تراثنا ـ العددان [ 43 و 44 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 43 و 44 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٢

(ت ٩٧٤ ه) ، ط ١ ، القاهرة ، ١٣٨٥ ه / ١٩٦٥ م.

٥٣ ـ الضعفاء الكبير : العقيلي (ت ٣٢٢ ه) ، تحقيق د. عبد المعطي أمين قلعچي ، ط ١ ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ١٤٠٤ ه / ١٩٨٤ م.

٥٤ ـ العطر الوردي شرح القطر الشهدي (شرح لمنظومة القطر الشهدي في أوصاف المهدي) : البلبيسي الشافعي من علماء أوائل القرن الرابع عشر ، مطبعة بولاق ، مصر ، ١٣٠٨ ه).

٥٥ ـ عقد الدرر في أخبار المنتظر : يوسف بن يحيى الشافعي (من علماء القرن السابع) ، مكتبة عالم الفكر ، القاهرة.

٥٦ ـ عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر : محاضرة للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، منشورة في مجلة الجامعة ، العدد ٣ ، السنة الأولى ـ ذي القعدة ١٣٨٨ ه.

٥٧ ـ عمدة القاري في شرح صحيح البخاري : العيني (ت ٨٥٥ ه) ، دار الفكر / ١٣٩٩ ه.

٥٨ ـ عون المعبود شرح سنن أبي داود : الآبادي (ت ١٣٢٩ ه) ، تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان ، المكتبة السلفية ، السعودية.

٥٩ ـ غالية المواعظ ومصباح المتعظ وقبس الواعظ : خير الدين أبو البركات نعمان بن محمود الآلوسي (ت ١٣١٧ ه) ، دار المعرفة ، بيروت.

٦٠ ـ غاية المرام وحجة الخصام : السيد هاشم البحراني (ت ١١٠٧ أو ١١٠٩ ه) هيئة نشر المعارف الإسلامية ، إيران.

٦١ ـ فتح الباري بشرح صحيح البخاري : ابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ ه) ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت.

٦٢ ـ الفتن : أبو عبد الله نعيم بن حماد المروزي (ت ٢٢٨ ه) مخطوط ، نقلنا عنه بواسطة (معجم أحاديث الإمام المهدي عليه‌السلام) الآتي.

٦٣ ـ الفتوحات الإسلامية : أحمد زيني دحلان الشافعي (ت ١٣٠٤ ه) ، ط ١ مصر ، ١٣٢٣ ه.

٦٤ ـ فرائد السمطين : الجويني الشافعي (ت ٧٣٠ ه) ، تحقيق الشيخ محمد

٨١

باقر المحمودي ، ط ١ ، مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر ، بيروت ، ١٤٠٠ ه / ١٩٨٠ م.

٦٥ ـ فرائد فوائد الفكر في الإمام المهدي المنتظر : الشيخ مرعي بن يوسف الكرمي (ت ١٠٣٣ ه) ، نقلنا عنه بواسطة «معجم أحاديث الإمام المهدي عليه‌السلام» الآتي

٦٦ ـ في انتظار الإمام : د. عبد الهادي الفضلي ، ط ١ ، مطبعة مهر ، قم / ١٩٧٩ م.

٦٧ ـ فيض الباري على صحيح البخاري : الكشميري الديوبندي (ت ١٣٥٢ ه) ، دار المعرفة ، بيروت.

٦٨ ـ فيض القدير شرح الجامع الصغير ـ للسيوطي ـ : عبد الرؤوف المناوي الشافعي (ت ١٠٣١ ه) ، ط ٢ ، دار الفكر ، بيروت ، ١٣٩١ ه / ١٩٧٢ م.

٦٩ ـ القطر الشهدي في أوصاف المهدي : الحلواني الشافعي (ت ١٣٠٨ ه) ، مطبعة المعاهد ، مصر ، ١٣٤٥ (ملحق بكتاب فتح رب الأرباب).

٧٠ ـ القول المختصر في علامات المهدي المنتظر : ابن حجر العسقلاني (ت ٩٧ ه ، نسخة مصورة عن نسخة مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام العامة في النجف الأشرف ، نقلنا عنه بواسطة (معجم أحاديث الإمام المهدي عليه‌السلام) الآتي.

٧١ ـ الكامل في التاريخ : ابن الأثير (ت ٦٣٠ ه) ، دار صادر ، بيروت / ١٣٩٩ ه.

٧٢ ـ كشف الغمة في معرفة الأئمة : الإربلي ، تبريز ، ١٣٨٠ ه.

٧٣ ـ كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام : العلامة الحلي (ت ٧٢٦ ه) ، دار الكتب التجارية ، النجف الأشرف.

٧٤ ـ كنز العمال : المتقي الهندي (ت ٩٧٥ ه) ، ط ٥ ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ١٤٠٥ ه.

٧٥ ـ اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة : السيوطي (ت ٩١١ ه) ، دار المعرفة ، بيروت ، ١٤٠٣ ه.

٧٦ ـ لسان العرب : ابن منظور (ت ٧١١ ه) ، ط ١ ، دار إحياء التراث العربي بيروت ، ١٤٠٨ ه.

٨٢

٧٧ ـ لوائح الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية ـ لشرح الدرة المضية في عقدة الفرقة المرضية : السفاريني الحنبلي (ت ١١٨٨ ه) ، مطبعة المنار ، مصر ١٣٢٤ ه ٧٨ ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : نور الدين الهيثمي (ت ٨٠٧ ه) ، ط ٣ ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ١٤٠٧ ه.

٧٩ ـ المحبر : أبو جعفر محمد بن حبيب (ت ٢٤٥ ه) ، منشورات دار الآفاق الجديدة ، بيروت.

٨٠ ـ مختصر سنن أبي داود : المنذري (ت ٦٥٦ ه) ، تحقيق أحمد شاكر ومحمد حامد الفقي ، دار المعرفة ، بيروت.

٨١ ـ المستدرك على الصحيحين : الحاكم النيسابوري (ت ٤٠٥ ه) ، دار الفكر ، بيروت ، ١٣٩٨ ه / ١٩٧٨ م.

٨٢ ـ مسند الإمام أحمد بن حنبل : (ت ٢٤٠ ه) ، دار الفكر ، بيروت.

٨٣ ـ مسند أبي يعلى الموصلي : أحمد بن علي بن المثنى التميمي (ت ٣٠٧ ه) ، تحقيق حسين سليم ، ط ١ ، دار المأمون للتراث ، دمشق ـ بيروت ، ١٤٠٤ ه / ١٩٨٤ م.

٨٤ ـ مصابيح السنة : البغوي (ت ٥١٠ أو ٥١٦ ه) ، دار المعرفة ، بيروت / ١٤٠٧ ه.

٨٥ ـ مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة : البوصيري (ت ٨٤٠ ه) تحقيق موسى محمد علي ، والدكتور عزت علي عطية ، ط ١ ، دار التوفيق النموذجية ، ١٤٠٥ ه / ١٩٨٥ م.

٨٦ ـ المصنف : ابن أبي شيبة (ت ٢٣٥ ه) ، تحقيق عامر الأعظمي ، سلسلة مطبوعات الدار السلفية ، بومباي ، الهند.

٨٧ ـ المصنف : أبو بكر عبد الرزاق الصنعاني (ت ٢١١ ه) ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ، منشورات المجلس العلمي.

٨٨ ـ مطالب السؤول عن مناقب آل الرسول : ابن طلحة الشافعي (ت ٦٥٢ ه) ، منشورات دار الكتب التجارية ، النجف الأشرف.

٨٩ ـ معجم أحاديث الإمام المهدي عليه‌السلام : تأليف الهيئة العلمية في مؤسسة

٨٣

المعارف الإسلامية ، إشراف الشيخ علي الكوراني ، نشر مؤسسة المعارف الإسلامية ، ط ١ ، مطبعة بهمن ، قم ، ١٤١١ ه.

٩٠ ـ المعجم الكبير : الطبراني (ت ٣٦٠ ه) ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي ، نشر مكتبة ابن تيمية ، القاهرة ـ دار إحياء التراث العربي.

٩١ ـ معرفة علوم الحديث : الحاكم النيسابوري (ت ٤٠٥ ه) ، ط ٢ ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ١٣٩٧ ه / ١٩٧٧ م.

٩٢ ـ مقتل الحسين عليه‌السلام : الخوارزمي الحنفي (ت ٥٦٨ ه) ، تحقيق الشيخ محمد السماوي ، منشورات مكتبة المفيد ، قم (معادة بالأفسيت عن طبعة النجف الأشرف لسنة ١٣٦٧ ه).

٩٣ ـ مقدمة ابن الصلاح ومحاسن الاصطلاح : تحقيق الدكتورة عائشة عبد الرحمن ، زوجة الأستاذ أمين الخولي ، المعروفة ب (بنت الشاطئ) ، مطبعة دار الكتب المصرية ، ١٩٧٤ م.

٩٤ ـ الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر : السيد ابن طاووس (ت ٦٦٤ ه) ، منشورات مؤسسة الأعلمي ، بيروت.

٩٥ ـ الملاحم والفتن : ابن المنادي ـ مخطوط ـ نقلنا عنه بواسطة (معجم أحاديث الإمام المهدي عليه‌السلام) المتقدم.

٩٦ ـ المنار المنيف في الصحيح والضعيف : ابن قيم الجوزية (ت ٧٥١ ه) ، تحقيق أحمد عبد الشافي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ١٤٠٨ ه / ١٩٨٨ م.

٩٧ ـ منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه‌السلام : لطف الله الصافي ، مكتبة الصدر ، طهران.

٩٨ ـ منهاج السنة النبوية : ابن تيمية الحراني (ت ٧٢٨ ه) ، دار الكتب العلمية ، بيروت.

٩٩ ـ المهدي : صدر الدين الصدر ، مطبعة (عالي) ، طهران.

١٠٠ ـ ميزان الاعتدال : الذهبي (ت ٧٤٨ ه) ، تحقيق علي محمد البجاوي ، دار الفكر ، بيروت ، ١٣٨٢ ه / ١٩٦٣ م.

١٠١ ـ نظرة في أحاديث المهدي : مقال للشيخ محمد الخضر حسين المصري

٨٤

(ت ١٣٧٧ ه) منشور في مجلة التمدن الإسلامي ـ دمشق ، ١٣٧٠ ه / ١٩٥٠ م.

١٠٢ ـ نظم المتناثر من الحديث المتواتر : أبو عبد الله محمد بن جعفر الكتاني (ت ١٣٤٥ ه) ، ط ٣ ، دار الكتب السلفية، سلسلة (من هدي الحديث النبوي) رقم ١ ، مصر.

١٠٣ ـ النهاية في غريب الحديث : ابن الأثير الجزري (ت ٦٠٦ ه) ، تحقيق محمود محمد الطناحي ، نشر المكتبة الإسلامية ، القاهرة ، ١٣٨٣ ه.

١٠٤ ـ النهاية في الفتن والملاحم : ابن كثير (ت ٧٧٤ ه) ، تحقيق محمد أحمد عبد العزيز ، المكتب الثقافي ، القاهرة (تاريخ مقدمة التحقيق / ١٩٨٠ م).

١٠٥ ـ نور الأبصار في مناقب آل النبي الأطهار : الشبلنجي (ت ١٢٩١ ه) ، دار الفكر ، بيروت.

١٠٦ ـ ينابيع المودة : القندوزي الحنفي (ت ١٢٧٠ ه) ، مؤسسة الأعلمي المطبوعات ، بيروت (طبعة معادة بالأفست عن طبعة إستنبول).

١٠٧ ـ اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر : عبد الوهاب الشعراني (ت ٩٧٣ ه) ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر ، ١٣٧٨ ه / ١٩٥٩ م.

* * *

٨٥

نقض رسالة

(الحبل الوثيق في نصرة الصديق)

للحافظ جلال الدين السيوطي

السيد حسن الحسيني

آل المجدد الشيرازي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ، وصلى الله وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين ، نبينا محمد وعلى آله الغر الكرام الطاهرين ، وخيرة صحبه والتابعين ، المقتفين لسنته غير محدثين ولا مغيرين.

أما بعد :

فإن من مكائد القوم المخالفين أنهم لما لم يسعهم إنكار ما نزل من آيات الكتاب العزيز في فضل سيدنا وإمامنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام وجحده ، لكثرته واشتهاره بين أهل الإسلام كافة (١)

__________________

(١) أخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه ، قال : ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى ما نزل في علي.

وأخرج عنه أيضا ، قال : نزلت في علي ثلاثمائة آية.

أنظر : تاريخ الخلفاء ـ للسيوطي ـ : ١٧١ ـ ١٧٢.

٨٦

عمدوا إلى اختلاق ما يضاهيه في شأن أبي بكر بن أبي قحافة!

فمما زعموا نزوله فيه قوله عز من قائل : (وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى) (٢) الآيات ، وأن المراد بالأتقى أبو بكر خاصة! واحتجوا بذلك على أفضليته على سائر الخلق بعد النبيين صلى الله تعالى وسلم عليهم أجمعين!

وقد صنف الحافظ شيخ الإسلام جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي في ذلك رسالة وسمها ب : (الحبل الوثيق في نصرة الصديق) (٣) ، فنظرنا فيها فإذا هي مبنية على أسس العناد واللجاج ، حائدة عن سنن المناظرة والاحتجاج ، وفيها من التقول الصريح على الله ورسوله (ص) ما لا يكاد يخفى على أولي الألباب .. (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين) (٤).

فلم أر بدا من التنبيه على سقطاته ، وإيقاف بغاة الحق على غلطاته ، ونقض عرى حبلها الخلق عروة عروة ، مستعينا بالله ذي الحول والقوة ، في هذه الألوكة الموسومة ب : انبلاج الفلق بانفصام عرى الحبل الخلق ، وإياه أسأل الهداية للحق والصواب ، إنه هو الكريم الوهاب.

* * *

__________________

(٢) سورة الليل ٩٢ : ١٧ و ١٨.

(٣) وهي مطبوعة ضمن كتابه (الحاوي للفتاوي) ، وقد اشتهر عند العامة تلقيب أبي بكر بالصديق ، وبنته عائشة بالصديقة ، وعمر بالفاروق ، وعثمان بذي النورين ، ولنا رسالة حافلة في تزييف هذه الدعاوى الباطلة.

(٤) سورة الحاقة ٦٩ : ٤٤ ـ ٤٦.

٨٧

تمهيد

إعلم أن السيوطي عمل رسالته المذكورة في رد كلام الشيخ شمس الدين الجوجري ، الذي ادعى أن الآية وإن نزلت في أبي بكر فإنها عامة المعنى ، إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فلذلك أخذ في النيل منه والحط عليه بما لا ينبغي سطره هنا!

وقد ذكر في الوجه الثالث من الوجوه الثلاثة الجدلية : أنه ما كان يليق بالجوجري في مثل هذه الواقعة (٥) أن يفتي بأن الآية ليست خاصة بأبي بكر ولا دالة على أفضليته ، فيؤيد مقالة الرافضي ويثبته على معتقده ، ويدحض حجة قررها أئمة ، كل فرد منهم أعلم بالتفسير والكلام وأصول الفقه من مائة ألف من مثل الجوجري!

ثم ازداد في تعنته وشططه إيغالا فقال : والله لو كان هذا القول في الآية هو المرجوح ، لكان اللائق في مثل هذه الواقعة أن يفتي به ، فكيف وهو الراجح؟! انتهى.

نسأل الله العافية والسلامة من الخذلان.

فانظر إلى قلة إنصاف الرجل في محاجته مع خصومه (٦) واعجب!

__________________

(٥) وهي التي ذكرها في مقدمة رسالته بقوله : إن الأمير أزدمر حاجب الحجاب والأمير خاير بك وقع بينهما تنازع في أبي بكر ، هل هو أفضل الصحابة؟ وإن خاير بك قائل بذلك ، وإن أزدمر ينكر ذلك ، وإنه طالب خاير بك بدليل من القرآن على أن أبا بكر أفضل ، وإن خاير بك استدل عليه بقوله تعالى : (وسيجنبها الأتقى) فإنها نزلت في حق أبي بكر ، وقد قال الله تعالى : (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) إلى آخره!

(٦) لا يخفى أن مما دعا السيوطي إلى التشنيع على الجوجري أنه كان من أصحاب الحافظ السخاوي ، الذي جرت بينه وبين السيوطي من فظائع الأقوال وشنائع

٨٨

فها هو يوبخ الجوجري على إيثاره الحق ، ونطقه بالصدق والصواب ، ويحمله على التفوه بمقالة فاسدة ، وكأنه ما درى أن (الحق ينطق منصفا وعنيدا) وأنه أحق أن يتبع ، والله تبارك وتعالى يقول : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا) (٧).

وليس ينقضي العجب ممن يدعي الاجتهاد المطلق! ويزعم تجديده لأمر الدين على رأس المائة التاسعة أن يتكلم بهذا الباطل! وكل بني آدم يعرفون قبح العصبية وحمية الجاهلية ، قال (ص) : ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية (٨).

فكيف يؤمن هذا ـ وأضرابه من المتشدقين بالعلم ـ على دين الله؟! ولسانه دالع بما حكيناه!

وإذا كان هذا شأن إمام كبير من أئمتهم! فما ظنك بالسوقة والرعية منهم وهم يتأسون بساداتهم وكبرائهم؟! والخطب الفادح أن يسنوا لهم ذلك ، ويفتحوا هذا الباب على مصراعيه.

والمسلمون بمنظر وبمسمع

لا منكر منهم ولا متفجع

ولله در من قال :

أيا علماء السوء يا ملح البلد

ما يصلح الزاد إذا الملح فسد؟!

وقد أخذ الله على العلماء الأمانة وتبليغ الحق إلى الخلق ، فما هذا الاغراء بالجهل والقبيح ، والإرغام على هجر المذهب الصحيح ، المعتضد بالنص الصريح؟!

__________________

الأحوال ما يصك الأسماع وينفر الطباع! فراجع كتب التراجم لتقف على ما كان بينهما من التنافر والتهاجم.

(٧) سورة الأحزاب ٣٣ : ٧٠.

(٨) أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي.

٨٩

وي! وي! على العلم والتحقيق العفا إن كان تقرير الأدلة وترجيح الأقوال بهذا النمط!

هذا ، وإننا لنشهد بالمروءة والإنصاف لكثير من علماء القوم ممن اتقى الله وخشيه ، فلم تأخذه فيه لومة لائم ، ولم يؤثر دنياه على أخراه ، فكان حقيقا بالاتباع ، وجديرا بالاقتفاء .. (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) (٩).

إذا تمهد هذا فينبغي الشروع في رد كلام السيوطي ونقضه ، وبيان وهنه ودحضه ، والله المستعان في الأمور كلها ، دقها وجلها ، وهو المرشد للحق والهادي للصواب.

* * *

__________________

(٩) سورة الأنعام ٦ : ٩٠.

٩٠

قال :

الفصل الأول : في تقرير أنها (١٠) نزلت في حق أبي بكر .. قال البزار في مسنده : حدثنا بعض أصحابنا ، عن بشر بن السري ، ثنا مصعب بن ثابت ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، قال : نزلت هذه الآية (وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى) إلى آخر السورة ، في أبي بكر الصديق. انتهى.

أقول :

هذا خبر آحاد معلق ، والواسطة مجهولة ، وهو كاف في سقوطه وعدم اعتباره ، فكيف إذا اشتمل إسناده على من لا يحتج به؟!

فأما بشر بن السري ، فقد قال أحمد : سمعنا منه ، ثم ذكر حديث : (ناضرة إلى ربها ناظرة) (١١) فقال : ما أدري ما هذا؟! أيش هذا؟! فوثب به الحميدي وأهل مكة فاعتذر ، فلم يقبل منه وزهد الناس فيه ، فلما قدمت مكة المرة الثانية كان يجئ إلينا فلا نكتب عنه.

وقال ابن عدي : له غرائب عن الثوري ومسعر وغيرهما ، قال : ويقع في أحاديثه من النكرة ، لأنه يروي عن كل شيخ محتمل ـ كما بترجمته في تهذيب التهذيب (١٢) ـ.

وكان يرمى برأي جهم ، وهو نفي صفات الله تعالى والقول بخلق القرآن.

__________________

(١٠) يعني قوله تعالى : (وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى) الآيات.

(١١) سورة القيامة ٧٥ : ٢٢ ـ ٢٣.

(١٢) تهذيب التهذيب ١ / ٢٨٤.

٩١

وأما مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير ، فإن عبد الله بن أحمد حكى عن أبيه أنه قال : أراه ضعيف الحديث ، لم أر الناس يحمدون حديثه.

وقال عثمان الدارمي عن ابن معين : ضعيف.

وقال معاوية بن صالح عن ابن معين : ليس بشئ.

وقال أبو حاتم : كثير الغلط ، ليس بالقوي.

وقال النسائي : مصعب بن ثابت ليس بالقوي في الحديث.

وقال ابن حبان في (الضعفاء) : انفرد بالمناكير عن المشاهير ، فلما كثر ذلك فيه استحق مجانبة حديثه.

وقال ابن سعد : كان كثير الحديث ، يستضعف.

وقال الدارقطني : ليس بالقوي (١٣).

وقال الهيثمي : فيه ضعف (١٤).

وأما عبد الله بن الزبير ، وما أدراك من ابن الزبير؟! فإنه كان يبغض عليا عليه‌السلام وينال منه وينتقصه! وقد قال رسول الله (ص) : لا يحب عليا منافق ، ولا يبغضه مؤمن (١٥) .. وقال (ص) : من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله (١٦).

__________________

(١٣) تهذيب التهذيب ٥ / ٤٤٧ ـ ٤٤٨ ، الترغيب والترهيب ـ للمنذري ـ ٤ / ٥٧٨

(١٤) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ٩ / ٥١.

(١٥) أخرجه الترمذي عن أم سلمة ، وفي كتاب الإيمان من صحيح مسلم عن علي عليه‌السلام قال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إنه لعهد النبي الأمي إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق.

ورواه خلق آخرون ، فراجع كتاب (فضائل الخمسة من الصحاح الستة) ٢ / ٢٣٠ ـ ٢٣٤.

(١٦) أخرجه الإمام أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها ، ورمز السيوطي في (الجامع الصغير) لصحته.

٩٢

وروى عمر بن شبة وابن الكلبي والواقدي وغيرهم من رواة السير ، أنه مكث أيام ادعائه الخلافة أربعين جمعة لا يصلي فيها على النبي (ص) وقال : لا يمنعني من ذكره إلا أن تشمخ رجال بآنافها!

وفي رواية محمد بن حبيب وأبي عبيدة معمر بن المثنى : أن له أهيل سوء ينغضون رؤوسهم عند ذكره! (١٧).

وروى سعيد بن جبير أن عبد الله بن الزبير قال لعبد الله بن عباس :

ما حديث أسمعه عنك؟!

قال : ما هو؟

قال : تأنيبي وذمي!

فقال : إني سمعت رسول الله (ص) يقول : بئس المرء يشبع ويجوع جاره.

فقال ابن الزبير : إني لأكتم بغضكم أهل البيت منذ أربعين سنة (١٨).

وفي نهج البلاغة : ما زال الزبير رجلا منا أهل البيت حتى نشأ ابنه المشؤوم عبد الله (١٩).

وقال علي بن زيد الجدعاني : كان بخيلا ضيق العطاء ، سيئ الخلق ، حسودا ، كثير الخلاف ، أخرج محمد بن الحنفية ، ونفى عبد الله بن عباس إلى الطائف (٢٠).

وذكر المسعودي في (مروج الذهب) (٢١) أنه جمع بني هاشم كلهم في

__________________

(١٧) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٤ / ٦٢ و ٢٠ / ١٢٧.

(١٨) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٤ / ٦٢ و ٢٠ / ١٤٨.

(١٩) وذكره ابن عبد البر بترجمته من الإستيعاب ٢ / ٣٠٢ المطبوع بهامش الإصابة

(٢٠) الإستيعاب ٢ / ٣٠٢.

(٢١) مروج الذهب ٣ / ٨٥ ـ ط مطبعة السعادة ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد

٩٣

سجن عارم ، وأراد أن يحرقهم بالنار ، وجعل في فم الشعب حطبا كثيرا فأرسل المختار أبا عبد الله الجدلي في أربعة آلاف فهزموا ابن الزبير.

قال ابن أبي الحديد (٢٢) : وعبد الله هو الذي حمل الزبير على الحرب ، وهو الذي زين لعائشة مسيرها إلى البصرة ، وكان سبابا فاحشا يبغض بني هاشم ويلعن ويسب علي بن أبي طالب عليه‌السلام. انتهى.

فهل يحسن من ذي ديانة أن يركن إلى هذا الناصبي في رواياته وأخباره ، لا سيما ما يتعلق منها بشأن نزول آيات الكتاب العزيز؟! كلا ورب الراقصات إلى منى! كيف؟! وإن أولي الألباب ليعلمون أن هذا العلج متهم في نقله هذا ، فإن أبا بكر جده ، فلم يبق للناصبة متشبث بإفكه البين ، ولله الحمد.

هذا ، مع غرابة الخبر! إذ انفرد بشر بن السري بروايته عن مصعب بن ثابت ، ولم يتابعه عليه أحد ، كما يشهد لذلك الطرق الثلاثة الأخرى التي حكاها السيوطي عن تفسيري ابن جرير الطبري وابن المنذر وعن الآجري في (الشريعة).

مضافا إلى أن عبد الله لم يشهد شيئا مما حكى ، لأن عتق الرقاب كان بمكة ، وهو قد ولد بالمدينة! فلا يعلم عمن أرسل ذلك!

قال :

وقال ابن أبي حاتم في تفسيره : ثنا أبي ، ثنا محمد بن أبي عمر العدني ، ثنا سفيان ، ثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن أبا بكر الصديق أعتق

__________________

٢٠ / ١٤٦.

(٢٢) شرح نهج البلاغة ٤ / ٧٩.

٩٤

سبعة كلهم يعذب في الله ، منهم بلال وعامر بن فهيرة ، وفيه نزلت : (وسيجنبها الأتقى) إلى آخر السورة. انتهى.

أقول :

عروة بن الزبير تابعي ولد في آخر خلافة عمر ، فخبره هذا مرسل وهو مردود عند الشافعي ـ إمام السيوطي ـ وكذا القاضي الباقلاني ، واختاره الغزالي في (المستصفى) (٢٣).

فإن قيل :

إن مثله لا يروي إلا عن صحابي ، فينبغي قبول مرسله.

قلنا :

كلا! فإن مثل هؤلاء التابعين قد يروون عن غير الصحابي من الأعراب الذين لا صحبة لهم ، كما اتفق لعروة هذا فيما أرسله عن بسرة حيث قال : حدثني به بعض الحرس.

وقال الزهري ـ بعد الارسال ـ : حدثني به رجل على باب عبد الملك (٢٤).

هذا ، مع ما حكي من سوء حاله ، إذ كان يعذر أخاه عبد الله في حصر بني هاشم في الشعب وجمعه الحطب ليحرقهم ويقول (٢٥) : إنما أراد بذلك أن لا تنتشر الكلمة ، ولا يختلف المسلمون ، وأن يدخلوا في الطاعة فتكون

__________________

(٢٣) المستصفى من علم الأصول ١ / ١٦٩.

(٢٤) المستصفى ١ / ١٧١.

(٢٥) مروج الذهب ٣ / ٨٦.

٩٥

الكلمة واحدة!!

(كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا).

وذكر أبو جعفر الإسكافي : أن معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليه‌السلام تقتضي الطعن فيه والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله! فاختلقوا ما أرضاه ، منهم : أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين عروة بن الزبير.

روى الزهري أن عروة بن الزبير حدثه ، قال : حدثتني عائشة ، قالت : كنت عند رسول الله (ص) إذ أقبل العباس وعلي ، فقال : يا عائشة! إن هذين يموتان على غير ملتي ـ أو قال : ديني ـ!!

وروى عبد الرزاق عن معمر ، قال : كان عند الزهري حديثان عن عروة عن عائشة في علي عليه‌السلام ، فسألته يوما ، فقال : ما تصنع بهما وبحديثهما؟! الله أعلم بهما! إني لأتهمهما في بني هاشم!

قال : فأما الحديث الأول فقد ذكرناه ، وأما الحديث الثاني فهو أن عروة زعم أن عائشة حدثته قالت : كنت عند رسول الله (ص) إذ أقبل العباس وعلي ، فقال : يا عائشة! إن سرك أن تنظري إلى رجلين من أهل النار فانظري إلى هذين قد طلعا ، فنظرت فإذا العباس وعلي بن أبي طالب! (٢٦).

وقال أبو جعفر أيضا : قد تظاهرت الرواية عن عروة بن الزبير أنه كان يأخذه الزمع (٢٧) عند ذكر علي! فيسبه ويضرب بإحدى يديه على الأخرى ويقول : وما يغني أنه لم يخالف إلى ما نهي عنه وقد أراق من دماء المسلمين

__________________

(٢٦) شرح نهج البلاغة ٤ / ٦٣ ـ ٦٤.

(٢٧) أي : الرعدة.

٩٦

ما أراق؟! (٢٨)

وروى جرير بن عبد الحميد عن محمد بن شيبة ، قال : شهدت مسجد المدينة فإذا الزهري وعروة بن الزبير جالسان يذكران عليا عليه‌السلام فنالا منه ، فبلغ ذلك علي بن الحسين عليهما‌السلام ، فجاء حتى وقف عليهما فقال : أما أنت يا عروة ، فإن أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لأبي على أبيك ، وأما أنت يا زهري ، فلو كنت بمكة لأريتك كير أبيك!

وروى عاصم بن أبي عامر البجلي ، عن يحيى بن عروة ، قال : كان أبي إذا ذكر عليا نال منه! (٢٩).

وصدق الله العلي العظيم حيث يقول : (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا) (٣٠) .. (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار) (٣١).

فوالذي لا إله إلا هو لقد أوغل آل الزبير في طغيانهم ، ولج أولئك المنافقون في عدوانهم ، فلم يزالوا ينالون من آل الرسول (ص) ويقعون فيهم على ريق لم يبلعوه ، ونفس لم يقطعوه ، ولم يألوا جهدا في ابتغاء الفتنة حتى خرجوا بعائشة باغين على علي أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، وقلبوا الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون (وخسر هنالك المبطلون) (٣٢).

ولو شئنا أن نسرد لك من فضائح هؤلاء الشرذمة ومخازي ذرار

__________________

(٢٨) شرح نهج البلاغة ٤ / ٦٩.

(٢٩) شرح نهج البلاغة ٤ / ١٠٢.

(٣٠) سورة الأعراف ٧ : ٥٨.

(٣١) سورة إبراهيم ١٤ : ٢٦.

(٣٢) سورة غافر ٤٠ : ٧٨.

٩٧

ومكاشفتهم لآل محمد صلى الله عليه وعليهم وسلم في النصب والعداوة لأملينا عليك كراريس من ذلك! لكن فيما ذكرنا كفاية للمتدبر.

وبالجملة : فالرجل متهم كأخيه في مثل هذه الأخبار والآثار ، فلا ينبغي لذي تحصيل أن يعير لها أذنا صاغية.

وأما ولده هشام ، فمدلس كما حكى شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر (٣٣) عن يعقوب بن شيبة ، أنه قال : كان تساهله ـ يعني هشاما ـ أنه أرسل عن أبيه ما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه.

قال ابن حجر : هذا هو التدليس ، وأما قول ابن خراش : كان مالك لا يرضاه ، فقد حكي عن مالك أشد من هذا. انتهى.

قلت :

هو ما حكاه الخطيب في (تاريخ بغداد) (٣٤) ، والحافظ الذهبي في (الكاشف) عن مالك ، أنه قال : هشام بن عروة كذاب. انتهى.

وأما سفيان بن عيينة الهلالي ، فقد كان مدلسا أيضا ـ كما نص عليه الذهبي في ميزان الاعتدال وتذكرة الحفاظ (٣٥) ـ.

وأما محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، فإن ابن أبي حاتم حكى عن أبيه أنه كان به غفلة ، قال أبو حاتم : ورأيت عنده حديثا موضوعا حدث به عن ابن عيينة ـ كما بترجمته في تهذيب التهذيب (٣٦) ـ.

__________________

(٣٣) تهذيب التهذيب ٦ / ٣٥ ، هدي الساري : ٤٧١.

(٣٤) تاريخ بغداد ١ / ٢٢٣.

(٣٥) ميزان الاعتدال ٢ / ١٧٠ رقم ٣٣٢٧ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٢٦٤.

(٣٦) تهذيب التهذيب ٥ / ٣٣٢.

٩٨

قال :

وقال ابن جرير : حدثنا ابن عبد الأعلى ، ثنا ابن نور ، عن معمر ، قال : أخبرني سعيد ، عن قتادة ، في قوله : (وما لأحد عنده من نعمة تجزى) (٣٧) قال : نزلت في أبي بكر ، أعتق ناسا لم يلتمس منهم جزاء ولا شكورا ، ستة أو سبعة ، منهم : بلال وعامر بن فهيرة. انتهى (٣٨).

أقول :

هذا الحديث مرسل أيضا ، وفي إسناده معمر بن راشد ، وهو هنا روى عن سعيد بن بشير الأزدي ـ ويقال : البصري ـ وقد قال ابن أبي خيثمة : سمعت يحيى بن معين يقول : إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه إلا عن الزهري وابن طاووس ، فإن حديثه عنهما مستقيم ، فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا.

قال يحيى : وحديث معمر عن ثابت وعاصم بن أبي النجود وهشام بن عروة وهذا الضرب ، مضطرب كثير الأوهام (٣٩).

وكان من تدليسه على الضعفاء ، ما حكاه ابن الأعرابي عن أبي داود ، أنه قال : كان معمر إذا حدث أهل البصرة قال لهم : عمرو بن عبد الله ، وإذا حدث أهل اليمن لا يسميه ـ كما بترجمة عمرو بن عبد الله بن الأسوار اليماني

__________________

(٣٧) سورة الليل ٩٢ : ١٩.

(٣٨) صححنا الحديث من تفسير ابن جرير الطبري ٣٠ / ١٤٦ ، لأنه مشوش في نسخة (الحبل الوثيق) التي بأيدينا ، فليعلم ذلك.

(٣٩) تهذيب التهذيب ٥ / ٥٠٢.

٩٩

من (تهذيب التهذيب) (٤٠).

وفي إسناده أيضا : سعيد بن بشير.

قال يعقوب بن سفيان : سألت أبا مسهر عنه فقال : لم يكن في جندنا أحفظ منه ، وهو ضعيف منكر الحديث.

وقال سعيد بن عبد العزيز : كان حاطب ليل.

وقال عمرو بن علي ومحمد بن المثنى : حدث عنه ابن مهدي ثم تركه.

وكذا قال أبو داود عن أحمد.

وقال الميموني : رأيت أبا عبد الله يضعف أمره.

وقال الدوري وغيره عن ابن معين : ليس بشئ.

وقال عثمان الدارمي وغيره عن ابن معين : ضعيف.

وكذا قال النسائي وأبو داود.

وقال علي بن المديني : كان ضعيفا.

وقال محمد بن عبد الله بن نمير : منكر الحديث ، ليس بشئ ، ليس بقوي الحديث ، يروي عن قتادة المنكرات.

وقال الحاكم أبو أحمد : ليس بالقوي عندهم.

وقال الساجي : حدث عن قتادة بمناكير.

وقال ابن حبان : كان ردئ الحفظ ، فاحش الخطأ ، يروي عن قتادة ما لا يتابع عليه ، وعن عمرو بن دينار ما ليس يعرف من حديثه (٤١).

وأما قتادة بن دعامة السدوسي البصري ، فقد كان رأسا في بدعة القدر ،

__________________

(٤٠) تهذيب التهذيب ٤ / ٣٥٥.

(٤١) تهذيب التهذيب ٢ / ٢٩١ ـ ٢٩٢.

١٠٠