تاريخ مدينة دمشق - ج ٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٣
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

سقى الله ما تحوي دمشق وحيّاها

فما أطيب اللذات فيها وأهناها

نزلنا بها فاستوقفتنا محاسن

يحنّ إليها كلّ قلب ويهواها

لبسنا بها عيشا رقيقا رداؤه

ونلنا بها من صفوة اللهو أعلاها

ولم يبق فيها للمسرّات بقعة

يفرّح فيها القلب إلّا نزلناها

وكم ليلة نادمت بدر تمامها

تقضّت وما أبقت لنا غير ذكراها

فآها على ذاك الزمان وطيبه

وقلّ له من بعده قولتي آها (١)

فيا صاحبي إمّا حملت تحيّة (٢)

إلى دار أحباب لنا (٣) طاب مغناها

وقل ذلك الوجد المبرّح ثابت

وحرمة أيام الصّبا ما أضعناها

فإن كانت الأيام أنست عهودنا

فلسنا على طول المدى نتناساها

سلام على تلك المحاسن إنّها

محطّ صبابات النفوس ومثواها

رعى الله أياما تقضّت بقربها

فما كان أحلاها لدينا (٤) وأمراها

وهذا باب لو استقصيته لطال ، وأكسب قارئه الملال ، وفي ذكر هذا القدر ، ما يدل منها على جلالة القدر ، وقد جمع الأمير أبو الفضل إسماعيل بن الأمير أبي العساكر سلطان بن علي بن منقذ الكناني في قصيدة له طوّلها ، محاسن دمشق التي ذكرها غيره من الشعراء فأجملها ، فأتى بها مستقصاة وفصّلها ، فشرّفها بما قال فيها وجمّلها.

أنشدنا الأمير [أبو الفضل](٥) لنفسه :

يا زائرا يزجي القروم (٦) البزّلا (٧)

دع قصد بغداد وخلّ الموصلا

لا نزجها لسوى دمشق فإنّه

سيطيل حزّا من تعدّى المفصلا

بلد جلا صدأ الخواطر فانثنت

كالمرهفات البيض وافت صيقلا

عوّضته عن موطني فوجدته

أحلى وأعذب (٨) في الفؤاد وأجملا

__________________

(١) في معجم البلدان «واها».

(٢) الأصل وخع وفي ياقوت : رسالة.

(٣) الأصل وخع وفي ياقوت : لها.

(٤) الأصل وخع ، وفي ياقوت : لديها.

(٥) الزيادة عن خع.

(٦) بالأصل وخع «القدوم» تحريف والصواب ما أثبت ، والقروم جمع قرم وهو البعير.

(٧) البزل جمع بازل وهي الناقة أو الجمل في تاسع سنيه (قاموس).

(٨) الأصل وخع ، وفي المطبوعة : وأطيب.

٤٠١

لم التمس فيه لجسمي منزلا

حتى وجدت له بقلبي منزلا

ذو ربوة جاء القرآن (١) بذكرها

ومساجد بركاتها لن تجهلا

ومدارس لم تأتها في مشكل

إلّا وجدت فتى يحلّ المشكلا

ما أمّها مرء يكابد حيرة

وخصاصة إلّا اهتدى وتموّلا

وبها وقوف لا يزال مغلّها

يستنقذ الأسرى ويغني العيّلا

وأئمة تلقي الدروس وسادة

تشفي النفوس وداؤها قد أعضلا

ومعاشر تخذوا الصنائع مكسبا

وأفاضل حفظوا العلوم تجمّلا

وقبور قوم من دعا في مطلب

متعسّر أضحى بها (٢) متسهّلا

من صالحين وتابعين وزمرة

شهداء شاهدت النبيّ المرسلا

قدحوا بزند هدى بطائر (٣) سقطه

رشدا فأوعر في البلاد وأسهلا

وجحافل توفي على عدد الحصا

تذر المحرّم بالسيوف محلّلا

لم يعل من رهج عليها عارض (٤)

إلّا أراك القطر نيلا مرسلا

تخشى جموع الشرك واحدها ولا

لوم لشرب قطا تخشّى أجدلا (٥)

كم أحرزوا مصرا وأردوا باسلا

وحووا مطهّمة وحازوا (٦) مطفلا (٧)

ورموا عقيرا (٨) بالصعيد مزمّلا (٩)

وحووا أسيرا بالحديد مكبّلا

ومغلّ حوران كسيل دافق (١٠)

يأتمّ من أرجاء جلّق مؤجلا (١١)

وتكاثرت فيها القنيّ (١٢) فغادرت

للواردين بكلّ درب منهلا

__________________

(١) في خع : القرار.

(٢) الأصل وخع وفي المطبوعة «به».

(٣) الأصل وخع وفي المطبوعة : تطاير.

(٤) قوله : الرهج يعني الغبار ، والعارض : سحاب معترض في الأفق.

(٥) في المطبوعة : «لسرب» والأجدل : الصقر.

(٦) في خع : وجازوا.

(٧) المطفل ذات الطفل من الانس والوحش (قاموس).

(٨) العقير : الجريح.

(٩) المزمل : الملفوف ، يقال : زمله بالشيء : لفه به (قاموس).

(١٠) في المطبوعة : «درافق» خطأ.

(١١) الموجل حفرة يستنقع فيها الماء.

(١٢) رسمها بالأصل «القلى» وفي خع «القبلى» وأثبتنا ما في المطبوعة.

٤٠٢

وكأن جامعها البديع بناؤه

ملك يمير من المساجد جحفلا

ذو قبّة رفعت فضاهت قلّة

ومنابر بنيت فحاكت معقلا

تبدو الأهلّة في أعاليها كما

يبدو (١) الهلال تعاليا وتهلّلا

ويريك سقفا بالرصاص مدّثرا

يعلو جدارا بالرّخام مزمّلا

قد ألّف الأقوام بين شكوله

فغدا الرخام بذاته متشكّلا

لم يرض تجليلا بجص فانبرى

بالفصّ يعلوه النّضار مجلّلا

يعشى (٢) سوام اللحظ في أرجائه

من عسجد أرضا ومن فص خلا (٣)

فإذا تذرّ الشمس فيه تخاله

برقا تألّق أو حريقا مشعلا

فكأنما محرابه من سندس

أو لؤلؤ وزمرّد قد فصّلا

تلي القران به وراع بحسنه

فهدى المصيخ وحيّر المتأمّلا

وجداره القبليّ رام (٤) بناءه

هود فجاب له الصخور وأثّلا

وتخال طاقات الزجاج إذا بدت

منه للحظك عبقريّا مسدلا

وهوى إليه رأس يحيى بعد ما

عشّاه من هوى الجريدة منصلا (٥)

وأتاه كهلا جده بقضاء من

آتاه حكما قبل أن يتكهّلا

وترى صبيحة كل يوم زمرة

في السبع يتلون الكتاب المنزلا

وبخطّ ذي النورين فيه مصحف

يجد الهداية من قراه ومن تلا

وله مصابيح لهنّ سلاسل

تحكي الأسنّة والرماح الذبّلا

تبدو القباب بصحنه لك مثلما

تبدو العرائس بالحليّ لتجتلى

وعلت به فوّارة من فضة

سالت فظنّوها معينا سلسلا

وببابه حركات ساعات إذا

فتحت لها بابا تراجع مقفلا

ويريك بازيها (٦) وكلّ قد رمى

من فيه بندقة (٧) تصيب سجنجلا (٨)

__________________

(١) بالأصل وخع : تبدو. (٢) عن خع وبالأصل «يغشى».

(٣) في المطبوعة : علا. (٤) عن خع وبالأصل «دام».

(٥) الأصل وخع وفي المطبوعة : غشاه من حب الخريدة منصلا.

(٦) عن خع وبالأصل «باريها».

(٧) بالأصل «بقدقة» وفي خع : «بفرقة» كذا ، وأثبتنا ما ورد في المطبوعة.

(٨) السجنجل : المرآة.

٤٠٣

يحوي إذا متع (١) النهار معاشرا

شتّى الخلائق والطرائق والحلا

فإذا دجى لم يحو إلّا خاضعا

متوكّلا ، أو خاشعا متبتّلا

أو خاليا متفكّرا ، أو قارئا

متبصرا ، أو داعيا متوسّلا

كل امرئ منهم تراه بمعزل

ومحلّه يعلو السّماك الأعزلا

وترى السفيه إذا الخصام علا به

مثل الظليم رأى النعام فأرقلا (٢)

وإذا مررت على المنازل معرضا

عنها قضى لك حسنها أن تقبلا

إن كنت لا تستطيع أن تتمثل ال

فردوس فانظرها (٣) تكن (٤) متمثّلا

وإذا عنان (٥) اللحظ أطلقه الفتى

لم يلق إلّا جنة أو جدولا

أو روضة أو غيضة أو قبة

أو بركة أو ربوة أو هيكلا

أو واديا أو ناديا أو ملعبا

أو مذهبا أو مجدلا أو موئلا (٦)

أو شارعا يزهو بربع قد غدا

فيه الرخام مجزّعا ومفصّلا

وفواكه متخالف أصنافها

مما يشوقك مطعما وتأمّلا

مصفرّ تفّاح بدا في أحمر

يحكي المحبّ أتى الحبيب مقبّلا

والورد مثل الخدّ يعلوه من ال

ريحان صدغ شعره قد رجّلا

وبنفسج كنفاضة (٧) من إثمد

تبديه أجفان البكاء تذلّلا

وتخال نور الباقلاء إذا بدا

للواحظ الأبصار طرفا أحولا

نشرت مطارفه وجاءك نشرها

فحسبتها وشيا تأرّج مندلا (٨)

ويهز مرّ نسيمها أشجارها

فتخال غادات تشكّت أفكلا (٩)

وعلت غصون خلافه محمرة

وهفت بها ريح فضاهت مشعلا

__________________

(١) عن خع وبالأصل «منع».

(٢) بالأصل «فأرفلا» والمثبت عن خع ، وأرقل : أسرع. والظليم : ذكر النعام.

(٣) عن خع وبالأصل «تنظرها».

(٤) عن المطبوعة وبالأصل وخع : نصر.

(٥) في خع : عيان.

(٦) الموئل : الملجأ.

(٧) النفاضة : ما سقط من المنفوض.

(٨) المندل : أجود العود.

(٩) الأفكل : الرعدة (قاموس).

٤٠٤

وإذا البلابل أسمعت ترجيعها السّ

الي تراجع وجده (١) فتبلبلا

ومتى هوى ورق الغصون وجدته

ذهبا وكان زمرّدا لما علا

وكأن واديها قراب أخضر

يستلّ من بردا حساما منصلا (٢)

والمرج والميدان مأهولان من

أسد الشرى ائتلفوا بغزلان الفلا (٣)

متماثلان وكلّ مثل منهما

تلفيه (٤) من باقي البسيطة أمثلا

وكأنّه من قوم كسرى إذ غدا

بلباسهم متأزّرا متسربلا

ولطالما عاينت في قطريهما

خيلا رواتع أو خميسا مرقلا (٥)

والشمس تبغي بالهلال النجم والض

رغام يجتنب الغزالة والطّلا (٦)

وعلا عليها قاسيون كأنّه

ببناه تاج بالجواهر كللا

دع ذا وخذ في وصف مشمشها الذي

أضحى على رطب العراق مفضّلا

ولو أنّ قارونا شراه بكلّ ما

جمعت يداه من الكنوز لما غلا

لفحته نيران الهواجر فاغتدى

كالجمر إلّا أنّه لا يصطلى

خلع النّضاج عليه لون معلّل

أو مغرم فأبى له أن ينجلا

وتخالفت أفعاله فتحيّرت

ألبابنا فغدا العيان تخيّلا

تجنيه أيدي القوم جمرا مضرما

فيعود في الأفواه ماء سلسلا (٧)

فإذا رآه الناس في أغصانه

قالوا نجوم دجنّة لن تأفلا

ضاهت بواطنه الظواهر لذة

وعهدته عسلا تضمّن حنظلا

ولو أنها ما جمّلت بصفاتها

لغدا لها من أهلها ما جمّلا

إن فاق أول عصرها فأخيره

يحلو لهم فبها يفوق الأوّلا

قد برّزوا في المأثرات وأحرزوا

قصب المفاخر وارتقوا درج العلا

__________________

(١) في المطبوعة : وحده.

(٢) في خع : ينصلا.

(٣) في المطبوعة : ائتلفت بدل ائتلفوا.

(٤) في المطبوعة : تلقاه.

(٥) رتعت الماشية : أكلت ما شاءت وجاءت وذهبت في المرعى نهارا ، وماشية رتع ... ورواتع. (اللسان).

وأرقل : أسرع (اللسان).

(٦) الطلا : ولد الظبي ساعة يولد (قاموس).

(٧) أي الماء العذب.

٤٠٥

ومحى الإخاء حقودهم فكأنّها

طلل عفا بين الدّخول فحوملا (١)

كلفوا بتجديد المودّة والندى

لما رأوا أن الجديد إلى بلى

فتراكضوا خيل السماح بدعوة

أضحى دخان العود (٢) فيها القسطلا (٣)

من كل فاد عرضه بنضاره

يذر المؤمّل راحتيه مؤمّلا (٤)

يبدي ندى يغني وحلما راجحا

وسجيّة ترضي وقولا فيصلا (٥)

نعم الجليس فإن غدا في خلوة

فكأنّه فيها يجالس (٦) محفلا

مقت الروافض والخوارج وانثنى

يحبو القرابة والصحابة بالولا

متمسّكا بالسنة البيضاء قد

أضحى لها متقبّلا متقبلا

ولقد وجدت لها معاني جمة

لكن وجدت جوى (٧) أحزّ المقولا

نزلت عليّ جبال همّ أقلقت

قلبي بلا (٨) لوم له إن أجبلا (٩)

إنّ الزمان أدار لي من ريبه

كأسا جرعت بها السمام مثملا (١٠)

ما زال يطرقني بيوم (١١) أيوم

حتى رأيت الصبح ليلا أليلا

وإذا غدا فكري أغم مجلحا

لم يغد لي (١٢) شعرا أغرّ محجّلا

أهوى لنظمي أن يكون منخّلا

والهمّ يأبى أن يجيء منخّلا

تالله لست بآمن في وصفها

خطلا ولو إني فضلت الأخطلا

لما أتاني الأمر منك بوصفها

بادرت ممتثلا له متقبلا

ووجدت الزامي بذاك مع الأسى

عبئا فدحت به حسيرا مثقلا

فابسط بفضلك عذر خلك إن بدا

زلل فإنك لم تزل متفضلا

وغريب وصفي قد أتاك مفصلا

وسواه لا يأتيك إلّا مجملا

__________________

(١) الدخول وحومل : موضعان. (٢) في خع : العمود.

(٣) عن خع وبالأصل «القنطلا» والقسطل : غبار الحرب.

(٤) في المطبوعة : الممولا.

(٥) القول الفيصل : الماضي ، المحكم.

(٦) في خع : تجالس.

(٧) بالأصل «أحر» وفي خع : أخر» وأثبتنا ما جاء في المطبوعة.

(٨) في خع : «فلا».

(٩) أي صعب عليه القول (قاموس). (١١) عن خع وبالأصل «بنوم».

(١٠) المثمل : السم المنقع (قاموس). (١٢) في خع : لم يعدل.

٤٠٦

باب

ذكر تسمية أبوابها ونسبتها إلى أصحابها أو أربابها

الباب القبلي المعروف بالباب الصغير ، سمي بذلك لأنه كان أصغر أبوابها حين بنيت.

الباب الذي يليه من القبلة بشرق يعرف بباب كيسان ينسب إلى كيسان مولى معاوية. وذكر هشام بن محمد الكلبي : أنه منسوب إلى كيسان مولى بشر بن عبادة (١) بن حسّان بن جبار بن قرط الكلبي الكليبي (٢) وهو الآن مسدود.

الباب الشرقي سمّي بذلك لأنه شرقي البلد. وكان ثلاثة أبواب : باب كبير في الوسط ، وبابان صغيران من جانبيه. سد منها الكبير ، والباب الصغير الذي من قبلته ، وبقي الصغير الشامي (٣).

باب توما من شامي (٤) البلد. ينسب إلى عظيم من عظماء الروم اسمه توما (٥).

وكانت له على بابه كنيسة جعلت بعد مسجدا.

باب الجنيق (٦) من الشام أيضا. منسوب إلى محلة الجينيق وهي محلة كبيرة

__________________

(١) في خع : عمارة.

(٢) كذا بالأصل : الكلبي الكليبي ، ولم ترد الكليبي في خع ولا في المطبوعة. ولا في مختصر ابن منظور ١ / ٢٩٩.

(٣) في المطبوعة : الشمالي.

(٤) في المطبوعة : شمال.

(٥) ذكره ياقوت في موضع : توماء بضم التاء أحد أبواب دمشق ، وفي موضع آخر : توماء بالضم والمد أعجمي معرب اسم قرية بغوطة دمشق وإليها ينسب باب توماء من أبواب دمشق (انظر معجم البلدان : توماء ـ باب توماء).

(٦) في مختصر ابن منظور : «الجينيق» وفي المطبوعة : الجينيق من الشمال.

٤٠٧

كانت بها كنيسة فجعلت بعد مسجدا. وهو الآن مسدود.

باب السلامة من يلي (١) شام البلد أيضا سمّي بذلك تفاؤلا لأنه لا يتهيأ القتال على البلد من ناحيته لما دونه من الأنهار والأشجار.

باب الفراديس من شامه (٢) أيضا منسوب إلى محلة كانت خارج الباب تسمى الفراديس هي الآن خراب. وكان للفراديس باب آخر عند باب السّلامة فسدّ ، والفراديس بلغة الروم : البساتين.

باب الفرج (٣) من شامه أيضا ، محدث أحدثه الملك العادل نور الدين وسماه بهذا الاسم تفاؤلا لما وجد من التفريج بفتحه. وكان بغربه (٤) باب يسمى باب العمارة فتح عند عمارة القلعة ثم سد بعد وأثره باق في السور.

باب الحديد من شامه أيضا. هو الآن خاص للقلعة (٥) التي أحدثت غربي البلد في دولة الأتراك. سمّي بذلك لأنه كله حديد (٦) فقيل الباب .. ثم تركت الألف واللام تخفيفا.

باب الجنان من غربي البلد سمي بذلك لما يليه من الجنان ، وهي البساتين. وقد كان مسدودا ثم فتح.

باب الجابية من غربي البلد منسوب إلى قرية الجابية (٧) لأن الخارج إليها يخرج منه لكونه مما يليها. وكان ثلاثة أبواب : الأوسط منها كبير ، ومن جانبيه بابان صغيران على مثال ما كان الباب الشرقي. وكان من الثلاثة أبواب ثلاثة أسواق معقدة (٨) من باب الجابية إلى الباب الشرقي. كان الأوسط من الأسواق للناس ، وأحد السوقين لمن يشرق

__________________

(١) كذا ، ولم ترد في خع.

(٢) بالأصل وخع «الفرح» والمثبت عن مختصر ابن منظور.

(٣) في المطبوعة : «من شماله» بدل «شآمه».

(٤) في خع ومختصر ابن منظور : بقربه.

(٥) في المطبوعة : بالقلعة.

(٦) عن خع وبالأصل «حد».

(٧) قرية كانت من أعمال دمشق من عمل الجيدور من ناحية الجولان (ياقوت).

(٨) كذا بالأصل وخع ، وفي مختصر ابن منظور : ممتدة.

٤٠٨

بدابّة والآخر لمن يغرب بدابة (١) حتى أنه كان لا يلتقي فيها راكبان. فسدّ الباب الكبير والشامي (٢) منها وبقي القبلي إلى الآن.

وفي السور أبواب صغار غير ما ذكرنا تفتح عند وجود الحاجة إليها منها.

باب في حارة الحاطب (٣) يعرف بباب ابن إسماعيل.

وباب في المربعة (٤).

__________________

(١) في مختصر ابن منظور : «يشرق بدابته ... بدابته».

(٢) في المطبوعة : والشمالي.

(٣) في المطبوعة : الخاطب.

(٤) في خع ومختصر ابن منظور : المدبغة.

٤٠٩

باب

ذكر فضل مقابر (١) أهل دمشق وذكر من [بها من](٢) الأنبياء وأولي السبق

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني ، أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان الماري (٣) ، أنا الفضل بن جعفر التيمي ، نا عبد الرّحمن بن القاسم بن الفرج ، نا أبو مسهر ، نا خالد بن يزيد بن صالح (٤) بن صبيح ، نا حبيب الوصّافي وعمير بن ربيعة : أن كعب الأحبار كان يقول في مقبرة باب الفراديس : يبعث منها سبعون ألف شهيد ، يشفّعون في سبعين ، كل إنسان في سبعين.

أخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي ، أنا إبراهيم بن سعيد الجمال ، أنا أبو علي الحسين بن محمد بن علي الأنماطي المعروف بابن حبقة ، نا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن المفسّر ، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الروّاس ، نا أبو مسهر ، نا خالد بن يزيد فذكره.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، نا تمام بن محمد ، أنا أبو الحارث بن عمّارة ، نا أبي وهو محمد بن عمّارة بن أبي الخطاب الليثي ، نا محمد بن أحمد بن إبراهيم ، عن هشام بن خالد ، عن الوليد بن مسلم ، عن رجل ، عن مكحول ، عن كعب قال : بطرسوس (٥) من قبور الأنبياء عشرة ، وبالمصّيصة (٦) خمسة وهي التي تغزوها الروم في آخر الزمان فيمرّون بها فيقولون إذا

__________________

(١) عن خع ومختصر ابن منظور ١ / ٣٠١ وبالأصل «مغاير».

(٢) الزيادة عن خع.

(٣) كذا بالأصل وخع وفي المطبوعة : المازري.

(٤) عن تقريب التهذيب ، وبالأصل وخع «صلح».

(٥) مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم (ياقوت).

(٦) المصيصة من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب طرسوس (ياقوت).

٤١٠

رجعنا من بلاد الشام أخذنا هؤلاء أخذا ، فيرجعون وقد تخلّفت (١) بين السّماء والأرض.

قال كعب : وبالثغور ، وأنطاكية قبر حبيب النجار ، وبحمص ثلاثون قبرا ، وبدمشق خمس مائة قبر ، وببلاد الأردن مثل ذلك.

رواه غيره عن محمد ، عن هشام فسمّى الرجل : سعيد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي ، نا علي بن أحمد بن زهير ، نا علي بن محمد بن شجاع ، نا تمام بن محمد ، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي ، نا محمد ، عن هشام بن خالد ، عن الوليد يعني ابن مسلم ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن مكحول ، عن كعب فذكره. وزاد فيه : وبالثغور وبسواحل الشام من قبور الأنبياء ألف قبر. وقال بعد : وببلاد الأردن مثل ذلك ، وبفلسطين مثل ذلك ، وببيت المقدس ألف قبر ، وبالعريش (٢) عشرة ، وقبر موسى بدمشق.

قال : ونا علي بن محمد ، أنا عبد الرّحمن بن عمر ، أنا أبو يعقوب الأذرعي ، نا شيخ ممن أثق به ، نا محمد بن أحمد بن إبراهيم ، عن الوليد بن مسلم ، عن شعبة ، عن مكحول ، عن عبد الله بن سلّام ، قال : بالشام من قبور الأنبياء ألفا قبر وسبعمائة قبر ، وقبر موسى بدمشق ، وأن دمشق معقل الناس في آخر الزمان من الملاحم.

وبه عن مكحول ، عن ابن عباس قال : من أراد أن يرى الموضع الذي قال الله عزوجل : (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) (٣) فليأت النيرب الأعلى بدمشق بين النهرين ، وليصعد الغار في جبل قاسيون فيصلّي فيه ، فإنه بيت عيسى وأمه ، وهو كان معقلهم من اليهود. ومن أراد أن ينظر إلى إرم فليأت نهرا في حفر (٤) دمشق يقال له بردا.

ومن أراد أن ينظر إلى المقبرة التي فيها مريم بنت عمران والحواريّون فليأت مقبرة الفراديس ، وهي (٥) مقبرة دمشق ، قبور جماعة من الصحابة الأخيار.

__________________

(١) في مختصر ابن منظور : «تحلّقت».

(٢) العريش : مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم في وسط الرمل.

(٣) سورة المؤمنون ، الآية : ٥١.

(٤) كذا بالأصل وخع وفي المطبوعة : حضن.

(٥) كذا بالأصل ، وفي خع ومختصر ابن منظور ١ / ٣٠٢ : «وفي» والعبارة في المطبوعة : وهي مقبرة دمشق ، فيها قبور.

٤١١

وقد جاء في فضل المغاير (١) التي يدفنون فيها من الأخبار.

ما أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، حدثني محمد بن مقاتل المروزي ، نا أوس وهو ابن عبد الله بن بريدة ، عن أخيه أظنه عن أبيه قال : مات أبي بمرو وقبره بحصين (٢).

قال : وقال لي أبي : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من مات من أصحابي بأرض فهو قائدهم يوم القيامة» [٥٠٠].

كذا رواه بالشك. ورواه غيره عن أوس فلم يشك فيه.

حدثناه أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني ، وأبو بكر محمد بن عمر ، وأخبرني أبو الفتح محمد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر بن أبي توبة الكشميهني ، وابناه أبو عبد الرّحمن محمد وأبو المظفر منصور ، وأبو الفتح مسعود ، أنبأ محمد بن أبي منصور المسعوديان ، وأبو العلاء صاعد بن منصور بن أحمد السّرخسي ، وأبو القاسم محمود بن ميمون بن عبد الله بن الدبوسي ـ بمرو ـ قالوا : أنا أبو منصور محمد بن علي بن محمود الكراعي (٣) المروزي ، أنا جدي لأمي أبو غانم أحمد بن علي بن الحسين (٤) الكراعي ، أنا أبي أبو الحسن علي بن الحسين ، أنا أبو عبد الرّحمن عبد الله بن مسعود بن سليمان المروزي ـ بمرو ـ أخبرني أحمد بن عبد الله بن بشير ، نا أوس بن عبد الله ، حدثني أخي ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه بريدة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أيما رجل من أصحابي مات ببلدة فهو إمامهم يوم القيامة» [٥٠١] ، هذا إسناد غريب ورجاله كلهم مراوزة وقوله أوس بن عبد الله بن عبد الله وهم فهو أوس بن عبد الله بن بريدة.

وقد أخبرناه على الصواب عاليا من غير وهم أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، نا أبو عبد الله محمد بن

__________________

(١) كذا بالأصل «المغاير» وفي خع ومختصر ابن منظور : «المقابر» وقد صوبناها في عنوان الباب.

(٢) الحصين مصغر ، بليدة على نهر الخابور. كذا في ياقوت؟!.

(٣) الكراعي بضم الكاف وفتح الراء ، هذه النسبة إلى بيع الأكارع والرءوس.

(٤) بالأصل والمطبوعة «الحسن» خطأ ، والصواب عن خع والأنساب (الكراعي).

٤١٢

إبراهيم بن مرزوق ، نا زكريا بن يحيى السّجزي ، نا إسحاق بن إبراهيم ، نا أوس بن عبد الله بن بريدة بن حصيب ، حدثني أخي سهل بن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه بريدة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنها ستبعث بعوث ، فكن في بعث خراسان ثم اسكن مدينة مرو ، فإنه بناها ذو القرنين ، ودعا لها بالبركة ولا يصيب أهلها سوء أبدا» [٥٠٢].

وقد روي عن عبد الله بن بريدة من وجه آخر :

أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه ، أنا أبي أبو العباس الفقيه ، وأبو محمد عبد العزيز الكتاني ، والحسن بن علي بن محمد بن أبي الرضا ، وأبو القاسم بن أبي العلاء ، وغنائم بن أحمد بن عبيد الله ح.

وأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ، نا عبد العزيز الكتاني وأبو القاسم بن أبي العلاء وأبو نصر الحسين بن محمد بن طلّاب ، وغنائم بن أحمد وعلي بن الخضر بن عبدان ح.

وأخبرناه أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن البري ، أنا عمي عبد الواحد بن [محمد](١) بن عبد الواحد ح.

وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن السّوسي وأبو يعلى (٢) حمزة بن علي بن الحسن التغلبي ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، قالوا : أنا أبو محمد (٣) بن أبي نصر ، أنا إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت ، نا يحيى بن أبي طالب بن زيد بن حباب ، أنا ابن ناجية ، نا أبو طيبة عبد الله بن مسلم ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما أحد من أصحابي يموت بأرض إلّا كان قائدا ونورا لهم يوم القيامة» [٥٠٣].

هو عثمان بن ناجية الخراساني.

ورواه عنه أبو كريب الهمذاني ، كما رواه زيد بن الحباب (٤) عنه.

__________________

(١) بياض بالأصل ، واستدركت عن خع ، وقد بقي مكانها بياضا في المطبوعة ، وقال محققها في الهامش : بياض في الأصول مقدار كلمة.

(٢) عن خع وبالأصل : «المعلى».

(٣) في المطبوعة : أنا محمد ، بحذف «أبو».

(٤) في خع : الخطاب ، خطأ.

٤١٣

أخبرناه أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي إسماعيل الكروخي (١) ، أنا أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي ، وأبو بكر أحمد بن عبد الصّمد الغذرجي (٢) ، قالا : أنا أبو محمد عبد الجبّار بن محمد الجراحي ، أنا أبو العبّاس محمد بن أحمد المحبوبي ، أنا أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي ، نا أبو كريب ، نا عثمان بن ناجية ، عن عبد الله بن مسلم أبي طيبة ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلّا بعث قائدا ونورا لهم يوم القيامة» [٥٠٤].

قال أبو عيسى : هذا حديث غريب.

وقد روي هذا الحديث عن عبد الله بن مسلم أبي طيبة عن ابن بريدة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرسلا (٣) وهذا أصح.

ورواه محمد بن الفضل بن عطية الخراساني ، عن أبي شيبة. ووقع إليّ عاليا من حديثه.

أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي ، نا عبد العزيز التميمي ، نا تمام الرازي ، نا خيثمة بن سليمان إملاء ح.

وأخبرناه أبو محمد بن طاوس وأبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج ، قالا : أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا خيثمة ، نا محمد بن عيسى بن حيان المدائني ـ بالمدائن ـ نا محمد بن الفضل بن عطية ، عن عبد الله بن مسلم ، عن ابن بريدة ح.

وأخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن قيس المالكي وأبو منصور عبد الرّحمن بن محمد بن زريق قال علي : حدثنا ـ وقال عبد الرّحمن : أنا ـ أبو بكر الخطيب ، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرسي (٤) ـ بنيسابور ـ نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ح.

__________________

(١) هذه النسبة إلى الكروخ ، بلدة بنواحي هراة ، على عشرة فراسخ منها (الأنساب).

(٢) كذا.

(٣) بالأصل وخع «مرسل».

(٤) الأصل وخع وفي المطبوعة : الخرسي.

٤١٤

قال أبو بكر الخطيب : وأنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل ح.

وأخبرناه أبو القاسم الشحّامي ، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ ، أنا الإمام أبو الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي ـ بنيسابور ـ [نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ح](١).

وقال أبو (٢) ، قالا : نا محمد بن عمرو بن البختري [الرّزّاز ـ زاد](٣) الماسرجسي : ببغداد ح.

[وأخبرناه أبو الحسن علي بن قبيس وأبو منصور بن رزيق ، قال علي : حدثنا ـ وقال أبو منصور : أنا ـ أبو بكر الخطيب ح](٤).

وأخبرناه أبو محمد بن طاوس ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، قالا : أنا عبد الرّحمن بن عبيد الله قال الخطيب : الحربي : وقال ابن أبي العلاء : بن محمد الحرمي ح.

وأنبأناه أبو القاسم علي بن محمد بن بيّان الرزّار ، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران ، قالا : أنا حمزة بن محمد بن العبّاس ـ كناه ابن طاوس : أبا أحمد ح.

وأخبرناه أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السّنجي المروزي وأبو محمد بختيار بن عبد الله الهندي الضرير مولى ابن السمعاني بمرو ، قالا : أنا أبو علي الحسن بن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل التككي (٥) ، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزّاز ، أنا عثمان بن أحمد بن السّمّاك وحمزة بن محمد بن العباس ، وأبو سهل بن زياد ح.

__________________

(١) ما بين معكوفتين شطب فوقه بالأصل بخط ، ولم ترد العبارة في خع.

(٢) كذا بالأصل ، ولم يرد قوله : «وقال أبو» في خع ، وموجود في المطبوعة وعقب محققها : هنا كلام ساقط في الأصول.

(٣) كذا بالأصل وخع ، وفي المطبوعة : «البختري الزراد الماسرجسي» تحريف. (انظر الأنساب : الرزاز).

والرزاز هذه النسبة إلى الرز وهو الأرز وهو اسم لمن يبيع الرز.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة.

(٥) هذه النسبة إلى تكك وهي جمع تكة (الأنساب).

٤١٥

وأخبرناه أبو الحسن بن قبيس ، قال : ونا أبو منصور بن زريق ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا الحسن بن أبي بكر بن شاذان ، أنا مكرم (١) بن أحمد القاضي ، قالوا : أنا محمد بن عيسى بن حبان ـ زاد بعضهم : المدائني ـ وقال تمام : بالمدائن ـ إملاء ـ نا وفي حديث تمام : عن عبد الله بن مسلم ح.

عن ابن بريدة ، عن أبيه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من مات من أصحابي بأرض كان نورهم وقائدهم يوم القيامة» [٥٠٥].

قال تمام : عبد الله بن مسلم هو أبو طيبة المروزي. حدث بهذا الحديث عنه جماعة.

وأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد ، أنا شجاع بن علي بن شجاع ، أنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة ، نا خيثمة بن سليمان ، نا محمد بن عيسى بن حيان (٢) ، نا محمد بن الفضل ، عن عبد الله بن مسلم ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من أرض يموت بها رجل من أصحابي إلّا كان قائدهم ونورهم يوم القيامة» [٥٠٦] وروي عن ابن بريدة من وجه آخر.

أخبرناه أبو سعد محمد بن محمد بن المطرّز الفقيه وأبو علي الحسن بن أحمد المقرئ الحداد في كتابيهما قالا : أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ ، نا عبد الله بن محمد بن جعفر ، نا أبو القاسم بن أبي العنبر ، نا محمد بن يحيى الأزدي ، [نا يحيى بن حريث العبدي ،](٣) نا يحيى بن عباد ، نا أبو المنيب (٤) الخراساني وهو عبيد الله بن عبد الله العتكي (٥) قال : سمعت عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من مات من أصحابي بأرض فهو شفيع لأهل تلك الأرض» [٥٠٧].

وروي نحو هذا اللفظ من وجه آخر ، عن علي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) بالأصل : «أبو مكرم» والمثبت عن خع.

(٢) كذا ، وقد تقدم قريبا «حبان».

(٣) سقطت من المطبوعة.

(٤) بالأصل وخع : «ابن المنبت» خطأ والمثبت عن الأنساب العتكي.

(٥) العتكي هذه النسبة إلى عتيك وهو بطن من الأزد.

٤١٦

أنبأناه أبو الغنائم محمد بن علي الكوفي ، أنا محمد بن علي بن الحسن الحسني ، نا محمد بن جعفر بن محمد التميمي ، ومحمد بن الحسن بن أحمد الأسدي قالا : أنا أحمد بن محمد بن سعيد ، أخبرني محمد بن أحمد بن نصر التيملي ـ قراءة ـ حدثني أبي ، نا موسى بن عبد الله بن الحسن ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يموت أحد من أصحابي ببلد من البلدان إلّا كان لهم نورا ، وبعثه الله يوم القيامة سيد أهل ذلك البلد» [٥٠٨].

ثم قال لي موسى بن عبد الله : هذه فضيلة لكم يا أهل الكوفة ، قد مات أمير المؤمنين ببلدكم.

وأنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، أنا محمد بن علي بن الحسن ، نا محمد بن جعفر ، ومحمد بن الحسن بن أحمد ، قالا : أنا أحمد بن محمد بن سعيد ، حدثني محمد بن الحسن بن مسعود ، حدثني موسى بن عبد الله ، حدثني أبي عبد الله بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبد الله بن الحسن ، قال : مات عامر ـ يعني ـ ابن الأكوع بوادي القرى ، فقال : يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنه لا يموت رجل من أصحابي ببلد من البلدان إلّا بعثه الله يوم القيامة سيد أهل ذلك البلد» [٥٠٩].

فأوّل (١) مقبرة دفن المسلمون فيها بدمشق.

كما أخبرنا أبو الحسين (٢) عبد الرّحمن بن عبد الله بن أبي الحديد ، نا جدي أبو عبد الله الحسن بن أحمد ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي ، أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حبان ، أنا أبو العبّاس بن الرّقّي ، أنا محمد بن محمد بن مصعب ، نا محمد بن المبارك الصوري ، نا الوليد بن مسلم ، قال : وأخبرني سعيد بن عبد العزيز وغيره.

أن المسلمين يومئذ نشبوا (٣) القتال من تلك الناحية يعني من ناحية الباب الشرقي يوم نزولهم على دمشق ، فقتل ناس من المسلمين فدفنوا في مقبرة باب توما ، فهي أول مقبرة بدمشق للمسلمين.

__________________

(١) بالأصل وخع «فاوا» والمثبت عن مختصر ابن منظور ١ / ٣٠٣.

(٢) الأصل وخع ، وفي المطبوعة : أبو الحسن.

(٣) في المطبوعة : بدءوا.

٤١٧

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة الدمشقي ، قال : ورأيت أهل العلم ببلدنا يذكرون أن بمقبرة دمشق من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بلال مولى أبي بكر ، وسهل بن الحنظلية (١) ، وأبو الدّرداء (٢).

قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني ـ وأنبأنيه شفاها ـ نا الشيخ الحافظ الثقة أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني رضي‌الله‌عنه قال : لم يتفق المصران على معرفة عين قبر نبي وصحابي غير قبر نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقبر صاحبيه أبي بكر وعمر رضي‌الله‌عنهما.

قال ابن الأكفاني : أراني الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني قبور الصحابة الذين بظاهر دمشق بباب الصغير : أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان ، وفضالة بن عبيد ، وواثلة بن الأسقع ، وسهل بن الحنظلية ، وأوس بن أوس ـ وهم داخل الحظيرة ممّا يلي القبلة ـ وأبو الدّرداء خارج الحظيرة ، وأم الدرداء (٣) خلف الحظيرة ، وعبد الله بن أم حرام ـ ويعرف بابن امرأة عبادة بن الصامت ـ محاذي طريق الجادة ، وجماعة يقولون إنه قبر أبيّ بن كعب وليس بصحيح ، وأم حبيبة (٤) ابنة أبي سفيان أخت معاوية رضي‌الله‌عنهم زوجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، على قبرها بلاطة مكتوب عليها اسمها في جنب حظيرة [الصحابة](٥) وأختها على قبرها أيضا بلاطة مكتوب عليها ، وبلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على قبره أيضا بلاطة مكتوب عليها اسمه.

قال : وأراني (٦) أيضا قبر الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين ، وأخيه مسلمة خلف الحظيرة التي فيها قبور الصحابة مقابل مقبرة أمير الجيوش على الجادة.

قال : وأراني أيضا قبر بريهة ابنة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم في قبة ، وقبر سكينة ابنة الحسين بن علي بن أبي طالب في قبة.

__________________

(١) الحنظلية أمه ، وقيل أم جده ، واسمه : سهل بن الربيع بن عمرو بن عدي بن زيد (أسد الغابة).

(٢) اسمه عويمر بن عامر ، ويقال : عويمر بن قيس بن زيد ، انظر ترجمته في أسد الغابة.

(٣) هي خيرة بنت أبي حدرد ، أم الدرداء ، الكبرى ، وقيل اسمها هجيمة ، وهي زوج أبي الدرداء ، انظر أسد الغابة.

(٤) في مختصر ابن منظور ١ / ٣٠٣ «أم حبيب» خطأ.

(٥) الزيادة عن المطبوعة.

(٦) عن مختصر ابن منظور وبالأصل : وأرى.

٤١٨

قال ابن الأكفاني : ورأيت في كتاب عتيق من رواية أبي علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري ، رواية الربيع بن عمرو بن الربيع الكلبي الدمشقي عنه ، حدثنا محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري ، نا إبراهيم بن عبد الواحد العبسي وعبد الملك بن محمود بن سميع القرشي قالا : نا يزيد بن أحمد السّلمي قال : سمعت الأشياخ العلماء من بلدنا يقولون : دفن في مقبرة باب الصغير من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كثير (١) ـ وقالا (٢) : كبير المعروفون ـ منهم معاوية بن أبي سفيان ، وفضالة بن عبيد ، وأبو الدرداء ، وسهل بن الحنظلية ، وبلال بن حمامة مؤذن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ووابصة بن معبد (٣) ، وخريم بن فاتك. [ومعبد بن فاتك](٤) وسبرة بن فاتك ، ورجال ونساء كثير.

قال : وحدثني عمرو بن دحيم أيضا مثل ذلك.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن المسلم الفقيه قال : نقلت من خط الحسين بن محمد بن الوزير الحافظ ، نا الحسن بن حبيب بن عبد الملك ح.

وقرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني ورأيت بخط أبي أحمد الحسين بن محمد بن الوزير الشروطي المعروف بابن الوزير الحافظ ، نا أبو علي الحسن بن حبيب ، قال : سمعت أبا زرعة عبد الرّحمن بن عمرو يقول : في مقبرة باب الصغير إلى باب الجابية ستة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم معاوية بن أبي سفيان رحمة الله تعالى عليه ، وأبو الدرداء رحمه‌الله ، وفضالة بن عبيد رحمه‌الله ـ زاد الفقيه : وسهل بن الحنظلية رحمه‌الله ، وواثلة بن الأسقع رحمه‌الله ، وبلال مؤذن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رحمه‌الله ، نزل داريّا فتزوج بها ومات بداريّا وحمل حتى دفن هاهنا مع أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال أبو علي : وقد روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أيما أهل مقبرة أقبر بين أظهرهم رجل من أصحابي جاء وافدهم يوم القيامة» [٥١٠].

__________________

(١) بالأصل : كثيرا.

(٢) بالأصل : وقال.

(٣) في أسد الغابة : تحول إلى الرقة فأقام بها إلى أن مات بها ... وفي موضع آخر : وقبره عند منارة المسجد الجامع بالرافقة.

(٤) سقط من المطبوعة.

٤١٩

قال ابن الأكفاني : مدرك بن زياد الفزاري أحد أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورحمة الله عليه قبره بقرية راوية (١) من غوطة دمشق قال : وهو أول صحابي توفي بظاهر دمشق.

سعد بن عبادة الأنصاري سيد الخزرج رضي‌الله‌عنه صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبره بقرية المنيحة (٢) من غوطة دمشق.

إلى هنا قرأت بخط الأكفاني. وكان أوس بن أوس ملحقا بخطه بين السطرين بخط طريّ ، ولا أدري أذكره عن الكتاني أو عن نفسه.

أمّا معاوية فيختلف في قبره ، فيقال إنه قبر خلف حائط المسجد الجامع موضع دراسة السّبع اليوم. والأصح أن قبره خارج باب الصغير.

وأمّا قبر عبد الله بن أبيّ فلم يرد ذلك من وجه يعتمد وإنما ذكر ذلك من طريق الاستفاضة بين العامة ، وعبد الله كان يسكن بيت المقدس ولم أظفر بعد بدخوله دمشق.

وأمّا قبر أمّ حبيبة فيمكن أن يكون قبرها هاهنا ، لأنها قدمت الشام على أخيها معاوية بعد. ذكرها أبو زرعة في طبقاته فقال :

ما أخبرنا أبو محمد الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا تمام الرازي ، أنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر نا (٣) هشام الكندي ، نا أبو زرعة قال : فيمن حدث بالشام من النساء أم حبيبة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم اسمها رملة بنت أبي سفيان ، والأصح أن قبرها بالمدينة.

وأمّا بلال فقد اختلف في قبره ، قيل إنه بباب الصغير وهو أصح الأقاويل ، وقيل بباب كيسان ، وقيل بداريّا ، وقيل إنه بحلب وهو قول ضعيف وسنذكر هذه الأقاويل في ترجمته إن شاء الله.

__________________

(١) بالأصل : زاوية ، والمثبت عن معجم البلدان ، وفيه : قرية من غوطة دمشق بها قبر أم كلثوم وقبر مدرك بن زياد الفزاري صحابي ، وهو أول مسلم دفن بها ، نقله عن ابن عساكر.

(٢) المنيحة من قرى دمشق بالغوطة ، وبها مشهد يقال إنه قبر سعد بن عبادة الأنصاري ، والصحيح أن سعدا مات بالمدينة (ياقوت). وانظر الإصابة في أي مكان مات وأين دفن.

(٣) بالأصل وخع «بن».

٤٢٠