قصص الأنبياء

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]

قصص الأنبياء

المؤلف:

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]


المحقق: غلامرضا عرفانيان اليزدي الخراساني
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مجمع البحوث الاسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٢
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

فصل ـ ٢ ـ

٢ ـ وبالاسناد المذكور ، عن إبن بابويه ، أخبرنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ومحمّد بن عليّ ماجيلويه ، أخبرنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عن عمرو بن عثمان ، عن العبقري ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن حبّة العرني ، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه قال : ان الله تعالى خلق (١) آدم صلوات الله عليه من أديم الأرض ، فمنه السّباخ والمالح والطّيب ، ومن ذرّيته الصّالح والطّالح ، وقال : إنّ الله تعالى لمّا خلق آدم صلوات الله عليه ونفخ فيه من روحه نهض ليقوم ، فقال الله تعالى : وخلق الإِنسان عجولاً (٢) وهذا (٣) علامة للملائكة ، إنّ (٤) من أولاد آدم عليه السّلام من (٥) يصير بفعله صالحاً ، ومنهم من يكون طالحاً بفعله ، لا أنّ من خلق من الطّيب لا يقدر على القبيح ، ولا أنّ من خلق من السّبخة (٦) لا يقدر على الفعل الحسن(٧).

٣ ـ وبهذا الاسناد ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله الصّادق صلوات الله عليه قال : كانت الملائكة تمرّ بآدم صلوات الله عليه ـ أي بصورته ـ وهو ملقي في الجنّة من طين ، فتقول : لأمر ما خلقت ؟ (٨).

٤ ـ وبالاسناد المتقدّم ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي

_________________________________

٣٢٥) تحت الرقم : (٥) ، ونبّه على جملات من أوائل الخبر أيضاً في الجزء (٥٩ / ٢٥٢).

(١) في ق ٢ : لما خلق.

(٢) الآية في الكتاب المجيد « وخلق الانسان ضعيفاً » سورة النساء : (٢٨).

(٣) في ق ١ : هذه.

(٤) في ق ٢ : وان.

(٥) في ق ٢ وق ٣ وق ٤ والبحار : يكون من.

(٦) في ق ٢ : ولا من خلق من السّبخة ، وفي ق ٣ : لا يقدم على القبيح ... لا يقدم على الفعل الخير.

(٧) بحار الأنوار : (١١ / ١١٢ ـ ١١٣) ، برقم : (٣٢) ، قال العلامة المجلسي رحمه الله : بيان ـ قوله « وهذا علامة » كلامه الرّاوندي ذكره لتأويل الخبر.

(٨) بحار الأنوار (١١ / ١١٣) ، برقم : (٣٣).

٤١

عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبد الله الصّادق عليه السّلام قال : إنّ القبضة الّتي قبضها الله تعالى من الطّين الّذي خلق آدم صلوات الله عليه منه أرسل الله اليها (١) جبرئيل أن يأخذ منها إن شاء ، فقالت الأرض : أعوذ بالله أن تأخذ منّي شيئاً ، فرجع فقال : يا ربّ تعوّذت بك. فأرسل الله تعالى اليها إسرافيل (٢) وخيّره ، فقالت مثل ذلك ، فرجع فأرسل الله اليها ميكائيل (٣) وخيّره أيضاً ، فقالت مثل ذلك ، فرجع فأرسل الله إليها ملك الموت ، فأمره على الحتم ، فتعوّذت بالله أن يأخذ منها ، فقال ملك الموت : وأنا أعوذ بالله أن أرجع اليه حتّى آخذ منك قبضةً.

وإنّما سمّي (٤) آدم لأنّه أخذ من أديم الأرض. وقال : إنّ الله (٥) تعالى خلق آدم من الطّين وخلق حوّا (٦) من آدم ، فهمّة الرّجال الأرض وهمّة النّساء الرّجال. وقيل : أديم الأرض أدنى الأرض الرّابعة إلى اعتدال ، لأنّه خلق وسط الملائكة (٧) (٨).

٥ ـ وبالاسناد المذكور ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سيف بن عميرة ، عن أخيه ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله الصّادق عليه الصّلاة والسّلام قال : قلت : سجدت الملائكة لآدم صلوات الله عليه ووضعوا جباههم على الأرض ؟ قال : نعم تكرمة من الله تعالى (٩).

٦ ـ وبالاسناد المذكور ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج قال سألت أبا عبد الله عليه الصّلاة والسّلام أكان إبليس من الملائكة أم (١٠) من الجنّ ؟ قال : كانت الملائكة ترىٰ

_________________________________

(١) في ق ٢ : ارسل اليها.

(٢) في ق ٢ : فأرسل اسرافيل.

(٣) في ق ٢ وق ٣ : فأرسل الله ميكائيل.

(٤) في ق ٢ : وانما يسمى.

(٥) في ق ٣ : الارض ، ثم ان الله.

(٦) في ق ٢ : وحوا.

(٧) في ق ٣ وق ٤ : وسط من الملائكة ، وفي البحار : وسط بين الملائكة والبهائم.

(٨) بحار الأنوار (١١ / ١١٣) ، برقم : (٣٥).

(٩) بحار الانوار (١١ / ١٣٩) ، برقم : (٣).

(١٠) في ق ٢ : والسلام عن ابليس من الملائكة أو.

٤٢

أنّه منها ، وكان الله يعلم أنّه ليس منها ، فلمّا أمر بالسّجود كان منه الّذي كان (١).

٧ ـ وبالاسناد المذكور ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن الصّادق عليه السلام قال : أمر (٢) ابليس بالسّجود لآدم ، فقال : يا ربّ وعزّتك إن أعفيتنى من السّجود لآدم عليه السلام لأعبدك (٣) عبادة ماعبدك أحد (٤) قطّ مثلها قال الله (٥) جلّ جلاله : إنّى احبّ أن اُطاع من حيث اُريد.

وقال : إنّ ابليس رَنّ أربع رنّات : أولاهن يوم لعن ، ويوم أهبط (٦) الى الارض ، وحين بعث محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم على فترة من الرّسل ، وحين أنزل أمّ الكتاب. ونخر نخرتين : حين أكل آدم من الشّجرة ، وحين أهبط من الجنّة.

وقال في قوله تعالى : « فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا » (٧) كانت سوءاتهما لا ترى ، فصارت ترى بارزةً وقال : الشّجرة الّتي نهى عنها آدم صلوات الله عليه وهي السّنبلة (٨).

٨ ـ وفي رواية اخرى عنه عليه السّلام أنّه قال : إنّ الشّجرة الّتي نهى عنها آدم عليه السّلام هي شجرة العنب (٩).

ولا تنافي بينهما ، لأنّ شجرة الجنّة تحمل الأنواع من الأكل ، وكانت تلك الشّجرة تحمل العنب والحنطة جميعاً (١٠).

فصل ـ ٣ ـ

« في أخباره »

٩ ـ وعن ابن بابويه ، وأخبرنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النّيشابوري ، أخبرنا

_________________________________

(١) بحار الأنوار (٦٣ / ٢٤٩) ، باب ذكر ابليس وقصصه : برقم : (١٠٩).

(٢) في ق ١ : لما أمر.

(٣) في ق ١ وق ٣ والبحار : لأعبدنّك ، وفي ق ٤ : لعبدتك.

(٤) في ق ٤ : لم يعبدك أحد.

(٥) في ق ١ : فقال الله.

(٦) في ق ٢ : هبط.

(٧) سورة طه : (١٢١).

(٨) بحار الانوار (٢ / ٢٦٢) و (١١ / ١٤٥) برقم : (١٤ و ١٧٩) برقم : (٢٦ و ٢٥٠) ، برقم : (١١٠).

(٩) بحار الانوار (١١ / ١٧٩) ، برقم : (٢٧).

(١٠) ليس في ق ٢ : والحنطة جميعاً.

٤٣

عليّ بن محمّد بن قتيبة ، عن أحمد بن سلمان (١) عن عبد السّلام بن صالح الهروي قال : قلت للرّضا عليه السّلام : يا بن رسول الله صلّى الله عليه وآله أخبرنا (٢) عن الشّجرة الّتي أكل منها آدم عليه السّلام وحوّا عليها السلام ما كانت ؟ فقد اختلف النّاس فيها ، فقال عليه السلام : يا أبا الصّلت إنّما الشّجرة بالجنّة (٣) تحمل أنواعاً ، فكانت شجرة الحنطة وفيها عنب ، وليست كشجرة الدّنيا (٤).

١٠ ـ وعن ابن بابويه أخبرنا إبراهيم بن هارون الهيتي ، (٥) أخبرنا ابوبكر(٦) أحمد بن محمّد بن عيسى ، أخبرنا محمّد بن يزيد القاضي ، أخبرنا قتيبة بن سعيد ، أخبرنا اللّيث (٧) بن سعد واسماعيل (٨) بن جعفر ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : لمّا خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه التفت آدم يمينة (٩) العرش فاذا خمسة أشباح ، فقال : يا ربّ هل خلقت قبلي من البشر أحداً ؟ قال : لا قال : فمن هؤلاء الّذين أرى أسماءهم ؟ فقال : هؤلاء خمسة من ولدك ، لولاهم ما خلقتك (١٠) ولا خلقت الجنّة ولا النّار (١١) ولا العرش ولا الكرسي ولا السّماء ولا الارض ولا الملائكة ولا الجنّ ولا الإِنس ، هؤلآء خمسة شققت لهم اسماً من (١٢) أسمائي ، فأنا المحمود وهذا محمّد ( صلّى الله

_________________________________

(١) في ق ٣ : أحمد بن سليمان ، وفي البحار : حمدان بن سليمان.

(٢) في البحار : أخبرني.

(٣) في ق ١ : في الجنة.

(٤) بحار الانوار (١١ / ١٦٤ ـ ١٦٥) برقم : (٩) ، وللرواية بقية مذكورة مع صدرها تحت الرقم نفسه عن معاني الاخبار وعيون اخبار الرضا عليه السلام ، والشيخ الراوندي قطعها فذكر البقية فيما سيأتي تحت الرقم : (١١).

(٥) في ق ٢ وهامش ق ٤ : المجلسي ، وفي ق ١ وق ٣ : الهيسي ، وفي ق ٤ : الهبيسي ، والجميع مصحّف والظّاهر الهيتي منسوب الى هيت بلدة من أعمال بغداد فوق من مدينة أنبار وقرية من محال جاه بهار في محافظة سيستان وبلوجستان.

(٦) ليس في ق ٣ : ابوبكر ، كما أنّه ليس في البحار : ابن عيسى.

(٧) في ق ١ : ليث.

(٨) في ق ٣ : عن اسماعيل.

(٩) في ق ١ والبحار : يمنة ، وفي ق ٣ : يمين.

(١٠) في ق ٣ : لما خلقتك.

(١١) في ق ٢ : وما خلقت الجنة والنار.

(١٢) في ق ١ : هؤلاء شققت لهم أسماءاً من.

٤٤

عليه وآله) وأنا الأعلى وهذا عليّ (عليه السّلام) وأنا الفاطر وهذه فاطمة (عليها السّلام) وأنا ذو الأحسان وهذا الحسن (عليه السّلام) وأنا المحسن وهذا الحسين (عليه السلام) آليت على نفسي أنّه لا يأتيني أحد (١) وفي قلبه مثقال حبّة من خردل من محبّة أحدهم إلّا أدخلته جنّتي وآليت بعزّتي أنّه لايأتيني أحد وفي قلبه مثقال حبّة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري ، يا آدم هؤلاء صفوتي من خلقي ، بهم أنجي من أنجي وبهم أهلك من أهلك (٢).

١١ ـ وفي رواية أخرى : عن أبي الصّلت الهروي ، عن الرّضا عليه السّلام قال : إنّ آدم صلوات الله عليه لمّا أكرمه (٣) الله تعالى بإِسجاده ملائكته له (٤) وبإدخاله الجنّة ناداه الله : ارفع رأسك يا آدم ، فانظر إلى ساق عرشي ، فنظر فوجد عليه مكتوباً : (٥) لا إله الّا الله ، محمدٌ رسول الله ، عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة ، فقال آدم عليه السلام : يا ربّ من هؤلاء ؟ قال عزّ وجلّ : هؤلاء ذريّتك ، لولاهم ما خلقتك (٦).

١٢ ـ وبالاسناد المتقدّم ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن اسماعيل بن جابر ، عن عبد الحميد بن أبي الدّيلم ، عن أبي عبد الله الصّادق عليه السّلام قال : هبط آدم صلوات الله عليه على الصّفا ، ولذلك سمّي « الصّفا » لأنّ المصطفى هبط عليه ، قال تبارك وتعالى : إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً (٧) وهبطت حوّا عليها السّلام على المروة ، وإنّما سمّيت « المروة » لأنّ المرأة هبطت عليها ، وهما جبلان عن

_________________________________

(١) في ق ٤ : لا يأتي أحد.

(٢) بحار الانوار (٢٧ / ٥) ، برقم : (١٠). وفي ق ٣ : بهم نجى من نجى وبهم هلك من هلك ، وفي ق ٤ : بهم أنجي وبهم أهلك.

(٣) في ق ٣ : فان آدم ... بما أكرمه.

(٤) في ق ٢ : الملائكة له.

(٥) في ق ٢ : فوجد مكتوباً.

(٦) اثباة الهداة (١ / ٦١٤). برقم : (٦٣٤). بحار الانوار (٢٧ / ٦) ، برقم : (١١) ، وكلمة « هؤلاء » ليست في ق ٢ ، وفي ق ٣ : لولاهم لما خلقتك.

(٧) سورة آل عمران : (٣٣).

٤٥

يمين الكعبة وشمالها ، فاعتزلها آدم عليه السلام حين فرّق بينهما ، فكان (١) يأتيها بالنّهار فيتحدّث عندها فاذا كان الّليل خشى أن تغلبه نفسه فيرجع فمكث بذلك ما شاء الله ثم أرسل إليه جبرئيل عليه السلام فقال : (٢) السّلام عليك يا آدم الصّابر لبليّته إنّ الله تعالى بعثنى إليك لأعلّمك المناسك الّتي يريد الله أن يتوب عليك بها فانطلق به جبرئيل فأخذ بيده حتّى أتى مكان البيت فنزل غمام من السّماء فقال له جبرئيل : يا آدم خطّ برجلك حيث أظلّك هذا الغمام فأنّه قبلة لك ولاخر عقب من ذريتك فخطّ هناك آدم برجله فانطلق به إلى منى فأراه مسجد منى فخطّ برجله بعد ماخطّ موضع المسجد الحرام وبعد ماخطّ البيت ثمَّ انطلق إلى عرفات فأقام على المعرف ثمَّ أمره جبرئيل عند غروب الشّمس أن يقول : ربّنا ظلمنا أنفسنا ، سبعاً ليكون سنّة في ولده يعترفون (٣) بذنوبهم هناك ثمَّ أمره بالافاضة (٤) من عرفات ففعل آدم عليه السلام ذلك ثم انتهى إلى جمع فبات ليلته بها وجمع فيها (٥) الصّلاتين في وقت العتمة في ذلك الموضع إلى ثلث الّليل وأمره اذا طلعت الشّمس أن يسأل الله تعالى التّوبة والمغفرة (٦) سبع مرّات لتكون سنّة في ولده فمن لم يدرك عرفات فأدرك جمعاً فقد أدرك حجّة (٧) وأفاض من جمع إلى منى ضحوة فأمره أن يقرّب إلى الله سبحانه وتعالى قرباناً ليتقبل الله منه ويكون سنّة في ولده فقرّب آدم قرباناً فتقبّل منه قربانه فأرسل الله ناراً من السّماء فقبضت وقربان آدم (٨) فقال له جبرئيل : يا آدم إن الله تعالى قد أحسن إليك أن علّمك المناسك فأحلق رأسك تواضعاً لله إذ قرّب (٩) قربانك فحلق آدم صلوات الله عليه رأسه ثم أخذ جبرئيل عليه السّلام بيد آدم (١٠) لينطلق به إلى البيت فعرض له إبليس عند

_________________________________

(١) في ق ٢ : وكان.

(٢) وقال : ق ٢.

(٣) معترفون : ق ٣.

(٤) فأفاض : ق ٣ و ٤.

(٥) وجمع بها : ق ٢.

(٦) أن يسأل الله تعالى المغفرة : ق ٢.

(٧) حجّة : ق ٢ و ٤.

(٨) من آدم السّابق إلى آدم هذا سقط من نسخة : ق ١ و ٢.

(٩) إذا قرّبت قربانك : ق ٣.

(١٠) بيده لينطلق : ق ٤. بيد آدم ينطلق : ق ٣.

٤٦

الجمرة فقال : يا آدم اين تريد فقال جبرئيل : يا آدم ارمه بسبع حصيات ففعل آدم عليه السلام (١) فقال جبرئيل : إنّك لن تراه بعد مقامك هذا أبداً ثم انطلق به إلى البيت فأمره أن يطوف بالبيت سبع مرّات ففعل ذلك آدم عليه السّلام فقال جبرئيل : حلّت لك زوجتك (٢).

١٣ ـ وعن ابن بابويه أخبرنا محمّد بن موسى بن المتوكّل أخبرنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علا عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر صلوات الله عليه قال : إنّ آدم صلوات الله عليه لمّا بنى الكعبة وطاف بها قال : (٣) أللّهم إنّ لكلّ عامل أجراً أللّهم وإنّي قد عملت فقيل له (٤) : سل يا آدم فقال : أللّهم اغفر لي ذنبي فقيل له : قد غفر (٥) لك يا آدم فقال : ولذريّتي من بعدي فقيل له : ياآدم من باء منهم بذنبه هيهنا كما بؤت غفرت له (٦).

١٤ ـ وعن ابن بابويه أخبرنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله الصادق عليه السّلام قال : انّ آدم عليه السّلام لمّا طاف بالبيت فانتهى إلى الملتزم فقال جبرئيل عليه السّلام : أقرّ لربّك بذنوبك في هذا المكان فوقف آدم صلوات الله عليه فقال : يا ربّ إنّ لكلّ عامل أجراً ولقد عملت فما أجري ؟ فأوحى الله تعالى إليه يا آدم : من جاء من ذريّتك إلى هذا المكان فأقرّ فيه بذنوبه غفرت له (٧).

١٥ ـ وبهذا الاسناد عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد الله عليه

_________________________________

(١) ففعل عليه السلام فذهب : ق ١ بدون عليه السلام : ق ٣.

(٢) البحار الجزء (١١ / ١٦٩) والحديث كما ترى طويل لم يذكر المجلسي إلّا قسماً منه عن كتاب القصص برقم : (١٦) وأحال القسم الاكبر منه إلى ما نقله عن علل الشّرايع برقم : (١٥) والألفاظ هنا وهناك متفاوتة ، مقدمةً ومؤخرةً ، زيادةً ونقيصةً.

(٣) فقال : ق ٢ والبحار.

(٤) فقال له : ق ٤.

(٥) قد غفر الله : ق ٢.

(٦) غفر له : ق ١ والخبر في البحار ، الجزء (١١ / ١٧٩) برقم : (٢٨) والجزء (٩٩ / ٢٠٣) برقم : (١٢).

(٧) غفرت له ذنوبه : ق ٤ فاقرّ بذنوبه : ق ٢ والخبر في البحار الجزء (١١ / ١٧٩ ـ ١٨٠) برقم : (٢٩) والجزء (٩٩ / ٢٠٣) برقم : (١٣).

٤٧

السّلام قال : لمّا أفاض آدم صلوات الله عليه من عرفات تلقّته الملائكة عليهم السّلام فقالوا له : برّ حجك يا آدم أما أنّا قد حججنا هذا البيت قبلك بالفي عام (١).

فصل ـ ٤ ـ

في أخباره :

١٦ ـ أخبرنا الشّيخ محمد بن علي بن عبد الصّمد عن أبيه عن السّيد أبي البركات الخوري (٢) عن أبي جعفر ابن بابويه أخبرنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (٣) عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله عن ابن أبي نصر عن أبان عن عبد الرّحمن بن سيّابة عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : لمّا طاف آدم صلوات الله عليه بالبيت مائة عام ما ينظر إلى حوّا ولقد بكى على الجنّة حتّى صار على خدّيه مثل النّهرين العظيمين من الدّموع ثمّ أتاه جبرئيل عليه السّلام فقال : حيّاك الله وبيّاك فلمّا أن قال : حيّاك الله تبلّج وجهه فرحاً ولمّا قال : وبيّاك ، ضحك (٤) ـ ومعنى بيّاك : أضحكك ـ قال : ولقد قام على باب الكعبة وثيابه جلود الابل والبقر فقال : أللّهم أقلني عثرتي وأعدني إلى الدّار الّتي أخرجتني منها فقال الله جلّ ثناؤه : قد أقلتك عثرتك وسأعيدك إلى الدّار الّتي أخرجتك منها (٥).

١٧ ـ ومن شجون الحديث أنّ آدم صلوات الله عليه لمّا كثر ولده وولد ولده كانوا يتحدّثون عنده وهو ساكت فقالوا يا أبه : مالك لا تتكلم ؟ فقال يا بنيّ : إنّ الله جلّ جلاله لمّا أخرجني من جواره عهد إليّ وقال : أقلَّ كلامك ترجع إلى جواري (٦).

_________________________________

(١) البحار ، الجزء (١١ / ١٨٠) برقم (٣٠) والجزء (٩٩ / ٤٢) برقم (٢٥). وفي : ق ٣ فقالوا : يا آدم ... بألف عام.

(٢) تقدّمت اختلافات النسخ فيه في اوّل سند من الكتاب.

(٣) محمد بن علي بن ماجيلويه : ق ٢ و ٤.

(٤) وبيّاك الله ، ضحك : ق ٤.

(٥) أورده في البحار عن معاني الاخبار ، الجزء (١١ / ١٧٥) برقم : (٢١) بتفاوت قليل وفاته نقل الخبر عن القصص.

(٦) البحار الجزء (١١ / ١٨٠) برقم : (٣١) وليس فيه : ومن شجون الحديث وكذا في الجزء (٧١ / ٢٨٣) برقم : (٣٥).

٤٨

١٨ ـ وبهذا الاسناد ، عن أبان بن عيسى (١) ، عن أبي عبد الله عليه الصّلاة والسّلام قال : إنّ آدم صلوات الله عليه لمّا هبط هبط (٢) بالهند ، ثمّ رمي إليه بالحجر الأسود وكان ياقوتة حمراء بفناء العرش ، فلمّا رآى عرفه (٣) ، فاكبّ عليه وقبّله ، ثمّ أقبل به فحمله إلى مكّة ، فربما أعيى من ثقله ، فحمله جبرئيل عنه وكان إذا لم يأته جبرئيل اغتمّ وحزن ، فشكا ذلك إلى جبرئيل ، فقال : إذا وجدت شيئاً من الحزن فقل : لا حول ولا قوّة إلّا بالله (٤).

١٩ ـ وفي روايةٍ : أنّ جبل أبي قبيس قال : يا آدم إنّ لك عندي وديعةً ، فرفع (٥) اليه الحجر والمقام ، وهما يومئذ ياقوتتان حمراوان (٦).

٢٠ ـ وبالاسناد المتقدّم ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الرّحمن بن الحجّاج ، عن القاسم بن محمّد ، عن أبي جعفر الباقر عليه الصّلاة والسّلام قال : أتى آدم صلوات الله عليه هذا البيت ألف إتية على قدميه منها سبعمائة حجّة وثلاثمائة عمرة (٧).

٢١ ـ وبالإِسناد المتقدّم ، عن الصّفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبي جميلة ، عن عامر (٨) ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : إنّ الله عزّ وجلّ حين أهبط آدم صلوات الله عليه من الجنّة أمره أن يحرث بيده ، فيأكل من كدّها بعد نعيم الجنّة ، فجعل يجأر (٩) ويبكي على الجنّة مائتي سنة ، ثمّ إنّه سجد

_________________________________

(١) ليس في الرجال أبان بن عيسى وان أثبته البحار في المورد الثاني وأثبتته النسخ الخطيّة.

(٢) في البحار : أهبط هبط.

(٣) في البحار : فلما رآه عرفه.

(٤) بحار الانوار (١١ / ٢١٠). برقم : (١٤) ، ومن قوله « كان آدم اذا لم يأته » الى آخر الخبر في (٩٣ / ١٨٨) ، برقم : (١٤) و (٩٩ / ٢٢٥) ، برقم : (٢٠) وفيه عن أبان ، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(٥) في ق ٢ وق ٣ : فدفع.

(٦) بحار الأنوار (٩٩ / ٢٢٥) ، برقم : (٢١ و ٢٣٢) ، برقم : (٢).

(٧) بحار الانوار (١١ / ١١٤) ، برقم : (٣٨) و (٩٩ / ٤٣) ، برقم : ٢٧.

(٨) في ق ٤ وق ٥ : عن جابر ، ولعلّه الصّحيح فانّ المسمّى بـ « عامر » في الرّجال لم يعدّ في أصحاب الامام الباقر عليه السلام إلّا عامر بن أبي الاحوص ولم ينقل منه عليه السّلام ولو حديثاً واحداً ، وأبو جميلة هو المفضل بن صالح وهو روي عن جابر روايات عديدة ، والّذي يؤيّد ذلك رواية العياشي في تفسيره (١ / ٤٠) هذه الرّواية مع زيادة عن جابر ، وعنه البحار بعينها (١١ / ٢١٢) ، برقم : (١٩).

(٩) في ق ٤ : يجاور. وما في المتن هو المناسب لحال آدم. والجأر : رفع الصّوت الى الله بالدّعاء والضّجة وقد قال الله تعالى : ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (١٦ / ٥٣).

٤٩

لله سجدةً ، فلم يرفع رأسه ثلاثة أيام ولياليها (١).

٢٢ ـ وباسناده ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله الصّادق صلوات الله عليه قال : لمّا بكى آدم صلوات الله عليه على الجنّة ، وكان رأسه في باب من أبواب السّماء وكان يتأذّى بالشّمس ، فحطّ عن (٢) قامته وقال : إنّ آدم لمّا اُهبط من الجنّة وأكل من الطّعام وجد في بطنه (٣) ثقلاً ، فشكا ذلك إلى جبرئيل عليه السّلام ، فقال : يا آدم فتنحّ (٤) ، فنحّاه فأحدث وخرج منه الثّقل (٥).

٢٣ ـ وباسناده ، عن أبي بصير ، عن إبراهيم بن محرز ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه الصّلاة والسّلام قال : إنّ آدم نزل بالهند ، فبنى الله تعالى له البيت وأمره أن يأتيه فيطوف به اُسبوعاً ، فيأتي منى وعرفات ويقضي مناسكه كما أمر الله تعالى.

ثم خطا من الهند ، فكان موضع قدميه حيث خطا عمران (٦) ، وما بين القدم والقدم صحارى (٧) ليس فيها شيء ، ثم جاء إلى البيت فطاف به اُسبوعاً وقضى مناسكه ، فقضاها كما أمره الله تعالى ، فقبل (٨) الله منه توبته وغفر له ، فقال آدم صلوات الله عليه : يا ربّ ولذرّيتي من بعدي فقال : نعم من آمن بي وبرسلي (٩).

٢٤ ـ وباسناده عن ابن محبوب (١٠) عن مقاتل بن سليمان قال : قلت لأبي عبد الله صلوات الله عليه : كم كان طول آدم صلوات الله عليه حين أهبط إلى الأرض ؟ وكم كان طول حوّا عليها السّلام ؟ فقال : وجدنا في كتاب عليّ عليه الصّلاة والسّلام أنّ الله تعالى

_________________________________

(١) بحار الانوار (١١ / ٢١٠ ـ ٢١١) ، برقم : (١٥).

(٢) في ق ٣ : وحط من ، وفي ق ١ وق ٥ والبحار : فحطّ من.

(٣) في ق ٣ : لمّا هبط من الجنة وجد في بطنه ثقل.

(٤) في ق ١ وق ٢ : تنحّ.

(٥) بحار الأنوار (١١ / ١١٣ ـ ١١٤) ، برقم : (٣٦ و ٣٧).

(٦) في ق ١ : عمراناً.

(٧) في ق ٢ وق ٣ وق ٤ : صحار.

(٨) في البحار : فتقبل.

(٩) بحار الانوار (١١ / ١٨٠) ، برقم : (٣٢) و (٩٩ / ٤٣) ، برقم : (٢٦).

(١٠) في النّسخ الخطّية : ابن محمود ، وهو من غلط النّساخ.

٥٠

لمّا أهبط آدم صلوات الله عليه وزوجته عليها السّلام إلى الأرض كان رجلاه على ثنيّة الصّفا ورأسه دون أفق السّماء وأنّه شكا إلى الله تعالى ممّا يصيبه من حرّ الشّمس فصيّر طوله سبعين ذراعاً بذراعه وجعل طول حوّا خمسةً وثلاثين ذراعاً بذراعها (١).

٢٥ ـ عن ابن بابويه أخبرنا ابوأحمد هاني بن محمّد بن محمود العبدي (٢) أخبرنا أبي أخبرنا محمّد بن أحمد بن بطّة أخبرنا ابومحمّد بن عبد الوّهاب بن مخلّد أخبرنا ابوالحرث الفهري أخبرنا عبد الله بن إسماعيل ، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي زيد بن مسلم (٣) ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عمر بن الخطّاب قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : لمّا أكل آدم عليه السّلام من الشّجرة رفع رأسه إلى السّماء ، فقال : أسألك بحقّ محمّد إلّا رحمتني ، فأوحى الله إليه ومن محمّد ؟ فقال : تبارك اسمك لمّا خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك ، فاذا فيه مكتوب : « لا إله إلّا الله محمّد رسول الله » فعلمت أنّه ليس أحد أعظم عندك قدراً ممّن جعلت اسمه مع اسمك ، فاوحى الله إليه : يا آدم إنّه لآخر النّبيّين من ذرّيّتك ، فلولا محمّد ما خلقتك (٤).

٢٦ ـ وباسناده عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن علي الخزّاز (٥) ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : قال آدم صلوات الله عليه : يا ربّ بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت عليّ ، فأوحى الله تعالى إليه : يا آدم وما علمك بمحمّد ؟ فقال : حين خلفتني رفعت رأسي ، فرأيتُ في العرش مكتوباً : محمّدٌ رسول الله عليٌّ أمير المؤمنين (٦).



_________________________________

(١) بحار الانوار (١١ / ١٢٦ ـ ١٢٧) ، برقم (٥٧).

(٢) في ق ٢ : العبيدي.

(٣) في البحار : الى زيد بن أسلم ، وفي اثباة الهداة : عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

(٤) بحار الانوار (١١ / ١٨١) ، برقم : (٣٣) و (١٦ / ٣٦٧) ، برقم (٧٣). واثباة الهداة (١ / ١٩٦) ، برقم : (١٠٨).

(٥) في ق ١ وق ٣ وق ٥ : وعن الحسن بن علي الخزار.

(٦) بحار الانوار (١١ / ١٨١) ، برقم : (٣٤). واثباة الهداة (٢ / ١٣٠) ، برقم : (٥٦٢).

٥١

فصل ـ ٥ ـ

٢٧ ـ أخبرنا السّيد المرتضى بن الدّاعي ، أخبرنا جعفر الدّوريستي (١) ، عن أبيه ، عن أبي جعفر بن بابويه ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن سعيد الكوفي ، أخبرنا فرات بن إبراهيم الكوفي ، أخبرنا الحسن بن الحسين بن محمّد ، أخبرنا إبراهيم بن الفضل ، أخبرنا الحسن بن عليّ الزّعفراني ، أخبرنا سهر بن سنان ، أخبرنا ابوجعفر بن محمّد بن عليّ الطّايفي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله ، عن محمّد بن اسحاق ، عن الواقدي ، عن الهذيل ، عن مكحول (٢) ، عن طاوُس ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : لمّا أن خلق الله تعالى آدم وقفه بين يديه فعطس ، فالهمه الله أن حمده ، فقال : يا آدم حمدتني (٣) فوعزّتي وجلالي لولا عبدان أريد أن أخلقهما في آخر الزّمان ما خلقتك (٤) قال آدم : يا ربّ بقدرهما عندك ما اسمهما (٥) ؟ فقال تعالى : يا آدم انظر نحو العرش ، فاذا بسطرين من نور ، أوّل السّطر : لا إله إلّا الله ، محمّد نبيّ الرّحمة ، وعلي مفتاح الجنّة. والسّطر الثّاني : آليت على نفسي أن أرحم من والاهما ، وأعذّب من عاداهما (٦).

٢٨ ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، أخبرنا محمّد بن يحيى العطّار ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن مالك ، أخبرنا محمّد بن عمران القرشي ، عن الحسن بن الحسين اللّؤلوئي ، عن محمّد بن إسماعيل بن يزيع ، عن الخيبري (٧) ، عن يونس بن ظبيان قال : قال ابوعبد الله صلوات الله عليه : اجتمع ولد (٨) آدم في بيت فتشاجروا ، فقال بعضهم : خير خلق الله أبونا آدم ،

_________________________________

(١) في البحار : جعفر الدودويستي.

(٢) في ق ٤ : عن الهذيل بن محكول.

(٣) في ق ٤ وق ٥ والبحار : أحمدتني.

(٤) في ق ١ : لما خلقتك.

(٥) في ق ٢ وق ٣ وق ٤ : يا ربّ بقدرهم عندك ما اسمهم ؟.

(٦) بحار الانوار (١١ / ١١٤) ، برقم : (٣٩) و (٢٧ / ٦) ، برقم (١٢).

(٧) في ق ١ : محمد بن اسماعيل بن بزيع الحميري ، وفي ق ٢ وق ٤ وق ٥ : محمد بن اسماعيل بن بزيع الجبيري ، وفي ق ٣ : ابن بزيع الخيبري. وفي البحار : عن ابن بزيع عن ابن ظبيان ، والصحيح ما أثبتناه في المتن.

(٨) في ق ٢ : أولاد.

٥٢

وقال بعضهم : الملائكة المقرَّبون ، وقال بعضهم : حملة العرش. إذ دخل عليهم هبة الله ، فقال بعضهم : لقد جاءكم من يفرّج عنكم ، فسلّم ثم جلس ، فقال : في أيّ شيء كنتم ؟ فقالوا : كنّا نفكّر في خير خلق الله فاخبروه ، فقال : اصبروا لي (١) قليلاً حتّى أرجع إليكم ، فأتا أباه فقال : يا أبت إنّي دخلت على إخوتي وهم يتشاجرون في خير خلق الله ، فسألوني فلم يكن (٢) عندي ما أخبرهم ، فقلت : اصبروا حتّى أرجع إليكم ، فقال آدم صلوات الله عليه : يا بنيّ وقفت بين يدي الله جلّ جلاله ، فنظرت إلى سطر على وجه العرش مكتوب : بسم الله الرّحمن الرّحيم محمّد وآل محمّد خير من برأ الله (٣).

٢٩ ـ وعن ابن بابويه ، أخبرنا ابوجعفر محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : الكلمات (٤) الّتي تلقّى بهنّ آدم عليه السّلام ربّه فتاب عليه ، قال : « اللّهم لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك إنّي عملت سوءاً وظلمت نفسي ، فاغفر لي إنّك أنت التّواب الرّحيم ، لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك عملت (٥) سوءاً وظلمت نفسي ، فاغفر لي إنّك أنت خير الغافرين » (٦).

٣٠ ـ وباسناده عن الصّفار ، عن علي بن حسّان ، عن عليّ بن عطيّة ، عن بعض من سأل أبا عبد الله عليه السّلام عن الطّيب ، قال : إنّ آدم وحوّا عليهما السّلام حين اُهبطا (٧) من الجنّة نزل آدم عليه السّلام على الصّفا وحوّا على المروة ، وانّ حوّا حلّت قرناً من قرون رأسها ، فهبّت به الرّيح فصار بالهند أكثر الطّيب (٨).

_________________________________

(١) في ق ٤ : بي.

(٢) في ق ٢ وق ٤ : فلم يك.

(٣) بحار الانوار (١١ / ١١٤) ، برقم : (٤٠) و (٢٦ / ٢٨٢ ـ ٢٨٣) ، برقم : (٣٧). واثباة الهداة (١ / ٦١٤ ـ ٦١٥) ، برقم : (٦٣٥).

(٤) في ق ٣ : الكلمة.

(٥) في ق ٣ : وبحمدك اني عملت.

(٦) بحار الانوار (١١ / ١٨١) ، برقم : (٣٥). و (٩٥ / ٣٥٤) ، برقم : (٩).

(٧) في ق ٣ : أهبط ، وفي ق ٤ : حين أهبطا الى الأرض.

(٨) بحار الانوار : (١١ / ٢١١) ، برقم : (١٦).

٥٣

٣١ ـ وباسناده أنّه قال في قوله تعالى : « فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ » سأله بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم الصّلاة والسّلام (١).

فصل ـ ٦ ـ

في كيفيّة التّناسل وخلق حوّا وقصّة ابني آدم ووفاته :

٣٢ ـ عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عن النّوفلي ، عن عليّ بن داود اليعقوبي (٢) عن مقاتل بن مقاتل ، عمّن سمع زرارة يقول : سئل ابوعبد الله عليه السّلام عن بدء النّسل من آدم صلوات الله عليه كيف (٣) كان ؟ وعن بدء النّسل من ذرية آدم ، فإنّ اُناساً عندنا يقولون : إنّ الله تعالى أوحى إلى آدم أن يزوّج بناته من بنيه ، وأنّ هذا الخلق كلّهم أصله من الاخوة والأخوات ، فمنع ذلك ابوعبد الله عليه الصّلاة والسّلام عن ذلك (٤) ، وقال : نبئت (٥) أنّ بعض البهائم تنكرت له اُخته ، فلمّا نزا عليها ونزل ثمّ علم أنّها أخته قبض على عزموله بأسنانه حتّى قطعه فخرّ ميّتاً ، وآخر تنكرت له اُمّه ففعل هذا بعينه ، فكيف بالانسان (٦) في فضله وعلمه ، غير أن جيلاً من هذه الامّة الّذين يرون أنّهم رغبوا عن علم أهل بيوتات أنبيائهم ، فأخذوه من حيث لم يؤمروا بأخذه ، فصاروا إلى ما يرون من الضّلال.

وحقّاً أقول : ما أراد من يقول هذا : إلّا تقويةً لحجج المجوس.

ثمّ أنشأ يحدّثنا (٧) كيف كان بدء النّسل ، فقال : إنّ آدم صلوات الله عليه ولد له سبعون بطناً ، فلمّا قتل قابيل هابيل جزع جزعاً قطعه عن إتيان النّساء ، فبقي لا يستطيع أن

_________________________________

(١) بحار الانوار (١١ / ١١٧) ، برقم : (٢٣).

(٢) في ق ١ : عن ابن داود اليعقوبي.

(٣) في ق ٢ : وكيف.

(٤) في ق ١ وق ٢ : من ذلك.

(٥) في ق ٤ : ثبت.

(٦) في ق ١ وق ٣ وق ٥ : الانسان.

(٧) في ق ١ وق ٤ وق ٥ : حديثاً.

٥٤

يغشى حوّا خمسمائة سنة (١) ، ثمّ وهب الله له شيئاً وهو هبة الله ، وهو أوّل وصي أُوصي إليه من بني آدم في الأرض ، ثمّ وراه بعده يافث ، فلمّا أدركا وأراد الله أن يبلغ بالنّسل ما ترون أنزل بعد العصر يوم الخميس حوراء من الجنّة اسمها نزلة ، فأمر الله أن يزوّجها من شيث ، ثمّ أنزل الله بعد العصر من الغد حوراء من الجنّة اسمها منزلة ، فأمر الله آدم أن يزوّجها من يافث فزوّجها منه ، فولد (٢) لشيث غلام وليافث جارية ، فأمر الله آدم عليه السّلام حين أدركا أن يزوّج بنت يافث من ابن شيث ، ففعل فولد الصّفوة من النّبيين والمرسلين من نسلهما ومعاذ الله أن يكون ذلك ما قالوه من الإِخوة والأخوات ومناكحهما.

قال : فلم يلبث آدم صلوات الله عليه بعد ذلك إلّا يسيراً حتّى مرض (٣) فدعا شيثاً وقال : يا بنيّ إنّ أجلي قد حضر وأنا مريض فانّ ربيّ قد أنزل من سلطانه ما قد ترى ، وقد عهد إليّ فيما قد عهد أن أجعلك وصيّي (٤) وخازن ما استودعني ، وهذا كتاب الوصيّة تحت رأسي وفيه أثر العلم واسم الله الأكبر ، فاذا أنا متّ فخذ الصّحيفة وإيّاك أن يطّلع عليها أحدٌ (٥) وأن تنظر فيها إلى قابل في مثل هذا اليوم الّذي يصير إليك فيه ، وفيها جميع ما تحتاج إليه من اُمور دينك ودنياك وكان آدم صلوات الله وسلامه عليه نزل بالصّحيفة الّتي فيها الوصيّة من الجنّة.

ثمّ قال آدم لشيث صلوات الله عليهما : يا بنيّ إنّي قد اشتهيت ثمرة من ثمار الجنّة ، فاصعد إلى جبل الحديد ، فانظر من لقيته من الملائكة ، فاقرأه منّي السّلام وقل له : إنّ أبي مريض وهو يستهديكم من ثمار الجنّة ، قال : فمضى حتّى صعد إلى الجبل فاذا هو بجبرئيل في قبائل من الملائكة صلوات الله عليهم.

فبدأه جبرائيل بالسّلام ، ثم قال : إلى أين يا شيث ؟ فقال له شيث : ومن أنت يا عبد الله ؟ قال : أنا الرّوح الأمين جبرئيل ، فقال : إنّ أبي مريض وقد (٦) أرسلني إليكم ،

_________________________________

(١) في ق ٣ : عام.

(٢) في ق ٢ : فولدت.

(٣) في ق ٣ : فمرض.

(٤) في ق ٢ : وصيّاً.

(٥) في ق ٣ : أن تطلع عليها أحداً.

(٦) في ق ٢ : وهو.

٥٥

وهو يقرئكم السّلام ويستهديكم من ثمار الجنّة ، فقال له جبرئيل عليه السّلام : وعلى أبيك السّلام يا شيث ، أما أنّه قد قبض (١) وإنّما نزلت لشأنه ، فعظّم الله على مصيبتك فيه أجرك (٢) وأحسن على العزاء منه صبرك ، وآنس بمكانه منك عظيم وحشتك ارجع فرجع معهم ومعهم كلّ ما يصلح به أمر آدم صلوات الله عليه وقد جاؤا به من الجنّة.

فلمّا صاروا إلى آدم كان أوّل ما صنع شيث أن أخذ صحيفة الوصيّة من تحت رأس آدم صلوات الله عليه فشدّها على بطنه فقال جبرئيل عليه السّلام : من مثلك يا شيث ؟ قد أعطاك الله سرور كرامته (٣) وألبسك لباس عافيته ، فلعمري لقد خصّك الله منه بأمر جليل.

ثم إنّ جبرئيل عليه السّلام وشيثاً أخذا في غسله ، وأراه جبرئيل كيف يغسّله حتّى فرغ منه ، ثمّ أراه كيف يكفّنه ويحنّطه حتّى فرغ ، ثمّ أراه كيف يحفر له.

ثمّ إنّ جبرئيل أخذ بيد شيث ، فأقامه للصّلاة عليه كما نقوم اليوم نحن ، ثمّ قال : كبّر على أبيك سبعين تكبيرة ، وعلّمه كيف يصنع.

ثم إنّ جبرئيل عليه السّلام أمر الملآئكة (٤) أن يصطفّوا قياماً خلف شيث كما يصطفّ (٥) اليوم خلف مصلّي على الميّت ، فقال شيث : يا جبرئيل أو يستقيم هذا لي وأنت من الله بالمكان الّذي أنت فيه ومعك (٦) عظماء الملائكة ؟ فقال جبرئيل : يا شيث ألم تعلم أنّ الله تعالى لمّا خلق أباك آدم أوقفه بين الملائكة وأمرنا بالسّجود له ، فكان إمامنا ليكون ذلك سنّة في ذرّيّته ، وقد قبضه الله اليوم وأنت وصيّه ووارث علمه وأنت تقوم مقامه ، فكيف نتقدمك وأنت إمامنا ؟ فصلّى بهم عليه (٧) كما أمره.

ثمّ أراه كيف يدفنه ، فلمّا فرغ من دفنه وذهب جبرئيل ومن معه ليصعدوا من حيث

_________________________________

(١) في ق ٣ : قد قضى.

(٢) في ق ٢ : فعظم على الله مصيبتك فيه آجرك الله.

(٣) في ق ٢ : سروراً وكرامة.

(٤) في ق ٣ : ثم أمر جبرئيل الملائكة.

(٥) في ق ١ وق ٣ : كما نصطف.

(٦) في ق ٢ : وأنت بالمكان الذي أنت ومعك.

(٧) في ق ٣ : بهم عليه السّلام ، والصّحيح : بهم عليه عليه السّلام.

٥٦

جاؤا. بكى (١) شيث ونادى يا وحشتا فقال له جبرئيل : لا وحشة عليك مع الله تعالى يا شيث ، بل نحن نازلون عليك بأمر ربك وهو يؤنسك فلا تحزن ، وأحسن ظنّك بربّك ، فانّه بك لطيف وعليك شفيق.

ثمّ صعد جبرئيل ومن معه ، وهبط قابيل من الجبل وكان على الجبل هارباً من أبيه آدم صلوات الله عليه أيّام حياته لا يقدر أن ينظر إليه فلقى شيثاً ، فقال يا شيث : إنّي إنّما قتلت هابيل أخي لأنّ قربانه تُقبّل ولم يُتقبّل قرباني ، وخفت أن يصير بالمكان الّذي قد صرت أنت اليوم (٢) فيه وقد صرت بحيث أكره ، وإن تكلّمت بشيء ممّا عهد إليك به أبي لأقتلنّك (٣) كما قتلت هابيل.

قال زرارة : ثم قال ابوعبد الله عليه السّلام ـ وأومأ بيده إلى فيه (٤) ، فأمسكه يعلّمنا أي هكذا أنا ساكت ـ : فلا تلقوا بأيديكم إلى التّهلكة معشر (٥) شيعتنا ، فتمكّنوا عدوّكم من رقابكم ، فتكونوا عبيداً لهم بعد إذ أنتم أربابهم وساداتهم ، فانّ في التّقيّة منهم لكم ردّاً عمّا قد أصبحوا فيه من الفضائح بأعمالهم الخبيثة علانية ، ولا يرى (٦) منكم من يبعّدكم عن المحارم وينزّهكم عن الأشربة السّوء والمعاصي وكثرة الحجّ والصّلاة وترك كلامهم (٧).

٣٣ ـ وقال زرارة : سئل [ أبو جعفر عليه السّلام ] (٨) عن خلق حوّا ، وقيل : إنّ اُناساً عندنا يقولون : إن الله خلق حوّا من ضلع آدم الأيسر الأقصى ، قال : سبحان الله إنّ الله لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجته (٩) من غير ضلعه ؟ ولا يكون لمتكلم أن يقول : ان آدم كان ينكح بعضه بعضاً ؟

_________________________________

(١) في ق ٣ : فبكى.

(٢) في ق ٣ : الذي أنت اليوم.

(٣) في ق ٣ : لاقتلك.

(٤) في ق ٢ وق ٣ وق ٤ : فمه.

(٥) في ق ٣ : معاشر.

(٦) في ق ١ وق ٣ : ولا يرون ، وفي البحار : وما يرون.

(٧) بحار الانوار (١١ / ٢٦٢ ـ ٢٦٤) ، برقم : (١١).

(٨) الزّيادة من ق ١ فقط.

(٩) في ق ٢ : ما لا يخلق لآدم من زوجة ، وفي ق ٣ : إنّ الله له من القدرة ما يخلق لآدم.

٥٧

ثم قال : ان الله تعالى لما خلق آدم وأمر الملائكة فسجدوا له (١) ألقى عليه السّبات ، ثم ابتدع له خلق حوّا ، ثم جعلها في موضع النقرة (٢) الّتي بين وركيه ، وذلك لكي تكون المرأة تبعاً للرّجل (٣) ، فاقبلت تتحرك فانتبه لتحركها ، فلمّا انتبه نودي أن تنحّي عنه ، فلمّا نظر إليها نظر الى خلق حسن يشبه صورته غير أنّها اُنثى ، فكلّمها وكلمته بلغته ، فقال لها من أنت ؟ فقال : أنا خلق خلقني الله تعالى كما ترى.

فقال آدم عند ذلك : يا ربّ ما هذا الخلق الحسن الّذي قد آنسني قربه والنّظر اليه ؟ فقال الله تعالى : يا آدم هذه أمتي حوّا ، أفتحبّ (٤) أن تكون معك فتؤنسك وتحدّثك وتكون تابعة لأمرك ؟ فقال : نعم يا ربّ لك عليّ بذلك الحمد والشكر ما بقيت.

قال : فاخطبها إليّ فانّها أمتي (٥) وقد تصلح لك زوجة للشهوة ، والقى الله عليه الشّهوة ، وقد علمه قبل ذلك المعرفة بكلّ شيء فقال : يا ربّ إنّي أخطبها اليك فما رضاك لذلك لي ؟ فقال : مرضاتي (٦) أن تعلمها معالم ديني ، فقال : ذلك لك يا ربّ إن شئت ذلك لي ، فقال : فقد شئت ذلك وقد (٧) زوّجتكها فضُمّها إليك ، فقال لها آدم : إليّ فاقبلي ، فقالت : بل أنت. فأمر الله آدم أن يقوم اليها فقام ، ولولا ذلك لكنّ النّساء يذهبن إلى الرّجال (٨).

فصل ـ ٧ ـ

( في نحو ذلك )

٣٤ ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، أخبرنا سعد بن عبد الله ، عن ابن أبي عمير ، عن

_________________________________

(١) في ق ٢ : وأمر الملائكة بالسّجود له.

(٢) في ق ٢ : المنقرة.

(٣) في ق ١ وق ٤ : للرّجال.

(٤) في ق ١ وق ٣ : فتحب.

(٥) في ق ١ وق ٣ وق ٤ : أنثى.

(٦) في ق ٣ : رضائي.

(٧) في ق ١ : فقال قد شئت وقد.

(٨) لم ينقل العلامة المجلسي هذا الخبر في البحار عن القصص ، إلّا أنه موجود فيه ضمن خبر رواه عن العلل في (١١ / ٢٢٠ ـ ٢٢١) غير أن زرارة رواه عن أبي عبد الله عليه السّلام.

٥٨

علي بن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال : ان ابن آدم حين قتل أخاه قتل شرهما خيرهما ، فوهب الله تعالى لآدم ولداً ، فسمّاه هبة الله وكان وصيّه ، فلمّا حضرت آدم صلوات الله عليه وفاته (١) ، قال : يا هبة الله قال : لبيك قال : انطلق الى جبرئيل فقل : إنّ أبي آدم يقرؤك السّلام ويستطعمك من طعام الجنّة وقد اشتاق الى ذلك ، فخرج هبة الله ، فاستقبله جبرئيل عليه السلام ، فأبلغه [ رسالة ] (٢) ما أرسله به أبوه اليه ، فقال له جبرئيل عليه السلام : رحم الله أباك ، فرجع هبة الله وقد قبض الله تعالى آدم عليه السلام ، فخرج به هبة الله وصلّى عليه ، وكبّر عليه خمساً (٣) وسبعين تكبيرة سبعين لآدم وخمساً لأولاده من بعده (٤).

٣٥ ـ وبهذا الاسناد عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال : ان ابن آدم حين قتل أخاه لم يدر كيف يقتله حتى جاء ابليس فعلّمه ، قال : ضع رأسه بين حجرين ثمّ (٥) اشدخه (٦).

٣٦ ـ وعن ابن بابويه حدثني محمد بن علي بن ماجيلويه ، حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن ابن أورمة ، عن عمر بن عثمان ، عن العبقري ، عن أسباط ، عن رجل حدثه عن علي بن الحسين صلوات الله عليه : أن طاوُساً ، قال في المسجد الحرام : أوّل دم وقع على الارض دم هابيل (٧) ، وهو يومئذٍ قتل ربع الناس ، وقال له زين العابدين عليه الصلاة والسلام : ليس كما قال (٨) ، إنّ أوّل دم وقع على الأرض دم حوّا حين حاضت ، يومئذ قتل سدس النّاس ، كان يومئذ آدم وحوّا وقابيل وهابيل وأختاه بنتين كانتا.

_________________________________

(١) في ق ٢ وق ٣ : حضر آدم الوفاة ، وفي ق ٤ : وحضر آدم وفاته.

(٢) الزيادة من ق ٢.

(٣) في ق ٢ : فصلّى عليه وكبّر خمساً.

(٤) بحار الانوار (١١ / ٢٦٤) ، برقم : (١٢).

(٥) في ق ٣ : ثم أخدشه. والشدخ والخدش واحد عكساً ومفهوماً.

(٦) بحار الانوار (١١ / ٢٣٨) ، برقم : (٢٣).

(٧) في البحار : دم هابيل حين قتله قابيل.

(٨) في ق ٢ : وليس كما قال ، وفي ق ٣ : ليس كما قلت.

٥٩

ثم قال صلوات الله عليه : هل تدري ما صنع بقابيل ؟ فقال القوم : لا ندري ، فقال : وكّل الله به ملكين يطلعان به مع الشّمس إذا طلعت ، ويغربان به مع الشمس اذا غربت ، وينضجانه (١) بالماء الحار مع حر الشمس حتى تقوم الساعة (٢).

٣٧ ـ وبهذا الاسناد عن ابن أورمة ، عن الحسن بن علي ، عن ابن بكير ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : إنّ بالمدينة لرجلاً أتى المكان الذي فيه ابن آدم عليه السلام فرآه معقولاً معه عشرة موكلون به ، يستقبلون بوجهه الشّمس حيث ما دارت في الصّيف ، ويوقدون حوله النّار ، فاذا كان الشّتاء يصبّوا عليه الماء البارد ، وكلّما هلك رجل من العشرة أخرج أهل القرية رجلاً ، فقال له : يا عبد الله ما قصّتك لأيّ شيء ابتليت بهذا ؟ فقال : لقد سألتني من مسألة ما سألني أحد عنها قبلك ، إنّك أكيس النّاس ، وإنّك لأحمق النّاس (٣).

٣٨ ـ وبهذا الاسناد عن ابن أورمة ، عن عبد الله بن محمد ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كانت الوحوش والطّير (٤) والسّباع وكل شيء خلقه الله تعالى مختلطاً بعضه ببعض ، فلما قتل ابن آدم أخاه نفرت وفزعت ، فذهب كلّ شيء إلى شكله (٥).

فصل ـ ٨ ـ

٣٩ ـ وباسناده عن الصّفار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن اسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : كان هابيل راعي الغنم (٦) وكان قابيل حرّاثاً فلمّا بلغا قال لهما آدم

_________________________________

(١) في ق ٢ : وينضحانه.

(٢) بحار الانوار (١١ / ٢٣٨) ، برقم : (٢٤).

(٣) بحار الانوار (١١ / ٢٣٩) ، برقم : (٢٥) ، وأفاد العلامة المجلسي رحمه الله في ذيله : كونه أكيس الناس لانه سأل عما لم يسأل عنه أحد ، وكونه أحمق الناس لأنّه سأل ذلك رجلاً لم يؤمر ببيانه.

(٤) في ق ١ : والطّيور.

(٥) بحار الانوار (١١ / ٢٣٦) ، برقم : (١٧).

(٦) في ق ١ : راعي غنم.

٦٠