بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٨

(باب)

*(أحوال أزواجه وأولاده صلوات الله عليه)*

*(وفيه نفي إمامة إسماعيل وعبد الله)*

١ ـ كشف : كشف الغمة قال محمد بن طلحة (١) وأما أولاده فكانوا سبعة ستة ذكور وبنت واحدة وقيل أكثر من ذلك وأسماء أولاده موسى وهو الكاظم عليه‌السلام وإسماعيل ومحمد وعلي وعبد الله وإسحاق وأم فروة (٢).

وقال عبد العزيز بن الأخضر ولد جعفر بن محمد عليه‌السلام إسماعيل الأعرج وعبد الله وأم فروة وأمهم فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب وموسى بن جعفر الإمام وأمه حميدة أم ولد وإسحاق ومحمد وفاطمة تزوجها محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس فماتت عنده وأمهم أم ولد ويحيى والعباس وأسماء وفاطمة الصغرى وهم لأمهات أولاد شتى (٣).

وقال ابن الخشاب كان له ستة بنين وابنة واحدة إسماعيل وموسى الإمام عليه‌السلام ومحمد وعلي وعبد الله وإسحاق وأم فروة وهي التي زوجها من ابن عمه الخارج مع زيد بن علي (٤).

٢ ـ شا : الإرشاد كان لأبي عبد الله عليه‌السلام عشرة أولاد ـ إسماعيل وعبد الله وأم فروة أمهم فاطمة بنت الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وموسى عليه‌السلام وإسحاق ومحمد لأم ولد والعباس وعلي وأسماء وفاطمة لأمهات أولاد شتى

__________________

(١) مطالب السئول ص ٨٢ لابن طلحة الشافعى.

(٢) كشف الغمة ج ٢ ص ٣٧٨.

(٣) نفس المصدر ج ٢ ص ٣٧٨.

(٤) نفس المصدر ج ٢ ص ٤١٥.

٢٤١

وكان إسماعيل أكبر إخوته وكان أبو عبد الله عليه‌السلام شديد المحبة له والبر به والإشفاق عليه وكان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه والخليفة له من بعده إذ كان أكبر إخوته سنا ولميل أبيه إليه وإكرامه له فمات في حياة أبيه عليه‌السلام بالعريض (١) وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة حتى دفن بالبقيع (٢).

وروي أن أبا عبد الله عليه‌السلام جزع عليه جزعا شديدا وحزن عليه حزنا عظيما وتقدم سريره بغير حذاء ولا رداء وأمر بوضع سريره على الأرض مرارا كثيرة وكان يكشف عن وجهه وينظر إليه يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له من بعده وإزالة الشبهة عنه في حياته ولما مات إسماعيل رحمة الله عليه انصرف عن القول بإمامتة بعد أبيه من كان يظن ذلك ويعتقده من أصحاب أبيه عليه‌السلام وأقام على حياته شرذمة لم تكن من خاصة أبيه ولا من الرواة عنه وكانوا من الأباعد والأطراف فلما مات الصادق عليه‌السلام انتقل فريق منهم إلى القول بإمامة موسى بن جعفر عليه‌السلام بعد أبيه وافترق الباقون فرقتين فريق منهم رجعوا على حياة إسماعيل وقالوا بإمامة ابنه محمد بن إسماعيل لظنهم أن الإمامة كانت في أبيه وأن الابن أحق بمقام الإمامة من الأخ وفريق ثبتوا على حياة إسماعيل وهم اليوم شذاذ لا يعرف منهم أحد يومأ إليه وهذان الفريقان يسميان بالإسماعيلية والمعروف منهم الآن من يزعم أن الإمامة بعد إسماعيل في ولده وولد ولده إلى آخر الزمان (٣).

وكان عبد الله بن جعفر أكبر إخوته بعد إسماعيل ولم يكن منزلته عند أبيه منزلة غيره من ولده في الإكرام وكان متهما بالخلاف على أبيه في الاعتقاد فيقال إنه كان يخالط الحشوية ويميل إلى مذاهب المرجئة وادعى بعد أبيه الإمامة

__________________

(١) العريض كزبير تصغير عرض ، واد بالمدينة.

(٢) الإرشاد ص ٣٠٣.

(٣) نفس المصدر ص ٣٠٤.

٢٤٢

واحتج بأنه أكبر إخوته الباقين فتابعه على قوله جماعة من أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام ثم رجع أكثرهم بعد ذلك إلى القول بإمامة أخيه موسى عليه‌السلام لما تبينوا ضعف دعواه وقوة أمر أبي الحسن ودلالة حقيقته وبراهين إمامته وأقام نفر يسير منهم على أمرهم ودانوا بإمامة عبد الله وهم الطائفة الملقبة بالفطحية وإنما لزمهم هذا اللقب لقولهم بإمامة عبد الله وكان أفطح الرجلين ويقال إنهم لقبوا بذلك لأن داعيهم إلى إمامة عبد الله كان يقال له عبد الله بن أفطح (١).

وكان إسحاق بن جعفر من أهل الفضل والصلاح والورع والاجتهاد وروى عنه الناس الحديث والآثار وكان ابن كاسب (٢) إذا حدث عنه يقول حدثني الثقة (٣) الرضي إسحاق بن جعفر عليه‌السلام وكان إسحاق يقول بإمامة أخيه موسى بن جعفر عليه‌السلام وروى عن أبيه النص بالإمامة على أخيه موسى عليه‌السلام.

وكان محمد بن جعفر سخيا شجاعا وكان يصوم يوما ويفطر يوما ويرى رأي الزيدية بالخروج بالسيف وروي عن زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسن أنها قالت ما خرج من عندنا محمد يوما قط في ثوب فرجع حتى يكسوه وكان يذبح في كل يوم كبشا لأضيافه وخرج على المأمون في سنة تسع وتسعين ومائة بمكة واتبعته الزيدية الجارودية فخرج لقتاله عيسى الجلودي ففرق جمعه وأخذه وأنفذه إلى المأمون فلما وصل إليه أكرمه المأمون وأدنى مجلسه منه ووصله وأحسن جائزته فكان مقيما معه بخراسان يركب إليه في مركب من بني عمه وكان المأمون يحتمل منه ما لا يحتمله السلطان من رعيته وروي أن المأمون أنكر ركوبه إليه في جماعة من الطالبيين الذين خرجوا على المأمون في سنة المائتين فآمنهم وخرج التوقيع إليهم ـ لا تركبوا مع محمد بن جعفر واركبوا مع عبيد الله بن الحسين فأبوا أن يركبوا ولزموا منازلهم فخرج التوقيع اركبوا مع من أحببتم

__________________

(١) الإرشاد ص ٣٠٤.

(٢) لم نقف على ترجمته رغم الفحص والمراجعة عاجلا.

(٣) ما بين القوسين زيادة من المصدر.

٢٤٣

وكانوا يركبون مع محمد بن جعفر إذا ركب إلى المأمون وينصرفون بانصرافه (١) وذكر عن موسى بن سلمة أنه قال أتي إلى محمد بن جعفر فقيل له إن غلمان ذي الرئاستين قد ضربوا غلمانك على حطب اشتروه فخرج متزرا ببردتين ومعه هراوة وهو يرتجز ويقول :

«الموت خير لك من عيش بذل».

وتبعه الناس حتى ضرب غلمان ذي الرئاستين وأخذ الحطب منهم فرفع الخبر إلى المأمون فبعث إلى ذي الرئاستين فقال له ائت محمد بن جعفر فاعتذر إليه وحكمه في غلمانك قال فخرج ذو الرئاستين إلى محمد بن جعفر فقال له موسى بن سلمة كنت عند محمد بن جعفر جالسا حتى أتى فقيل له هذا ذو الرئاستين فقال لا يجلس إلا على الأرض فتناول بساطا كان في البيت فرمى به هو ومن معه ناحية ولم يبق في البيت إلا وسادة جلس عليها محمد بن جعفر فلما دخل ذو الرئاستين وسع له محمد على الوسادة فأبى أن يجلس عليها وجلس على الأرض واعتذر إليه وحكمه في غلمانه وتوفي محمد بن جعفر في خراسان مع المأمون فركب المأمون ليشهده فلقيهم وقد خرجوا به فلما نظر إلى السرير نزل فترجل ومشى حتى دخل بين العمودين فلم يزل بينهما حتى وضع به فتقدم فصلى عليه ثم حمله حتى بلغ به القبر ثم دخل قبره ولم يزل فيه حتى بنى عليه ثم خرج فقام على قبره حتى دفن فقال له عبيد الله بن الحسين ودعا له يا أمير المؤمنين إنك قد تعبت فلو ركبت فقال له المأمون إن هذه رحم قطعت من مائتي سنة.

وروي عن إسماعيل بن محمد بن جعفر أنه قال قلت لأخي وهو إلى جنبي والمأمون قائم على القبر لو كلمناه في دين الشيخ ولا نجده أقرب منه في وقته هذا فابتدأنا المأمون فقال كم ترك أبو جعفر من الدين فقلت له خمسة وعشرون ألف دينار فقال قد قضى الله عنه دينه إلى من وصى قلت إلى ابن

__________________

(١) الإرشاد ص ٣٠٥.

٢٤٤

له يقال له يحيى بالمدينة فقال ليس هو بالمدينة وهو بمصر وقد علمنا كونه فيها ولكن كرهنا أن نعلمه بخروجه من المدينة لئلا يسوؤه ذلك لعلمه بكراهتنا لخروجهم عنها (١).

وكان علي بن جعفر رضي الله عنه راوية للحديث سديد الطريق شديد الورع كثير الفضل ولزم موسى أخاه عليه‌السلام وروى عنه شيئا كثيرا.

وكان العباس بن جعفر رحمه الله فاضلاً.

وكان موسى بن جعفر عليه‌السلام أجل ولد أبي عبد الله قدرا وأعظمهم محلا وأبعدهم في الناس صيتا ولم ير في زمانه أسخى منه ولا أكرم نفسا وعشرة وكان أعبد أهل زمانه وأورعهم وأجلهم وأفقههم واجتمع جمهور شيعة أبيه عليه‌السلام على القول بإمامته والتعظيم لحقه والتسليم لأمره ورووا عن أبيه عليه‌السلام نصوصا عليه بالإمامة وإشارات إليه بالخلافة وأخذوا عنه معالم دينهم وروي عنه من الآيات والمعجزات ما يقطع بها على حجته وصواب القول بإمامته (٢).

٣ ـ ك‍ (٣) : إكمال الدين لي ، الأمالي للصدوق الدقاق عن الأسدي عن البرمكي عن الحسين بن الهيثم عن عباد بن يعقوب الأسدي عن عنبسة بن بجاد العابد قال : لما مات إسماعيل بن جعفر بن محمد عليه‌السلام وفرغنا من جنازته جلس الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام وجلسنا حوله وهو مطرق ثم رفع رأسه فقال أيها الناس إن هذه الدنيا دار فراق ودار التواء لا دار استواء على أن لفراق المألوف حرقة لا تدفع ولوعة لا ترد وإنما يتفاضل الناس بحسن العزاء وصحة الفكرة فمن لم يثكل أخاه ثكله أخوه ومن لم يقدم ولدا كان هو المقدم دون الولد ثم تمثل عليه‌السلام بقول أبي خراش الهذلي (٤) يرثي أخاه :

__________________

(١) المصدر السابق ص ٣٠٦.

(٢) نفس المصدر ص ٣٠٧.

(٣) كمال الدين وتمام النعمة ج ١ ص ١٦٣.

(٤) هذا البيت من أبيات قالها أبو خراش الهذلى بعد مقتل أخيه عروة ، وقد دخلت.

٢٤٥

ولا تحسبي أني تناسيت عهده

ولكن صبري يا أميم جميل(١).

٤ ـ ن : عيون أخبار الرضا عليه‌السلام الهمداني عن علي عن أبيه عن عمير بن يزيد قال : كنت عند أبي الحسن الرضا عليه‌السلام فذكر محمد بن جعفر فقال إني جعلت على نفسي أن لا يظلني وإياه سقف بيت فقلت في نفسي هذا يأمرنا بالبر والصلة ويقول هذا لعمه فنظر إلي فقال هذا من البر والصلة إنه متى يأتيني ويدخل علي فيقول في فيصدقه الناس وإذا لم يدخل علي ولم أدخل عليه لم يقبل قوله إذا قال (٢).

٥ ـ ن : عيون أخبار الرضا عليه‌السلام الوراق عن ابن أبي الخطاب عن إسحاق بن موسى قال : لما خرج عمي محمد بن جعفر بمكة ودعا إلى نفسه ودعي بأمير المؤمنين وبويع له بالخلافة دخل عليه الرضا عليه‌السلام وأنا معه فقال له يا عم لا تكذب أباك ولا أخاك فإن هذا الأمر لا يتم ثم خرج وخرجت معه إلى المدينة فلم يلبث إلا قليلا حتى قدم الجلودي فلقيه فهزمه ثم استأمن إليه فلبس السواد وصعد المنبر فخلع نفسه وقال

__________________

عليه اميمة امرأة عروة وهو يلاعب ابنه ، فقالت له ، يا أبا خراش تناسيت عروة وتركت الطلب بثاره ولهوت مع ابنك ، أما والله لو كنت المقتول ما غفل عنك ولطلب قاتلك حتى يقتله فبكى أبو خراش وأنشأ يقول :

لعمرى لقد راعت اميمة طلعتى

وان ثوائى عندها لقليل

وقالت أراه بعد عروة لاهيا

وذلك رزء لو علمت جليل

فلا تحسبى أنى تناسيت فقده

ولكن صبرى يا اميم جميل

ألم تعلمى أن قد تفرق قبلنا

نديما صفاء مالك وعقيل

أبى الصبر أني لا يزال يهيجنى

مبيت لنا فيما خلا ومقيل

وانى إذا ما الصبح آنست ضوعه

يعاودنى قطع على ثقيل

( الأغاني ج ٢١ ص ٤٥ طبعة الساسى ).

(١) أمالي الصدوق ص ٢٣٧.

(٢) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢٠٤.

٢٤٦

إن هذا الأمر للمأمون وليس لي فيه حق ثم أخرج إلى خراسان فمات بجرجان (١).

٦ ـ ك‍ : إكمال الدين ابن الوليد عن سعد عن محمد بن عبد الجبار عن ابن أبي بكران عن الحسين بن المختار عن الوليد بن صبيح قال : جاءني رجل فقال لي تعال حتى أريك أين الرجل قال فذهبت معه قال فجاءني إلى قوم يشربون فيهم إسماعيل بن جعفر فخرجت مغموما فجئت إلى الحجر فإذا إسماعيل بن جعفر متعلق بالبيت يبكي قد بل أستار الكعبة بدموعه فرجعت أشتد فإذا إسماعيل جالس مع القوم فرجعت فإذا هو آخذ بأستار الكعبة قد بلها بدموعه قال فذكرت ذلك لأبي عبد الله عليه‌السلام فقال لقد ابتلي ابني بشيطان يتمثل في صورته (٢).

٧ ـ يج : الخرائج والجرائح عن الوليد مثله وفيه حتى أريك ابن إلهك

٨ ـ ك‍ : إكمال الدين ابن المتوكل عن محمد العطار عن الأشعري عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن الحسن بن راشد قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن إسماعيل فقال عاص عاص لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي (٣).

٩ ـ ك‍ : إكمال الدين ابن إدريس عن أبيه عن الأشعري عن ابن يزيد عن البزنطي عن حماد عن عبيد بن زرارة قال : ذكرت إسماعيل عند أبي عبد الله عليه‌السلام فقال لا والله لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي (٤).

١٠ ـ ك‍ : إكمال الدين أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الأهوازي عن فضالة وعن ابن فضال عن يونس بن يعقوب عن سعيد بن عبيد الله بن الأعرج قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام لما مات إسماعيل أمرت به وهو مسجى بأن يكشف عن وجهه فقبلت جبهته وذقنه ونحره ثم أمرت به فغطي ثم قلت اكشفوا عنه فقبلت أيضا

__________________

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٢٠٧.

(٢) كمال الدين وتمام النعمة ج ١ ص ١٥٩.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ١٥٩.

(٤) المصدر السابق ج ١ ص ١٥٩.

٢٤٧

جبهته وذقنه ونحره ثم أمرتهم فغطوه ثم أمرت به فغسل ثم دخلت عليه وقد كفن فقلت اكشفوا عن وجهه فقبلت جبهته وذقنه ونحره وعوذته ثم قلت أدرجوه فقلت بأي شيء عوذته قال بالقرآن.

أقول : قال الصدوق بعد ذلك قوله عليه‌السلام أمرت به فغسل يبطل إمامة إسماعيل لأن الإمام لا يغسله إلا إمام إذا حضره (١).

١١ ـ ك‍ : إكمال الدين ابن الوليد عن الصفار عن أيوب بن نوح وابن يزيد معا عن ابن أبي عمير عن محمد بن شعيب عن أبي كهمس قال : حضرت موت إسماعيل وأبو عبد الله عليه‌السلام عنده فلما حضره الموت شد لحييه وغمضه وغطاه بالملحفة ثم أمر بتهيئته فلما فرغ من أمره دعا بكفنه وكتب في حاشية الكفن إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله (٢).

١٢ ـ ك‍ : إكمال الدين العطار عن سعد عن ابن هاشم وابن أبي الخطاب معا عن عمرو بن عثمان الثقفي عن أبي كهمش قال : حضرت موت إسماعيل بن أبي عبد الله عليه‌السلام فرأيت أبا عبد الله وقد سجد سجدة فأطال السجود ثم رفع رأسه فنظر إليه قليلا ونظر إلى وجهه ثم سجد سجدة أخرى أطول من الأولى ثم رفع رأسه وقد حضره الموت فغمضه وربط لحييه وغطى عليه ملحفة ثم قام وقد رأيت وجهه وقد دخله منه شيء الله أعلم به قال ثم قام فدخل منزله فمكث ساعة ثم خرج علينا مدهنا مكتحلا عليه ثياب غير الثياب التي كانت عليه ووجهه غير الذي دخل به فأمر ونهى في أمره حتى إذا فرغ دعا بكفنه فكتب في حاشية الكفن ـ إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله (٣).

١٣ ـ ك‍ : إكمال الدين أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن ابن بزيع عن ظريف بن

__________________

(١) المصدر السابق ج ١ ص ١٦٠.

(٢) المصدر السابق ج ١ ص ١٦١ وأخرجه الشيخ الطوسي في التهذيب ج ١ ص ٢٨٩ بتفاوت وص ٣٠٩.

(٣) المصدر السابق ج ١ ص ١٦٢.

٢٤٨

ناصح عن الحسن بن زيد قال : ماتت ابنة لأبي عبد الله عليه‌السلام فناح عليها سنة ثم مات ولد آخر فناح عليه سنة ثم مات إسماعيل فجزع عليه جزعا شديدا فقطع النوح قال فقيل لأبي عبد الله عليه‌السلام أصلحك الله يناح في دارك فقال إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لكن حمزة لا بواكي له (١).

١٤ ـ ك‍ : إكمال الدين ابن الوليد عن ابن متيل عن ابن يزيد عن ابن فضال عن محمد بن عبد الله الكوفي قال : لما حضرت إسماعيل بن أبي عبد الله الوفاة جزع أبو عبد الله عليه السلام جزعا شديدا قال فلما أن أغمضه دعا بقميص قصير أو جديد فلبسه ثم تسرح وخرج يأمر وينهى قال فقال له بعض أصحابه جعلت فداك لقد ظننا أنا لا ننتفع بك زمانا لما رأينا من جزعك قال إنا أهل بيت نجزع ما لم تنزل المصيبة فإذا نزلت صبرنا (٢).

١٥ ـ ك‍ : إكمال الدين أبي عن الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن ابن أبي عمير عن محمد بن أبي حمزة عن مرة مولى محمد بن خالد قال : لما مات إسماعيل فانتهى أبو عبد الله عليه‌السلام إلى القبر أرسل نفسه فقعد على حاشية القبر لم ينزل في القبر ثم قال هكذا صنع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بإبراهيم (٣).

١٦ ـ كا : الكافي علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن أبي حمزة عن رجل مثله (٤).

١٧ ـ ك‍ : إكمال الدين ابن الوليد عن ابن أبان عن الأهوازي عن القاسم بن محمد عن الحسين بن عمر عن رجل من بني هاشم قال : لما مات إسماعيل خرج إلينا أبو عبد الله عليه‌السلام يقدم السرير بلا حذاء ولا رداء (٥).

__________________

(١) المصدر السابق ج ١ ص ١٦٢.

(٢) المصدر السابق ج ١ ص ١٦٢.

(٣) المصدر السابق ج ١ ص ١٦١.

(٤) الكافي ج ٣ ص ١٩٣.

(٥) كمال الدين ج ١ ص ١٦١.

٢٤٩

١٨ ـ كا : الكافي علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن القاسم بن محمد عن الحسين بن عثمان مثله (١).

١٩ ـ ك‍ : إكمال الدين أبي عن سعد عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن حماد عن حريز عن إسماعيل بن جابر والأرقط بن عمر عن أبي عبد الله قال : كان أبو عبد الله عليه‌السلام عند إسماعيل حتى قضى فلما رأى الأرقط جزعه قال يا أبا عبد الله قد مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال فارتدع ثم قال صدقت أنا لك اليوم أشكر (٢).

٢٠ ـ ير : بصائر الدرجات الهيثم النهدي عن إسماعيل بن سهل عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال : دخلت على عبد الله بن جعفر وأبو الحسن في المجلس قدامه مرآة وآلتها مردى بالرداء موزرا فأقبلت على عبد الله فلم أسأله حتى جرى ذكر الزكاة فسألته فقال تسألني عن الزكاة من كانت عنده أربعون درهما ففيها درهم قال فاستشعرته وتعجبت منه فقلت له أصلحك الله قد عرفت مودتي لأبيك وانقطاعي إليه وقد سمعت منه كتبا فتحب أن آتيك بها قال نعم بنو أخ ائتنا فقمت مستغيثا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأتيت القبر فقلت يا رسول الله إلى من إلى القدرية إلى الحرورية إلى المرجئة إلى الزيدية قال فإني كذلك إذا أتاني غلام صغير دون الخمس فجذب ثوبي فقال لي أجب قلت من قال سيدي موسى بن جعفر فدخلت إلى صحن الدار فإذا هو في بيت وعليه كلة فقال يا هشام قلت لبيك فقال لي لا إلى المرجئة ولا إلى القدرية ولكن إلينا ثم دخلت عليه (٣).

بيان : لعل المراد بالاستشعار النظر إليه على وجه التعجب والكلة بالكسر الستر الرقيق يخاط كالبيت يتوقى فيه من البق.

٢١ ـ يج : الخرائج والجرائح روي عن مفضل بن مرثد قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام إسماعيل

__________________

(١) الكافي ج ٣ ص ٢٠٤ وأخرجه الشيخ الطوسي في التهذيب ج ١ ص ٤٦٣ ورواه الشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه ج ١ ص ١١٢ مرسلا.

(٢) كمال الدين ج ١ ص ١٦١.

(٣) بصائر الدرجات ج ٥ باب ١٢ ص ٦٨.

٢٥٠

ابنك جعل الله له علينا من الطاعة ما جعل لآبائه وإسماعيل يومئذ حي فقال يكفى ذلك فظننت أنه اتقاني فما لبث أن مات إسماعيل.

بيان : لعل المعنى أن الله يكفي عن إسماعيل مئونة ذلك بموته.

٢٢ ـ يج : الخرائج والجرائح روي عن المفضل بن عمر قال : لما قضى الصادق عليه‌السلام كانت وصيته في الإمامة إلى موسى الكاظم فادعى أخوه عبد الله الإمامة وكان أكبر ولد جعفر عليه‌السلام في وقته ذلك وهو المعروف بالأفطح فأمر موسى بجمع حطب كثير في وسط داره فأرسل إلى أخيه عبد الله يسأله أن يصير إليه فلما صار عنده ومع موسى جماعة من وجوه الإمامية فلما جلس إليه أخوه عبد الله أمر موسى أن يجعل النار في ذلك الحطب كله فاحترق كله ولا يعلم الناس السبب فيه حتى صار الحطب كله جمرا ثم قام موسى وجلس بثيابه في وسط النار وأقبل يحدث الناس ساعة ثم قام فنفض ثوبه ورجع إلى المجلس فقال لأخيه عبد الله إن كنت تزعم أنك الإمام بعد أبيك فاجلس في ذلك المجلس فقالوا فرأينا عبد الله قد تغير لونه فقام يجر رداءه حتى خرج من دار موسى عليه‌السلام (١).

٢٣ ـ يج : الخرائج والجرائح روي عن داود بن كثير الرقي قال : وفد من خراسان وافد يكنى أبا جعفر واجتمع إليه جماعة من أهل خراسان فسألوه أن يحمل لهم أموالا ومتاعا ومسائلهم في الفتاوي والمشاورة فورد الكوفة ونزل وزار أمير المؤمنين عليه‌السلام ورأى في ناحية رجلا حوله جماعة فلما فرغ من زيارته قصدهم فوجدهم شيعة فقهاء يسمعون من الشيخ فقالوا هو أبو حمزة الثمالي قال فبينما نحن جلوس إذ أقبل أعرابي فقال جئت من المدينة وقد مات جعفر بن محمد عليه‌السلام فشهق أبو حمزة ثم ضرب بيده الأرض ثم سأل الأعرابي هل سمعت له بوصية قال أوصى إلى ابنه عبد الله وإلى ابنه موسى وإلى المنصور فقال الحمد لله الذي لم يضلنا دل على الصغير وبين على الكبير وسر الأمر العظيم ووثب إلى قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام فصلى وصلينا ثم أقبلت عليه وقلت له فسر لي ما قلته قال بين أن الكبير ذو عاهة

__________________

(١) الخرائج والجرائح ص ٢٠٠.

٢٥١

ودل على الصغير أن أدخل يده مع الكبير وسر الأمر العظيم بالمنصور حتى إذا سأل المنصور من وصيه قيل أنت قال الخراساني فلم أفهم جواب ما قاله ووردت المدينة ومعي المال والثياب والمسائل وكان فيما معي درهم دفعته إلي امرأة تسمى شطيطة ومنديل فقلت لها أنا أحمل عنك مائة درهم فقالت إن الله « لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِ » فعوجت الدرهم وطرحته في بعض الأكياس فلما حصلت بالمدينة سألت عن الوصي فقيل عبد الله ابنه فقصدته فوجدت بابا مرشوشا مكنوسا عليه بواب فأنكرت ذلك في نفسي واستأذنت ودخلت بعد الإذن فإذا هو جالس في منصبه فأنكرت ذلك أيضاً.

فقلت : أنت وصي الصادق الإمام المفترض الطاعة قال نعم قلت كم في المائتين من الدراهم الزكاة قال خمسة دراهم فقلت وكم في المائة قال درهمان ونصف قلت ورجل قال لامرأته أنت طالق بعدد نجوم السماء تطلق بغير شهود قال نعم ويكفي من النجوم رأس الجوزاء ثلاثا فتعجبت من جواباته ومجلسه فقال احمل إلي ما معك قلت ما معي شيء وجئت إلى قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما رجعت إلى بيتي إذا أنا بغلام أسود واقف فقال سلام عليك فرددت عليه السلام قال أجب من تريد فنهضت معه فجاء بي إلى باب دار مهجورة ودخل فأدخلني فرأيت موسى بن جعفر عليه‌السلام على حصير الصلاة فقال إلي يا أبا جعفر وأجلسني قريبا فرأيت دلائله أدبا وعلما ومنطقا وقال لي احمل ما معك فحملته إلى حضرته فأومأ بيده إلى الكيس فقال لي افتحه ففتحته وقال لي اقلبه فقلبته فظهر درهم شطيطة المعوج فأخذه وقال افتح تلك الرزمة (١) ففتحتها وأخذ المنديل منها بيده وقال وهو مقبل علي إن الله « لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِ » يا أبا جعفر اقرأ على شطيطة السلام مني وادفع إليها هذه الصرة.

وقال لي : اردد ما معك إلى من حمله وادفعه إلى أهله وقل قد قبله ووصلكم به وأقمت عنده وحادثني وعلمني وقال ألم يقل لك أبو حمزة الثمالي بظهر

__________________

(١) الرزمة : من الثياب وغيرها : ما جمع وشد معا جمع رزم.

٢٥٢

الكوفة وأنتم زوار أمير المؤمنين عليه‌السلام كذا وكذا قلت نعم قال كذلك يكون المؤمن إذا نور الله قلبه كان علمه بالوجه ثم قال قم إلى ثقات أصحاب الماضي فسلهم عن نصه.

قال أبو جعفر الخراساني فلقيت جماعة كثيرة منهم شهدوا بالنص على موسى عليه السلام ثم مضى أبو جعفر إلى خراسان قال داود الرقي فكاتبني من خراسان أنه وجد جماعة ممن حملوا المال قد صاروا فطحية وأنه وجد شطيطة على أمرها تتوقعه يعود قال فلما رأيتها عرفتها سلام مولانا عليها وقبوله منها دون غيرها وسلمت إليها الصرة ففرحت وقالت لي أمسك الدراهم معك فإنها لكفني فأقامت ثلاثة أيام وتوفيت.

بيان : قوله بين أن الكبير ذو عاهة أي لو لم يكن الكبير ذا عاهة لأفرده في الوصية فلما أشرك معه الصغير أعلم أنه غير صالح للإمامة قوله أحمل عنك مائة درهم كان الرجل استحيا عن أن يحمل درهما واحدا لقلته فقال لا أحمل عنك إلا مائة درهم فأجابته بقوله إن الله « لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِ » فلا تستح من ذلك وإنما عوج الدرهم لئلا يلتبس بغيره.

قوله عليه‌السلام كان علمه بالوجه أي بالوجه الذي ينبغي أن يعلم به أو بوجه الكلام وإيمائه من غير تصريح كما ورد أن القرآن ذو وجوه أو إذا نظر إلى وجه الرجل علم ما في ضميره فيكون ذكره على التنظير.

٢٤ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب اختلفت الأمة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الإمامة بين النص والاختيار فصح لأهل النص من طرق المخالف والمؤالف بأن الأئمة اثنا عشر ونبغت السبعية بعد جعفر الصادق عليه‌السلام وادعوا دعوى فارقوا بها الأمة بأسرها وكان الصادق عليه‌السلام قد نص على ابنه موسى عليه‌السلام وأشهد على ذلك ابنيه إسحاق وعليا والمفضل بن عمر ومعاذ بن كثير وعبد الرحمن بن الحجاج والفيض بن المختار ويعقوب السراج وحمران بن أعين وأبا بصير وداود الرقي ويونس بن ظبيان ويزيد بن سليط وسليمان بن خالد وصفوان الجمال والكتب

٢٥٣

بذلك شاهدة وكان الصادق عليه‌السلام أخبر بهذه الفتنة بعده وأظهر موت إسماعيل وغسله وتجهيزه ودفنه وتشيع في جنازته بلا حذاء وأمر بالحج عنه بعد وفاته (١).

ابن بابويه بالإسناد عن منصور بن حازم قال : كنت جالسا مع أبي عبد الله عليه‌السلام على الباب ومعه إسماعيل إذ مر علينا موسى وهو غلام فقال إسماعيل سبق بالخير ابن الأمة.

زرارة بن أعين قال : دعا الصادق عليه‌السلام داود بن كثير الرقي وحمران بن أعين وأبا بصير ودخل عليه المفضل بن عمر وأتى بجماعة حتى صاروا ثلاثين رجلا فقال يا داود اكشف عن وجه إسماعيل فكشف عن وجهه فقال تأمله يا داود فانظره أحي هو أم ميت فقال بل هو ميت فجعل يعرضه على رجل رجل حتى أتى على آخرهم فقال عليه‌السلام اللهم اشهد ثم أمر بغسله وتجهيزه ثم قال يا مفضل احسر عن وجهه فحسر عن وجهه فقال حي هو أم ميت انظروه أجمعكم فقال بل هو يا سيدنا ميت فقال شهدتم بذلك وتحققتموه قالوا نعم وقد تعجبوا من فعله فقال اللهم اشهد عليهم ثم حمل إلى قبره فلما وضع في لحده قال يا مفضل اكشف عن وجهه فكشف فقال للجماعة انظروا أحي هو أم ميت فقالوا بلى ميت يا ولي الله فقال اللهم اشهد فإنه سيرتاب المبطلون يريدون إطفاء نور الله ثم أومأ إلى موسى عليه‌السلام وقال : « وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ » ثم حثوا عليه التراب ثم أعاد علينا القول فقال الميت المكفن المحنط المدفون في هذا اللحد من هو قلنا إسماعيل ولدك فقال اللهم اشهد ثم أخذ بيد موسى فقال هو حق والحق معه ومنه إلى أن يرث الله « الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها ».

عنبسة العابد قال : لما توفي إسماعيل بن جعفر قال الصادق عليه‌السلام أيها الناس إن هذه الدنيا دار فراق ودار التواء لا دار استواء في كلام له.

ثم تمثل بقول أبي خراش :

__________________

(١) مناقب ابن شهرآشوب ج ١ ص ٢٢٨.

٢٥٤

فلا تحسبن أني تناسيت عهده

ولكن صبري يا أميم جميل

أبو كهمس في حديثه حضرت موت إسماعيل وأبو عبد الله عليه‌السلام جالس عنده ثم قال بعد كلام كتب على حاشية الكفن ـ إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله (١).

وروي عن الصادق عليه‌السلام أنه استدعى بعض شيعته وأعطاه دراهم وأمره أن يحج بها عن ابنه إسماعيل وقال له إنك إذا حججت عنه لك تسعة أسهم من الثواب ولإسماعيل سهم واحد (٢).

٢٥ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب أبو بصير قال الصادق عليه‌السلام قال أبي اعلم أن عبد الله أخاك سيدعو الناس إلى نفسه فدعه فإن عمره قصير فكان كما قال أبي وما لبث عبد الله إلا يسيرا حتى مات (٣).

٢٦ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب أولاده عشرة إسماعيل الأمين (٤)

__________________

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٢٢٩.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٢٣٠.

(٣) نفس المصدر ج ٣ ص ٣٥١.

(٤) هو الملقب بالامين والأعرج وكان أكبر ولد أبيه ، وكان أبوه شديد المحبة له والبر به والاشفاق عليه ، وكان قوم من الشيعة يظنون انه القائم بعد أبيه ، لانه كان أكبر أخوته سنا ، ولميل أبيه إليه وإكرامه له فمات في حياة أبيه عليه‌السلام بالعريض ، وحمل على رقاب الرجال الى أبيه بالمدينة حتى دفن بالبقيع وذلك في سنة (١٣٣) قبل وفاة الصادق عليه‌السلام بعشرين سنة تقريبا ، وللإمام الصادق « عليه‌السلام » عند موته حال يجل وصفها فقد جزع عليه جزعا شديدا وتقدم سريره بغير حذاء ولا رداء ، وكان يأمر بوضع سريره على الأرض قبل دفنه ، صنع ذلك مرارا ، في كلها يكشف عن وجهه وينظر إليه ، يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته من بعده وإزالة الشبهة عنهم في حياته ، ورغم تلك الحيطة فقد أصر فريق على القول بإمامته وهم الذين يدعون ( بالاسماعيلية ) ومما يحز في النفس أن يكتب مستشرق كبير يعتبر من محققى علماء الاستشراق ذلك هو الاسناد فيليب استاد التاريخ في الجامعة الاميركية ببيروت وأستاذ جامعة كولومبيا في نيويورك وو ...

أقول : مما يحز في النفس ان يكتب استاذ كبير كهذا ويتجنى في كتابته فيبهت أعلام الدين وأئمة المسلمين بما هم منه براء ، براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، والمضحك ـ وشر البلية ما يضحك ـ أن يطبع كتابه في بلد إسلامي كمصر ولم يتناوله أحد ـ فيما أعلم ـ بنقد أو برد فيبطل مزاعمه ، ويوضح بهتانه لقرائه ، وخاصة طلاب الجامعات المذكورة التي ود المستشرق المذكور أن يكون كتاب « مختصر كتاب الفرق بين الفرق » الذين اختصره الرسعنى وحرره المستشرق المذكور ـ : ككتاب مدرسى في صفوف التاريخ في الجامعة الاميركية

٢٥٥

وعبد الله ـ (١) من فاطمة بنت الحسين الأصغر وموسى الإمام

__________________

ولهذه الغاية أضاف عليه شروحا بصورة حواشى مما يسهل على الطالب فهم المقصود ، فيما يزعم قال : فى هامش ٣ ص ٨٥ :

« كان الامام السادس جعفر قد عين ـ كذا؟! ـ ابنه إسماعيل خلفا له ، وكنه عاد فعين ـ كذا؟! ـ ابنه موسى الكاظم ( المتوفى ١٨٣ و ٧٩٩ ) لانه وجد إسماعيل مرة في حالة السكر ـ كذا؟! ـ ولكن بعض أتباعه لم يسلموا له بحق نزع الإمامة عن إسماعيل فحافظوا على ولائه ، وساقوها بعده في ابنه محمد ... )

ليت الأستاذ المستشرق ـ المحرر ـ لاحظ أصل كتاب الفرق بين الفرق ص ٣٩ وان بعد عنه فكان عليه ان يلاحظ نفس المختصر ص ٥٨ ملاحظة جيدة ليقرأ ما يقوله البغدادي مؤلف الأصل وتبعه الرسعنى في مختصر الأصل حيث قالا : « وافترق هؤلاء [ الاسماعيلية ] فرقتين فرقة منتظرة لإسماعيل بن جعفر ـ مع اجماع أصحاب التواريخ على موت إسماعيل في حياة أبيه ـ وفرقة منهم قالت كان الامام بعد جعفر سبطه محمد بن إسماعيل وقالوا : ان جعفرا نصب ابنه إسماعيل للإمامة بعده فلما مات إسماعيل في حياة أبيه علمنا انه انما نصب إسماعيل للدلالة على امامة ابنه محمد بن إسماعيل والى هذا القول قالت الاسماعيلية من الباطنية. »

فمن أين له اثبات دعواه من نصب إسماعيل والعدول عنه لسكره ونصب موسى وليته دلنا على مصدر هذا الادعاء الكاذب ، وكيف له باثبات زعمه من تعيين إسماعيل للإمامة؟ ومتى كان ذلك؟ وأين ذكر؟ ولما ذا يذكر لنا مصدرا تاريخيا ـ وهو استاذ التاريخ ـ وكان عليه ان يقرأ تاريخ الفرق الإسلامية قراءة تفهم وبعدها يصدر أحكامه. وذى كتب الفرق من الملل والنحل ، والتبصير ، والفصل ، واعتقادات فرق المسلمين للفخر الرازي ، وفرق الشيعة ، والفرق الإسلامية ، والفرق بين الفرق ، ومختصره كلها خالية عن مثل هذه الدعوى. ولو صحت لاشار إليها بعض أصحاب هذه الكتب ممن لم ينزه كتابه وقلمه من الطعن في أئمة المسلمين ، ولكنها فرية وبهتان ، والبلية كل البلية ان يحررها مستشرق يحمل من الألقاب العلمية اللامعة في دنيا الثقافة اليوم ، وتعتز به المجامع العلمية في البلاد الإسلامية. وإذا كان هذا تحقيقه وهذا تحريره فأى قيمة لالقابه ـ الفارغة ـ في ميزان التقييم الفكرى؟!.

(١) هو المعروف بالافطح ( لانه كان أفطح الرأس كما في الكشي ص ١٦٤ أو أفطح الرجلين كما في الإرشاد ص ٣٠٥ ) كان أكبر إخوته سنا بعد إسماعيل ، قال الشيخ المفيد في الإرشاد

٢٥٦

ومحمد الديباج (١)

__________________

ولم يكن منزلته عند أبيه منزلة غيره من ولده في الإكرام ، وكان متهما بالخلاف على أبيه في الاعتقاد ، ويقال : إنه كان يخالط الحشوية ويميل إلى مذهب المرجئة ، وادعى بعد أبيه الإمامة واحتج بأنه أكبر إخوته الباقين فاتبعه على قوله جماعة إلخ. توفى بعد أبيه بسبعين يوما ؛ وكان أول من لحق به من أهله فصح فيه ما روى عن أبيه ـ الصادق عليه‌السلام انه قال لموسى عليه‌السلام : يا بنى ان أخاك سيجلس مجلسي ويدعى الإمامة بعدى فلا تنازعه بكلمة فانه أول أهلى لحوقا بى. وكانت وفاته سنة ١٤٩ في العشر الأول من المحرم تقريبا ولم يعقب سوى بنتا اسمها فاطمة وأمها علية بنت الحسين بن زيد بن علي. تزوجها العباس بن موسى العباسي ، ثم ابن عمها علي بن إسماعيل.

لاحظ أخباره في كتب الفرق عند ذكر الفطحية ، وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص ٥٩ ونسب قريش لمصعب ص ٦٤ والكشي ص ١٦٤ ـ ١٦٥ وجامع الرواة ج ١ ص ٤٧٩ وغيرها.

(١) هو المعروف بالديباج ـ او الديباجة ـ لحسن وجهه ويلقب بالمأمون ويكنى أبا جعفر ، أمه أم أخويه موسى وإسحاق أم ولد تدعى حميدة ، وكان شيخا وادعا محببا في الناس ، وكان يروى العلم عن أبيه جعفر بن محمد وكان الناس يكتبون عنه هكذا قال الطبري في تاريخه ج ١٠ ص ٢٣٣ وقال الخطيب في تاريخه ج ٢ ص ١١٣ وأبو الفرج في مقاتله ص ٥٣٨ انه كان شجاعا عاقلا فاضلا ، وكان يصوم يوما ويفطر يوما ، وكانت زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسين تقول : ما خرج من عندنا في ثوب قط فرجع حتى يكسوه ، قال ابن عنبة في عمدة الطالب ص ٢٤٥ خرج داعيا الى محمد بن إبراهيم بن طباطبا الحسنى ، فلما مات محمد بن إبراهيم دعا محمد الديباج الى نفسه وبويع له بمكة ، وذكر الخطيب في تاريخه عن وكيع انه قال في بيعة الديباج كان قد بايعه أهل الحجاز وتهامة بالخلافة ولم يبايعوا بعد علي بن أبي طالب لعلوى غيره. وكان السبب في دعوته الناس إليه انه كتب رجل ـ أيام أبى السرايا ـ كتابا يسب فيه فاطمة بنت رسول الله « ص » وجميع أهل البيت وكان محمد ابن جعفر معتزلا تلك الأمور لم يدخل في شيء منها ، فجاءه الطالبيون فقرءوه عليه فلم يرد عليهم جوابا حتى دخل بيته فخرج عليهم وقد لبس الدرع وتقلد السيف ودعا الى نفسه وتسمى بالخلافة وهو يتمثل :

لم أكن من جناتها علم الله

وانى بحرها اليوم صالى

٢٥٧

وإسحاق (١) لأم ولد ثلاثتهم وعلي العريضي (٢) لأم ولد

__________________

وفي سنة ٢٠٠ حج المعتصم بالناس فوقع القتال بين الديباج ومن معه وبين هارون ابن المسيب من قواد المعتصم. واستحر القتال حتى حوصر الديباج في ثبير ـ جبل بمكة فبقى محصورا ثلاثة أيام حتى نفد زادهم وماؤهم وجعل أصحابه يتفرقون ، فلما رأى ذلك طلب الأمان لنفسه ولمن معه فأعطى ذلك ثم غدر به وبهم فحملوا الجميع مقيدين في محامل بلا وطاء يريدون بهم خراسان ، فخرج عليهم في الطريق بنو نبهان وقيل الغاضريون وذلك في زبالة فاستنقذوا الديباج ومن معه من أيدي العباسيين بعد حرب شعواء ، ثم مضى الديباج ومن معه بأنفسهم الى الحسن بن سهل في بغداد فأنفذهم الى خراسان حيث المأمون فأمر المأمون آل أبي طالب بخراسان أن يركبوا مع غير الديباج من آل أبي طالب ، فأبوا ان يركبوا إلا معه وقد مر في الأصل شيء من أخباره فلاحظ.

(١) هو المعروف بالعريضى ـ لانه ولد بالعريض ـ يكنى أبا محمد وكان من أشبه الناس برسول الله ، وأمه أم أخويه موسى وعبد الله ، وقد عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب أبيه الصادق عليه‌السلام وروى عنه الحديث ، وقد أثنى عليه الشيخ المفيد في الإرشاد بقوله : كان من أهل الفضل والصلاح والورع والاجتهاد وروى عنه الناس الحديث والآثار وكان يقول بامامة أخيه موسى عليه‌السلام ، وكان محدثا جليلا ، وادعت فيه طائفة من الشيعة الإمامة ، وكان سفيان بن عيينة إذا روى عنه أثنى عليه كما مر في الأصل وهو أقل المعقبين من ولد جعفر الصادق عليه‌السلام عددا ، لاحظ أخباره في العمدة ص ٢٤٩ والمشجر الكشاف ص ٦٨ وسر السلسلة العلوية ص ٤٤ وهو من أعلام منتقلة الطالبيين.

(٢) هو أبو الحسن العريضي ـ نسبة الى العريض كزبير واد بالمدينة به أموال لأهلها ذكره الزبيدي في تاج العروس « عرض » وقال : وإليه نسب الإمام أبو الحسن علي بن جعفر العريضي لانه نزل به وسكنه ، فأولاده العريضيون وبه يعرفون وفيهم كثرة وعدد اه وكان اصغر ولد أبيه ، مات أبوه وهو طفل ، خرج مع أخيه محمد ـ الديباج ـ حين نهض بمكة مع جماعة الطالبيين. كما انه اشترك مع اخيه زيد بن موسى والعباس بن محمد الجعفرى في ثورة البصرة أيام ابى السرايا سنة ١٩٩ ثم رجع عن ذلك وكان يرى راى الإمامية ، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الأئمة الصادق والكاظم والرضا عليهم‌السلام وذكره الذهبي في العبر ج ١ ص ٣٥٨ وقال : كان من جلة السادة الاشراف ، وترجمه سماحة سيدى الوالد روحى فداه في شرح مشيخة الفقيه وذكر ان في الكافي ما يدل على بقائه حيا الى سنة ٢٥٢

٢٥٨

والعباس (١) لأم ولد ابنته أسماء أم فروة التي زوجها من ابن عمه الخارج ويقال له ثلاث بنات أم فروة من فاطمة بنت الحسين الأصغر وأسماء من أم ولد وفاطمة من أم ولد (٢).

٢٧ ـ ني : الغيبة للنعماني محمد بن همام عن حميد بن زياد عن الحسن بن سماعة عن أحمد بن الحسن عن أبي نجيح المسمعي عن الفيض بن المختار قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام جعلت فداك ما تقول في الأرض أتقبلها من السلطان ثم أواجرها من الغير على أن ما أخرج الله فيها من شيء كان لي من ذلك النصف أو الثلث أو أقل من ذلك أو أكثر هل يصلح ذلك قال لا بأس به فقال له إسماعيل ابنه يا أبتاه لم يحفظ [ تحفظ ] قال أوليس كذلك أعامل أكرتي يا بني أليس من أجل ذلك كثيرا ما أقول لك الزمني فلا تفعل فقام إسماعيل فخرج فقلت جعلت فداك فما على إسماعيل ألا يلزمك إذا كنت متى مضيت أفضيت الأشياء إليه من بعدك كما أفضيت الأشياء إليك من بعد أبيك فقال يا فيض إن إسماعيل ليس مني كما أنا من أبي قلت جعلت فداك فقد كان لا شك في أن الرحال تحط إليه من بعدك فإن كان ما نخاف ونسأل الله من ذلك العافية فإلى من وأمسك عني فقبلت ركبتيه وقلت ارحم شيبتي فإنما

__________________

ونبه على خطأ ابن حجر في تقريب التهذيب حيث ذكر موته سنة ٢١٠ تابعا للذهبى في العبر وغيره ، وكان سيدى دام ظله قد اعتمد قول ابن حجر في شرح مشيخة الاستبصار ج ٤ ص ٣٣٢ عمر أكثر من مائة سنة ، له كتاب المناسك ، وكتاب الحلال والحرام ولعله هو المسائل التي سأل عنها أخاه موسى بن جعفر عليه‌السلام والاخبار دالة على جلالة قدره وعظم شأنه.

لاحظ أخباره في مقاتل الطالبيين ص ٥٣٤ وص ٥٤٠ وعمدة الطالب ص ٢٤١ وشرح مشيخة الفقيه ص ٤ ورجال الشيخ الطوسي وغيرها.

(١) ذكره مصعب الزبيرى في كتابه نسب قريش ص ٦٣ والعميدى في مشجره ص ٧٦ والشيخ المفيد في ارشاده وقال : كان فاضلا نبيلا اه وقال مصعب في كتابه : لا بقية له.

(٢) المناقب ج ٣ ص ٤٠٠.

٢٥٩

هي النار إني والله لو طمعت أن أموت قبلك ما باليت ولكني أخاف أن أبقى بعدك فقال لي مكانك ثم قام إلى ستر في البيت فرفعه ودخل فمكث قليلا ثم صاح بي يا فيض ادخل فدخلت فإذا هو بمسجد قد صلى وانحرف عن القبلة فجلست بين يديه فدخل عليه أبو الحسن موسى عليه‌السلام وهو يومئذ غلام في يده درة فأقعده على فخذه وقال له بأبي أنت وأمي ما هذه المخفقة التي بيدك فقال مررت بعلي أخي وهو في يده وهو يضرب بها بهيمة فانتزعتها من يده فقال لي أبو عبد الله عليه‌السلام يا فيض إن رسول الله أفضيت إليه صحف إبراهيم وموسى فائتمن عليها عليا ثم ائتمن عليها علي الحسن ثم ائتمن عليها الحسن الحسين وائتمن الحسين عليها علي بن الحسين ثم ائتمن عليها علي بن الحسين محمد بن علي وائتمنني عليها أبي فكانت عندي ولهذا ائتمنت ابني هذا عليها على حداثته وهي عنده فعرفت ما أراد فقلت جعلت فداك زدني فقال يا فيض إن أبي كان إذا أراد أن لا ترد له دعوة أجلسني عن يمينه ودعا فأمنت فلا ترد له دعوة وكذلك أصنع بابني هذا وقد ذكرت أمس بالموقف فذكرتك بخير قال فيض فبكيت سرورا ثم قلت له يا سيدي زدني فقال إن أبي كان إذا أراد سفرا وأنا معه فنعس وكان على راحلته أدنيت راحلتي من راحلته فوسدته ذراعي الميل والميلين حتى يقضي وطره من النوم وكذلك يصنع بي ولدي هذا فقلت زدني جعلت فداك فقال يا فيض إني لأجد بابني هذا ما كان يعقوب يجده من يوسف فقلت سيدي زدني فقال هو صاحبك الذي سألت عنه قم فأقر له بحقه فقمت حتى قبلت يده ورأسه ودعوت الله له فقال أبو عبد الله عليه‌السلام أما إنه لم يؤذن لي في المرة الأولى منك فقلت جعلت فداك أخبر به عنك قال نعم أهلك وولدك ورفقاءك وكان معي أهلي وولدي وكان معي يونس بن ظبيان من رفقائي فلما أخبرتهم حمدوا الله على ذلك وقال يونس ـ لا والله حتى أسمع ذلك منه وكانت فيه عجلة فخرج فاتبعته فلما انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول له وقد سبقني

٢٦٠