تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ١٣

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

قال يحيى بن معين : وكيع في زمانه كالأوزاعيّ في زمانه (١).

وقال أحمد بن حنبل (٢) : ما رأيت أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع.

وقال أحمد بن سهل بن بحر النّيسابوريّ الحافظ : دخلت على أحمد بن حنبل بعد المحنة ، فسمعته يقول : كان وكيع إمام المسلمين في وقته (٣).

وروى نوح بن حبيب ، عن عبد الرّزّاق قال : رأيت الثّوريّ ومعمرا ومالكا ، فما رأت عيناي مثل وكيع قطّ (٤).

وقال ابن معين : ما رأيت أفضل من وكيع. كان يحفظ حديثه ، ويقوم الليل ، ويسرد الصوم ، ويفتي بقول أبي حنيفة (٥).

وكان يحيى القطّان يفتي يقول أبي حنيفة أيضا (٦).

وقال قتيبة : سمعت جريرا يقول : جاءني ابن المبارك.

فقلت : من رجل الكوفة اليوم؟ فسكت عنّي ثم قال : رجل المصرين ابن الجرّاح ، يعني وكيعا (٧).

قال سلم بن جنادة : جالست وكيعا سبع سنين ، فما رأيته بزق ، ولا مسّ حصاة ، ولا جلس مجلسا فتحرّك. ولا رأيته إلّا استقبل القبلة ، وما رأيته يحلف بالله (٨).

وقد روى غير واحد أنّ وكيعا كان يترخّص في شرب النّبيذ.

__________________

(١) حلية الأولياء ٨ / ٣٧١ ، تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٤ ، الأنساب ٦ / ١٧٥ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٥.

(٢) في العلل ومعرفة الرجال ١ / رقم ٥٨ و ٥٦٧ ، تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٤ ، تهذيب الكمال.

٣ / ١٤٦٤.

(٣) تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٥.

(٤) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٤.

(٥) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٠ ، صفة الصفوة ٣ / ١٧١.

(٦) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧١.

(٧) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٦.

(٨) حلية الأولياء ٨ / ٣٦٩ ، صفة الصفوة ٣ / ١٧٢ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٦.

٤٤١

قال إسحاق بن بهلول الحافظ : قدم علينا وكيع ، يعني الأنبار ، فنزل في المسجد على الفرات. فصرت إليه لأسمع منه. فطلب منّي نبيذا ، فجئته به ، فأقبل يشرب وأنا أقرأ عليه. فلمّا نفذ أطفأ السّراج ، فقلت : ما هذا؟

قال : لو زدتنا لزدناك! (١).

وقال أبو سعيد الأشجّ : كنّا عند وكيع ، فجاءه رجل يدعوه ، إلى عرس فقال : أثمّ نبيذ؟ قال : لا! قال : لا نحضر عرسا ليس فيه نبيذ.

قال : فإنّي آتيكم به. فقام.

قال ابن معين : سأل رجل وكيعا أنّه شرب نبيذا ، فرأى في النّوم كأنّ رجلا يقول له : إنّك شربت خمرا. فقال وكيع : ذاك الشيطان (٢).

وقال نعيم بن حمّاد : سمعت وكيعا يقول : هو عندي أحلّ من ماء الفرات (٣).

ويروى عن وكيع أنّ رجلا أغلظ له ، فدخل بيتا فعفّر وجهه ثم خرج إلى الرجل وقال : زد وكيعا بذنبه. فلولاه ما سلّطت عليه (٤).

وقال إبراهيم بن شماس : لو تمنّيت كنت أتمنّى عقل ابن المبارك وورعه ، وزهد فضيل ورقّته ، وعبادة وكيع وحفظه ، وخشوع عيسى بن يونس ، وصبر حسين الجعفيّ (٥).

وقال نصر بن المغيرة البخاريّ : سمعت إبراهيم بن شماس يقول : رأيت أفقه الناس وكيعا ، وأحفظ الناس ابن المبارك ، وأورع الناس فضيل بن عياض.

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٢.

(٢) معرفة الرجال لابن معين ١ / ١٥٢ رقم ٨٣٩ ، تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٢.

(٣) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٢.

(٤) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٣ ، صفة الصفوة ٣ / ١٧١ ، ١٧٢.

(٥) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٣ وتتمّة القول : «صبر ولم يدخل في شيء من أمر الدنيا» ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٦.

٤٤٢

وقال مروان بن محمد الطاطريّ : ما رأيت فيمن رأيت أخشع من وكيع. وما وصف لي أحد قطّ إلّا رأيته دون الصّفة ، إلّا وكيعا ، فإنّي رأيته فوق ما وصف لي (١).

قال سعيد بن منصور : قدم وكيع مكّة ، وكان سمينا ، فقال له الفضيل بن عياض : ما هذا السّمن وأنت راهب العراق؟.

قال : هذا من فرحي بالإسلام (٢)! فأفحمه.

وقال محمد بن عبد الله بن عمّار : ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث منه (٣).

وقال أبو داود : ما روي لوكيع ، كتاب قطّ ، ولا لهشيم ، ولا لحمّاد ، ولا لمعمر (٤).

قال أحمد بن حنبل : ما رأت عيني مثل وكيع قطّ. يحفظ الحديث ، ويذاكر بالفقه ، فيحسن مع ورع واجتهاد. ولا يتكلّم في أحد (٥).

قال حمّاد بن مسعدة : قد رأيت سفيان الثّوريّ ، فما كان مثل وكيع.

وقال أحمد أيضا : ما رأيت أوعى للعلم من وكيع. كان حافظا (٦).

وقال ابن أبي خيثمة ، وغيره : سمعنا يحيى بن معين يقول : من فضّل عبد الرحمن بن مهديّ على وكيع فعليه ، وذكر اللعنة (٧).

__________________

(١) تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٦.

(٢) في حلية الأولياء ٨ / ٣٦٩ من طريق أبي الحريش الكلابي ، ثنا يونس بن عبد الأعلى قال : قيل لوكيع : أنت رجل تديم الصيام وأنت كذا (؟) فعلى ما ذا؟ قال : بفرحي على الإسلام.

وقد ورد في المطبوع من الحلية بعد قوله : تديم الصيام وأنت كذا من (؟) ، وأعتقد أن المراد : «وأنت كذا سمين» ، وهذا يؤيّده ما جاء في رواية سعيد بن منصور ، أعلاه ، والرواية في تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٦.

(٣) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٥.

(٤) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٥.

(٥) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٤ ، صفة الصفوة ٣ / ١٧٠ ، ١٧١ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٤.

(٦) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٤ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٤.

(٧) المعرفة والتاريخ ١ / ٧٢٨ ، تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٨.

٤٤٣

قلت : ما أدري ما عذر يحيى في هذا اللعن.

وقال أبو حاتم (١) : وكيع أحفظ من ابن المبارك.

وقال أحمد بن حنبل : عليكم بمصنّفات وكيع (٢).

وقال عليّ بن المدينيّ : كان وكيع يلحن (٣) ، ولو حدّثت عنه بألفاظه لكان عجبا.

كان يقول : عن عيثة (٤).

وروى أبو هشام الرفاعيّ ، وغيره ، عن وكيع قال : من زعم أنّ القرآن مخلوق فقد كفر.

قال وكيع : الجهر بالبسملة بدعة (٥). سمعها أبو سعيد الأشجّ منه.

قال أحمد بن زهير : نا محمد بن يزيد : حدّثني حسين أخو زيدان قال : كنت مع وكيع ، فأقبلنا جميعا من المصيصة أو طرسوس فأتينا الشام. فما أتينا بلدا ، إلّا استقبلنا واليها ، وشهدنا الجمعة بدمشق. فلمّا سلّم الإمام أطافوا بوكيع ، فما انصرف إلى أهله. فحدّثت به مليحا ولده فقال : رأيت في جسده آثارا خضراء مما زحم.

قال الفضل بن عنبسة : ما رأيت مثل وكيع من ثلاثين سنة (٦).

محمود بن غيلان : سمعت وكيعا يقول : اختلفت إلى الأعمش سنتين (٧).

قال ابن راهويه : حفظي وحفظ ابن المبارك تكلّف ، وحفظ وكيع

__________________

(١) في الجرح والتعديل ٩ / ٣٩.

(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٦.

(٣) وقيل كان في لسان وكيع عجمة. (العلل ومعرفة الرجال ٢ / ١٥٨ رقم ١٨٦٢).

(٤) ورد في هامش الأصل عبارة : «ث : هذه لغة مشهورة».

(٥) الإجماع على أن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وصحابته أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، لم يجهروا بالبسملة في الصلاة بعد تكبيرة الإحرام ، والأحاديث كثيرة ومتواترة في هذا ، عند البخاري ، ومسلم ، والنسائي ، والترمذي ، وابن حبّان ، وغيرهم. ولذا فإن الجهر بها يعتبر بدعة.

(٦) تقدمة المعرفة ٢٢٠.

(٧) تقدمة المعرفة ٢٢٠ ، وفي العلل ومعرفة الرجال لأحمد قال : سمعت الأعمش سنة خمس وأربعين. (١ / ١٨٢ رقم ١٤٥) ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٥.

٤٤٤

أصلّي. قام وكيع واستند وحدّث بسبعمائة حديث حفظا (١).

وقال محمود بن آدم : تذاكر بشر بن السّريّ ووكيع ليلة وأنا أراهما من العشاء ، إلى أن نودي بالصّبح. فقلت لبشر : كيف رأيته؟.

قال : ما رأيت أحفظ منه.

وكذا قال سهل بن عثمان : ما رأيت أحفظ من وكيع (٢).

وقال عبد الله بن أحمد : سمعت أبي يقول : وكيع مطبوع الحفظ ، كان حافظا حافظا ، كان أحفظ من عبد الرحمن بكثير (٣).

وقال ابن نمير : كانوا إذا رأوا وكيعا سكتوا. يعني في الحفظ والإجلال (٤).

وقال أبو حاتم : سئل أحمد عن وكيع ، ويحيى ، وابن مهديّ فقال : كان وكيع أسردهم (٥).

قال أبو زرعة الرازيّ : سمعت أبا جعفر الجمّال يقول : أتينا وكيعا ، فخرج بعد ساعة وعليه ثياب مغسولة ، فلمّا بصرنا به فزعنا من النّور الّذي رأينا يتلألأ من وجهه. فقال رجل بجنبي : أهذا ملك؟ فتعجّبنا من ذلك النّور (٦).

قال أحمد بن سنان القطّان : رأيت وكيعا إذا قام في الصلاة ليس يتحرّك منه شيء ، لا يزول ولا يميل على رجل دون الأخرى (٧).

وقال أحمد بن أبي الحواريّ : سمعت وكيعا يقول : ما نعيش إلّا في سترة ، ولو كشف الغطاء لكشف عن أمر عظيم (٨).

__________________

(١) تقدمة المعرفة ٢٢١.

(٢) تقدمة المعرفة ٢٢١.

(٣) في العلل ومعرفة الرجال ٣ / ٣٩٥ رقم ٥٧٣٦ ، وتقدمة المعرفة ٢٢١ ، والجرح والتعديل ٩ / ٣٨ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٤.

(٤) تقدمة المعرفة ٢٢١ ، الجرح والتعديل ٩ / ٣٨ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٦.

(٥) تقدمة المعرفة ٢٢١.

(٦) تقدمة المعرفة ٢٢٢.

(٧) تقدمة المعرفة ٢٢٢.

(٨) تقدمة المعرفة ٢٢٣.

٤٤٥

وسمعته يقول : الصّدق النّيّة (١).

قال صالح بن أحمد : قلت لأبي : أيّهما أصلح ، وكيع أو يزيد؟

فقال : ما منهما والحمد لله إلّا كلّ ، ولكنّ وكيع لم يختلط بالسلطان (٢).

قال الفلّاس : ما سمعت وكيعا ذاكرا أحدا بسوء قطّ (٣).

وقال ابن عمّار : أحرم وكيع من بيت المقدس.

وقال ابن سعد (٤) : كان وكيع ثقة مأمونا رفيعا كثير الحديث حجّة.

وقال محمد بن خلف التّيميّ : أنا وكيع قال : أتيت الأعمش فقلت : حدّثني.

قال : ما اسمك؟.

قلت : وكيع!.

قال : اسم نبيل ، وما أحسب إلّا سيكون لك نبأ (٥). أين تنزل من الكوفة؟.

قلت : في بني رؤاس!.

قال : أين من منزل الجرّاح؟.

قلت : هو أبي. وكان على بيت المال.

قال : اذهب فجئني بعطائي ، وتعال حتّى أحدّثك بخمسة أحاديث.

فجئت أبي فقال : خذ نصف العطاء واذهب. فإذا حدّثك بالخمسة فخذ النصف الآخر ، حتّى تكون عشرة. فأتيته بذلك ، فأملى عليّ حديثين ، فقلت : وعدتني خمسة. قال : فأين الدراهم كلّها؟ أحسب أن أباك درّبك بهذا ولم يدر أنّ الأعمش مدرّب قد شهد الوقائع.

__________________

(١) تقدمة المعرفة ٢٢٣.

(٢) تقدمة المعرفة ٢٢٣ ، الجرح والتعديل ٩ / ٣٨ وفيه «يتلطّخ بالسلطان» ، وكذلك في تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٤.

(٣) تقدمة المعرفة ٢٢٣.

(٤) في طبقاته ٦ / ٣٩٤.

(٥) حتى هنا في تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٥.

٤٤٦

قال : فكنت إذا جئته بالعطاء في كلّ شهر حدّثني بخمسة (١).

قال قاسم الحرميّ : كان سفيان يتعجّب من حفظ وكيع ويقول : تعال يا رؤاسيّ ، ويتبسّم (٢).

قال ابن عمّار : سمعت وكيعا يقول : ما نظرت في كتاب منذ خمس عشرة سنة ، إلّا في صحيفة يوما.

فقلت له : عدوّا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها.

قال : وحدّثتهم بعبّادان بنحو من ألف وخمسمائة حديث. أربعة ما هي كثيرة في ذلك (٣).

قال ابن معين : سمعت وكيعا يقول : ما كتبت عن الثّوريّ : حدّثنا قطّ. إنّما كنت أحفظ ، فإذا رجعت كتبتها (٤).

قال يحيى بن يمان : نظر سفيان في عينيّ وكيع فقال : لا يموت هذا حتى يكون له شأن. فمات سفيان وجلس وكيع مكانه (٥).

قال سليمان الشّاذكونيّ : قال لنا أبو نعيم : ما دام هذا التّنّين حيّا ما يفلح أحد معه. يعني وكيعا (٦).

وقال يحيى بن أيّوب العابد : حدّثني صاحب لوكيع أنّ وكيعا كان لا ينام حتّى يقرأ ثلث القرآن ، ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصّل ، يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر (٧).

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٦٨ ، الأنساب ٦ / ١٧٤ ، ١٧٥.

(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٥ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٥.

(٣) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٥ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٥.

(٤) التاريخ لابن معين ٢ / ٦٣٠ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٧١٦ ، ٧١٧ ، وتاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٥ و ٤٧٦.

(٥) حلية الأولياء ٨ / ٣٦٩ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٥.

(٦) قارن بتاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٩ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٥.

(٧) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧١ ، الأنساب ٦ / ١٧٥ ، صفة الصفوة ٣ / ١٧١ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٦.

٤٤٧

قال إبراهيم بن وكيع : كان أبي يصلّي الليل ، فلا يبقى في دارنا أحد إلّا صلّى ، حتى جارية لنا سوداء (١).

ابن معين : سمعت وكيعا يقول : أيّ يوم لنا من الموت (٢).

وأخذ وكيعا في قراءة كتاب «الزّهد» ، فلمّا بلغ حديثا منه قام فلم يحدّث ، وكذا فعل من الغد. وهو حديث : كن في الدنيا كأنّك غريب (٣).

الدّارقطنيّ : نا القاضي أبو الحسن محمد بن عليّ بن أمّ شيبان ، عن أبيه ، عن أبي عبد الرحمن بن سفيان ، عن وكيع ، عن أبيه قال : كان أبي يجلس لأصحاب الحديث من بكرة إلى ارتفاع النهار ، ثم ينصرف فيقبل ، ثم يصلّي الظهر ، ويقصد طريق المشرعة التي يصعد منها أصحاب الزوايا ، فيريحون نواضحهم ، فيعلّمهم من القرآن ما يؤدّون به الفرض إلى حدود العصر ، ثم يرجع إلى مسجده ، فيصلّي ، العصر ، ثم يجلس يتلو ويذكر الله إلى آخر النهار. ثم يدخل منزله فيفطر على نحو عشرة أرطال نبيذ ، فيشرب منها ، ثم يصلّي ورده ، كلّما صلّى ركعتين شرب منها حتّى ينفذها ثم ينام (٤).

قال نعيم بن حمّاد : تعشّينا عند وكيع ، فقال : أيّ شيء تريدون أجيئكم بنبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان؟ فقلت : تتكلّم بهذا؟! قال : هو عندي أحلّ من ماء الفرات (٥).

قلت : ماء الفرات لم يختلف فيه ، وقد اختلف في هذا.

وقال الفسويّ (٦) : قد سئل أحمد إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن فقال : عبد الرحمن يوافق أكثر خاصّة في سفيان. وعبد الرحمن كان يسلّم عليه السّلف ويجتنب المسكر ، ولا يرى أن يزرع في أرض الفرات.

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧١ ، صفة الصفوة ٣ / ١٧١ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٦.

(٢) التاريخ لابن معين ٢ / ٦٣١ ، تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٢.

(٣) التاريخ لابن معين ٢ / ٦٣١ ، ٦٣٢ ، تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٢ ، ٤٧٣.

(٤) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧١.

(٥) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٢.

(٦) في المعرفة والتاريخ ٢ / ١٧٠.

٤٤٨

وقال عبّاس : قلت لابن معين : إذا اختلف وكيع وأبو معاوية في حديث الأعمش ، قال : يوقف حتى يجيء من يتابع أحدهما (١).

ثم قال : كانت الرحلة إلى وكيع في زمانه (٢).

قال ابن معين : لقيت عند مروان بن معاوية لوحا فيه : فلان رافضيّ ، وفلان كذا ، ووكيع رافضيّ ، فقلت لمروان : وكيع خير منك. فبلغ وكيعا ذلك ، فقال : يحيى صاحبنا. وكان بعد ذلك يعرف لي ويرحّب (٣).

قال أحمد بن سنان : كان وكيع يكونون في مجلسه كأنّهم في صلاة. فإن أنكر من أحد شيئا قام (٤).

وكان عبد الله بن نمير يغضب ويصيح ، وإذا رأى من يبري قلما تغيّر وجهه غضبا.

قال تميم بن محمد الطّوسيّ : سمعت أحمد يقول : عليكم بمصنّفات وكيع (٥).

وروى عبد الله بن أحمد ، عن أبيه قال : أخطأ وكيع في خمسمائة حديث. (٦)

قال أبو هشام الرفاعيّ : سمعت وكيعا يقول : من زعم أنّ القرآن مخلوق فقد زعم أنّه محدث ، ومن زعم أنّ القرآن محدث فقد كفر.

فيقول : احتجّ بعض المبتدعة بقول الله تعالى : (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ) (٧) محدث ، وبقوله تعالى : (لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً) (٨) ،

__________________

(١) التاريخ لابن معين ٢ / ٦٣٢ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٥.

(٢) التاريخ لابن معين ٢ / ٦٣٢.

(٣) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٠ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٥.

(٤) تقدمة المعرفة ٢٣٢.

(٥) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٦ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٥.

(٦) تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٤.

(٧) سورة الأنبياء ـ الآية ٢.

(٨) سورة الطلاق ـ الآية ١.

٤٤٩

وهذا قال فيه علماء السلف معنا ، وأنّه أحدث إنزاله إلينا ، وكذا في الحديث الصحيح : «إنّ الله يحدث من أمره ما شاء». وإنّ ممّا أحدث أن لا تكلموا في الصلاة. فالقرآن العظيم كلام الله ووحيه وتنزيله ، وهو غير مخلوق.

قال أحمد بن الحواري : ذكرت لابن معين وكيعا ، فقال : وكيع عندنا ثبت (١).

وقال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير : وكيع ، عن سفيان غاية الإسناد ، ليس بعده شيء. ما أعدل بوكيع أحدا.

فقيل له : أبو معاوية ، فنفر من ذلك (٢).

نوح بن حبيب : نا وكيع ، ثنا عبد الرحمن بن مهديّ قال : حضرت موت سفيان ، فكان عامّة كلامه : ما أشدّ الموت (٣).

قال نوح : فأتيت ابن مهديّ وقلت : حدّثنا وكيع عنك ، وحكيت له الكلام ، وكان متّكئا فقعد وقال : أنا حدّثت أبا سفيان؟ جزى الله أبا سفيان خيرا ، ومن مثل أبي سفيان ، وما يقال لمثل أبي سفيان (٤).

عليّ بن خشرم : نا وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عبد الله البهيّ (٥) ، أنّ أبا بكر الصّدّيق جاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد وفاته ، فأكبّ عليه فقبّله

__________________

(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ ١ / ٤٦٣ رقم ١١٨٦ ، تقدمة المعرفة ٢٣٠ ، الجرح والتعديل ٩ / ٣٨ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٥.

(٢) تقدمة المعرفة ٢٣٠.

(٣) تقدمة المعرفة ٢٣٠.

(٤) تقدمة المعرفة ٢٣١.

(٥) ورد السند في (المعرفة والتاريخ ١ / ١٧٥) هكذا : «حدّث وكيع بن الجراح بمكة عن إسماعيل بن أبي خالد البهيّ ، أن رسول الله ...»

ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد سقط من السند المذكور بين : ابن أبي خالد ، وبين البهيّ : «عن عبد الله» ، ويكون النص الصحيح : «عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عبد الله البهيّ». وتجاه هذا السقط في أصل كتاب المعرفة ، اضطرب الأمر على محقّق الكتاب الدكتور أكرم ضياء العمري ، فعلّق في الحاشية رقم (٢) =

٤٥٠

وقال : بأبي أنت وأمّي ، ما أطيب حياتك ومماتك (١).

ثم قال البهيّ : وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ترك يوما وليلة حتى ربا بطنه ، وانثنت خنصراه (٢).

قال ابن خشرم : فلمّا حدّث وكيع بهذا بمكة اجتمعت قريش وأرادوا صلبه ، ونصبوا خشبة ليصلبوه ، فجاء ابن عيينة ، فقال لهم : الله ، هذا فقيه أهل العراق وابن فقيهه ، وهذا حديث معروف.

قال : ولم أكن سمعته ، إلّا أنّي أدرت تخليص وكيع (٣).

قال ابن خشرم : سمعته من وكيع بعد ما أرادوا صلبه. فتعجّبت من جسارته.

وأخبرت أنّ وكيعا احتجّ فقال : إنّ عدّة من الصحابة منهم عمر قالوا : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لم يمت ، فأحبّ الله أن يريهم آية الموت (٤).

__________________

= على نسبة (البهيّ) فقال : «هكذا في الأصل ، ولم أجد هذه النسبة في تبصير المنتبه ، وفي ترجمة إسماعيل بن أبي خالد في كتب علم الرجال أنه «البجلي الأحمسي مولاهم» وذكر بعض مصادر الترجمة لإسماعيل ، وقال أخيرا : «وأحسب أن «البهيّ» تصحيف ، والصواب «البجلي».

وأقول : لقد ذهب الدكتور العمري بعيدا في حسابه ، ولم ينتبه إلى السقط الحاصل في أصل كتاب المعرفة بحيث التصقت نسبة «البهيّ» بإسماعيل بن أبي خالد ، وهي ليست كذلك ، و«البهيّ» هو عبد الله الّذي يروي عن السيدة عائشة ، رضي‌الله‌عنها. (تاريخ بغداد ٤ / ١٧ رقم ١٦١٠) في ترجمة حفيده (أحمد بن إبراهيم بن أحمد). فليراجع.

(١) انظر نحوه في طبقات ابن سعد من طريق عقيل ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن عائشة. (٢ / ٢٦٥ ، ٢٦٦).

(٢) في المعرفة والتاريخ ١ / ١٧٥ «خنصره». وفي الأصل ، والكامل لابن عدي ٥ / ١٩٨٣ «أنتنت» بالتاء المثنّاة.

(٣) انظر : الكامل في الضعفاء لابن عديّ ٥ / ١٩٨٣.

(٤) عقّب المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ على هذا في (سير أعلام النبلاء ٩ / ١٦٤ ، ١٦٥) بقوله :

«قلت : فرضنا أنه ما فهم توجيه الحديث على ما تزعم ، أفمالك عقل وورع؟ أما سمعت قول الإمام عليّ : «حدّثوا الناس بما يعرفون ، ودعوا ما ينكرون ، أتحبّون أن يكذّب الله ورسوله؟» أما سمعت في الحديث : «ما أنت محدّث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلّا كان فتنة لبعضهم».

وقال في (ميزان الاعتدال ٢ / ٦٤٩ ، ٦٥٠) في ترجمة : «عبد الحميد بن عبد العزيز» :

٤٥١

رواها أحمد بن محمد بن عليّ بن رزين الباشانيّ ، عن عليّ بن خشرم.

ورواها قتيبة ، عن وكيع (١).

وهذه هفوة من وكيع ، كادت تذهب فيها نفسه. فما له ولرواية هذا الخبر المنكر المنقطع ؛

وقد قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كفى بالمرء إثما أن يحدّث بكل ما سمع».

ولو لا أنّ الحافظ ابن عساكر وغيره ساقوا القصّة في تواريخهم (٢) لتركتها ولما ذكرتها ، ولكن فيها عبرة (٢).

قال الفسويّ في تاريخه (٣) : وفي هذه السنة حدّث وكيع بمكة عن إسماعيل ، عن البهيّ ، وذكر الحديث.

__________________

= «قلت : النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم سيّد البشر ، وهو بشر ، يأكل ويشرب وينام ، ويقضي حاجته ، ويمرض ويتداوى ، ويتسوّك ليطيّب فمه ، فهو في هذا كسائر المؤمنين ، فلما مات ـ بأبي هو وأمّي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عمل به كما يعمل بالبشر من الغسل والتنظيف والكفن واللحد والدفن ، لكن ما زال طيّبا مطيّبا ، حيّا وميتا ، وارتخاء أصابعه المقدّسة ، وانثناؤها ، وربو بطنه ليس معنا نصّ على انتفائه ، والحيّ قد يحصل له ريح وينتفخ منه جوفه ، فلا يعدّ هذا ـ إن كان قد وقع ـ عيبا ، وإنما معنا نصّ على أنه لا يبلى ، وأنّ الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم‌السلام ، بل ويقع هذا لبعض الشهداء رضي‌الله‌عنهم.

أمّا من روى حديث عبد الله البهيّ ليغضّ به من منصب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فهذا زنديق ، بل لو روى الشخص حديث : إن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم سحر ، حاول بذلك تنقّصا كفر وتزندق ، وكذا لو روى حديث أنه سلّم من اثنتين ، وقال : ما دري كم صلّى! يقصد بقوله شينه ، فالغلوّ والإطراء منهيّ عنه ، والأدب والتوقير واجب ، فإذا اشتبه الإطراء بالتوقير توقّف العالم وتورّع ، وسأل من هو أعلم منه حتى يتبيّن له الحق ، فيقول به ، وإلّا فالسكوت واسع له ، ويكفيه التوقير المنصوص عليه في أحاديث لا تحصى ، وكذا يكفيه مجانبة الغلوّ الّذي ارتكبه النصارى في عيسى ، ما رضوا له بالنّبوّة حتى رفعوه إلى الإلهيّة وإلى الوالديّة ، وانتهكوا رتبة الرّبوبية الصمديّة ، فضلّوا وخسروا ، فإنّ إطراء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يؤدّي إلى إساءة الأدب على الربّ. نسأل الله تعالى أن يعصمنا بالتقوى ، وأن يحفظ علينا حبّنا للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كما يرضى».

(١) الكامل في الضعفاء ٥ / ١٩٨٣.

(٢) انظر تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) في ترجمة وكيع ٤٥ / ٢٦٢ وما بعدها.

(٣) المعرفة والتاريخ ١ / ١٧٥ ، ١٧٦.

٤٥٢

قال : فرفع إلى العثمانيّ فحبسه ، وعزم على قتله ، ونصبت خشبته خارج الحرم. وبلغ وكيعا وهو محبوس.

قال الحارث بن صدّيق : فدخلت عليه لمّا بلغني ، وقد سبق إليه الخبر.

قال (١) : وكان بينه وبين سفيان بن عيينة يومئذ تباعد فقال : ما أرانا إلّا قد اضطررنا إلى هذا الرجل واحتجنا إليه ، يعني سفيان.

فقلت : دع هذا عنك ، فإن لم يدرك قتلت.

فأرسل إليه وفزع إليه. فدخل سفيان على العثمانيّ فكلّمه فيه.

والعثمانيّ يأبى عليه ، فقال له سفيان : إنّي لك ناصح. إنّ هذا رجل من أهل العلم ، وله عشيرة ، وولده بباب أمير المؤمنين ، فتشخص لمناظرتهم.

قال : فعمل فيه كلام سفيان ، وأمر بإطلاقه. فرجعت إلى وكيع فأخبرته. وأخرج ، فركب حمارا ، وحملناه ومتاعه ، فسافر.

فدخلت على العثمانيّ من الغد وقلت : الحمد لله الّذي لم تبل بهذا الرجل ، وسلّمك الله.

قال : يا حارث ما ندمت على شيء ندامتي على تخليته. خطر ببالي هذه الليلة حديث جابر بن عبد الله قال : حوّلت أبي والشهداء بعد أربعين سنة فوجدناهم رطابا يثبتون (٢) ، لم يتغيّر منهم شيء.

قال الفسويّ (٣) : فسمعت سعيد بن منصور يقول : كنّا بالمدينة ، فكتب أهل مكة ، إلى أهل المدينة بالذي كان من وكيع ، وقالوا : إذا قدم عليكم فلا تتّكلوا على الوالي ، وارجموه حتى تقتلوه.

قال : ففرضوا عليّ ذلك ، وبلغنا الّذي هم عليه. فبعثنا بريدا إلى وكيع

__________________

(١) القائل هو : الحارث بن الصّدّيق ، كما في (المعرفة والتاريخ ١ / ١٧٥ و ١٧٦) وكما سيأتي في السياق.

(٢) هكذا في الأصل. وفي المعرفة والتاريخ ١ / ١٧٦ «ينشون» ، وانظر تعليق المحقّق.

(٣) في المعرفة والتاريخ ١ / ١٧٦.

٤٥٣

أن لا يأتي المدينة ، ويمضي عن طريق الرّبذة. وكان قد جاور مفرق الطريقين. فلما أتاه البريد ردّ ومضي (١) إلى الكوفة.

وقد ساق ابن عديّ هذه الواقعة في ترجمة عبد المجيد بن أبي روّاد (٢) ، ونقل أنه هو الّذي أفتى بقتل وكيع.

وقال : أخبرنا محمد بن عيسى المروزيّ فيما كتب إليّ ، ثنا أبو عيسى محمد ، نا العباس بن مصعب ، نا قتيبة ، نا وكيع ، نا ابن أبي خالد ، فساق الحديث.

ثم قال قتيبة : حدّث وكيع بهذا سنة حجّ الرشيد ، فقدّموه إليه ، فدعا الرشيد سفيان بن عيينة وعبد المجيد. فأمّا عبد المجيد فإنّه قال : يجب أن يقتل ، فإنّه لم يرو هذا إلّا من في قلبه غشّ للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال سفيان : لا قتل عليه ، رجل سمع حديثا فرواه. المدينة شديدة الحرّ. توفّي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فترك ليلتين لأنّ القوم كانوا في إصلاح أمر الأمّة. واختلفت قريش والأنصار ، فمن ذلك تغيّر.

قال قتيبة : فكان وكيع إذا ذكر فعل عبد المجيد قال : ذاك جاهل سمع حديثا لم يعرف وجهه ، فتكلّم بما تكلّم.

عن مليح ، عن وكيع قال : لما نزل بأبي الموت أخرج يديه وقال : يا بنيّ ترى يديّ ما ضربت بها شيئا قطّ (٣).

قال مليح : فحدّثني داود بن يحيى بن يمان قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم ، فقلت : يا رسول الله من الأبدال؟.

قال : الذين لا يضربون بأيديهم شيئا ، وإنّ وكيعا منهم (٤).

__________________

(١) تصحّفت في المطبوع من المعرفة والتاريخ ١ / ١٧٦ إلى «معنى».

(٢) في الكامل في الضعفاء ٥ / ١٩٨٣.

(٣) حلية الأولياء ٨ / ٣٧١ ، تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٩ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٦.

(٤) حلية الأولياء ٨ / ٣٧١ ، تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٩ ، ٤٨٠ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٦.

٤٥٤

قلت : بل من ضرب بيديه في سبيل الله فهو أفضل (١).

قال عليّ بن عثّام : مرض وكيع فدخلنا عليه ، فقال : إنّ سفيان أتاني فبشّرني بجواره ، فأنا مبادر إليه (٢).

غنجار في تاريخه : نا أحمد بن سهل : سمعت قيس بن أنيف : سمعت يحيى بن جعفر : سمعت عبد الرزّاق يقول : يا أهل خراسان ، إنّه نعي لي إمام خراسان ، يعني وكيعا.

قال : فاهتممنا لذلك. ثم قال : بعدا لكم يا معشر الكلاب ، إذا سمعتم من أحد شيئا اشتهيتم موته.

قلت : ومن جسارة وكيع كونه حجّ بعد تيك المحنة.

قال أبو هشام الرفاعيّ : مات وكيع سنة سبع وتسعين ومائة يوم عاشوراء ودفن بفيد ، يعني راجعا من الحجّ.

وقال أحمد (٣) : حجّ وكيع سنة ستّ وتسعين ومائة ، ومات بفيد (٤).

٣٤٢ ـ الوليد بن عقبة بن المغيرة الشّيبانيّ الطّحّان الكوفيّ (٥) ـ د. ـ

__________________

(١) وقد علّق المؤلّف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ على هذا في (سير أعلام النبلاء ٩ / ١٥٩) فقال :

«محنة وكيع ـ وهي غريبة ـ تورّط فيها ، ولم يرد إلّا خيرا ، ولكن فاتته سكتة ، وقد قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كفى بالمرء إثما أن يحدّث بكل ما سمع ، فليتّق عبد ربّه ، ولا يخافنّ إلّا ذنبه».

(٢) تهذيب الكمال ٣ / ١٤٦٦.

(٣) في العلل ومعرفة الرجال ١ / ٤٩١ رقم ١١٣٦ و ٢ / ٥٨٩ رقم ٣٧٩٦ و ٣ / ٧١ رقم ٤٢٢٢ ، وكذا أرّخه الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ١٨٤ برواية محمد بن فضيل ، وأرّخه أيضا أبو زرعة الدمشقيّ ١ / ٣٠٣ رقم ٥٤٦.

(٤) وأرّخ ابن المديني وفاته في سنة ١٩٩ ه‍ ـ. (العلل ـ ص ٤٠ رقم ٣).

وفيد : بفتح أوله ، وبالدال المهملة. كان فلاة في الأرض بين أسد وطيِّئ في الجاهلية ، فلما أقدم زيد الخيل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أقطعه فيد. وهو بشرقيّ سلمى ، وسلمى أحد جبلي طيِّئ. (انظر : معجم ما استعجم ٣ / ١٠٣٢ و ١٠٣٣).

(٥) انظر عن (الوليد بن عقبة) في :

التاريخ لابن معين ٢ / ٦٣٣ ، والتاريخ الكبير ٨ / ١٥٠ رقم ٢٥٢٠ ، والجرح والتعديل ٩ / ١٢ رقم ٥٣ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٢٤ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٤٧٢ ، والكاشف ٣ / ٢١١ رقم ٦١٨٩ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ١٤٤ رقم ٢٤١ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٣٤ رقم ٧٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤١٧.

٤٥٥

أخو محمد.

روى عن : حنظلة بن أبي سفيان ، وحمزة الزّيّات ، وزائدة.

وعنه : أحمد ، وإسحاق ، وعليّ بن محمد الطنافسيّ ، ومحمد بن رافع ، وجماعة.

قال أبو حاتم (١) : صدوق.

وقال أبو داود : ليس به. بأس (٢).

٣٤٣ ـ الوليد بن كثير المزنيّ المدنيّ (٣) ـ ن. ـ

نزيل الكوفة.

روى عن : ربيعة الرأي ، وعبيد الله بن عمر ، والضّحّاك بن عثمان.

وعنه : أبو سعيد الأشجّ ، ومحمد بن عبد الله بن عمّار ، ويوسف بن عديّ ، وأخوه زكريّا.

قال أبو حاتم (٤). يكتب حديثه.

٣٤٤ ـ الوليد بن مسلم (٥) ـ ع. ـ

__________________

(١) في الجرح والتعديل ٩ / ١٢ : «صدوق لا بأس به صالح الحديث».

(٢) تهذيب الكمال ٣ / ١٤٧٣ ، ونحوه قال أبو زرعة ، (الجرح والتعديل).

(٣) انظر عن (الوليد بن كثير المزني) في :

التاريخ الكبير ٨ / ١٥٢ رقم ٢٥٢٧ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٨٧ ، والجرح والتعديل ٩ / ١٤ رقم ٦٣ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٢٢ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٤٧٣ ، والكاشف ٣ / ٢١٢ رقم ٦١٩٧ ، وميزان الاعتدال ٤ / ٣٤٥ رقم ٩٣٩٨ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ١٤٧ رقم ٢٤٩ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٣٥ رقم ٨٣.

(٤) في الجرح والتعديل ٩ / ١٤.

(٥) انظر عن (الوليد بن مسلم الدمشقيّ) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٤٧٠ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٦٣٤ (٥٠٦١) ، ومعرفة الرجال له ٢ / رقم ٤٣٥ و ٤٤١ ، وطبقات خليفة ٣١٧ ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد ١ / رقم ١٢٢٥ ، والتاريخ الكبير ٨ / ١٥٢ ، ١٥٣ رقم ٢٥٣٢ ، والتاريخ الصغير ٢١٢ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٨٢ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٤٦٦ رقم ١٧٧٨ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٤٢٠ ـ ٤٢٤ وانظر فهرس الأعلام (٣ / ٨١٧ ، ٨١٨) ، وأنساب الأشراف ٣ / ١٤ و ٥٢ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٤٣ ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ ١ / ١٦٨ و ١٧٠ ـ ١٧٣ و ١٧٥ ـ ١٧٨ و ١٨٣ و ١٨٤ و ١٩٠ و ١٩٩ ـ ٢٠٢ و ٢٠٥ و ٢١٤ و ٢١٥ و ٢١٧ و ٢١٨ و ٢٢٤ و ٢٢٦ =

٤٥٦

الإمام أبو العبّاس الأموي ، مولاهم الدمشقيّ ، أحد الأعلام.

قرأ القرآن على يحيى الذّماريّ ، وحدّث عنه ،

وعن : ثور بن يزيد ، وابن جريج ، وابن عجلان ، والمثنّى بن الصّبّاح ، ويزيد بن أبي مريم ، وصفوان بن عمرو ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ، والأوزاعيّ ، والثّوريّ ، ومالك ، واللّيث ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وأبي بكر بن مريم ، وعفير بن معدان ، ومروان بن جناح ، وعثمان بن أبي العاتكة ، وخلق.

وعنه : الليث بن سعد شيخه ، وبقيّة ، وابن وهب ، وأحمد بن حنبل ، ودحيم ، وأبو خيثمة ، وعليّ بن محمد الطنّافسيّ ، وإسحاق بن موسى الخطميّ ، وموسى بن عامر المرّيّ ، ومحمد بن مصفّى ، ومحمود بن غيلان ، وعمرو بن عثمان ، وخلق كثير.

وصنّف التصانيف.

__________________

= و ٢٣١ و ٢٣٧ و ٢٥٦ و ٢٦٣ ـ ٢٦٥ و ٢٨٠ و ٢٨٦ و ٢٨٧ و ٣٠٨ و ٣٠٩ و ٣١٦ و ٣١٨ و ٣١٩ و ٣٢٨ و ٣٣١ و ٣٣٢ و ٣٣٤ و ٣٤٤ و ٣٤٦ و ٣٤٨ و ٣٥٠ و ٣٥١ و ٣٥٣ و ٣٥٥ ـ ٣٥٧ و ٣٦٠ و ٣٦٢ ـ ٣٦٤ وانظر فهرس الأعلام (٢ / ١٠٣٥) ، وتاريخ الطبري ١ / ٣٦١ و ٤٨١ و ٤ / ١١١ و ٢٦٢ و ٧ / ٣٢ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٢٤ ، والجرح والتعديل ٩ / ١٦ ، ١٧ رقم ٧٠ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ٢ / ٧٥٨ ، ٧٥٩ رقم ١٢٧٠ ، ورجال صحيح مسلم ٢ / ٣٠٢ رقم ١٧٤٨ ، والأنساب ٨ / ١١٨ ، وتاريخ جرجان ٤١٣ و ٤٧٦ و ٤٩٣ ، والسابق واللاحق ٣٥٣ ، ٣٥٤ رقم ٢٠٧ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٥٣٧ رقم ٢٠٩٣ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ١٤٧ ، ١٤٨ رقم ٢٣١ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٤٥ / ٤٨٧ ـ ٥٠٩ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٤٧٤ ـ ١٤٧٦ ، والعبر ١ / ٣١٩ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٠٢ ، وسير أعلام النبلاء ٩ / ٢١١ ـ ٢٢٠ رقم ٦٠ ، ودول الإسلام ١ / ١٢٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٧٠ رقم ٧٣٢ ، والكاشف ٣ / ٢١٣ رقم ٦٢٠٢ ، وميزان الاعتدال ٤ / ٣٤٧ ، ٣٤٨ رقم ٩٤٠٥ ، ومرآة الجنان ١ / ٤٤٨ ، ٤٤٩ ، وشرح العلل لابن رجب ٢ / ٦٠٨ ، والتبيين لأسماء المدلّسين لسبط ابن العجمي ٦٠ رقم ٨٣ ، وتعريف أهل التقديس ١٢٧ ـ ١٣٤ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ١٥١ ـ ١٥٥ رقم ٢٥٤ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٣٦ رقم ٨٩ ، وغاية النهاية ٢ / ٣٦٠ رقم ٣٨٠٧ ، والوفيات لابن قنفذ ١٥٢ رقم ١٩٥ ، وشرح ألفيّة العراقي ٢ / ٢٣٥ ، ٢٣٦ ، وطبقات الحفاظ ١٢٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤١٧ ، وشذرات الذهب ١ / ٣٤٤ ، وهديّة العارفين ٢ / ٥٠٠ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٥ / ١٨٠ ـ ١٨٣ رقم ١٧٩٦.

٤٥٧

قال محمد بن سعد (١) : كان الوليد ثقة كثير الحديث والعلم. حجّ سنة أربع وتسعين ومائة ، ثم رجع فمات بالطّريق.

وقال دحيم : مولده سنة تسع عشرة ومائة (٢).

قال ابن عساكر (٣) : قرأ عليه : هشام بن عمّار ، والربيع بن ثعلب.

وقال الفسويّ (٤) : سألت هشام بن عمّار عن الوليد ، فأقبل يصف علمه وورعه وتواضعه. وقال : كان أبوه من رقيق الإمارة ، وتفرّقوا على أنهم أحرار.

وكان للوليد أخ جلف (٥) متكبّر يركب الخيل ، ويركب معه غلمان كثير ويتصيّد. وقد حمّل الوليد دية فأدّى (٦) ذلك في بيت المال ، أخرجه عن نفسه إذ اشتبه عليه أمر أبيه. قال : فوقع بينه وبين أخيه في ذلك شغب وجفاء وقطيعة. وقال : فضحتنا ، ما كان حاجتك إلى ما فعلت؟.

وقال أبو التّقى الحمصيّ ، ثنا سعيد بن مسلمة القرشيّ قال : أنا أعتقت الوليد بن مسلم ، كان عبديّ (٧).

وقال ابن سعد (٨) ، عن رجل إنّ الوليد كان من الأخماس فصار لآل مسلمة بن عبد الملك ، فلمّا قدم بنو هاشم في دولتهم قبضوا رقيق الأخماس وغيره ، فصار الوليد وأهل بيته لصالح بن عليّ ، فوهبهم لابنه الفضل فأعتقهم.

ثم إنّ الوليد اشترى نفسه منهم ، فأخبرني سعيد بن مسلمة قال : جاءني الوليد فأقرّ لي بالرّقّ ، فأعتقته.

__________________

(١) في طبقاته ٧ / ٤٧١.

(٢) تاريخ دمشق ٤٥ / ٤٨٨.

(٣) في تاريخ دمشق ٤٥ / ٤٨٨.

(٤) في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٢٢ و ٤٢٣.

(٥) في المعرفة والتاريخ «صلف».

(٦) في الأصل : «فأدا».

(٧) الطبقات الكبرى ٧ / ٤٧١.

(٨) في طبقاته ٧ / ٤٧٠ ، ٤٧١.

٤٥٨

وكان للوليد أخ اسمه جبلة ، كان له قدر وجاه (١).

قال أحمد : ليس أحد أروى لحديث الشاميّين من الوليد ، وإسماعيل بن عيّاش (٢).

إبراهيم بن المنذر : قدمت البصرة ، فجاءني عليّ بن المدينيّ فقال : أول شيء أطلب ، أخرج إليّ حديث الوليد بن مسلم.

فقلت : يا ابن أمّ ، سبحان الله ، وأين سماعي من سماعك؟ فجعلت أأبي ويلحّ ، فقلت له : أخبرني عن إلحاحك ما هو؟.

قال : أخبرك ؛ الوليد رجل أهل الشام ، وعنده علم كثير ، ولم أستمكن. منه ، وقد حدّثكم بالمدينة في المواسم ، ورفع عندكم الفوائد ، لأنّ الحجّاج يجتمعون بالمدينة من الآفاق ، فيكون مع هذا بعض فوائده ، ومع هذا شيء.

قال : فأخرجت إليه ، فتعجّب من كتابه ، كاد أن يكتبه عليّ (٣).

... (؟) سمعنا الفسوي بن إبراهيم : قال أبو اليمان : ما رأيت مثل الوليد بن مسلم.

وقيل لأبي زرعة : الوليد أفقه أم وكيع؟ فقال : الوليد بأمر المغازي ، ووكيع بحديث العراقيّين.

وقال أبو مسهر : كان الوليد من حفّاظ أصحابنا.

وقال أبو حاتم : صالح الحديث.

وقال أبو أحمد بن عديّ : الثقات من أهل الشام مثل الوليد بن مسلم.

وقال ابن مؤمن : لم نزل فسمع أنّه من كتب مصنّفات الوليد صلح أن يلي القضاء.

ومصنّفاته سبعون كتابا.

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٧ / ٤٧١.

(٢) وفي المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٢٣ : «وقال أبو يوسف : وكنت أسمع أصحابنا يقولون : علم الشام عند إسماعيل بن عيّاش والوليد بن مسلم». والقول في تاريخ دمشق ٤٥ / ٤٩٢ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٤٧٥.

(٣) المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٢٢.

٤٥٩

قلت : الكتاب منها جزء صغير ، وجزء كبير ، ونحو ذلك.

الفسويّ (١) : سمعت الحميديّ يقول : خرجت يوم القدر والوليد في مسجد منى وعليه زحام كثير. وجئت في آخر الناس فوقفت بالبعد ، وعليّ بن المدينيّ بجنبه ، فجعلوا يسألونه ويحدّثهم ، ولا أفهم. فجمعت جماعة من المكّيّين وقلت لهم : جلّبوا وأفسدوا على من بالقرب منه. فجعلوا يصيحون ويقولون : لا نسمع.

وجعل ابن المدينيّ يقول : اسكتوا نسمعكم. فاعترضت وصحت ، ولم أكن بعد حلقت ، فنظر ابن المدينيّ إليّ ولم يثبتني وقال : لو كان فيك خير لم يكن شعرك على ما أرى.

قال : فتفرّقوا ولم يحدّثهم بشيء.

قلت : وكان الوليد مع حفظه وثقته قبيح التدليس. يحمل عن أناس كذّابين. وتلفى عن ابن جريج ، وغيره ، ثم يسقط الّذي سمع منه ويقول : عن ابن جريج. قال أبو مسهر : كان الوليد يأخذ من ابن أبي السّفر حديث الأوزاعيّ ، وكان ابن أبي السفر كذّابا ، وهو يقول فيها : قال الأوزاعيّ.

قال صالح جزرة. سمعت الهيثم بن خارجة يقول : قلت للوليد : قد أفسدت حديث الأوزاعيّ ، قال : وكيف؟ قلت : تروي عن الأوزاعيّ ، عن نافع ، وعن الأوزاعيّ ، عن الزهريّ ، وعنه ، عن يحيى. وغيرك يدخل بين الأوزاعيّ ، ونافع ، عبد الله بن عامر الأسلميّ ، وبينه وبين الزّهريّ مرّة وغيره. فما يحملك على هذا؟.

قال : أنبل الأوزاعيّ أن يروي عن مثل هؤلاء.

قلت : فإذا روى الأوزاعيّ عن هؤلاء الضّعفاء مناكير ، فاسقطتهم أنت وصيّرتها من رواية الأوزاعيّ عن الثقات ضعّفت الأوزاعيّ ؛ فلم يلتفت إلى قولي.

قال أحمد بن حنبل : ما رأيت في الشّاميّين أعقل من الوليد.

__________________

(١) في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٢١ ، ٤٢٢.

٤٦٠