• الفهرس
  • عدد النتائج:

فأردت قطعها ، وترك المراجعة عنها ، فقالت لي نفسي : قد عرفت مكانها ، بالله لا قطعتها إلا يده ، فأثبت على ظهرها ما يكون سببا إلى صوتها ، فقلت : [المتقارب]

نعقت ولم تدر كيف الجواب

وأخطأت حتّى أتاك الصّواب

وأجريت وحدك في حلبة

نأت عنك فيها الجياد العراب

وبتّ من الجهل مستصحبا

لغير قرى فأتتك الذّئاب(١)

فكيف تبيّنت عقبى الظّلوم

إذا ما انقضت بالخميس العقاب

لعمري ما لي طباع تذمّ

ولا شيمة يوم مجد تعاب(٢)

أنيل المنى والظبا سخّط

وأعطي الرّضا والعوالي غضاب(٣)

وأقول : [الطويل]

وغاصب حقّ أوبقته المقادر

يذكّرني حاميم والرّمح شاجر(٤)

غدا يستعير الفخر من خيم خصمه

ويجهل أنّ الحقّ أبلج ظاهر

ألم تتعلّم يا أخا الظّلم أنّني

برغمك ناه منذ عشر وآمر

تذلّ لي الأملاك حرّ نفوسها

وأركب ظهر النّسر والنّسر طائر

وأبعث في أهل الزّمان شواردا

تلينهم وهي الصّعاب النّوافر(٥)

فإن أثو في أرض فإنّي سائر

وإن أنا عن قوم فإنّي حاضر(٦)

وحسبك أنّ الأرض عندك خاتم

وأنّك في سطح السّلامة عاثر

ولا لوم عندي في استراحتك الّتي

تنفّست عنها والخطوب فواقر

فإنّي للحلف الّذي مرّ حافظ

وللنّزعة الأولى بحاميم ذاكر

هنيئا لكلّ ما لديه فإنّنا

عطية من تبلى لديه السّرائر

__________________

(١) في ب : الجهل مستنبحا.

(٢) في ب ، ه : لعمرك ما لي ..

(٣) الظبا : جمع ظبة : حد السيف. والعوالي : الرماح.

(٤) أوبق : أهلك. والشطر الثاني من البيت مأخوذ من قول الشاعر

يذكرني حاميم والرمح شاجر

فهلا تلا حاميم قبل التقدم

(٥) النوافر : ذات نفار ، والنفار : الإعراض والصدّ.

(٦) ثوى بالمكان : استقر فيه.