المنهاج في القواعد والإعراب

محمّد الأنطاكي

المنهاج في القواعد والإعراب

المؤلف:

محمّد الأنطاكي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة البشرى
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣١٤

١ ـ تعطف مفردا على مفرد ، مثل : جاء خالد فسعيد.

جاء خالد : فعل وفاعل.

فسعيد : الفاء حرف عطف (سعيد) معطوف على (خالد) والمعطوف على المرفوع مرفوع.

٢ ـ تعطف جملة على جملة ، مثل : جاء خالد فجلس معنا.

جاء خالد : جملة ابتدائية لا محل لها من الاعراب.

فجلس معنا : معطوفة بالفاء على الجملة الابتدائية لا محل لها من الاعراب.

الفاء سببية

هي كل فاء يكون ما قبلها سببا لما بعدها ، مثل : (فوكزه موسى فقضى عليه) و (حفظ الولد درسه فنجح) فالوكز كان سببا للقضاء عليه ، والحفظ كان سببا للنجاح. ومن أشهر أنواعها الفاء التي تضمر (أن) بعدها فتنصب المضارع. ويشترط في هذه أن تسبق بنفي أو طلب ، وهي تساوي في المعنى : (لكي) او (لكيلا).

مثال الأولى : أدرس فتنجح = (أدرس لكى تنجح).

مثال الثانية : لا تقرأ كثيرا فتتعب = (لا تقرأ كثيرا لكيلا تتعب).

وهذه الفاء لا تعطف الجملة كما يتوهم بعضهم ، وانما تعطف

المصدر المؤول من (أن) المضمرة على مصدر ينتزع من الكلام الذي يسبقها.

ادرس : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل مستتر تقديره (انت).

فتنحح : الفاء سببية وهي حرف عطف (تنجح) مضارع منصوب ب (أن) المضمرة بعد فاء السببية ، والفاعل ضمير مستتر تقديره (أنت).

(أن) المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع من

٢٤١

الكلام السابق. التقدير : (ليكن منك دراسة فنجاح).

جملة (ادرس) ابتدائية لا محل لها من الاعراب.

جملة (تنجح) صلة (ان) المضمرة لا محل لها من الاعراب.

(الفاء) رابطة لجواب الشرط

هي فاء لا عمل لها تقع في جواب الشرط اذا كان الجواب :

١ ـ جملة اسمية : (إن تدرس فأنت ناجح).

٢ ـ جملة فعلية ذات فعل جامد : (إن تدرس فعسى أن تنجح)

٣ ـ جملة فعلية ذات فعل يدل على الطلب : (إذا لعبت فلا تكثر).

٤ ـ جملة مصدرة ب (ما) : إن تحفظ درسك فما أنت بر اسب.

٥ ـ جملة مصدرة ب (لن): ـ تكذب فلن يصدقك الناس.

٦ ـ جملة مصدرة ب (قد): ـ يسرق فقد سرق أخ له من قبل.

٧ ـ جملة مصدرة ب (س): ـ جئتني فسأكرمك.

٨ ـ جملة مصدرة ب (سوف): ـ زرتني فسوف تجدني بانتظارك.

٩ ـ جملة مصدرة ب (إنما) : إن نخطىء فانما خلقنا بشرا.

١٠ ـ جملة مصدرة ب (إن) : إن زرت المدرسة فان وجدتها مغلقة فارجع.

والخلاصة أنه إذا كانت جملة جواب الشرط لا تصلح أن تكون جملة شرط وجب ربطها بهذه الفاء.

(الفاء) رابطة لجواب أما

اذا كان ربط جواب الشرط بالفاء مشروطا بشرط فان ربط جواب أما

٢٤٢

بالفاء لا يحتاج الى شيء من ذلك ، بل إن الفاء في جواب أما واجبة دائما.

المثال : أما أنا فمسافر وأما أنت فمقيم.

أما : حرف شرط وتفصيل.

أنا : مبتدأ.

فمسافر : الفاء واقعة في جواب (أما) (مسافر) خبر للمبتدأ.

(الفاء) استئنافية

وهي التي لا يصح عطف ما بعدها على ما قبلها لاختلاف بين الاثنين : كأن تكون الجملة التي بعدها إنشائية والتي قبلها خبرية. إذ لا يصح عطف الانشاء على الخبر ولا الخبر على الإنشاء.

المثال : سافر استاذنا فليته لم يفعل.

جملة (سافر استاذنا) ابتدائية لا محل لها من الاعراب.

الفاء : استئنافية.

جملة (ليته لم يفعل) جملة استئنافية لا محل لها من الاعراب.

(الفاء) تزيينية

وهي الداخلة على كلمه (قط) ولا عمل لها.

المثال : واحد ، اثنان ، ثلاثة ، فصاعداً.

فصاعداً : الفاء تزيينية لا عمل لها.

صاعداً : حال منصوبة.

التقدير : فذهب العدد فصاعداً.

فقط

اسم فعل مضارع. بمعنى «يكفي» وفاعله ضمير مستتر فيه ، تقديره : «هو».

٢٤٣

في

حرف جر.

(قد) حرف تحقيق

هي حرف تحقيق ، وذلك اذا وليها الفعل الماضي ، نحو : قد جاء المعلم.

(قد) حرف تقليل

هي حرف تقليل ، وذلك إذ اوليها المضارع وأفادت الاحتمال نحو : قد يصدق الكذوب.

(قد) اسم

اسم بمعنى «حسب». مبني على السكون أو معرب ، نحو : قدك دينار.

قدك : (قد) اسم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، وهو مضاف والكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

دينار : خبر مرفوع.

ملاحظة :

يمكن إعراب (قد) الاسمية فترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتجر بالكسرة. فتقول : (قدك دينار) بالرفع.

(قد) اسم فعل

اسم فعل مضارع بمعنى (يكفي). وذلك اذا وليها منصوب ، نحو : قد خالدا دينار.

قد : اسم فعل مضارع بمعنى (يكفي) مبني على السكون.

خالدا : مفعول به منصوب.

٢٤٤

دينار : فاعل (قد) مرفوع.

قطّ

ظرف زمان لاستغراق ما مضى ، بعكس (عوض) التي هي لاستغراق المستقبل ، ويشترط فيهما ان تسبقا بنفي.

المثال. ما كذبت عليك قطّ.

ما : نافية لا عمل لها.

كذبت : فعل وفاعل.

عليك : جار ومجرور متعلقان بفعل (كذبت).

قط : اسم مبني على الضم في محل نصب ظرف زمان متعلق ب (كذبت).

ملاحظة :

وردت قط بعدة لغات هي : (قطّ ـ قطّ ـ قط ـ قط).

(الكاف) حرف جر

وهي الكاف التي تجر الاسماء ومعناها التشبيه : مثل : (وجهك كالبدر).

وجهك : مبتدأ مرفوع. والكاف في محل جر بالاضافة.

كالبدر : الكاف حرف جر ، (البدر) اسم مجرور بالكاف. والجار والمجرور متعلقان بالخبر المحذوف.

ويكثر أن تجر المصدر المؤول ، مثل (إحرص على صديقك كما تحرص على أخيك).

احرص : فعل أمر. والفاعل مستتر تقديره (انت).

على صديقك : جار ومجرور ومضاف اليه ، والجار والمجرور متعلقان بفعل (احرص).

٢٤٥

كما : الكاف حرف جر (ما) مصدرية.

تحرص : مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر تقديره (انت).

(ما) المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالاضافة والجار والمجرور متعلقان بمفعول مطلق محذوف. التقدير : (احرص على صديقك حرصا كحرصك على أخيك).

على أخيك : جار ومجرور ومضاف اليه ، والجار والمجرور متعلقان بفعل (تحرص).

جملة (احرص) ابتدائية لا محل لها من الاعراب.

جملة (تحرص) صلة (ما) المصدرية لا محل لها من الاعراب.

ملاحظة :

يمكن لهذه الكاف أن تعدّ اسما لا حرفا فيكون ما بعدها مضافا إليه لا مجرورا متعلقا.

(الكاف) ضمير متصل

الكاف ضمير نصب وجر للمخاطب ، مثل : (رأيتك مع أخيك).

(الكاف) حرف خطاب

حرف خطاب لا محل له من الاعراب ، وهي الكاف التي تتصل باسماء الاشارة ، مثل (ذاك ، تلك) أو بضمير النصب المنفصل ، مثل : اياك ـ اياكم ... الخ.

كاد

فعل ماض ناقص ، يرفع الاسم وينصب الخبر ، ويشترط له أن يكون خبره جملة فعلية ذات فعل مضارع ، مثل : «كاد الظمأ يقتلني».

كاد : فعل ماض ناقص.

٢٤٦

الظمأ : اسم كاد مرفوع.

يقتلني : مضارع مرفوع ، والنون للوقاية ، والياء مفعول به. والفاعل مستتر تقديره (هو) والجملة في محل نصب خبر (لكاد).

ملاحظة : لا يأتي من (كاد) إلا الماضي والمضارع وحسب وقد مثلنا للماضي بما مر ، ومثل للمضارع بقوله تعالى : (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ).)

كأنّ

حرف مشبه بالفعل يدخل على المبتدأ والخبر ، فينصب الأول ويرفع الثاني. واذا خففت نونه بطل عمله ، وتتصل به (ما) الزائدة فتكفه عن العمل ، وتلغي اختصاصه بالجمل الاسمية.

المثال : كأنك شمس ، والملوك كواكب.

كأنك : (كأن) حرف مشبه بالفعل. والكاف ضمير متصل في محل نصب اسم (كأن).

شمس : خبر كأن مرفوع.

مثال المكفوفة : له قلب كأنما قدّ من صخر.

له : جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف المقدم.

قلب : مبتدأ مؤخر.

كأنما : كافة ومكفوفة لا عمل لها.

قد : فعل ماض مبني للمجهول. ونائب الفاعل مستتر تقديره (هو).

من صخر : جار ومجرور متعلقان بفعل (قد).

٢٤٧

كأنما

انظر (كأن).

كان

فعل ماض ناقص ، يدخل على المبتدأ والخبر فيرفع الأول وينصب الثاني.

يعمل عمل (كان) كل ما تصرف منه : (يكون ، كن كائن) ، وكذلك المصدر ايضا (كون).

المثال :

لو كنت من مازن لم تستبح ابلي

بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا

لو : حرف شرط غير جازم.

كنت : كان فعل ماض ناقص ، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسم (كان).

من مازن : جار ومجرور متعلقان بخبر (كان) المحذوف.

(كان) تامة

اذا جاءت كان بمعنى (وجد) أو (ثبت) فهي فعل تام.

المثال : سرنا طيلة اليوم ، فلما كان المساء توقفنا.

لما : اسم شرط غير جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالجواب.

كان : فعل ماض تام.

المساء : فاعل مرفوع.

توقفنا : فعل ماض مبني على السكون ، و (نا) ضمير متصل في محل رفع فاعل.

جملة (كان المساء) في محل جر بالاضافة.

جملة (توقفنا) جواب شرط غير جازم لا محل لها من الاعراب.

٢٤٨

(كان) زائدة

وهي الواقعة بين (ما) التعجبية وفعل التعجب.

المثال : ما كان أجمل الربيع!

ما : نكرة تامة بمعنى شيء في محل رفع مبتدأ.

كان : زائدة لا عمل لها.

أجمل : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل مستتر وجوبا تقديره (هو) يعود على (ما).

الربيع : مفعول به منصوب.

جملة (ما مع الخبر) ابتدائية لا محل لها من الاعراب.

جملة (اجمل الربيع) في محل رفع خبر للمبتدأ.

كأين

وتكتب بتنوين (كأي) وهي كناية عن عدد كثير. مميزها مجرور دائما ب (من). واذا وقعت مبتدأ فخبرها لا يكون إلا جملة أو شبه جملة.

تعرب بحسب موقعها من الكلام ، فهي مبتدأ إن كان الفعل بعدها لازما أو متعديا استوفى مفعولاته.

المثال : كأين من كتاب قرأته ـ كثير من الكتب قرأته.

كأين : كناية عن عدد مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.

من كتاب : جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة ل (كأين).

قرأته : فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة في محل رفع خبر للمبتدأ (كأين)

وهي في محل نصب مفعول به إن كان الفعل المذكور بعدها لم يستوف مفعولاته.

٢٤٩

المثال : كأين من بلد زرت ـ كثيرا من البلدان زرت.

كأين : كناية عن عدد مبنية على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.

من بلد : جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة ل (كأين).

زرت : فعل وفاعل.

وهي في محل نصب مفعول مطلق إن دلت على عدد مرات حدوث الفعل بعدها.

المثال : كأين من مرة سافرت ـ كثيرا من المرات سافرت.

كأين : في محل نصب مفعولا مطلقا.

من مرة : جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة ل (كأين).

سافرت : فعل وفاعل.

ملاحظتان :

١ ـ توهم بعض المعربين فأعربوا (من) الجارة لمميّز (كأين) زائدة وجعلوا المجرور بعدها تمييزا. وهذا خطأ ، لأن «من» لا تزاد في التمييز بل تزاد في الفاعل والمفعول والمبتدأ ـ كما سيمر ـ ويشترط لزيادتها أن تسبق بنفي أو استفهام و (من) التي تجر مميز المبهمات تسمى (من) البيانية وهي ومجرورها متعلقان بحال محذوفة للمبهم الذي تميزانه.

٢ ـ قد تخفف كأين الى (كائن ـ كأين) وهذا مخصوص بالشعر ، قال أحدهم :

وكائن ترى من صاحب لك معجب

زيادته أو نقصه في التكلم

كأي

انظر (كأين).

كائن

انظر (كأين).

٢٥٠

كذا

كناية عن عدد غير محدود لا يكون مميزها إلا منصوبا.

وتعرب بحسب موقعها من الكلام :

١ ـ قبضت كذا درهما ـ (قبضت عددا من الدراهم) ـ في محل نصب مفعول به.

٢ ـ كذا درهما عندي = (عدد من الدراهم عندي) ـ في محل رفع مبتدأ.

٣ ـ جاءنا كذا طالبا = (جاءنا عدد من الطلاب) ـ في محل رفع فاعل.

٤ ـ اعطيت الفقير كذا درهما = في محل نصب مفعولا ثانيا.

٥ ـ ذهبت الى الحديقة كذا مرة = في محل نصب مفعولا مطلقا ... الخ.

كذا

مركبة من كلمتين (ك) التشبيه ، و (ذا) اسم الاشارة.

المثال : لم تسير كذا؟

لم : اللام حرف جر. و (ما) اسم استفهام في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بفعل (تسير).

تسير : فعل مضارع مرفوع. والفاعل مستتر تقديره (أنت).

كذا : الكاف حرف جر (أو اسم مبني على الفتح في محل نصب على الحال أو على المفعولية المطلقة) و (ذا) اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف (أو في محل جر بالاضافة اذا اعتبرنا الكاف اسما) والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال. أو بمحذوف مفعول مطلق. وسبب هذا الاختلاف تابع لاختلاف التقدير ، فان كان تقدير المحذوف (لم تسير كائنا كذا) فهما متعلقان بحال لأن (كائنا) يعود ضميرها المستتر على فاعل تسير ، وان

٢٥١

كان التقدير (لم تسير سيرا كائنا كذا) كان تعلقهما ب (كائنا) التي هي صفة محذوفة للمصدر المحذوف ، فيكون المحذوف مفعولا مطلقا.

وقد تتصل (ها) التنبيهية ب (كذا) المركبة من الكاف التشبيهية و (ذا) الاشارية فتصبح (هكذا). أو تتصل بها لام البعد وكاف الخطاب فتصير (كذلك).

كذا

اسم يكنى به عن غير عدد فيقع مضافا اليه ولا يحتاج الى مميز.

المثال : جلست في مكان كذا.

جلست : فعل وفاعل.

في مكان : جار ومجرور متعلقان بفعل جلست.

كذا : كناية عن مكان. مبنية على السكون في محل جر بالاضافة.

كذلك

انظر (كذا) الثانية.

كرب

فعل ماض ناقص بمعنى (كاد) ويعمل عمله فانظر (كاد).

كفى

فعل ماض يكثر دخول الباء الزائدة على فاعله أو مفعوله.

مثال دخولها على الفاعل : كفى بالله شهيدا.

كفي : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره.

بالله : الباء حرف جر زائد : (الله) لفظ الجلالة فاعل كفى مجرور لفظا مرفوع محلا.

شهيدا : تمييز منصوب.

٢٥٢

مثال دخولها على المفعول : كفى بك داء أن ترى الموت شافيا

كفى : فعل ماض.

بك : الباء زائدة والكاف ضمير متصل مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول كفى.

داء : تمييز منصوب.

أن ترى : ناصب ومنصوب ، والفاعل مستتر تقديره (أنت) والمصدر المؤول من (ان) المصدرية وما بعدها في محل رفع فاعل لفعل (كفى)

الموت شافيا : مفعولان لفعل (ترى) منصوبان.

كلا ـ كلتا

اسمان مفردان لفظا مثنيان معنى. مضافان أبدا الى كلمة واحدة دالة على اثنين.

فان اضيفا الى الاسم الصريح بنيا على السكون. وان اضيفا الى الضمير أعربا اعراب المثنى.

مثال بنائهما : (كلتا الجنتين آتت أكلها).

كلتا : اسم مبني على السكون فى محل رفع مبتدأ. وهو مضاف.

الجنتين : مضاف اليه مجرور.

آتت : فعل ماض والتاء للتأنيث. والفاعل ضمير مستتر تقديره (هي) يعود على (كلتا).

اكلها : مفعول به منصوب و (ها) في محل جر بالاضافة.

مثال اعرابهما : جاء صديقاي فسلمت على كليهما.

على : حرف جر.

٢٥٣

كليهما : مجرور وعلامة جره الياء لأنه ملحق بالمثنى. وهو مضاف والهاء في محل جر بالاضافة.

ملاحظة :

يجب مراعاة الافراد في لفظ (كلا) ، فتقول : (كلا الرجلين جاء) ولا تقل «كلا الرجلين جاءا».

كل

هو اسم موضوع لاستغراق أفراد المنكر ، نحو : «كل نفس بما كسبت رهينة» ، أو لاستغراق افراد المعرف المجموع ، نحو (كلهم قادم الينا) ، أو لاستغراق أجزاء المعرف المفرد ، نحو (كل الكتاب يعجبني) اي (جميع أجزاء الكتاب تعجبني).

اعرابه :

١ ـ اذا وقعت (كل) بين اسمين متحدين لفظا ومعنى فهي صفة لأولهما ومضافة الى ثانيهما. وتدل على كمال الأول.

المثال : انت الطالب كل الطالب.

انت الطالب : مبتدأ وخبر.

كل : صفة للطالب. وصفة المرفوع مرفوعة مثله. وهي مضافة.

الطالب : مضاف اليه مجرور.

٢ ـ واذا وقعت بين اسم معرف وضمير يعود على الاسم المعرف فهي توكيد للاسم.

المثال : جاء الطلاب كلهم.

جاء الطلاب : فعل وفاعل.

٢٥٤

كلهم : توكيد للطلاب وتوكيد المرفوع مرفوع مثله ، والهاء في محل جر بالاضافة.

٣ ـ واذا لم تقع في المحلين السابقين فهي بحسب موقعها من الكلام.

فتقع فاعلا في مثل قولنا : (جاء كل الطلاب).

تقع مفعولا في مثل قولنا : (رأيت كل الطلاب).

تقع مجرورا بالحرف قولنا : (مررت بكل الطلاب).

وتقع مفعولا مطلقا : (حفظت درسي كل الحفظ).

وتقع مبتدأ : (كل نفس بما كسبت رهينة).

وتقع خبرا : (انتم كل الرفاق) ... الخ

ملاحظة :

فأما لفظ (كل) فهو مفرد مذكر ، وأما معناها فهو غير محدد ، وانما تكتسب معناها مما تضاف اليه : فان أضيفت الى مفرد مذكر (كل رجل) كانت مفردة مذكرة لفظا ومعنى وان أضيفت الى مفرد مؤنث (كل نفس) كانت مفردة لفظا ومعنى ومذكرة لفظا ومؤنثة معنى ، وان أضيفت الى مثنى مذكر (كل رجلين) كانت مفردة في اللفظ مثناة في المعنى ومذكرة لفظا ومعنى ... وهكذا.

والمشكلة في معاملتها : هل نراعي لفظها الذي هو مفرد مذكر ابدا؟ أم نراعي معناها الذي يتحدد جنسه وعدده عند اضافتها ، وحلا لهذه المشكلة نقول :

١ ـ اذا أضيفت الى نكرة روعي معناها لا لفظها (كل رجل نشيط ـ كل امرأة نشيطة ـ كل رجلين نشيطان ـ كل امرأتين نشيطتان ـ كل رجال نشيطون ـ كل نساء نشيطات).

٢٥٥

٢ ـ اذا أضيفت الى معرفة لم يراع إلا لفظها المفرد المذكر أبدا. تقول : (كل الناس نشيط) ولا تقول : (كل الناس نشيطون) ومنه قوله عليه الصلاة والسّلام : (كلكم راع) ولم يقل : (كلكم رعاة).

٣ ـ واذا لم تضف (كل) لفظا فانها مضافة في المعنى ، وعند ذلك تعاملها بحسب تقديرك للمضاف اليه : فان قدرته نكرة راعيت المعنى ، وإن قدرته معرفة راعيت اللفظ تقول : (كل ناجحون) مقدرا : (كل فرقة ناجحون). أو (كل ناجح) مقدرا : (كل الطلاب ناجح).

كلّا

حرف جواب لا يستعمل إلا في معرض الردع والزجر.

الشاهد : (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى).)

كلا : حرف ردع وزجر.

إن : حرف مشبه بالفعل.

الانسان : اسمه منصوب.

ليطغى : اللام مزحلقة ، والفعل مضارع ، والفاعل (هو). والجملة في محل رفع خبرا ل (إن).

كلما

مؤلفة من (كل) و (ما) المصدرية. وهي بهذا التركيب نائبة عن الظرف ومتضمنة شبه معنى الشرط واعرابها كما يلي :

المثال : كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا.

كلما : (كل) اسم منصوب على نيابة الظرفية الزمانية متعلق بشبه جواب

٢٥٦

الشرط (وجد) وهو مضاف ، و (ما) مصدرية. و (ما) وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالاضافة.

دخل : فعل ماض.

عليها : جار ومجرور متعلقان بفعل (دخل).

زكريا : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة.

المحراب : مفعول به (أو منصوب بنزع الخافض).

وجد : فعل ماض. والفاعل مستتر تقديره (هو).

عندها : ظرف متعلق بالمفعول الثاني المحذوف. و (ها) في محل جر بالاضافة.

رزقا : مفعول أول.

جملة (دخل) صلة ما المصدرية لا محل لها من الاعراب.

جملة (وجد) لا محل لها من الاعراب لانها مشبهة لجواب الشرط (أو لانها مؤخرة من تقديم فهي في الأصل ابتدائية).

(كم) الاستفهامية

اسم استفهام يستفهم به عن العدد ، مبني على السكون ، اذا ميز فتمييزه منصوب ابدا ، يعرب بحسب العوامل. فيقع مبتدأ ، وخبرا ، ومفعولا به ، ومفعولا مطلقا ... الخ وأفضل طريقة لمعرفة محله الإعرابي ان يجاب عنه فيكون اعراب جوابه اعرابا له :

١ ـ كم كتابا عندك؟ الجواب : عندي عشرون كتابا.

(عشرون ـ مبتدأ) و (كم ـ مبتدأ)

٢ ـ كم كتابا قرأت؟ الجواب : قرأت عشرين كتابا.

(عشرين ـ مفعول به) و (كم ـ مفعول به)

٢٥٧

٣ ـ كم إخوتك؟ الجواب : إخوتي اربعة. (اربعة ـ خبر) و (كم ـ خبر)

٤ ـ كم ساعة اشتغلت؟ الجواب : اشتغلت عشرين ساعة.

(عشرين ـ نائب ظرف زمان) و (كم ـ نائب ظرف زمان)

٥ ـ كم مرة سافرت؟ الجواب : سافرت عشرين مرة. (عشرين ـ مفعول مطلق) و (كم ـ مفعول مطلق) ... الخ.

ولزيادة التوضيح راجع مبحث (اعراب أدوات الاستفهام).

كم

سميت بالخبرية لا لأنها تقع خبرا كما يتوهم المبتدئون بل لأن الكلام معها مسوق على جهة الإخبار لا على جهة الاستفهام كشأن (كم) الاستفهامية. فعندما تقول : (كم بلد زرت) فأنت تريد أن تخبرنا أن البلاد التي زرتها كثيرة ، وليست ارادتك ان تسأل عن عدد البلاد التي زرتها أنت. وهي تختلف عن (كم) الاستفهامية في أمرين :

١ ـ الاستفهامية يراد بها السؤال. والخبرية يراد بها الإخبار.

٢ ـ مميز الاستفهامية منصوب (كم بلدا زرت؟).

٣ ـ ومميز الاخبارية مجرور بالاضافة (كم بلد زرت!!).

أما اعرابها فكاعراب (كم) الاستفهامية : ولمعرفة محلها الاعرابي يستحسن ان يلجأ الى الطريقة الآتية :

١ ـ حوّل الاخبارية الى استفهامية.

كم أخ لي!! كم أخا لك؟

٢ ـ ثم أجب عن الاستفهامية التي كونتها هكذا :

كم أخا لك؟ الجواب : لي عشرون أخا.

٢٥٨

فاذا عرفت أن (عشرون) هي مبتدأ فان (كم) الاستفهامية و (كم) الخبرية كلتاهما في محل رفع مبتدأ.

ملاحظة :

اذا جر مميز الخبرية ب (من) فالجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (كم) مثل : (كم من صديق لي).

كم : مبتدأ.

من صديق : جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة ل (كم). التقدير : (عدد كثير حال كونه من الاصدقاء كائن لي).

لى : جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف.

ولزيادة الايضاح انظر (كأين).

كي

على وجهين :

١ ـ اذا ذكرت معها لام التعليل الجارة فهي حرف مصدرية ونصب مثل (أن).

المثال : جئت لكى تكرمني.

جئت : فعل وفاعل.

لكي : اللام حرف جر. (كي) حرف مصدرية ونصب.

تكرمني : مضارع منصوب ب (كي). والفاعل (انت) والنون للوقاية.

والياء مفعول به.

(كي) المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلقان بفعل (جئت) التقدير : (جئت لاكرامك إياي).

٢٥٩

جملة (جئت) ابتدائية لا محل لها من الاعراب.

جملة (تكرمني) صلة (كي) لا محل لها من الاعراب.

٢ ـ واذا لم تذكر لام التعليل معها فهي حرف جر مثل (ل) التعليل. والمضارع المنصوب بعدها منصوب ب (أن) مضمرة بعدها.

المثال : جئت كي تكرمني.

جئت : فعل وفاعل.

كي : حرف جر.

تكرمني : مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد (كي) ، والنون للوقاية ، والياء مفعول به والفاعل مستتر تقديره (انت) و (ان) المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر ب (كي) والجار والمجرور متعلقان بفعل (جئت). التقدير : (جئت كي إكرامك اياي) أي (جئت لا كرامك إياي).

جملة (جئت) ابتدائية لا محل لها من الاعراب.

جملة (تكرمني) صلة (ان) المضمرة لا محل لها من الاعراب.

كيما

مركبة من (كي) الجارة و (ما) التي يمكن اعتبارها مصدرية أو زائدة كافة.

الشاهد :

وقد مدحتكم عمدا لارشدكم

كيما يكون لكم متحي وامراسي

كيما : كافة ومكفوفة لا عمل لها.

أو كيما : (كي) حرف جر ، و (ما) مصدرية ، والمصدر المؤول من (ما) وما بعدها في محل جر ب (كي).

٢٦٠