المنهاج في القواعد والإعراب

محمّد الأنطاكي

المنهاج في القواعد والإعراب

المؤلف:

محمّد الأنطاكي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة البشرى
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣١٤

القواعد

جزم المضارع

يجزم المضارع في إحدى ثلاث حالات :

١ ـ إذا سبقه حرف جازم.

٢ ـ إذا كان بعد شرط جازم.

٣ ـ إذا كان جوابا لطلب.

وإليك الكلام على كل :

١ ـ الحروف الجازمة :

حروف الجزم أربعة هي : (لم ـ لمّا ـ لام الأمر ـ لا الناهية).

لم : حرف نفي وجزم وقلب ، أي تنفي المضارع وتجزمه وتقلب زمنه إلى المضي. مثل : (لم أحضر البارحة).

لمّا : حرف نفي وجزم وقلب أيضا ، فهي مثل (لم) ، إلا انها تختلف عنها في أن نفيها يستمر حتى زمن التكلم وأن الفعل بعدها متوقع الحدث. مثل : (لمّا يحضر المعلم) ومعناها أن المعلم لم يحضر حتى الآن وان حضوره متوقع في كل لحظة.

لام الأمر : وتدخل على مضارع فتفيد الأمر. ويكثر دخولها على الغائب مثل : (ليجلس الطلاب).

لا الناهية : ويطلب بها الكف عن الفعل ، مثل : (لا تسرف)

٢ ـ أدوات الشرط الجازمة :

هي : إن ـ إذ ما ـ من ـ ما ـ مهما ـ متى ـ أيان ـ أين ـ أنى ـ حيثما ـ كيفما ـ أيّ.

وليست هذه الأدوات من طبيعة واحدة ، فبعضها من الحروف ، وبعضها من

٨١

الاسماء ، وما كان منها من الاسماء اختلف : فبعضها يدل على الذات وبعضها يدل على الزمان او المكان ، وبعضها يدل على الحال. فما سبب ذلك؟

٣ ـ معنى الشرط :

الشرط هو ربط حدثين يتوقف ثانيهما على أولهما. مثل : (إن تجتهد تنجح) ، فالنجاح مرتبط بالاجتهاد ومتوقف عليه فان حدث الاجتهاد حدث النجاح ، والعكس صحيح ايضا ، أي إن لم يحدث الاجتهاد لم يحدث النجاح. ولما كان وقوع الاجتهاد شرطا لوقوع النجاح سمي فعل (تجتهد) فعل الشرط وسمى فعل (تنجح) جواب الشرط أو جزاءه. فأما أنه جواب فعلى تقدير سؤال : (ان اجتهد فما ذا تحدث؟) والجواب : (تنجح) وأما أنه جزاء فلأن (النجاح) هو نتيجة (للاجتهاد) وجزاء عليه.

فان اريد الربط بين الحدثين فقط استعملت إحدى الاداتين (إن ـ اذ ما) ولذا كانتا حرفين لانهما لا تؤديان إلا معنى الربط وحده. ولكن يحدث أن يشترط مع الحدث زمن معين ، وذلك حين نقول : (متى تجتهد تنجح) فالنجاح هنا ليس هو وحده المشروط (بالاجتهاد) وحده ، بل إن (زمن) النجاح ايضا مشروط (بزمن) الإجتهاد أي إن الاجتهاد والنجاح يتمان في (زمن) واحد ، ولهذا عدت (متى) اسما للشرط لا حرفا له ، لأنها ـ فوق دلالتها على الشرط ـ تدل على الزمان ايضا. وما يقال عن ادوات الزمان الشرطية (متى ـ ايان) يقال عن ادوات المكان الشرطية (أين ـ أنّى ـ حيثما).

وكذلك قد لا نكتفي بالربط المجرد بين الحدثين بل. نزيد فنربطهما بذات واحدة ، وذلك في قولنا : (من يجتهد ينجح) فالنجاح مرتبط بالاجتهاد و (الذات) الناجحة هي نفسها (الذات) المجتهدة : (الذي ينجح نفسه

٨٢

الذي يجتهد). وهذا يؤدي الى وجوب احتواء جملة الجواب على ضمير يعود؟؟؟ الدال على الذات (في المثال المتقدم يعود فاعل ينجح الذي تقديره هو على (من) وهذا طبيعي ، فما دام الجواب والشرط مشتركين بذات واحدة كان لا بد لهذه الذات من ان توجد هي في الشرط وفي الجواب.

وهنا يبدو الفرق بين (إن) التي تكتفي بالربط المجرد بين الحدثين وبين (من) التي تفرض إضافة ذلك اشتراك الحدثين بذات واحدة. فالأولى لا يشترط معها وجود ضمير في جوابها يعود على اسم ذكر في شرطها. تقول : (إن اخطأ القائد وقع الضرر على الجند) وانت تلاحظ أنه ليس في جملة الجواب (وقع الضرر على الجند) ضمير يعود على (القائد) الذي هو الذات القائمة بفعل (الخطأ) في جملة الشرط. وأما (من) فلا يمكن معها ذلك ، إذ لا تستطيع أن تقول : (من أخطأ من القواد وقع الضرر على الجند) بل لا بد من وجود ضمير في جملة الجواب يعود على (من) ليشترك الجواب والشرط ب (من) فنقول : (من أخطأ من القواد وقع الضرر على جنده) فيكون (الخطأ) وقع من (القائد) و (الضرر) وقع على جند (هذا القائد) نفسه (١).

__________________

(١) جاءت جملة جواب (من) في بعض الأحيان خالية من ضمير يعود عليها كما في قول احدهم :

من صد عن نيرانها

فانا ابن قيس لابراح

وقول الآخر :

من يفعل الحسنات الله يشكرها

والضمير في كليهما مقدر :

في الأول (من صد عن نيرانها

أقل له انا ابن قيس)

وفي الثاني (من يفعل الحسنات

الله يشكرها (له))

٨٣

واخيرا فاننا قد نشترط ارتباط الحدثين واشتراكهما بكيفية معينة واحدة ، وذلك عند ما نقول : (كيفما تجلس أجلس) فهيئة جلوسي وهيئة جلوسك واحدة. ولما كانت هيئة (جلوسي) لا يمكن ان تتحد مع هيئة أي حدث آخر غير حدث (الجلوس) كان لا بد مع (كيفما) أن يكون فعل الشرط وجواب الشرط من جنس واحد كما مثلنا.

والخلاصة ان :

(إن ـ اذ ما) اداتان تربطان الشرط بالجواب فقط فهما لذلك حرفان.

(من) اداة تربط الجواب والشرط بذات واحدة عاقلة فهي اسم موصول للعاقل :

(من يجتهد ينجح) ـ (إن رجل اجتهد نجح) ـ (الذي يجتهد ينجح).

(ما) اداة تربط الجواب والشرط بذات واحدة غير عاقلة فهي اسم موصول لغير العاقل :

(ما تقرأه تستفد منه) ـ (ان تقرأ شيئا تستفيد منه) ـ (الذي تقرؤه تستفد منه).

(مهما) اداة تربط الجواب والشرط بذات واحدة مبهمة فهي اسم مبهم غير محدد :

(مهما تزرعه تحصده) ـ (ان تزرع شيئا ما تحصده).

(متى ـ ايان) اداتان تربطان الجواب والشرط بزمن واحد ، فهما لذلك ظرفان للمكان :

(متى تأتنا نكرمك) ـ (نكرمك في الوقت نفسه الذي تأتينا فيه).

(أين ـ أنى ـ حيثما) ادوات تربط الجواب والشرط بمكان واحد ، فهي لذلك ظرف للمكان.

٨٤

(أنى تجلس ترتح) ـ (ترتاح في المكان نفسه الذي تجلس فيه).

(كيفما) اداة تربط الجواب والشرط بحال واحدة ، فهي لذلك حال :

(كيفما تسر أسر) ـ (اسير على الحالة نفسها التي تسير أنت عليها).

(اي) أداة تصلح لربط الجواب والشرط بالذات او بالزمان أو بالمكان أو بالحال ، وانما تكتسب معناها مما تضاف اليه لفظا أو معنى ، فهي مثل «من» في قولك : «أي طالب يجتهد ينجح» ومثل «ما» في قولك : «أي كتاب تقرأه تستفد منه» ومثل «متى» في قولك : «أي وقت تأتني اكرمك» ومثل «أنى» في قولك : «اي مكان تجلس ترتح».

اعراب أدوات الشرط :

«إن ـ اذما» حرفان.

(من ـ ما ـ مهما) اسماء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ اذا كان فعل الشرط متعديا واستوفى مفعولاته مثل : (من يأكل خبزا يشبع) او كان لازما لا يحتاج الى مفعول به مثل : (من يجتهد ينجح). والخبر في كل ذلك هو مجموع جملتي الشرط والجواب (١).

وهي في محل نصب مفعول به مقدم اذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف

__________________

(١) من النحاة من يجعل جملة الجواب وحدها هي الخبر على اعتبار أن قولنا (من يجتهد ينجح) مساو لقولنا (المجتهد ناجح). ولكن هذا الرأي يوقعنا في مشكلة وذلك اذا كانت جملة الجواب مرتبطة بالفاء مثل (من يجتهد فانه ناجح) فجمل الجواب على رأي هؤلاء في محل رفع خبرا ل (من) وهي في الوقت نفسه في محل جزم جوابا لشرط جازم اقترن بالفاء ، فكيف تكون جملة واحدة في محلين للاعراب

ورأينا هذا لا يوقعنا في مثل هذه المشكلة ، فجملة الجواب في مثل هذا في محل جزم ، وهي وجملة الشرط في محل رفع خبرا للمبتدأ ، والتقدير ايضا لا يمنعه إذ التقدير (الرجل اجتهاده شرط لنجاحه).

٨٥

مفعولاته : (من تصحب تأنس به).

وهي في محل نصب خبر مقدم اذا كان فعل الشرط فعلا ناقصا ولم يستوف خبره ، مثل (مهما يكن شأنك فأنت طالب

واذا دلت (ما ومهما) على حدث كانتا في محل نصب مفعول مطلق مثل (مهما تسر تنتفع) ـ (اي سير تنتفع).

(متى ـ ايان) اسمان مبنيان (الأول على السكون والثاني على الفتح) في محل نصب ظرف للزمان متعلقان بالجواب.

(اين ـ أنى ـ حيث) اسماء مبنية على (الفتح ـ السكون ـ الضم) في محل نصب ظرف للمكان متعلقة بالجواب.

(كيف) اسم مبني على الفتح في محل نصب حال.

(أي) ليست مبنية بل هي معربة ، تقول (اي ـ أيا ـ أي) واعرابها بحسب ما تتضمنه من المعنى فان تضمنت معنى الذات كانت مثل (من ـ ما ـ مهما) وان تضمنت معنى الزمان نصبت على الظرفية الزمانية ، وان تضمنت معنى المكان نصبت على الظرفية المكانية ، وان تضمنت معنى الحال نصبت على الحال ، وان تضمنت معنى الحدث نصبت على المفعولية المطلقة ، وإليك الأمثلة :

١ ـ أي طالب اجتهد نجح ـ (من) مرفوعة على الابتداء وخبرها جملتا الشرط والجواب.

٢ ـ أيّ رفيق تصاحب تأنس به ـ (من) مفعول به مقدم لفعل تصاحب.

٣ ـ أيّ زمن تجتهد تنجح ـ (متى) منصوبة على الظرفية الزمانية ومتعلقة بالجواب.

٤ ـ أيّ سير تسر تستفد ـ (ما) الدالة على الحدث منصوبة على المفعولية المطلقة.

٨٦

دخول ما على أدوات الشرط :

تدخل (ما) زائدة على بعض هذه الأدوات إما جوازا أو وجوبا ، وعلى كل فهي زائدة لا عمل لها ولا محل لها من الاعراب.

(إمّا ـ (إن+ ما) ـ كيفما ـ حيثما ـ متى ما ـ أينما ...).

فعل الشرط :

هو مجزوم إن كان مضارعا مثل : (من يجتهد ينجح).

وهو في محل جزم ان كان ماضيا مثل : (من اجتهد نجح).

وهو في محل جزم إن كان مضارعا مبنيا لاتصاله بما يوجب بناءه مثل : (إن تعملن خيرا تفزن) فهو مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل جزم بأداة الشرط ، ومثل : (إمّا تعملنّ خيرا تفز) فهو مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بأداة الشرط.

وهو في محل جزم إن كان مجزوما بأداة أخرى غير أداة الشرط. مثل : (من لم يجتهد يرسب) فهو مجزوم ب (لم) في محل جزم بأداة الشرط.

جواب الشرط :

إذا كان الجواب مجردا من الفاء أو (اذا) الفجائية فالجزم واقع على الفعل لفظا أو محلا مثل : (إن يفعل اخوك خيرا يفز) و (ان فعل اخوك خيرا فاز).

واذا كان الجواب مقترنا بالفاء أو (اذا) الفجائية فالجزم واقع على محل الجملة لا على الفعل وحده مثل : (إن تفعل خيرا فأنت فائز).

الفاء الرابطة للجواب :

يربط الجواب احيانا بفاء تسمى رابطة للجواب أو ب (اذا) التي

٨٧

تدل على الفجاءة ، وكلتا الرابطتين حرف لا عمل له ولا محل له من الاعراب (١).

حذف الشرط والجواب

يحذف الشرط وحده أو الجواب وحده أو كلاهما معا اذا كان هناك دليل يدل على المحذوف :

١ ـ إن جئتني أكرمتك وإلا لم اكرمك ـ الشرط محذوف تقديره (وان لم تأتني لم أكرمك).

٢ ـ سأكرمك إن جئتني ... ـ الجواب محذوف وتقديره (ان جئتني فسأكرمك).

٣ ـ ان جئتني اكرمتك وإلا فلا ـ الجواب والشرط محذوفان وتقديرهما (وإن لم تأتني فلن اكرمك).

وقد وجدت انه يوجد دائما في الكلام المتقدم ما يدل على المحذوف.

اجتماع الشرط والقسم :

للقسم كما للشرط جواب فاذا اجتمعا في صدر كلام لم يكن لهما إلا

__________________

(١) يجري هذا الربط عند ما تكون جملة الجواب ذات شكل لا تصلح معه أن تكون جملة شرط ، وذلك اذا كانت جملة اسمية أو فعلية ذات فعل يدل على الطلب (أمر ـ نهي ـ استفهام ...) أو ذات فعل جامد (ليس عسى ...) أو مقترنة ب (ما ـ قد ـ س ـ سوف ـ لن ـ كأنما ـ إن ـ ربما). فكل هذه الاشكال من الجمل لا تصلح ان تكون جمل شرط. اذ لا تستطيع ان تقول : (ان انت مسافر صحبتك) أو (ان لست مقيما سافرت معك) أو (ان قد سرقت عوقبت) الخ ...

هذا وقد يهمل الربط بالفاء مع وجود السبب مثل قول احدهم (من يفعل الحسنات الله يشكرها) أو قد يجري العكس فيربط الجواب ولا سبب مثل قوله تعالى : (وان كان قميصه قد من دبر فصدقت).

٨٨

جواب واحد ويعطى الجواب للمتقدم منهما ، أما المتأخر فجوابه محذوف يدل عليه جواب صاحبه ، مثل :

١ ـ والله إن تجتهد لتنجحن ـ (لتنجحن) جواب القسم (والله) لأنه تقدم على الشرط (إن) فلا محل له من الاعراب لانه جواب القسم. وقد اعطي الفعل ـ كما تلاحظ ـ شكل جواب القسم فارتبط باللام الواقعة في جواب القسم واتصل بنون التوكيد.

٢ ـ إن تجتهد ـ والله ـ تنجح ـ (تنجح) جواب الشرط (ان) لانه تقدم على القسم (والله) وقد أعطي ـ كما تلاحظ ـ شكل جواب الشرط فجزم. وفي المثال الأول جواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم وفي الثاني جواب القسم محذوف دل عليه جواب الشرط.

اذا وقع المضارع جوابا لطلب (والطلب يشمل الأمر والنهي والاستفهام والتمني والترجي) جزم. مثل : (اقرأ الكتاب تستفد) و (لا تسرع في القراءة تغلط) والجزم في الحقيقة سببه شرط مقدر ، إذ التقدير : (اقرأ الكتاب فان تقرأه تستفد) و (لا تسرع في القراءة فان تسرع تغلط).

ملاحظة :

أدوات الشرط كلها مختصة بالجمل الفعلية ، أي لا يأتي بعدها إلا الفعل ، فاذا جاء بعد أداة شرط اسم مرفوع فليس مبتدأ وإنما هو فاعل لفعل محذوف يقدر من لفظ الفعل المذكور بعد الاسم المرفوع فان كان الفعل معلوما كان فاعلا ، وإن كان مجهولا كان نائب فاعل مثل (إن أحد جاء فاكرمه) التقدير : (ان جاء احد جاء فأكرمه). و (إن أحد جرح فاسعفه) التقدير : (ان جرح أحد جرح فاسعفه).

٨٩

الإعراب

١ ـ

لم يغز قوما ولم ينهد الى بلد

إلا تقدّمه جيش من الرعب

: حرف نفي وجزم وقلب.

يغز : مضارع مجزوم ب (لم) وعلامة جزمه حذف حرف العلة. والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو).

قوما : مفعول به منصوب.

ولم : الواو حرف عطف. (لم) حرف نفي وجزم وقلب.

ينهد : مضارع مجزوم ب (لم) والفاعل مستتر تقديره (هو).

الى بلد : جار ومجرور متعلقان ب (ينهد).

إلا : اداة حصر لا عمل لها.

تقدمه : فعل ماض والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

جيش : فاعل مرفوع.

من الرعب : جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (جيش). التقدير (تقدمه جيش كائن من الرعب).

٢ ـ ما جاء المعلم ولما يأت

ما : نافية لا عمل لها.

جاء : فعل ماض.

المعلم : فاعل مرفوع.

ولما : الواو عاطفة ، لما حرف نفي وجزم وقلب.

يأت : مضارع مجزوم ب (لما) وعلامة جزمه حذف آخره لانه معتل ، والفاعل مستتر تقديره (هو).

٩٠

٣ ـ لينفق ذو سعة من سعته

لينفق : اللام لام الأمر (ينفق) مضارع مجزوم بلام الأمر.

ذو : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لانه من الاسماء الخمسة.

سعة : مضاف اليه مجرور.

من سعته : جار ومجرور متعلقان بفعل (ينفق) والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف اليه.

٤ ـ

لاتنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك اذا فعلت عظيم

لا : ناهية جازمة.

تنه : مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل مستتر تقديره (أنت).

٥ ـ

ومن يك ذا فضل فيبخل بفضل

على قومه يستغن عنه ويذمم

ومن : الواو حسب ما قبلها ، (من) اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

يك : مضارع مجزوم ب (من) وعلامة جزمه السكون المقدر على النون المحذوفة (يكن). واسمه ضمير مستتر تقديره (هو) يعود على (من).

ذا : خبر (يك) منصوب بالالف لانه من الاسماء الخمسة.

فضل : مضاف اليه مجرور.

فيبخل : الفاء عاطفة. (يبخل) مضارع مجزوم لانه معطوف على فعل الشرط المجزوم (يك). والفاعل مستتر تقديره (هو).

بفضله : جار ومجرور ومضاف اليه ، متعلقان ب (يبخل).

على قومه : جار ومجرور ومضاف اليه ، متعلقان ب (يبخل).

٩١

يستغن : مضارع مجهول مجزوم لانه جواب الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة.

عنه : جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل لفعل (يستغن).

ويذمم : الواو عاطفة (يذمم) مضارع مجهول معطوف على (يستغن) والمعطوف على المجزوم مجزوم بالسكون الظاهر ، وحرك بالكسر لروي الشعر.

ونائب الفاعل مستتر تقديره (هو).

ومجموع جملتي الشرط والجواب (يك ذا+ يستغن عنه) في محل رفع خبر (من).

٦ ـ من جاء بالحسنة فله عشر امثالها

من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

جاء : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط. والفاعل مستتر تقديره (هو).

بالحسنة : جار ومجرور متعلقان ب (جاء).

فله : الفاء رابطة لجواب الشرط ، (له) جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف.

عشر : مبتدأ مؤخر مرفوع.

امثالها : مضاف اليه مجرور و «ها» مضاف اليه.

جملة «له عشر امثالها» في محل جزم جواب الشرط.

مجموع جملتي الشرط والجواب في محل رفع خبر «من».

٧ ـ

ومن لم يمت بالسيف مات بغيره

تعددت الاسباب والموت واحد

ومن : الواو حسب ما قبلها. «من» اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

لم : حرف نفي وجزم وقلب.

٩٢

يمت : مضارع مجزوم ب (لم) في محل جزم ب (من). والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو).

بالسيف : جار ومجرور متعلقان ب (يمت).

مات : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم لانه جواب الشرط. والفاعل مستتر تقديره (هو).

بغيره : جار ومجرور ومضاف اليه. التعليق ب (مات).

مجموع جملتي الشرط والجواب في محل رفع خبر (من).

٨ ـ وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله ...

وما : الواو حسب ما قبلها ، (ما) اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لفعل (تقدموا).

تقدموا : مضارع مجزوم ب (ما) وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

لانفسكم : جار ومجرور ومضاف اليه. التعليق ب (تقدموا).

من خير : جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة من (ما).

تجدوه : مضارع مجزوم لانه جواب الشرط وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الافعال الخمسة والواو فاعل والهاء في محل نصب مفعول به.

عند : ظرف مكان منصوب متعلق ب (تجدوه).

الله : لفظ الجلالة مضاف اليه مجرور.

٩ ـ مهما يكن أمرك فأنت طالب

مهما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب خبر مقدم ل (يكن).

٩٣

يكن : مضارع مجزوم ب (مهما).

امرك : اسم يكن مرفوع والكاف مضاف اليه.

فأنت : الفاء رابطة لجواب الشرط. (انت) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.

طالب : خبر مرفوع.

متى ما تزنّا من معد بعصبة

وغسان نمنع حوضنا أن يهدّما

متى : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان متعلق بالجواب (نمنع).

ما : زائدة لا عمل لها.

تزنا : (تزن) مضارع مجزوم ب (متى) والفاعل مستتر تقديره (انت) و (نا) ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

من معد : جار ومجرور متعلقان بحال مقدمة محذوفة ل (عصبة).

بعصبة : جار ومجرور متعلقان بفعل (تزن).

وغسان : الواو واو القسم حرف جر ، (غسان) اسم مجرور بواو القسم وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لانه ممنوع من الصرف ، والجار والمجرور متعلقان بفعل (أقسم) المحذوف.

نمنع : فعل مضارع مجزوم لانه جواب الشرط (وجواب القسم محذوف دل عليه جواب الشرط) والفاعل ضمير مستتر تقديره (نحن).

حوضنا : مفعول به منصوب و (نا) ضمير متصل في محل جر مضاف اليه.

أن : حرف مصدرية ونصب.

يهدم : مضارع مجهول منصوب (بأن). ونائب الفاعل مستتر تقديره :

٩٤

(هو). (ان) المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر فى محل نصب بنزع الخافض ، التقدير (نمنع حوضنا من التهديم).

١١ ـ (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ)

وان : الواو حسب ما قبلها (ان) حرف شرط جازم.

تصبهم : (تصب) مضارع مجزوم ب (إن) و (هم) ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

سيئة : فاعل مرفوع.

بما : جار ومجرور متعلقان ب (تصبهم).

قدمت : فعل ماض والتاء للتأنيث.

ايديهم : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة

اذا : حرف للفجاءة رابط للجواب لا عمل له.

هم : ضمير في محل رفع مبتدأ.

يقنطون : مضارع مرفوع بثبوت النون لانه من الافعال الخمسة ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

جملة (يقنطون) في محل رفع خبرا للمبتدأ (هم).

جملة (هم يقنطون) من المبتدأ وخبره في محل جزم جواب الشرط.

١٢ ـ أينما تكونوا يدرككم الموت

أينما : (أين) اسم شرط جازم مبني على الفتح في محل نصب ظرف مكان متعلق بالجواب (يدرككم) و (ما) زائدة لا عمل لها.

تكونوا : مضارع مجزوم ب (اين) وعلامة جزمه حذف النون لانه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل (لأن كان تامة ومعناها اينما حللتم).

٩٥

يدرككم : (يدرك) مضارع مجزوم لانه جواب الشرط ، والكاف ضمير في في محل نصب مفعول به.

الموت : فاعل مرفوع بالضمة.

١٣ ـ كيفما تقرأ اقرأ

كيفما : (كيف) اسم شرط جازم مبني على الفتح في محل نصب حال.

و (ما) زائدة لا عمل لها.

تقرأ : مضارع مجزوم لانه فعل الشرط والفاعل (انت).

اقرأ : مضارع مجزوم لانه جواب الشرط والفاعل (انا).

١٤ ـ أياما تدعوا فله الاسماء الحسنى

أياما : (أيا) اسم شرط جازم مفعول به منصوب مقدم لفعل تدعوا.

التقدير : (تدعون الله اي اسم من الاسماء) و (ما) زائدة لا عمل لها.

تدعوا : مضارع مجزوم لانه فعل الشرط. وعلامة جزمه حذف النون لانه من الافعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

فله : الفاء رابطة للجواب. (له) جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف مقدم.

الاسماء : مبتدأ مؤخر.

الحسنى : صفة للاسماء.

١٥ ـ ان تجتهد تنجح وإلّا فلا

إن : حرف شرط جازم.

تجتهد : مضارع مجزوم والفاعل (انت).

تنجح : مضارع مجزوم لانه جواب الشرط والفاعل (أنت).

وإلا : الواو حرف عطف (إلا) مؤلفة من (إن+ لا) (ان) حرف شرط جازم و (لا) نافية لا عمل لها. وفعل الشرط محذوف دل عليه الكلام السابق.

٩٦

فلا : الفاء رابطة للجواب ، (لا) نافية لا عمل لها. وجواب الشرط محذوف دل عليه الكلام السابق.

١٦ ـ لئن لم ينته لنسفعن بالناصية

لئن : اللام موطئة للقسم. (إن) حرف شرط جازم

لم : حرف جازم.

ينته : مضارع مجزوم ب (لم) في محل جزم ب (إن) وعلامة جزمه حذف حرف العلة. والفاعل مستتر تقديره (هو).

لنسفعن : اللام واقعة في جواب القسم ، (نسفعن) مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة ونون التوكيد لا عمل لها ، والفاعل ضمير مستتر تقديره (نحن).

بالناصية : جار ومجرور متعلقان ب (نسفعن). جواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم (لنسفعن).

١٧ ـ وهزّي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيّا

وهزي : الواو حسب ما قبلها ، (هزي) فعل أمر مبني على حذف النون لانه من الافعال الخمسة والياء ضمير متصل في محل رفع فاعل.

اليك : جار ومجرور متعلقان بفعل (هزي).

بجذع : الباء حرف جر زائد ، «جذع» مجرور لفظاً منصوب محلاً ،لأنّه مفعول به لفعل «هز».

النخلة : مضاف اليه مجرور.

تساقط : مضارع مجزوم لانه جواب الطلب (هزي).

عليك : جار ومجرور متعلقان ب (تساقط).

٩٧

رطبا : مفعول به منصوب.

جنيا : صفة لرطب وصفة المنصوب منصوبة.

التمرين

اعرب ما يلي :

١ ـ ام حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم؟

٢ ـ (وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا.)

٣ ـ وليكتب بينكم كاتب بالعدل ، ولا يأب كاتب أن يكتب.

٤ ـ (فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.)

٥ ـ من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت.

٦ ـ (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ؟ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً.)

٧ ـ متى تأته ـ تعشو الى ضوء ناره ـ تجد خير نار عندها خير موقد

٨ ـ فقال : انبؤني باسماء هؤلاء إن كنتم صادقين.

٩ ـ (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ، وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ.)

١٠ ـ وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره.

١١ ـ (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ.)

١٢ ـ (مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ.)

١٣ ـ

ومن لا يصانع في أمور كثيرة

يضرّس بأنياب ويوطأ بمنسم

١٤ ـ

فطلقها فلست لها بكفء

وإلا يعل مفرقك الحسام

٩٨

القواعد

المفعول المطلق

المفعول المطلق اسم منصوب يذكر لإحدى غايات ثلاث :

١ ـ لتوكيد الفعل الذي قبله ، مثل : (مزقت الدفتر تمزيقا).

٢ ـ لبيان نوع الفعل ، مثل : (سرت سير العجلان).

٣ ـ لبيان عدد مرات الفعل ، مثل (سافرت الى لبنان سفرتين). وهناك غاية رابعة يذكر المفعول المطلق من اجلها وهي النيابة عن الفعل كما في قولك : (سيرا الى المجد) أي (سيروا الى المجد). وتستطيع أن تلاحظ أن (تمزيقا) وهي المفعول المطلق في المثال الاول انما هي مصدر للفعل (مزق) و (سير) مصدر ل (سرت) و (سفرتين) مصدر ل (سافرت). ومن هنا قالوا : ان المفعول المطلق (مصدر يذكر بعد فعل من جنسه لإحدى غايات ثلاث ...) ولكن هذا ليس لازما دوما فكثيرا ما نصادف كلمات ليست مصادر للافعال السابقة لها وهي مع ذلك مفعولات مطلقة لأنها تخدم الفعل في أحد المعاني الثلاثة : (التوكيد ـ بيان النوع ـ بيان العدد). وتسمى عند ذلك نائبة عن المصدر في اداء هذه الخدمة للفعل. وإليك بعضها :

١ ـ فرحت جذلا ـ أكد الفعل ب (جذلا) وهو مرادف لمصدره.

٢ ـ سافرت كثيرا ـ عبر عن عدد مرات الفعل بكلمة (كثيرا).

٣ ـ اكلت بعض الأكل ـ عبر عن كمية الأكل بكلمة (بعض).

٤ ـ ضربته سوطين ـ عبر عن عدد الضربات بكلمة (سوطين)

٥ ـ جلست القرفصاء ـ عبر عن نوع الجلوس بكلمة (القرفصاء).

٩٩

المهم في الموضوع ان تكون الكلمة خادمة للفعل في أحد ثلاثة أشياء (التوكيد ـ بيان النوع ـ بيان العدد أو الكمية) فان جاءت الكلمة مصدرا للفعل المذكور كان ذلك هو الأصل وإن كانت غير ذلك فهي نائبة عن المصدر.

كلمات وردت مفعولا مطلقا :

هناك مصادر لم تستعمل إلا مفعولات مطلقة ، وإليك بعضها :

١ ـ سبحان الله. ٢ ـ معاذ الله. ٣ ـ لبيك. ٤ ـ سعديك. ٥ ـ حنانيك. ٦ ـ وهكذا دواليك. ٧ ـ حذاريك.

وفي كل ذلك حذف الفعل وبقي المفعول المطلق نائبا عنه ، والتقدير في المثال الأول : (اسبح الله تسبيحا) وفي الثاني (اعوذ بالله معاذا) وفي الثالث (ألبّيك تلبية بعد تلبية (١)) وهكذا ...

كما اشتهرت تعبيرات كثيرة مؤلفة من مفعول مطلق محذوف الفعل مثل :

١ ـ حبا وكرامة (احبك حبا وأكرمك كرامة). ٢ ـ سمعا وطاعة. ٣ ـ شكرا. ٤ ـ عفوا. ٥ ـ رجاء. ٦ ـ سلاما. ٧ ـ رغما عنه. ٨ ـ ذهب الى المدرسة قسرا. ٩ ـ عجبا لك. الخ ...

الإعراب

١ ـ وتأكلون التراث أكلا لمّا (أي شديدا)

وتأكلون : الواو حسب ما قبلها (تأكلون) مضارع مرفوع بثبوت النون لانه من الأفعال الخمسة. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

__________________

(١) المقصود بالتثنية في هذه المصادر (لبيك حنانيك ...) التكثير لا العدد (اثنان) على جهة الحصر.

١٠٠