تنقيح المقال - ج ٢

الشيخ عبد الله المامقاني

تنقيح المقال - ج ٢

المؤلف:

الشيخ عبد الله المامقاني


المحقق: الشيخ محمّد رضا المامقاني
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-383-6
ISBN الدورة:
978-964-319-380-5

الصفحات: ٥٦٠

وهم جماعة ورد النصّ في حقّهم بهذه اللفظة (١).

فقد روى الكشي (٢) ، عن محمّد بن قولويه ، قال : حدّثني سعد بن عبد اللّه بن

__________________

وجوها أربعة ، رابعها مختاره رحمه اللّه وهو أنّهم كانوا خاصة بالأنبياء.

أقول : ادعى مصطفى الشهابي في كتابه (المصطلحات العلمية في اللغة العربية في القديم والحديث ـ الطبعة الثانية ـ سنة ١٣٨٤ ه‌ ، دمشق ؛ أنّ الحواريين من جملة الألفاظ التي اقتبستها العربية من الحبشة ، كما في هامش صفحة : ٢٢ ، وهو غريب.

(١) هذا هو المعنى الخاص للكلمة واستعمالها في خصوص هؤلاء رضوان اللّه عليهم التي نصت عليهم هذه الرواية ، إلاّ أنّه قد عدّ صفوان بن أعين من الحواريين ، وكذا أبو خالد الكابلي من حواري الإمام الصادق عليه السلام وخواص أصحاب الإمام السجاد عليه السلام .. كما أنّ المستفاد من تتبّع موارد استعمال اللفظة في الروايات أنّ هناك معنى عام لها ، كما جاء في الكافي الشريف (الروضة)٨/٢٦٨ ، بسنده : عن الإمام الصادق عليه السلام ـ في حديث ـ أنّه قال : «إن شيعتنا حواريونا ، وما كان حواري عيسى عليه السلام أطوع له من حوارينا لنا».

وانظر : تفسير فرات الكوفي : ٤٨٢ برقم ٦٢٨.

وقد سمّى في كتاب المدهش ـ لأبي الفرج الجوزي : ٤٣ ـ : الحواريون من أصحاب عيسى عليه السلام.

لاحظ : مجمع الرجال ٢/٢٤٩ .. وغيره.

(٢) رجال الكشي (اختيار معرفة الرجال) : ٩ ـ ١٠ برقم ٢٠ (صفحة : ٧ من طبعة الهند) ، وحكاه في سفينة البحار ٢/٤٩٤ ـ ٤٩٥ باختلاف يسير.

وأورد قطعة من الحديث العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ٤٤/١١٠ ـ ١١٢ حديث ٨ ، عن الاختصاص : ٧ ، وكذا صفحة : ٦١ (صفحة : ٨٣ من المحقّقة). ـ

٦١

أبي خلف ، قال : حدّثني علي بن سليمان بن داود الرازي ، قال : حدّثنا علي بن أسباط (١) ، عن أبيه أسباط [بن سالم] ، قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام : «إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين حواري محمّد بن عبد اللّه رسول اللّه (ص) الذين لم ينقضوا العهد ، ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان ، والمقداد ، وأبو ذرّ.

قال : ثمّ ينادي مناد : أين حواري علي بن أبي طالب (ع) ، وصي محمّد بن عبد اللّه رسول اللّه (ص)؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ، ومحمّد بن أبي بكر ، وميثم بن يحيى التّمار (مولى بني أسد) ، واويس القرني.

قال : ثمّ ينادي مناد : أين حواري الحسن بن علي (ع) ابن فاطمة بنت محمّد ابن عبد اللّه ، رسول اللّه (ص)؟ فيقوم سفيان بن أبي ليلى الهمداني ، وحذيفة بن

__________________

وانظر : بحار الأنوار ٤٦/١٤٤ حديث ٢٨ ، وصفحة : ٣٤٤ منه حديث ٢٦ ، المجلّد ٤٤/٢٣ و ٥٩ ، وأيضا ٤٦/١٦ ، وما جاء في سفينة البحار ١/٢٦١ ، و ٢/٤٢٤ ، و ٦/٤١ ، وأوردها الكاظمي في تكملة الرجال ٢/٥٣٤ في ترجمة : المقداد بن الأسود ، وقد حكاه عن بحار الأنوار ٨/٧٢٦ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٣٤/٣٧٥ ـ ٣٧٦ برقم (١٠٢٠)] ، وقد أخذها من الاختصاص للشيخ المفيد : ٦١ مع اختلاف عمّا هنا.

(١) من هنا يتحد طريق الاختصاص إسنادا ، إذ فيه : محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن علي بن سليمان بن داود الرازي .. وحدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، قال : حدّثني سعد بن عبد اللّه ، عن علي بن سليمان ، عن علي بن أسباط .. إلى آخره.

٦٢

أسيدة (١) الغفاري.

قال : ثمّ ينادي مناد : أين حواري الحسين بن علي (ع)؟ فيقوم كلّ من استشهد معه ، ولم يتخلّف عنه.

قال : ثمّ ينادي مناد : أين حواري علي بن الحسين (ع)؟ فيقوم جبير ابن مطعم (٢) ، ويحيى ابن أمّ الطويل (٣) ، وأبو خالد الكابلي (٤) ، وسعيد ابن المسيّب (٥).

قال : ثمّ ينادي مناد (٦) : أين حواري محمّد بن علي (ع) ، وحواري جعفر بن

__________________

(١) في اختيار معرفة الرجال : أسيد ، وفي نسخة : أسد ، وهو الذي ذكره في روضة الواعظين ، والصحيح : أسيد ، كما سلف صفحة : ٣٩.

لاحظ : تنقيح المقال ١٨/١٠٧ ـ ١١٢ برقم (٤٧٥٤).

(٢) نقل ابن داود في رجاله : ٨١ برقم ٢٩٠ عدّه من حواريه عليه السلام عن الكشي ، ثمّ قال : ولم أره في كتب الشيخ ، وقال به العلاّمة في الخلاصة : ٣٦ برقم ٣ : إنّه كان من حواري علي بن الحسين عليهما السلام.

(٣) انظر : الخلاصة : ١٨١ برقم ٥ ، حيث نقل رواية الكشي فيه وكلام الفضل بن شاذان عنه هناك.

(٤) قال في الخلاصة : ١٧٧ برقم ٣ : وردان ـ بالراء بعد الواو قبل الدال المهملة ـ أبو خالد الكابلي ، ولقبه : كنكر ـ بالنون بين الكافين والراء أخيرا ـ روى الكشي أنّه من حواري علي بن الحسين عليهما السلام.

(٥) عدّه العلاّمة في رجاله : ٧٩ برقم ١ من حواريه عليه السلام.

(٦) لا يوجد في الاختيار : مناد. فتصبح : منادى.

٦٣

محمّد (ع)؟ فيقوم عبد اللّه بن شريك العامري (١) ، وزرارة بن أعين ، وبريد بن معاوية العجلي (٢) ، ومحمّد بن مسلم (٣) ، وأبو بصير ليث بن البختري (٤) ، وعبد اللّه بن أبي يعفور (٥) ، وعامر بن عبد اللّه بن جذاعة (٦) ، وحجر بن زائدة (٧) ، وحمران بن أعين (٨).

قال : ثمّ ينادى سائر الشيعة مع سائر الأئمّة عليهم السلام يوم القيامة. فهؤلاء المتحوّرة (٩) أوّل السابقين ، وأوّل المقربين ، وأوّل المتحورين (١٠)

__________________

(١) ذكره العلاّمة في رجاله : ١٠٨ برقم ٢٧ ، وعدّه من حواري الإمامين الباقرين عليهما السلام.

(٢) وقد عدّه العلاّمة في رجاله : ٢٦ برقم ١ ، من حواريهما عليهما السلام وروى عنهما.

(٣) في الاختصاص زيادة : الثقفي ، انظر : الخلاصة للعلاّمة : ١٤٩ ـ ١٥٠ برقم ٥٩.

(٤) في المصدر وروضة الواعظين والاختصاص زيادة : المرادي.

(٥) انظر رجال العلاّمة : ١٠٧ برقم ٢٥ ، حيث عدّه من حواريهما عليهما السلام.

(٦) وعدّه من حواري الإمامين الصادقين عليهما السلام في رجال ابن داود : ١٩٢ برقم ٧٩٢ ، وكذا العلاّمة في رجاله : ١٢٤ برقم ١ ، وفي الاختصاص : بن خزاعة ، انظر : تكملة الرجال ٢/٢.

(٧) انظر عنه : تنقيح المقال ١٨/٤٧ ـ ٥٦ برقم (٤٧٣٠).

(٨) ذكر هذا والذي قبله (حجر بن زائدة) العلاّمة في رجاله : ٥٩ برقم ٢ ، وقال : إنّهما من حواري محمّد بن علي وجعفر بن محمّد عليهما السلام.

(٩) لا توجد : المتحوّرة ، في بعض نسخ الرجال ، وكذا في كتاب الفتال النيشابوري والاختصاص ، وفيه : فهؤلاء أوّل الشيعة الذين يدخلون الفردوس ، وهؤلاء ..

(١٠) في الاختصاص : وأوّل المحبورين.

٦٤

من التابعين». انتهى (١).

وقد اعتمد على هذه الرواية في الخلاصة (٢).

__________________

(١) ورواها الفتال النيشابوري رحمه اللّه في روضة الواعظين ٢/٢٨٢ ـ ٢٨٣ [الطبعة الاولى : ٢٤١ ـ ٢٤٣] مرسلا عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، وحكى قطعة منه عنه في بحار الأنوار ٢٢/٣٤٢ ، وروى الشيخ في الاختصاص : ٦١ ـ ٦٢ ، وعنه في تكملة الرجال ٢/٥٣٤ ، وكذا في بحار الأنوار ٣٤/٣٧٥ ـ ٣٧٦ حديث ١٠٢ ، وقطعة منه فيه ٤٦/١٤٤ حديث ٢٨ ، وصفحة : ٣٤٣ ـ ٣٤٤ حديث ٣٥ ، و ٤٤/١١٢ حديث ٨ عنه.

أقول : حكى الكاظمي في تكملة الرجال ٢/٥٣٥ عن شرح الاستبصار للشيخ محمّد سبط الشهيد أنّه قال : ثمّ إنّ رواية الكشي المتضمنة للحواريين اعتمد عليها العلاّمة في الخلاصة بعد ذكر الرواية ، وروى ـ يعني الكشي ـ مرسلا ما ينافي ذلك ، والتعديل أرجح ، واعترض عليه جدي قدّس سرّه في فوائده على الخلاصة : أنّ في حديث المدح علي بن سليمان وأسباط بن سالم وهو [كذا] مجهول العدالة.

وأشار بذلك إلى أنّ ما رواه الكشي مرسلا في رجاله : ٣٤٧ [٢/٦١٢ حديث ٥٨٣ ، وكذا ٢/٧٠٨ حديث ٧٦٤] عند ترجمته لعامر بن جذاعة وحجر بن زائدة ـ المعدودين من الحواريين ـ حيث قال أبو عبد اللّه عليه السلام عنهما : «فلا غفر اللّه لهما».

ولاحظ : خاتمة المستدرك ٤/٩٨ ـ ٩٩ ، ورجال الخاقاني : ١٥٣ ، ومعجم رجال الحديث ١٠/٢١٤ ـ ٢١٥ ، و ١٩/٣٢٠ .. وغيرها.

(٢) الخلاصة للعلاّمة : ٥٩ (في ترجمة حمران بن أعين) ، حيث عدّه في القسم الأوّل ، وكذا في بقية الموارد السالفة عنه.

٦٥

واعترضه الشهيد الثاني في تعليقه عليها (١) بأنّ : في الطريق (٢) علي بن سليمان ، وأسباط بن سالم ، وهو مجهول (٣) العدالة ، ويظهر من سبطه موافقته.

وقال في التكملة (٤) : إنّ الذي تقتضيه الاصول أنّ أحوال الرجال يكفي فيها الظنّ فيما اشتملت عليه هذه الرواية إن لم يعارضها شيء أخذ بها لحصول الظنّ وإن عارضها شيء لم يؤخذ بها (٥) ؛ لارتفاع الظنّ بسبب المعارض ، فتأمّل (٦).

__________________

(١) حاشية الشهيد الثاني على خلاصة العلاّمة : ٣٠ [من النسخة الخطية ، وفي المطبوعة ضمن مجموعة (رسائل الشهيد الثاني ٢/١٠٤٣)] في ترجمة عامر بن عبد اللّه بن جداعة ، وصرّح بذلك غير واحد ، منهم : اللاهيجي في خير الرجال ١/١٢٠ (النسخة الخطية) في ترجمة عبد اللّه بن يعفور.

ولاحظ : ترجمة عامر بن جذاعة ، وتدبّر.

(٢) في المصدر : في طريق حديث المدح.

(٣) كذا ، والصحيح في الحاشية : وهما مجهولا .. كما في المصدر.

(٤) تكملة الرجال ٢/٥٣٥ ـ ٥٣٦ باختلاف يسير جاءت في ترجمة المقداد بن الأسود.

(٥) لا توجد : بها ، في مطبوع المصدر.

(٦) قال ابن شهر آشوب رحمه اللّه في كتابه الرائع بمثالب النواصب : ٢٤٤ ـ ٢٤٥ [من الخطية] : وفي رواية عثمان بن المغيرة : المنكر على أبي بكر جلوسه في الخلافة ..

من المهاجرين ؛ خالد بن سعيد بن العاص ، والمقداد ، وسلمان ، وابي بن كعب ، وعمار ، وأبو ذر ، وبريدة الأسلمي ..

٦٦

__________________

ومن الأنصار ؛ خزيمة بن ثابت ، وسهل بن حنيف وأخوه عثمان ، وأبو أيوب ، وأبو الهيثم بن التيهان ..

ثم قال : روي معهم : ابن مسعود ، وزيد بن وهب .. فإنّ هؤلاء جاهروه بالتقريع ونصحوه وذكّروه وفضحوه .. ثم ذكر جمع كبير ممّن لم يبايعه .. ثم ذكر بعد ذلك إنكار خالد بن سعيد بن العاص ..

ثمّ إنّ المحقق الكاظمي في تكملة الرجال ١/٣٦٢ في ترجمة حمران بن أعين ـ بعد عدّه في الحواريين ـ قال : .. وهذا يقتضي أنّه في أعلى مراتب التوثيق ، إلاّ أنّ الخبر الدال على ذلك ضعيف ؛ لكنه مؤيد بما نقله السيّد نعمة اللّه في شرح التهذيب .. إلى آخره.

أقول : لا وجه للاختصاص بهذه التعرفة (الحواريون) ، إذ لها نظائر كثيرة جدا ندرج بعضها :

منها : من أولياء أمير المؤمنين عليه السلام ، أو غيره من المعصومين سلام اللّه عليهم أجمعين ، أو من الأولياء من أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، حيث قيل : بدلالتهما على التعديل.

ومنها : من خاصة أو خواص الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أو غيره من المعصومين سلام اللّه عليهم أجمعين.

ومنها : من أصفياء أمير المؤمنين عليه السلام ، وسيأتي هذا قريبا.

ومنها : من ثقات أمير المؤمنين عليه السلام ، وسيأتي.

ومنها : من بطانة أمير المؤمنين عليه السلام ، وسيأتي.

ومنها : من حواري الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

ومنها : من خواص الشيعة. ومنها : من وجوه الطائفة .. وغيرها.

انظر : مستدركات مقباس الهداية ٦/١٥٩ ـ ١٦١ [الطبعة الاولى المحقّقة].

٦٧

ومنها :

الأركان الأربعة

قد تكرّر من الشيخ رحمه اللّه أنّ أركان (١) أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أربعة ؛ وقد قال في رجاله في باب أصحاب علي عليه السلام في ترجمة سلمان الفارسي (٢) أنّه : .. مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم [يكنى :] (٣) أبو عبد اللّه ، أوّل الأركان الأربعة. انتهى.

__________________

(١) الركن لغة : الجانب ـ كما في النهاية ٢/٢٦٠ ـ وقال : وأركان كل شيء جوانبه التي يستند إليها ويقوم بها ، وفي صحاح اللغة ٥/٢١٢٦ : ركن إليه يركن ـ بالضم ـ أي مال إليه وسكن ... وركن الشيء : جانبه الأقوى ، وكذا في القاموس المحيط ٤/٢٣١ ، ومثله في لسان العرب ١٣/١٨٥ ـ ١٨٦ ، والمصباح المنير ١/٢٣٧ [١/٣٢٣ ـ ٣٢٤] ، ومجمع البحرين ٦/٢٥٦ ـ ٢٥٧ .. وغيرها.

ثمّ إنّ اللفظة تستعمل غالبا في مقام المدح والتعديل ، بل ما فوق ذلك ، خصوصا بملاحظة موارد إطلاقها ، وقد استدركناها في مقباس الهداية ٦/١٥٢ [الطبعة المحقّقة الاولى] ، ولعل الشيخ الطوسي في رجاله : ٢١٩ ـ في ترجمة صالح بن موسى الجورابي ، قال : أحد أركان حفظة النسب .. ـ ناظر إلى معناه اللغوي.

(٢) رجال الشيخ الطوسي رحمه اللّه : ٤٣ [طبعة جماعة المدرسين : ٦٥ برقم (٥٨٦)] ، ومثله عنه في رجال ابن داود (عمود) : ١٧٥ برقم ٧٠٧ ، ورجال العلاّمة الحلّي : ٨٤ برقم ١ ، وكذا في نقد الرجال ٢/٢٤٧ برقم ٢٣٦٠ [الطبعة المحقّقة].

(٣) ما بين المعقوفين مزيد من المصدر.

٦٨

وقال في ترجمة المقداد بن الأسود الكندي (١) إنّه : كان اسم أبيه : عمرو النهراني (٢) ، وكان الأسود بن يغوث قد تبنّاه ، فنسب إليه ، يكنّى : أبا سعيد (٣) ، ثاني الأركان الأربعة. انتهى.

وقال في ترجمة جندب بن جنادة (٤) : ويقال جندب [بن] السكن ، يكنّى : أبا ذرّ ، أحد الأركان الأربعة. انتهى.

وقال في ترجمة عمّار بن ياسر (٥) أنّه : يكنّى : أبا اليقظان ، حليف ابن أبي مخزوم (٦) ، وينسب إلى عيسى بن مالك ، وهو مذحج بن أدد ، رابع الأركان. انتهى.

وقال في ترجمة حذيفة بن اليمان العبسي (٧) : وعداده في الأنصار ، وقد عدّ من

__________________

(١) رجال الشيخ الطوسي رحمه اللّه : ٥٧ [طبعة جماعة المدرسين : ٨١ برقم (٧٩٧)] ، ومثله عنه بزيادة في رجال ابن داود (عمود) : ٣٥١ ـ ٣٥٢ برقم ١٥٦٥ ، وخلاصة العلاّمة : ١٦٩ ـ ١٧٠ برقم ١ .. وغيرهما.

(٢) في رجال الشيخ المطبوع والخلاصة : البهراني ، وجاءت فيه نسخة : البهرائي.

(٣) في رجال الشيخ المطبوع ورجال العلاّمة : أبا معبد.

(٤) رجال الشيخ الطوسي : ٣٦ [طبعة جماعة المدرسين : ٥٩ برقم (٤٩٦)] ، ومثله في ترجمته في رجال ابن داود (عمود) : ٩٣ برقم ٣٤٥ ، والخلاصة : ٣٦ برقم ١ ، وكذا قاله في سفينة البحار ٣/١٩١ .. وغيرها.

(٤) رجال الشيخ الطوسي رحمه اللّه : ٤٦.

(٦) كذا ، والظاهر : حليف بني مخزوم ، كما في المصدر وغيره.

(٧) رجال الشيخ رحمه اللّه : ٣٧ [طبعة جماعة المدرسين : ٦٠ برقم (٥١١)] ، ومثله عنه في

٦٩

الأركان الأربعة. انتهى (١).

وظاهره أنّ كون هؤلاء الأربعة من الأركان مسلّم (٢) ، وأنّ كون حذيفة منهم

__________________

رجال ابن داود (عمود) : ١٠١ ـ ١٠٢ برقم ٣٨٦ ، وكذا رجال العلاّمة : ٦٠ برقم ١. ولاحظ : نقد الرجال ١/٤٠٨ برقم (١١٩٧) .. وغيره.

(١) قال التفرشي في نقد الرجال ١/٣٧٣ برقم (١٠٦١) في ترجمة أبي ذر : والأركان الأربعة : سلمان ، والمقداد ، وأبو ذر ، وحذيفة رضي اللّه عنهم ، وراجع ـ أيضا ـ النقد ١/٤٠٨ برقم ١١٩٧ في ترجمة حذيفة بن اليمان.

(٢) في الاختصاص : ٥ [صفحة : ٦ ـ ٧ من طبعة طهران] ـ وعنه في بحار الأنوار ٣٤/٢٧٤ ـ ٢٧٥ برقم ١٠١٨ ـ في ذكر السابقين المقربين من أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : حدّثنا جعفر بن الحسين بن محمّد بن جعفر المؤدّب ، قال : الأركان الأربعة : سلمان الفارسي ، والمقداد ، وأبو ذرّ ، وعمّار ، هؤلاء من الصحابة ، ثمّ قال : ومن التابعين : أويس بن أنيس القرني ... ورشيد الهجري ، وميثمّ التمّار ، وكميل بن زياد النخعي ، وقنبر مولى أمير المؤمنين [عليه السلام] ومحمّد بن أبي بكر ، ومزرع مولى أمير المؤمنين [عليه السلام] ، وعبد اللّه بن نجى [يحيى] .. وذكر جمعا كثيرا ، يظهر منه أنّهم غير الأركان الأربعة ، بل من السابقين.

أقول : من عدّ حذيفة رابع الأركان ـ كالتفريشي في نقد الرجال ١/٣٧٣ ـ لعلّه استند إلى رواية الكشي رحمه اللّه في رجاله : ١١ برقم ٢٤ ، حيث أسند عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال : «ارتدّ الناس إلاّ ثلاثة نفر : سلمان ، وأبو ذر ، والمقداد» ، قال : قلت : فعمار؟ قال : «كان قد جاض جيضة ثمّ رجع».

ثمّ قال : «إن أردت الذين لم يشك ولم يدخله شيء فالمقداد ؛ أما سلمان فأنّه عرض في قلبه عارض أنّ عند أمير المؤمنين عليه السلام اسم اللّه الأعظم ، لو تكلّم به لأخذتهم ـ

٧٠

محل خلاف ، حيث لم يجزم فيه بذلك ، بل قال : عدّ منهم .. مع أنّ عدّه منهم يستدعي إخراج أحدهم ، وإلاّ كانوا خمسة لا أربعة.

ولم نقف فيما روي فيهم من الأخبار تسميتهم ب‌ : الأركان ؛ ولعلّه اصطلاح من المحدّثين من حيث إنّهم نافوا (١) جميع الصحابة في الفضل ، والتمسك بأهل البيت عليهم السلام ، والمواساة لهم ظاهرا وباطنا (٢).

ومن المعلوم ممّا ورد في حقّهم أنّهم على مراتب ، وليست مرتبتهم واحدة في الفضل (٣) ، وهذا الاصطلاح ليس من الشيخ رحمه اللّه بل هو مسبوق فيه ، ألا ترى إلى ما يأتي (٤) نقله في ترجمة حذيفة (٥) إن شاء اللّه تعالى من نقل

__________________

الأرض .. وهو هكذا ، فلبب ووجئت عنقه حتّى ترك كالسلقة [خ. ل : كالسلعة] ..» إلى آخره.

انظر : رجال ابن داود : ٩٣ و ١٠٢ و ١٧٥ و ٣٥٢ ، وزاد عليهم : حذيفة بن اليمان في صفحة : ١٠٢ ، وأبو جعفر الأحول في صفحة : ٣٩٤.

ولاحظ : ريحانة الأدب ١/٦٠ ـ ٦١.

(١) كذا ، ولعلّه : فاقوا.

(٢) إلاّ أن يقال ـ جمعا بين الأقوال ـ : إنّ لكل زمان أركان ، وهم على أي حال أربعة ، والشاهد على ذلك تقييدهم الحسن بن محبوب السراد بكونه أحد الأركان الأربعة في عصره ، فتدبّر.

(٣) وقد نصّ على هذا أيضا الكاظمي في تكملة الرجال ١/٢٧٥ ـ ٢٧٦.

(٤) تنقيح المقال ١/٢٥٩ ـ ٢٦٠ [من الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١٨/١٤٢].

(٥) تنقيح المقال ١٨/١٣٤ ـ ١٥٩ برقم (٤٧٦٤).

٧١

الكشي (١) رحمه اللّه أنّه : سئل الفضل بن شاذان ، عن ابن مسعود ، وحذيفة بن اليمان ، فقال : لم يكن حذيفة مثل ابن مسعود ؛ لأنّ حذيفة كان ركنا (٢) ، وابن مسعود [خلط و] (٣) والى القوم ، ومال معهم وقال بهم. انتهى.

ويستفاد من هذا التعليل أنّهم إنّما يسمّون ب‌ : الركن من لم يتّق ، بل خالف القوم في مسألة الخلافة ، وتمسّك بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ظاهرا وباطنا ، سرّا وجهرا.

وفي تعدادهم خلاف ، والذين اتّفقت الأخبار على عدّهم ثلاثة : سلمان ، وأبو ذرّ ، والمقداد ، غايته حصر بعض الأخبار فيهم ، مثل خبر سدير الآتي (٤) في ترجمة جندب بن جنادة أبي ذرّ رحمه اللّه من قول الباقر عليه السلام (٥) : «كان الناس أهل ردّة ـ بعد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سنة (٦) ـ إلاّ ثلاثة» ، فقلت : ومن الثلاثة؟ فقال : «المقداد بن الأسود ، وأبو ذرّ الغفاري ، وسلمان

__________________

(١) رجال الكشي (اختيار معرفة الرجال) : ٣٨ برقم ٧٨ [المحقّقة ١/١٧٨].

(٢) خ. ل : زكيا.

(٣) ما بين المعقوفين مزيد من المصدر.

(٤) تنقيح المقال ١/٢٣٦ [من الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١٦/٢٦٥ تحت رقم ٤٢٢٧].

(٥) كما جاء في اختيار معرفة الرجال : ٦ برقم ١٢ (رجال الكشي : ٤) ، ولاحظ : الكافي الروضة ـ ٨/٢٤٥ ـ ٢٤٦ حديث ٢٤١ ، وبنصه في تفسير العياشي ١/١٩٩.

(٦) لم ترد كلمة (سنة) في رجال الكشي ، ولا في بحار الأنوار ٢٨/٢٣٦ حديث ٢٢ ، بل ولا في المصادر الناقلة للحديث ، بل لا معنى لها ، فلاحظ.

نعم ؛ جاءت في بحار الأنوار ٢٢/٣٥١ حديث ٧٦ بنقله عن الكشي.

٧٢

الفارسي» .. الحديث (١).

وخبر حمران (٢) ، وخبر أبي حمزة (٣) ، وخبر أبي بصير (٤) ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام (٥) ، وخبر آخر لأبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام (٦) ، وخبر النصيبي (٧) الآتية كلّها في ترجمة جندب (٨).

وعلى هذه الأخبار فيكون أمير المؤمنين عليه السلام أحد الأركان ، وأوّلهم ، بقرينة خبر مهران (٩) الجمّال الآتي أيضا في جندب (١٠) ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إنّ اللّه أمرني

__________________

(١) في رجال الكشي : ١١ برقم ٢٤ [الطبعة الاولى : ٦ برقم ١٢] عنه عليه السلام : «ارتدّ الناس إلاّ ثلاثة نفر : سلمان ، وأبو ذر ، والمقداد».

وقريب منه فيه عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام : ٨ برقم ٨ ، ولاحظ : بحار الأنوار ٢٨/٢٣٦ ـ ٢٣٧ برقم ٢٢ عنه ، والروضة من الكافي ٨/٢٤٥ حديث ٣٤١ ، والاختصاص : ٦ .. وغيرها.

(٢) المروي في رجال الكشي : ٧ برقم ١٥.

(٣) اختيار معرفة الرجال : ٧ ـ ٨ برقم ١٦.

(٤) رجال الكشي : ٥.

(٥) اختيار معرفة الرجال : ٨ برقم ١٧.

(٦) نفس المصدر والصفحة ، برقم ١٨.

(٧) رجال الكشي : ٩ برقم ١٩ .. وغيرها كثير.

(٨) تنقيح المقال ١/٢٣٦ [من الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١٦/٢٦٧].

(٩) كذا ، والصواب : صفوان.

(١٠) تنقيح المقال ١/٢٣٦ [من الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١٦/٢٦٧].

٧٣

بحب أربعة» (١) ، قالوا : ومن هم يا رسول اللّه (ص)؟ [قال : «علي بن أبي طالب» ، ثمّ سكت ، ثمّ قال : «إنّ اللّه أمرني بحبّ أربعة» ، قالوا : ومن هم يا رسول اللّه؟ قال : «علي بن أبي طالب»] (٢) (ع) ، والمقداد بن الأسود ، وأبو ذرّ الغفاري ، وسلمان الفارسي» (٣).

__________________

(١) في كتاب سليم بن قيس ٢/٩٤١ [الطبعة المحقّقة] زيادة : «رجال من أصحابي وأخبرني أنّه يحبهم وأنّ الجنة تشتاق إليهم ..» ، ولاحظ : العمدة لابن بطريق : ٢٧٧ ، وصحيفة الرضا (ع) : ٦٢ ، وبشارة المصطفى : ٢٤١ ، والاختصاص : ٩ .. وغيرها.

(٢) ما بين المعقوفين سقط من المتن ، وجاء في تنقيح المقال والاختيار .. وغيرهما في ترجمة جندب ، إلاّ أنّ ما هنا جاء بنصه في قرب الإسناد.

(٣) اختيار معرفة الرجال : ١٠ برقم ٢١ ، وانظر : الاختصاص : ٩.

أقول : للخبر طرق مستفيضة ، فقد جاء في قرب الإسناد : ٢٧ [الطبعة المحقّقة : ٥٦ ـ ٥٧ حديث ١٨٤] ، وعيون أخبار الرضا عليه السلام : ٢٠٠ [٢/٣٢ حديث ٥٣ من الطبعة المحقّقة] ، وتفسير فرات الكوفي : ٩ [المحقّقة : ٦٧] .. وغيرهم عن أمير المؤمنين عليه السلام.

وفي الخصال ١/١٢١ [١/٢٥٣ ـ ٢٥٤ حديث ١٢٦] ، بإسناده : .. عن شريك ، عن أبي ربيعة الأيادي ، عن ابن بريدة ، عن أبيه : أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .. وفيه عنه صلّى اللّه عليه وآله : «أمرني بحبهم ، وأخبرني أنّه يحبهم».

ومثله في المجالس للشيخ المفيد رحمه اللّه (الأمالي) : ٧٣ [الطبعة المحقّقة : ١٢٤] ، والاختصاص : ١١ ، ورجال الكشي : ٧ ، وقريب منه ذكره الترمذي في سننه ٥/٢٩٩ ، وكتاب المناقب باب ٨٥ حديث ٣٨٠٢ [وفي طبعة أخرى حديث ٣٦٥٢] ، وفيه : قيل له

٧٤

وخبر النصيبي الآتي هناك (١) إن شاء اللّه المتضمّن لنقل الصدّيقة الكبرى سلام اللّه عليها أنّه : «أتتها ثلاث وصايف ، فسألت (٢) عن أسمائهنّ ، فقالت واحدة : أنا سلمى لسلمان ، وقالت الاخرى : أنا ذرّة لأبي ذرّ ، وقالت

__________________

يا رسول اللّه! سمّهم لنا ، قال : «علي منهم»يقول ذلك ثلاثا«وأبو ذر ، والمقداد ، وسلمان ، وأمرني بحبهم وأخبرني أنّه يحبّهم».

ومثله في سنن ابن ماجه كتاب المقدمة ، حديث ١٤٦ ، ٥/٦٣٦ حديث ٣٧١٨ ، وجاء في جامع الاصول ٨/٥٧٩ حديث ٦٣٩٣ عن بريدة ، ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب ٢/٥٦ : عن سليمان وعبد اللّه ابني بريدة ، عن أبيهما ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٤/٢٢٥ [١٨/٣١] .. وغيرهم في غيرها.

وذكر هذا الحديث السيوطي في الجامع الصغير : ٦٨ ، وكذا الإصفهاني في حلية الأولياء ١/١٧٢ ، وقريب منه في صفحة : ١٩٠ عنه صلّى اللّه عليه وآله.

ومن هذا الباب ما روي عن أنس بن مالك ، عنه صلّى اللّه عليه وآله أنّه قال : «ثلاثة تشتاق إليهم الجنة : علي [عليه السلام] ، وعمار ، وسلمان» ، كما في مجمع الزوائد ٩/٣٤٤ ، وسنن الترمذي ٥/٦٦٧ حديث ٣٧١٨ وحسّنه.

وعن أنس أيضا عنه صلّى اللّه عليه وآله ، قال : «إنّ الجنة تشتاق إلى أربعة : إلى عمار ، وعلي [عليه السلام] ، وسلمان ، والمقداد» ، كما في حلية الأولياء ١/١٤٢ .. وغيرها.

ولاحظ روايات الباب العاشر (فضائل سلمان ، وأبو ذر ، ومقداد ، وعمّار رضي اللّه عنهم أجمعين) من الموسوعة الحديثية بحار الأنوار ٢٢/٣١٥ ـ ٣٥٤ ، وفيه (٨٥) حديثا من طرقنا.

(١) أي ترجمة أبي ذر جندب بن جنادة رضوان اللّه عليه .. انظر : تنقيح المقال ١/٢٣٦ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ١٦/٢٦٧].

(٢) في المصدر : قالت : هذه ثلاث سلال جاءتني بها ثلاث وصائف ، فسألتهنّ ..

٧٥

الاخرى : أنا مقدودة للمقداد» (١).

وفي خبر زرارة الآتي (٢) أيضا في جندب ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : «ضاقت الأرض بسبعة ؛ بهم يرزقون ، وبهم ينصرون ، وبهم يمطرون (٣) ، منهم : سلمان الفارسي ، والمقداد ، وأبو ذرّ ، وعمّار ، وحذيفة رحمة اللّه عليهم».

وكان علي عليه السلام يقول : «وأنا إمامهم» (٤).

وقال الباقر عليه السلام : «إنّهم هم (٥) الذين صلّوا على فاطمة عليها السلام» (٦).

__________________

(١) كما في اختيار معرفة الرجال : ٩ برقم ١٩ [رجال الكشي : ٦] ، وحكاه عنه في بحار الأنوار ٢٢/٣٥٢ ـ ٣٥٣ حديث ٨١ ، وكذا جاء في كتاب روضة الواعظين ٢/٢٨٢ .. وغيره.

(٢) تنقيح المقال ١/٢٣٦ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ١٦/٢٦٥].

(٣) جاء في المصدر والتنقيح هكذا : «.. بهم ترزقون ، وبهم تنصرون ، وبهم تمطرون ..» وما هنا في بحار الأنوار.

(٤) إلى هنا في بحار الأنوار ٢٢/٣٥١ حديث ٧٧ عن رجال الكشي ، وزاد في التنقيح : «وهم الذين صلّوا على فاطمة عليها السلام».

(٥) في المصدر : وهم.

(٦) اختيار معرفة الرجال : ٦ ـ ٧ برقم ١٣ [رجال الكشي : ٤].

أقول : لم أفهم وجه دلالة الأخبار على المطلوب ، حيث حب هؤلاء الأربعة وأسماءهم ، وكونه بهم يرزقون أو ينصرون .. وغير ذلك لا يدلّ بحال على كونهم من الأركان ولا عدمه ، ولا كونه عليه السلام من الأركان حسب فهمي! والأخبار لا تدلّ

٧٦

بقي هنا شيء وهو أنّ الشيخ رحمه اللّه في الفهرست (١) ، والعلاّمة في الخلاصة (٢) ، قالا في ترجمة الحسن بن محبوب ، أنّه : يعدّ في الأركان الأربعة في عصره (٣).

__________________

بحال صغرى وكبرى ، بل هي تنافي ما عرّف به الركن قريبا من أنّهم يسمّون ب‌ : الركن ، من لم يتقّ ، بل خالف القوم في المسألة .. إلى آخره ؛ إذ كلّ هذا لا يتلائم مع ما عرفّه به. فتدبّر.

(١) فهرست الشيخ : ٧١ ـ ٧٢ برقم ١٦٢ (المطبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف) ، وصفحة : ٤٦ ـ ٤٧ برقم ١٥١ (المطبعة المرتضوية ـ النجف) ، وأصل العبارة له رحمه اللّه في الفهرست ، ومنه نقلت.

(٢) الخلاصة للعلاّمة : ٣٧ برقم ١.

(٣) ومثله في رجال ابن داود (عمود) : ١١٦ برقم (٤٥٩) ، وكذا في نقد الرجال ٢/٥٦ برقم ١٣٥٣ .. وغيرهما.

وفي الطرائف لابن طاوس : ٥٨٩ أنّه قال : ومن ذلك ما استطرفته من كتاب المشيخة تصنيف الحسن بن محبوب السراد صاحب الرضا عليه السلام ، قال : وهو ثقة عند أصحابنا ، جليل القدر ، كثير الرواية ، أحد الأركان الأربعة في عصره.

وقد أخذه من فهرست الشيخ رحمه اللّه ، وقريب منه ما قاله ابن طاوس أيضا في فتح الأبواب : ٢٦١ [الطبعة المحقّقة] ، وسيأتي ممّا يشهد باستمرار هذا المصطلح بما له من مفهوم العدد إلى ما بعد زمن الأوليين ، فتدبّر.

وأيضا ما روى جعفر بن الحسين بن محمّد بن جعفر المؤدب أنّ من الأركان من التابعين : عبد اللّه بن يحيى ؛ وهو من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وشرطة الخميس ، وقد سلف قريبا ، وقاله غير واحد كما في رجال البرقي : ٣ ـ ٤ ، ومنتهى المقال :

٧٧

وأقول : قد وردت عدّة أخبار في مدح أربعة من أصحاب الباقرين عليهما السلام ومن بعدهما من الأئمّة عليهم السلام ليس منهم ابن محبوب (١) ، مثل ما رواه الكشي (٢) بأسانيد عديدة ، ومضامين متقاربة تأتي في ترجمة بريد بن معاوية العجلي (٣) ناطقة بقول أبي عبد اللّه عليه السلام : «أربعة أحبّ الناس إلي أحياء وأمواتا (٤) ، بريد العجلي ، وزرارة ، ومحمّد بن

__________________

١٩٥ [الطبعة المحقّقة ٢/٢٥٤ ـ ٢٥٥ برقم ١٨١٧ ، وفيه : من الأولياء] ، وسفينة البحار ١/٦٩٥ [الحجرية ، وفي الحروفية ٤/٤١٨] ، وريحانة الأدب ٢/٣٠٤ .. وغيرها.

(١) قال السيّد ابن إدريس في مستطرفات السرائر : ٧٧ (مشيخة الحسن بن محبوب السراد) برقم ١٠ ، والفائدة السادسة من فوائد خاتمة وسائل الشيعة ٢٠/٧٤ ـ ٧٥.

قال الكاظمي في تكملة الرجال ١/٣١٠ : .. ولم أقف على الثلاثة الاخر.

وعلّق القهپائي في مجمع الرجال ٢/١٤٥ على كلام الفهرست بقوله : .. كأنّ الثلاثة الاخر تدور بين : يونس بن عبد الرحمن ، وأحمد بن محمّد بن عمرو بن أبي نصر ، وصفوان ابن يحيى ، ومحمّد بن أبي عمير ، وعبد اللّه بن المغيرة.

(٢) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي)١/١٣٥ برقم ٢١٥ باختلاف يسير ، وكذا في : ١٨٥ حديث ٣٢٥ ، وصفحة : ٢٣٩ حديث ٤٣٤ ، وصفحة : ٢٤٠ برقم ٤٣٨ .. وعنه في وسائل الشيعة ٢٧/١٤٣ ، وجاء في إكمال الدين ١/١٦٦ .. وعنه في بحار الأنوار ٤٧/٣٤٠ حديث ٢٣ ، وكرر في آخره : «احب الناس أحياءا وأمواتا ..» ، وأورده ابن داود في رجاله (عمود) : ٣٩٤ برقم ١٦ (في باب الكنى) في ترجمة أبو جعفر الأحول ، ومثله في إكمال الدين ١/٧٦.

وأورده ابن داود في رجاله : ١٥٦ ـ ١٥٧ تحت رقم ٦١٩ في ترجمة زرارة.

(٣) تنقيح المقال ١/١٦٤ ـ ١٦٦ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ١٢/١٣٠].

(٤) في المصدر هنا : أربعة .. بتأخير العدد.

٧٨

مسلم ، والأحول».

وفي بعضها (١) ؛ قال عليه السلام : «أوتاد الأرض وأعلام الدين أربعة : محمّد بن مسلم ، وبريد بن معاوية ، وليث بن البختري المرادي ، وزرارة ابن أعين».

وفي بعضها الثالث (٢) : «بشّر المخبتين بالجنة ، بريد بن معاوية [العجلي] (٣) ، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي ، ومحمّد بن مسلم (٤) ، وزرارة .. أربعة نجباء ، أمناء اللّه على حلاله وحرامه ، لو لا هؤلاء انقطعت آثار النبوّة واندرست» (٥).

__________________

(١) كما في اختيار معرفة الرجال : ٢٣٨ برقم ٤٣٢ ، وعنه في تنقيح المقال ١٢/١٢٩.

(٢) كما رواه في اختيار معرفة الرجال : ١٧٠ حديث ٢٨٦ مسندا عن أبي عبد اللّه عليه السلام [الطبعة المحقّقة ١/٣٩٨ برقم ٢٨٦] ، وعنه في وسائل الشيعة ٢٧/١٤٢ حديث ١٤ ، وبنصه في رجال العلاّمة : ١٣٦ ، ونقله بالمعنى ابن داود في رجاله (عمود) : ٣٩٢ ـ ٣٩٣ برقم ٦ في ترجمة : ليث ابن البختري.

(٣) الزيادة من المصدر ، وقال في رجال ابن داود (عمود) : ٦٦ برقم ٢٢٩ في ترجمته : هو أحد الخمسة المخبتين الذين اتفقت العصابة على توثيقهم.

(٤) كما رواه الكشي رحمه اللّه في رجاله ، ونقله في اختياره : ١٦٥ حديث ٢٧٨.

(٥) اختيار معرفة الرجال : ١٧٠ برقم ٢٨٦ [رجال الكشي : ٩٠] ، وقريب منه في الاختصاص : ٦٦ ، وأورد قطعة منه العلاّمة في رجاله : ٢٧ في ترجمة بريد ابن معاوية.

وقد روي في حق الفضيل بن يسار ذلك ؛ كما جاء في رجال الكشي :

٧٩

ومنها :

ثقات أمير المؤمنين عليه السّلام (١)

وهم جماعة ، سمّي عشرة منهم فيما رواه الكليني (٢) ، عن علي بن

__________________

٢١٢ ـ ٢١٣ حديث ٣٧٧ ، قال : كان أبو عبد اللّه عليه السلام إذا رأى الفضيل بن يسار قال : «بشّر المخبتين ، من أحبّ أن يرى رجلا من أهل الجنة فلينظر إلى هذا».

وفي حديث آخر فيه [برقم ٣٨٠] : «بخ بخ بشّر المخبتين ، مرحبا بمن تأنس به الأرض» ، ومثله الحديث الذي بعده ، وكذا في رجال العلاّمة : ١٣٢ في ترجمة الفضيل بن يسار ، ورجال ابن داود (عمود) : ٢٧٤ برقم ١١٨٤.

وروي في عبد اللّه بن جندب أنّه من المخبتين ؛ كما في اختيار معرفة الرجال : ٥٨٧ ذيل رقم ١٠٩٨ ، وكذا في رجال العلاّمة : ١٠٥ برقم ١٦ ، وابن داود في رجاله (عمود) : ٢٠٠ برقم ٨٣٢ ، وقد استدركناه في مستدركات المقباس ، فراجع.

أقول : لنا بحث مسهب عن الأركان ـ غير ما هنا ـ في تعليقاتنا على مقباس الهداية ومستدركاته ، فراجعها حتما.

(١) هذه ـ والتي تليها ـ من الألفاظ الخاصة التي وردت في طوائف معينة يقتصر عليهم ، وقد تعرّض المصنف رحمه اللّه إلى جملة منهم ، كالزهاد الثمانية ، والأركان الأربعة هنا ، وجملة اخرى في المقباس.

(٢) كذا حكي عن الرسائل لشيخنا الكليني عن جمع.

٨٠