؤدى مناسك الحج ، ويطهر بدنه بالصيام ، ويحافظ على العدل والوسطية وطيبة القلب والشفقة ، وكذلك كل الفضائل

١٥٩

السهلة الأخرى ، فلا يجوز أن يؤذى إنسان بل يجب أن يحمى من السرقة والقتل والزنا وأى جريمة أخرى أيا كانت ، ويجب أن يحتقر كل ما فى الدنيا باعتباره عابر وغير ثابت ويستمسك فقط بالأعمال الصالحة التى لن يضيع أجرها وسيكون لنا فى النهاية يوم نعود فيه إلى الله لنجزى على ما فعلنا : فالطيبون سيجدون فى السماء نعيما مقيما وما يشتهون وسيذوق الأشرار فى جهنم عذابا لا نهاية له.

كل هذه المبادئ وكثير غيرها تنتشر فى القرآن بطريقة مفهومة وواضحة أكثر من المبادئ الإنجيلية ، ومن ناحية أخرى إذا سمع أحد الوثنيين كلام أحد المبشرين أن الإله الحق الواحد الذى يتكلم عنه هو واحد وثلاثة وأن الإله حل في رجل وأنه فقير وأنه عانى وصلب ومات ودفن وكان هو نفسه معجزة ، وفى سر القربان المقدس أن سر التوبة ضرورى مطلقا وأن الزواج الآحادي لا بد منه وأن الرباط المقدس لا يفصم ، وأن الحياة يجب أن تكون صليبا متصلا ، وأنه يجب أن يحسن الإنسان حتى إلى أعدائه ، وأن السعادة الحقة تكمن فى أشياء لا تراها العين ، ولم تسمعها الأذن ، ولم تخطر على قلب الإنسان ، وحكم أخرى مشابهة تكون فى متناول السماع الإنسانى أو تكون صعبة جدا إن لم تكن مستحيلة بالنسبة لحياتنا وحماقتنا الطبيعية فأى وثنى سيسمع هذه الأشياء ويقارنها بمذهب القرآن أنظر إلى أى جهة سيتوجه؟» ، أن أنه سيتوجه حتما ناحية الإسلام ويضيف «رولاند» «إن مراكشى يعلن صراحة أنه لا يؤمن أن الإنجيل الذى يعرض بهذه الطريقة على الناس يمكن أن يجتذب إليه أتباعا ، ويقول إن غير المؤمنين يفضلون محمد ويعتنقون دينه من كل قلوبهم» (الترجمة السابقة ص ٢٢٧ ، ٢٣١).

هذه الموضوعية فى أقوال «مراكشى» (١) تستحق الإشادة فعرضه للعقائد الإسلامية واضح ودقيق ويخلو من الأحكام المسبقة ومن الضرورى أن نركز

__________________

(١) لوفيكو مراكشى : (١٦١٢ ـ ١٧٠٠) ، عالم لاهوت ومستعرب درس المراجع العربية ومن أهم أعماله «المقدمة فى دحض القرآن» ، وقد كتب مقدمة لترجمته للقرآن تحت عنوان «القرآن نص عالمى».

١٦٠