• الفهرس
  • عدد النتائج:

وَهْنٍ) هذه الآية والتي بعدها استطراد في سياق وصية لقمان لابنه ، والوهن : الضعف ، وعلى وهن أي يستمر الضعف ويزداد يوما بعد يوم كما قال الشاعر : عدنا وعادت حالنا الراكدة (وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ) الوالدة تحضن وترضع وليدها بعد وضعه حولين كاملين ، وقال الفقهاء : أقل مدة الحمل ستة أشهر مستدلين بهذه الآية معطوفة على الآية ١٥ من الأحقاف (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً).

١٥ ـ (وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ ...) حيث لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وتقدم في الآية ٢٣ من الإسراء و ٨ من العنكبوت.

١٦ ـ (يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ ...) كناية عن قدرته تعالى التامة المطلقة التي تخترع الأشياء من لا شيء ودون استعانة بأي شيء ، وعن علمه الذي لا يعزب عنه ظاهر ولا باطن وغائب أو حاضر ، ودقيق وجليل. ومن جملة ما قرأت أن الكيلوغرام من الخردل يبلغ ٩١٣ ألف حبة ، وعليه تكون الحبة جزءا من ألف من الجرام فهي أصغر وزن لحب النبات.

١٧ ـ (يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ) وهي أن تعبد من يراك ولا تراه بصدق وإخلاص ، ولا يغنيك عن الصلاة المفروضة شيء عند الله حتى لو أتيته بقلب سليم وحسنات الأولين والآخرين (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ) وأتمر به (وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ) وانته عنه (وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ) من فقد عزيز أو داء لا دواء له ، ولا شيء أصعب من الصبر ، ومع هذا يجب في أداء الفرائض ، وما عداها مستحب (إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) ومن العزم والإباء ، والدين وعلو الهمة ، وقوة النفس والإرادة أن ترضى باليسير ، وتستنكف عن الحرام ، بل وعن سؤال الخلق وإن كان حلالا.

١٨ ـ (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ...) لا تحطم نفسك بغرورها والشموخ بها فوق قدرها ، ولا تهو بها إلى الذل والهوان (كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) معجب بنفسه ، فخور على غيره.

١٩ ـ (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ) لا تبطئ ولا تسرع (وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) أنكرها : أوحشها وأقبحها ، وقال بعض المفسرين : ان التشبيه بصوت الحمير يقتضي أن يكون. رفع الصوت محرما! ولو أخذنا بهذا الفهم والعلم لوجب المشي المعتدل وحرم البطيء والسريع عملا بوحدة السياق.

___________________________________

الإعراب : ان اشكر (ان) مفسرة بمعنى أي. وجملة حملته حال على تقدير قد حملته. وهنا مصدر في موضع الحال من أمه أي موهونة. ومعروفا صفة لمحذوف أي مصاحبا معروفا بمعنى مصاحبة معروفة كما في مجمع البيان. والضمير في انها يعود إلى فعلة الإنسان من خير وشر. وتك ، أصلها تكون فحذفت الواو لالتقاء الساكنين والنون للتخفيف ، واسم تك ضمير مستتر يعود إلى الفعلة ومثقال خبرها.