بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

أجرهم بغير حساب » فما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة ، قال الله تعالى : « للذين أحسنوا الحسنى وزيادة » والحسنى هي الجنة ، والزيادة هي الدنيا ، الخبر.

١٠ ـ نوادر الرواندى : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كل نعيم مسؤول عنه يوم القيامة إلا ما كان في سبيل الله تعالى.

١١ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفصل ، عن محمد بن الحسن بن حفص ، عن هشام النهشلي ، (١) عن عمر بن هاشم ، عن معروف بن خربوذ ، (٢) عن عامر بن واثلة ، عن أبي بردة الاسلمي قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول : لا يزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن جسده فيما أبلاه؟ وعن عمره فيما أفناه؟ وعن ماله مما أكتسبه وفيما أنفقه؟ وعن حبنا أهل البيت. « ص ٢٥ ـ ٢٦ »

١٢ ـ ما : المفيد ، عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري ، عن عمه علي بن سليمان ، عن الطيالسي ، عن العلاء ، عن محمد قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما » فقال عليه‌السلام : يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يقام بموقف الحساب فيكون الله تعالى هو الذي يتولى حسابه ، لا يطلع على حسابه أحدا من الناس ، فيعرفه ذنوبه حتى إذا أقر بسيئاته قال

____________________

(١) بفتح النون وسكون الهاء وفتح الشين نسبة إلى نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، لقب لهشام بن يونس بن وابل التميمى النهشلى أبي القاسم الكوفى اللؤلوئى ، قال ابن حجر في التقريب « ص ٥٣٣ » : ثقة من العاشرة مات سنة اثنين وخمسين أى بعد المائة. وقال الشيخ في رجاله : هشام بن السرى أبوساسان التميمى مولاهم كوفى جد هشام بن يونس أبوامه انتهى. فاستفاد الوحيد البهبهانى من ذلك معروفية ابن يونس ، لان الشيخ عرف ابن السرى به.

(٢) بفتح الخاء وتشديد الراء ـ قيل : وبسكونها أيضا ـ وضم الباء وسكون الواو وفى آخره الذال هو معروف بن خربوذ المكى مولاهم كوفى ثقة ، أفقه الاولين ، ممن اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه ، وانقادوا لهم بالفقه ، روى عنه العامة أيضا ، ترجمه ابن حجر في التقريب « ص ٥٠١ » فقال : معروف بن خربوذ المكى مولى آل عثمان صدوق ربما وهم ، وكان أخباريا علامة من الخامسة.

٢٦١

الله عزوجل للكتبة : بدلوها حسنات ، وأظهروها للناس ، فيقول الناس حينئذ : ما كان لهذا العبد سيئة واحدة ، ثم يأمر الله به إلى الجنة ، فهذا تأويل الآية ، وهي في المذنبين من شيعتنا خاصة. « ص ٤٤ ـ ٤٥ »

١٣ ـ ما : المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن القاشاني ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن ابن عيينة قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : ما من عبد إلا ولله عليه حجة ، إما في ذنب اقترفه ، وإما في نعمة قصر عن شكرها. « ص ١٣٢ »

١٤ ـ ما : بهذا الاسناد عن ابن عيينة ، عن حميد بن زياد ، عن عطاء بن يسار ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : يوقف العبد بين يدي الله فيقول : قيسوا بين نعمي عليه وبين عمله ، فتستغرق النعم العمل ، فيقولون : قد استغرق النعم العمل ، فيقول : هبوا له نعمي ، وقيسوا بين الخير والشر منه ، فإن استوى العملان أذهب الله الشر بالخير وأدخله الجنة ، وإن كان له فضل أعطاه الله بفضله ، وإن كان عليه فضل وهو من أهل التقوى لم يشرك بالله تعالى واتقى الشرك به فهو من أهل المغفرة ، يغفرالله له برحمته إن شاء ويتفضل عليه بعفوه. « ص ١٣٢ ـ ١٣٣ »

١٥ ـ عدة : في الخبر النبوي أنه يفتح للعبد يوم القيامة على كل يوم من أيام عمره أربعة وعشرون خزانة ـ عدد ساعات الليل والنهار ـ فخزانة يجدها مملوءة نورا وسرورا فيناله عند مشاهدتها من الفرح والسرور ما لو وزع على أهل النار لادهشهم عن الاحساس بألم النار ، وهي الساعة التي أطاع فيها ربه ، ثم يفتح له خزانة اخرى فيراها مظلمة منتنة مفزعة فيناله عند مشاهدتها من الفزع والجزع ما لو قسم على أهل الجنة لنغص عليهم نعيمها ، وهي الساعة التي عصى فيها ربه ، ثم يفتح له خزانة اخرى فيراها فارغة ليس فيها ما يسره ولا ما يسوؤه وهي الساعة التي نام فيها أو اشتغل فيها بشئ من مباحات الدنيا ، فيناله من الغبن والاسف على فواتها حيث كان متمكنا من أن يملاها حسنات ما لا يوصف ، ومن هذا قوله تعالى : « ذلك يوم التغابن ».

١٦ ـ وروي أن الله سبحانه يجمع الخلق يوم القيامة ولبعضهم على بعض حقوق

٢٦٢

وله قبلهم تبعات ، فيقول : عبادي ما كان لي قبلكم فقد وهبته لكم ، فهبوا بعضكم تبعات بعض ، وادخلوا الجنة جميعا برحمتي.

١٧ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كل محاسب معذب ، فقال له قائل : يا رسول الله فأين قول الله عزوجل : « فسوف يحاسب حسابا يسيرا »؟ قال : ذاك العرض يعني التصفح. « ص ٧٦ ـ ٧٧ »

بيان : يعني أن الحساب اليسير هو تصفح أعماله وعرضها على الله ، أو على صاحبه ، من غير أن يناقش عليها ويؤخذ بكل حقير وجليل من غير عفو ، فإن من فعل الله تعالى ذلك به هلك ، إذ لايقوم فعل أحد من الخلق بحق نعم الله عليه لا سيما إذا انضم إليها فعل الخطايا والآثام ، فالمراد بالحساب في أول الخبر المحاسبة على هذا الوجه ، كما هو دأب المحاسبين في الدنيا ، ولذا ورد في بعض الاخبار مكانه : نوقش في الحساب. فقد روى الحسين بن مسعود في شرح السنة بإسناده عن البخاري ، عن سفيان بن أبي مريم ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن ابن أبي مليكة : أن عائشة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه ، وأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من حوسب عذب ، قالت عائشة : فقلت : أوليس يقول الله تعالى : « فسوف يحاسب حسابا يسيرا »؟ قالت : فقال : إنما ذلك العرض ، ولكن من نوقش الحساب يهلك. هذا حديث متفق على صحته أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر ، عن إسماعيل بن علية ، عن أيوب ، عن عبدالله بن أبي مليكة. قوله عليه‌السلام : من نوقش الحساب يهلك المناقشة : الاستقصاء في الحساب حتى لا يترك منه شئ ، يقال : انتقشت منه حقي أجمع ، ومنه نقش الشوك من الرجل وهو استخراجه منها ، انتهى كلامه.

وروى مسلم في صحيحه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : من نوقش الحساب يوم القيامة عذب. وقال بعض شراحه : قال القاضي : قوله عذب له معنيان : أحدهما أن نفس المناقشة وعرض الذنوب والتوقيف عليها هو التعذيب لما فيه من التوبيخ ، والثاني أنه يفضي إلى العذاب بالنار ، ويؤيده قوله في الرواية الاخرى : « هلك » مكان « عذب » هذا

٢٦٣

كلام القاضي وهذا الثاني هو الصحيح ، ومعناه أن التقصير غالب في العباد فمن استقصي عليه ولم يسامح هلك ودخل النار ، ولكن الله تعالى يعفو ويغفر ما دون الشرك لمن يشاء انتهى.

أقول : يحتمل الخبر الذي رويناه وجها آخر وإن كان قريبا مما ذكر ، وهو أن هذا النوع من المحاسبة إنما يكون لمن يستحق العذاب الدائم ولا يستوجب الرحمة كالمخالفين والنواصب ، فأما من علم الله أنه يستحق الرحمة فلا يحاسبه على هذا الوجه ، بل على وجه العفو والصفح ، ثم اعلم : أن التصفح هو البحث عن الامر والنظر فيه ، ولم يأت بمعنى الصفح والعفو كما توهم ههنا.

١٨ ـ ما : المفيد ، عن التمار ، عن أبي عبدالله بن محمد ، عن سويد ، عن الحكم ابن سيار ، عن سدوس صاحب السابري ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة فدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد من تحت العرش : تتاركوا المظالم بينكم فعلي ثوابكم. « ص ٦١ »

١٩ ـ ما : أبوالقاسم بن شبل بن أسد ، عن ظفر بن حمدون ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالرحمن بن أحمد التميمي ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا ، فما كان لله سئلنا الله أن يهبه لنا فهو لهم ، وما كان لنا فهو لهم ، ثم قرأ أبوعبدالله عليه‌السلام : « إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم ».

٢٠ ـ يد : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن ابن معبد ، عن درست ، عن ابن اذينة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك ما تقول في القضاء و القدر؟ قال : أقول : إن الله تعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سألهم عما عهد إليهم و لم يسألهم عما قضي عليهم. « ص ٣٧٣ ـ ٣٧٤ »

٢١ ـ سن : أبي رفعه قال : إن أمير المؤمنين عليه‌السلام صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس إن الذنوب ثلاثة ، ثم أمسك ، فقال له حبة العرني : يا أمير

٢٦٤

المؤمنين فسرها لي ، فقال : (١) ما ذكرتها إلا وأنا اريد أن افسرها ، ولكنه عرض لي بهر حال بيني وبين الكلام ، نعم الذنوب ثلاثة : فذنب مغفور ، وذنب غير مغفور ، وذنب نرجو ونخاف عليه ، قيل : يا أمير المؤمنين فبينها لنا ، قال : نعم أما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله تعالى على ذنبه في الدنيا فالله أحكم وأكرم أن يعاقب عبده مرتين ، و أما الذي لايغفر فظلم « فمظالم خ ل » العباد بعضهم لبعض ، إن الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه أقسم قسما على نفسه فقال : وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف ، ولو مسحة بكف ، ونطحة ما بين الشاة القرناء إلى الشاة الجماء فيقتص الله للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لاحد عند أحد مظلمة ، ثم يبعثهم الله إلى الحساب ، وأما الذنب الثالث فذنب ستره الله على عبده ورزقه التوبة فأصبح خاشعا من ذنبه راجيا لربه ، فنحن له كما هو لنفسه ، نرجو له الرحمة ونخاف عليه العقاب. « ص ٧ »

بيان : قال الجزري : البهر بالضم : هو ما يعتري الانسان عند السعي الشديد والعدو من التهيج وتتابع النفس انتهى. وقد مر شرح الخبر في باب التوبة.

٢٢ ـ ير : إبراهيم بن هاشم ، عن ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن أبي شعيب الحداد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا أول قادم على الله ، ثم يقدم علي كتاب الله ، ثم يقدم علي أهل بيتي ، ثم يقدم علي امتي ، فيقفون فيسألهم : ما فعلتم في كتابي وأهل بيت نبيكم؟. « ص ١٢١ »

٢٣ ـ سن : ابن محبوب عن ابن رئاب ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ثلاثة أشياء لا يحاسب العبد المؤمن عليهن : طعام يأكله ، وثوب يلبسه ، وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه. « ص ٣٩٩ »

٢٤ ـ سن : أبي ، عن القاسم بن محمد ، عن الحارث بن حريز ، عن سدير الصيرفي عن أبي خالد الكابلي قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام فدعا بالغداء فأكلت معه طعاما

____________________

(١) في المصدر بعد قوله : يا امير المؤمنين : قلت : الذنوب ثلاثة ثم امسكت ، فقال له : ما ذكرتها اه. م

٢٦٥

ما أكلت طعاما قط أنظف منه ولا أطيب منه ، فلما فرغنا من الطعام قال : يا أبا خالد كيف رأيت طعامنا؟ قلت : جعلت فداك ما رأيت أنظف منه قط ولا أطيب ، ولكني ذكرت الآية التي في كتاب الله : « لتسئلن يومئذ عن النعيم » فقال أبوجعفر عليه‌السلام : لا ، إنما تسألون عما أنتم عليه من الحق. « ص ٣٩٩ ـ ٤٠٠ »

٢٥ ـ شى : عن أبي إسحاق قال : سمعته يقول : في « سوء الحساب » لا يقبل حسناتهم ويؤاخذون بسيئاتهم.

٢٦ ـ شى : عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله تعالى : « ويخافون سوء الحساب » قال : يحسب عليهم السيئات ، ويحسب لهم الحسنات وهو الاستقصاء.

٢٧ ـ شى : عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله تعالى : « ويخافون سوء الحساب » قال : الاستقصاء والمداقة ، وقال : يحسب عليهم السيئات ، ولا يحسب لهم الحسنات.

بيان : لا يحسب لهم الحسنات لعدم إتيانهم بها على وجهها ولاخلالهم بشرائطها كحسنات المخالفين ، فإن من شرائط صحة الاعمال ولاية أهل البيت عليهم‌السلام فلذا لا يقبل منهم أعمالهم ، ولعل ما في الخبر السابق من محاسبة الحسنات لبعض فساق الشيعة.(١)

٢٨ ـ شى : عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبدالله عيه السلام أنه قال لرجل : يافلان مالك ولاخيك؟ قال : جعلت فداك كان لي عليه حق فاستقصيت منه حقي ، قال أبوعبدالله : أخبرني عن قول الله : « ويخافون سوء الحساب » أتراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم؟ لا والله خافوا الاستقصاء والمداقة.

٢٩ ـ قال محمد بن عيسى : وبهذا الاسناد أن أبا عبدالله عليه‌السلام قال لرجل شكاه بعض إخوانه : ما لاخيك فلان يشكوك؟ فقال : أيشكوني أن استقصيت حقي؟! قال : فجلس مغضبا ثم قال : كأنك إذا استقصيت لم تسئ؟! أرأيت ما حكى الله تبارك وتعالى :

____________________

(١) يحتمل قويا نظرا إلى اتحاد الراوى والمروى عنه والمضمون وحدة الخبرين وأن الحديث زيدت فيه كلمة « لا » أو نقصت.

٢٦٦

« ويخافون سوء الحساب » أخافوا الله أن يجور عليهم؟ لا والله ما خافوا إلا الاستقصاء ، فسماه الله سوء الحساب ، فمن استقصي فقد أساء.

كا : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشاء ، عن حماد مثله. « ف ج ١ ص ٣٥٦ » بيان : السوء هنا بمعنى الاساءة والاضرار والتعذيب لا فعل القبيح ، والحاصل أن المداقة في الحساب سماها الله سوءا يفعله بمن يستحقه على وجه التعذيب ، فإذا فعلت ذلك بأخيك فحق له أن يشكوك.

٣٠ ـ شى : عن الحسن بن هارون ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله : « إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا » قال : يسأل السمع عما يسمع ، والبصر عما يطرف ، والفؤاد عما عقد عليه.

٣١ ـ بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن محمد بن أحمد بن بطة ، عن الوليد بن أبان ، عن محمد بن داود ، عن يعقوب بن إسحاق ، عن الحارث بن محمد ، عن أبي بكر بن عياش ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، (١) عن أبي بردة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لاتزول قدم عبد حتى يسأل عن حبنا أهل ابيت ، قيل : يا رسول الله ما علامة حبكم؟ قال : فضرب بيده على منكب علي عليه‌السلام.

٣٢ ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن محمد بن سنان عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا. « ج ١ ص ١١ ـ ١٢ »

٣٣ ـ يب : الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن حسين بن عثمان ، عن سماعة ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : أول ما يحاسب به العبد الصلاة فإن قبلت قبل ما سواها.

٣٤ ـ كا : علي ، عن أبيه ، والعدة ، عن أحمد بن محمد وسهل جميعا ، عن ابن محبوب عن مالك به عطية ، عن يونس بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الدواوين يوم

____________________

(١) هو عامر بن واثلة المتقدم تحت رقم ١١.

٢٦٧

القيامة (١) ديوان فيه النعم ، وديوان فيه الحسنات ، وديوان فيه السيئات ، فيقابل بين ديوان النعم وديوان الحسنات فتستغرق النعم ديوان الحسنات ، ويبقى ديوان السيئات فيدعا ابن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن أمامه في أحسن صورة ، فيقول : يا رب أنا القرآن ، وهذا عبدك المؤمن ، قد كان يتعب نفسه بتلاوتي ، ويطيل ليله بترتيلي وتفيض عيناه إذا تهجد ، فأرضه كما أرضاني ، قال : فيقول العزيز الجبار : أبسط يمينك فيملؤها من رضوان الله العزيز الجبار ، ويملؤ شماله من رحمة الله ، ثم يقال : هذه الجنة مباحة لك فاقرء واصعد ، فإذا قرأ آية صعد درجة. « ج ٢ ص ٦٠٢ »

٣٥ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن ثوير بن أبي فاختة قال : سمعت علي بن الحسين عليهما‌السلام يحدث في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : حدثني أبي أنه سمع أباه علي بن أبي طالب عليه‌السلام يحدث الناس قال : إذا كان يوم القيامة بعث الله تبارك وتعالى الناس من حفرهم غرلا مهلا (٢) جردا مردا في صعيد واحد يسوقهم النور وتجمعهم الظلمة حتى يقفوا على عقبة المحشر ، فيركب بعضهم بعضا ويزدحمون دونها « عليها خ ل » فيمنعون من المضي فتشتد أنفاسهم ، ويكثر عرقهم وتضيق بهم امورهم ، ويشتد ضجيجهم ، وترتفع أصواتهم ، قال : وهو أول هول من أهوال يوم القيامة ، قال : فيشرف الجبار تبارك وتعالى عليهم من فوق عرشه في ضلال من الملائكة فيأمر ملكا من الملائكة فينادي فيهم : يا معشر الخلائق أنصتوا واستمعوا منادي الجبار قال : فيسمع آخرهم كما يسمع أولهم ، قال : فتنكسر أصواتهم عند ذلك ، وتخشع أبصارهم ، وتضطرب فرائصهم ، وتفزع قلوبهم ، ويرفعون رؤوسهم إلى ناحية الصوت مهطعين إلى الداعي ، قال : فعند ذلك يقول الكافر : هذا يوم عسر ، قال : فيشرف الله عزوجل ذكره الحكم العدل عليهم فيقول : أنا الله لا إله إلا أنا الحكم العدل الذي لا يجور ، اليوم أحكم بينكم بعدلي وقسطي ، لا يظلم اليوم عندي أحد ، اليوم آخذ للضعيف من القوي بحقه ، ولصاحب المظلمة بالمظلمة بالقصاص من الحسنات والسيئات ، واثيب على

____________________

(١) في المصدر : إن الدواوين يوم القيامة ثلاثة : ديوان اه. م

(٢) في المصدر : بهما. م

٢٦٨

الهبات ، ولا يجوز هذه العقبة اليوم عندي ظالم ولاحد عنده مظلمة إلا مظلمة يهبها لصاحبها (١) واثيبه عليها وآخذ له بها عند الحساب ، فتلازموا أيها الخلائق واطلبوا مظالمكم عند من ظلمكم بها في الدنيا ، وأنا شاهد لكم ( بها خ ل) عليهم ، وكفى بي شهيدا ، قال : فيتعارفون ويتلازمون فلا يبقى أحد له عند أحد مظلمة أو حق إلا لزمه بها ، قال : فيمكثون ماشاء الله فيشتد حالهم ، فيكثر عرقهم ويشتد غمهم ، وترتفع أصواتهم بضجيج شديد ، فيتمنون المخلص منه بترك مظالمهم لاهلها.

قال : ويطلع الله عزوجل على جهدهم فينادي مناد من عند الله تبارك وتعالى يسمع آخرهم كما يسمع أولهم : يا معاشر (معشر خ ل) الخلائق أنصتوا لداعي الله تبارك وتعالى واسمعوا ، إن الله تبارك وتعالى يقول لكم : أنا الوهاب ، إن أحببتم أن تواهبوا فتواهبوا ، وإن لم تواهبوا أخذت لكم بمظالمكم ، قال : فيفرحون بذلك لشدة جهدهم وضيق مسلكهم وتزاحمهم ، قال : فيهب بعضهم مظالمهم رجاء أن يتخلصوا مما هم فيه ، ويبقى بعضهم فيقولون : يا رب مظالمنا أعظم من أن نهبها.

قال : فينادي مناد من تلقاء العرش : أين رضوان خازن الجنان جنان الفردوس قال : فيأمره الله عزوجل أن يطلع من الفردوس قصرا (٢) من فضة بما فيه من الآنية والخدم ، قال : فيطلعه عليهم في حفافة القصر الوصائف(٣) والخدم ، قال فينادي مناد من عندالله تبارك وتعالى : يا معشر الخلائق ارفعوا رؤوسكم فانظروا إلى هذا القصر قال : فيرفعون رؤوسهم فكلهم يتمناه ، قال : فينادي مناد من عند الله تبارك وتعالى : يا معشر الخلائق هذا لكل من عفى عن مؤمن ، قال ، فيعفون كلهم إلا القليل.

قال : فيقول الله عزوجل : لا يجوز إلى جنتي اليوم ظالم ولا يجوز إلى ناري اليوم ظالم ولاحد من المسلمين عنده مظلمة حتى يأخذها منه عند الحساب ، أيها الخلائق استعدوا للحساب ، قال : ثم يخلى سبيلهم فينطلقون إلى العقبة يكرد

____________________

(١) في المصدر : صاحبها. م

(٢) أى يكشف من الفردوس قصرا.

(٣) جمع الوصيفة : الجارية.

٢٦٩

بعضهم بعضا حتى ينتهوا إلى العرصة ، والجبار تبارك وتعالى على العرش ، قد نشرت الدواوين ، ونصبت الموازين ، واحضر النبيون والشهداء وهم الائمة ، يشهد كل إمام على أهل عالمه بأنه قد قام فيهم بأمر الله عزوجل ودعاهم إلى سبيل الله.

قال : فقال له رجل من قريش : يا بن رسول الله إذا كان للرجل المؤمن عند الرجل الكافر مظلمة أي شئ يأخذ من الكافر وهو من أهل النار؟ قال : فقال له علي بن الحسين عليهما‌السلام : يطرح عن المسلم من سيئاته بقدر ماله على الكافر ، فيعذب الكافر بها مع عذابه بكفره عذابا بقدر ما للمسلم قبله من مظلمته.

قال : فقال له : القرشي ، فإذا كانت المظلمة لمسلم عند مسلم كيف يؤخذ مظلمته من المسلم؟ قال : يؤخذ للمظلوم من الظالم من حسناته بقدر حق المظلوم فيزاد على حسنات المظلوم ، قال : فقال له القرشي ، فإن لم يكن للظالم حسنات؟ قال : إن لم يكن للظالم حسنات فإن للمظلوم سيئات ، يؤخذ من سيئات المظلوم فيزاد على سيئات الظالم. « الروضة ص ١٠٤ ـ ١٠٦ »

بيان : قال الجزري : فيه : يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة غرلا الغرل جمع الاغرل وهو الاغلف. قوله عليه‌السلام : مهلا لعله من المهلة بمعنى السكينة والرفق ، كناية عن الحيرة والدهشة ، أو المراد : مسرعين ، والماهل : السريع والمتقدم ، والاظهر أنه تصحيف « بهما » كما ورد في روايات العامة ، قال الجزري : فيه : يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة بهما ، جمع بهيم وهو في الاصل الذي لا يخالط لونه لون سواه ، يعني ليس فيهم شئ من العاهات والاعراض التي تكون في الدنيا كالعمى والعور والعرج وغير ذلك ، وإنما هي أجساد مصححة لخلود الابد في الجنة أو النار ، وقال بعضهم : روي في تمام الحديث : قيل : وما البهم؟ قال ليس معهم شئ ، يعني من أعراض الدنيا وهذا لا يخالف الاول من حيث المعنى انتهى. والجرد بالضم جمع الاجرد وهو الذي لا شعر عليه ، وكذا المرد بالضم جمع الامرد.

قوله عليه‌السلام : يسوقهم النور وتجمعهم الظلمة أي يسوقهم نار من خلفهم يهربون منه ، وجميعهم يمشون في الظلمة كما مر في أشراط الساعة ، أو إذا رأوا نورا مشوا ، و إذا أظلم عليهم قاموا.

٢٧٠

قوله عليه‌السلام : فيشرف الجبار هذا كناية عن اطلاعه عليهم وتعلق إرادته بالقضاء فيهم ، فيخلق الصوت في ظلل من الملائكة بما يريد من القضاء فيهم ، شبهوا في كثرتهم بسحب تظل على الخلق ، أو في لطافتهم بالظل ، وقد مر الكلام في ذلك في قوله تعالى : « في ظلل من الغمام والملائكة » وهذا الخبر يؤيد قراءة من قرأ من غير السبعة : الملائكة بالكسر عطفا على الغمام فتفطن.

قوله عليه‌السلام : وآخذ الواو بمعنى أو. قوله عليه‌السلام : في حفافة القصر بكسر الحاء أي مع من يحف القصر ويطيف به ، أو فيهم الوصائف والخدم ، أو في جوانب القصر الوصائف والخدم ، وعلى التقادير الجملة حالية ، وعلى الاول أي كون « في » بمعنى « مع » يحتمل أن يكون الوصائف والخدم عطف بيان للحفافة.

قال الجزري : فيه : ظلل الله مكان البيت غمامة وكانت حفاف البيت أي محدقة به ، وحفافا الجبل : جانباه انتهى. والكرد : السوق والدفع ، وكون الجبار على العرش كناية عن تمكنه على عرش العظمة والجلال وأنه يجري حكمه عند العرش ويظهر آثار قضائه هناك.

٣٦ ـ نهج : ألا وإن الظلم ثلاثة : فظلم لا يغفر ، وظلم لا يترك ، وظلم مغفور لا يطلب ، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله ، قال الله سبحانه : إن الله لا يغفر أن يشرك به ، وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات ، وأما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا ، القصاص هناك شديد ، ليس هو جرحا بالمدى ولا ضربا بالسياط ، ولكنه ما يستصغر ذلك معه.

بيان : الهنات جمع هنة وهو الشئ اليسير ، ويمكن أن يكون المراد بها الصغائر فإنها مكفرة مع اجتناب الكبائر أو الاعم ، فيكون قوله عليه‌السلام : مغفور لا يطلب أي أحيانا لا دائما ، وعلى الاول لا يكون المقصود الحصر ، والمدى بالضم جمع مدية وهي السكين.

٣٧ ـ نهج : سئل عليه‌السلام : كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم؟ فقال : كما يرزقهم على كثرتهم ، قيل : فكيف يحاسبهم ولا يرونه؟ قال : كما يرزقهم ولا يرونه.

٢٧١

٣٨ ـ كا : محمد بن الحسين وغيره عن سهل ، عن محمد بن عيسى ، ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين جميعا ، (١) عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، وعبدالكريم بن عمرو ، عن عبدالحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله تعالى : « وإذا الموءودة سئلت بأى ذنب قتلت » قال : يقول : أسألكم عن المودة التي نزلت عليكم فضلها مودة القربى بأي ذنب قتلتموهم؟ الخبر.

فر : عن جعفر بن أحمد رفعه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله. « ٢٠٣ »

٣٩ ـ فس : أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن سلمة بن عطا ، عن جميل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت : قول الله : « لتسئلن يومئذ عن النعيم » قال : تسأل هذه الامة عما أنعم الله عليهم برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم بأهل بيته عليهم‌السلام « ص ٧٣٨ »

٤٠ ـ سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : « لتسئلن يومئذ عن النعيم » قال : إن الله أكرم من أن يسأل مؤمنا عن أكله وشربه. « ص ٣٩٩ »

٤١ ـ ن : بإسناده عن إبراهيم بن العباس الصولي قال : كنا يوما بين يدي علي بن موسى الرضا عليه‌السلام فقال : ليس في الدنيا نعيم حقيقي ، فقال له بعض الفقهاء ممن حضره : فيقول الله عزوجل : « ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم » أما هذا النعيم في الدنيا وهو الماء البارد ، فقال له الرضا عليه‌السلام ـ وعلا صوته ـ : كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب ، فقالت طائفة : هو الماء البارد ، وقال غيرهم : هو الطعام الطيب ، وقال آخرون : هو طيب النوم ، (٢) ولقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله عزوجل : « ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم » فغضب عليه‌السلام وقال : إن الله عزوجل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم به ولا يمن بذلك عليهم ، والامتنان بالانعام مستقبح من المخلوقين ، فكيف يضاف إلى الخالق عزوجل ما لا يرضى للمخلوقين به؟(٣) ولكن النعيم حبنا أهل البيت وموالاتنا ، يسأل الله

____________________

(١) في نسخة : ومحمد بن يحيى ، ومحمد بن الحسين اه.

(٢) في المصدر : هو النوم الطيب ، قال الرضا عليه‌السلام : ولقد اه. م

(٣) في المصدر : ما لا يرضى المخلوق به. م

٢٧٢

عنه بعد التوحيد والنبوة ، لان العبد إذا وفى بذلك أداه إلى نعيم الجنة التي لا تزول ، ولقد حدثني بذلك أبي ، عن أبيه ، عن محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي عليهم‌السلام أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي إن أول ما يسأل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأنك ولي المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك ، فمن أقر بذلك وكان يعتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له ، الخبر. « ص ٢٧٠ ـ ٢٧١ »

٤٢ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي بن أبي طالب عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم » قال : الرطب و الماء البارد. « ص ٢٠٤ »

بيان : لعله محمول على التقية ، أو على أنه يسأل المخالفون عنها لا المؤمنون.

٤٣ ـ ين : القاسم ، عن عبدالصمد بن بشير ، عن معاوية قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : إن صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة ، ثم قرأ : « يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ».

٤٤ ـ ين : الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن فلان بن عمار(١) قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : الدواوين يوم القيامة ثلاثة : ديوان فيه النعم ، وديوان فيه الحسنات ، وديوان فيه الذنوب ، فيقابل بين ديوان النعم وديوان الحسنات فيستغرق عامة الحسنات ، وتبقى الذنوب.

٤٥ ـ كتاب فضائل الشيعة للصدوق رحمه‌الله بإسناده عن مسير قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : والله لا يرى منكم في النار إثنان ، لا والله ولا واحد ، قال : قلت : فأين ذلك من كتاب الله؟ قال : فأمسك عني سنة ، قال : فإني معه ذات يوم في الطواف إذ قال لي : يا ميسر اليوم اذن لي في جوابك عن مسألتك كذا ، قال : قلت : فأين هو من

____________________

(١) هكذا في جميع النسخ ولم نجد في كتب التراجم رجلا بهذا الاسم وتقدم الحديث عن الكافى مفصلا تحت رقم ٣٤ باسناده عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن يونس بن عمار. والظاهر أن فلان بن عمار مصحف يونس بن عمار ، راجع هناك.

٢٧٣

القرآن؟ قال في سورة الرحمن وهو قول الله عزوجل : « فيومئذ لا يسئل عن ذنبه منكم إنس ولا جان » فقلت له : ليس فيها « منكم » قال : إن أول من غيرها ابن أروى ، وذلك أنها حجة عليه وعلى أصحابه ، ولو لم يكن فيها « منكم » لسقط عقاب الله عزوجل عن خلقه ، إذ لم يسأل عن ذنبه إنس ولا جان فلمن يعاقب إذا يوم القيامة؟.(١)

٤٦ ـ ع : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن ابن يزيد رفعه ، عن أحدهما عليهم‌السلام قال : يؤتى يوم القيامة بصاحب الدين يشكو الوحشة ، فإن كانت له حسنات اخذ منه لصاحب الدين ، وقال : وإن لم تكن له حسنات القي عليه من سيئات صاحب الدين.

بيان : الوحشة : الهم والخلوة والخوف ، ووحش الرجل : جاع ونفد زاده أي يشكو همه بذهاب ماله أو جوعه واضطراره بعدم رد ماله إليه ، ويمكن أن يكون بالخاء المعجمة ، قال الفيرز آبادي : الوخش : رذال الناس وسقاطهم. والظاهر أنه وقع فيه تصحيف ، ولعله كان مكانه : غريمه أو نحوه.

٤٧ ـ فر : عن جعفر بن محمد بن يوسف رفعه ، عن صفوان ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : إلينا إياب هذا الخلق ، وعلينا حسابهم. « ص ٢٠٧ »

٤٨ ـ فر : جعفر بن محمد الفزاري رفعه ، عن قبيصة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله عزوجل : « إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم » قال : فينا ، (٢) قلت : إنما أسألك عن التفسير ، قال : نعم يا قبيصة إذا كان يوم القيامة جعل الله حساب شيعتنا إلينا ، فما كان بينهم وبين الله استوهبه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله من الله ، وما كان فيما بينهم وبين الناس من المظالم أداه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله عنهم وما كان فيما بيننا وبينهم وهبناه لهم حتى يدخلوا الجنة بغير حساب. « ص ٢٠٨ »

٤٩ ـ م : قال عليه‌السلام : عند ذكر معجزات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وكلام الذئب مع الراعي :

____________________

(١) الرواية من أخبار التحريف أولا ، وما ذكر فيها من الاستدلال غير تام ، وقد اجيب عنه في أخبار اخر باختلاف مواقف يوم القيامة ثانيا ، ولا مخصص في الاية لهذا الخطاب ثالثا. على أن الرواية باشتمالها على هذه القصة يلوح منها آثار الوضع.

(٢) الصحيح : قال : فينا التنزيل. وقد تقدم الخبر مفصلا في باب ٧ تحت رقم ٨٩ راجعه.

٢٧٤

قال الذئب : ولكن الشقي كل الشقي من يشاهد آيات محمد (ص) في أخيه علي عليه‌السلام وما يؤديه عن الله من فضائله ثم هو مع ذلك يخالفه ويظلمه وسوف يقتلونه باطلا ويقتلون ذريته ويسبون حريمهم ، لا جرم أن الله قد جعلنا معاشر الذئاب ـ أنا ونظرائي من المؤمنين ـ نمزقهم في النيران يوم فصل القضاء ، وجعل في تعذيبهم شهواتنا وفي شدائد آلامهم لذاتنا.

أقول : سيأتي تمامه في أبواب معجزات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

٥٠ ـ م : إن الله تعالى إذا بعث الخلائق يوم القيامة نادى منادي ربنا نداء تعريف الخلائق في إيمانهم وكفرهم فقال : الله أكبر ، الله أكبر ، ومناد آخر ينادي : معاشر الخلائق ساعدوه على هذه المقالة ، فأما الدهرية والمعطلة فيخرسون عن ذلك ولا تنطق ألسنتهم ، ويقولها سائر الناس ، ثم يقول المنادي : أشهد أن لا إله إلا الله ، فيقول الخلائق كلهم ذلك إلا من كان يشرك بالله تعالى من المجوس والنصارى وعبدة الاوثان فإنهم يخرسون ، فيبينون بذلك من سائر الخلق ، ثم يقول المنادي : أشهد أن محمدا رسول الله ، فيقولها المسلمون أجمعون ويخرس عنها اليهود والنصارى وسائر المشركين ، ثم ينادي مناد آخر من عرصات القيامة : ألا فسوقوهم إلى الجنة لشهادتهم لمحمد بالنبوة ، فإذا النداء من قبل الله عزوجل : لا ، بل قفوهم إنهم مسؤولون ، فتقول الملائكة الذين قالوا : سوقوهم إلى الجنة لشهادتهم لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بالنبوة : لما يقفون يا ربنا؟ فإذا النداء من قبل الله : قفوهم إنهم مسؤولون عن ولاية علي بن أبي طالب وآل محمد. وساق الحديث إلى آخر ما مر في باب أحوال المتقين والمجرمين.(١)

تذنيب : اعلم أن الحساب حق نطقت به الآيات المتكاثرة والاحاديث المتواترة فيجب الاعتقاد به ، وأما ما يحاسب العبد به ويسأل عنه فقد اختلف فيه الاخبار ، فمنها ما يدل على عدم السؤال عما تصرف فيه من الحلال ، وفي بعضها : لحلالها حساب و لحرامها عقاب ، ويمكن الجمع بينهما بحمل الاولى على المؤمنين ، والاخرى على غيرهم ، أو الاولى على الامور الضرورية كالمأكل والملبس والمسكن والمنكح ، والاخرى على

____________________

(١) في باب ٧ تحت رقم ٤٦.

٢٧٥

ما زاد على الضرورة كجمع الاموال زائدا على ما يحتاج إليه ، أو صرفها فيما لا يدعوه إليه ضرورة ، ولا يستحسن شرعا ، ويؤيده بعض الاخبار كما عرفت.

وأما حشر الحيوانات فقد ذكره المتكلمون من الخاصة والعامة على اختلاف منهم في كيفيته وقد مر بعض القول فيه في الابواب السالفة.

وقال الرازي في تفسير قوله تعالى : « وإذا الوحوش حشرت » : قال قتادة : يحشر كل شئ حتى الذباب للقصاص ، وقالت المعتزلة : إن الله تعالى يحشر الحيوانات كلها في ذلك اليوم ليعوضها على آلامها التي وصلت إليها في الدنيا بالموت والقتل وغير ذلك فإذا عوضت عن تلك الآلام فإن شاء الله أن يبقي بعضها في الجنة إذا كان مستحسنا فعل ، وإن شاء أن يفنيه أفناه على ما جاء به الخبر ، وأما أصحابنا فعندهم أنه لا يجب على الله شئ بحكم الاستحقاق ، ولكن الله تعالى يحشر الوحوش كلها فيقتص للجماء من القرناء ، ثم يقال لها ، موتي فتموت انتهى.

أقول : الاخبار الدالة على حشرها عموما وخصوصا وكون بعضها مما يكون في الجنة كثيرة سيأتي بعضها في باب الجنة وقد مر بعضها في باب الركبان يوم القيامة وغيره كقولهم عليهم‌السلام في مانع الزكاة : تنهشه كل ذات ناب بنابها ، ويطؤه كل ذات ظلف بظلفها.

وروى الصدوق في الفقيه بإسناده عن السكوني ، بإسناده أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أبصر ناقة معقولة وعليها جهازها فقال : أين صاحبها؟ مروه فليستعد غدا للخصومة. وروي فيه أيضا ، عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : أي بعير حج عليه ثلاث سنين يجعل من نعم الجنة ، وروي سبع سنين.

وقد روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : استفرهوا ضحاياكم(١) فإنها مطاياكم على الصراط. *وروي أن خيول الغزاة في الدنيا خيولهم في الجنة.

٥١ ـ كتاب زيد النرسى : عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله

____________________

(١) أى استكرموها.

* قد سقط من هنا إلى قوله : « والاخبار من هذا الباب » في المطبوع بأمر امين الضرب لكنه موجود في نسخة المصنف ـ قدس الله سره ـ التى كتبها بيده وصححها.

٢٧٦

ليخاصر العبد المؤمن يوم القيامة ، والمؤمن يخاصر ربه يذكره ذنوبه ، وقلت : وما يخاصر؟ قال : فوضع يده على خاصرته فقال : هكذا يناجي الرجل منا أخاه في الامر يسره إليه.

بيان : الكلام مسوق على الاستعارة أي يسر إليه ولا يطلع على ذنوبه غيره كأنه يخاصره ، والاخبار من هذا الباب كثيرة في سائر الابواب.

(باب ١٢)

*(السؤال عن الرسل والامم)*

الايات ، المائدة « ٥ » يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب ١٠٩.

الاعراف « ٧ » فلنسئلن الذين ارسل إليهم ولنسئلن المرسلين * فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين ٧٦.

تفسير : قال الطبرسي رحمه‌الله في قوله تعالى : « فيقول لهم ماذا اجبتم » : أي ما الذي أجابكم قومكم فيما دعوتموهم إليه؟ وهذا تقرير في صورة الاستفهام على وجه التوبيخ للمنافقين عند إظهار فضيحتهم على رؤوس الاشهاد « قالوا لا علم لنا » قيل : فيه أقوال : أحدها أن للقيامة أهوالا حتى تزول القلوب عن مواضعها ، فإذا رجعت القلوب إلى مواضعها شهدوا لمن صدقهم وعلى من كذبهم ، يريد أنهم عزبت عنهم أفهامهم من هول يوم القيامة فقالوا : لا علم لنا ، وثانيا أن المراد : لا علم لنا كعلمك لانك تعلم غيبهم وباطنهم ولسنا نعلم غيبهم وباطنهم ، وذلك هو الذي يقع عليه الجزاء ، واختاره الجبائي وأنكر القول الاول وقال : كيف يجوز ذهولهم من هول يوم القيامة مع قوله سبحانه : « لا يحزنهم الفزع الاكبر » وقوله : « لا خوف عليهم ولا هم يحزنون »؟ ويمكن أن يجاب عن ذلك بأن الفزع الاكبر دخول النار ، وقوله : « لا خوف عليهم » هو كالبشارة بالنجاة من أهوال ذلك اليوم ، مثل ما يقال للمريض : لا بأس عليك ولا

٢٧٧

خوف عليك ، وثالثها أن معناه : لا حقيقة لعلمنا إذ كنا نعلم جوابهم وما كان من أفعالهم وقت حياتنا ، ولا نعلم ما كان منهم بعد وفاتنا ، (١) وإنما الثواب والجزاء يستحقان بما تقع به الخاتمة مما يموتون عليه ، ورابعها أن المراد : لا علم لنا إلا ما علمتنا ، فحذف لدلالة الكلام عليه ، وخامسها أن المراد به تحقيق فضيحتهم ، أي أنت أعلم بحالهم منا ، ولا تحتاج في ذلك إلى شهادتنا.

وفي قوله تعالى : « فلنسئلن الذين ارسل إليهم ولنسئلن المرسلين » : أقسم الله سبحانه أنه يسأل المكلفين الذين أرسل إليهم رسله ، وأقسم أيضا أنه يسأل المرسلين الذين بعثهم ، فيسأل هؤلاء عن الابلاغ واولئك عن الامتثال ، وهو تعالى وإن كان عالما بما كان منهم فإنما أخرج الكلام مخرج التهديد والزجر ليتأهب العباد بحسن الاستعداد لذلك السؤال ، وقيل : إنه يسأل الامم عن الاجابة ، ويسأل الرسل ماذا عملت اممهم فيما جاؤوا به ، وقيل : إن الامم يسألون سؤال توبيخ ، والانبياء يسألون سؤال شهادة على الحق. وأما فائدة السؤال فأشياء : منها أن تعلم الخلائق أنه سبحانه أرسل الرسل وأزاح العلة ، وأنه لا يظلم أحدا ، ومنها أن يعلموا أن الكفار استحقوا العذاب بأفعالهم ، ومنها أن يزداد سرور أهل الايمان بالثناء الجميل عليهم ، ويزداد غم الكفار بما يظهر من أعمالهم القبيحة ، ومنها أن ذلك لطف للمكلفين إذا اخبروا به. ومما يسأل على هذا أن يقال : كيف يجمع بين قوله تعالى : « ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون » (٢) « فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان » (٣) وقوله : « فلنسئن الذين ارسل إليهم » (٤) « فوربك لنسئلنهم أجمعين »؟ (٥)

والجواب عنه من وجوه : أحدها أنه سبحانه نفى أن يسألهم سؤال استرشاد و

____________________

(١) يؤيد ذلك قول عيسى بن مريم لله تعالى : « وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد » المائدة : ١١٧.

(٢) القصص : ٧٨.

(٣) الرحمن : ٣٩.

(٤) الاعراف : ٦.

(٥) الحجر : ٩٢.

٢٧٨

استعلام وإنما يسألهم سؤال تبكيت وتقريع ، ولذلك قال عقيبه : « يعرف المجرمون بسيماهم » (١) وأما سؤال المرسلين فهو توبيخ للكفار وتقريع لهم ، وثانيها أنهم إنما يسألون يوم القيامة كما قال : « وقفوهم إنهم مسئولون » (٢) ثم تنقطع مسألتهم عند حصولهم في العقوبة وعند دخولهم النار ، وثالثها أن في القيامة مواقف ففي بعضها يسأل وفي بعضها لا يسأل فلا تضاد ، وأما الجمع بين قوله :فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون (٣) وقوله : « فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون » (٤) فهو أن الاول معناه أنهم لا يتساءلون سؤال استخبار عن الحال التي جهلها بعضهم لتشاغلهم عن ذلك والثاني معناه : يسأل بعضهم بعضا سؤال تلاوم كما قال في موضع آخر : « يتلاومون » (٥) وكقوله : « أنحن صددناكم عن الهدى » (٦) ومثل ذلك كثير في القرآن. ثم بين سبحانه ما ذكرناه أنه لا يسألهم سؤال استعلام بقوله : « فلنقصن عليهم » أي لنخبرنهم بجميع أفعالهم ليعلموا أن أعمالهم كانت محفوظة ، وليعلم كل منهم جزاء عمله وأنه لا ظلم عليه ، وليظهر لاهل الموقف أحوالهم « بعلم » قيل : معناه : نقص عليهم أعمالهم بأنا عالمون بها ، وقيل : معناه : بمعلوم كما قال : « ولا يحيطون بشئ من علمه » أي من معلومه ، وقال ابن عباس : معنى قوله : « فلنقصن عليهم بعلم » ينطق : عليهم كتاب أعمالهم ، كقوله سبحانه : « هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق » (٧).

« وما كنا غائبين » عن علم ذلك ، وقيل : عن الرسل فيما بلغوا ، وعن الامم فيما أجابوا ، وذكر ذلك مؤكدا لعلمه بأحوالهم ، والمعنى أنه لا يخفى عليه شئ.

١ ـ مع : أحمد بن محمد بن عبدالرحمن المقري ، عن محمد بن جعفر الجرجاني ،

____________________

(١) الرحمن : ٤١. وقد تقدم في الباب السابق حديث عن الرضا عليه‌السلام تحت رقم ٤٦ فيه جواب عن ذلك أيضا.

(٢) الصافات : ٢٤.

(٣) المؤمنون : ١٠١.

(٤) الصافات : ٥٠.

(٥) القلم : ٣٠.

(٦) السباء : ٣٢.

(٧) الجاثية : ٢٩.

٢٧٩

عن محمد بن الحسن الموصلي ، عن محمد بن عاصم الطريفي ، عن عباس بن يزيد بن الحسن(١) عن أبيه ، عن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : قال الصادق عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم قالوا لا علم لنا » قال : يقولون : لا علم لنا سواك ، قال : وقال الصادق عليه‌السلام : القرآن كله (ظاهره ظ) تقريع وباطنه تقريب.(٢) « ص ٦٩ » قال الصدوق : يعني بذلك أنه من وراء آيات التوبيخ والوعيد آيات الرحمة والغفران.

بيان : قوله : لا علم لنا سواك أي لا يعلم ذلك غيرك فيكون مأولا ببعض ما مر من الوجوه ، ويمكن أن يقدر فيه مضاف ، أي لا علم لنا سوى علمك فكيف نخبرك؟ وفي بعض النسخ : بسواك ، فالباء تعليلية ، أي إنما علمنا أحوالهم بما أخبرتنا ، فكيف نخبرك؟ وأما ارتباط قوله : القرآن كله تقريع بما سبق فهو أن ظاهر هذا الخطاب تهديد وتقريع للرسل ، وباطنه لطف وتقريب لهم ، وتهديد وتقريع للكفار ويحتمل أن يكون كلاما مستأنفا ، وهذا هو الذي ورد في خبر آخر : نزل القرآن بإياك أعني واسمعي يا جاره. وأما ما ذكره الصدوق فلا محصل له إلا أن يؤول إلى ما ذكرناه.

٢ ـ فس : أبي ، عن ابن محبوب ، عن العلاء ، عن محمد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ماذا اجبتم في أوصيائكم؟ فيقولون : لا علم لنا بما فعلوا بعدنا بهم. « ص ١٧٧ »

٣ ـ فس : أبي ، عن ابن محبوب ، عن محمد بن النعمان ، عن ضريس ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم » قال : إذا كان يوم القيامة و حشر الناس للحساب فيمرون بأهوال يوم القيامة فينتهون إلى العرصة ويشرف الجبار عليهم حتى يجهدوا (٢) جهدا شديدا ، قال : يقفون بفناء العرصة ، ويشرف الجبار عليهم وهو على عرشه ، فأول من يدعا بنداء يسمع الخلائق أجمعين أن يهتف باسم « محمد » بن

____________________

(١) في المعانى المطبوع : أبوزيد عياش بن يزيد بن الحسن بن على الكحال مولى زيد بن على ، عن أبيه.

(٢) في المعانى المطبوع : وباطنه تقرير. ولعله أصح.

(٣) في المصدر : فلا ينتهون إلى العرصه حتى يجهدوا اه. م.

٢٨٠