بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

يارسول الله هذه مثلة (١) ، فجعله رسول الله في سوطه ، واهتدى به [ أبوهريرة وروي ] أبوهريرة أن الطفيل بن عمرو نهته قريش عن قرب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فدخل المسجد فحشا (٢) اذنيه بكرسف لكيلا يسمع صوته فكان يسمع فأسلم ، وقال :

يحذرني محمدها قريش

وما أنا بالهيوب (٣) لدى الخصام

فقام إلى المقام وقمت منه

بعيدا حيث أنجو من ملام

وأسمعت الهدى وسمعت قولا

كريما ليس من سجع الانام

وصدقت الرسول وهان قوم

علي رموه بالبهت العظام

ثم قال يارسول الله إني امرؤ مطاع في قومي ، فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عونا على ما أدعوهم إلى الاسلام ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم اجعل له آية ، فانصرف إلى قومه إذرأى نورا في طرف سوطه كالقنديل فأنشأ قصيدة منها :

ألا أبلغ لديك بني لوي

على الشنآن والغضب المرد

بأن الله رب الناس فرد

تعالى جده (٤) عن كل جد

وأن محمدا عبد رسول

دليل هدى وموضح كل رشد

رأيت له دلائل أنبأتني

بأن سبيله يهدي لقصد (٥)

أبوعبدالله الحافظ قال : خط النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عام الاحزاب أربعين ذراعا بين كل عشرة ، فكان سلمان وحذيفة يقطعون نصيبهم فبلغوا كديا عجزوا عنه ، فذكر سلمان للنبي (ص) ذلك فهبط (ص) وأخذ معوله وضرب ثلاث ضربات في كل ضربة لمعة وهو يكبر ، ويكبر الناس معه ، فقال : يا أصحابي هذا ما يبلغ الله شريعتي الافق.

__________________

(١) في امتاع الاسماع : « فقال يارسول الله أخشى أن يقولوا : هذه مثلة » وفى السيرة واسد الغابة بعد ما ذكرا أنه وقع ذلك النور بين عينيه حين خرج إلى قومه بين الطريق قالا : فقال : اللهم في غير وجهى انى أخشى أن يظنوا انها مثلة وقعت في وجهى لفراقى دينهم.

(٢) في المصدر : محشوا اذنيه.

(٣) الهيوب : الخائف.

(٤) أى جلاله وعظمته.

(٥) في المصدر : بأن سبيله للفضل يهدى.

٣٨١

وفي خبر : بالاولى اليمن ، وبالثانية الشام والمغرب ، وبالثالثة المشرق ، فنزل : « ليظهره على الدين كله » الآية

جابر بن عبدالله اشتد علينا في حفر الخندق كدية ، فشكوا (١) إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فدعا بإناء من ماء فتفل فيه ، ثم دعا بما شاء الله أن يدعو ، ثم نضح الماء على تلك الكدية فعادت كالكندر.

وروي أن عكاشة انقطع سيفه يوم بدر ، فناوله رسول الله (ص) خشبة وقال : قاتل بها الكفار ، فصارت سيفا قاطعا يقاتل به حتى قتل به طليحة في الردة.

وأعطى عبدالله بن جحش يوم أحد عسيبا (٢) من نخل فرجع في يده سيفا.

وروي في ذي الفقار مثله رواية.

وأعطى صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم احد لابي دجانة سعفة نخل فصارت سيفا فأنشأ أبو دجانة :

نصرنا النبي بسعف النخيل

فصار الجريد حساما صقيلا

وذا عجب من امور الاله

ومن عجب الله ثم الرسولا

غيره (٣) :

ومن هز الجريدة فاستحالت

رهيف الحد (٤) لم يلق الفتونا (٥)

وروي أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أعطني ياعلي كفا من الحصى فرماها وهو يقول : « جاء الحق وزهق الباطل » قال الكلبي : فجعل الصنم ينكب لوجهه إذا قال ذلك ، وأهل مكة يقولون : ما رأينا رجلا أسحر من محمد.

أبوهريرة : إن رجلا أهدى إليه قوسا عليه تمثال عقاب ، فوضع يده عليه فأذهبه الله.

__________________

(١) في المصدر : فشكونا.

(٢) العسيب : جريدة من النخل كشط خوصها.

(٣) أى وقال غيره.

(٤) أى رقيق الحد ، يقال : سيف مرهف أى محدد مرقق الحد.

(٥) في المصدر : لم يلق الغلولا. ويحتمل أن يكون مصحف الفلولا. والفل ، الكسر أو الثلمة في حد السيف

٣٨٢

وكان خباب (١) بن الارت في سفر فأتت بنيته إلى الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وشكت نفاد النفقة ، فقال : ايتيني بشوية لكم ، فمسح يده على ضرعها فكانت تدر إلى انصراف خباب (٢).

بيان : الكدية بالضم : الارض الصلبة.

٥١ ـ م : قال عمار بن ياسر : إني قصدت النبي (ص) يوما وأنا فيه شاك ، فقلت : يامحمد لا سبيل إلى التصديق بك مع استيلاء الشك فيك على قلبي ، فهل من دلالة؟ قال : بلى ، قلت : ما هي؟ قال : إذا رجعت إلى منزلك فسل عني ما لقيت من الاحجار والاشجار تصدقني برسالتي ، وتشهد عندك بنبوتي ، فرجعت فما من حجر لقيته ولا شجر رأيته إلا سألته (٣) يا أيها الحجر ويا أيها الشجر إن محمدا يدعي شهادتك بنبوته وتصديقك له برسالته ، فبماذا تشهد له؟ فنطق (٤) الحجر والشجر : أشهد أن محمدا رسول ربنا (٥).

٥٢ ـ م : جاء رجل من المؤمنين إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : كيف تجد قلبك لاخوانك المؤمنين الموافقين لك في محبة محمد وعلي وعداوة أعدائهما؟ قال فإني أراهم كنفسي ، يؤلمني ما يؤلمهم ، ويسرني ما يسرهم ، ويهمني ما يهمهم ، فقال رسول الله (ص) فأنت إذا ولي الله لا تبال ، فإنك قد يوفر عليك ما ذكرت ، ما أعلم أحدا ، من خلق الله له ربح كربحك إلا من كان على مثل حالك ، فليكن لك ما أنت عليه بدلا من الاموال فافرح به ، وبدلا من الولد والعيال (٦) فأبشر به ، فإنك من أغنى الاغنياء ، وأحي أوقاتك بالصلاة على محمد وعلي وآلهما الطيبين ، ففرح الرجل وجعل يقولها ، فقال ابن أبي هقاقم وقد رآه : يافلان قد زودك محمد الجوع والعطش ، وقال له أبوالشرور : قد زودك محمد الاماني الباطلة ، ما أكثر ما يقولها ولا يحلى بطائل وقد حضر الرجل السوق في غد وقد

___________________

(١) بفتح الخاء وتشديد الباء. والارت بفتح الهمزة والراء وتشديد التاء.

(٢) مناقب آل أبى طالب ١ : ١٠٣ و ١٠٤.

(٣) ناديته خ ل. وهو الموجود في المصدر.

(٤) فينطق خ ل.

(٥) التفسير المنسوب إلى الامام العسكرى عليه‌السلام ٢٥٣.

(٦) وبدلا من الولدان والجوارى خ ل.

٣٨٣

حضراه ، فقال أحدهما الآخر : هلم نطنز بهذا المغرور (١) بمحمد ، فقال له أبوالشرور : ياعبدالله قد اتجر الناس اليوم وربحوا ، فماذا كانت تجارتك؟ قال الرجل : كنت من النظارة ولم يكن لي ما أشتري ولا ما أبيع ولكني كنت اصلي على محمد وعلي وآلهما الطيبين ، فقال له أبوالشرور : قد ربحت الخيبة ، واكتسبت الحرمان ، وسبقك (٢) إلى منزلك مائدة الجوع عليها طعام من المنى وإدام وألوان من أطعمة الخيبة (٣) التي تتخذها لك الملائكة الذين ينزلون على أصحاب محمد بالخيبة والجوع والعطش والعرى والذلة ، فقال الرجل : كلا والله إن محمدا رسول الله ، وإن من آمن به فمن المحقين السعيدين ، سيوفر (٤) الله من آمن به بما يشاء من سعة يكون بها متفضلا ، ومن ضيق (٥) يكون به عادلا ومحسنا للنظر له ، وأفضلهم عنده أحسنهم تسليما لحكمه ، فلم يلبث الرجل أن مر بهم رجل بيده سمكة قد أراحت (٦) فقال أبوالشرور وهو يطنز : بع هذه السمكة من صاحبنا هذا ، يعني صاحب رسول الله ، فقال الرجل : اشترها مني فقد بارت (٧) علي ، فقال : لا شئ معي ، فقال أبوالشرور : اشترها (٨) ليؤدي ثمنها رسول الله (ص) وهو يطنز ، ألست تثق برسول الله؟ أفلا تنبسط إليه في هذا القدر؟ فقال : نعم بعنيها ، قال الرجل : قد بعتكها بدانقين فاشتراها بدانقين على أن يجعله على رسول الله (ص) (٩) ، فبعث به إلى رسول الله ، فأمر رسول الله اسامة أن يعطيه درهما ، فجاء الرجل فرحا مسرورا بالدرهم ، وقال : إنه أضعاف قيمة سمكتي ، فشقها الرجل بين أيديهم (١٠) ، فوجد فيها جوهرتين نفيستين قومتا مأتي ألف درهم ، فعظم ذلك

___________________

(١) أى نسخر به.

(٢) سبق خ ل.

(٣) في المصدر : من الاطعمة التى.

(٤) سيؤمن خ ل سيكرم خ ل.

(٥) منفصلا من ضيق خ ل. وهو الموجود في نسختنا المخطوطة من المصدر.

(٦) أى أنتنت.

(٧) أى كسدت.

(٨) في المصدر : اشترها بدانق.

(٩) في المصدر : على أن يحيله على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(١٠) فشق الرجل السمكة بين أيديهم.

٣٨٤

على أبي الشرور وابن أبي هقاقم ، فتبعا الرجل صاحب السمكة فقالا : ألم تر الجوهرتين؟ إنما بعته السمكة لا ما في جوفها فخذهما منه ، فتناولهما الرجل من المشتري فأخذ إحداها بيمينه ، والاخرى بشماله فحولهما الله عقربتين (١) لدغتاه ، فتأوه وصاح ورمى بهما من يده ، فقالا : ما أعجب سحر محمد (٢) ، ثم أعاد الرجل نظره إلى بطن السمكة فإذا جوهرتان اخريان ، فأخذهما فقال لصاحب السمكة : خذهما فهما لك أيضا ، فذهب يأخذهما فتحولتا حيتين ووثبتا عليه ولسعتاه فصاح وتأوه وصرخ ، وقال للرجل : خذهما عني ، فقال الرجل : هما لك على ما زعمت وأنت أولى بهما ، فقال الرجل : خذ والله جعلتهما لك ، فتناولهما الرجل عنه (٣) وخلصه منهما ، وإذا هما (٤) قد عادتا جوهرتين ، وتناول العقربتين (٥) فعادتا جوهرتين ، فقال أبوالشرور لابي الدواهي : أما ترى سحر محمد ومهارته فيه وحذقه به؟ فقال الرجل المسلم : ياعدو الله أو سحرا ترى هذا؟ لئن كان هذا سحرا فالجنة والنار أيضا يكونان (٦) بالسحر؟ فالويل لكما في مقامكما على تكذيب من يسحر بمثل الجنة والنار ، فانصرف الرجل صاحب السمكة وترك الجواهر الاربعة على الرجل ، فقال الرجل لابي الشرور وأبي الدواهي : ياويلكما آمنا بمن آثار (٧) نعم الله عليه وعلى من يؤمن به ، أما رأيتما العجب (٨)؟ ثم جاء بالجواهر الاربعة إلى رسول الله (ص) وجاءه تجار غرباء يتجرون فاشتروها منه بأربعمأة ألف (٩) فقال الرجل : ما كان أعظم بركة اليوم (١٠) يارسول الله ، فقال رسول الله (ص) : هذا بتوقيرك محمدا رسول الله ، وتعظيمك

___________________

(١) في المصدر : عقربين.

(٢) ما أعجب من سحر محمد خ ل.

(٣) فتناولهما الرجل منه خ ل.

(٤) في المصدر المطبوع : فاذاهما.

(٥) في المصدر : العقربين.

(٦) في المصدر : تكونان.

(٧) اثر خ ل.

(٨) العجيب خ ل وفى المصدر : أما رايتما العجب العجيب.

(٩) بأربعمأة ألف درهم خ ل وهو الموجود في المصدر.

(١٠) في المصدر : ما كان أعظم بركة سوقى اليوم.

٣٨٥

عليا أخا رسول الله ووصيه ، وهو جاعل (١) ثواب الله لك ، وربح عملك الذي عملته ، أفتحب أني أدلك على تجارة تشغل (٢) هذه الاموال بها؟ قال : بلى يارسول الله ، قال (ص) : اجعلها بذور أشجار الجنان ، قال : كيف أجعلها؟ قال : واس منها إخوانك (٣) المؤمنين المقصرين عنك في رتب محبتنا ، وساو فيها إخوانك المؤمنين المساوين لك في موالاتنا وموالاة أوليائنا ، ومعاداة أعدائنا ، وآثر بها إخوانك المؤمنين الفاضلين عليك في المعرفة بحقنا ، والتوقير لشأننا ، والتعظيم لامرنا ، ومعاداة أعدائنا ، ليكون ذلك بذر شجر الجنان ، أما إن كل حبة تنفقها على إخوانك الذين ذكرتهم لتربى لك حتى تجعل كألف ضعف أبي قبيس ، وألف ضعف احد وثور وثبير (٤) فتبنى لك بها قصور (٥) في الجنة شرفها الياقوت ، وقصور الذهب (٦) شرفها الزبرجد ، فقام رجل وقال : يارسول الله فأني فقير ، ولم أجد مثل ما وجد هذا ، فمالي؟ فقال رسول الله (ص) : لك منا الحب الخالص ، والشفاعة النافعة المبلغة ، أرفع الدرجات العلى ، بموالاتك لنا أهل البيت ، ومعاداتك لاعدائنا (٧).

بيان : لعل المراد بابن أبي الهقاقم وأبي الدواهي كليهما عمر ، ويحتمل أن يكون المراد بابن أبي الهقاقم عثمان (٨) ، يقال : هقم كفرح : اشتد جوعه فهو هقم ككتف ، والهقم بكسر الهاء وفتح القاف المشددة : الكثير الاكل ، وقال الجوهري : قولهم : لم

___________________

(١) وهو جاء على ثواب الله لك خ ل وهو الموجود في المصدر : واستظهر المصنف في الهامش أن الصحيح : عاجل ثواب الله لك أقول وكأنه مصحف جعل بالضم اى الاجر.

(٢) تشتغل خ ل.

(٣) أى عاون بها إخوانك.

(٤) ثور بالفتح وثبير وزان شريف : جبلان بمكة.

(٥) قصور الفضة خ ل.

(٦) هكذا في الكتاب ومصدره المطبوع ، وفى نسختين مخطوطتين من المصدر : وقصور الجنة شرفها الزبرجد. ولعل الصحيح : وقصور في الجنة. ـ أو فيها ـ شرفها الزبرجد : أو الصحيح كما تقدم : فتبنى لك بها قصور الفضة شرفها الياقوت ، وقصور الذهب شرفها الزبرجد.

(٧) التفسير المنسوب إلى الامام العسكرى عليه‌السلام : ٢٥٤ ـ ٢٥٦.

(٨) قد مر نظير ذلك في الحديث ١٥ ص ٣٣٥ وأقول الظاهر ان تلك الكنى والالقاب من مخترعات رواة الاخبار وناقلى الاثار حين يروونها في المجالس العامة.

٣٨٦

يحل منه بطائل ، أي لم يستفد منه كبير فائدة ولا يتكلم به إلا مع الجحد.

٥٣ ـ يج ، عم : من معجزاته (ص) خبر سراقة بن جعشم الذي اشتهر في العرب يتقاولون فيه الاشعار ، ويتفاوضونه في الديار : إنه تبعه وهو متوجه إلى المدينة طالبا لغرته ليحظى (١) بذلك عند قريش حتى إذا أمكنته الفرصة في نفسه ، وأيقن أن قد ظفر ببغيته ساخت قوائم فرسه حتى تغيبت بأجمعها في الارض ، وهو بموضع جدب وقاع صفصف (٢) فعلم أن الذي أصابه أمر سماوي ، فنادي : يامحمد ادع ربك يطلق لي فرسي ، وذمة الله علي أن لا أدل عليك أحدا ، فدعا له فوثب جواده كأنه أفلت من انشوطة (٣) ، وكان رجلا داهية ، وعلم بما رأى أنه سيكون له نبأ ، فقال : ، اكتب لي أمانا ، فكتب له فانصرف (٤).

٥٤ ـ عم : قال محمد بن إسحاق : إن أبا جهل قال في أمر سراقة أبياتا فأجابه سراقة :

أبا حكم واللات لو كنت شاهدا

لامر جوادي أن تسيخ قوائمه

عجبت ولم تشكك بأن محمدا

نبي وبرهان (٥) فمن ذا يكاتمه؟

عليك فكف الناس عنه فأنني

أرى أمره يوما ستبدو معالمه (٦)

٥٥ ـ عم : أحمد بن الحسين البيهقي في كتاب دلائل النبوة عن أبي عبدالله الحافظ (٧) ، عن أحمد بن عبدالله (٨) المزني ، عن يوسف بن موسى (٩) عن عباد بن يعقوب ، عن يوسف بن

___________________

(١) أى ليصير بذلك ذا منزلة وحظ ومكانة عندهم.

(٢) قاع صفصف : مستو مطمئن.

(٣) الانشوطة : العقدة التى يسهل انحلالها.

(٤) إعلام الورى : ١٦ ط ١ و ٣٣ و ٣٤ ط ٢.

(٥) في المصدر : ببرهان وكذا : اباحكم والله لو كنت شاهدا.

(٦) إعلام الورى : ١٦.

(٧) أى محمد بن عبدالله الحاكم النيسابورى الحافظ صاحب المستدرك ، والحديث يوجد في المستدرك ٢ : ٦٢٠.

(٨) في المصدر : محمد بن أحمد بن عبدالله المزنى. وفى المستدرك : أبومحمد احمد بن عبدالله المزكى ، لكن في ص ٤٨١ : المزنى.

(٩) في المصدر والمستدرك : يوسف بن موسى المروزى.

٣٨٧

أبي نور (١) ، عن السدي (٢) ، عن عباد بن عبدالله ، عن علي عليه‌السلام قال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة فخرج في بعض نواحيها ، فما استقبله شجر ولا جبل إلا قال له : السلام عليك يارسول الله.

قال : وأخبرنا أبوالحسين بن بشران ، عن محمد بن جعفر ، عن محمد بن عبدالله ، عن محمد بن العلاء ، عن يونس بن عيينة ، عن إسماعيل بن عبدالرحمن (٣) ، عن عباد قال : ، سمعت عليا عليه‌السلام يقول : لقد رأيتني أدخل معه ـ يعني النبي (ص) ـ الوادي فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال : السلام عليك يارسول الله وأنا أسمعه (٤).

يج : عنه عليه‌السلام مثله.

٥٦ ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن التفليسي ، عن السمندي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان رسول الله (ص) يمص النوى بفيه ويغرسه فيطلع من ساعته (٥).

٥٧ ـ ين : عثمان بن عيسى ، عن سماعة قال : ذكر أبوعبدالله عليه‌السلام يوما حسن الخلق ، فقال : مات مولى لرسول الله (ص) فأمر أن يحفروا له ، فانطلقوا فحفروا فعرضت لهم صخرة في القبر ، فلم يستطيعوا أن يحفروا ، فأتوا النبي (ص) فقالوا ، : يارسول الله إنا حفرنا لفلان فعرضت لنا صخرة فجعلنا نضرب حتى تثلمت معاولنا ، فقال النبي (ص) وكيف وقد كان حسن الخلق؟ ارجعوا فاحفروا ، فرجعوا فحفروا ، فسهل الله حتى أمكنهم دفنه (٦).

__________________

(١) هكذا في الكتاب ومصدره ، وفى المستدرك : الوليد بن أبى ثور ، وهو الصحيح : والرجل هو الوليد بن عبدالله بن أبى ثور الهمدانى الكوفى ، قد ينسب إلى جده ، ترجمه ابن حجر في التقريب : ٥٤٠ وقال : مات في ١٧٢.

(٢) هو اسماعيل بن عبدالرحمن الواقع في الاسناد الاتى.

(٣) هو السدى المتقدم. ترجمه ابن حجر في التقريب : ٤٣ والمامقانى في تنقيح المقال ١ : ١٣٧ مات في ١٢٧.

(٤) إعلام الورى : ٢٥ ط ١ و ٤٨ ط ٢

(٥) فروع الكافى ١ : ٣٤٨

(٦) مخطوط.

٣٨٨

٥٨ ـ يج : روي أن عبدالله قال : إنكم تعدون الآيات عذابا ، وإنا كنا نعدها بركة على عهد النبي (ص) ، لقد كنا نأكل مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن نسمع التسبيح من الطعام.

٥٩ ـ عم ، نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في خطبته القاصعة : ولقد كنت معه لما أتاه الملا من قريش ، فقالوا له : يامحمد إنك قد ادعيت عظيما لم يدعه آباؤك ولا أحد من بيتك ، ونحن نسألك أمرا إن أجبتنا إليه وأريتناه علمنا أنك نبي ورسول ، وإن لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب ، فقال (ص) لهم : وما تسألون؟ قالوا : تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها ، وتقف بين يديك ، فقال (ص) : إن الله على كل شئ قدير ، فإن فعل الله ذلك لكم أتؤمنون وتشهدون بالحق؟ قالوا : نعم ، قال : فإني ساريكم ما تطلبون ، وإني لاعلم أنكم لا تفيؤون إلى خير (١) ، وإن فيكم من يطرح في القليب (٢) ومن يحزب الاحزاب ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أيتها الشجرة إن كنت تؤمنين بالله واليوم الآخر وتعلمين أني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن الله ، فوالذي بعثه بالحق لانقلعت بعروقها ، وجاءت ولها دوي شديد ، وقصف كقصف (٣) أجنحة الطير حتى وقفت بين يدي رسول الله (ص) مرفوفة ، وألقت بغصنها الاعلى على رأس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وببعض أغصانها على منكبي ، وكنت عن يمينه (ص) ، فلما نظر القوم إلى ذلك قالوا علوا واستكبارا : فمرها فليأتك نصفها ويبقى نصفها ، فأمرها بذلك ، فأقبل إليه ، نصفها كأعجب (٤) إقبال وأشده دويا ، فكادت تلتف برسول الله (ص) فقالوا كفرا وعتوا : فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان ، فأمره (ص) فرجع ، فقلت أنا : لا إله إلا الله ، إني أول مؤمن بك يارسول الله ، وأول من أقر بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تعالى تصديقا لنبوتك (٥) ، وإجلالا لكلمتك ، فقال القوم كلهم : بل ساحر كذاب ،

___________________

(١) أى لا ترجعون اليه.

(٢) القليب كامير : البئر ، والمراد منه قليب بدر طرح فيه عدة من أكابر قريش.

(٣) وقصيف كقصيف خ ل.

(٤) بأعجب عم.

(٥) في المصدر. تصديقا بنبوتك.

٣٨٩

عجيب السحر ، خفيف فيه ، وهل يصدقك في أمرك إلا مثل هذا؟؟! يعنونني (١)

قب : مرسلا مثله مع اختصار (٢).

بيان : الدوي : صوت ليس بالعالي كصوت النحل ونحوه ، وقصف الرعد وغيره قصيفا : اشتد صوته ، ورفرف الطائر بجناحيه : إذا بسطهما عند السقوط على شئ يحوم عليه ليقع فوقه ، والعتو : التكبر والتجبر.

* ( باب ٥ ) *

* ( ما ظهر من اعجازه صلى‌الله‌عليه‌وآله في الحيوانات بأنواعها ) *

* ( واخبارها بحقيته. وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ) *

* ( ما مر في باب جوامع المعجزات ) *

١ ـ قب : محمد بن إسحاق : مرت امرأة من المشركين شديدة القول في النبي (ص) ومعها صبي لها ابن شهرين ، فقال الصبي : السلام عليك يارسول الله محمد بن عبدالله ، فأنكرت الام ذلك من ابنها ، فقال له النبي (ص) : ياغلام من أين تعلم أني رسول الله ، وأني محمد بن عبدالله؟ قال : أعلمني ربي رب العالمين ، والروح الامين ، فقال النبي : من الروح الامين؟ قال : جبرئيل وهاهو قائم على رأسك ينظر إليك ، فقال له النبي (ص) : ما اسمك ياغلام؟ فقال : عبدالعزى وأنا كافر به ، فسمني ما شئت يارسول الله ، قال : أنت عبدالله ، فقال : يارسول الله ادع الله أن يجعلني من خدمك في الجنة ، فدعا له ، فقال : سعد من آمن بك ، وشقي من كفر بك ، ثم شهق شهقة فمات.

شمر بن عطية أنه اتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بصبي قد شب ولم يتكلم قط فقال : أدن (٣) فدنا ، فقال : من أنا؟ قال أنت رسول الله.

__________________

(١) نهج البلاغة ١ : و ٤١٧ و ٤١٨ ، اعلام الورى : ١٥ ط ١ و ٣٢ ط ٢.

(٢) مناقب آل أبى طالب ١ : ١١٢.

(٣) في المصدر : ادن منى.

٣٩٠

الواقدي عن المطلب بن عبدالله قال : بينما رسول الله (ص) جالس بالمدينة في أصحابه إذا أقبل ذئب فوقف بين يدي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يعوي ، فقال النبي (ص) : هذا وافد السباع إليكم فإن أحببتم أن تفرضوا له شيئا لا يعدوه إلى غيره ، وإن أحببتم تركتموه وأحرزتم منه فما أخذ فهو رزقه ، فقالوا : يارسول الله ما تطيب أنفسنا له بشئ ، فأومأ النبي (ص) بأصابعه الثلاثة إي خالسهم (١) ، فولى وله عسلان.

وفي حكاية عمرو بن المنتشر أنه سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يدفع الحية عن الوادي ، و يرد النخلة من ساعته (٢) ، فخرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فإذا الحية تجرجر وتكشكش كالبعير الهائج ، وتخور كما يخور الثور ، فلما نظرت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قامت وسلمت عليه ، ثم وقف على النخلة وأمر يده عليها ، وقال : « بسم الله الذي قدر فهدى ، وأمات وأحيا » فصارت بطول النبي (ص) وأثمرت ونبع الماء من أصلها (٣) ، وأكل النبي (ص) يوما رطبا كان في يمينه ، وكان يحفظ النوى في يساره ، فمرت شاة فأشار إليها بالنوى ، فجعلت تأكل في كفه اليسرى ، وهو يأكل بيمينه حتى فرغ وانصرف الشاة (٤).

معرض بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده قال : اتي بصبي في خرقة إلى النبي (ص) في حجة الوداع ، فوضعه في كفه ثم قال له : من أنا ياصبي؟ فقال : أنت محمد رسول الله قال : صدقت يامبارك ، فكنا نسميه مبارك اليمامة.

ابن عباس إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله خلع خفيه وقت المسح ، فلما أراد أن يلبسهما تصوب عقاب من الهواء وسلبه وحلق (٥) في الهواء ثم أرسله ، فوقعت من بينه حية ، فقال النبي (ص) : أعوذ بالله من شر من يمشي (٦) على بطنه ، ومن شر من يمشي على رجلين

___________________

(١) خلس الشئ : اختطفه بسرعة على غفلة.

(٢) أى تخرج النخلة طلعها من ساعته. وفى المصدر : ويرد النخلة عن عادتها

(٣) مناقب آل أبى طالب ١ : ٨٨.

(٤) مناقب آل أبي طالب ١ : ١٠٤.

(٥) حلق الطائر : ارتفع في طيرانه واستدار كالحلقة. وفى المصدر : وعلق في الهواء.

(٦) في المصدر. ما يمشى.

٣٩١

ثم نهى أن يلبس إلا أن يستبرا (١).

توضيح : العسلان بالتحريك : ضرب من العدو ، يقال : عسل الذئب يعسل عسلا وعسلانا : إذا أعنق وأسرع ، والجرجرة : صوت يردده البعير في حنجرته ، كشيش الافعي : صوتها من جلدها ، يقال : كشت وكشكشت ، والتصوب : المجئ من العلو.

٢ ـ عم : من معجزاته صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث الغار ، وأنه (ص) لما آوى إلى غار بقرب مكة يعتوره النزال ، ويأوي إليه الرعاء ، متوجهة (٢) إلى الهجرة ، فخرج القوم في طلبه فعمى الله أثره (٣) وهو نصب أعينهم ، وصدهم عنه ، وأخذ بأبصارهم دونه ، وهم دهاة العرب وبعث سبحانه العنكبوت فنسجت في وجه النبي (ص) فسترته وآيسهم ذلك من الطلب فيه ، وفي ذلك يقول السيد الحميري في قصيدته المعروفة بالمذهبة :

حتى إذا قصدوا لباب مغاره

ألفوا عليه نسج (٤) غزل العنكب

صنع الاله له فقال فريقهم

ما في المغار لطالب من مطلب

ميلوا وصدهم المليك ومن يرد

عنه الدفاع مليكه لا يعطب (٥)

وبعث الله حمامتين وحشيتين فوقعتا بفم الغار ، فأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل بعصيهم وهراواهم (٦) وسيوفهم حتى إذا كانوا من النبي بقدر أربعين ذراعا ، تعجل (٧) رجل منهم لينظر من في الغار فرجع إلى أصحابه ، فقالوا له : مالك لا تنظر في الغار؟ فقال : رأيت حمامتين بفم الغار فعلمت أن ليس فيه أحد ، وسمع النبي (ص) ما قال فدعا لهن (٨)

___________________

(١) مناقب آل أبى طالب ١ : ١١٨.

(٢) في المصدر : متوجه إلى الهجرة.

(٣) أى أخفاه.

(٤) في المصدر : نسيج.

(٥) في المصدر : لم يعطب.

(٦) الهراوى جمع الهراوة : العصا الضخمة كهراوة الفأس والمعول.

(٧) في المصدر : فعجل.

(٨) أى للحمامات وجنسها.

٣٩٢

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وفرض جزاءهن ، فانحدون في الحرم (١) ،

٣ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الاشعري ، عن ان القداح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمت اليهودية النبي (ص) في ذراع وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يحب الذراع والكتف ، ، ويكره الورك لقربها من المبال (٢).

٤ ـ كا : محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ، عن أبي يحيى الواسطي ، عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن من وراء اليمن واديا يقال له : وادي برهوت ، ولا يجاور ذلك الوادي إلا الحيات السود والبوم من الطير ، في ذلك الوادي بئر يقال لها : بلهوت ، يغدى ويراح إليها بأرواح المشركين ، يسقون من ماء الصديد ، خلف ذلك الوادي قوم يقال لهم : الذريح ، لما أن بعث الله عزوجل محمدا (ص) صاح عجل لهم فيهم ، وضرب بذنبه فنادى فيهم : يا آل الذريح ـ بصوت فصيح ـ أتى رجل بتهامة يدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، قالوا : لامر ما أنطق الله هذا العجل ، قال : فنادى فيهم ثانية ، فعزموا على أن يبنوا سفينة فبنوها ونزل فيها سبعة منهم وحملوا من الزاد ما قذف الله في قلوبهم ، ثم رفعوا شراعا (٣) وسيبوها في البحر ، فما زالت تسير بهم حتى رمت بهم بجدة ، فأتوا النبي (ص) فقال لهم النبي (ص) : أنتم أهل الذريح ، نادى فيكم العجل؟ قالوا : نعم ، قالوا اعرض علينا يا رسول الله الدين والكتاب ، فعرض عليهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الدين والكتاب والسنن والفرائض والشرائع كما جاء من عند الله عز ذكره ، وولى عليهم رجلا من بني هاشم سيره معهم ، فما بينهم اختلاف حتى الساعة (٤).

٥ ـ كنز الكراجكى : روي أن ذئبا شد على غنم لاهبان بن أنس فأخذ منها شاة فصاح به فخلاها ، ثم نطق الذئب فقال : أخذت مني رزقا رزقنيه الله ، فقال اهبان : سبحان الله ذئب يتكلم ، فقال الذئب : أعجب من كلامي أن محمدا يدعو الناس إلى التوحيد

___________________

(١) اعلام الورى : ١٦ و ١٧ ط ١ و ٣٤ ط ٢. وفيهما : حماما ، وفيهما فانحدرت.

(٢) فروع الكافى ١ : ١٦٩.

(٣) في المصدر : ثم رفعوا شرعها.

(٣) في المصدر : ثم رفعوا شرعها.

(٤) روضة الكافى : ٢٦١ و ٢٦٢.

٣٩٣

بيثرب ولا يجاب ، فساق اهبان غنمه وأتى إلى المدينة فأخبر رسول الله (ص) بما رآه ، فقال : هذه غنمي طعمة لاصحابك ، فقال : أمسك عليك غنمك ، فقال : لا والله لا اسرحها (١) أبدا بعد يومي هذا ، فقال : « اللهم بارك عليه وبارك له في طعمته » فأخذها أهل المدينة فلم يبق في المدينة بيت إلا ناله منها (٢).

٦ ـ ما : المفيد ، عن علي بن مالك النحوي ، عن محمد بن عبدالواحد الزاهد ، عن أحمد ابن عبدالجبار ، عن يونس بن بكير ، عن عبدالحميد بن بهرام ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي سعيد الخدري أنه قال : بينما رجل من أسلم (٣) في غنيمة له يهش عليها ببيداء ذي الحليفة إذ عدا عليه الذئب فانتزع شاة من غنمه ، فهجهج به الرجل ورماه بالحجارة حتى استنقذ منه شاته ، قال : فأقبل الذئب حتى أقعى مستثفرا بذنبه ، مقابلا للرجل ، ثم قال له : أما اتقيت الله عزوجل؟ حلت بيني وبين شاة رزقنيها الله؟ فقال الرجل : تالله ما سمعت كاليوم قط ، فقال الذئب : مم تعجب؟ فقال : أعجب من مخاطبتك إياي ، فقال الذئب : أعجب من ذلك رسول الله بين الحرتين في النخلات يحدث الناس بما خلا ، ويحدثهم بما هوآت وأنت ههنا تتبع غنمك ، فلما سمع الرجل قول الذئب ساق غنمه يحوزها حتى إذا أحلها فناء قرية الانصار ، سأل عن رسول الله (ص) فصادفه في بيت أبي أيوب فأخبره خبر الذئب ، فقال له رسول الله : صدقت ، احضر العشية ، فإذا رأيت الناس قد اجتمعوا فأخبرهم ذلك ، فلما صلى رسول الله (ص) الظهر واجتمع الناس إليه أخبرهم الاسلمي خبر الذئب ، فقال (٤) رسول الله (ص) : صدق صدق صدق ، تلك الاعاجيب بين يدي الساعة ، أما والذي نفس محمد بيده ليوشك الرجل أن يغيب عن أهله الروحة أو الغدوة فيخبره سوطه أو عصاه أو نعله بما أحدث أهله من بعده (٥).

__________________

(١) سرح المواشى ، أرسلها ترعى.

(٢) كنز الكراجكى : ٩٢.

(٣) أسلم : بطن من العرب.

(٤) في المصدر : فقال لهم.

(٥) أمالى ابن الشيخ : ٨.

٣٩٤

يج : عن أبى سعد مثله.

بيان : هش الورق يهشه ويهشه ضربه : بعصا لتسقط ، وهجهج بالسبع : صاح ، والاستثفار : إدخال الكلب ذنبه بين فخذيه حتى يلزقه ببطنه ، قوله : بما خلا ، أي مضى.

٧ ـ لى : ابن المتوكل ، عن السعدآبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر ، عن أبي جميلة ، عن سعد بن ظريف (١) ، عن الاصبغ ، عن علي عليه‌السلام قال : إن اليهود أتت امرأة منهم يقال لها : عبدة ، فقالوا : ياعبدة قد علمت أن محمدا قد هد ركن بني إسرائيل ، وهدم اليهودية ، وقد غالى (٢) الملا من بني إسرائيل بهذا السم له ، وهم جاعلون لك جعلا (٣) على أن تسميه في هذه الشاة ، فعمدت عبدة إلى الشاة فشوتها ثم جمعت الرؤساء في بيتها وأتت رسول الله (ص) فقالت : يامحمد قد علمت ما توجب لي من حق الجوار ، وقد حضرني رؤساء اليهود فزيني بأصحابك ، فقام رسول الله (ص) ومعه علي عليه‌السلام وأبودجانة وأبوأيوب وسهل بن حنيف وجماعة من المهاجرين ، فلما دخلوا وأخرجت الشاة سدت اليهود آنافها بالصوف ، وقاموا على أرجلهم ، وتوكأوا على عصيهم ، فقال لهم رسول الله (ص) : اقعدوا ، فقالوا : إنا إذا زارنا نبي لم يقعد منا أحد ، وكرهنا أن يصل إليه من أنفاسنا ما يتأذى به ، وكذبت اليهود عليها لعنة الله ، إنما فعلت ذلك مخافة سورة (٤) السم ودخانه ، فلما وضعت الشاة بين يديه تكلم كتفها فقالت : مه يامحمد لا تأكلني فإني مسمومة ، فدعا رسول الله (ص) عبدة فقال لها : ما حملك على ما صنعت؟ فقالت : قلت : إن كان نبيا لم يضره ، وإن كان كاذبا أو ساحرا أرحت قومي منه ، فهبط جبرئيل عليه‌السلام فقال : السلام يقرئك السلام ويقول : قل : بسم الله الذي يسميه به كل مؤمن ، وبه عز كل مؤمن ، وبنوره الذي أضاءت به السماوات والارض ، وبقدرته التي خضع لها كل

___________________

(١) هكذا في الكتاب ، والصحيح : سعد بن طريف بالطاء المهملة كما في المصدر : وكتب التراجم.

(٢) غالى الشئ وبالشئ : اشتراه بثمن غال.

(٣) الجعل بالضم : أجر العامل.

(٤) سورة السم : حدته.

٣٩٥

جبار عنيد ، وانتكس كل شيطان مريد ، من شر السم والسحر واللمم ، بسم العلي (١) الملك الفرد الذي لا إله إلا هو ، وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا فقال النبي (ص) : ذلك ، وأمر أصحابه فتكلموا به ، ثم قال : كلوا (٢) ثم أمرهم أن يحتجموا (٣).

٨ ـ قب عن أمير المؤمنين عليه‌السلام مثله ، وزاد بعد قوله : وسهل بن حنيف : وفي خبر وسلمان والمقداد وعمار وصهيب وأبوذر وبلال والبراء بن معرور.

ثم قال بعد تمام الخبر : وفي خبر إن البراء بن معرور أخذ منه لقمة أول القوم : فوضعها في فيه ، فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : لا تتقدم رسول الله في كلام (٤) له جاءت به هذه وكانت يهودية ، ولسنا نعرف حالها ، فإن أكلته بأمر رسول الله فهو الضامن لسلامتك منه ، وإذا أكلته بغير إذنه وكلك إلى نفسك ، فنطق الذراع وسقط البراء ومات.

وروي أنها كانت زينب بنت الحارث زوجة سلام بن مسلم ، والآكل كان بشر بن البراء بن معرور ، وأنه دخلت امه على النبي (ص) عند وفاته فقال : يا ام بشر ما زالت اكلة خيبر التي اكلت مع ابنك تعاودني ، فهذا أوان قطعت أبهري ، ولذلك يقال : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مات شهيدا.

وعن عروة بن الزبير أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بقي بعد ذلك ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي مات فيه.

وفي رواية أربع سنين وهو الصحيح (٥).

بيان : قوله : قد غالى اليهود ، أي أخذوه بالثمن الغالي وبالغوا فيه ، واللمم

___________________

(١) في نسخة من المصدر : بسم الله العلى.

(٢) حمله بعض علمائنا على أن الاكل كان قبل تحريم ذبائح اليهود ، وبعضهم على علمه (ص) عليه وآله بكون الذابح مسلما.

(٣) الامالى للصدوق : ١٣٥ ( م ٤٠ ).

(٤) هكذا في الكتاب ومصدره ، أى قال على عليه‌السلام ذلك في جملة كلام له ، وتقدم ذلك الكلام عن تفسير الامام العسكرى قبلا ، ويحتمل كونه مصحفا عن قوله في طعام له.

(٥) مناقب آل أبى طالب ١ : ٨٠ و ٨١.

٣٩٦

بالتحريك : طرف من الجنون ، ومس الجن ، وصغائر الذنوب ، والابهر : عرق إذا انقطع مات صاحبه ، وهما أبهران يخرجان من القلب ، ثم ينشعب منهما سائر الشرائين.

٩ ـ ما : المفيد ، عن عمر بن محمد الصيرفي ، عن الحسين بن إسماعيل الضبي عن عبدالله بن شبيب ، عن هارون بن يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة عن زكريا بن إسماعيل الزيدي من ولد زيد بن ثابت ، عن أبيه ، عن عمه سلمان بن زيد ابن ثابت ، عن زيد بن ثابت قال : خرجنا جماعة من الصحابة في غزاة من الغزوات مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى وقفنا في مجمع طرق ، فطلع أعرابي بخطام بعير حتى وقف على رسول الله ، وقال : السلام عليك يارسول الله ورحمة الله وبركاته ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وعليك السلام قال : كيف أصبحت بأبي أنت وأمي يارسول الله؟ قال له : أحمد الله إليك كيف أصبحت. قال : كان وراء البعير الذي يقوده الاعرابي رجل فقال : يارسول الله إن هذا الاعرابي سرق البعير فرغا البعير (١) ساعة وأنصت له رسول الله (ص) يستمع رغاءه ، قال : ثم أقبل رسول الله على الرجل فقال : انصرف عنه ، فإن البعير ، يشهد عليك أنك كاذب ، قال فانصرف الرجل وأقبل رسول الله (ص) على الاعرابي فقال : أي شئ قلت حين جئتني؟ قال : قلت : اللهم صل على محمد حتى لا تبقى صلاة ، اللهم بارك على محمد حتى لا تبقى بركة ، اللهم سلم على محمد حتى لا يبقى سلام ، اللهم ارحم محمدا حتى لا تبقى رحمة فقال رسول الله (ص) : إني أقول مالي أرى البعير ينطق بعذره؟! و أرى الملائكة قد سدوا الافق! (٢).

١٠ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل عن أحمد بن عبدالله بن عمار الثقفي الكاتب ، عن علي بن محمد النوفلي ، عن محمد بن الحارث الدهني ، عن القاسم بن الفضل ، عن عباد المنقري (٣)

___________________

(١) رغا البعير : صوت.

(٢) امالى ابن الشيخ : ٧٩ و ٨٠.

(٣) في المصدر : محمد بن الحارث بن بشير الرحبى قال : حدثنى القاسم بن الفضل بن عميرة العبسى ، عن حماد ( عباد خ ل ) المنقرى.

٣٩٧

عن الصادق ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : مر رسول الله (ص) بظبية مربوطة بطنب فسطاط ، فلما رأت رسول الله (ص) أطلق الله عزوجل لها من لسانها (١) فكلمته فقالت : يارسول الله إني ام خشفين عطشانين ، وهذا ضرعي قد امتلا لبنا ، فخلني حتى أنطلق فارضعهما ثم أعود فتربطني كما كنت ، فقال لها رسول الله (ص) : كيف وأنت ربيطة قوم و صيدهم؟ قالت : بلى يارسول الله أنا أجئ فتربطني كما كنت أنت بيدك (٢) ، فأخذ عليها موثقا من الله لتعودن وخلى سبيلها ، فلم تلبث إلا يسيرا حتى رجعت قد فرغت (٣) ما في ضرعها ، فربطها نبي الله كما كانت ، ثم سأل لمن هذا الصيد؟ قالوا : يارسول الله هذه لبني فلان ، (٤) فأتاهم النبي (ص) وكان الذي اقتنصها منهم منافقا فرجع عن نفاقه وحسن إسلامه فكلمه النبي (ص) ليشتريها منه قال : بلى (٥) اخلي سبيلها فداك أبي وامي يا نبي الله ، فقال رسول الله (ص) : لو أن البهائم يعلمون من الموت ما تعلمون أنتم ما أكلتم منها سمينا. (٦)

ايضاح : الطنب بضمتين : حبل الخباء ، والخشف مثلثة : ولد الظبي أول ما يولد أو أول مشيه ، واقتنصه : اصطاده.

١١ ـ ص : الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن علي بن حسان ، عن عمه عبدالرحمن ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان رسول الله (ص) ذات يوم قاعدا إذ مر به بعير فبرك بين يديه ورغا ، فقال عمر : يارسول الله أيسجد لك هذا الجمل؟ فإن سجد لك فنحن أحق أن نفعل ، فقال : لا بل اسجدوا لله ، إن هذا الجمل يشكو أربابه ، ويزعم أنهم انتجوه صغيرا واعتملوه ، فلما كبر وصار أعون (٧)

___________________

(١) في المصدر : أطلق الله عزوجل لسانها.

(٢) في المصدر : انى ساجئ فتربطنى انت بيدك كما كنت.

(٣) في المصدر : قد أفرغت.

(٤) في المصدر : فقيل له : هذه لبنى فلان.

(٥) بل خ ل.

(٦) امالى ابن الشيخ : ٢٨٩.

(٧) أعور خ ل.

٣٩٨

كبيرا ضعيفا أرادوا نحره ، ولو أمرت أحدا أن يسجد لاحد لامرت المرأة أن تسجد لزوجها ، ثم قال أبوعبدالله صلوات الله عليه : ثلاثة من البهائم أنطقها الله تعالى على عهد النبي (ص) : الجمل وكلامه الذي سمعت ، والذئب فجاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فشكا إليه الجوع ، فدعا رسول الله (ص) أصحاب الغنم ، فقال : افرضوا للذئب شيئا ، فشحوا ، فذهب ثم عاد إليه الثانية فشكا الجوع ، فدعاهم فشحوا ، ثم جاء الثالثة فشكا الجوع فدعاهم فشحوا ، فقال رسول الله (ص) اختلس ، ولو أن رسول الله (ص) فرض للذئب شيئا ما زاد الذئب عليه شيئا حتى تقوم الساعة ، وأما البقرة فإنها آذنت بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ودلت عليه ، وكانت في نخل لبني سالم من الانصار ، فقالت : يا آل ذريح عمل نجيح صائح يصيح بلسان عربي فصيح بأن لا إله إلا الله رب العالمين ، ومحمد رسول الله سيد النبيين ، وعلي وصيه سيد الوصيين. (١)

ختص : الخشاب مثله. (٢)

بيان : قوله : أعون ، لعله مأخوذ من العوان وهو النصف (٣) من كل حيوان ، ومن البقر والخيل التي نتجت بعد بطنها البكر ، والمتعاونة : المرأة الطاعنة في السن ، وفي بعض النسخ بالواو والراء وهو الذي ذهب حس إحدى عينيه ، والضعيف الجبان ، وذريح أبوحي قولها : عمل نجيح خبر مبتدء محذوف ، أي ما أدلكم عليه عمل يوجب النجح والظفر بالمطلوب ، والنجيح : الصواب من الرأي ، ونجح أمره : تيسر وسهل.

قب يج عن الصادق عليه‌السلام إلى قوله : أن تسجد لزوجها (٤).

١٢ ـ ختص ، ير : أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الذئاب جاءت إلى النبي (ص) تطلب أرزاقها ، فقال لاصحاب الغنم : إن شئتم صالحتها على شئ تخرجوه إليها ولا يرزأ (٥) من أموالكم شيئا ،

___________________

(١) قصص الانبياء : مخطوط.

(٢) الاختصاص مخطوط.

(٣) اى ما كان في منتصف السن.

(٤) مناقب آل أبى طالب ١ : ٨٥.

(٥) في المصدر : ولا ترزأ.

٣٩٩

وإن شئتم تركتموها تعدوا ، وعليكم حفظ أموالكم ، قالوا : بل نتركها كما هي تصيب منا ما أصابت ، ونمنعها ما استطعنا (١).

بيان : قال الفيروزآبادي : رزأه ماله كجعله وعمله رزا بالضم : أصاب منه شيئا.

١٣ ـ ختص ، ير : أحمد بن الحسن بن فضال ، عن أبيه وأحمد بن محمد ، عن ابن فضال عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن ناضحا (٢) كان لرجل من الناس فلما أسن قال بعض أصحابه : لو نحرتموه ، فجاء البعير إلى رسول الله (ص) فجعل يرغو ، فأرسل رسول الله (ص) إلى صاحبه ، فلما جاء قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن هذا يزعم أنه كان لكم شابا حتى هرم ، وأنه قد نفعكم وأنكم أردتم نحره ، قال : فقال : صدق ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تنحروه ودعوه ، قال : فتركوه (٣).

١٤ ـ ختص ، ير : الحجال ، عن اللؤلؤي ، عن ابن سنان ، عن أبي الجارود ، عن عدي بن ثابت (٤) ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : بينا نحن قعود مع رسول الله (ص) إذ أقبل بعير حتى برك ورغا ، وتسافلت (٥) دموعه على عينيه (٦) ، فقال رسول الله (ص) لمن هذا البعير؟ فقيل : لفلان الانصاري قال : علي به ، قال : فاتي به ، فقال له : بعيرك هذا يشكوك قال : ويقول ماذا يارسول الله؟ قال : يزعم أنك تستكده وتجوعه ، قال : صدق يارسول الله ليس لنا ناضح غيره ، وأنا رجل معيل ، قال : فهو يقول لك : استكدني وأشبعني ، فقال : يارسول الله نخفف عنه ونشبعه ، قال : فقام البعير فانصرف (٧).

__________________

(١) الاختصاص : مخطوط بصائر الدرجات ١٠١.

(٢) الناضح : البعير يستقى عليه.

(٣) الاختصاص : مخطوط. بصائر الدرجات : ١٠١.

(٤) على بن ثابت خ ل ، أقول : الصحيح ما في المتن.

(٥) تناثرت خ ل.

(٦) من عينيه خ ل.

(٧) الاختصاص. مخطوط ـ بصائر الدرجات : ١٠١.

٤٠٠