المسجد الحرام جدارا محاطا على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ حتى كان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فضاق على الناس ، فوسّع عمر ـ رضي الله عنه ـ المسجد ، واشترى دورا فهدمها ، وهدم ما قرب من المسجد حين أبوا أن يبيعوا ، وأعطاهم أثمان الدور بعد ذلك ، ثم أحاط عليه بجدر قصير دون القامة ، ورفع المصابيح على الجدر ، وجعل الردمين (١) : ردم أجياد ، وردم أعلى مكة.
ذكر
زيادة عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ
في المسجد الحرام
١٣٥٠ ـ حدّثنا أحمد بن صالح ، عن محمد بن عمر الواقدي : قال : ثنا معمر مولى ابن قسيط ، عن ابن قسيط ، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ، قال : إنّ عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ لمّا ولي الخلافة وسّع المسجد الحرام ، واشترى من قوم ، وأبى آخرون أن يبيعوا ، فهدم عليهم ، فصيّحوا به عند البيت ، فدعاهم ، فقال : إنما جرّأكم عليّ حلمي عنكم ، فعل هذا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فلم يصيّح به أحد.
__________________
١٣٥٠ ـ الواقدي متروك. ومعمر ، هو : ابن عبد الرحمن ، ذكره ابن أبي حاتم ، وسكت عنه ٨ / ٢٥٥.
رواه الأزرقي ٢ / ٦٩ ، والطبري في التاريخ ٥ / ٤٧.
وكانت هذه الزيادة سنة (٢٦). وأنظر إتحاف الورى ٢ / ١٩ ، وشفاء الغرام ١ / ٢٢٤.
(١) سيأتي الكلام عنهما مفصّلا ـ إن شاء الله ـ.