• الفهرس
  • عدد النتائج:

١١٦ ـ (وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ) ليس هذا سؤالا من الله لعيسى ، وإنما هو حجة قاطعة على من ادعى لعيسى وأمه هذه الدعوى الكاذبة الكافرة (قالَ) عيسى : (سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍ) أنا من العارفين بجلالك وكمالك والأمين على وحيك والمجاهدين في الدعوة إلى عبادتك هذا و (إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) تعلم ما أعلم ، ولا أعلم ما تعلم.

١١٧ ـ (ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ) المصدر المنسبك من أن اعبدوا بدل من ضمير (بِهِ) ولا يجوز أن تكون (أَنِ) مفسرة لأن حروف القول لا تفسر وثانيا لأن الله لا يقول : اعبدوا الله ربي وربكم. (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ) أي كنت أراقبهم بدقة ، وأمنعهم من الكفر والمغالاة (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ) أديت وظيفتي من غير تقصير في ظل طاعتك ، والذي حدث من بعدي علمه عندك وأمره لك وحدك لا شريك لك.

١١٨ ـ (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ) وأنت وحدك صاحب هذا الحق (وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ) الغني عن عذابهم (الْحَكِيمُ) الحليم الذي يشاهد العصاة لأمره ولا يعاجلهم بالعقوبة ، ويومئ هذا القول من عيسى إلى أنه يطلب من الله العفو عن المذنبين ، ولا غرابة ، فهذا هو شأن الأنبياء والأصفياء ، فقد عانى محمد (ص) الكثير من قومه ومع ذلك قال : اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون. وقال إبراهيم أبو الأنبياء : (وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ـ ٣٦ ابراهيم».

١١٩ ـ (قالَ اللهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) أبدا لا نجاة إلا لمن صدق في نيته ، وأخلص في عمله (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) لأنهم اهتدوا بهديه (وَرَضُوا عَنْهُ) بما أتاهم من فضله (ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) وفي المقابل غضبه تعالى هو الخسران المبين.

____________________________________

الإعراب : (اتَّخِذُونِي) تتعدى الى مفعولين ، لأنها بمعنى صيروني ، والمفعول الأول الياء ، والثاني إلهين ، (وَأُمِّي) مفعول معه. و (مِنْ دُونِ اللهِ) متعلق بمحذوف صفة ل (إِلهَيْنِ). وقال صاحب مجمع البيان : من زائدة هنا. وهذا اشتباه لأن من تزاد بعد النفي ، ولا نفي هنا. والمصدر المنسبك من (أَنْ أَقُولَ) اسم يكون ، و (لِي) متعلق بمحذوف خبرا ل (يَكُونُ). و (بِحَقٍ) الباء زائدة وحق خبر ليس ، واسمها ضمير مستتر يعود الى ما. والمصدر المنسبك من (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) بدل من ضمير (بِهِ). ولا يجوز أن تكون (أَنِ) هنا مفسرة لأن حروف القول قد صرح بها. (وَأَنْتَ) ضمير فصل لا محل له من الاعراب.