تنقيح المقال - ج ٢

الشيخ عبد الله المامقاني

تنقيح المقال - ج ٢

المؤلف:

الشيخ عبد الله المامقاني


المحقق: الشيخ محمّد رضا المامقاني
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-383-6
ISBN الدورة:
978-964-319-380-5

الصفحات: ٥٦٠

ومنها :

الزهاد الثمانية (١) :

اشتهر بذلك أويس القرني (٢) ، وربيع بن خيثم (٣) ، وهرم بن هيان (٤) ، وعامر بن عبد قيس (٥) ،

__________________

(١) وقد يعبّر عنهم ب‌ : النساك الثمانية ، كما حكي ذلك عن لسان الجاحظ ، ولم نجد التحديد ب‌ : (الثمانية) في كتب العامة ومصادرهم.

(٢) قاله العلاّمة في الخلاصة : ٢٤ برقم ٨ ، ونسبه إلى الفضل بن شاذان ، ولاحظ : مصباح الكفعمي : ٢٨٣ ، والتحرير الطاوسي : ٧٤ ـ ٧٥ برقم ٤٥ .. وغيرهما.

(٣) كذا في رجال ابن داود : ٩٢ برقم ٦٠٦ ، والتحرير الطاوسي : ٢٠٧ برقم ١٦١ ، وقد ضبطه في الخلاصة : ٧١ برقم ١ [المحقّقة : ١٤٥] : (خثيم) ـ بالخاء المعجمة المضمومة ، والثاء المنقطة فوقها ثلاث نقط قبل الياء المنقطة تحتها نقطتين ، ولاحظ : الأنساب للسمعاني ١/٥١٧.

(٤) كذا ، والصحيح : ابن حيان ، وهو العبدي ، انظر : الإصابة ٦/٤١٨ برقم (٨٩٦٨).

(٥) كما قاله ابن داود في رجاله : ١٩٣ ـ ١٩٤ برقم ٧٩٢ [صفحة : ١١٢ برقم (٨٠٥)] ، والعلاّمة في الخلاصة : ١٢٤ برقم ٢ [المحقّقة : ٢١٨] .. وغيرهما ، وقال الأخير : كان مع علي عليه السلام ، وجاء التعبير عنه ب‌ : عامر بن العباد ، كما في تاريخ ابن عساكر ٧/١٦٩ ، والإصابة ٣/٨٥ .. وغيرهما ، ولاحظ : التحرير الطاوسي : ٣٨٨ برقم ٢٧٢.

أو : عامر بن عبد اللّه بن عبد قيس التميمي العنبري ، كما قاله ابن حبان في الثقات ٥/١٨٧ ، والسمعاني في الأنساب ٤/٢٤٥ ـ ٢٤٦ .. وغيرهما.

٤١

وأبو مسلم (١) ، ومسروق (٢) ، والحسن (٣) ، وأسود بن بريد (٤).

__________________

(١) هو : أبو مسلم الغفاري ؛ أهبان بن صيفي ، وقد عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله : ٥ برقم ٣٥ [الطبعة الحيدرية ، وفي طبعة جماعة المدرسين : ٢٤ برقم (٣٤)] من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وقال : سيء الرأي في علي عليه السلام ، ومثله في الخلاصة : ٢٠٦ برقم ٢ .. وغيره ، وسيأتي عن الكشي رحمه اللّه كونه فاجرا مرائيا ، وصاحب معاوية ، وكان يحث الناس على قتال أمير المؤمنين عليه السلام ، واحتمل الشيخ الجد رحمه اللّه في التنقيح ١١/٣١٦ ـ ٣١٧ كون أبو مسلم غير أهبان ، واختار الشيخ الوالد حفظ اللّه كون أبو مسلم هو الخولاني ، لا هذا ، فراجع ، ولاحظ : الكنى والألقاب للقمي ١/١٥٨.

(٢) هذا هو : مسروق بن الأجدع الذي كان عشارا لمعاوية ، وهو غير مسروق بن الأجدع الهمداني الكوفي الذي كان مع أمير المؤمنين (ع) في حرب الخوارج ، وقيل : باتحادهما. لاحظ : ترجمتهما في تنقيح المقال ٣/٢١١ (من الطبعة الحجرية) ، والتحرير الطاوسي : ٥٥٧ ـ ٥٥٨ برقم ٤١٧ .. وغيرهما.

(٣) ستأتي ترجمة الحسن البصري قريبا ، وقد حكي عن الكشي كونه كان يلقي كلّ فريق بما يهوون ، ويتّضح للرئاسة ، وكان رئيس القدرية .. ولم أجده فيه.

لاحظ : الأسرار فيما كنّي وعرف به الأشرار ٤/٧٠ ـ ٧٣ عن عدة مصادر.

(٤) كذا ، والظاهر هو : ابن يزيد بن قيس النخعي ، الذي عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله : ٣٥ برقم (١٦) من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.

كما وقد عدّه ابن أبي الحديد في شرحه ٤/٩٨ من المنحرفين عن أمير المؤمنين عليه السلام ، وأنّه مات على ذلك ، ولذا وثّقه أكثر العامة! لاحظ ترجمته في تنقيح المقال ١١/٤٤ ـ ٤٦ برقم (٢٥١١).

٤٢

فالأربعة الأوّل من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وهم زهّاد أتقياء حقّا وصدقا.

والأربعة الأخيرة من الفجرة الفسقة ، على ما يستفاد من الكشي (١) ، والسيد الداماد (٢) .. وغيرهما (٣). واشتهارهم بالزهد صوري ، وإنّما كان زهدهم على طريق التدليس والتلبيس والشيطنة ، ولهم أقران في هذا الزمان! أعاذنا اللّه تعالى من شرهم في الدنيا والآخرة (٤).

وقد روى الكشي (٥) في ترجمة الزهاد الثمانية ، عن علي بن محمّد بن

__________________

(١) رجال الكشي : ٩٧ ـ ٩٨ برقم ١٥٤ [١/٣١٣] ـ وستأتي عبارته ـ وليس فيها : أسود بن يزيد.

(٢) لم نجده في الرواشح السماوية ، ولعلّه في سائر كتبه طاب ثراه.

(٣) لاحظ : عوائد الأيام للنراقي : ٢٩٠ ، وخاتمة المستدرك ١/٢٠٧ ، والكنى والألقاب ٢/٣٠٠ .. وغيرها.

(٤) أقول : روى ابن عبد ربّه الأندلسي في العقد الفريد ٣/١٧١ : عن العتبي ، عن أشياخه أنّه : انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين : عامر بن عبد القيس ، والحسن بن أبي الحسن البصري ، وهرم بن حيان ، وأبي مسلم الخولاني ، واويس القرني ، والربيع بن خثيم ، ومسروق بن الأجدع ، والأسود بن يزيد.

(٥) في رجاله (اختيار معرفة الرجال) : ٩٧ ـ ٩٨ برقم ١٥٤.

وانظر صفحة : ٩٨ ـ ١٠٠ حديث ١٥٥ ، و ١٥٦ ، و ١٥٧ ، و ١٥٨ ترجمة الحسن البصري.

ولاحظ : خاتمة المستدرك ١/٢٠٧ ، ومعجم رجال الحديث ٤/٢٧٢ .. وغيرهما.

٤٣

قتيبة ، قال : سئل أبو محمّد الفضل بن شاذان عن الزهاد الثمانية ، فقال : الربيع بن خيثم (١) ، وهرم بن حيّان ، واويس القرني ، وعامر بن عبد قيس (٢) .. وكانوا مع علي عليه السلام ومن أصحابه ، وكانوا زهادا أتقياء.

وأمّا أبو مسلم ؛ فإنّه كان فاجرا مرائيا ، وكان صاحب معاوية ، وهو الذي كان يحثّ الناس على قتال علي عليه السلام ، وقال لعلي عليه السلام : ادفع إلينا المهاجرين والأنصار (٣) حتّى نقتلهم بعثمان ..! فأبى عليه السلام ، فقال أبو مسلم : الآن طاب الضراب ..! وإنّما كان وضع فخّا ومصيدة (٤).

وأمّا مسروق ؛ فإنّه كان عشّارا (٥) لمعاوية ، ومات في عمله ذلك

__________________

(١) كذا ، وفي المصدر : خثيم ، وكذا في الخلاصة : ٧١ برقم ١ ، وضبطه بذلك ، وهو الظاهر.

(٢) ومثله في الخلاصة : ١٢٤ برقم ٢.

(٣) في رجال الكشي ؛ بتقديم وتأخير.

(٤) كما في بحار الأنوار ٣٣/١١٠ ذيل حديث ٤٠٨ : عن نصر بن مزاحم في كتاب صفين : ٨٦. ولاحظ : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٥/٧٥ .. وغيره.

(٥) العشار : مأخوذ من التعشير ، وهو أخذ العشر من أموال الناس بأمر الظالم ، يقال : عشرت القوم عشرا ـ بالضم ـ أخذت منهم عشر أموالهم ، قاله الطريحي في المجمع ٢/١٨٤.

٤٤

بموضع استعمل (١) من واسط على دجلة ، يقال لها (٢) : الرصافة ، وقبره هناك.

والحسن ؛ هو الحسن البصري المشهور (٣) .. كان يلقى كلّ أهل فرق (٤) بما يهوون ، ويتصنّع للرياسة ، وكان رئيس القدريّة (٥).

واويس القرني ؛ مفضّلا (*) عليهم كلّهم. انتهى ما نقله الكشي (٦).

__________________

(١) كذا ، والصحيح : أسفل ، كما في رجال الكشي.

(٢) كذا ، والصحيح : له ، كما في المصدر.

(٣) لا توجد جملة : (هو الحسن البصري المشهور) في المصدر ، ولعلّها توضيح منه قدّس سرّه.

(٤) في المصدر : يلقى أهل كل فرقة .. وهو الظاهر.

(٥) لاحظ : المعارف لابن قتيبة : ٤٤٠ ـ ٤٤١ ، ورجال الشيخ الطوسي : ٣٧٥ ، والاحتجاج ١/٢٥٠ ـ ٢٥١ .. وغيرها.

وقد تعرّض لموارد من انحرافاته في بحار الأنوار ٢٨/١٥٨ ـ ١٥٩ .. وغيرها في غيره.

(*) الظّاهر : مفضل. [منه (قدّس سرّه)].

أقول : وجه استظهار الماتن رحمه اللّه هو كون (مفضّل) خبرا لاويس ، وإلاّ كان المبتدأ بلا خبر ، ولو كان حالا لكان المبتدأ بلا خبر ، كما كنت أخال ذلك أوّلا.

(٦) وجاء في ذيل رواية اخرى أوردها الكشي في رجاله : ٩٨ برقم ١٥٥ : عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وفيها يقول : «خير التابعين ـ أو من خير التابعين ـ اويس القرني ..»

ولاحظ منه : صفحة : ٩٩ ذيل حديث ١٥٦ ، وصفحة : ١٠٠ حديث ١٥٧.

٤٥

وأقول : قد ذكر سبعة من الزهاد الثمانية ، أربعة من الزهاد الأتقياء ، وثلاثة من الزهاد المطعونين. ولم يذكر الثامن.

وقيل : إنّ الثامن هو : أسود بن يزيد النخعي ، ذكره الشيخ رحمه اللّه في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام (١).

وعن بعض الفضلاء أنّ الثامن هو : جرير بن عبد اللّه البجلي (٢) ، وهو الذي قدم الشام برسالة أمير المؤمنين عليه السلام إلى معاوية (٣) ، أسلم في السنة التي قبض فيها النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وقيل (٤) : كان طوله ستّة أذرع (٥).

__________________

(١) رجال الشيخ الطوسي : ٥٧ برقم ٤٨٢.

(٢) انظر ترجمته في تنقيح المقال ١/٢١٠ [من الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١٤/٣١٨ ـ ٣٢٦ برقم (٣٧٢٥)].

(٢) كما جاء في نهج البلاغة : ٨٤ برقم ٤٢ ، وانظر : بحار الأنوار ٣٢/٣٥٦ و ٣٩٢ برقم ٣٦٣ ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣/١٠٨ و ١٤/٤٥ .. وغيرهما.

(٤) كما في رجال الشيخ رحمه اللّه : ٣٣ برقم ١٤٨ ، وكذا في رجال ابن داود : ٨١ برقم ٢٩٢ ، ورجال العلاّمة : ٣٦ برقم ٢ ، وخاتمة مستدرك الوسائل ١ (١٩)/٢٠٧ .. وغيرها.

(٥) وقد روى في الكافي الشريف ٣/٤٩٠ (باب المساجد) : عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، إنّ أمير المؤمنين عليه السلام نهى بالكوفة عن الصلاة في خمس مساجد ، أحدها مسجد هذا .. ومثله في التهذيب ٣/٢٤٩ ، و ٦/٣٩ ، والخصال ١/٣٠١ ، بل عدّ في المستدرك على الوسائل ٣/٣٩٧ مسجده من المساجد الملعونة.

٤٦

ومنها :

التابعون (١)

__________________

ولاحظ : أمالي الشيخ الطوسي : ١٦٨ ، والخصال ١/٣٠٠ ، وروضة الواعظين ٢/٣٣١ ، وقد كان عاملا لعثمان على ثغر همدان ، كما في وقعة صفين : ١٥ .. وغيره ، وفي بحار الأنوار ٣٢/٣٥٩ و ٣٩٣ .. وغيرها.

قال في بحار الأنوار ٣٤/٢٨٨ : وكان الأشعث بن قيس وجرير بن عبد اللّه البجلي يبغضانه [عليه السلام] ، وهدم علي [عليه السلام] دار جرير ..

وانظر ما قاله ابن أبي الحديد في شرحه ١/٢٨ ، وبيعة جرير بن عبد اللّه البجلي لأمير المؤمنين في شرح النهج ٣/٧٠ ـ ٧٣ و ١١٥ من مفارقته له عليه السلام ..

ولاحظ نسب جرير وبعض أخباره في الشرح المزبور ٣/١١٧ ـ ١١٨ ، و ٤/٩٣ ، وفيه : خرج هو وجرير بن عبد اللّه البجلي من الكوفة إلى قرقيسا ، وقالا : لا نقيم ببلدة يعاب فيهما عثمان! ، ولاحظ منه ١٤/٣٨ ـ ٤٠ في ذهاب جرير عند معاوية.

وانظر ترجمته في رجال الشيخ الطوسي رحمه اللّه : ٥٩ برقم ٥٠٢ ، والخلاصة : ٣٦ برقم ٢ ، رجال ابن داود : ١٣٧ برقم ٥٣٦ .. وغيرها.

(١) أقول : لم أفهم وجه هذا العنوان وما دخله في المقام ، إذ لا تعدّ هذه اللفظة إلاّ نظير الصحابة ، وأتباع التابعين .. وغيرهم ، وقد أوضحنا في مقباس الهداية ٣/٣١١ ـ ٣١٣ [الطبعة المحقّقة الاولى] معنى اللفظة ، وقلنا في تعريفها : هو من لقي الصحابي مؤمنا بالنبي صلّى اللّه عليه وآله ومات على الإيمان ، وإن تخللت ردته بين كونه مؤمنا وبين موته مسلما ..

٤٧

قال الكشي (١) :

قال الفضل بن شاذان : فمن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم ؛ جندب بن زهير ـ قاتل الساحر (٢) ـ ، وعبد اللّه بن بديل ، وحجر بن عدي ، وسليمان

__________________

وقيل : من صحب الصحابي ولا يكفي لقياه ..

وقيل : من لقيه وإن لم يصحبه ..

وذكرت للفظة شروط هناك ، كما أنّه قد صرّح المصنف قدّس سرّه في مقباس الهداية ٣/٤٨ أنّ هذه اللفظة من الألفاظ المستعملة في كتب الرجال ولا تفيد مدحا ولا قدحا .. ثمّ ذكرنا في مستدركاتنا : التابعي الصغير ٥/٣٥٥ ، والتابعي الكبير ١/٣٤٠ ـ ٣٤١ ، و ٥/٣٥٤ ـ ٣٥٥ ، وقد قسّم التابعي إلى مخضرم وغيره ، كما في مقباس الهداية ٣/٣١٢ [كلّ هذا في الطبعة المحقّقة الاولى من المقباس] ..

وقد أدرجنا هناك مصادر كثيرة فراجعها ، ونزيد هنا ما ذكره النووي في تهذيب الأسماء واللغات ١/١٤ من بحث مسهب في المقام.

(٤) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) : ٦٩ برقم ١٢٤.

(٢) وهو الأزدي ؛ من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وشارك في حروبه ، وقيل : قد قتل في صفين ، كما في المناقب ٣/١٨١ ، ولعلّه غيره ، وقيل : لم يثبت ؛ لما روي في الخرائج والجرائح ٢/٧٥٥ ـ وعنه في بحار الأنوار ٣٣/٣٨٥ برقم ٦١٦ ـ قال : وكان من شرطة الخميس ، كما في الاختصاص : ٦ ، ومن أصحاب البرانس ، كما في أعلام الدين : ١٣٨ ، وكنز الفوائد ١/٨٨ ، وبحار الأنوار ٦٨/١٩٢ .. وغيرها.

أقول : ذكر ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ١٧/٢٤١ : أنّ قاتل الساحر هو : جندب بن كعب الأزدي ، لا ابن زهير.

لاحظ : تنقيح المقال ١٦/٢٨٩ ـ ٢٩٢ برقم (٤٢٣٩) [من الطبعة المحقّقة].

٤٨

ابن صرد ، والمسيّب بن نجية (١) ، وعلقمة ، والأشتر ، وسعيد بن قيس .. وأشباههم كثير ، أفناهم (٢) الحرب ، ثمّ كثروا بعد حتّى قتلوا مع الحسين عليه السلام وبعده.

__________________

(١) في المصدر : نجبة ، وهو الظاهر ، وقد جاء في الأخبار كثيرا كما في بحار الأنوار ٢٢/٣٨٦ وفيه : المسيب بن نجبة الفزاري ، ولاحظ : الإرشاد ٢/٣٦ ، وأمالي الشيخ الطوسي : ٢٣٠ ، ودلائل الإمامة : ٨١ ، وروضة الواعظين ١/١٧٢ ، وشرح نهج البلاغة ٤/١٠٤ ـ ١٠٦ .. وموارد عديدة اخرى ، وكذا في شواهد التنزيل ١/٤٩٠ ، والغارات ٢/٣٣٥ ، ٣٩٢ ، وهو الذي جاء في رجال الشيخ الطوسي رحمه اللّه : ٩٦ برقم ٩٥٢ وأسانيد رجال الكشي : ١٩ و ٦٩ ، وعليه ما ورد في المتن غير تام وإن جاء في الأسانيد نادرا تصحيفا ، مع الجزم بأنّهما واحد. لاحظ : تنقيح المقال ٣/٢١٧ [الطبعة الحجرية].

وجاء اسم المسيب بن نجية أيضا في أمالي الشيخ الصدوق رحمه اللّه : ٢٥٢ ، وبحار الأنوار ٢٢/٣١٨ ، وكذا في المناقب لابن شهر آشوب ٢/١٥١ ، و ٤/٣٥ ، ٨٩ .. وغيرها.

(٢) كذا ، ولعلها : أفنتهم.

٤٩

ومنها :

الفقهاء

جمع الفقيه ، صفة مشبّهة من الفقه ؛ بمعنى الفهم لغة (١). وقد اصطلحوا إطلاقه على العارف بقدر معتدّ به من فروع الأحكام عن استنباط واستدلال (٢).

وقد عدّ الكشي جمعا من فقهاء أصحاب الصادقين عليهما السلام ، حيث قال (٣) :

__________________

(١) لاحظ كتب اللغة ؛ كالصحاح للجوهري ٦/٢٢٤٣ ، والجمهرة لابن دريد ٣/١٥٧ ، ولسان العرب لابن منظور ١٣/٥٢٢ .. وغيرها ، وكلّها اريد منها الفهم ، وكذا الإدراك ، وفي الآيات الكريمة والروايات الشريفة إطلاقات شائعة بهذا المعنى ، كما أنّ الفقه له مدلوله الخاص في القانون أعم من المدني والجزائي.

انظر : مقدمة كتاب : المرتقى (الزكاة)١/٩ ـ ٢٥.

وعلى كلّ ؛ لم أفهم وجه لهذا العنوان يغاير مفهوم أصحاب الإجماع الذي ذكر في علم الدراية ، فتدبّر.

(٢) كما وقد عقد الشيخ الجزائري في خاتمة الحاوي ٤/٥٠٦ ـ ٥٠٨ التنبيه الثالث عشر في ضبط رجال أجمعت العصابة على تصديقهم ، وهم ثمانية عشر رجلا .. ثمّ عدّهم تحت عنوان : الستة الاولى .. الستة الثانية .. الستة الثالثة ، وقد مرّت لهم مصادر جمّة في تعاليقنا على كتاب مقباس الهداية ٢/١٧١ ـ ٢٠٨ [الطبعة المحقّقة الاولى ، فراجع].

(٣) رجال الكشي : ٢٣٨ [٢/٥٠٧] برقم ٤٣١ (٢٠٦) تحت عنوان : تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر عليه السلام (صفحة : ١٥٥ من طبعة الهند ، مع اختلاف يسير بينهما) ، ثمّ أورد أحاديث كثيرة في مدحهم ، وجلالتهم ، وعلوّ منزلتهم ، والأمر بالرجوع إليهم.

٥٠

اجتمعت (١) العصابة على تصديق هؤلاء الأوّلين من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد اللّه [عليهما السلام] ، وانقادوا لهم بالفقه ، فقالوا : أفقه الأوّلين ستّة : زرارة ، ومعروف بن خربّوذ ، وبريد [العجلي] (٢) ، وأبو بصير الأسدي ، والفضيل بن يسار ، ومحمّد بن مسلم الطائفي (٣) ، قالوا : وأفقه الستة زرارة.

وقال بعضهم مكان أبو بصير (٤) الأسدي : أبو بصير المرادي ، وهو ليث ابن البختري (٥) ..

__________________

(١) كذا ، وفي المصادر : أجمعت .. وما هنا جاء في رجال الكشي طبعة جامعة مشهد (الهند) فقط.

(٢) ذكره ابن داود في رجاله (عمود) : ٦٥ ـ ٦٦ برقم ٢٢٩ وترجمه ، ثمّ قال : أقول : هو أحد الخمسة المخبتين الذين اتفقت العصابة على توثيقهم [وفقههم] .. وكرّر ذكره في (عمود) : ٤٢٩ ـ ٤٣٠ برقم ٧١ ، ونقل مجمل عبارة الكشي.

(٣) في حاوي الأقوال ٤/٥٠٦ حاكيا ذلك عن الكشي ، قال : الطالقاني.

(٤) في رجال الكشي : أبي بصير ، وكلاهما يصح.

(٥) أقول : المعروف أنّ الشيخ أبا عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي صاحب الرجال هو الأصل في دعوى الإجماع ، وأنّ من جاء بعده نقله عنه ، إلاّ أنّه يظهر بالتتبع في كلماته رحمه اللّه أنّه قد سبقه غيره في دعوى الإجماع ، إذ قال مثلا في فضالة بن أيوب ـ كما سيأتي ـ : .. وقال بعضهم مكان ابن فضال (وفي نسخة : فضالة بن أيوب) : عثمان بن عيسى .. وتارة يقول : أو منهم فلان ، أو زعم أبو إسحاق الفقيه .. وغير ذلك ممّا يكشف عن قدم المسألة عن زمانه.

بل يظهر ما هو أبلغ من هذا من الشيخ في عدّة الاصول ١/٣٨٠ ـ ٣٨٢ ، حيث قال

٥١

ثمّ سمّى الفقهاء من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام خاصّة ، فقال (١) : أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ من (٢) هؤلاء ، وتصديقهم لما يقولون ،

__________________

وأنّه عملت الطائفة .. في أكثر من مورد ، وقوله في ١/٣٨٤ : قدّمت الطائفة ما يرويه زرارة ، ومحمّد بن مسلم .. إلى آخره ، وكذا قوله في ١/٣٨٦ : سوّت الطائفة بين ما يرويه محمّد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى .. إلى آخره ، وحكي عن الشيخ دعوى الإجماع على العمل بمراسيل بعض الأجلاّء فضلا عن مسانيدهم .. ولا يخفى أنّ دعوى العمل ، وكونه معمولا به غير دعوى الإجماع ، وغير تصحيح ما يصحّ عنهم .. فتدبّر.

ثمّ ربّما يشارك الكشي النجاشي وكذا العلاّمة لا بطريق النقل عنه ..

ثمّ إنّ للكشي عبارات غير دعوى الإجماع مثل : إنّه ممّن أجمعت العصابة على تصديقه والإقرار له بالفقه .. كما قاله في الفضيل [صفحة : ٢٣٨ برقم ٤٣١].

وأضاف ابن داود في رجاله : ١٣٣ (صفحة : ٨٤ القسم الأوّل) في ترجمة حمدان بن أحمد نقل حديث عن الكشي أنّه قال : هو من خاصة الخاصة ؛ أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه ، والإقرار له بالفقه ..

واحتمل شيخنا النوري في خاتمة مستدركه ٣/٧٥٧ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٤/٤٢٨] : أنّ ابن داود أخذ العبارة من أصل رجال الكشي لا ما هو الذي بأيدينا : اختيار معرفة الرجال ، الذي هو مختار الشيخ الطوسي قدّس سرّه من رجاله.

ونقل الشهيد الثاني في الروضة البهية ٦/٣٨ ـ ٣٩ (كتاب الطلاق) عن الشيخ قوله : إنّ العصابة أجمعت على تصحيح ما يصحّ عن عبد اللّه بن بكير ، وأقرّوا له بالفقه والثقة .. إلى غير ذلك من كلماتهم.

(١) رجال الكشي : ٣٧٥ [٢/٦٧٣] برقم ٧٠٥ ، صفحة : ٣٢٢ ، أو صفحة : ٢٣٩ (طبعة الهند) تحت عنوان تسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبد اللّه (عليه السلام) .. ثمّ ذكر جملة أحاديث في حقهم ومدحهم وعلوّ شأنهم.

(٢) كذا ، والظاهر : عن ، وما هنا جاء في رجال الكشي طبعة جامعة طهران ، وكذا في

٥٢

وأقرّوا لهم بالفقه ـ من دون أولئك الستّة الذين عدّدناهم وسمّيناهم ـ ، وهم (١) ستّة نفر : جميل بن درّاج ، وعبد اللّه بن مسكان ، وعبد اللّه بن بكير ، وحمّاد بن عيسى ، وحمّاد بن عثمان ، وأبان بن عثمان (٢).

قالوا : وزعم أبو إسحاق الفقيه ـ وهو (٣) ثعلبة بن ميمون ـ أنّ

__________________

حاوي الأقوال عند حكايته عن الكشي.

(١) لا توجد : وهم ، في المصدر طبعة جامعة مشهد (الهند).

(٢) وحكى العلاّمة الحلي هذه العبارة عن الكشي في خلاصته : ٣٤ برقم ١ في ترجمة جميل ابن دراج ، وكذا انظر بحار الأنوار ١٠٠/١٣٣ بيان حديث ٢٤.

وكذا أوردها في رجاله : ٥٦ برقم ٣ في ترجمة : حمّاد بن عثمان.

قال ابن داود في رجاله (عمود) : ١١ ـ ١٢ برقم ٦ في ترجمة أبان بن عثمان : .. من الستة الذين أجمعت العصابة على تقديمهم .. ثمّ ذكرهم وزاد : وجميل بن دراج أفقههم .. إلى آخره.

قال ابن شهر آشوب في مناقبه ٣/٤٠٠ من الطبعة الاولى [٤/٢٧٩ من طبعة قم] ، ـ وحكاه عنه العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ٤٧/٣٥٠ حديث ٥٢ ـ في ترجمة الإمام الصادق عليه السلام ، قال : وأجمعت العصابة على تصديق ستّة من فقهائه عليه السلام ، وهم .. ثمّ عدّدهم.

وقال ـ قبل ذلك في ترجمة الإمام الباقر عليه السلام من مناقبه ٣/٣٤٠ [الطبعة الاولى ، وفي طبعة قم ٤/٢١١] ـ : .. واجتمعت العصابة أنّ أفقه الأولين ستة ، وهم أصحاب أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليه السلام ، وهم : زرارة بن أعين ، ومعروف بن خربوذ المكي ، وأبو بصير الأسدي ، والفضيل بن يسار ، ومحمّد بن مسلم الطائفي ، ويزيد بن معاوية العجلي.

(٣) في المصدر : يعني.

٥٣

أفقه هؤلاء جميل بن درّاج .. وهم أحداث أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام.

ثمّ سمّى الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا عليهما السلام ، فقال (١) : اجتمع (٢) أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عن هؤلاء وتصديقهم ، وأقرّوا لهم بالفقه والعلم ، وهم ستّة نفر أخر ـ دون الستّة النفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام ـ منهم : يونس بن عبد الرحمن ، وصفوان بن يحيى بيّاع السابري ، ومحمّد بن أبي عمير ، وعبد اللّه بن المغيرة ، والحسن بن محبوب ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر.

وقال بعضهم مكان الحسن بن محبوب : الحسن بن علي بن فضّال. وفضالة بن أيّوب .. وقال بعضهم مكان فضالة (٣) : عثمان بن عيسى.

وأفقه هؤلاء يونس بن عبد الرحمن ، وصفوان بن يحيى. انتهى ما في الكشي (٤).

__________________

(١) رجال الكشي : ٥٥٦ [٢/٨٣٠] برقم ١٠٥٠ [وفي صفحة : ٤٦٦ ، وطبعة الهند صفحة : ٣٤٤] ، وذكر بعد ذلك مجموعة من الروايات في حقهم ومدحهم ومقامهم.

(٢) كذا ، والظاهر : أجمع ، كما في المصدر على اختلاف طبعاته ، ومن حكى عنه كالحاوي.

(٣) في رجال الكشي في بعض نسخه : مكان ابن فضال .. وفي آخر : فضالة بن أيوب ..

(٤) أقول : لاحظ : جامع الرواة ١/١٦٥ ، وصفحة : ٢٣٩ ، و ٢/٣٤٤ ، وصفحة :

٥٤

__________________

٣٥٧ ، والمناقب لابن شهر آشوب ٤/٢١١ ، وصفحة : ٢٨٠ ، وصفحة : ٣٢٥ ، ورجال ابن داود : ٨٤ ، ورجال السيّد بحر العلوم ٣/٣٦٦ ، وحاوي الأقوال ٤/٥٠٦ ـ ٥٠٨ ، وزاد المجتهدين ١/٢٠٠ ـ ٢١٢ ، والرواشح السماوية ـ الراشحة الثالثة ـ : ٤٧ ، وقوانين الاصول ١/٣٧٧ الباب السادس ، التنبيه الخامس ، وتعليقة الوحيد البهبهاني المطبوعة في أوّل منهج المقال : ٢٩ [من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة من المنهج ١/١٠٩ ـ ١١٣ (الفائدة الثانية)] ، والوافي ـ المقدمة الثانية ـ ١/١٢ .. وغيرهم.

ولاحظ ما استدركناه برقم (١٧٣) على أصحاب الإجماع والاختلافات الأساسية فيه من كتابنا مستدركات مقباس الهداية ٦/١١٣ ـ ١١٦ [الطبعة المحقّقة الاولى] وما يليه من المستدركات.

قال الشيخ الجد قدّس سرّه في ألفاظ المدح من مقباس الهداية ٢/١٧١ ـ ٢٠٨ : ومنها قولهم : أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه ، قال : لا شبهة في وقوع هذا الإجماع في حق جمع ، وأوّل من ادّعاه ـ فيما نعلم ـ الشيخ الثقة الجليل أبو عمرو الكشي في رجاله ، ثمّ الشيخ رحمه اللّه ، والنجاشي .. ثمّ من بعدهما من المتقدمين والمتأخرين كابن طاوس ، والعلاّمة ، وابن داود ، وصاحب المعالم ، والشهيدين ، والشيخ سليمان ، والسيّد الداماد .. وغيرهم.

وقد ذكرنا مصادر كلماتهم هناك وناقشنا كلام الشيخ الجد ، ووجه دعوى الإجماع ، والمراد من العبارة ، وتعداد الجماعة ، وتعيين أسمائهم ، وما فيه من مناقشات من الأعلام .. ولا أرى وجها لتكرار ما هناك.

ويظهر ممّا نقله المصنف قدّس سرّه هنا أنّ أصحاب الإجماع طائفتان :

إحداهما : من حكى الإجماع على تصديقهم.

٥٥

ومنها :

السابقون (١)

قال الكشي (٢) : قال الفضل بن شاذان : .. إنّ من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام ؛ أبو الهيثم (٣) ابن

__________________

ـ ثانيتهما : من حكى الإجماع على تصحيح ما يصحّ عنهم.

وبينهما فرق سلف في تحقيقنا لمقباس الهداية ، وأنّ دعوى الكشي في تصديق الستة الأوائل وتوثيقهم دون غيرهم ، فتأمل.

وانظر : مستدركات مقباس الهداية ، مستدرك برقم (١٧٤) بقية الأقوال والوجوه في المسألة ، ومستدرك برقم (١٧٥) فوائد حول أصحاب الاجماع .. وكلّها حريّة بالمراجعة ، ولنا عليها ملاحظات وإضافات ستلحق في كتابنا (قبس مقباس الهداية).

ولاحظ : نتائج مقباس الهداية ٧/٢٦ ـ ٢٩ [الطبعة المحقّقة الاولى].

(١) الظاهر أنّ الكلمة لوحدها بدون متعلق لا معنى لها ؛ قال المرحوم الدربندي في القواميس : ٦٠ ـ بترقيمنا من نسخة خطية عندنا ـ : .. ثمّ لا يخفى عليك أنّه يمكن أن يقال : إنّ ما ورد في جملة من الأخبار في شأن جمع من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام أنّهم من السابقين الراجعين إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، وهكذا مثل أنّهم كانوا من خواصّه وبطانته .. وكذا ما يؤدي هذا المؤدى يفيد الدرجة العليا من المدح بحيث يمكن إلحاقة بالتوثيق.

(٢) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) : ٣٨ برقم ٧٨.

(٣) كذا ، ولعلّ هذا و: أبو أيوب ، و: أبو سعيد .. كلّها بالنصب (أبا) فتدّبر.

٥٦

التيهان (١) ، وأبو أيّوب ، وخزيمة بن ثابت (٢) ، وجابر بن عبد اللّه (٣) ، وزيد بن أرقم (٤) ، وأبو سعيد الخدري (٥) ، وسهل بن حنيف ، والبراء بن مالك ، وعثمان بن حنيف (٦) ، وعبادة بن الصامت (٧) ..

ثمّ ممّن دونهم : قيس بن سعد بن عبادة (٨) ، وعدي بن حاتم (٩) ،

__________________

(١) قاله ابن داود في رجاله (عمود) : ٤٠٦ ـ ٤٠٧ برقم ٩٥ ، ومثله في رجال العلاّمة الحلّي : ١٨٩ برقم ٢١ في باب الكنى.

(٢) وقد حكاه العلاّمة عن الفضل في الخلاصة : ٦٦ برقم ٣ عنه.

(٣) وقد نقله العلاّمة الحلّي رحمه اللّه في رجاله : ٣٤ ـ ٣٥ برقم ١ : عن الفضل بن شاذان.

(٤) حكاه ابن داود في رجاله (عمود) : ١٦٢ برقم ٦٤٥ : عن ابن شاذان ، وأورده العلاّمة ـ أيضا ـ في رجاله : ٧٤ برقم ٤ في ترجمته.

(٥) وقاله ابن داود في رجاله (عمود) : ٣٩٩ باب الكنى رقم ٤٣ ، وزاد عليه : كان مستقيما ، ومثله في رجال العلاّمة الحلّي : ١٨٩ برقم ٢٠ من باب الكنى.

(٦) حكاه عن الفضل بن شاذان العلاّمة الحلّي رحمه اللّه في رجاله : ١٢٥ ـ ١٢٦ برقم ١ في ترجمته.

(٧) وقد حكاه في الخلاصة : ١٢٩ برقم ٤ : عن الفضل ، وقال ـ قبل ذاك ـ : ابن أخي أبي ذر ، ممّن أقام بالبصرة ، وكان شيعيا من السابقين .. إلى آخره.

(٨) حكاه في الخلاصة : ١٣٤ برقم ١ ، وزاد : وهو مشكور لم يبايع أبي بكر.

(٩) قال العلاّمة المجلسي رحمه اللّه في بحار الأنوار ٦٥/٢٨٠ ذيل حديث ٢٨ : .. إنّما أوردت هذا الخبر ـ مع كونه عاميا ـ لأنّ راويه ـ وهو عدي ـ كان من خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان معه في غزواته. ـ

٥٧

وعمرو بن الحمق ، وعمران بن الحصين ، وبريدة الأسلمي (١) .. وبشر كثير (٢). انتهى.

__________________

ـ ثمّ قال : وقال الفضل بن شاذان : إنّه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام .. إلى آخره.

وقد ذكر ذلك ابن داود في رجاله : ٢٣٣ برقم ٩٧٣.

(١) قال ابن داود في رجاله (عمود) : ٦٧ برقم ٢٣٠ : بريدة بن خضيب الأسلمي الخزاعي (ي)(جخ) مدني عربي من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، وقال العلاّمة في الخلاصة : ٢٧ برقم ٢ : بريد الأسلمي ؛ من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام هو والبراء بن مالك ، قاله الفضل ابن شاذان.

(٢) لقد ورد في بعض النسخ من رجال الكشي المطبوعة : بشر بن كثير ، وقد عدّ من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ـ كما في تنقيح المقال ١/١٧٤ (الطبعة الحجرية) في عداد المسمين ب‌ : بشر ، وعدّ حديثه من أوّل درجة الصحاح ، وتابعه غيره ، والحق أنّ ما أثبت هنا هو الصواب ، والمراد من اللفظة هي أنّ البشر ـ بمعنى الجمع ـ وهم الأفراد والرجال ، وكثير صفة لهم ، كما هو واضح ، فتدبّر وأغتنم.

٥٨

ومنها :

الحواريّون (١)

__________________

(١) أقول : سبق وأن قلنا : إنّ هذه اللفظة قد تكررت قريبا ، فلاحظ.

والحواريون : جمع حور ، قال في الصحاح ٢/٦٣٨ ـ ٦٣٩ : حار يحور حورا وحورا : رجع ، يقال : حار بعد ما كار ... وقيل لأصحاب عيسى عليه السلام : الحواريون ؛ لأنّهم كانوا قصّارين.

وفي القاموس المحيط ٢/١٥ : والحواري : الناصر ، أو ناصر الأنبياء.

وجاء في النهاية ١/٤٥٨ : .. ومنه الحواريون أصحاب المسيح عليه السلام .. أي خلصاؤه وأنصاره ، وأصله من التحوير : التبييض ، قالوا : إنّهم كانوا قصّارين يحوّرون الثياب ، أي يبيضونها.

وانظر : لسان العرب ٤/٢١٧ ـ ٢٢٢ ، والمصباح المنير ١/١٥٥ .. وغيرها من كتب اللغة.

أقول : روى الشيخ الصدوق رحمه اللّه في عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢/٧٩ حديث ١٠ ـ مسندا ـ في حديث قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : لم سمّي الحواريون الحواريين؟ قال : «أما عند الناس فإنّهم سمّوا حواريين ؛ لأنّهم كانوا قصّارين يخلصون الثياب من الوسخ بالغسل .. وأما عندنا فسمّي الحواريون : الحواريين ؛ لأنّهم كانوا مخلصين في أنفسهم ، ومخلّصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير ..».

قال العلاّمة المجلسي رحمه اللّه في بحار الأنوار ٧٣/٨٠ ـ في بيان له ذيل كلام الراغب : قيل : كانوا قصارين ، وقيل : كانوا صيادين .. ـ : قال بعض العلماء : إنّما سمّوا حواريين ؛ لأنّهم كانوا يطهرون نفوس الناس ـ بإفادتهم الدين والعلم ـ المشار إليه بقوله : ـ

٥٩

__________________

ـ (إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [سورة الأحزاب (٣٣) : ٣٣].

قال : وإنّما قيل : كانوا قصارين على التمثيل والتشبيه وتصور منه من لم يتخصص بمعرفة الحقائق المهنة [كذا ، ولعلّه : المهمة] المتداولة بين العامة.

قال : وإنّما قال : كانوا صيادين ؛ لاصطيادهم نفوس الناس من الحيرة ، وقودهم إلى الحق.!

وقال ـ أيضا ـ في ٧٣/١١ : وقد قيل إنّهم سمّوا حواريين لنقاء ثيابهم ، وقيل : لنقاء قلوبهم ، وقيل : الحواري بمعنى الناصر ، وقد كانوا الحواريون أنصار عيسى عليه السلام ، وقيل : لأنّهم كانوا نورانيين عليهم آثار العبادة ونورها وحسنها .. وذكر وجوه اخرى كثيرة ، فراجعها.

وقال أبو عبيد في كتابه غريب الحديث ٢/١٥ ـ ١٦ : الحواريين ؛ وهم أصحاب عيسى بن مريم صلوات اللّه على نبينا وعليه ، وإنّما سمّوا حواريين ؛ لأنّهم كانوا يغسّلون الثياب .. أي يحورونها ، وهو التبييض ، يقال : حورت الشيء : إذا بيضته ، ومنه امرأة حوارية .. إذا كانت بيضاء ..

وقال الزمخشري في الفائق ١/٣٣١ : حواريوا الأنبياء : صفوتهم والمخلصون لهم ، من الحور ؛ وهو أن يصفو بياض العين ويشتدّ خلوصه فيصفو سوادها.

وقد عدّ الدربندي رحمه اللّه في كتابه القواميس : ٥٩ (الخطي) هذه اللفظة ثاني مراتب التعديل ، وما هو أعلى درجة في درجات التزكية ـ بعد محدّث ـ.

انظر : مستدركات مقباس الهداية ٦/١٥٤ ـ ١٥٥ [الطبعة الاولى المحقّقة].

وقد عقد العلاّمة المجلسي رحمه اللّه في بحار الأنوار ١٤/٢٧٢ ـ ٢٨٢ باب ٢٠ ـ من كتاب النبوة ـ من حواري عيسى عليه السلام وأصحابه وعلّة تسميتهم بذلك .. وذكر

٦٠