بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

في العمر إلا البر.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام : ادفعوا أمواج البلاء بالدعاء ما المبتلى الذي استدر به البلاء بأحوج إلى الدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام : اذكروا الله فانه ذاكر لمن ذكره ، وسلوه من فضله ورحمته فانه لا يخيب عليه داع من المؤمنين دعاه.

وعن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : من لم يسأل الله من فضله افتقر.

٣٨ ـ نهج : قال عليه السلام : ادفعوا أمواج البلاء بالدعاء (١).

وقال في وصيته لابنه الحسن صلوات الله عليهما : واعلم أن الذي بيده خزائن السماوات والارض ، قد أذن لك في الدعاء ، وتكفل لك بالاجابة ، وأمرك أن تسأله ليعطيك ، وتسترحمه ليرحمك ، ولم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه ، ولم يمنعك إن أسأت من التوبة ، ولم يعاجلك بالنقمة ولم يفضحك حيث الفضيحة ولم يشدد عليك في قبول الانابة ، ولم يناقشك بالجريمة ولم يؤيسك من الرحمة ، بل جعل نزوعك عن الذنب حسنة ، وحسب سيئتك واحدة وحسب حسنتك عشرا ، وفتح لك باب المتاب ، وباب الاستعتاب.

فإذا ناديته سمع نداءك ، وإذا ناجيته علم نجواك ، فأفضيت إليه بحاجتك وأبثثته ذات نفسك ، وشكوت إليه همومك ، واستكشفته كروبك ، واستعنته على امورك ، وسألته من خزائن رحمته مالا يقدر على إعطائه غيره ، من زيادة الاعمار وصحة الابدان ، وسعة الارزاق.

ثم جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته ، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمه ، واستمطرت شآبيب رحمته فلا يقنطنك إبطاء إجابته فان العطية على قدر النية ، وربما اخرت عنك الاجابة ، ليكون ذلك أعظم لاجر السائل ، وأجزل لعطاء الآمل ، وربما سألت الشئ فلاتؤتاه ، وأوتيت خيرا منه عاجلا وآجلا ، أو صرف عنك لما هو خير لك ، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك

__________________

(١) نهج البلاعة تحت الرقم ١٤٦ من قسم الحكم.

٣٠١

لو اُوتيته ، فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله ، وينفى عنك وباله ، والمال لا يبقى لك ولاتبقى له (١).

٣٩ ـ عدة الداعى : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله افزعوا إلى الله في حوائجكم ، والجئوا إليه في ملماتكم ، وتضرعوا إليه وادعوه ، فان الدعاء مخ العبادة ، ومامن مؤمن يدعو الله إلا استجاب ، فإما أن يعجله له في الدنيا ، أو يؤجل له في الآخرة ، وإما أن يكفرعنه من ذنوبه بقدر مادعا ، ما لم يدع بمأثم.

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : أعجز الناس من عجز عن الدعاء ، وأبخل الناس من بخل بالسلام.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أكسل النسا عبد صحيح فارغ لا يذكر الله بشفة ولا لسان ، و أعجز الناس من عجز عن الدعاء.

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أفضل العبادة الدعاء ، وإذا أذن الله للعبد في الدعاء فتح له باب الرحمة ، وإنه لن يهلك مع الدعاء أحد (٢).

ومنه نقلا من كتاب الدعاء لمحمد بن الحسن الصفار يرفعه إلى الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ، عن أبيه ، عن سليمان ، عن عثمان الاسود عمن رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يدخل الجنة رجلان كانا يعملان عملا واحدا فيرى أحدهما صاحبه فوقه ، فيقول : يارب بما أعطيته وكان عملنا واحدا؟ فيقول الله تبارك وتعالى : سألني ولم تسألني ، ثم قال : سلوا الله وأجزلوا فانه لا يتعاظمه شئ.

وبهذا الاسناد عن عثمان ، عمن رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لتسألن الله أو ليقبضن عليكم إن لله عبادا يعملون فيعطيهم ، وآخرين يسألونه صادقين فيعطيهم ثم يجمعهم في الجنة ، ، فيقول الذين عملوا : ربنا عملنا فأعطيتنا ، فبما أعطيت هؤلاء؟ فيقول : عبادي أعطيتكم اجوركم ولم ألتكم من أعمالكم شيئا ، وسألني هؤلاء فأعطيتهم وهوفضلي أوتيه من أشاء (٣).

__________________

(١) نهج البلاغة تحت الرقم ٣١ من قسم الرسائل والكتب والنص اواسط الرسالة.

(٢) عدة الداعى ص ٢٥.

(٣) عدة الداعى ص ٢٦.

٣٠٢

وفي الحديث القدسي : ياموسى سلني كل ما تحتاج إليه حتى علف شاتك ، و ملح عجينك (١).

وعن الصادق عليه السلام عليكم بالدعاء فانكم لا تقربون إلى الله بمثله ، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوابها ، فان صاحب الصغار هو صاحب الكبار.

وروي عن محمد بن عجلان قال : أصابتني فاقة شديدة وإضافة ولا صديق لمضيق ولزمني دين ثقيل وعظيم يلح في المطالبة ، فتوجهت نحو دار الحسن بن زيد ، وهو يومئذ أمير المدينة لمعرفة كانت بيني وبينه ، وشعر بذلك من حالي محمد بن عبدالله بن علي بن الحسين عليهما السلام وكانت بيني وبينه قديم معرفة ، فلقيني في الطريق فأخذ بيدي وقال : قد بلغني ما أنت بسبيله ، فمن تؤمل لكشف مانزل بك؟ قلت : الحسن بن زيد. فقال : إذن لا يقضى حاجتك ، ولا تسعف بطلبتك ، فعليك بمن يقدر على ذلك وهو أجود الاجودين ، فالتمس ما تؤمله من قبله ، فاني سمعت ابن عمي جعفربن محمد يحدث عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

أوحى الله إلى بعض أنبيائه في بعض وحيه ، وعزتي وجلالي لاقطعن أمل كل آمل أمل غيري وبالاياس ، ولاكسونه ذل ثوب المذلة في الناس ، ولابعدنه من فرجى وفضلي ، وأيأمل عبدي في الشدائد غيري والشدائد بيدي؟ ويرجو سواي وأنا الغني الجواد ، بيدي مفاتيح الابواب ، وهي مغلقة ، وبابي مفتوح لمن دعاني؟ ألم تعلموا أن من دهاه نائبة لم يملك كشفها عنه غيري ، فمالي أراه يأمله معرضا عني وقد أعطيته بجودي وكرمي مالم يسألني؟ فأعرض عني ولم يسألني وسأل في نائبته غيري ، وأنا الله أبتدئ بالعطية قبل المسألة ، أفاسأل فلا أجود كلا ، أليس الجود والكرم لي ، أليس الدنيا والآخرة بيدي ، فلو أن أهل سبع سماوات وأرضين سألوني جميعا وأعطيت كل واحد منه مسألته ما نقص ذلك من ملكي مثل جناح البعوضة ، وكيف ينقص ملك أنا قيمه ، فيابؤسا عصاني

__________________

(١) عدة الداعى ص ٩٨.

٣٠٣

ولم يراقبني ، فقلت له : يا ابن رسول الله أعد علي هذا الحديث فأعاده ثلاثا ، فقلت : لا والله ما سألت أحدا بعدها حاجة ، فما لبث أن جاءني الله برزق من عنده.

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قال الله عزوجل : ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلا قطعت أسباب السماوات وأسباب الارض من دونه ، فان سألني لم اعطه وإن دعاني لم أجبه ، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلا ضمنت السماوات والارض رزقه ، فان دعاني أجبته ، وإن سألني أعطيته ، وإن استغفرني غفرت له.

وعن الصادق عليه السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام رجلا دعاء.

١٧

* ( باب ) *

* « ( آداب الدعاء والذكر زائدا على مامر من تقديم المدحة ) » *

* « ( والثناء والصلاة على النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله وما يختم ) » *

* « ( به الدعاء ورفع اليدين ومعناه واستحباب تقديم الوسيلة ) » *

* « ( أمام الحاجة ونحو ذلك ) » *

الايات : الاعراف : ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين (١).

وقال تعالى : واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين (٢).

مريم : إذ نادى ربه نداء خفيا إلى قوله : ولم أكن بدعائك رب شقيا (٣).

طه : وإن تجهر بالقول فانه يعلم السر وأخفى (٤).

لقمان : واغضض من صوتك إن أنكر الاصوات لصوت الحمير (٥).

__________________

(١) الاعراف : ٥٥.

(٢) الاعراف : ٢٠٥.

(٣) مريم : ٤.

(٤) طه : ٧.

(٥) لقمان : ١٩.

٣٠٤

أقول : قد مضى بعض ما يتعلق بهذا الباب في باب القنوت من كتاب الصلاة فتذكر.

١ ـ عدة الداعى : روى سليمان بن عمرو ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن الله لا يستجيب دعاء بظهر قلب ساه فاذا دعوت فأقبل بقلبك ثم استيقن الاجابة.

وعن سيف بن عميرة ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله لا يستجيب دعاء بظهر قلب قاس.

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يقول الله عزوجل : من سألني وهو يعلم أني أضر وانفع أستجيب له.

وفي الحديث القدسي أنا عند ظن عبدي بي فلا يظن بي إلاخيرا.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ادعوا الله وأنتم موقنون بالاجابة (١).

وفيما أوحي إلى موسى عليه السلام : يا موسى ما دعوتني ورجوتني فاني سأغفر لك وروى سليمان الفراء عمن حدثه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا دعوت فظن حاجتك بالباب.

وفي رواية اخرى : فأقبل بقلبك فظن حاجتك بالباب.

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح.

وقال الله عزوجل لعيسى عليه السلام : يا عيسى هب (٢) لي من عينيك الدموع ، ومن قلبك الخشية ، وقم على قبور الاموات ونادهم بالصوت الرفيع فلعلك تأخذ موعظتك منهم وقل إني لا حق في اللاحقين ، يا عيسى صب لي من عينيك الدموع ، فاخشع لي قلبك يا عيسى استغث بي في حالات الشدة فاني أغيث المكروبين ، واجيب المضطر ين وأنا أرحم الراحمين.

وفيما أوحى الله إلى موسى عليه السلام : ياموسى كن إذا دعوتني خائفا مشفقا وجلا وعفروجهك في التراب ، واسجد لي بمكارم بدنك ، واقنت بين يدي في القيام وناجني حيث تناجيني بخشية من قلب وجل ، وأحي بتوراتي أيام الحياة ، وعلم الجهال

__________________

(١) عدة الداعى ص ١٠٣.

(٢) صب ظ.

٣٠٥

محامدى ، وذكرهم آلائي ونعمي ، وقل لهم : لا يتمادون في غي ماهم فيه ، فان أخذي أليم شديد.

ياموسى لا تطول في الدنيا أملك ، فيقسو قلبك ، وقاسي القلب مني بعيد ، و أمت قلبك بالخشية ، وكن خلق الثياب ، جديد القلب تخفى على أهل الارض وتعرف في أهل السماء حلس البيوت ، مصباح الليل ، واقنت بين يدي قنوت الصابرين ، وصح إلى من كثرة الذنوب صياح الهارب من عدوه ، واستعن بي على ذلك فاني نعم العون ونعم المستعان.

ومنه : يا موسى اجعلني حرزك ، وصنع عندي كنزك ، من الباقيات الصالحات.

٢ ـ أقول : وقد نقل الكفعمي في كتاب الجنة الواقية من كتاب شدة شطرا يسيرا مما يتعلق بآداب الداعي وملخصه أنها أقسام :

الاول : ما يتقدم الدعاء ، وهو الطهارة ، وشم الطيب ، والرواح إلى المسجد والصدقة ، واستقبال القبلة ، وحسن الظن بالله في تعجيل إجابته ، وإقباله بقلبه وأن لا يسأل محرما ، وتنظيف البطن من الحرام بالصوم ، وتجديد التوبة.

الثانى : مايقارنه وهو ترك العجلة فيه ، والاسرار به ، والتعميم ، وتسمية الحاجة ، والخشوع والبكاء والتباكي ، والاعتراف بالذنب ، وتقديم الاخوان ، ورفع اليدين به ، والدعاء بماكان متضمنا للاسم الاعظم ، والمدحة لله والثناء عليه تعالى وأيسر ذلك قراءة سورة التوحيد ، وتلاوة الاسماء الحسنى وقوله : يا من هوأقرب إلي من حبل الوريد إلى آخر الدعاء.

الثالث : ما يتأخر عن الدعاء وهومعاودة الدعاء مع الاجابة وعدمها ، وأن يختم دعاءه بالصلاة على محمد وآل محمد ، وقول ما شاء الله لاقوة إلا بالله ، وقول يا الله المانع بقدرته خلقه الخ وأن يمسح بيده وجهه وصدره.

الرابع : سبب الاجابة وقد يرجع إلى الوقت إلى آخر ماسنورده في باب الاوقات والحالات التي ترجى فيه الاجابة.

٣ ـ عدة الداعى : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يرفع يديه إذا ابتهل ودعا كما يستطعم

٣٠٦

المسكين ، وفيما أوحى الله إلى موسى عليه السلام : ألق كفيك ذلا بين يدي كفعل العبد المستصرخ إلى سيده ، فاذا فعلت ذلك رحمت وأنا أكرم القادرين ، يا موسى سلني من فضلي ورحمتي ، فانهما بيدي لا يملكهما غيري ، وانظر حين تسألني كيف رغبتك فيما عندي؟ لكل عامل جزاء وقد يجزى الكفور بما سعى (١).

وسأل أبوبصير الصادق عليه السلام عن الدعاء ورفع اليدين فقال : على خمسة أو جه :

الاول : التعوذ فتستقبل القبله بباطن كفيك.

الثانى : الدعاء في الرزق فتبسط كفيك وتفضي بباطنهما إلى السماء.

الثالث : التبتل فايماؤك بأصبعك السبابة.

الرابع : الابتهال فترفع يديك تجاوزبهما رأسك.

الخامس : التضرع أن تحرك أصبعك السبابة مما يلي وجهك وهو دعاء الخيفة.

وعن محمد مسلم قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : مربي رجل وأنا أدعو في صلاتي بيساري فقال : يا عبدالله بيمينك ، فقلت : يا عبدالله إن لله تبارك وتعالى حقا على هذه كحقه على هذه ، وقال : الرغبة تبسط يديك وتظهر باطنهما ، والرهبة تبسط يديك وتظهر ظهرهما ، والتضرع تحرك السبابة اليمنى يمينا وشمالا ، والتبتل تحرك السبابة اليسرى ترفعها في السماء رسلا وتضعها رسلا والابتهال تبسط يديك وذراعيك إلى السماء ، والابتهال حين ترى أسباب البكاء.

وعن الباقر عليه السلام قال : ما بسط عبديده إلى الله عزوجل إلا استحيى الله أن يردها صفرا حتى يجعل فيها من فضله ورحمته ما يشاء ، فاذا دعا أحدكم فلا يرد يده حتى يمسح بها على رأسه ووجهه ، وفي خبر آخر على وجهه وصدره.

٤ ـ يد : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم السلام قال : مر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على رجل وهو رافع بصره إلى السمآء يدعو فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : غض بصرك ، فانك لن تراه.

__________________

(١) عدة الداعى ص ١٣٩.

٣٠٧

وقال : ومر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على رجل رافع يديه إلى السماء وهو يدعو ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اقصر من يديك فانك لن تناله (١).

٥ ـ يد : الاشنانى ، عن ابن مهرويه ، عن الفراء عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن موسى بن عمران لماناجى ربه قال : يارب أبعيد أنت مني فاناديك ، أم قريب فاناجيك؟ فأوحى الله جل جلاله إليه : أنا جليس من ذكرني فقال موسى يارب إني أكون في حال أجلك أن أذكرك فيها ، فقال : يا موسى اذكرني على كل حال (٢).

٦ ـ لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن سلمة بن الخطاب ، عن إبراهيم بن محمد ، عن عمران الزعفراني ، عن الصادق عليه السلام قال : ما من رجل دعا فختم دعاءه بقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، إلا اجيب صاحبه (٣).

ثو : أبي ، عن سعد ، عن سلمة مثله (٤).

٧ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام : السؤال بعد المدح فامدحوا الله ثم سلوا الحوائج.

وقال عليه السلام : اثنوا على الله عزوجل وامدحوه قبل طلب الحوائج (٥).

وقال عليه السلام : إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السمآء ولينصب في الدعاء فقال عبدالله بن سبا يا أمير المؤمنين أليس الله في كل مكان؟ قال : بلى قال : فلم يرفع العبد يديه إلى السماء قال أما تقرأ « وفي السماء رزقكم وما توعدون » (٦) فمن أين يطلب الرزق إلا من موضعه ، وموضع الرزق ، وما وعد الله عزوجل

__________________

(١) التوحيد ص ٦٤ ، باب الرؤية.

(٢) التوحيد ص ١٢٢.

(٣) أمالى الصدوق ص ١١٩.

(٤) ثواب الاعمال ص ٩ ، وفيه : الا اجيبت حاجته.

(٥) الخصال ج ٢ ص ١٦٩.

(٦) الذاريات : ٢٢.

٣٠٨

السماء (١).

وقال عليه السلام : صلوا على محمد وآل محمد ، فان الله عزوجل يقبل دعاءكم عند ذكر محمد ودعائكم له ، وحفظكم إياه صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

أقول : سيأتي أخبار الصلوة في بابها.

٨ ـ يد : الدقاق عن أبي القاسم العلوي ، عن البرمكي ، عن الحسين بن الحسن ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن العباس بن عمرو ، عن هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي أتى أبا عبدالله عليه السلام أنه لما نفى عليه السلام عن الله المكان قال الزنديق : فما الفرق بين أن ترفعوا أيديكم إلى السماء ، وبين أن تخفضوها نحو الارض؟ قال أبو عبدالله عليه السلام : ذلك في علمه إحاطته وقدرته سواء ، ولكنه عزوجل أمر أولياءه وعباده برفع أيديهم إلى السماء نحو العرش ، لانه جعله معدن الرزق ، فثبتنا ما ثبته القرآن ، والاخبار عن الرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين قال : ارفعوا أيديكم إلى الله عزوجل وهذا يجمع عليه فرق الامة كلها (٣).

ج : مرسلا مثله (٤).

٩ ـ ل : الخليل ، عن محمد بن إسحاق ، عن الوليد بن شجاع ، عن علي بن مسهر.

عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بينا ثلاثة نفر فيمن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر ، فآووا إلى غارفا نطبق عليهم فقال بعضهم لبعض : يا هؤلاء والله ما ينجيكم إلى الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم الله عزوجل أنه قد صدق فيه.

فقال أحدهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي على فرق (٥) من

__________________

(١) الخصال ج ٢ ص ١٦٥.

(٢) الخصال ج ٢ ص ١٥٧.

(٣) التوحيد ص ١٧٧.

(٤) الاحتجاج : ١٨٣.

(٥) الفرق مكيال يسع ثلاثة آصع ، أوستة عشر رطلا ، أو أربعة أرباع.

٣٠٩

أرز فذهب وتركه فرزعته ، فصارمن أمره أني اشتريت من ذلك الفرق بقرأ ثم أتاني فطلب أجره فقلت اعمد إلى تلك البقر فسقها ، فقال : إنما لي عندك فرق من ارز ، فقلت : اعمد إلى تلك البقر فسقها فانها من ذلك فساقها ، فان كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ، ففرج عنا فانساحت عنه الصخرة.

وقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي فأبطأت عليهما ذات ليلة ، فأتيتها وقد رقدا وأهلي و عيالي يتضاغون من الجوع (١) فكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي فكرهت أن أو قظهما من رقدتهما ، وكرهت أن أرجع فيستقيظا لشربهما ، فلم أزل أنتظرهما حتى طلع الفجر ، فان كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساخت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء.

وقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه كانت لي ابنة عم أحب الناس إلي و إني راودتها عن نفسها فأبت علي إلا أن آتيها بمائة دينار فطلبتها حتى قدرت عليها فجئت بها فدفعتها إليها فأمكنتني من نفسها ، فلما قعدت بين رجليها قالت : اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فقمت عنها وتركت لها المائة ، فان كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ، ففرج الله عزوجل عنهم فخرجوا (٢).

١٠ ـ ثو : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن ابن أسباط رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال : من قرأ مائة آية من القرآن من أي القرآن شاء ثم قال : يا الله سبع مرات ، فلودعا على الصخرة لقلعها إنشاء الله (٣).

١١ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن عبد الكريم الخزاز ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الحارث الاعور قال : قال أمير المؤمنين

__________________

(١) يقال : تضاغى من الطوى : تضور من الجوع وصاح.

(٢) الخصال ج ١ ص ٨٧.

(٣) ثواب الاعمال ص ٩٤.

٣١٠

عليه السلام كل دعاء محجوب عن السماء حتى يصلى على محمد وآله (١).

١٢ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي همام ، عن الرضا عليه السلام قال : دعوة المؤمن سرا دعوة واحدة ، تعدل سبعين دعوة علانية (٢).

١٣ ـ ك : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن إسحاق ابن جرير ، عن ابن أبي الديلم قال : قال الصادق عليه السلام : يا عبدالحميد إن الله رسلا مستعلنين ، ورسلا مستخفين ، فاذا سألته بحق المستعلنين فسله بحق المستخفين (٣).

ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن ابن عيسى وعلي بن إسماعيل بن عيسى ، عن محمد بن عمرو بن سعيد ، عن الجريرى ، عن ابن أبي الديلم مثله (٤).

١٤ ـ سن : أبي عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن سنان ، عن سعيد بن المسيب ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا اخبركم بما يكون به خير الدنيا والآخرة وإذا كربتم واغتممتم دعوتم الله ففرج عنكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : قولوا لا إله إلا الله ربنا لا نشرك به شيئا ثم ادعوا بما بدالكم (٥).

١٥ ـ ين : الحسن بن محمد ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : إن داود النبي صلوات الله عليه كان ذات يوم في محرابه إذ مرت به دودة حمراء صغيرة ، تدب حتى انتهت إلى موضع سجوده ، فنظر إليها داود وحدث في نفسه لم خلقت هذه الدودة؟ فأوحى الله إليها تكلمي! فقالت له : يا داود هل سمعت حسي أو استبنت على الصفا أثري؟ فقال لها داود : لا ، قالت : فان الله يسمع دبيبي ونفسي

__________________

(١) ثواب الاعمال ص ١٤٠.

(٢) ثواب الاعمال ص ١٤٦.

(٣) كمال الدين ج ١ ص ٩٩.

(٤) كمال الدين ج ٢ ص ١٣.

(٥) المحاسن ص ٣٢.

٣١١

وحسي ويرى أثر مشيي فاخفض من صوتك.

١٦ ـ ما : الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان : عن أحمد بن إبراهيم ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي عن أبيه محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لا يزال الدعاء محجوبا عن السماء حتى يصلى على محمد وآل محمد عليهم السلام (١).

١٧ ـ الدعوات للراوندى : قال الصادق عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى يعلم ما يريدالعبد إذا دعاه ، ولكن يحب أن يبث إليه الحوائج ، فاذا دعوت فسم حاجتك وما من شئ أحب إلى الله من أن يسأل.

وقال عليه السلام : عليكم بالدعاء فانه شفاء من كل داء وإذا دعوت فظن أن حاجتك بالباب.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : دعوة في السر تعدل سبعين دعوة في العلانية.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سره أن يستجيب الله له في الشدائد والكرب فليكثر الدعاء عند الرخاء.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : الداعي بلاعمل كالرامي بلاوتر.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة.

وقال أبوعبدالله عليه السلام : إن العبد لتكون له الحاجة إلى الله ، فيبدأ بالثناء على الله ، والصلاة على محمد وآله ، حتى ينسى حاجته ، فيقضيها من غير أن يسأله إياها وقول لا إله إلا الله سيد الاذكار.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا كانت لك إلى الله سبحانه حاجة فابدأ بمسألة الصلاة على النبي وآله ، ثم سل حاجتك ، فان الله أكرم من أن يسأل حاجتين يقضي أحدهما ويمنع عن الآخر.

وقال أبوعبدالله عليه السلام : إياكم أن يسأل أحد منكم ربه شيئا من حوائج الدنيا والآخرة حتى يبدأ بالثناء على الله تعالى والمدحة له ، والصلاة على النبي وآله ، ثم الاعتراف بالذنب ، ثم المسألة.

__________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٧٥.

٣١٢

وعنه عليه السلام : إذا أردت أن تدعو فمجد الله عزوجل واحمده ، وسبحه وهلله ، وأثن عليه وصلى على النبي وآله ثم سل تعطه.

وروي أنه إذا بدأ الرجل بالثناء قبل الدعاء فقد استوجب وإذا بدأ بالدعاء قبل الثناء كان على رجاء ، وقد أدبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله : السلام قبل الكلام.

وقال الصادق عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى موسى : إذا وقفت بين يدي فقف وقف الذليل الفقير.

وقال الحسن بن علي عليهما السلام : من قرأ القرآن كانت له دعوة مجابة إما معجلة وإما مؤجلة.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا دعا أحد فليعم فانه أوجب للدعاء ومن قدم أربعين رجلا من إخوانه قبل أن يدعو لنفسه استجيب له فيهم وفي نفسه.

وقال أبوالحسن عليه السلام : إذا نزل بالرجل الشدة والنازلة ، فليصم فان الله يقول : « استعينوا بالصبرو الصلوة » والصبر الصوم ، وقال : دعوة الصائم يستجاب عند إفطاره.

وقال النبي صلى عليه واله : اغتنموا الدعاء عند الرقة فانها رحمة.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ادعوا الله وأنتم موقنون بالاجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلبه لاه.

وقال أبوعبدالله عليه السلام : لا يزال الدعاء محجوبا عن السماء حتى يصلى على النبي وآله ، وروي أنه لا ترديد عبد عليها عقيق.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أمرني جبرئيل أن أقرأ القرآن قائما وأن أحمده راكعا وأن اسبحه ساجدا وأن أدعوه جالسا.

وقال الصادق عليه السلام : أغلقوا أبواب المعصية بالاستعاذة ، وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يرد دعاء أوله بسم الله الرحمان الرحيم.

١٨ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا كانت لك إلى الله سبحانه حاجة فابدا

٣١٣

بمسألة الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم سل حاجتك ، فان الله تعالى أكرم من يسأل حاجتين فيقضى إحداهما ويمنع الاخرى (١).

١٩ ـ عدة الداعى : روى حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئا إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم ، ولا يكون له رجاء إلا من عند الله ، فإذا علم الله ذلك من قلبه لم يسأله شيئا إلا أعطاه.

وفيما وعظ الله به عيسى عليه السلام : يا عيسى ادعني دعاء الحزين الغريق الذي ليس له مغيث ، يا عيسى سلني ولا تسأل غيري فيحسن منك الدعاء ، ومني الاجابة ، ولا تدعني إلا متضرعا إلى وهمك هما واحدا فانك متى تدعني كذلك أجبتك (٢).

وروى الحارث بن المغيرة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إياكم إذا أراد أن يسأل أحدكم ربه شيئا من حوائج الدنيا حتى يبدأ بالثناء على الله عزوجل والمدحة له ، والصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم يسأل الله حوائجه.

وقال عليه السلام : إنما هي المدحة ، ثم الثناء ، ثم الاقرار بالذنب ، ثم المسألة إنه والله ماخرج عبد من ذنب إلا بالاقرار.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام : لا يقبل الله دعاء قلب لاه.

وروى سيف بن عميرة ، عن الصادق عليه السلام : إذا دعوت الله فأقبل بقلبك.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لابي ذر : يا أباذر ألا اعلمك كلمات ينفعك الله عزوجل بهن؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : احفظ الله يحفظك الله ، احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء ، يعرفك في الشدة ، وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ، فقد جرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ، ولو أن الخلق كلهم جهدوا على أن ينفعوك بما لم يكتبه الله لك ما قدروا عليه.

وقال سيد العابدين عليه السلام : الدعاء بعد ماينزل البلاء لا ينتفع به.

٢٠ ـ مكا : عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم صلى ركعتين ، فأتم ركوعهما وسجودهما ، ثم سلم وأثنى على الله عزوجل وعلى رسول

__________________

(١) نهج البلاغه تحت الرقم ٣٦١ من قسم الحكم.

(٢) عدة الداعى ص ٩٧.

٣١٤

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم سأل حاجته فقد طلب في مظانه ، ومن طلب الخير في مظانه لم يخب (١).

وعن ابن المغيرة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إياكم وأن يسأل أحد من الله عزوجل شيئا من حوائج الدنيا والآخرة حتى يبدأ بالثناء على الله عزوجل والمدحة له والصلاة على النبي وآله عليه وعليهم السلام ثم يسأل حوائجه.

محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام : إن في كتاب أمير المؤمنين عليه السلام أن المدحة قبل المسألة فإذا دعوت الله عزوجل فمجده قال : قلت : كيف امجده؟ قال : تقول : يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد ، يا من يحول بين المرء وقلبه ، يا من هو بالمنظر الاعلى ، يا من ليس كمثله شئ (٢).

تم : الاهوازي ، عن ابن بكير ، عن محمد مثله (٣).

٢١ ـ مكا : عثمان بن المغيرة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا أردت أن تدعو فمجد الله عزوجل واحمده وسبحه وهلله وأثن عليه وصل على النبي وآله عليهم السلام ثم سل تعط.

وعنه عليه السلام قال : إذا طلب أحدكم الحاجة فليثن على الله سبحانه وليمدحه ، فان الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيأله من الكلام أحسن ماقدر عليه ، فإذا طلبتم الحاجة فمجدوا الله عزوجل العزيز الجبار وامدحوه وأثنوا عليه ، يقول : « يا أجود من أعطى يا خير من سئل ، يا أرحم من استرحم ، يا واحد يا أحد [ يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ] يامن لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، يا من يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، ويقضي ما أحب ، يا من يحول بين المرء وقلبه ، يا من هو بالمنظر الاعلى يا من ليس كمثله شئ وهو السميع البصير » وأكثر من أسماء الله عزوجل فان أسماء الله كثيرة ، وصل على محمد وآله ، وقل : « اللهم أوسع علي من رزقك الحلال ما أكف به وجهي واؤدي عني أمانتي وأصل به رحمي ويكون عونا لي على الحج والعمرة ».

وقال : إن رجلا دخل المسجد فصلى ركعتين ثم سأل الله عزوجل فقال

__________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٣١٣.

(٢) مكارم الاخلاق ص ٣١٧.

(٣) فلاح السائل ص ٣٥.

٣١٥

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أعجل العبد ربه ، وجاء آخر فصلى ركعتين ثم أثنى على الله عزوجل وصلى على النبي وآله ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : سل تعط.

درست بن أبي منصور ، عن أبي خالد قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ما من رهط أربعين رجلا اجتمعوا فدعوا الله عزوجل في أمر إلا استجاب الله لهم ، فان لم يكونوا أربعين فأربعة يدعون الله عشر مرات إلا استجاب الله سبحانه لهم ، فان لم يكونوا أربعة فواحد يدعو الله أربعين مرة ، ويستجيب الله العزيز الجبار له.

وعنه عليه السلام قال : كان أبي عليه السلام إذا حزنه أمر جمع النساء والصبيان ثم دعا وأمنوا ، وعنه عليه السلام الداعي والمؤمن شريكان في الاجر (١).

هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لا يزال الدعاء محجوبا ، حتى يصلى على محمد وآل محمد.

وعنه عليه السلام قال : من دعا فلم يذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رفرف الدعاء على رأسه فاذا ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رفع الدعاء.

وعنه عليه السلام قال : إن رجلا أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله أجعل ثلث صلاتي لك ، لابل أجعل نصف صلاتي لك ، لابل أجعل كلها لك ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا تكفى مؤنة الدنيا والآخرة.

وعن أبي بصير وابن الحكم قالا : سألنا أبا عبدالله عليه السلام ما معنى أجعل صلاتي كلها لك؟ قال : يقدمه بين يدي كل حاجة ، فلا يسأل الله عزوجل شيئا حتى يبدأ بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم يسأل الله تعالى حوائجه.

وعنه عليه السلام قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تجعلوني كقدح الراكب إن الراكب يملا قدحه فيشربه إذا شاء اجعلوني في أول الدعاء وآخره ووسطه.

وعنه عليه السلام قال : من كانت له إلى الله حاجة فليبدأ بالصلاة على محمد وآله ثم يسأل حاجته ثم يختم بالصلاة على محمد وآله ، فان الله عزوجل أكرم من أن يقبل الطرفين ، ويدع الوسط ، إذا كانت الصلاة على محمد وآله لا تحجب عنه.

عن أبي عبدالله عليه السلام قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من قوم اجتمعوا في مجلس فلم

__________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٣١٨.

٣١٦

يذكروا الله عزوجل ولم يصلوا على نبيهم صلوات الله عليه وآله إلا كان ذلك المجلس حسرة ووبالا عليهم (١).

وعنه عليه السلام قال : من قدم أربعين من الؤمنين ثم دعا استجيب له.

وعنه عليه السلام قال : من دعا لاخيه بظهر الغيب وكل الله عزوجل به ملكا يقول : ولك مثلاه.

قال رجل من أصحاب أبي عبدالله عليه السلام : إن لاجد آيتين في كتاب الله أطلبهما فلا أجدهما قال : فقال عليه السلام : وما هما؟ قلت : « ادعوني أستجب لكم » (٢) فندعوه فلا نرى إجابة ، قال : أفترى الله أخلف وعده؟ قلت : لا ، قال فمه؟ قلت : لا أدري ، قال : لكني اخبرك ، من أطاع الله فيما أمربه ، ثم دعاه من جهة الدعاء أجابة قلت : وما جهة الدعاء؟ قال : تبدأ فتحمد الله وتمجده وتذكر نعمه عليك فتشكره ، ثم تصلي علي النبي وآله ثم تذكر ذنوبك فتقربها ثم تستغفر منها فهذه جهة الدعاء ، ثم قال : وما الآية الاخرى؟ قلت : قوله « وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه » (٣) وأراني أنفق ولا أرى خلفا ، قال عليه السلام : أفترى الله أخلف وعده؟ قلت : لا ، قال فمه؟ قلت : لا أدري ، قال : لو أن أحدكم اكتسب المال من حله وأنفق حي حقه لم ينفق درهما إلا أخلف الله عليه (٤).

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن كل دعاء لا يكون قبله تمجيد فهو أبتر ، وإنما التمجيد ثم الدعاء ، قلت : ما أدنى ما يجزئ من التمجيد؟ قال : قل « اللهم أنت الاول فليس قبلك شئ ، وأنت الآخر فليس بعدك شئ ، وأنت الظاهر فليس فوقك شئ ، وأنت الباطن فليس دونك شئ ، وأنت العزيز الحكيم (٥).

__________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٣١٨.

(٢) ميمون : ٦٢.

(٣) سبأ : ٣٨.

(٤) مكارم الاخلاق ص ٣٢٠ ٣٢١.

(٥) مكارم الاخلاق ص ٣٥٦.

٣١٧

وعن الصادق عليه السلام قال : من قرأ مائة آية من أي القرآن شاء ثم قال سبع مرات : يا الله ، فلودعا على الصخور فلقها (١).

٢٢ ـ تم : الحسين بن سعيد ، عن صفوان ، عن العيص بن القاسم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا طلب أحدكم الحاجة فليثن على ربه ، وليمدحه فان الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيأله من الكلام أحسن ما يقدر عليه ، فاذا طلبتم الحاجة فمجدوا الله وامدحوه وأثنوا عليه تمام الخبر (٢).

٢٣ ـ تم : الحسين بن سعيد ، عن محمد بن سنان ، عن معاوية بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إنما هي المدحة ، ثم الاقرار بالذنب ، ثم المسألة والله ما خرج عبد من ذنب إلا بالاقرار (٣).

٢٤ ـ تم : الحسين بن سعيد ، عن سعيد بن يسار قال : قال الحلبي لابي عبدالله عليه السلام : إن لي جارية تعجبني فليس يكاد يبقى لي منها ولد ولي منها غلام ، وهو يبكى ويفزع بالليل ، وأتخوف عليه أن لا يبقى ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : فأين أنت من الدعاء؟ قم من آخر الليل فتوضأ وأسبغ الوضوء وصل ركعتين صلاتك فاحمد الله ، وإياك أن تسأله حتى تمدحه ، ردد ذلك مرارا يأمره بالمدحة ، فإذا فرغت من مدحة ربك فصل ، وعلى نبيك ، ثم سله يعطك ، أما بلغك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أتى على رجل وهو يصلي فلما قضى الرجل الصلاة أقبل يسأل ربه حاجته ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : عجل العبد على ربه ، وأتى على آخر ، وهو يصلي فلما قضى صلاته مدح ربه ، فلما فرغ من مدحة ربه صلى على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له النبى : سل تعط.

٢٥ ـ تم : الحسين بن سعيد ، عن إسماعيل بن همام ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : دعوة العبد سرا دعوة واحدة ، تعدل سبعين دعوة علانية.

وعن محمد بن الحسن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض

__________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٤١٨.

(٢ ـ ٤) فلاح السائل ص ٣٥.

٣١٨

أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ما يعلم عظم ثواب الدعاء وتسبيح العبد فيما بينه وبين نفسه إلا الله تبارك وتعالى (١).

٢٦ ـ تم : باسنادنا إلى عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من عذر ظالما بظلمه سلط الله عليه من يظلمه ، وإن دعا لم يستجب له ، ولم يأجره الله على ظلامته.

٢٧ ـ تم : الصفار ، عن أيوب بن نوح ، عن العباس بن عامر ، عن ربيع بن محمد المسلي ، عن عبدالاعلى السهمي ، عن نوف ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى عيسى بن مريم عليهما السلام : قل للملا من بني إسرائيل : لا تدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة ، وأبصار خاشعة وأكف نقية ، وقل لهم : إني غير مستجيب لاحد منكم دعوة ولاحد من خلقي قبله مظلمة (٢).

٢٨ ـ تم : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن موسى بن القاسم عن عثمان بن عيسى ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : آيتان في كتاب الله لا أدري ما تأويلهما؟ فقال : وما هما؟ قال : قلت : قوله تعالى : « ادعوني أستجب لكم » (٣) ثم أدعو فلا أرى الاجابة ، قال : فقال لي : أفترى الله تعالى أخلف وعده؟ قال : قلت : لا ، [ قال : فمه؟ قلت : لا أدري ] ظ فقال : الآية الاخرى قال : قلت : قوله تعالى : « وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين » (٤) فانفق لا أرى خلفا ، قال : افترى الله أخلف وعده؟ قال : قلت : لا قال : فمه؟ قلت : لا أدري قال : لكني أخبرك إنشاء الله تعالى أما إنكم لو أطعتموه فيما أمركم به ، ثم دعوتموه لاجابكم ، ولكن تخالفونه وتعصونه فلا يجيبكم.

وأما قولك تنفقون فلا ترون خلقا أما إنكم لو كسبتم المال من حله ثم

__________________

(١) فلاح السائل ص ٣٦.

(٢) فلاح السائل ص ٣٧.

(٣) المؤمن : ٦٢.

(٤) سبأ : ٣٨.

٣١٩

أنفقتموه في حقه ، لم ينفق رجل درهما إلا أخلفه الله عليه ، ولو دعوتموه من جهة الدعاء لاجابكم ، وإن كنتم عاصين.

قال : قلت : وماجهة الدعاء؟ قال : إذا أديت الفريضة مجدت الله وعظمته وتمدحه بكل ما تقدر عليه ، وتصلي على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وتجتهد في الصلاة عليه وتشهد له بتبليغ الرسالة وتصلي على أئمة الهدى عليهم السلام ، ثم تذكر بعد التحميد الله والثناء عليه والصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وما أبلاك وأولاك ، وتذكر نعمه عندك وعليك ، وما صنع بك فتحمده وتشكره على ذلك ، ثم تعترف بذنوبك ذنب ذنب وتقربها أو بما ذكرت منها ، وتجمل ما خفي عليك منها ، فتتوب إلى الله من جميع معاصيك وأنت تنوي ألا تعود ، وتستغفر الله منها بندامة وصدق نية وخوف ورجاء ، ويكون من قولك « اللهم إني أعتذر إليك من ذنوبي وأستغفرك وأتوب إليك فأعني على طاعتك ووفقني لما أوجبت على من كل ما يرضيك فاني لم أر أحدا بلغ شيئا من طاعتك إلا بنعمتك عليه قبل طاعتك ، فأنعم على بنعمة أنال بها رضوانك والجنة » ثم تسأل بعد ذلك حاجتك فاني أرجو أن لا يخيبك إنشاء الله تعالى (١).

٢٩ ـ تم : محمد بن الحسن ، عن أحمد بن إدريس ، عن سلمة بن الخطاب ، عن القاسم بن يحيى الراشدي ، عن جده الحسن ، عن داود الرقي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السلام قل للجبارين : لا يذكروني فانه لا يذكرني عبد إلا ذكرته وإن ذكروني ذكرتهم فلعنتهم (٢).

٣٠ ـ تم : الصفار ، عن أبي طالب ، عن عثمان بن عيسى ، عن علي بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : قال الله تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي لا اجيب دعوة مظلوم ظلمها ، ولاحد عنده مثل تلك المظلمة (٣).

٣١ ـ تم : من كتاب ربيع الابرار قال : مر موسى عليه السلام على قرية من قرى

__________________

(١) فلاح السائل ص ٣٨ و ٣٩.

(٢) فلاح السائل ص ٣٧.

(٣) فلاح السائل ص ٣٨.

٣٢٠