الإصابة في تمييز الصحابة - ج ٢

أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

الإصابة في تمييز الصحابة - ج ٢

المؤلف:

أحمد بن علي بن حجر العسقلاني


المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٧٦

الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن رجل من جهينة أو مزينة سمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا ينادي : يا حرام ، يا حرام ، وكان شعارهم ، فقال : «يا حلال ، يا حلال».

١٨١٣ ـ حلبس : بموحدة ثم مهملة ، وزن جعفر. وقيل بتحتانية مصغّر ، غير منسوب.

روى ابن مندة من طريق نصر بن علقمة ، عن أخيه محفوظ. عن ابن عائذ : حدثني حلبس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يأمر نساءه إذا أرادت إحداهنّ أن تنام أن تحمد ثلاثا وثلاثين ، وتسبّح ثلاثا وثلاثين ، وتكبر ثلاثا وثلاثين (١) ، [وفي رواية أربعا وثلاثين.

١٨١٤ ـ الحليس (٢) : بالتصغير ، ذكره] (٣) الحسن (٤) بن سفيان في مسندة (٥) ، وأخرج من طريق أبي الزاهرية عن الحليس أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أعطيت قريش ما لم يعط النّاس ...» الحديث.

وأخرجه أبو نعيم في ترجمة الّذي قبله ، وقال : إنه يعدّ في الحمصيين.

والّذي يظهر لي أنه غيره ، والّذي في تاريخ حمص هو الّذي يروي عنه ابن عائذ [وهو السابق] (٦)

١٨١٥ ـ حليس : (٧) بالتصغير أيضا ، ابن زيد بن صفوان بن صباح بن طريف بن زيد بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبّة الضبيّ.

ذكره ابن شاهين ، وروى من طريق سيف بن عمر بإسناده أنه وفد إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد وفاة أخيه الحارث بن زيد بن صفوان ، فمسح وجهه ودعا له بالبركة فقال : يا رسول الله ، إني أظلم فأنتصر ، قال : «العفو أحقّ ما عمل به ...» الحديث.

[١٨١٦ ـ حليمة : بن جنادة بن سويد بن عمرو بن عرفطة بن نافذ بن مرة بن تيم بن

__________________

(١) أورد المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٨٢٥٧ وعزاه لابن مندة عن حلبس.

(٢) أسد الغابة ت (١٢٤١).

(٣) سقط في أ.

(٤) في أروى الحسن.

(٥) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٣٨٠٥ وعزاه للحسن بن سفيان وأبو نعيم في المعرفة عن الحليس.

(٦) سقط في أ.

(٧) أسد الغابة ت (١٢٤٠).

١٠١

سعد بن كعب بن عمرو الخزاعي. ذكره ابن الكلبي في الجمهرة ، وقال : بايع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كذا رأيته مضبوطا في نسخة مصحّحة بمهملة ثم لام ثم تحتانية مثناة](١)

الحاء بعدها الميم

١٨١٧ ـ حمّاد (٢) : بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره دال.

جاء ذكره في حديث أخرجه أبو موسى من طريق اليقظان بن عمار بن ياسر ـ أحد الضعفاء ، عن الزهري ، عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، قال : بينما النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالس في عدّة من أصحابه إذ أقبل شيخ كبير يتوكّأ على عكاز ، فسلّم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه فردّوا عليه ، فقال : «اجلس يا حمّاد ، فإنّك على خير» ، فسأله عن ذلك ، فقال : «إذا بلغ العبد أربعين أمّنه الله من الخصال الثّلاث ... (٣) الحديث بطوله.

١٨١٨ ـ حمار (٤) ـ بكسر أوله وتخفيف ثانيه وآخره راء ، باسم الحيوان المشهور.

روى البخاريّ من طريق زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر ، قال كان رجل يسمى عبد الله ويلقب حمارا ، وكان يضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. الحديث ، وفيه أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تلعنه ، فإنّه يحبّ الله ورسوله (٥).

وذكر الواقديّ أنّ القصّة وقعت له في غزاة خيبر.

وروى أبو يعلى من وجه آخر ، عن زيد بن أسلم بهذا الإسناد أنه كان يهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم العكّة من السّمن أو العسل ، ثم يجيء بصاحبها فيقول : أعطه الثمن.

قلت : ووقع نحو ذلك للنعمان فيما ذكره الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة والمزاح.

وروى أبو بكر المروزي في مسند أبا بكر له من طريق زيد بن أسلم أنّ عبد الله المعروف بحمار شرب في عهد عمر ، فأمر به عمر الزبير وعثمان فجلداه ... الحديث.

١٨١٩ ـ حماس : ـ بكسر أوله وتخفيف ثانيه وآخره مهملة ـ ابن قيس ـ ويقال ابن خالد بن قيس بن مالك الدئلي.

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) أسد الغابة ت (١٢٤٢) ، خلاصة تذهيب ١ / ٢٧٠ ، التاريخ الكبير ٣٠ ، ٢٠.

(٣) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٤٢٦٥٩ وعزاه إلى أبي يعلى في المسند وأبي بكر الخطيب في تاريخ بغداد عن أنس ورواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٧١ ، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ١ / ٧٢.

(٤) التاريخ الكبير ٣ / ١٣٠ ، أسد الغابة ت (١٢٤٣).

(٥) أورده السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٣٩٢.

١٠٢

ذكر ابن إسحاق والواقديّ أنه كان بمكّة يوم الفتح ، فلما قرب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكّة أعدّ سلاحه وقال لامرأته : إنّي لأرجو أن يخدمك الله منهم ، فإنك محتاجة إلى خادم ، فخرج فلما أبصرهم انصرف حتى أتى بيته فقال : اغلقي الباب فقالت له : ويحك! فأين الخادم؟ وأقبلت تلومه ، فقال :

وأنت لو شهدت يوم الخندمة

إذ فرّ صفوان وفرّ عكرمة

واستقبلتنا بالسّيوف المسلمة

يقطعن كلّ ساعد وجمجمة

ضربا فلا تسمع إلّا غمغمه

لم تنطقي باللّوم أدنى كلمه

[الرجز]

وذكر أبو عمر هذه القصّة في ترجمة صفوان بن أمية ، لكنه سماه خناس بن قيس :

والأوّل أصحّ.

وقد ذكر موسى بن عقبة هذه القصّة في المغازي فقال : دخل رجل من هذيل حين هزمت بنو بكر على امرأته. فذكر القصة ، وقال في آخرها : قال ابن شهاب : هذه الأبيات قالها حماس أخو بني سعد بن ليث.

١٨٢٠ ـ حماس : غير منسوب. روى ابن قانع من طريق حماد بن سلمة ، عن أبي جعفر الخطميّ ، عن حميد بن حماس ، عن أبيه ، قال : دخل علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن نيام ، فقال : «أي بنيّ ، مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر» (٢)

١٨٢١ ـ حمّال بن مالك بن حمال الأسدي. ذكر سيف في الفتوح أنّ سعد بن أبي وقاص أمّره على الرّجل حين توجه إلى العراق.

١٨٢٢ ـ حمام بن عمر الأسلمي (٣) : روى الطّبراني من طريق يزيد بن نعيم ـ أنّ رجلا من أسلم يقال له عبيد بن عويم قال : وقع عمّي على وليدة ، فحملت بغلام يقال له حمام ، وذلك في الجاهلية ، فأتى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكلّمه في ابنه ، فقال له : «خذ ابنك». فأخذه فجاء مولى الوليدة فعرض عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غلامين ، فقال : «خذ أحدهما ودع للرّجل ابنه».

فأخذ غلاما اسمه رافع ، وترك له ابنه ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أيّما رجل عرف ابنه

__________________

(١) تنظر الأبيات في سيرة ابن هشام ٤ / ٢٧ والطبقات ٥ / ٤٤٤ ، واللسان (خندم).

(٢) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ٩٣ عن عائشة رضي‌الله‌عنها وأبو نعيم في الحلية ٨ / ٢٨٧ عن سالم بن عبد الله ... الحديث.

(٣) أسد الغابة ت (١٢٤٥).

١٠٣

فأخذه ففكاكه رقبة» (١). إسناده حسن.

وأخرجه الباورديّ وبقيّ بن مخلد ، والطّبريّ في تهذيب الآثار من هذا الوجه بلفظ :

إن رجلا من أسلم يقال له عمر اتبع رجلا من أسلم يقال له عبيد فوقع على وليدة عبيد زنا ، فولدت له غلاما يقال له حمام ، وذلك في الجاهليّة ، وأن عمر أتى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ... فذكر الحديث.

١٨٢٣ ـ حمام الأسلمي (٢) : آخر. يأتي ذكره في ابن حمامة في المبهمات.

١٨٢٤ ـ حمام : بن الجموح (٣) بن زيد الأنصاري. ذكره ابن الكلبي أنه استشهد بأحد. استدركه ابن الأثير.

١٨٢٥ ـ حمران بن جابر اليمامي (٤) : أبو سالم. روى ابن مندة من طريق محمد بن جابر ، عن عبد الله بن بدر ، عن أم سالم جدّته ، عن أبي سالم حمران بن جابر أحد الوفد ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ويل لبني أميّة» ـ ثلاث مرات.

١٨٢٦ ـ حمران بن حارثة الأسلمي (٥) : أخو أسماء. ذكر البغوي عن بعض أهل العلم أنهم كانوا ثمانية إخوة أسلموا كلهم وصحبوا ، وهم : أسماء ، وحمران ، وخراش ، وذؤيب ، وسالم ، وفضالة ، ومالك ، وهند ، فأما حمران فذكروا أنه شهد بيعة الرّضوان واستدركه ابن الأمين.

قلت : وحكى الطّبرانيّ أنّ الثمانية شهدوا بيعة الرضوان ، وسيأتي شيء من ذلك في مالك بن حارثة. وذكره أبو موسى فقال : الفزاري ـ بدل الأسلمي ، وهو غلط واضح.

١٨٢٧ ـ حمرة : ـ بضم أوله ، وبراء مهملة ـ ابن مالك [بن ذي المشعار] بن مالك بن منبّه بن سلمة بن مالك بن عدي بن سعد بن رافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان الهمدانيّ.

قال ابن سعد : أخبرنا المدائني ، عن رجاله من أهل العلم ، قالوا : قدم وفد همدان على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفيهم حمرة بن مالك بن ذي المشعار ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نعم الحيّ همدان ...» الحديث.

__________________

(١) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١١٣١٢ ، وعزاه لبقي بن مخلد وابن جرير في التهذيب والباوردي.

(٢) في ت : السنن.

(٣) أسد الغابة ت (١٢٤٦).

(٤) أسد الغابة ت (١٢٤٨).

(٥) أسد الغابة ت (١٢٤٩).

١٠٤

ووقع في بعض الروايات حميرة بن مالك ، فكأن بعضهم صغره.

[وقال ابن الكلبيّ : وفد في ثلاثمائة من العرب أو ثلاثمائة بيت من العرب كلّهم مقرّ له بالولاء] (١).

١٨٢٨ ـ حمزة : بن أبي أسيد (٢) بفتح الهمزة. ذكره الإسماعيلي في الصّحابة وضبط والده. ذكر ذلك الخطيب في المؤتلف في ترجمة الرشيديّ ، وساق من طريق علي بن معبد ، عن محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهريّ ، عن محمد بن خالد الأنصاريّ ، عن حمزة بن أبي أسيد ، قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى جنازة بالبقيع فإذا ذئب مفترش ذراعيه بالطريق ... فذكر الحديث قال الخطيب : ينبغي أن يكون هو حمزة بن أبي أسيد الأنصاريّ ، فأبوه بضم الهمزة.

قلت : وقد تقدم في القسم الثاني.

١٨٢٩ ـ حمزة بن الحميّر (٣) : حليف بني عبيد بن عدي الأنصاري ـ هكذا سماه الواقديّ ، وأما ابن إسحاق فقال خارجة بن الحمير ، ويحتمل أن يكونا أخوين. والحمير ضبطوه بضم المهملة مصغّرا مثقّلا ، وقال بعضهم : خمير ـ بالمعجمة مصغرا بلا تثقيل.

١٨٣٠ ـ حمزة : بن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول الأنصاريّ.

قال ابن سعد : شهد أحدا هو وأخوه سعد. ويقال اسم أبيه عمار. وقد ينسب إلى جدّه ، فيقال حمزة بن مالك.

١٨٣١ ـ حمزة بن عبد المطلب (٤) بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، أبو عمارة عمّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأخوه من الرّضاعة. أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب كما ثبت في الصّحيحين وقريبه من أمه أيضا ، لأنّ أم حمزة هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بنت عم آمنة بنت وهب بن عبد مناف أم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ولد قبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسنتين. وقيل : بأربع. وأسلم في السنة الثانية من البعثة ، ولازم نصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهاجر معه.

__________________

(١) سقط من أ.

(٢) هذه الترجمة سقط في أ.

(٣) أسد الغابة ت (١٢٥٠) ، الاستيعاب ت (٥٦١).

(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ١ / ٣ ـ ١١ ، نسب قريش ١٧ ـ ١٥٢ ـ ٢٠٠ ، تاريخ خليفة ٦٨ ، الجرح والتعديل ٣ / ٢١٢ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١٦٨ ـ ١٦٩ ، العبر ١ / ٥ ، العقد الثمين ٤ / ٢٢٧ ، شذرات الذهب ١ / ١ ، أسد الغابة ت (١٢٥١) ، الاستيعاب ت (٥٥٩).

١٠٥

وقد ذكر ابن إسحاق قصة إسلامه مطوّلة : وآخى بينه وبين زيد بن حارثة ، وشهد بدرا ، وأبلى في ذلك. وقتل شيبة بن ربيعة ، وشارك في قتل عتبة بن ربيعة أو بالعكس ، وقتل طعيمة بن عديّ ، وعقد له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لواء وأرسله في سريّة ، فكان ذلك أول لواء عقد في الإسلام في قول المدائني. واستشهد بأحد.

وقصة قتل وحشيّ له أخرجها البخاريّ من حديث وحشيّ ، وكان ذلك في النصف من شوال سنة ثلاث من الهجرة. فعاش دون السّتين ، ولقّبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أسد الله ، وسماه سيّد الشهداء ، ويقال : إنه قتل بأحد ـ قبل أن يقتل ـ أكثر من ثلاثين نفسا.

وروى البخاريّ عن جابر : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في قبر (١) ... الحديث.

وفيه : ودفن حمزة وعبد الله بن جحش في قبر واحد.

وروينا في الغيلانيات من حديث أبي هريرة أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقف على حمزة حين استشهد وقد مثّل به ، فجعل ينظر إليه منظرا ما كان أوجع قلبه منه ، فقال : «رحمك الله أي عمّ! كنت وصولا للرّحم ، فعولا للخيرات.»

وفي الغيلانيات أيضا من رواية عمر بن شبّة. عن سري بن عياش بن منقذ حدثني جدي منقذ بن سلمى بن مالك ، عن جده لأمه أبي مرثد ، عن خليفة ، عن حمزة بن عبد المطلب ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «الزموا هذا الدّعاء : اللهمّ إنّي أسألك باسمك الأعظم ورضوانك الأكبر ...» (٢) الحديث. ورثاه كعب بن مالك بأبيات منها :

بكت عيني وحقّ لها بكاها

وما يغني البكاء ولا العويل

على أسد الإله غداة قالوا

لحمزة ذاكم الرّجل القتيل

[الوافر]

في فوائد أبي الطّاهر ـ من طريق حمزة بن زيد ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال :

__________________

(١) أخرجه البخاري ٢ / ١١٥ ، ١٧ وأبو داود ٣١٣٨ ، ٣١٣٩ والنسائي ١ / ٢٧٧ ، وابن ماجة (١٥١٤) ، وابن الجارود (٢٧٠) والبيهقي في السنن ٣ / ٣٢٥ والدلائل ٣ / ٢٩٥ وابن أبي شيبة ٣ / ٣٢٥ ، ١٤ / ٢٦٠.

(٢) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٢١٧ ، ٣٨٣٧ وعزاه للبغوي وابن قانع والباوردي والطبراني في الكبير عن حمزة بن المطلب والطبراني في الكبير ٣ / ١٦٦.

(٣) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (١٢٥١) وفي الاستيعاب الأولين أيضا ترجمة رقم (٥٥٩) وفي سيرة ابن هشام ٣ / ١٤٨. وديوان كعب بن مالك ص ٢٥٢.

١٠٦

استصرخنا على قتلانا بأحد يوم حفر معاوية العين ، فوجدناهم رطابا يتثنّون. قال حماد :

وزاد محمد بن جرير بن حازم عن أيوب : فأصاب المرّ رجل حمزة ، فطار منها الدم.

١٨٣٢ ـ حمزة بن عمر (١) : ـ بضم العين وفتح الميم ـ ذكره الباوردي ، وقال : لا يصح ، فقال : حدثنا مطين ، حدثنا منجاب ، حدثنا شريك ، عن هشام بن عروة عن أبيه ، عن حمزة بن عمر ، قال : أكلت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «كل بيمينك واذكر اسم الله».

قال منجاب : وهم فيه شريك. والصواب ما أخبرنا علي بن مسهر ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عمرو بن أبي سلمة به.

قلت : طريق عمرو بن أبي سلمة مخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة من طرق عن هاشم قال الترمذيّ : اختلف فيه على هشام. انتهى.

وقد أخرج أبو نعيم هذه الترجمة عن الطبراني عن مطين بتمامه. وأخرجه أبو موسى من طريقه ، وقال : هذا مع كونه وهما فقد وهم أبو نعيم أيضا فيه ، فإن الطبراني إنما أورده في ترجمة حمزة بن عمرو الأسلمي ، ولم يفرده بترجمة ، فوهم أبو نعيم حيث نقص الواو من عمرو ، وأفرده بترجمة فأخطأ من وجهين.

قلت : لم يخطئ فيه أبو نعيم ، بل المخطئ فيه الطبراني ، حيث أورده في آخر ترجمة حمزة بن عمرو وإنما حدث به مطين ، فقال حمزة بن عمر ـ بغير واو ـ كما رواه الطبراني وأعدل شاهد على ذلك موافقة الباوردي كما قدمته ، وهو وإن كان منجاب قد جزم بأنّ شريكا وهم فيه لكنه محتمل ، وما المانع أن يكون ذلك من جملة الاختلاف فيه على هشام؟ ولو لا ذلك لأوردته في القسم الأخير ، وهو ممن أستخير الله فيه.

١٨٣٣ ـ حمزة بن عمّار بن مالك : تقدم في حمزة بن عامر. ذكره ابن الدباغ هنا.

١٨٣٤ ـ حمطط بن شريق (٢) : بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب القرشي ثم العدويّ. قال الزبير في كتاب النسب : شهد الفتوح ، ومات في طاعون عمواس.

__________________

(١) التكملة للحافظ المنذري الترجمة (٣١٤) وفيه أنه الغزولي أصله التكملة للحسين. الورقة ١٠ وذكر أنه مولود سنة ٥٦٤ أو ٥٦٥ وفيها أنه الغزالي ، تاريخ الإسلام للذهبي (أياصوفيا ٣٠١٣) ج ٢٠ الورقة ٤ وفيه أنه الغزالي. العبر للذهبي ٥ / ١٦٨ شذرات الذهب ٥ / ٢١١ ، أسد الغابة ت [١٢٥٣]

(٢) أسد الغابة ت (١٢٥٨)

١٠٧

ذكره ابن عساكر ، واستدركه ابن الأثير.

١٨٣٥ ـ حمل : بفتحتين ، ابن سعدانة بن حارثة بن معقل بن كعب بن عليم الكلبي (١) ، من أهل دومة الجندل. تقدم ذكره في ترجمة حارثة بن قطن ، وقال ابن سعد :

حدّثنا هشام بن محمد ، حدثني ابن أبي صالح رجل من بني كنانة ، عن ربيعة بن إبراهيم ، قال : وفد حارثة بن قطن وحمل بن سعدانة بن حارثة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأسلما فعقد لحمل بن سعدانة لواء ، فشهد بذلك اللواء صفّين مع معاوية.

وقال الرّشاطيّ : شهد حمل بن سعدانة مع خالد بن الوليد مشاهده. وقال أبو محمد الأسود الغندجاني هو المعني يقول الشاعر :

لبّث قليلا يلحق الهيجا حمل

قلت : وممن تمثّل به سعد بن معاذ.

١٨٣٦ ـ حمل بن مالك بن النابغة (٢) بن جابر بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كبير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل بن مدركة الهذلي ، أبو نضلة.

نزل البصرة وله بها دار ، جاء ذكره في حديث أبي هريرة في الصحيح في قصة الجنين. ورواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح أيضا من حديث ابن عباس ـ أنّ عمر أنشد (٣) الناس عن حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في دية الجنين ، فقام حمل بن مالك فقال ... فذكر الحديث.

وهو دالّ على أنه عاش إلى خلافة عمر ، فأما ما سيأتي في ترجمة عامر بن مرقّش أنه قتل في عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فهو ضعيف جدا. [وسيأتي في ترجمة عمران بن عويم قصة الجنين من حديث حمل بن مالك نفسه ، وفيه : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان استعمله على صدقات هذيل] (٤)

١٨٣٧ ـ حممة الدّوسي (٥) : روى أبو داود ومسدّد والحارث في مسانيدهم ، وابن أبي

__________________

(١) المشتبه ٢١٧٥ أسد الغابة ت [١٢٥٩] ، الاستيعاب ت [٥٦٣]

(٢) الاستيعاب ت [٥٦٢] ، أسد الغابة ت [١٢٦٠] ، خلاصة تذهيب ١ / ٢٥٨ ، الطبقات ١ / ٣٦ ، ١٧٦ ، تهذيب الكمال ١ / ٣٣٥ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٠١ ، الجرح والتعديل ٣ / ١٣٤٩ ، التحفة اللطيفة ١ / ٥٣٤ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٣٥ خلاصة تذهيب ١ / ٢٥٨ ، التاريخ الكبير ٣ / ١٠٨ ، الإكمال ٢ / ١٢٢ ، التمييز والفصل ٢ / ٧٨٠ ، المشتبه ٧٥ / ١٧٦ ، تصحيفات المحدثين ٩٥٢ ، بقي بن مخلد ٢٤٦٠.

(٣) في ت : نشد.

(٤) سقط في أ.

(٥) أسد الغابة ت (١٢٦١) ، الاستيعاب ت (٥٩٤).

١٠٨

شيبة في مصنفه ، وابن المبارك في كتاب الجهاد ، من طريق حميد بن عبد الرحمن الحميري ـ أنّ رجلا يقال له حممة من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم غزا أصبهان (١) زمن عمر فقال : اللهمّ إن حممة يزعم أنه يحبّ لقاءك ، اللهمّ إن كان صادقا فاعزم له بصدقة ، وإن كان كاذبا فاحمل عليه ، وإن كره ... الحديث.

وفيه : إنه استشهد وإنّ أبا موسى قال : إنه شهيد.

وروى أحمد في الزهد من طريق هرم بن حيان أنه بات عند حممة صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فرآه يبكي الليل أجمع ، قال : وكانا يصطحبان أحيانا ..

١٨٣٨ ـ حمنن بن عوف بن عوف (٢) : بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب ، أخو عبد الرحمن. ذكره الزبير في نسب قريش وقال : إنه عاش في الإسلام ستين سنة ، وأقام بمكة إلى أن مات بها ، ولم يهاجر [ولم يدخل المدينة] (٣).

وحمنن رأيته مضبوطا بفتح أوله وسكون الميم وفتح النون بعدها نون أخرى ، كذا ضبط الأمين وغيره ، وكذا في النسب للزبير. قال : وفي وفاة حمنن يقول الشاعر :

[فيا عجبا إن لم تفض عبراتها

نساء بني عوف وقد مات حمنن]

[الطويل]

وضبطه الوزير ابن المغربيّ في كتاب «المنثور» كذلك ، لكن جعل آخره بزاي بدل النون ، وقال : هو مشتقّ من الحمز ، وهي الصعوبة ، قال : ونونه زائدة. قال : وكان فيما قبل جوادا مصلحا في عشيرته.

١٨٣٩ ـ حميد بن ثور (٦) : بن حزن بن عمرو بن عامر بن أبي ربيعة بن نهيك بن

__________________

(١) أصبهان : هي مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها. انظر معجم البلدان ١ / ٢٤٥.

(٢) أسد الغابة ت [١٢٦٢] ، الاستيعاب ت [٥٨٢].

(٣) سقط في أ.

(٤) ينظر البيت في الإكمال ١ / ٢٢١ وأسد الغابة ترجمة رقم (١٢٦٢) والاستيعاب ترجمة رقم (٥٨٢).

(٥) سقط في أ.

(٦) أسد الغابة ت [١٢٦٤] ، الاستيعاب ت [٥٦٤]. أخبار الموفقيات ١٦٢ و ٣٨١ ، البرصان والعرجان ٢٠٠ و ٢٩٦ و ٣٣٦ ، طبقات الشعراء لابن سلام ١٩٢ ، الاقتضاب للبطليوسي ٤٥٨ ، كنايات الجرجاني ٧ ، الأمالي للقالي ١ / ١٣٣ و ٢٣٥ و ٢ / ٤٢ و ١٤٦ و ٣ / ٥٩ ، ذيل النوادر ٧٨ و ٨٦ ، الشعر والشعراء ١ / ٣٠٦ : ٣١٠ ، عيون الأخبار ٤ / ١٠٤ ، أمالي المرتضى ١ / ٣١٩ و ٥١١ ، الأغاني ٤ / ٣٥٦ : ٣٥٨ ، المعجم الكبير للطبراني ٤ / ٥٤ ، ثمار القلوب ٤٠٠ ، جمهرة أنساب العرب ٢٧٤ ، تهذيب ابن عساكر

١٠٩

هلال بن عامر بن صعصعة الهلالي ، أبو المثنى ـ وقيل غير ذلك.

وروى ابن شاهين والخطابيّ في «الغريب» والعقيلي والأزدي في الضّعفاء ، والطّبراني ، كلّهم من طريق يعلى بن الأشدق أن حميد بن ثور حدّثه أنه حين أسلم أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال :

أصبح قلبي من سليمى مقصدا

إن خطأ منها وإن تعمّدا

[الرجز]

في أبيات يقول فيها :

حتّى أتيت المصطفى محمّدا

يتلو من الله كتابا مرشدا

[الرجز]

ساق ابن شاهين الأبيات كلها ، ويعلى ضعيف متروك.

وذكره محمّد بن سلّام الجمحيّ في الطبقة الرابعة من الشعراء الإسلاميين.

وذكره ابن أبي خيثمة فيمن روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الشعراء الإسلاميين.

وقال إبراهيم بن المنذر : حدثنا محمد بن أبي فضالة النحويّ ، قال : تقدم عمر إلى الشعراء ألّا يشبّب رجل بامرأة ، فقال حميد بن ثور ـ وكانت له صحبة فذكر شعرا فيه :

أبى الله (٣) إلّا أنّ سرحة مالك

على كلّ أفنان العضاة تروق

وهل أنا إن علّلت نفسي بسرحة

من السّرح موجود (٤) عليّ طريق

[الطويل]

__________________

٤ / ٤٥٩ : ٤٦٣ ، معجم الأدباء ١١ / ٨ : ١٣ ، أسد الغابة ٢ / ٥٣ ، وفيات الأعيان ٧ / ٧٣ ، التذكرة السعدية ٢٤٧ ، الوافي بالوفيات ١٣ / ١٩٣ ، سمط اللآلي ٣٧٦ ، تخليص الشواهد ٦٩ و ٢١٤ ، المصون في الأدب للعسكريّ تحقيق عبد السلام هارون (٧٤) ، شرح الشواهد للعيني ١ / ٥٦٢ ، الأشموني ـ تحقيق محمد محيي الدين ١ / ٢٢٢ ، شرح المفضل لابن يعيش ٤ / ١٣١ ، المقرب لابن عصفور ـ ٢ / ٤٧ ، همع الهوامع للسيوطي ١ / ٤٩ ، الدرر اللوامع للشنقيطي ١ / ٢١ ، التصريح بمضمون التوضيح للشيخ خالد ١ / ٧٨ ، معجم الشعراء في لسان العرب ١٣٢ ، تاريخ الإسلام ٢ / ١١٠.

(١) ينظر البيت في ديوانه : ٧٧ وفي أسد الغابة ترجمة رقم (١٢٦٤) وفي الاستيعاب ترجمة رقم (٥٦٤).

(٢) ينظر هذا البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (١٢٦٤) أول بيت من بيتين والاستيعاب كذلك ترجمة رقم (٥٦٤).

(٣) من ت : إلى الله أشكو.

(٤) من ت : موجود.

(٥) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (١٢٦٤) والاستيعاب ترجمة رقم (٥٦٤)

١١٠

أخرجه القاسم في الدلائل من هذا الوجه.

وقال المرزبانيّ : كان أحد الشعراء الفصحاء ، وكان كل من هاجاه عليه ، وقد وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعاش إلى خلافة عثمان.

وقال الزّبير بن بكّار : أخبرني أبي أنّ حميد بن ثور دخل على بعض خلفاء بني أمية ، فقال له : ما جاء بك؟ فقال :

أتاك بي الله الّذي فوق من ترى

وبرّك معروف عليك دليل

[الطويل]

وأنشد له الزبير أيضا :

فلا يبعد الله الشّباب وقولنا

إذا ما صبونا مرّة سنتوب

[الطويل]

١٨٤٠ ـ حميد بن جميل : يأتي في عبد الله بن جميل ، سماه عبد العزيز بن برزة (٣).

١٨٤١ ـ حميد بن خالد : روى الطبراني في تهذيب الآثار ، من طريق عبد الله بن ربيعة ، عن حميد بن خالد ، قال : وكان من أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فذكر حديثا.

١٨٤٢ ـ حميد : بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ القرشي الأسدي.

وجدت في كتاب «مكّة» للفاكهيّ ، قال : ولبني أسد دار حميد بن زهير الملاصقة بالمسجد في ظهر الكعبة. قال : قال الحميديّ : تصدّق جدّي حميد بن زهير بداره هذه ، فكتب في كتابه : تصدقت بداري التي تفيء على الكعبة وتفيء الكعبة عليها.

قلت : وقد جعل الزبير في نسب قريش هذه القصة لعبيد الله بن حميد ولد هذا ، ولا منافاة بينهما ، لاحتمال أن يكون كلّ منهما وقف منها شيئا.

١٨٤٣ ـ حميد بن عبد الرحمن : بن عوف بن خالد بن عفيف بن بجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري ثم الرّؤاسيّ.

وفد هو وأخوه جنيد ، وعمرو بن مالك بن عامر على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قاله هشام بن الكلبيّ ، وقد تقدم ذكره في الجيم في جنيد.

__________________

(١) ينظر البيت في ديوانه ١١٦.

(٢) الأعلام ٢ / ١٧٤.

(٣) أسد الغابة ت [١٢٦٥] ، طبقات ابن سعد ٧ / ١٤٧ ، طبقات خليفة ت ٢٠٧٥.

١١١

١٨٤٤ ـ حميد بن عبد يغوث البكري (١) : ذكره ابن مندة من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عن زياد بن عبيد الله ، عن موسى بن عمرو ، عن حميد بن عبد يغوث ، سمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم [١٣٩] يقول : «أبو بكر أخي وأنا أخوه». (٢)

قلت : عبد الرحمن ضعيف جدّا.

١٨٤٥ ـ حميد بن منهب بن حارثة الطائي (٣).

قال أبو عمر : لا تصحّ له صحبة ، وله سماع عن علي وعثمان ، وقد ذكره قوم في الصّحابة.

قلت : هو جدّ زكريا بن يحيى بن السكن الطائي ، أحد شيوخ البخاريّ. ويحيى هو ابن عمر بن حصين بن حميد هذا ، وهو ابن منهب بن حارثة بن خريم بن أوس ، فلو كانت لحميد صحبة لكان هؤلاء الأربعة في نسق صحابة ، لكن لم يذكر أحد حارثة ولا منهبا في الصحابة ، فذلك مما يقوّي وهم من ذكر حميدا في الصحابة.

وقد تقدم ذكر أوس بن حارثة في حرف الألف ، فيلزم أن يكونوا خمسة ، وهو في غاية البعد.

١٨٤٦ ـ حميد الأنصاريّ (٤) : يقال هو الّذي خاصم الزّبير في شراج الحرّة. والحديث في الصّحيحين من طريق الزهري عن عروة بن الزبير ، ولم يسمّ فيه ، بل فيه أنّ رجلا من الأنصار خاصم الزبير ، أخرجه أبو موسى من طريق الليث ، عن الزهريّ ، فسمّاه حميدا ، قال أبو موسى : لم أر تسميته إلا في هذه الطريق.

قلت : ويعكّر عليه أنّ في بعض طرقه أنه شهد بدرا ، وليس في البدريين أحد اسمه أبو موسى : لم أر تسميته إلا في هذه الطريق.

قلت : ويعكّر عليه أنّ في بعض طرقه أنه شهد بدرا ، وليس في البدريين أحد اسمه حميد. فالله أعلم.

١٨٤٧ ز ـ حميد : آخر ، غير منسوب ، روى الباوردي من طريق عطاء بن السّائب ، عن مالك بن الحارث ، عن رجل ، وكان في الكتاب عن حميد ، قال : استعمل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا على سرّية ، فلما رجع قال : «كيف وجدت الإمارة؟» قال : كنت كبعض القوم ، فقال :

__________________

(١) تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٤٠. أسد الغابة ت (١٢٦٦)

(٢) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٢٥٥٠ وعزاه للديلمي في مسند الفردوس.

(٣) جامع التحصيل ٢٠٢ ، دائرة معارف الأعلمي ١٧ / ٥٨.

(٤) أسد الغابة ت (١٢٦٣).

١١٢

«إنّ صاحب السّلطان على باب عقب إلا من عصم الله وأكبر» ... الحديث (١).

وقد أخرجه الطّبرانيّ من هذا الوجه ، لكن أورده في ترجمة حميد بن ثور ، والّذي يظهر أنه غيره ، فأنه أخرجه من وجه آخر ، فقال : عن خيثمة بدل حميد.

١٨٤٨ ز ـ حميّر (٢) : بتثقيل التحتانية وآخره راء ـ ابن عدي القارئ الخطميّ.

ذكره ابن ماكولا ، وقال : له صحبة. وذكر أنه تزوّج معاذة مولاة عبد الله بن أبيّ الآتي ذكرها في النساء ، فولدت له أم سعيد (٣) ، وولدت له الحارث وعديّا توأمان ، وسيأتي ذلك واضحا في ترجمة معاذة. وسيأتي ذكر من قال فيه عمير ـ بالعين مصغرا بلا تثقيل.

١٨٤٩ ـ حميّر : آخر (٤) ، مثل الّذي قبله ، أشجعي حليف بني سلمة من الأنصار. كان من أصحاب مسجد الضّرار ثم تاب.

حكاه ابن ماكولا عن الغلابي. وسيأتي ذكر عبد الله بن الحمير الأشجعي ، وذكر مخشي بن حميّر ، فينظر في ذلك.

١٨٥٠ ز ـ حميرة بن مالك بن سعد : تقدم في حمزة بغير تصغير.

١٨٥١ ـ حميضة : بضاد معجمة مصغرا ـ ابن أبان. يأتي في خميصة في الخاء المعجمة.

١٨٥٢ ـ حميضة بن رقيم الأنصاريّ (٥) : من أوس الله ، ذكر العدويّ والقدّاح أنه شهد أحدا وأنه أحد الأربعة الذين لم يسلم من أوس الله غيرهم.

١٨٥٣ ز ـ حميضة بن النّعمان : بن حميضة البارقي. ذكر سيف أن عمر أمره على السراة ، وأنفذه مع سعد بن أبي وقّاص إلى العراق أول سنة أربع عشرة. وذكره الطبريّ أيضا ، وقد تقدّم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة.

١٨٥٤ ـ حميل : بالتصغير ابن بصرة بن أبي بصرة الغفاريّ (٦).

__________________

(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية ١ / ١٧٤ وأورده الهيثمي في الزوائد ٥ / ٢٠٤ عن مالك بن الحارث وقال رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط وبقية رجاله ثقات.

(٢) أسد الغابة ت (١٢٦٨).

(٣) في أ : أم سعد.

(٤) أسد الغابة ت (١٢٦٩)

(٥) أسد الغابة ت (١٢٧٠).

(٦) الإكمال ١ / ٣٢٩ ، ٢ / ١٢٧ ، أسد الغابة ت [١٢٧١] ، الاستيعاب ت [٥٨٧].

الإصابة/ج٢/م٨

١١٣

قال عليّ بن المدينيّ : سألت شيخا من بني غفار ، فقلت له : هل يعرف فيكم حميل بن بصرة ، قلته بفتح الجيم ، فقال : صحّفت يا شيخ ، والله إنما هو حميل ، بالتصغير والمهملة ، وهو جدّ هذا الغلام ، وأشار إلى غلام معه.

وقال مصعب الزّبيريّ لحميل وبصرة وجدّه أبي بصرة صحبة.

وقال ابن السّكن : شهد جدّه أبو بصرة خيبر مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وحميل يكنى أبا بصرة أيضا.

١٨٥٥ ـ حميلة بن عامر : بن أنيف الأشجعيّ.

ذكره ابن الكلبيّ وقال : إنه كان صاحب حلف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الأحزاب.

قلت : وهو عمّ نعيم بن مسعود الغفاريّ الصحابي المشهور. قال الرشاطيّ : لم يذكر حميلة أبو عمر ، ولا ابن فتحون في الصحابة ، يعني وهو على شرطهما.

قلت : اختلف في ضبطه فقيل بالجيم وقيل بالمهملة ، واختلف في ثاني حروفه ، فقيل بالموحدة وقيل بالمثلثة ، وقد تقدمت الإشارة إلى كل ذلك.

الحاء بعدها النون

١٨٥٦ ز ـ حنبل بن كعب : يأتي في هنبل في حرف الهاء.

١٨٥٧ ـ حنش (١) : بفتحتين ثم شين معجمة ـ ابن عقيل ، بفتح أوله ، أحد بني نعيلة (٢) بن مليل أخي غفار ـ له حديث طويل ، وفيه أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعاه إلى الإسلام فأسلم. كذا ذكره ابن الأثير بغير عزو ، وعزاه ابن فتحون في الذيل لقاسم ، فوجدته في الدلائل من طريق موسى بن عقبة عن المسور بن مخرمة ، قال : خرجنا مع عمر حجّاجا حتى إذا كنا بالعرج إذا هاتف على الطريق : قفوا ، فوقفنا. فقال : أفيكم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال له عمر : أتعقل ما تقول؟قال : نعم. قال : مات. فاسترجع فقال : من ولى بعده؟ قال : أبو بكر. قال : أهو فيكم؟ قال : مات فاسترجع. قال : من ولى بعده؟ قال : عمر. قال أهو فيكم؟ قال : هو الّذي يخاطبك. قال : الغوث الغوث. قال : فمن أنت؟ قال : أنا الحنش بن عقيل أحد بني نغيلة ـ بنون ومعجمة مصغرا ـ ابن مليل لقيني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على ردهة بني جعال ، فدعاني إلى الإسلام فأسلمت ، فسقاني فضلة سويق ، فما زلت أجد ريّها إذا عطشت وشبعها إذا جعت ، ثم يمّمت رأس الأبيض ، فما زلت فيه أنا وأهلي عشرة أعوام أصلّي خمسا في كل يوم ، وأصوم شهر رمضان ،

__________________

(١) أسد الغابة ت (١٢٧٣).

(٢) في أ : ثعلبة.

١١٤

وأذبح لعشر ذي الحجة نسكا ، كذلك علمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد أصابتني السّنة. قال : أتاك الغوث ، الحقني على الماء. قال : فلما رجعنا سألنا صاحب الماء عنه ، فقال : ذاك قبره ، فأتاه عمر فترحّم عليه واستغفر له.

١٨٥٨ ـ حنطب بن الحارث (١) : بن عبيد بن عمر بن مخزوم القرشي المخزوميّ ، أبو عبد الله ـ قال أبو عمر : أسلم يوم الفتح.

روى الباورديّ وغيره من طريق المغيرة بن عبد الرحمن عن المطّلب بن عبد الله بن حنطب ، عن أبيه عن جده : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «أبو بكر وعمر من الدّين بمنزلة السّمع والبصر» (٢) قال أبو عمر : ليس له غيره.

قلت : لكن اختلف في إسناده اختلافا كثيرا سيأتي في ترجمة عبد الله بن حنطب إن شاء الله تعالى.

١٨٥٩ ـ حنظلة بن ثعلبة بن سيار : يأتي في ابن سيار قريبا.

١٨٦٠ ـ حنظلة بن حذيم : بن حنيفة التميمي (٣) ويقال الأسديّ أسد خزيمة. ويقال له المالكي. ومالك بطن من بني أسد بن خزيمة. وسيأتي نسبه إلى تميم في ترجمة جدّه حنيفة.

له ولأبيه ولجده صحبة. وقد قال فيه العقيلي في رواية حنظلة بن حنيفة بن حذيم فقلبه.

وقد حكى البخاريّ ذلك عن بعض الرواة. قال الإمام أحمد : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، حدثنا الذيّال بن عبيد ، سمعت جدّي حنظلة بن حذيم ، حدّثني أبي أنّ جدي حنيفة قال لحذيم : اجمع لي بنيّ ، فأوصاهم إنّ ليتيمي الّذي في حجري مائة من الإبل. فقال حذيم : يا أبت ، إني سمعت بنيك يقولون : إنما نقر بهذا لتقر عين أبينا ، فإذا مات رجعنا ، فارتفعوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجاء حنيفة وحذيم ومن معهما ومعهم حنظلة ـ وهو غلام وهو رديف أبيه حذيم ـ فقصّ حنيفة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قصته. قال : فغضب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

(١) تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٤١ ، الجرح والتعديل ٣ / ١٣٩٧ التاريخ الكبير ٣ / ١٢٨ ، العقد الثمين ٤ / ٢٤٩ ، أسد الغابة ت [١٢٧٥].

(٢) أخرجه المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير ١ / ٨٩ وعزاه إلى مسند أبي يعلى.

(٣) أسد الغابة ت [١٢٧٩] ، الاستيعاب ت [٥٦٨] تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٤١ ، الجرح والتعديل ٣ / ١٠٦٢ ، التاريخ الكبير ٣ / ٣٧ ، الوافي بالوفيات ١٣ / ٢٠٩ ، دائرة الأعلمي ١٧ ، ٧٢ ، ٧٣ ، جامع التحصيل ٢٠٣.

١١٥

فجثا على ركبتيه ، وقال : «لا ، لا ، الصّدقة خمس ، وإلّا فعشر ، وإلّا فعشرون ، وإلّا فثلاثون فإن كثرت فأربعون».

قال : فودّعوه ومع اليتيم هراوة ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عظمت هذه هراوة يتيم» فقال حذيم : إن لي بنين ذوي لحي ، وإنّ هذا أصغرهم ـ يعني حنظلة ـ فادع الله له ، فمسح رأسه وقال : «بارك الله فيك» أو قال : «بورك فيك».

قال الذّيّال : فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوارم وجهه فيتفل على يديه ويقول :

بسم الله ، ويضع يده على رأسه موضع كفّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيمسحه ثم يمسح موضع الورم فيذهب الورم.

ورواه الحسن بن سفيان في مسندة من وجه آخر عن الذيال ، وزاد أن اسم اليتيم ضريس بن قطيعة ، وأنه كان شبيه المحتلم.

ورواه الطّبرانيّ منقطعا ، ورواه أبو يعلى من هذا الوجه وليس بتمامه ، وكذا رواه يعقوب بن سفيان والمنجنيقي في مسندة وغيرهم.

وأخرج له الحسن بن سفيان والباوردي وابن السّكن من طريق مسلم بن قتيبة عن الذيّال : سمعت جدّي حنظلة ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يتم بعد احتلام ، ولا تصلّي (١) جارية إذا هي حاضت».

١٨٦١ ـ حنظلة بن أبي حنظلة الأنصاريّ (٢) : إمام مسجد قباء.

ذكره البخاريّ في الصّحابة ، وروى له حديثا موقوفا من طريق جبلة بن سحيم : صليت خلف حنظلة الأنصاريّ إمام مسجد قباء من أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقرأ سورة مريم ، فلما جاءت السجدة سجد ، إسناده صحيح.

١٨٦٢ ـ حنظلة بن أبي حنظلة الثقفي : ذكره عبد الصّمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصّحابة.

روى ابن مندة وابن شاهين من طريق ابن عائذ عن غضيف بن الحارث ، عن قدامة وحنظلة الثقفيين ، قالا : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا ارتفع النهار وذهب كل أحد ، وانقلب الناس خرج إلى المسجد فركع ركعتين أو أربعا ينظر هل يرى أحدا ، ثم ينصرف (٣).

__________________

(١) في أ : ولا على جارية.

(٢) أسد الغابة ت (١٢٧٧) ، الاستيعاب ت (٥٥٩).

(٣) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (٢٣٤٤٠) وعزاه لأبي نعيم في الحلية.

١١٦

قال ابن السّكن : سنده حمصي ، وهو غير مشهور.

١٨٦٣ ـ حنظلة الراهب (١) : يأتي في ابن أبي عامر.

١٨٦٤ ـ حنظلة بن الربيع بن صيفي (٢) : بن رباح بن الحارث بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيّد بن عمرو بن تميم أبو ربعي : يقال له حنظلة الكاتب ، وهو ابن أخي أكثم بن صيفي.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكتب له ، وأرسله إلى أهل الطائف فيما ذكر ابن إسحاق. وشهد القادسيّة ، ونزل الكوفة ، وتخلّف عن علي يوم الجمل ، ونزل قرقيسياء حتى مات في خلافة معاوية ، ويقال إن الجنّ لما مات رثته ، وفي موته تقول امرأته من أبيات :

إنّ سواد العين أودى به

حزني على حنظلة الكاتب

[السريع]

وفي الترمذيّ من طريق أبي عثمان النهدي ، عن حنظلة : وكان من كتاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم روى عنه أبو عثمان النهدي ، وابن ابن أخيه المرقّع بن صيفي بن رباح بن الربيع ، وغيرهما.

١٨٦٥ ز ـ حنظلة بن ربيعة الأسديّ : ذكر ابن إسحاق أنه كان في وفد بني تميم ، وأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : «ادع قومك إلى الإسلام» (٤).

ويغلب على الظن أنه الّذي قبله ، فقد حكى في اسم أبيه أنه ربيعة وأنه الأسدي ، فلعلّ أصله الأسيّدي ، وحنظلة الكاتب يقال له الأسيّدي بالتشديد ، نسبة إلى أسيّد بن عمرو بن تميم.

١٨٦٦ ز ـ حنظلة بن سيّار : بن سعد (٥) بن جذيمة بن سعد بن عجل العجليّ.

__________________

(١) ذيل الكاشف ٣٤٩ ، الجرح والتعديل ٣ / ١٠٦١.

(٢) خلاصة تذهيب ١ / ٢٦٣ ، ١٦٤٠ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٤٢ ، تاريخ من دفن بالعراق ١ / ٥٦ ، تهذيب الكمال ١ / ٣٤٣ الإكمال ١ / ٧٣ تقريب التهذيب ١ / ٢٠٦ ، الجرح والتعديل ٣ / ١٠٥٩ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٦٠ ، ٦٣ ، التاريخ الكبير ٣ / ٣٦ ، جامع الرواة ٨٧ ، جامع الرجال ١ / ٦٩٨ ، أعيان الشيعة ٦ / ٢٥٨ ، بقي بن مخلد ٢٩٧ ـ ٤٠٣ التاريخ الصغير ١ / ١١٦ ، ١١٧ ، تاريخ الثقات ١٣٧ ، دائرة معارف الأعلمي ١٧ ، ٧٣ / البداية والنهاية ٥ / ٣٤٢ ، تنقيح المقال (٣٤٤٦) ، (٣٤٥٥) ، أسد الغابة ت [٢٢٨٠] ، الاستيعاب ت [٥٦٦].

(٣) ينظر هذا البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (١٢٨٠) وفي الاستيعاب ترجمة رقم (٥٦٦).

(٤) أخرجه الترمذي ٥ / ٣٣٦ في كتاب تفسير القرآن باب ٣٥ ومن سورة سبإ حديث قم ٣٢٢٢ والطبراني في الكبير ٨ / ٣٢٥ ، الدرر المنثور ٥ / ٢٣١.

(٥) في ت : سنان بن سعد.

١١٧

قال أبو عبيدة في كتاب «المآثر» : كان رئيسا في الجاهليّة ، وهو صاحب قبّة [حنظلة] ضربها يوم ذي قار ، فتقطعت عليها بكر بن وائل ، فقاتلوا الفرس حتى هزموهم ، فبلغ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسره ، وقال : «هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا» (١).

قال : وبعث حنظلة يومئذ بخمس الغنائم إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبشره بالفتح ، وكانت العرب قبل ذلك تربع ، فلما بلغ حنظلة قول الله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ ...) [الأنفال : ٤١] الآية ـ سرّه ذلك. وفي ذلك يقول حنظلة :

ونحن بعثنا الوفد بالخيل ترتمي

بهم قلص نحو النّبيّ محمّد

بما لقي الهرمز والقوم إذ غزوا

وما لقي النّعمان عند التّورّد

[الطويل]

يعني النعمان بن زرعة الثعلبي ، [وهذا يدل على أنه أسلم ، فإن الوقعة كانت بعد الهجرة بمدة ، ولا يبعد أنه شهد حجة الوداع] (٢).

وذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» مختصرا ، لكنه قال حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجليّ ، وأنشد له فيها أبياتا يحرّض العرب فيها على قتال الفرس ، منها قوله :

يا قوم طيبوا بالقتال نفسا

أجدر يوم أن تفلّوا الفرسا

[الرجز]

ومنها قوله :

قد حلّ أشياعهم فجدّوا

ما علّتي وأنا مؤدّ جلد

والقوس فيها وتر عردّ

[مثل ذراع البكر أو أشدّ]

[الرجز]

وذكر ابن هشام أنه كان على رأس بني عجل يوم قار ، ولكن قال : إن الّذي ضرب القبّة هو ولده سعد بن حنظلة. والله أعلم.

١٨٦٧ ـ حنظلة بن الطّفيل السلمي : أحد الأمراء في فتوح الشام.

ذكره يعقوب بن سفيان في تاريخه ، قال : حدّثنا عمار ، حدثنا سلمة ، عن ابن

__________________

(١) أخرجه الطبراني في الكبير ٢ / ٣٤. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (٣٠٣٠١).

(٢) سقط في ه ـ.

(٣) سقط في ه ـ.

١١٨

إسحاق ، قال : وبعث فيها ـ يعني سنة خمس عشرة ـ أبو عبيدة بن الجرّاح حنظلة بن الطّفيل السلمي إلى حمص ففتحها الله على يديه.

قلت : وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصحابة.

١٨٦٨ ـ حنظلة بن أبي عامر (١) : بن صيفي بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس (٢) الأنصاري الأوسي المعروف بغسيل الملائكة.

وكان أبوه في الجاهليّة يعرف بالراهب ، واسمه عمرو ، ويقال عبد عمرو ، وكان يذكر البعث ودين الحنيفية ، فلما بعث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عانده وحسده. ، وخرج عن المدينة وشهد مع قريش وقعة أحد ، ثم رجع قريش إلى مكة ، ثم خرج إلى الروم فمات بها سنة تسع ، ويقال سنة عشر ، وأعطى هرقل ميراثه لكنانة بن عبد ياليل الثقفيّ. وأسلم ابنه حنظلة فحسن إسلامه ، واستشهد بأحد ، لا يختلف أصحاب المغازي في ذلك.

وروى ابن شاهين بإسناد حسن إلى هشام بن عروة عن أبيه ، قال : استأذن حنظلة بن أبي عامر وعبد الله بن أبيّ ابن سلول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قتل أبويهما فنهاهما عن ذلك.

وقال ابن إسحاق في المغازي : حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، وأخرج السراج ، من طريق ابن إسحاق أيضا : حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزّبير ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كان حنظلة بن أبي عامر الغسيل التقى هو وأبو سفيان بن حرب ، فلما استعلى حنظلة رآه شداد بن شعوب ، فعلاه بالسيف حتى قتله ، وقد كاد يقتل أبا سفيان ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ صاحبكم تغسله الملائكة ، فاسألوا صاحبته ، فقالت : خرج وهو جنب لما سمع الهيعة (٣) ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لذلك تغسله الملائكة» (٤).

١٨٦٩ ـ حنظلة بن عمرو الأسلمي (٥) : ذكره الحسن بن سفيان في الصحابة ، وأخرج عن الحسين بن مهدي ، عن عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن زياد بن ربيعة ، عن أبي الزّناد ،

__________________

(١) تعجيل المنفعة ١٠٨ ـ الجرح والتعديل ٣ / ١٠٦١ ، الطبقات الكبرى ٢ / ٤٣ ، ٣ / ٢٤٥ ، ٥ / ٦٦ ، الأعلمي ١٧ / ١٢ ، أسد الغابة ت [١٢٨١] ، الاستيعاب ت [٥٦٧].

(٢) في أ : الأوس بن حارثة الأنصاري.

(٣) في أ : الهايعة. والهيعة : الصوت الّذي تفزع منه وتخافه من عدو. اللسان ٦ / ٤٧٣٧.

(٤) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٢٠٤ وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، وأورده ابن حجر في تلخيص الحبير ٢ / ١١٨ والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٣٢٥٢

(٥) أسد الغابة ت [١٢٨٤] ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٤٣.

١١٩

عن حنظلة بن علي الأسلمي ، عن حنظلة بن عمرو الأسلمي ، قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سرّية ... الحديث.

قال أبو نعيم : وهم فيه الحسن ، والصواب عن حمزة بن عمرو ، كذلك أخرجه أحمد عن عبد الرزّاق ، وكذا رواه محمد بن بكر عن ابن جريج ، وكذا أخرجه أبو داود من طريق محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي ، عن أبيه.

قلت : فكلّ ذلك لا ينفي الاحتمال.

١٨٧٠ ز ـ حنظلة بن قسامة (١) : بن قيس بن عبيد بن طريف الطائي. ذكره أبو عمر في ترجمة بنته زينب بنت حنظلة زوج أسامة بن زيد ، وأنه وفد معها.

وسيأتي ذلك في ترجمة زينب من كتاب النسب للزّبير بن بكار مجوّدا إن شاء الله تعالى.

١٨٧١ ز ـ حنظلة بن قيس : الحنفي اليمامي. ذكره البغويّ وغيره ، وأخرجوا من طريق دهثم عن نمران بن جارية عن أبيه أنه هاج بينه وبين رجل من بني عمه يقال له حنظلة بن قيس قتال في مسرح غنمه ، وأنّ حنظلة قطع يد جارية من وسط ذراعها اليمنى ، فاختصما إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاستوهبه يده ، فأبى ، فأمر له بالدّية ... الحديث.

وقد رواه ابن ماجة من حديث دهثم ، فأبهم اسم الضارب والمضروب.

واستدركه ابن الأثير على ابن الدباغ ، فقال : حنظلة بن قيس الأنصاريّ الظفريّ ، من بني حارثة بن ظفر ، اختصم إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. انتهى.

وقوله الأنصاريّ وهم ، لتصريح جارية بأنه ابن عمه ، وجارية حنفي كما تقدم في ترجمته.

١٨٧٢ ـ حنظلة بن النعمان : بن عامر (٢) بن عجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاريّ.

ذكر العدويّ أنه شهد أحدا ، وأنه خلف على خولة زوج حمزة بن عبد المطلب.

وذكر الباوردي والطّبراني ، من حديث عبد الله بن أبي رافع ـ أنه عدّه فيمن شهد صفّين مع عليّ ، لكنه قال حنظلة بن النّعمان الأنصاري. ويحتمل أن يكون غير الّذي ذكره العدويّ.

__________________

(١) أسد الغابة ت (١٢٨٥).

(٢) أسد الغابة ت (١٢٩٠).

١٢٠