تفسير البغوي - ج ١

الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي

تفسير البغوي - ج ١

المؤلف:

الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي


المحقق: عبدالرزاق المهدي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٢٨

أنا أبو أيوب الدمشقي ، ثنا سعدان (١) بن يحيى ثنا عبيد الله (٢) بن أبي حميد عن أبي المليح (٣) الهذلي عن واثلة (٤) بن الأسقع [رضي الله عنه] ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أعطيت مكان التوراة السبع الطول (٥) ، وأعطيت مكان الإنجيل المئين ، وأعطيت مكان الزبور المثاني ، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش لم يعطها نبيّ قبلي ، وأعطاني ربي المفصل نافلة» ، غريب.

(فصل في فضائل تلاوة القرآن)

[١٢] أنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أبو محمد (٦) عبد الرحمن بن أبي شريح ، أنا أبو القاسم البغوي ، ثنا علي بن الجعد ، أنا شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى (١) عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله عنها عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «مثل الماهر بالقرآن مثل السّفرة الكرام البررة ، ومثل الذي يقرؤه وهو عليه شاق له أجران» ، صحيح. وقال هشام الدستوائي عن قتادة بهذا الإسناد : «الذي يقرأ [القرآن] وهو ماهر به مع السّفرة

__________________

ـ وأخرجه الطبري (١٢٩) من طريق ليث بن أبي سليم عن أبي بردة عن أبي المليح عن واثلة.

ـ وله شاهد من حديث أبي أمامة عند الطبراني في «الكبير» (٨٠٠٣) وفي إسناده ليث بن أبي سليم قال عنه الهيثمي في «المجمع» (١١٦٢٦) : وقد ضعفه جماعة ، ويعتبر بحديثه ..

ـ وله شاهد آخر عن أبي قلابة مرسل أخرجه الطبري (١٢٧) وابن الضريس في «فضائل القرآن» (١٥٧ و ٢٩٩) وإسناده صحيح ، فهو مرسل قوي.

ـ وآخر عن سعيد بن أبي هلال مرسلا أخرجه أبو عبيد في «فضائله» (ص ١٢٠).

الخلاصة : هو حديث حسن صحيح بمجموع طرقه وشواهده ، والله أعلم.

(١) في الأصل «سعد : أن ابن يحيى» والتصويب عن «ط» و «تهذيب الكمال» للمزي (١١ / ١٠٧)

(٢) في الأصل «عبد الله» والتصويب عن «تهذيب التهذيب» لابن حجر و «تهذيب الكمال» للمزي.

(٣) في الأصل «الحاكم» والتصويب عن كتب التخريج والتراجم.

(٤) في الأصل «وائلة» والتصويب عن كتب التراجم وكتب التخريج.

[١٢] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ، تفرد البخاري عن علي بن الجعد دون مسلم ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم. شعبة هو ابن الحجاج.

وهو في «شرح السنة» ١١٦٨) بهذا الإسناد.

وهو في مسند علي بن الجعد (١ / ٥٠٥) عن شعبة بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه البخاري (٤٩٣٧) ومسلم (٧٩٨) وأبو داود (١٤٥٤) والترمذي (٢٩٠٤) والنسائي في «فضائل القرآن» (٧٠) وابن ماجه (٣٧٧٩) وعبد الرزاق (٦٠١٦) وابن أبي شيبة (١٠ / ٤٩٠) وأحمد (٦ / ٤٨ و ٩٨ و ١٧٠) و (٢٣٩ و ٢٦٦) والدارمي (٢ / ٤٤٤) وإسحاق بن راهويه (٣ / ٧٠٩) وابن الضريس (٢٩ و ٣٠ و ٣٥) وأبو عبيد (ص ٣٨) وابن عبد البر في «التمهيد» (١٤ / ١٣٤) والفريابي في «فضائل القرآن» (٣ و ٤) وتمام الرازي في «الفوائد» (٤ / ٩٦) والخطيب في «تاريخه» (١ / ٢٦١) والشجري في «الأمالي» (١ / ٧٢ ـ ٧٣) والبيهقي (٢ / ٣٩٥) من طرق عن قتادة به.

ـ وأخرجه مسلم (٧٩٨) وأبو داود (١٤٥٤) والترمذي (٢٩٠٤) والطيالسي (١٤٩٩) وأحمد (٦ / ٤٨ و ١٩٢ و ٢٣٩) والدارمي (٢ / ٤٤٤) وابن أبي شيبة (١٠ / ٤٩٠) وأبو الفضل الرازي (٩٨) والبغوي (١١٦٩) من طرق عن هشام الدستوائي بهذا الإسناد.

(٥) زيد في الأصل «أنا» بين «أبو محمد» و «عبد الرحمن».

(٦) وقع في الأصل «ذرارة بن أبي أوفى» والتصويب عن «شرح السنة» وكتب التخريج.

__________________

(١) في المطبوع «الطوال».

٦١

الكرام البررة» (١).

[١٣] أنا أبو حامد أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنا أبو عمر بكر بن محمد [المزني حدثنا أبو بكر محمد](٢) بن عبد الله حفيد العباس بن حمزة ، ثنا أبو علي الحسين بن الفضل البجلي ، ثنا عفان ، ثنا أبان بن يزيد ، ثنا قتادة عن أنس عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقول : «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب ولا طعم لها ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مرّ ولا ريح لها».

صحيح ، أخرجه البخاري عن قتيبة عن أبي عوانة عن قتادة.

[١٤] أنا عبد الواحد المليحي ، أنا أبو منصور السمعاني ، ثنا أبو جعفر الرياني (٣) ، ثنا حميد بن زنجويه ، ثنا أبو نعيم ، ثنا سفيان عن عاصم. يعني ابن بهدلة عن زرّ (٤) عن عبد الله بن عمرو (٥) رضي الله عنهما ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يقال يعني لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتّل كما كنت ترتّل في الدنيا ، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها».

__________________

(١) تقدم تخريجه في الذي قبله.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل واستدرك من «شرح السنة» ومن «ط».

[١٣] ـ إسناده صحيح ، عفان هو ابن مسلم الباهلي وقتادة هو ابن دعامة السدوسي ، وأنس هو ابن مالك رضي الله عنه ، وعفان فمن فوقه رجال البخاري ومسلم.

وهو في «شرح السنة» (١١٧٠) بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه البخاري (٥٠٢٠ و ٥٠٥٩ و ٥٤٢٧ و ٧٥٦٠) ومسلم (٧٩٧) وأبو داود (٤٨٣٠) والترمذي (٢٨٦٥) والنسائي (٨ / ١٢٤ و ١٢٥) وفي «فضائل القرآن» (١٠٦ و ١٠٧) وابن ماجه (٢١٤) وعبد الرزاق (٢٠٩٣٣) وابن أبي شيبة (١٠ / ٥٢٩ و ٥٣٠) وأحمد (٤ / ٤٠٣ و ٤٠٤ و ٤٠٨) وعبد بن حميد في «المنتخب» (ص ١٩٨) وابن حبان (٧٧٠ و ٧٧١) وأبو الشيخ في «الأمثال» (٣١٨) وأبو الفضل الرازي في «فضائله» (٩٢) والرامهرمزي في «الأمثال» (٨٧) وتمام الرازي في «فوائده» (٤ / ٩٥) والذهبي في «معجم الشيوخ» (٢ / ٢٨) من طرق عن قتادة به.

(٣) في الأصل «الزياتي» والتصويب عن «شرح السنة» و «تهذيب الكمال» ٧ / ٣٩٤.

(٤) في الأصل «ذر» والتصويب عن «شرح السنة» وكتب التخريج.

(٥) في الأصل «عمر» والتصويب عن «شرح السنة» وكتب التخريج.

[١٤] ـ صحيح. إسناده حسن لأجل عاصم بن بهدلة ، فإنه صدوق يخطئ ، أبو نعيم هو الفضل بن دكين الحافظ ، وسفيان هو الثوري ، وزرّ هو ابن حبيش تابعي كبير ، والثلاثة من رجال البخاري ومسلم ، وحميد بن زنجويه ، ثقة ثبت.

ـ وهو في «شرح السنة» ١١٧٣ بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه أبو داود ١٤٦٤ والترمذي ٢٩١٤ وابن أبي شيبة ١٠ / ٤٩٨ وأحمد (٢ / ١٩٢) وابن حبان (٧٦٦) والحاكم (١ / ٥٥٢ ـ ٥٥٣) والبيهقي (٢ / ٥٣) والفريابي في «فضائل القرآن» (٦٠) وأبو عبيد في «فضائله» (ص ٣٧) والآجري في «أخلاق حملة القرآن» (٩ و ١٠) وحمزة السمهي في «تاريخ جرجان» (ص ١٣٩) وأبو جعفر النحاس في «القطع الائتناف» (ص ٨٥) ومحمد بن نصر المروزي في «قيام الليل» (ص ١٥٤) وابن الضريس (١١١) وأبو الفضل الرازي في «فضائله» (١٣٣) من طرق عن عاصم بن بهدلة بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

ـ وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري أخرجه ابن ماجه (٣٧٨٠) وأحمد (٣ / ٤٠) وفي إسناده عطية العوفي ، وهو ضعيف ، لكن يصلح للاعتبار بحديثه.

٦٢

قال أبو عيسى : هذا حديث صحيح حسن.

[١٥] أنا عبد الواحد المليحي أنا أبو منصور السمعاني أنا أبو جعفر الرياني (١) ، ثنا حميد بن زنجويه ، ثنا النضر بن شميل ، ثنا هشام الدّستوائي ، عن يحيى بن [أبي](٢) كثير عن أبي سلّام عن أبي أمامة أنه حدّثه قال : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «اقرءوا القرآن فإنه يأتي شافعا لأصحابه ، اقرءوا الزهراوين : البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان (٣) أو فرقان من طير صواف ، تحاجّان عن صاحبهما ، اقرءوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة» (٤). صحيح.

[١٦] أنا عبد الواحد المليحي ، أنا أبو منصور السمعاني ، أنا أبو جعفر الرياني (٥) ، ثنا حميد بن زنجويه ،

__________________

[١٥] ـ إسناده صحيح ، حميد بن زنجويه ثقة ، وكذا من دونه ، والنضر بن شميل فمن فوقه رجال البخاري ومسلم خلا أبي سلام ، فإنه من رجال مسلم ، واسمه ممطور. هشام هو ابن عبد الله الدّستوائي ، بفتح الدال مع التشديد.

وهو في «شرح السنة» (٨٧) بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (٥ / ٢٤٩ و ٢٥٧) من طريق هشام الدستوائي بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه مسلم (٨٠٤) وأحمد (٥ / ٢٤٩ و ٢٥٤ ـ ٢٥٥) والطبراني (٧٥٤٣) وابن حبان (١١٦) والحاكم (١ / ٥٦٤) والبيهقي (٢ / ٣٩٥) والدارمي (٢ / ٤٥٠ ـ ٤٥١) والفريابي (٢٦) والحاكم (١ / ٥٦٤) من طرق عن أبي سلام به.

ـ وأخرجه عبد الرزاق وأحمد (٥ / ٢٥١) والطبراني في «الكبير» (٨١١٨) من طريق معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي أمامة به.

ـ وله شاهد من حديث عقبة بن عامر أخرجه أبو داود (١٤٥٦) وأحمد (٤ / ١٥٤) وآخر من حديث بريدة وهو الآتي.

(١) في الأصل «الزياتي» وهو تصحيف.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل واستدرك من «شرح السنة» ومن «ط».

(٣) قال المصنف في «شرح السنة» (٣ / ١٩) : قال أبو عبيد : الغياية : كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه مثل السحابة والغبرة. ا ه.

الفرقان والحزقان بمعناهما واحد ، وهما قطيعان وجماعتان.

طير صواف : هي من الطيور التي تبسط أجنحتها في الهواء.

تحاجان : تدافعان.

(٤) البطلة : السحرة.

[١٦] ـ إسناده ليّن لأجل بشير بن المهاجر الغنوي ، وهو أحد رجال مسلم الذين تكلم فيهم. قال عنه الحافظ في «التقريب» : صدوق لين الحديث. وقال الذهبي في «الميزان» (١ / ٣٢٩) وثقه ابن معين وغيره ، وقال النسائي : ليس به بأس ، وقال أحمد : منكر الحديث ، وقال أبو حاتم : لا يحتج به ، وقال ابن عدي : فيه بعض الضعف ا ه. وبقية رجاله رجال البخاري ومسلم. أبو نعيم هو الفضل بن دكين.

وهو في «شرح السنة» (١١٨٥) بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه ابن ماجه (٣٧٨١) وأحمد (٥ / ٣٤٨ و ٣٥٢ و ٣٦١) والدارمي (٢ / ٤٥٠) وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص ٣٦ ـ ٣٧) وابن أبي شيبة (١٠ / ٤٩٢ ـ ٤٩٣) والبزار (٣ / ٨٦ ـ ٨٧) وابن الضريس في «فضائل القرآن» (٩٩) والآجري في «أخلاق حملة القرآن» (٢٤) والعقيلي في «الضعفاء» (١ / ١٤٤) والحاكم (١ / ٥٥٦ و ٥٦٠ و ٥٦٧) والمروزي في «قيام الليل» (ص ١٤٨ ـ ١٤٩) والبيهقي في «الشعب» (٤ / ٥٥٢) وأبو الفضل الرازي (١٣٠) وابن الجوزي في «الحدائق» (١ / ٥٠٠) من طرق عن بشير بن المهاجر به مطوّلا ومختصرا.

وذكره الهيثمي في «المجمع» (١١٦٣٣) وقال : رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح ا ه.

وقال البوصيري في «الزوائد» إسناده صحيح رجاله ثقات ا ه.

ولصدره شاهد من حديث النواس بن سمعان عند مسلم (٨٠٥) وأحمد (٤ / ١٨٣) وآخر من حديث ابن عباس عند

٦٣

ثنا أبو نعيم ، ثنا بشير بن مهاجر الغنوي (١) ، ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : كنت جالسا عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسمعته يقول : «تعلّموا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة» ، ثم سكت ساعة ثم قال : «تعلّموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزّهراوان (٢) وإنهما تظلّان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صوافّ ، وإن القرآن يأتي صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول له : هل تعرفني؟ فيقول : ما أعرفك فيقول له : أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك بالهواجر وأسهرت ليلتك ، وإن كل تاجر من وراء تجارته (٣) ، وإني لك (٤) اليوم من وراء كل تجارة فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ، ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلّتين لا يقوم لأحدهما (٥) أهل الدنيا فيقولان : بم كسينا هذا؟ فيقال لهما : بأخذ ولدكما القرآن ، ثم يقال : اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها فهو في صعود ما دام يقرأ هذّا كان أو ترتيلا» ، غريب.

[١٧] أنا عبد الواحد المليحي أنا أبو منصور السمعاني ، أنا أبو جعفر الرياني ، ثنا حميد بن زنجويه ، ثنا أيوب الدمشقي ، ثنا إسماعيل بن عياش (٦) ، ثنا ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من استمع إلى آية من كتاب الله عزوجل كتبت له حسنة مضاعفة ، ومن قرأ آية من

__________________

الطبراني (١١٨٤٤) وفيه عاصم بن هلال البارقي وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه ابن معين وغيره.

ولعجزه شاهد من حديث أبي أمامة عند الطبراني في «الكبير» (٨١١٩) والشجري في «الأمالي» (١ / ٨٢ ـ ٨٣) وأبو الفضل الرازي (١٢٢) وابن الضريس في «فضائل القرآن» (٩٢) وإسناده ضعيف.

وآخر من حديث سهل بن معاذ عن أبيه أخرجه أبو داود (١٤٥٣) والحاكم (١ / ٥٦٧) والآجري (٢٢) وصححه الحاكم ، وتعقبه الذهبي بقوله : زبّان ليس بالقوي ا ه. وانظر الحديث الآتي برقم : [١٩].

ـ وله شاهد آخر من حديث أبي هريرة عند الترمذي ٢٩١٥ والحاكم (١ / ٥٥٢) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وأخرجه أبو عبيد (ص ٣٥ ـ ٣٦) موقوفا على أبي هريرة.

الخلاصة : حديث الباب فيه لين لأجل بشير الغنوي ، لكن توبع على أكثر ألفاظ الحديث كما ترى ، فأصل الحديث ، والله أعلم.

(١) في الأصل «العنوي» والتصويب عن «شرح السنة» وعن «ط» وكتب التراجم.

(٢) كذا وقع في الأصل ، وأما في «فضائل القرآن» لأبي عبيد (ص ٣٦ ـ ٣٧) قوله : «وإني اليوم من وراء كل تجارة» وجاء في «فضائل القرآن» لأبي الفضل الرازي (١٣٠) «وأنا اليوم لك من وراء كل تجارة».

[١٧] ـ ضعيف.

إسناده ضعيف ، له علتان : إسماعيل بن عياش روايته عن غير أهل بلده ضعيفة ، وشيخه كوفي ، فهذه علة ، والثانية : ضعف ليث بن أبي سليم ، فإنه اختلط ، فلم يتميز حديثه ، فترك ، كما في «التقريب». وبقية رجال الإسناد ثقات ، أبو أيوب هو سليمان بن أيوب الدمشقي ، وورد من طريق أخرى بسند ضعيف جدا. أخرجه أحمد (٢ / ٣٤١) من طريق الحسن عن أبي هريرة مرفوعا.

قال الهيثمي في «المجمع» (٧ / ١٦٢) (١١٦٥٠) : فيه عباد بن ميسرة ضعفه أحمد وغيره ، ووثقه يحيى في رواية وضعفه في أخرى ، ووثقه ابن حبان ا ه. وله علة ثانية وهي : الانقطاع. الحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة ، وقد أجاد الحافظ العراقي في «الإحياء» (١ / ٢٨٠) إذ قال : فيه ضعف وانقطاع ا ه.

الخلاصة : هو حديث ضعيف لضعف إسناديه ، والثاني ضعيف جدا ، ثم إن المتن غريب.

(٣) في الأصل «عباس» والتصويب عن «ط» وكتب التراجم.

__________________

(١) في المطبوع : الزهراوين. وهو تصحيف.

(٢) في المطبوع «وإنك».

(٣) في المطبوع «لهما».

٦٤

كتاب الله كانت له نورا يوم القيامة».

[١٨] أخبرنا الإمام أبو علي حسين بن محمد القاضي ، أنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزّيادي ، أنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص التاجر ، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن بكير الكوفي ، أنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة [رضي الله عنه](١) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات (١) عظام سمان؟» قلنا : نعم يا رسول الله! قال : «فثلاث آيات يقرؤهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان». صحيح.

[١٩] أنا عبد الواحد المليحي ، أنا أبو منصور السمعاني ، أنا أبو جعفر الرياني (٢) ، ثنا حميد بن زنجويه ثنا أبو الأسود ثنا ابن لهيعة عن زبّان هو ابن فائد عن سهل هو ابن معاذ الجهني عن أبيه رضي الله عنه ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : «من قرأ القرآن فأحكمه وعمل بما فيه ألبس والداه يوم القيامة تاجا ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيت من بيوت الدنيا لو كانت فيه فما ظنكم بالذي عمل به؟».

[٢٠] أنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنا محمد بن عبد الله الصفار

__________________

[١٨] ـ صحيح. إبراهيم بن عبد الله ثقة ، وقد توبع ومن دونه ومن فوقه رجال البخاري ومسلم ، وكيع هو ابن الجراح ، والأعمش هو سليمان بن مهران ، وأبو صالح اسمه ذكوان.

وهو في «شرح السنة» (١١٧٢) بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه أبو الفضل الرازي في «فضائل القرآن» (١٠٢) عن أبي طاهر بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه مسلم (٨٠٢) وابن ماجه (٣٨٢٧) وابن أبي شيبة (١٠ / ٥٠٣) وأحمد (٢ / ٤٩٧) ومحمد بن نصر المروزي في «قيام الليل» (ص ١١٦) والفريابي في «فضائل القرآن» (٦٩ و ٧٠) والدارمي (٢ / ٣١٠) والبيهقي في «الشعب» (٥ / ١٩١) من طرق عن وكيع بهذا الإسناد.

(١) الخلفة : الحامل من الإبل إلى أن يمضي عليها نصف أمدها ثم هي عشار.

(٢) في الأصل «الزياتي» والتصويب عن «شرح السنة» و «الأنساب» و «تهذيب الكمال».

[١٩] ـ إسناده ضعيف. فهو مسلسل بالضعفاء : ابن لهيعة هو عبد الله ، وزبان بن فائد وشيخه سهل بن معاذ بن أنس ، ثلاثتهم ضعفاء ، وقد ورد بهذه السلسلة مناكير كثيرة. لكن تقدم برقم (١٨) لصدره شاهد ، والوهن في عجزه فحسب ، والله أعلم.

وهو في «شرح السنة» (١١٧٤) بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (١٤٥٣) وأحمد (٣ / ٤٤٠) وأبو يعلى (١٤٩٣) والحاكم (١ / ٥٦٧) والآجري في «أخلاق حملة القرآن» (٢٢) وابن عبد البر في «التمهيد» (١٤ / ١٣٤) وأبو الفضل الرازي في «فضائله» (٦٨) والبيهقي في «الشعب» (٤ / ٥٠٦ ـ ٥٠٧) من طرق عن زبّان بن فائد به ، وصححه الحاكم ، وتعقبه الذهبي بقوله : زبّان ليس بالقوي ا ه. وقال الذهبي في «الميزان» (٢ / ٦٥) في زبّان بن فائد : ضعفه ابن معين وقال أحمد : أحاديثه مناكير ، وقال أبو حاتم : صالح. وقال الذهبي في سهل بن معاذ (٢ / ٢٤١) : ضعفه ابن معين ، وقال ابن حبان : لا أدري أوقع التخليط منه أو من صاحبه زبان.

[٢٠] ـ حديث قوي بمجموع طرقه وشواهده ، إسناده ضعيف. له علتان : الأولى : فيه راو لم يسم ، والثانية : خيثمة هو ابن أبي خيثمة ، قال الذهبي في «الميزان» (١ / ٦٦٩) ، روى عن الحسن ، روى عنه الأعمش ، قال ابن معين : ليس بشيء.

وذكره ابن حبان في الثقات ا ه.

والقول فيه قول ابن معين ، وهو غير خيثمة بن عبد الرحمن كما نبه عليه الترمذي ونقله المصنف ، فذلك ثقة.

وهو في «شرح السنة» (١١٧٨) بهذا الإسناد. لكن وقع عنده «خيثمة بن عبد الرحمن» ، وهو خطأ.

وأخرجه الترمذي (٢٩١٧) وابن أبي شيبة ، (١ / ٤٨٠) وأحمد (٤ / ٤٣٢ ـ ٤٣٣ و ١٣٦ و ١٣٩ و ٤٤٥) والآجري في

__________________

(١) زيادة عن المخطوط.

٦٥

ثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي (١) ، ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن خيثمة (٢) عن رجل أن عمران بن حصين مرّ على رجل يقرأ على قوم ، فلما قرأ ، سأل ، فقال عمران : إنا لله وإنا إليه راجعون سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يقرءون القرآن يسألون الناس به».

رواه أبو عيسى عن محمود بن غيلان عن أبي أحمد عن سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن الحسن ، عن عمران بن حصين ، قال : وقال (٣) محمد بن إسماعيل :

هو خيثمة البصري الذي روى عنه جابر الجعفي ، وليس هو خيثمة بن عبد الرحمن.

(فصل في وعيد من قال في القرآن برأيه من غير علم)

[٢١] أنا أبو بكر محمد بن عبد الصمد الترابي ، أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم (٤) الشاشي ، ثنا أبو محمد عبد (٥) بن حميد ، ثنا عبد الرزاق ، أنا الثوري عن

__________________

«أخلاق حملة القرآن» (٤١ و ٤٢) من طرق عن الأعمش بعضهم يقول عن خيثمة أو عن رجل ، وبعضهم عن خيثمة عن الحسن ، ثم إن الحسن عن عمران منقطع.

ـ وأخرجه أبو الفضل الرازي ٧٨ من طريق موسى بن أعين عن إدريس الكوفي عن منصور عن رجل به.

ـ وللحديث شواهد كثيرة منها :

ـ حديث سهل بن سعد الساعدي أخرجه أبو داود (٨٣١) وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص ١٠٦) وابن حبان (٧٦٠) والطبراني (٦٠٢٤) من طريق وفاء بن شريح الحضرمي به وإسناده لين وفاء بن شريح ، مقبول ، لكن يصلح للاعتبار بحديثه.

وأخرجه ابن المبارك في «الزهد» (٨١٣) والطبراني (٦٠٢١ و ٦٠٢٢) وأبو عبيد (ص ١٠٦) والآجري (٢٩) من طريق موسى بن عبيدة الربذي عن عبد الله بن عبيدة عن سهل مرفوعا. وفيه موسى الربذي وهو ضعيف.

ـ وحديث جابر أخرجه أبو داود (٨٣٠) والآجري (٢٨) وإسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة (١٠ / ٤٨٠) عن ابن المنكدر مرسلا.

ـ وحديث أبي سعيد الخدري أخرجه أحمد (١٨ / ٢٨) وأبو عبيد (ص ١٠٦) والبغوي في «شرح السنة» (١١٧٧) وإسناده ضعيف.

وأحاديث النهي عن أخذ الأجر على تعليم القرآن كثيرة انظر «فضائل القرآن» لأبي عبيد (ص ١٠٥ ـ ١٠٨).

الخلاصة : هو حديث يرقى بمجموع طرقه وشواهده إلى درجة الحسن الصحيح. وهو من أعلام النبوة فإن كثيرا من القراء في أيامنا سواء على الموتى أو الأعراس في البلاد الشامية والمصرية ، يتأكلون به.

(١) في الأصل «البولي» والتصويب عن «ط» وعن «شرح السنة» وكتاب «الأنساب».

(٢) في الأصل «حثيمة» والتصويب «ط» وعن «شرح السنة» و «سنن الترمذي».

[٢١] ـ الراجح وقفه. إسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى بن عامر الثعلبي ، ضعفه أحمد ، وتركه ابن مهدي والقطان ، وقال النسائي : ليس بالقوي ، وقال أبو زرعة : ضعيف الحديث ، ربما رفع الحديث ، وربما وقفه. وهذا الحديث من هذا القبيل حيث اضطرب في رفعه ووقفه كما سيأتي ، وخولف حيث رواه غيره موقوفا.

وهو في «شرح السنة» (١١٨) بهذا الإسناد.

وأخرجه المصنف من طريق عبد الرزاق ، وهو في «تفسيره» (٢) من طريق الثوري بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الترمذي ٢٩٥١ والنسائي في «الكبرى» (٨٠٨٤ و ٨٠٨٥) وأحمد ١ / ٢٦٩ والطبري ٧٣ والبغوي ١١٩ من طرق الثوري به.

وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح! وانظر ما بعده.

(٣) كذا في النسخ والمخطوط وإحدى نسخ «الشرح السنة» ، وفي «سنن الترمذي» و «شرح السنة» : «وقال محمود» يعني ابن غيلان.

(٤) وقع في الأصل «حزيم» والتصويب عن «تهذيب الكمال» و «تبصير المنتبه» (٢ / ٥٢٨) وغيرهما.

(٥) وقع في الأصل «عبيد» وهو تصحيف.

٦٦

عبد الأعلى عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهم ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قال في القرآن برأيه فليتبوّأ مقعده من النار».

[٢٢] أنا أبو منصور محمد بن عبد الملك المظفري ، أنا أبو سعيد أحمد [بن محمد](١) بن الفضل الفقيه ، أنا أبو عبد الله الحسين بن [الحسن] البصري ، ثنا أبو الفضل العباس بن محمد الدوري ، أخبرنا يحيى بن حماد ، ثنا أبو عوانة عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما :

عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار».

[٢٣] أنا أبو بكر محمد بن عبد الصمد الترابي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حمويه ، أنا إبراهيم بن خزيم ، أنا عبد بن حميد ، ثنا حبّان بن هلال ثنا سهيل أخو حزم القطعي ، ثنا أبو عمران الجوني ، عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ» ، غريب.

وسئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن قوله تعالى : (وَفاكِهَةً وَأَبًّا) [عبس : ٣١] ، فقال : وأيّ سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم؟! وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها كثيرة ، قال حماد : قلت لأيوب : ما معنى قول أبي الدرداء رضي الله عنه؟ فجعل يتفكّر (١) ، فقلت : هو أن ترى له وجوها فتهاب الإقدام عليه ، فقال : هو ذاك.

قال الشيخ (٢) الإمام [أبو محمد](٣) رحمه‌الله : قد جاء الوعيد في حق من قال في القرآن برأيه وذلك فيمن قال من قبل نفسه شيئا من غير علم ، فأمّا التأويل وهو صرف الآية إلى معنى محتمل موافق ما قبلها

__________________

[٢٢] ـ ضعيف. والراجح وقفه ، إسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى كما تقدم.

وقد رواه موقوفا أيضا ، وهذا اضطراب منه ، وتابعه على رواية الوقف ليث بن أبي سليم ، وهو ضعيف أيضا ، لكن يرجح الوقف.

ـ وهو في «شرح السنة» (١١٧) بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الترمذي ٢٩٥٢ وأحمد ١ / ٢٩٣ و ٣٢٣ و ٣٢٧ والدارمي ١ / ٧٦ وأبو يعلى ٢٣٣٨ من طرق عن أبي عوانة به ، وحسنه الترمذي! وكذا البغوي! ـ وأخرجه الطبري (٧٦) عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرقوفا. لم يرفعه وكرره (٧٧) من طريق آخر موقوفا على ابن عباس أيضا ، وهو أمثل إسنادا من المرفوع.

الخلاصة : هو حديث ضعيف ، تفرد به عبد الأعلى ، والصواب موقوف ، والله أعلم.

[٢٣] ـ ضعيف. إسناده ضعيف لضعف سهيل بن أبي حزم ، ويقال : أخو حزم القطعي. جزم الحافظ في «التقريب» بقوله : ضعيف. وقال البخاري : لم يصح حديثه. أبو عمران اسمه عبد الملك بن حبيب الأزدي.

وهو في «شرح السنة» (١٢٠) بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي ٢٩٥٢ عن عبد بن حميد بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه أبو داود ٣٦٥٢ والنسائي في «الكبرى» (٨٠٨٦) والطبري (٨٠) وابن عدي في «الكامل» (٣ / ٤٥٠) من طريق سهيل بن أبي حزم به. وأعله به ، ومع ضعفه حديثه هذا غريب جدا ، وقد استغربه المصنف.

(١) ما بين المعقوفتين زيادة من «شرح السنة» و «ط».

__________________

(١) في المخطوط ـ أ ـ «يفكر».

(٢) في المطبوع و ـ ب ـ «شيخنا» والمثبت عن ـ أ.

(٣) سقط من المطبوع.

٦٧

وما بعدها غير مخالف للكتاب والسنة من طريق الاستنباط فقد رخص فيه لأهل العلم ، أمّا التفسير وهو الكلام في أسباب نزول الآية وشأنها وقصّتها ، فلا يجوز إلا بالسماع بعد ثبوته من طريق النقل ، وأصل التفسير من التفسرة ، وهي الدليل من الماء الذي ينظر فيه الطبيب فيكشف عن علّة المريض ، كذلك المفسّر يكشف عن شأن الآية وقصتها ، واشتقاق التأويل : من الأول وهو الرجوع ، يقال : أوّلته فأوّل ، أي : صرفته فانصرف.

[٢٤] أخبرنا أبو بكر بن أبي الهيثم الترابي (١) أنا الحاكم أبو الفضل الحدادي أنا أبو يزيد محمد بن يحيى

__________________

(١) وقع في الأصل «البراني» والتصويب عن «ط».

[٢٤] ـ صدره صحيح ، خرجه الشيخان من غير هذا الوجه ، وأما لفظ «لكل آية ...» فغريب جدا ، والإسناد ضعيف. مغيرة بن مقسم ، مدلس وقد عنعن ، وجرير بن عبد الحميد تغير حفظ بأخرة ، والوهن فقط في عجره.

ـ وأخرجه الطحاوي في «المشكل» (٣٠٩٥) من طريق جرير بن عبد الحميد بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه أبو يعلى ٥١٤٩ من طريق المغيرة بن مقسم بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الطبري ١٠ من طريق جرير بن عبد الحميد عن المغيرة عن واصل بن حيان عمن ذكره عن أبي الأحوص به.

وهذا اضطراب حيث هاهنا فيه راو لم يسمّ.

ـ وأخرجه ابن حبان ٧٥٠ من طريق محمد بن عجلان عن أبي إسحاق الهمداني عن أبي الأحوص به. والهمداني إن كان عمرو بن عبد الله السبيعي ، فهو ثقة ، لكنه مدلس ، وقد عنعن وإن كان الهجري ، فهو ضعيف. وهو الراجح كونه الهجري ، والوهم من أحد رواة ابن حبان.

ـ وأخرجه الطبري ١١ من طريق أبي إسحاق الهجري عن أبي الأحوص به وأبو إسحاق الهجري هو إبراهيم بن مسلم ، وفيه لين.

ـ وأخرجه الطبراني في «الكبير» (١٠٠٩٠) والبزار ٢٣١٢ والطحاوي في «المشكل» (٣٠٧٧) من طريق محمد بن عجلان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص به ، ولم يذكروا أبا إسحاق إلا أن البزار قال عقب روايته : لم يروه هكذا غير الهجري ، ولا روى ابن عجلان عن الهجري غيره ، ولا نعلمه من طريق ابن عجلان إلا من هذا الوجه ا ه.

وقال الهيثمي في «المجمع» (٧ / ١٥٢) (١١٥٧٩) : رواه البزار ، وأبو يعلى في «الكبير» ، وفي رواية عنده «لكل حرف منها بطن وظهر».

والطبراني في «الأوسط» باختصار آخره ، ورجال أبي يعلى ثقات ، ورواية البزار عن محمد بن عجلان عن أبي إسحاق قال في آخرها : لم يرو محمد بن عجلان عن إبراهيم الهجري غير هذا الحديث. قلت : ومحمد بن عجلان إنما روى عن أبي إسحاق السبيعي ، فإن كان هو أبا إسحاق السبيعي ، فرجال البزار أيضا ثقات ا ه. قلت : لا يليق هذا الحديث بأبي إسحاق السّبيعي ، ولو كان عنده لرواه عنه الثقات ، لأنه محدث أهل الكوفة ، وقد روى له الأئمة الستة ، وهو مكثر.

ـ وأخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» ص (٤٣) عن حجاج عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن مرسلا ومن طريق أبي عبيد أخرجه البغوي في «شرح السنة» (١٢٢) ولفظه «ما أنزل الله تعالى آية إلا لها ظهر وبطن ، وكل حرف حد ، وكل حد مطلع».

ورواية البغوي «... ولكل حرف حد ، ولكل حد مطلع». وهذا مرسل ، ومع إرساله علي بن زيد ضعيف.

ـ وأخرجه أبو عبيد أيضا ص ٤٢ عن حجاج عن المبارك بن فضالة عن الحسن مرسلا. ومرسلات الحسن واهية ، لأنه يروي عن كل أحد كما هو مقرر في كتب المصطلح.

الخلاصة : أما صدره ، فصحيح ، رواه الجماعة عن غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم ، وكذا رواه غير واحد بدون عجزه ، وأما عجزه ، فغريب ، بل هو منكر ، ويكفي في غرابته هو أنه لم يروه أحد من الأئمة الستة ، والإسناد الأول ضعيف جرير تغير حفظه ، ومغيرة مدلس ، وقد عنعن ، ثم قد روي عن واصل عن رجل لم يسم عن أبي الأحوص كذا رواه الطبري وتقدم. وأما الطريق الثاني : فمداره على أبي إسحاق ، وهو الهجري وهو ضعيف ضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما. ولا يصح كونه أبي إسحاق السبيعي الهمداني ، وقد أخطأ أحد رجال ابن حبان فجعله الهمداني ،

٦٨

أنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، ثنا جرير بن عبد الحميد عن المغيرة عن واصل بن حيان ، عن ابن [أبي](١) الهذيل عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :

عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : «إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ، لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حدّ مطلع» ، ويروى : «لكل حرف حد ، ولكل حد مطلع» (٢).

واختلفوا في تأويله ، قيل : الظهر لفظ القرآن ، والبطن تأويله ، وقيل : الظهر ما حدث عن أقوام أنهم عصوا فعوقبوا ، فهو في الظاهر خبر وباطنه عظة وتحذير أن يفعل أحد مثل ما فعلوا فيحلّ به مثل ما حلّ بهم ، وقيل : معنى الظهر والبطن التلاوة والتفهّم ، يقول : لكل آية ظاهر وهو أن تقرأها كما نزلت (١) ، قال الله تعالى : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) [المزمل : ٤] ، وباطن وهو التدبّر والتفكّر ، قال الله تعالى : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ) [ص : ٢٩] ، ثم التلاوة تكون بالتعلّم ، [والحفظ بالدرس](٢) ، والتفهّم يكون بصدق النيّة وتعظيم الحرمة ، وطيب الطعمة ، وقوله : «لكل حرف حد» أراد به : له (٣) حد في التلاوة والتفسير لا يجاوز ، ففي التلاوة لا يجاوز المصحف وفي التفسير لا يجاوز المسموع ، وقوله : «لكل حد مطلع» ، أي : مصعد يصعد إليه من معرفة علمه ، ويقال : المطلع الفهم ، وقد يفتح الله على المدبّر والمتفكر في التأويل والمعاني ما لا يفتحه (٤) على غيره ، وفوق كل ذي علم عليم ، وما توفيقي إلا الله العزيز الحكيم.

__________________

وقد صرح البزار بأن محمد بن عجلان روى هذا الحديث الواحد عن أبي إسحاق الهجري ، والقول قول البزار ، فهو أحد الأئمة الأثبات في معرفة علل الحديث ، وكتابه مليء بذكر فوائد في العلل وبيانها. ولا يبعد كون لفظ «لكل آية ...» مدرج من كلام الهجري أو أبي الأحوص ، والله أعلم.

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل واستدرك من كتب التراجم ومن مصادر التخريج.

(٢) هذه الرواية البغوي في «شرح السنة» (١٢٢) عن علي بن زيد عن الحسن ، وهو مرسل ، ومع إرساله علي بن زيد ضعيف. وهذه الزيادة منكرة ، والله تعالى أعلم.

__________________

(١) في المطبوع «أنزلت».

(٢) زيد في المطبوع.

(٣) في المطبوع «من».

(٤) في المطبوع «يفتح».

٦٩

١ ـ سورة الفاتحة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

ولها ثلاثة أسماء معروفة : فاتحة الكتاب ، وأم القرآن ، والسبع المثاني ، سميت فاتحة الكتاب لأنه تعالى بها افتتح القرآن ، و [سميت](١) أم القرآن (٢) : لأنها أصل القرآن ، منها بدئ القرآن ، وأم الشيء أصله ، ويقال لمكة : أم القرى ، لأنها أصل البلاد ، دحيت (١) الأرض من تحتها ، وقيل : لأنها مقدمة وإمام لما يتلوها من السور يبدأ بكتابتها في الصحف وبقراءتها (٣) في الصلاة ، والسبع المثاني : لأنها سبع آيات باتفاق العلماء ، وسميت مثاني لأنها تثنى في الصلاة ، فتقرأ في كل ركعة.

وقال مجاهد : سميت مثاني لأنّ الله تعالى استثناها لهذه الأمة فدخرها لهم ، وهي مكية على قول الأكثرين ، وقال مجاهد : مدنية ، وقيل : نزلت مرتين ، مرة بمكة ومرة بالمدينة ، ولذلك سميت مثاني ، والأوّل أصح أنّها مكية لأن الله تعالى منّ على الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقوله (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) [الحجر : ٨٧] ، والمراد منها : فاتحة الكتاب ، وسورة الحجر مكية ، فلم يكن يمنّ عليه بها قبل نزولها.

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١))

قوله : (بِسْمِ اللهِ) الباء زائدة تخفض (٤) ما بعدها ، مثل من وعن ، والمتعلق به [الباء](٥) محذوف لدلالة الكلام عليه ، تقديره : ابدأبسم الله أو قل بسم الله ، وأسقطت الألف من الاسم طلبا للخفة لكثرة استعمالها ، وطولت الباء قال القتيبي : ليكون افتتاح (٦) كتاب الله بحرف معظم.

كان عمر بن عبد العزيز رحمه‌الله يقول لكتّابه : طوّلوا الباء وأظهروا السين وفرّجوا بينهما ودوّروا الميم تعظيما لكتاب الله عزوجل.

وقيل : لما أسقطوا الألف ردّوا طول الألف على الباء ليكون دالّا على سقوط الألف ، ألا ترى أنه لما كتبت (٧) الألف في : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) [العلق : ١] ردت الباء إلى صيغتها ، ولا تحذف (٨) الألف إذا أضيف

__________________

(١) سقط من المطبوع.

__________________

(١) في المطبوع «الكتاب».

(٢) دحا الله الأرض دحوا : بسطها.

(٣) في المخطوط «أ» «ويقرأ بها».

(٤) في المطبوع «يخفض».

(٥) سقط من المطبوع.

(٦) في المطبوع زيد «كلام» بعد لفظ «افتتاح».

(٧) في المطبوع «كتب».

(٨) في المطبوع «يحذف».

٧٠

الاسم إلى غير الله ولا مع غير الباء ، والاسم هو المسمى وعينه وذاته ، قال الله تعالى : (إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى) [مريم : ٧] ، أخبر أن اسمه يحيى ثم نادى الاسم فقال : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ) [مريم : ١٢] ، وقال : (ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها) [يوسف : ٤٠] وأراد [بالأسماء](١) الأشخاص المعبودة ، لأنهم كانوا يعبدون المسميات وقال : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ) [الأعلى : ١] ، و (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ) [الرحمن : ٧٨] ثم يقال للتسمية أيضا اسم ، فاستعماله في التسمية أكثر من المسمى ، فإن قيل : ما معنى التسمية من الله لنفسه؟ قيل : هو تعليم للعباد كيف يستفتحون القراءة ، واختلفوا في اشتقاقه ، قال المبرد من البصريين : هو مشتق من السمو وهو العلو ، فكأنه علا على معناه وظهر عليه وصار معناه [لا](٢) تحته ، وقال ثعلب من الكوفيين : هو [مشتق](٣) من الوسم والسمة وهي العلامة وكأنه علامة لمعناه وعلامة للمسمى ، والأول أصح لأنه يصغر على سمي ، ولو كان من السمت لكان يصغر على الوسيم كما يقال في الوعد وعيد ، ويقال في تصريفه : سميت ، ولو كان من الوسم لقيل : وسمت.

قوله تعالى : (اللهِ) قال الخليل وجماعة : هو اسم علم خاص لله عزوجل لا اشتقاق له كأسماء الأعلام للعباد ، مثل زيد وعمرو ، وقال جماعة : هو مشتق.

ثم اختلفوا في اشتقاقه فقيل : من أله إلاهة أي : عبد عبادة ، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما «ويذرك وإلاهتك (١)» أي : عبادتك معناه أنه المستحق للعبادة دون غيره ، وقيل : أصله أله ، قال الله عزوجل : (وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ) [المؤمنون : ٩١] ، قال المبرد : هو قول العرب : ألهت إلى فلان أي سكنت إليه ، قال الشاعر :

ألهت إليها والحوادث جمّة (٢)

فكأن الخلق يسكنون إليه ويطمئنون بذكره ، يقال : ألهت إليه أي : فزعت إليه ، وقال الشاعر :

ألهت إليها والركائب وقف (٣)

وقيل : أصل الإله ولاه ، فأبدلت الواو بالهمزة مثل وشاح وأشاح ، اشتقاقه من الوله لأن العباد يولهون إليه ، أي يفزعون إليه في الشدائد ويلجئون إليه في الحوائج كما يوله كل طفل إلى أمه ، وقيل : هو من الوله وهو ذهاب العقل لفقد من يعز عليك.

قوله : (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر ، واختلفوا فيهما ، منهم من قال : هما بمعنى واحد مثل ندمان ونديم ، ومعناهما ذو الرحمة ، وذكر أحدهما بعد الآخر تطميعا لقلوب الراغبين ، وقال المبرد : هو إنعام بعد إنعام وتفضل بعد تفضل ، ومنهم من فرّق بينهما فقال : للرحمن معنى العموم ، وللرحيم معنى الخصوص ، فالرحمن بمعنى الرزاق في الدنيا ، وهو على العموم لكافة الخلق ، والرحيم بمعنى العافي (٤) في الآخرة والعفو في الآخرة للمؤمنين على الخصوص.

ولذلك قيل في الدعاء : يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة ، فالرحمن من تصل رحمته إلى الخلق على

__________________

(١) قراءة حفص ورسم المصحف (وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ) [الأعراف : ١٢٧].

(٢) ذكره ابن منظور في «اللسان» ولم ينسبه لأحد وفيه «إلينا» بدل «إليها».

(٣) هو في «اللسان» بدون نسبة.

__________________

(١) سقط من المطبوع.

(٢) زيد في المطبوع.

(٣) سقط من المطبوع.

(٤) في المطبوع «المعافى».

٧١

العموم ، والرحيم من تصل رحمته إليهم على الخصوص ، ولذلك يدعى غير الله رحيما ولا يدعى [غير الله](١) رحمانا ، فالرحمن عام المعنى خاص اللفظ ، والرحيم عام اللفظ خاص المعنى ، والرحمة إرادة الله الخير لأهله ، وقيل : هي ترك عقوبة من يستحقها وإسداء الخير إلى من لا يستحق ، فهي على الأول صفة ذات وعلى الثاني صفة فعل.

واختلفوا في آية التسمية فذهب قراء المدينة والبصرة وفقهاء الكوفة إلى أنها ليست من فاتحة الكتاب ، ولا من غيرها من السور والافتتاح بها للتّيمن والتبرك ، وذهب قراء مكة والكوفة وأكثر فقهاء الحجاز إلى أنها [ليست](٢) من الفاتحة وليست من سائر السور ، وإنما (٣) كتبت للفصل ، وذهب جماعة إلى أنها من الفاتحة ومن كل سورة إلا سورة التوبة ، وهو قول الثوري وابن المبارك والشافعي (٤) ، لأنها كتبت في المصحف بخط سائر القرآن.

واتفقوا على أن الفاتحة سبع آيات فالآية الأولى عند من يعدها من الفاتحة بسم الله الرّحمن الرّحيم وابتداء الآية الأخيرة صراط الذين ، ومن لم يعدها من الفاتحة قال ابتداؤها الحمد لله رب العالمين وابتداء الآية الأخيرة غير المغضوب عليهم ، واحتج من جعلها من الفاتحة ومن السور بأنها كتبت في المصحف بخط القرآن وبما :

[٢٥] أخبرنا [أبو الحسن] عبد الوهّاب بن محمد الكسائي ، أنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الخلال ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، وأنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي أنا عبد المجيد عن ابن جريج أخبرني أبي عن سعيد بن جبير :

(وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (٨٧)) [الحجر : ٨٧]. هي أم القرآن قال أبي : وقرأها عليّ سعيد بن جبير حتى ختمها ثم قال : بسم الله الرّحمن الرّحيم الآية السابعة ، قال سعيد : قرأها عليّ ابن عباس كما قرأتها عليك ثم قال : بسم الله الرّحمن الرّحيم الآية السابعة ، قال ابن عباس : فادخرها (٥) لكم فما أخرجها لأحد قبلكم.

ومن لم يجعلها من الفاتحة ، احتج بما :

[٢٦] ثنا أبو الحسن محمد بن محمد الشيرزي (١) أنا زاهر بن أحمد ثنا أبو إسحاق الهاشمي ، أنا أبو

__________________

[٢٥] ـ موقوف ، فيه عبد المجيد ، وهو ابن عبد العزيز بن أبي رواد ، ضعفه قوم ووثقه آخرون.

هو في «شرح السنة» (٥٨١) بهذا الإسناد ، ومثل هذا الإسناد لا يحتج به في مثل هذه المواطن.

[٢٦] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم ، أبو مصعب أحمد بن أبي بكر ؛ حميد بن أبي حميد.

وهو في «شرح السنة» (٥٨٤) بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه مسلم ٣٩٩ ومالك ١ / ٨١.

(١) في الأصل «الشيرازي» والتصويب عن «الأنساب» و «شرح السنة» (٥٨٤)

__________________

(١) سقط من المطبوع.

(٢) زيد في المطبوع.

(٣) في المطبوع «فإنما».

(٤) زيد في المطبوع «في قول».

(٥) في المطبوع «فذخرها».

٧٢

مصعب [عن مالك](١) عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أنه قال : قمت وراء أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان كلهم [كان لا يقرأ](٢) بسم الله الرّحمن الرّحيم إذا افتتح الصلاة.

ع [٢٧] قال سعيد بن جبير عن ابن عباس : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يعرف ختم السورة حتى نزلت (١) بسم الله الرّحمن الرّحيم. وعن ابن عباس (٢) قال : كنا لا نعلم فصل ما بين السورتين حتى تنزل بسم الله الرحمن الرحيم.

ع [٢٨] وقال الشعبي : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يكتب في بدء الأمر على رسم قريش باسمك اللهم حتى نزلت (٣)(وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ مَجْراها) [هود : ٤١] ، فكتب باسم الله حتى نزلت (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) [الإسراء : ١١٠] ، فكتب بسم الله الرحمن حتى نزلت آية (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣٠)) [النمل : ٣٠] فكتب مثلها.

(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣))

قوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) لفظه خبر كأنه يخبر أن (٤) المستحق للحمد هو الله عزوجل وفيه تعليم الخلق ، تقديره : قولوا الحمد لله ، والحمد يكون بمعنى الشكر على النعمة ويكون بمعنى الثناء عليه بما فيه من الخصال الحميدة ، يقال حمدت فلانا على ما أسدى إليّ من نعمة ، وحمدته على علمه وشجاعته ، والشكر لا يكون إلا على النعمة ، والحمد أعم من الشكر إذ لا يقال : شكرت فلانا على علمه ، فكل حامد شاكر وليس كل شاكر حامدا ، وقيل : الحمد باللسان قولا والشكر بالأركان فعلا ، قال الله تعالى : (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً) [الإسراء : ١١١] ، وقال : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً) [سبأ : ١٣] ، يعني : اعملوا الأعمال لأجل الشكر ، فشكرا مفعولا له وانتصب باعملوا.

قوله : (لِلَّهِ) اللام فيه للاستحقاق كما يقال الدار لزيد قوله : (رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣)) ، فالرب يكون بمعنى المالك كما يقال لمالك الدار : ربّ الدار ، ويقال : ربّ الشيء إذا ملكه ، ويكون بمعنى التربية والإصلاح يقال : ربّ فلان الصنعة (٥) يربها إذا أتمها وأصلحها ، فهو ربّ مثل طب وبر ، فالله تعالى مالك العالمين ومربّيهم ، ولا يقال للمخلوق : هو الرب معرفا ، إنّما يقال : ربّ كذا مضافا ، لأنّ الألف واللام للتعميم ، وهو لا يملك الكل ، والعالمين : جمع عالم [والعالم جمع](٦) لا واحد له من لفظه ، واختلفوا في العالمين.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل واستدرك من «شرح السنة» وكتب التخريج.

(٢) ما بين المعقوفتين في الأصل «كانوا لا يقرءون» والتصويب عن «الموطأ» و «صحيح مسلم» و «شرح السنة».

ع [٢٧] ـ أخرجه أبو داود ٧٨٨ والحاكم ١ / ٢٣١ عن ابن عباس به ، وصححه الحاكم على شرطهما ، ووافقه الذهبي ، وله علة فقد كرره الحاكم من وجه آخر عن ابن عباس ، وصدره «كان المسلمون لا يعلمون ...» ليس فيه ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو أقرب ، وإسناده صحيح والله أعلم. وانظر «تفسير الشوكاني» (٢٢) بتخريجي.

ع [٢٨] ـ يأتي في سورة النمل : [٣٠) إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) في المطبوع «ينزل».

(٢) في المطبوع «مسعود».

(٣) في المطبوع «نزل».

(٤) في المطبوع «عن» بدل «أن».

(٥) في المطبوع «الضيعة».

(٦) زيد في المطبوع.

٧٣

قال ابن عباس : هم الجن والإنس ، لأنهم مكلفون بالخطاب ، قال الله تعالى : (لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) [الفرقان : ١] : وقال قتادة ومجاهد والحسن : جميع المخلوقين ، قال الله تعالى : (قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ (٢٣) قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا) [الشعراء : ٢٣. ٢٤] ، واشتقاقه من العلم والعلامة ، سمّوا به لظهور أثر الصنعة فيهم ، قال أبو عبيدة (١) : هم أربع أمم : الملائكة والإنس والجن والشياطين ، مشتق من العلم ، ولا يقال للبهائم : عالم لأنها [لا تعلم و](٢) لا تعقل.

واختلفوا في مبلغهم ، قال سعيد بن المسيب (١) : لله ألف عالم ستمائة في البحر وأربعمائة في البر ، وقال مقاتل بن حيان : لله ثمانون ألف عالم ، أربعون ألفا في البحر وأربعون ألفا في البر ، وقال وهب : لله ثمانية عشر ألف عالم ، الدنيا عالم منها وما العمران في الخراب إلا كفسطاط (٢) في صحراء ، وقال كعب الأحبار : ولا يحصي عدد العالمين أحد إلا الله ، قال : (وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) [المدثر : ٣١].

(مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤))

قوله : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)) ، قرأ عاصم والكسائي ويعقوب (مالِكِ) وقرأ الآخرون «ملك» قال قوم : معناهما واحد مثل فرهين وفارهين وحذرين وحاذرين ، ومعناهما الربّ ، [كما](٣) يقال : رب الدار ومالكها ، وقيل : المالك (٤) هو القادر على اختراع الأعيان من العدم إلى الوجود ، ولا يقدر عليه أحد غير الله.

قال أبو عبيدة : «مالك» أجمع وأوسع لأنه يقال : مالك العبيد (٥) والطير والدواب ، ولا يقال ملك هذه الأشياء ، ولأنّه لا يكون مالك لشيء إلّا وهو يملكه ، وقد يكون ملك الشيء ولا يملكه.

وقال قوم : ملك أولى لأن كل ملك ملك ، وليس كل ملك ملكا ، ولأنه أوفق لسائر القرآن ، مثل قوله تعالى : (فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ) [المؤمنون : ١١٦] و (الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ) [الحشر : ٢٣] و (مَلِكِ النَّاسِ (٢)) [الناس : ٢] قال ابن عباس ومقاتل والسدي : ملك يوم الدين قاضي يوم الحساب ، [قال مجاهد : والدين : الحساب. قال الله تعالى (ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) [الروم : ٣٠] أي الحساب المستقيم](٦) ، وقال قتادة : الدين [الحساب](٧) ، ويقع على الجزاء في الخير والشر جميعا ، كما يقال : كما تدين تدان.

قال محمد بن كعب القرظي : مالك (٨) يوم لا ينفع فيه إلا الدّين ، وقال يمان بن رئاب : الدّين القهر ، يقال دنته فدان ، أي : قهرته فذل ، وقيل : الدّين الطاعة ، أي : يوم الطاعة ، وإنما خص يوم الدين بالذكر مع كونه مالكا للأيام كلها لأن الأملاك يومئذ زائلة فلا ملك ولا أمر إلّا له ، قال الله تعالى : (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ) [الفرقان : ٢٦] ، وقال : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) [غافر : ١٦] ، وقال : (وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) [الانفطار : ١٩].

__________________

(١) أثر سعيد بن المسيب وما بعده متلقى عن أهل الكتاب لا حجة فيه.

(٢) الفسطاط : مجتمع أهل الكورة (أي المدينة) ـ وعلم مصر العتيقة التي بناها عمرو بن العاص والسرادق من البنية.

__________________

(١) في المطبوع «عبيد».

(٢) سقط من المطبوع.

(٣) سقط من المطبوع.

(٤) زيد في المخطوط «ومالك».

(٥) في المطبوع «العبد».

(٦) سقط من المطبوع.

(٧) في المطبوع «الجزاء».

(٨) في المطبوع «ملك».

٧٤

وقرأ أبو عمرو : «الرحيم ملك» بإدغام الميم في الميم ، وكذلك يدغم كل حرفين من جنس واحد أو مخرج واحد أو قريبي المخرج سواء كان الحرف ساكنا أو متحركا إلا أن يكون الحرف الأول مشددا أو منونا أو منقوصا أو [تاء الخطاب أو مفتوحا](١) قبله ساكن في (٢) غير المثلين فإنه لا يدغمها وإدغام المتحرك يكون في الإدغام الكبير ، وافقه حمزة في إدغام المتحرك في قوله (بَيَّتَ طائِفَةٌ) [النساء : ٨١](وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) فَالزَّاجِراتِ زَجْراً (٢) فَالتَّالِياتِ ذِكْراً (٣)) [الصافات : ١. ٣] و (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً) (١) [الذاريات : ١] ، وأدغم التاء فيما بعدها من الحروف وافقه حمزة برواية رجاء وخلف والكسائي [في إدغام الصغير ، وهو إدغام الساكن في المتحرك برواية جابر وخلف](٣) إلّا في الراء عند اللام والدال عند الجيم ، وكذلك لا يدغم حمزة الدال عند السين والصاد والزاي ، ولا إدغام لسائر القراء إلّا في أحرف معدودة.

(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥))

قوله : (إِيَّاكَ) ، إيّا كلمة ضمير خصت بالإضافة إلى المضمر ، ويستعمل مقدما على الفعل ، فيقال : إياك أعني وإياك أسأل ، ولا يستعمل مؤخرا إلا منفصلا فيقال : ما عنيت إلّا إياك.

قوله : (نَعْبُدُ) أي : نوحدك ونطيعك خاضعين ، والعبادة الطاعة مع التذلل والخضوع وسمي العبد عبدا لذلته وانقياده يقال : طريق معبد أي : مذلل ، (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ، نطلب منك المعونة على عبادتك وعلى جميع أمورنا.

فإن قيل : لم قدّم ذكر العبادة على الاستعانة والاستعانة تكون قبل العبادة ، [قيل](٤) هذا (٥) يلزم من يجعل الاستطاعة قبل الفعل ، ونحن نحمد الله ونجعل التوفيق والاستطاعة (٦) مع الفعل ، فلا فرق بين التقديم والتأخير ، ويقال : الاستطاعة نوع تعبّد فكأنه ذكر جملة العبادة أوّلا ، ثم ذكر ما هو من تفاصيلها (٧).

(اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦))

قوله : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)) ، اهدنا : أرشدنا ، وقال (٨) أبيّ بن كعب : ثبتنا ، كما يقال للقائم : قم حتى أعود إليك ، أي : دم على ما أنت عليه ، وهذا الدعاء من المؤمنين مع كونهم على الهداية ، بمعنى التثبيت وبمعنى طلب مزيد الهداية ، لأن الإلطاف والهدايات من الله تعالى لا تتناهى على مذهب أهل السنة.

(الصِّراطَ) : و «السراط» (٩) قرئ بالسين رواه رويس (١) عن يعقوب وهو الأصل سمي سراطا لأنه يسرط السابلة ، ويقرأ بالزاي وقرأ حمزة بإشمام الزاي وكلها لغات صحيحة ، والاختيار الصاد عند أكثر القراء لموافقة المصحف.

__________________

(١) وقع في كافة النسخ «أويس» وهو تصحيف ، والتصويب عن «البدور الزاهرة» ص (٢)

__________________

(١) العبارة في المطبوع «مفتوحا أو تاء الخطاب».

(٢) في المطبوع «من».

(٣) سقط من المطبوع.

(٤) سقط من المطبوع.

(٥) في المطبوع «فلهذا».

(٦) في المطبوع «الاستعانة».

(٧) في المخطوط ـ أ ـ ب «فضائلها».

(٨) زيد في المطبوع «علي».

(٩) في المطبوع «وصراط».

٧٥

والصراط المستقيم : قال ابن عباس وجابر : هو الإسلام وهو قول مقاتل ، وقال ابن مسعود : هو القرآن.

ع [٢٩] وروي عن علي مرفوعا «الصراط المستقيم كتاب الله».

وقال سعيد بن جبير : طريق الجنة ، وقال سهل بن عبد الله : طريق السنة والجماعة ، وقال بكر بن عبد الله المزني : طريق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال أبو العالية والحسن : رسول الله وصاحباه (١) ، وأصله في اللغة الطريق الواضح.

(صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (٧))

(صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) أي : مننت عليهم بالهداية والتوفيق ، قال عكرمة : مننت عليهم بالثبات على الإيمان والاستقامة وهم الأنبياء عليهم‌السلام ، وقيل : هم كل من ثبّته الله على الإيمان من النبيين والمؤمنين الذين ذكرهم الله تعالى في قوله : (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ) [النساء : ٦٩] الآية.

وقال ابن عباس : هم قوم موسى وعيسى عليهما‌السلام قبل أن يغيّروا دينهم ، وقال عبد الرحمن : هم النبي ومن معه ، وقال أبو العالية : هم الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، وقال عبد الرحمن بن [زيد](١) : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأهل بيته ، وقال شهر بن حوشب : هم أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [وأهل بيته](٢).

قرأ حمزة «عليهم ولديهم وإليهم» بضم الهاء (٣) ، ويضم يعقوب كل هاء قبلها ياء ساكنة تثنية وجمعا إلا قوله : (بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَ) [الممتحنة : ١٢] ، وقرأ الآخرون بكسرها (٤) ، فمن ضم الهاء ردها إلى الأصل لأنها مضمومة عند الانفراد ، ومن كسر (٥) فلأجل الياء الساكنة والياء أخت الكسرة ، وضم ابن كثير وأبو جعفر كل ميم جمع [ضما](٦) مشبعا في الوصل إذا لم يلقها ساكن ، فإن لقيها ساكن فلا يشبع ، ونافع يخفف (٧) ، ويضم ورش عند ألف القطع ، وإذا لقته (٨) ألف وصل وقبل الهاء كسرة أو ياء ساكنة ضم الهاء والميم حمزة والكسائي وكسرهما أبو عمرو ، كذلك يعقوب إذا انكسر ما قبله ، والآخرون [يقرءون](٩) بضم الميم وكسر الهاء لأجل الياء أو لكسر ما قبلها وضم الميم على الأصل.

قوله : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) يعني : غير صراط الذين غضبت عليهم ، والغضب هو إرادة الانتقام من العصاة ، وغضب الله تعالى لا يلحق عصاة المؤمنين إنما يلحق الكافرين.

(وَلَا الضَّالِّينَ) أي : وغير الضالين عن الهدى ، وأصل الضلال الهلاك والغيبوبة ، يقال : ضل

__________________

ع [٢٩] ـ انظر الحديث المتقدم برقم : ٥ ، والراجح فيه الوقف.

(١) في الأصل «زيدان» وهو تصحيف.

__________________

(١) زيد في المطبوع «وآله».

(٢) زيد في المطبوع.

(٣) في المطبوع «هاءاتها».

(٤) في المطبوع «بكسرهما».

(٥) في المطبوع «كسرها».

(٦) سقط من المطبوع.

(٧) في المطبوع «يخير».

(٨) في المطبوع «تلقته».

(٩) زيد في المطبوع.

٧٦

الماء في اللبن إذا هلك وغاب ، و «غير» هاهنا بمعنى لا ، ولا بمعنى غير ، ولذلك جاز العطف [عليها](١) ، كما يقال : فلان غير محسن ولا مجمل ، فإذا كان غير بمعنى سوى ، فلا يجوز العطف عليها بلا ، لا يجوز في الكلام : عندي سوى عبد الله ولا زيد ، وقرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه (٢) : «غير المغضوب عليهم وغير الضالين» ، وقيل : المغضوب عليهم : هم اليهود. والضالون : هم النصارى. لأن الله تعالى حكم على اليهود بالغضب ، فقال : (مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ) [المائدة : ٦٠] ، وحكم على النصارى بالضلال فقال : (وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ) [المائدة : ٧٧].

وقال سهل بن عبد الله : غير المغضوب عليهم بالبدعة ولا الضالين عن السنة ، والسنة للقارئ أن يقول بعد فراغه من قراءة الفاتحة : «آمين» ، مفصولا عن الفاتحة بسكتة ، وهو مخفف ويجوز ممدودا ومقصورا ، ومعناه اللهم اسمع واستجب ، وقال ابن عباس وقتادة : معناه كذلك يكون ، وقال مجاهد : هو اسم من أسماء الله تعالى ، وقيل : هو طابع الدعاء ، وقيل : هو خاتم الله على عباده يدفع به الآفات عنهم ، كخاتم الكتاب يمنعه من الفساد وظهور ما فيه.

[٣٠] أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد بن القاضي ، وأبو حامد أحمد بن عبد الله الصالحي قالا : أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري أنا أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن معقل الميداني ، ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه :

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا قال الإمام : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) ، فقولوا : آمين ، فإن الملائكة يقولون (٣) : آمين ، وإن الإمام يقول : آمين ، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» صحيح.

__________________

[٣٠] ـ صحيح. محمد بن يحيى هو الذهلي خرج له البخاري ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم ، عبد الرزاق هو ابن همام صاحب المصنف ، ومعمر هو ابن راشد والزهري هو محمد بن مسلم بن شهاب ، وابن المسيب هو سعيد ، وهذا إسناد كالشمس.

وهو في «شرح السنة» (٥٩٠) بهذا الإسناد.

رواه المصنف من طريق عبد الرزاق ، وهو في «المصنف» (٢٦٤٤) عن معمر بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري ٧٨٠ و ٧٨٢ و ٦٤٠٢ ومسلم ٤١٠ وأبو داود ٩٣٦ والترمذي ٢٥٠ والنسائي ٢ / ١٤٤ وابن ماجه ٨٥٢ ومالك ١ / ٨٧ والشافعي في «المسند» (١ / ٧٦ ـ ٧٧) وأحمد ٢ / ٢٣٣ وابن خزيمة ٥٦٩ وابن حبان ١٨٠٤ والبيهقي ٢ / ٥٧ من طرق كلهم من حديث أبي هريرة.

(١) زيد في المطبوع.

(٢) في المطبوع تقديم وتأخير هاهنا مخلّ بالمعنى.

(٣) في المطبوع «تقول» وفي ـ ب ـ «تقولون».

٧٧

(فصل في فضائل (١) فاتحة الكتاب)

[٣١] أنا أبو الحسن (١) أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الكيّالي (٢) أنا أبو نصر محمد بن علي بن الفضل الخزاعي ، أنا أبو عثمان عمرو (٣) بن عبد الله البصري ثنا محمد بن عبد (٤) الوهّاب ، ثنا خالد بن مخلد القطواني (٥) حدثني محمد بن جعفر بن أبي كثير هو أخو إسماعيل بن جعفر عن (٦) العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه ، عن أبي هريرة قال :

مرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على أبي بن كعب وهو قائم يصلي فصاح به فقال : «تعال يا أبي» فعجّل أبي في صلاته ، ثم جاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك ، أليس الله يقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ)» [الأنفال : ٢٤]؟ قال أبي : لا جرم يا رسول الله ، لا تدعوني إلا أجبتك وإن كنت مصليا ، قال (٢) : «تحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان (٣) مثلها»؟ فقال أبي : نعم يا رسول الله! فقال : «لا تخرج من باب المسجد حتى تعلّمها» ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يمشي يريد أن يخرج من المسجد فلما بلغ الباب ليخرج قال له أبي : السورة ، يا رسول الله ، فوقف فقال : «نعم! كيف تقرأ في صلاتك»؟ فقرأ أبي أمّ القرآن ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان (٣) مثلها وإنما هي السبع من (٤) المثاني التي آتاني الله عزوجل» ، هذا حديث حسن صحيح.

__________________

[٣١] ـ صحيح ، خالد بن مخلد ، روى له البخاري ، وفيه ضعف لكن توبع ، وشيخه روى له الشيخان ، والعلاء من رجال مسلم ، وأبوه روى له الشيخان.

وهو في «شرح السنة» (١١٨٣) بهذا الإسناد. وقال البغوي : هذا حديث صحيح.

ـ وأخرجه الترمذي ٢٨٧٥ من طريق قتيبة عن عبد العزيز بن محمد عن العلاء به.

وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح. ووافقه البغوي.

ـ وورد بنحوه مختصرا من طريق عبد الحميد بن جعفر عن العلاء بهذا الإسناد. أخرجه الترمذي ٣١٢٥ والنسائي ٢ / ١٣٩ وأحمد ٥ / ١١٤ والحاكم ١ / ٥٥٧ وابن خزيمة ٥٠٠ وابن حبان ٧٧٥ وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي.

وأخرجه مالك ١ / ٨٣ عن العلاء عن أبي سعيد مولى عامر بن كريز مرسلا.

ـ وفي الباب من حديث أبي سعيد بن المعلى أخرجه البخاري ٤٤٧٤ و ٤٦٤٧ و ٤٧٠٣ و ٥٠٠٦ وأبو داود ١٤٥٨ والنسائي ٢ / ١٣٩ وابن ماجه ٣٧٨٥ والطيالسي ٢ / ٩ وأحمد ٣ / ٢١١ و ٤٥٠ وابن حبان ٧٧٧ والطبراني ٢٢ / (٣٠٣) والبيهقي ٢ / ٣٦٨ ، وانظر «فتح الباري» (٨ / ١٥٧).

(١) في «شرح السنة» «أبو الحسين».

(٢) وقع في الأصل «الكتاني» والتصويب عن «شرح السنة» وعن «ط».

(٣) في الأصل «عمر» والتصويب عن «ط» وعن «شرح السنة».

(٤) في الأصل «عبد الله الوهّاب» والتصويب عن «شرح السنة».

(٥) في الأصل «القطراني» والتصويب عن «شرح السنة» وكتاب «الأنساب» للسمعاني.

(٦) في الأصل «ابن العلاء» والتصويب عن «شرح السنة» وكتب التخريج.

__________________

(١) في المطبوع «فضل».

(٢) في المخطوط «فقال» والمثبت عن «شرح السنة» والمطبوع.

(٣) في المطبوع «القرآن».

(٤) لفظ «من» مثبت في المطبوع و «شرح السنة».

٧٨

[٣٢] أخبرنا أبو بكرة محمد بن عبد الصمد الترابي أنا الحاكم أبو الفضل محمد بن الحسين الحدادي ، أنا أبو يزيد محمد بن يحيى بن خالد أنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو الأحوص عن عمار بن رزيق (١) ، عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عنده جبريل إذ سمع نقيضا (١) من فوقه : فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال : هذا باب فتح من السماء ما فتح قط ، قال : فنزل منه ملك فأتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك ، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ حرفا منهما إلا أعطيته» ، صحيح.

[٣٣] أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد الشّيرزي (٢) حدثنا زاهر بن أحمد السرخسي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، أنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن : أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول : سمعت أبا هريرة يقول :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي [خداج ، هي خداج](٢) خداج غير تمام» ، قال : فقلت : يا أبا هريرة إني أحيانا أكون وراء الإمام؟ فغمز (٤) ذراعي وقال : اقرأ بها يا فارسي (٣) في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «قال الله عزوجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها (٤) لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل» ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اقرءوا يقول العبد : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢)) يقول الله : حمدني عبدي ، يقول العبد : الرحمن الرحيم ، يقول الله : أثنى عليّ عبدي ، يقول العبد : مالك يوم الدين ، يقول الله : مجدني عبدي ، يقول العبد : إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ، يقول الله عزوجل : هذه الآية بيني وبين عبدي ، ولعبدي (٥) ما سأل ، يقول العبد : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) ، يقول الله : فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل». صحيح. [وأخرجه مسلم عن قتيبة عن مالك](٤).

__________________

[٣٢] ـ حديث صحيح ، رجاله رجال مسلم ، أبو الأحوص هو سلام بن سليم الكوفي.

وهو في «شرح السنة» (١١٩٤) بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم ٨٠٦ والنسائي ٢ / ١٣٨ والحاكم ١ / ٥٥٨ ـ ٥٥٩ وابن حبان ٧٧٨ والطبراني في «الكبير» ١٢٢٥٥ من طرق عن عمار بن رزيق بهذا الإسناد.

(١) في الأصل «ذريق» والتصويب عن «شرح السنة» وكتب التخريج والتراجم.

[٣٣] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو مصعب هو أحد الأئمة ممن روى موطأ الإمام مالك بن أنس ، وهو مطبوع.

وهو في «شرح السنة» (٥٧٩) بهذا الإسناد.

وأخرجه المصنف من طريق مالك ، وهو في «الموطأ» (١ / ٨٤) عن العلاء به.

ـ وأخرجه مسلم ٣٩٥ وأبو داود ٨٢١ والترمذي ٢٩٥٣ والنسائي ٢ / ١٣٥ ـ ١٣٦ وابن ماجه ٨٣٨ و ٣٧٨٤ وعبد الرزاق ٢٧٦٧ و ٢٧٦٨ وابن أبي شيبة ١ / ٣٦٠ وأحمد ٢ / ٢٤١ و ٤٥٧ و ٤٦٠ وابن خزيمة ٤٩٠ وابن حبان ٧٧٦ من حديث أبي هريرة رواه بعضهم. مطوّلا ، وبعضهم مختصرا.

(٢) في المطبوع «نقضا».

(٣) وقع في النسخ ، «الشيرازي» والتصويب عن «شرح السنة» و «الأنوار» (٣٧٣)

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من المطبوع.

__________________

(١) غمزه بيده : شبه نخسه.

(٢) في المطبوع «يا قارئ».

(٣) في المطبوع «نصفها».

(٤) في المطبوع «فلعبدي».

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل واستدرك من «ط».

٧٩

٢ ـ سورة البقرة

[سورة البقرة مدنية وهي مائتان وثمانون وسبع آيات](١)

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣))

(الم) قال الشعبي وجماعة : الم وسائر حروف الهجاء في أوائل السور من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه ، وهي سرّ القرآن ، فنحن نؤمن بظاهرها ونكل العلم فيها إلى الله تعالى ، وفائدة ذكرها طلب الإيمان بها.

قال أبو بكر الصديق [رضي الله عنه](٢) : في كل كتاب سرّ وسرّ الله في القرآن أوائل السور.

وقال علي [رضي الله عنه] : إن لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي.

وقال داود بن أبي هند : كنت أسأل الشعبي عن فواتح السور فقال : يا داود إن لكل كتاب سرّا وإن سرّ القرآن فواتح السور فدعها ، وسل عما سوى ذلك.

وقال جماعة : [هي](٣) معلومة المعاني ، فقيل : كل حرف منها مفتاح اسم من أسمائه كما قال ابن عباس في (كهيعص (١)) [مريم : ١] ، الكاف من كاف ، والهاء من هاد والياء من حكيم (٤) والعين من عليم والصاد من صادق ، وقيل في (المص (١)) [الأعراف : ١] أنا الله الملك الصادق ، وقال الربيع بن أنس في الم : الألف مفتاح اسمه الله واللام مفتاح اسمه اللطيف والميم مفتاح اسمه المجيد.

وقال محمد بن كعب : الألف آلاء الله واللام لطفه والميم ملكه ، وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال : معنى الم أنا الله أعلم ، ومعنى المص أنا الله أعلم وأفضل ، ومعنى الر : أنا الله أرى ، ومعنى (المر) [الرعد : ١] أنا الله أعلم وأرى. قال الزجاج : وهذا حسن فإن العرب تذكر حرفا من كلمة تريدها كقولهم :

قلت لها قفي فقالت (٥) قاف

أي : وقفت.

وعن سعيد بن جبير قال : هي أسماء الله تعالى مقطعة لو أحسن الناس تأليفها لعلموا اسم الله الأعظم ، ألا ترى أنك تقول المر وحم ون فتكون الرحمن ، وكذلك سائرها إلا أنا لا نقدر على وصلها.

وقال قتادة : هذه الحروف أسماء القرآن ، وقال مجاهد وابن زيد : هي أسماء السور ، وبيانه أن

__________________

(١) سقط من المطبوع.

(٢) ما بين المعقوفتين زيادة عن المخطوط.

(٣) زيادة عن المخطوط.

(٤) في المخطوط وحده «حليم».

(٥) زيد في المطبوع وحده «في».

٨٠