بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٥ ـ المتهجد (١) والجمال دعاء آخر بعد هذه الصلاة :

سبحان من لبس العز وتردى به ، سبحان من تعطف بالمجد وتكرم به ، سبحان من لا ينبغى التسبيح إلا له جل جلاله ، سبحان من أحصى كل شئ بعلمه وخلقه بقدرته ، سبحان ذي المن والنعم ، سبحان ذي القدرة والكرم ، اللهم إنى أسئلك بمعاقد العز من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك ، وباسمك الاعظم وكلماتك التامات التى تمت صدقا وعدلا أن تصلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ، و أن تجمع لى خير الدنيا والاخرة بعد عمر طويل.

اللهم أنت الحى القيوم العلى العظيم الخالق الرازق المحيي المميت البدئ البديع ، لك الكرم ولك المجد ولك المن ولك الجود ولك الامر ، وحدك لا شريك لك ، يا واحد يا أحد يا صمد ، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، يا أهل التقوى وأهل المغفرة يا أرحم الراحمين ، يا عفو يا غفور يا ودود يا شكور أنت أبر بى من أبي وامى ، وأرحم بي من نفسى ومن الناس أجمعين.

يا كريم يا جواد اللهم إنى صليت هذه الصلاة ابتغاء مرضاتك ، وطلب نائلك ومعروفك ، ورجاء رفدك وجائزتك ، وعظيم عفوك وقديم غفرانك ، اللهم فصل على محمد وآل محمد ، وارفعها لى في عليين وتقبلها مني واجعل نائلك ومعروفك و رجاء ما أرجو منك فكاك رقبتى من النار ، والفوز بالجنة وما جمعت من أنواع النعيم ، ومن حسن الحور العين ، واجعل جائزتى منك العتق من النار ، وغفران ذنوبي وذنوب والدي وما ولدا وجميع إخواني وأخواتي المؤمنين والمؤمنات ، و المسلمين والمسلمات ، الاحياء منهم والاموات ، وأن تستجيب دعائي ، وارحم صرختي وندائى ، ولا تردني خائبا خاسرا ، واقلبني منجحا مفلحا مرحوما مستجابا دعائي مغفورا لي يا أرحم الراحمين.

يا عظيم يا عظيم يا عظيم قد عظم الذنب من عبدك ، فليحسن العفو منك ، يا حسن التجاوز ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا نفاحا بالخيرات ،

____________________

(١) م     صباح المتهجد ص ٢١٨.

٢٠١

يا معطي المسؤلات يا فكاك الرقاب من النار ، صل على محمد وآل محمد وفك رقبتي من النار ، وأعطني سؤلى ، واستجب دعائي ، وارحم صرختي وتضرعي وندائي ، واقض لي حوائجي كلها لدنياي وآخرتي وديني ، ما ذكرت منها وما لم أذكر ، و اجعل في ذلك الخيرة ، ولا تردني خائبا خاسرا ، واقلبني مفلحا منجحا مستجابا لي دعائي مغفورا لي مرحوما يا أرحم الراحمين.

يا محمد يا أبا القاسم يا رسول الله! يا علي يا أمير المؤمنين! أنا عبدكما ومولاكما غير مستنكف ولا مستكبر ، بل خاضع ذليل عبد مقر متمسك بحبلكما معتصم من ذنوبي بولايتكما أتضرع إلى الله تعالى بكما وأتوسل إلى الله بكما ، واقدمكما بين حوائجي إلى الله عزوجل فاشفعا لي في فكاك رقبتي من النار ، وغفران ذنوبي وإجابة دعائي ، اللهم فصل على محمد وآله ، وتقبل دعائي ، واغفرلي يا أرحم الراحمين.

دعاء آخر عقيبها

يا نوري في كل ظلمة ، ويا انسى في كل وحشة ، ويا ثقتي في كل شدة ويا رجائي في كل كربة ، ويا دليلي في الضلالة إذا انقطعت دلالة الادلاء ، فان دلالتك لا تنقطع عند كل خير ، ولا يضل من هديت ، أنعمت علي فأسبغت ، ورزقتني فوفرت ، وعودتني فأحسبت ، وأعطيتني فأجزلت بلا استحقاق مني لذلك بفعل و لكن ابتداء منك بكرمك وجودك ، وأنفقت رزقك في معاصيك ، وتقويت بنعمتك على سخطك ، وأفنيت عمري فيما لا تحب ، ولم يمنعك جرأتي عليك وركوبي ما نهيتني عنه ودخولي فيما حرمت علي أن عدت علي بفضلك ، وأظهرت منى الجميل وسترت على القبيح ، ولم يمنعني عودك على بفضلك أن عدت في معاصيك ، فأنت العواد بالفضل ، وأنا العواد بالمعاصي.

فيا أكرم من اقر له بذنب وأعز من خضع له بذل لكرمك أقررت بذنبي و لعزك خضعت بذلى ، فما أنت صانع بي في كرمك باقراري بذنبي وعزك وخضوعي

٢٠٢

بذلي صل على محمد وآل محمد ، وافعل بي ما أنت أهله يا أرحم الراحمين (١).

بيان : قال في النهاية فيه « سبحان من تعطف بالعز » أي تردى به العطاف والمعطف الرداء ، وقد تعطف به واعتطف وتعطفه واعتطفه ، وسمى عطافا لوقوعه على عطفي الرجل ، وهما ناحيتا عنقه ، والتعطف في حق الله تعالى مجاز يراد به الاتصاف ، كأن العز شمله شمول الرداء انتهى.

ويحتمل أن يكون من التعطف بمعنى الشفقة يقال تعطف عليه أي أشفق ، و امعنى أشفق على عباده بسبب عزه وغلبته عليهم ، كما أن معنى تكرم أنه أظهر كرمه بسبب ذلك ، والتكرم أيضا التنزه ، وهو أيضا مناسب ، والمن النعمة والكرم علو الذات والجود.

وقال في النهاية في حديث الدعاء : أسألك بمعاقد العز من عرشك أى بالخصال التي استحق بها العرش العز ، وبمواقع انعقادها منه ، وحقيقة معناه بعز عرشك انتهى.

« ومنتهى الرحمة من كتابك » أي أسئلك بحق نهاية رحمتك التي أثبتها في كتابك اللوح أو القرآن ، ويحتمل أن تكون من بيانية « وكلماتك التامات » أي صفاتك الكاملة من العلم والقدرة والارادة وغيرها مما لا يحصى ولا يعلمه إلا أنت أو تقديراتك أو إرادتك التامات التى إذا أردت شيئا تقول له كن فيكون أو أنبيائك و أوصيائهم أو علومك التى في القرآن ، كذا ذكره الوالد ره.

والنائل العطاء كالرفد بالكسر « وارفعها لي في عليين » أي أثبتها لي هناك مع عمل الابرار كما قال سبحانه « كلا إن كتاب الايرار لفى عليين » (٢) وقال الجوهرى نفحه بشئ أي أعطاه ، يقال : لا تزال لفلان نفحات من المعروف ، وقال أحسبني الشئ أي كفاني ، أحسبته وحسبته بالتشديد أي أعطيته ما يرضيه ، وتقول أعطى فأحسب أي أكثر.

____________________

(١) جمال الاسبوع :

(٢) المطففين ص ١٨.

٢٠٣

٦ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : قدم جعفر بن أبي طالب عليه‌السلام فتلقاه رسول الله (ص) وقبل بين عينيه فلما جلسا قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله له : ألا اعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ قال : بلى يا رسول الله ، فقال : تصلي أربع ركعات ي كل ركعة سورة الحمد وسورة ، ثم تقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشر مرة ، ثم تركع فتقول هذا التسبيح عشرا ثم ترفع رأسك فتقول عشر مرات ، ثم تسجد فتقول عشر مرات ، ثم ترفع رأسك فتقول عشر مرات ثم تقوم إلى الركعة الثانية فتفعل مثل ذلك فذلك خمس وسبعون مرة في كل ركعة.

فان استطعت أن تصليها كل يوم فافعل ، فان لم تستطع ففي كل جمعة ، فان لم تستطع ففي كل شهر ، فان لم تستطع ففي كل سنة ، فان لم تستطع ففي عمرك مرة فاذا فعلت ذلك غفر الله ذنبك صغيره وكبيره ، قديمه وحديثه ، خطاه وعمده.

قال : قال محمد بن الاشعث : حدثنا محمد بن أبي عمران ، عن عاصم بن علي بن عاصم ، عن أبي معشر المدني ، عن محمد بن كعب قال : قال رسول الله (ص) لجعفر عليه‌السلام مثل ذلك.

وقال ابن عمران حدثنا إسحاق بن إسرائيل ، عن موسى بن عبدالعزيز ، عن الحكم بن أبان ، عن ابن عباس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال للعباس مثله (١).

٧ ـ ثواب الاعمال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن علي بن أسباط ، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال : قلت لابي الحسن عليه‌السلام : أي شئ لمن صلى صلاة جعفر؟ قال : لو كان عليه مثل رمل عالج و زبد البحر ذنوبا ، لغفرها الله ، قلت : هذه لنا؟ قال : فلمن هي؟ ألالكم خاصة ، قال : قلت : فأي شئ يقرأ فيها أعترض القرآن؟ قال لا إقرأ فيها إذا زلزلت ، وإذا جاء نصر الله ، وإنا أنزلناه في ليلة القدر ، وقل هو الله أحد (٢).

____________________

(١) نوادر الراوندى : ٢٨ ـ ٢٩.

(٢) ثواب الاعمال : ٦٣ تحقيق الغفارى.

٢٠٤

بيان : قيل إن رمل عالج جبال متواصلة يتصل أعلاها بالدهناء بقرب اليمامة وأسفلها بنجد ، وقيل عالج محيط بأكثر أرض العرب ، قوله : « أعترض القرآن » أي أقرأ من أي موضع منه اتفق؟ قال في المغرب استعرض الناس الخوارج واعترضوهم إذا خرجوا لا يبالون من قتلوا ، ومنه قوله إذا دخل المسلم مدينة من مدائن المشركين فلا باس أن يعترضوا من لقوا أي يأخذوا فيها من غير أن يميزوا من هو ومن أين هو؟

٨ ـ المتهجد : إذا كان في آخر سجدة من الركعة الرابعة ، يعني في صلاة جعفر قال بعد التسبيح : سبحان من لبس العز والوقار ، سبحان من تعطف بالمجد و تكرم به ، سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له ، سبحان من أحصى كل شئ علمه سبحان ذي المن والنعم ، سبحان ذي القدرة والكرم ، سبحان ذي العزة والفضل سبحان ذي القوة والطول ، اللهم إني أسئلك بمعاقد العز من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك ، وباسمك الاعظم وكلماتك التامة التي تمت صدقا وعدلا أن تصلي على محمد وأهل بيته ، وأن تفعل بي كذا وكذا (١).

٩ ـ الكافى : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عبدالله بن القاسم ذكره عمن حدثه ، عن أبي سعيد المدايني قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : ألا اعلمك شيئا تقوله في صلاة جعفر عليه‌السلام؟ فقلت : بلى ، فقال إذا كنت في آخر سجدة من الاربع ركعات ، فقل إذا فرغت من تسبيحك « سبحان من لبس العز والوقار » إلى قوله : « سبحان ذي القدرة والامر ، اللهم إني أسئلك » إلى آخر الدعاء (٢).

١٠ ـ الاحتجاج : باسناده إلى محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري أنه كتب إلى الحجة القائم عليه‌السلام يسئله عن صلاة جعفر بن أبي طالب في أي أوقاتها أفضل أن تصلى فيه ، وهل فيها قنوت؟ وإن كان ففي أي ركعة منها؟

فأجاب عليه‌السلام أفضل أوقاتها صدر النهار من يوم الجمعة ، ثم في أي الايام شئت

____________________

(١) مصباح المتهجد : ٢١٢.

(٢) الكافى ج ٣ ص ٤٦٧.

٢٠٥

وأي وقت صليتها من ليل أو نهار فو جائز ، والقنوت فيها مرتان في الثانية قبل الركوع وفي الرابعة بعد الركوع.

وسأله عن صلاة جعفر إذا سهى عن التسبيح في قيام أو قعود أو ركوع أو سجود وذكره في حالة اخرى قد صار فيها من هذه الصلاة ، هل يعيد مافاته من ذلك التسبيح في الحالة التي ذكرها أم يتجاوز في صلاته؟

فأجاب عليه‌السلام : إذا سهى في حالة من ذلك ثم ذكر في حالة اخرى قضى مافاته في الحالة التي ذكر.

وسأله عن صلاة جعفر في السفر هل يجوز أن تصلى أم لا؟ فأجاب عليه‌السلام يجوز ذلك (١).

بيان : ما ورد من قضاء التسبيحات لمن نسيها عند ذكرها لم أر من تعرض له ولا بأس بالعمل بهذه الرواية المعتبرة ، مع تأيده بما سيأتي في فقه الرضا ، وقال في الذكرى : وتصلى يعني صلاة جعفر سفرا وحضرا ، ويجوز في المحمل مسافرا ، وقال في المنتهى روى الشيخ في الصحيح عن علي بن سليمان (٢) قال كتبت إلى الرجل الصالح عليه‌السلام ما تقول في صلاة التسيبح في المحمل؟ فكتب إذا كنت مسافرا فصل.

أقول : الاولى العمل بمفهوم الرواية كما يظهر من الفاضلين العمل به ، و إن أمكن العمل بعموم الاخبار الواردة بجواز فعل النافلة سفرا وحضرا على الراحلة بل ماشيا ، وحمل هذا على الفضل.

١١ ـ الهداية : قال الصادق عليه‌السلام لما قدم جعفر بن أبي طالب عليه‌السلام من الحبشة كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قد فتح خيبر فلما دخل إليه قام إليه واستقبله وقبل ما بين عينيه ثم قال ما أدرى بأيهما أنا أشد فرحا بفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟ ثم قال : يا جعفر ألا أحبوك ألا اعطيك ألا أمنحك؟ قال : بلى يا رسول الله قال صل أربع ركعات في

____________________

(١) الاحتجاج : ٢٧٥.

(٢) التهذيب ج ١ ص ٣٤٠.

٢٠٦

كل يوم ، فان لم تطق ففي كل شهر ، فان لم تطق ففي كل سنة ، فان لم تطق ففي كل عمرك مرة ، فانك إن صليتها محا الله ذنوبك ، ولو كانت مثل رمل عالج و زبد البحر.

فقيل له : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فمن صلى هذه الصلاة له من الثواب ما لجعفر؟ قال : نعم.

وصفتها أن تسبح في قيامك خمسة عشر مرة بعد القراءة ، تقول « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر » وإذا ركعت قلتها عشرا ، فاذا رفعت رأسك من الركوع قلتها عشرا ، فاذا سجدت قلتها عشرا ، فاذا رفعت رأسك من السجود قلتها عشرا ، فاذا سجدت قلتها عشرا ، فاذا رفعت رأسك من السجده قلتها عشرا ، ثم نهضت إلى الثانية بغير تكبير فصليتها مثل ما وصفت ، وتقنت في الثانية قبل الركوع وبعد التسبيح وتتشهد وتسلم ، ثم تقوم فتصلى ركعتين مثلهما.

وقال الصادق عليه‌السلام : إن كنت مستعجلا فصلها مجردة ثم اقض التسبيح.

وروى أنه قال إن شئت حسبتها من نوافل الليل ، وإن شئت حسبتها من نوافل النهار ، يحسب لك في نوافلك ، وتحسب لك في صلاة جعفر عليه‌السلام ، وجملة التسبيح فيها ألف ومأتا تسبيحة في كل ركعة ثلاث مأة تسبيحة.

وتقول في آخر كل ركعة من صلاة جعفر عليه‌السلام » يا من لبس العز والوقار يا من تعطف بالمجد وتكرم به ، يا من لا ينبغي التسبيح إلا له ، يا من أحصى كل شئ علمه ، يا ذا النعمة والطول ، يا ذا المن والفضل ، يا ذا القدرة والكرم أسئلك بمعاقد العز من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك ، وباسمك الاعظم الاعلى ، وكلماتك التامات أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تفعل بي كذا وكذا وتقرأ في صلاة جعفر في أول الركعة الحمد والعاديات ، وفي الثانية الحمد وإذا زلزلت ، وفي الثالثة الحمد وإذا جاء نصر الله ، وفي الرابعة الحمد وقل هو الله أحد وإن شئت صليتها كلها بالحمد وقل هو الله أحد (١).

____________________

(١) الهداية : ٣٦ ـ ٣٧.

٢٠٧

الكافى : عن علي بن محمد ، عن بعض أصحابنا ، عن ابن محبوب رفعه قال : قال : تقول في آخر ركعة من صلاة جعفر : يا من لبس العز والوقار إلى آخر الدعاء (١).

١٢ ـ أربعين الشهيد : باسناده عن السيد المرتضى ، عن الشيخ المفيد ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن محمد بن جعفر بن بطة ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي عن فضالة ، عن الحسين بن عثمان ، عن ابن بسطام قال : كنت عند أبي عبدالله جعفر ابن محمد الصادق عليه‌السلام فأتى رجل فقال : جعلت فداك إني رجل من أهل الجبل ، و ربما لقيت رجلا من إخواني فالتزمته ، فيعيب على بعض الناس ويقولون هذه من فعل الاعاجم وأهل الشرك ، فقال عليه‌السلام : ولم ذاك؟ فقد التزم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جعفرا وقبل بين عينيه؟ فقال له الرجل : كيف هذا؟ فقال إنه يوم افتتح خيبر أتاه بشير فقال : هذا جعفر قد جاء ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بأيهما أنا أشد فرحا؟ بقدوم جعفر أو بفتح خيبر؟ فلم يلبث أن قدم جعفر فالتزمه رسول الله عليه‌السلام وقبل ما بين عينيه ، وجلس الناس كأنما على رؤوسهم الطير.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ابتداء منه : يا جعفر قال : لبيك يا رسول الله! فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا أمنحك ألا أحبوك ألا اعطيك؟ فقال له جعفر : بلى يا رسول الله فظن الناس أنه سيعطيه ذهبا أو فضة فقال : إني اعطيك شيئا إن أنت صنعته كل يوم كان خيرا لك من الدنيا وما فيها ، وإن أنت صنعته بين كل يومين غفر لك ما بينهما أو كل جمعة أو كل شهر أو كل سنة غفر لك ما بينهما.

قال : ثم قال : صل أربع ركعات تكبر ثم تقرأ فاذا فرغت قلت : « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر » خمس عشر مرة ، فاذا ركعت قلتها عشرا فاذا رفعت رأسك قلتها عشرا ، وإذا رفعت رأسك قلتها عشرا وإذا سجدت قلتها عشرا ، وإذا رفعت رأسك قلتها عشرا وأنت قاعد قبل أن تقوم

____________________

(١) الكافى ج ٣ ص ٤٦٦ ـ ٤٦٧.

٢٠٨

فذلك خمس وسبعون تسبيحة في كل ركعة ، فذلك ثلاثمائة تسبيحة في أربع ركعات فقال له : أباليل اصليها أم بالنهار؟ فقال : لا ، ولكن تصليها من صلاتك التي كنت تصلي قبل ذلك (١).

بيان : « كأنما على رؤسهم الطير » أي ساكنين خاضعين له كرجل يكون على رأسه طير يريد أن يصيده ، أولان الطير لا يكاد يقع إلا على شئ ساكن ، وفي القاموس منحه كمنعه وضربه أعطاه ، وقال : حبا فلانا أعطاه بلا جزاء ولا من أو عام.

قوله عليه‌السلام : « لا ولكن تصليها » أي لا يلزمك أن تفعلها زائدة على النوافل المرتبة ، بل يجوز لك أن تحسبها منها وفي بعض النسخ « لا تصليها » فالمعنى افعلها أي وقت شئت ولكن لا تحسبها من نوافلك ، فيكون على الفضل والاولوية ، وقد وردت الاخبار بجواز عدها من النوافل المرتبة ، وعمل بها العلامة والشهيد وغيرهما ، وكذا قضاء النوافل بل جوز الشهيدان جعلها من الفرائض ، ولا يخلو من قوة.

وقال ابن الجنيد : ولا احب الاحتساب بها من شئ من التطوع الموظف عليه ، ولو فعل وجعلها قضاء للنوافل أجزأه والاول أقوى ، قال الشهيد ره في النفلية ويجوز احتسابها من الرواتب ، وقال الشهيد الثاني ره فيؤجر على فعل الوظيفتين ، روى ذلك ذريح (٢) عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وكذا يجوز جعلها من قضاء النوافل لان في هذه الرواية إن شئت جعلتها من قضاء صلاة ، وجوز بعض الاصحاب جعلها من الفرائض أيضا إذ ليس فيها تغير فاحش.

١٣ ـ فقه الرضا : قال عليه‌السلام : عليك بصلاة جعفر بن أبي طالب فان فيها فضلا كثيرا ، وقد روى أبوبصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه من صلى صلاة جعفر كل يوم لا يكتب عليه السيآت ، ويكتب له بكل تسبيحة فيها حسنة ، ويرفع له درجة

____________________

(١) كتاب الاربعين : ١٩٥.

(٢) التهذيب ج ١ ص ٣٠٨.

٢٠٩

في الجنة ، فان لم يطق كل يوم ففي كل جمعة ، وإن لم يطق ففي كل شهر ، وإن لم يطق ففي كل سنة ، فانك إن صليتها محي عنك ذنوبك ، ولو كانت مثل رمل عالج ، أو مثل زبد البحر.

وصل أي وقت شئت من ليل أو نهار ، ما لم يكن في وقت فريضة ، وإن شئت حسبتها من نوافلك ، وإن كنت مستعجلا صليت مجردة ثم قضيت التسبيح.

فاذا أردت أن تصلي فافتتح الصلاة بتكبيرة واحدة ، ثم تقرأ في أولها فاتحة الكتاب والعاديات ، وفي الثانية إذا زلزلت ، وفي الثالثة إذا جاء نصر الله ، وفي الرابعة قل هو الله أحد.

وإن نسيت التسبيح في ركوعك أو في سجودك أو في قيامك فاقض حيث ذكرت على أى حالة تكون ، تقول بعد القراءة « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر » خمس عشر مرة وتقول في ركوعك عشر مرات ، وإذا استويت قائما عشر مرات ، وفي سجودك وبين السجدتين عشرا ، وإذا رفعت رأسك تقول عشرا قبل أن تنهض.

فذلك خمس وسبعون مرة ثم تقوم في الثانية وتصنع مثل ذلك ثم تتشهد وتسلم فقد مضى لك ركعتان ثم تقوم تصلي ركعتين آخرتين على ما وصفت لك ، فيكون التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير في أربع ركعات ألف مرة ومأتي مرة ، تصلي بها متى ما شئت ، ومتى ما خف عليك ، فان في ذلك فضلا كثيرا.

فاذا فرغت تدعو بهذا الدعاء « اللهم إني أسئلك من كل ما سألك به محمد و آله ، وأستعيذ بك من كل ما استعاذ منه محمد وآله ، اللهم أعطني من كل خير خيرا ، واصرف عني كل ما قضيت من شر أو فتنة ، واغفرلى ما تعلم مني وماقد أحصيت علي من ذنوبي ، واقض حوائجي مالك فيه رضا ولي فيه صلاح ، يا ذا المن والفضل ، وسع على في الرزق والاجل ، واكفني ما أهمني من أمر دنياي وآخرتي

٢١٠

إنك أنت على كل شئ قدير.

١٤ ـ المقنع : اعلم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما افتتح خيبر أتاه البشير بقدوم جعفر بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر.

فلم يلبث أن دخل جعفر فقام إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والتزمه وقبل ما بين عينيه وجلس الناس حوله ، ثم قال ابتداء منه : يا جعفر قال لبيك يا رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ألا أمنحك ألا أحبوك ألا اعطيك؟ فقال جعفر : بلى يا رسول الله ، فظن الناس أنه يعطيه ذهبا أو ورقا ، فقال إني اعطيك شيئا إن صنعته كل يوم كان خيرا لك من الدنيا وما فيها ، وإن صنعته بين يومين غفر لك ما بينهما ، أو كل جمعة أو كل شهر أو كل سنة غفرلك ما بينهما ، ولو كان عليك من الذنوب مثل عدد النجوم ، ومثل ورق الشجر ، ومثل عدد الرمل لغفرها الله لك ، ولو كنت فارا من الزحف.

صل أربع ركعات تبدأ فتكبر ثم تقرأ ، فاذا فرغت من القراءة فقل : « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر » خمس عشر مرة فاذا ركعت قلتها عشرا فاذا رفعت رأسك من الركوع قلتها عشرا ، فاذا سجدت قلتها عشرا ، فاذا رفعت رأسك من السجود قلتها عشرا ، فاذا سجدت ثانيا قلتها عشرا ، فاذا رفعت رأسك من السجود الثاني قلتها عشرا ، وأنت جالس قبل أن تقوم ، فذلك خمس وسبعون تسبيحة وتحميدة وتكبيرة وتهليلة في كل ركعة ثلاثمائة في أربع ركعات ، فذلك ألف ومأتان ، وتقرأ فيهما قل هو الله أحد.

وروي : اقرأ في الركعة الاولى من صلاة جعفر بالحمد وإذا زلزلت ، وفي الثانية الحمد والعاديات ضبحا ، وفي الثالثة الحمد وإذا جاء نصر الله ، وفي الرابعة الحمد وقل هو الله أحد ، وإن كنت مستعجلا فصلها مجردة أربع ركعات ثم اقض التسبيح (١).

____________________

(١) المقنع : ٤٣ ـ ٤٤.

٢١١

تفصيل وتبيين

اعلم أن هذه الصلاة من المستفيضات بل المتواترات ، روتها الخاصة والعامة بطرق كثيرة ، وأجمع المسلمون على استحبابها إلا من شذ من العامة قاله العلامة في المنتهى ، والخلاف فيها وفي مواضع :

الاول : المشهور بين الاصحاب أنها بتسليمتين ، وقال في الذكرى : ويظهر من الصدوق في المنقع أنه يرى أنها بتسليمة واحدة وهو نادر.

وأقول : لا دلالة في عبارة المقنع إلا من حيث إنه لم يذكر التسليم ، ولعله أحاله على الظهور كالتشهد والقنوت وغيرهما ، والعمل على المشهور.

الثانى : المشهور بين الاصحاب أن التسبيح بعد القراءة ، ذهب إليه الشيخان وابن الجنيد وابن إدريس وابن أبي عقيل وجمهور المتأخرين ، وقال الصدوق في الفقيه بعد إيراد رواية أبي حمزة الدالة على أن التسبيح قبل القراءة ، وقد روى أن التسبيح في صلاة جعفر بعد القراءة ، فبأي الحديثين أخذ المصلي فهو مصيب انتهى ، والتخيير لا يخلو من قوة والعمل بالمشهور لعله أولى.

الثالث : المشهور في ترتيب التسبيح « سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر » وقال الصدوق في الفقيه بالتخيير بينه وبين ما ورد في رواية الثمالى وهو « الله أكبر وسبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله » وقال في الذكرى مشيرا إلى الاولى : وهذه الرواية أشهر وعليها معظم الاصحاب انتهى ، والعمل بالمشهور أولى لقوة أخباره وضعف المعارض.

الرابع : اختلف الاصحاب في قراءتها فالمشهور أنه يقرأ في الاولى بعد الحمد الزلزلة وفي الثانية العاديات وفي الثالثة النصر وفي الرابعة التوحيد ، وهو مختار السيد وابن الجنيد والصدوق وأبي الصلاح وابن البراج وسلار ، وقال علي بن بابويه يقرء في الاولى العاديات وفي الثانية الزلزلة وفي الباقيتين ما تقدم ، وقال : وإن شئت صلها كلها بالتوحيد كما اختاره ولده في الهداية ، وورد في الفقه الرضوى عليه‌السلام.

٢١٢

وعن ابن أبى عقيل في الاولى الزلزلة وفي الثانية النصر ، وفي الثالثة العاديات وفي الرابعة التوحيد ، ومقتضى بعض الروايات الصحيحة (١) الجمع بين التوحيد و الجحد في كل ركعة ، وقال في الذكرى : وروي القراءة بالزلزلة والنصر ، والقدر والتوحيد انتهى ، والعمل بكل ما ورد في الروايات حسن والمشهور أولى.

الخامس : المشهور بين الاصحاب أنه يستحب العشر بعد السجدة الثانية قبل القيام إلى الركعة الثانية ، وكذا في الثالثة قبل القيام إلى الرابعة ، وقال ابن أبي عقيل ثم يرفع رأسه من السجود وينهض قائما ويقول ذلك عشرا ثم يقرأ ، والمشهور أقوى وأحوط.

فوائد

الاولى : قال في الذكرى : يجوز تجريدها من التسبيح ثم قضاؤه بعدها وهو ذاهب في حوائجه لمن كان مستعجلا ، رواه أبان وأبوبصير (٢) عن أبى عبدالله عليه‌السلام ونحوه قال في النفلية ، وقد مر عن الفقه والهداية.

الثانية : قال في الذكرى : لو صلى منها ركعتين ثم عرض له عارض بنى بعد إزالة عارضه.

أقول : الاحوط عدم الفصل بدون العذر ، وإن كان الاظهر الجواز ، وروى الصدوق في الصحيح عن علي بن ريان (٣) قال : كتبت إلى الماضى الاخير عليه‌السلام أسأله عن رجل صلى من صلاة جعفر ركعتين ، ثم تعجله عن الركعتين الاخيرتين حاجة ، أو يقطع ذلك لحادث يحدث أيجوز له أن يتمها إذا فرغ من حاجته ، وإن قام من مجلسه ، أم لا يحتسب بذلك إلا أن يستأنف الصلاة ويصلي الاربع الركعات كلها في مقام واحد؟ فكتب عليه‌السلام : بل إن قطعه عن ذلك أمرلابد منه فليقطع ثم ليرجع

____________________

(١) الفقيه ج ١ ص ٣٤٨.

(٢) راجع الفقيه ج ١ ص ٣٤٩ ، التهذيب ج ١ ص ٣٠٨.

(٣) المصدر نفسه ص ٣٤٩.

٢١٣

فليبن على ما بقى منها إنشاء الله تعالى.

الثالثة : قال في الذكرى : زعم متعصبوا العامة أن الخطاب بهذه الصلاة و تعليمها كان للعباس عم النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورواه الترمذى ، ورواية أهل البيت أوثق إذ أهل البيت أعلم بما في البيت ، على أنه يمكن أن يكون خاطبهما بذلك في وقتين ولا استبعاد فيه.

٢١٤

٣

* ( باب ) *

* « ( الصلوات التى تهدى إلى النبى ) » *

* « ( والائمة صلوات الله عليهم أجمعين ) » *

* « ( وساير أموات المؤمنين ) » *

١ ـ جمال الاسبوع : حدث أبومحمد الصيمري ، عن أحمد بن عبدالله البجلى باسناد رفعه إليهم صلوات الله عليهم قال : من جعل ثواب صلاته لرسول الله وأمير المؤمنين والاوصياء من بعده صلوات الله عليهم أجمعين وسلم أضعف الله له ثواب صلاته أضعافا مضاعفة حتى ينقطع النفس ويقال له قبل أن يخرج روحه عن جسده يا فلان هديتك إلينا وألطافك لنا ، هذا يوم مجازاتك ومكافاتك ، فطب نفسا وقر عينا بما أعد الله لك ، وهنيئا لك بماصرت إليه.

قال : كيف يهدي صلاته ويقول؟ قال : ينوي ثواب صلاته لرسول الله صلى الله عليه وآله وإن أمكنه أن يزيد على صلاة الخمسين شيئا ، ولو ركعتين في كل يوم ويهديها إلى واحد منهم ، يفتتح الصلاة في الركعة الاولى مثل افتتاح صلاة الفريضة بسبع تكبيرات أو ثلاث مرات أو مرة في كل ركعة ، ويقول بعد تسبيح الركوع والسجود ثلاث مرات « صلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين » في كل ركعة فاذا شهد وسلم قال :

اللهم أنت السلام ومنك السلام ، يا ذا الجلال والاكرام ، صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الاخيار ، أبلغهم مني أفضل التحية والسلام ، اللهم إن هذه الركعات هدية مني إلى عبدك ونبيك ورسولك محمد بن عبدالله خاتم النبيين و سيد المرسلين اللهم فتقبلها مني وأبلغه إياه عني ، وأثبني عليها ، أفضل أملي و رجائي فيك وفي نبيك صلواتك عليه وآله ، ووصي نبيك وفاطمة الزهراء ابنة نبيك

٢١٥

والحسن والحسين سبطي نبيك وأوليائك من ولد الحسين عليهم‌السلام يا ولي المؤمنين يا ولي المؤمنين يا ولى المؤمنين.

ما يهديه إلى أمير المؤمنين علي عليه‌السلام يدعا بالدعاء إلى قولك » اللهم إن هاتين الركعتين هدية مني إلى عبدك ووليك وابن عم نبيك ووصيه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه‌السلام اللهم فتقبلهما مني وأبلغه إياهما عني وأثبني عليهما أفضل أملي ورجائي فيك وفي نبيك ووصي نبيك وفاطمة الزهراء ابنة نبيك والحسن و الحسين سبطي نبيك وأوليائك من ولد الحسين عليهم‌السلام يا ولي المؤمنين يا ولي المؤمنين يا ولي المؤمنين.

ما تهديه إلى فاطمة عليها‌السلام يقول : اللهم إن هاتين الركعتين هدية مني إلى الطاهرة المطهرة الطيبة الزكية فاطمة بنت نبيك اللهم فتقبلها مني وأبلغهما إياها عني ، وأثبني عليهما أفضل أملي ورجائي فيك وفي نبيك صلوات الله عليه وآله ووصي نبيك والطيبة الطاهرة فاطمة بنت نبيك والحسن والحسين سبطي نبيك يا ولي المؤمنين يا ولي المؤمنين يا ولي المؤمنين.

ما يهديه إلى الحسن عليه‌السلام : اللهم إن هاتين الركعتين هدية مني إلى عبدك وابن عبدك ووليك وابن وليك الحسن بن علي الرضا عليه‌السلام اللهم فتقبلهما مني وأبلغه إياهما وأثبني عليهما أفضل أملي ورجائي فيك وفي نبيك ووليك وابن وليك ، يا ولي المؤمنين ثلاثا.

ما يهديه إلى الحسين عليه‌السلام : اللهم إن هاتين الركعتين هدية مني إلى عبدك وابن عبدك ووليك وابن وليك سبط نبيك الطيب الطاهر الزكي الرضي الحسين ابن علي المجتبى وتأتي بالدعاء إلى آخره يا ولي المؤمنين ثلاثا.

ما يهديه إلى علي بن الحسين عليهما‌السلام : اللهم إن هاتين الركعتين هدية مني إلى عبدك وابن عبدك ووليك وابن وليك سبط نبيك زين العابدين علي بن الحسين عليهما‌السلام ويأتي بالدعاء إلى آخره يا ولى المؤمنين ثلاثا.

ما يهديه إلى محمد بن علي عليهما‌السلام : اللهم إن هاتين الركعتين هدية مني إلى

٢١٦

عبدك وابن عبدك ووليك وابن وليك سبط نبيك محمد بن علي الباقر علمك وتأتي بالدعاء إلى آخر يا ولي المؤمنين ثلاثا.

ما يهديه إلى جعفر بن محمد عليهما‌السلام : اللهم إن هاتين الركعتين هدية مني إلى عبدك وابن عبدك ووليك وابن وليك سبط نبيك جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام ويقول الدعاء إلى آخره يا ولي المؤمنين ثلاثا.

ما يهديه إلى موسى بن جعفر عليهما‌السلام : اللهم إن هاتين الركعتين هدية مني إلى عبدك وابن عبدك ووليك وابن وليك سبط نبيك موسى بن جعفر عليهما‌السلام وارث علم النبيين ، والدعاء إلى آخره يا ولي المؤمنين ثلاثا.

ما يهديه إلى الرضا علي بن موسى عليهما‌السلام اللهم إن هاتين الركعتين هدية مني إلى عبدك وابن عبدك ووليك وابن وليك سبط نبيك علي بن موسى الرضا ابن المرضيين عليهم‌السلام والدعاء إلى آخره يا ولي المؤمنين ثلاثا.

ما يهديه إلى محمد بن علي عليهما‌السلام وعلي بن محمد والحسن بن علي عليهم‌السلام مثل ذلك حتى يصل إلى صاحب الزمان عليه‌السلام فادع بالدعاء إلى قولك : اللهم إن هاتين الركعتين هدية مني إلى عبدك وابن عبدك ووليك وابن وليك سبط نبيك في أرضك وحجتك على خلقك يا ولي المؤمنين ثلاثا (١)

قال السيد قدس سره : وأخبرني الشيخ حسين بن أحمد السوراوي عن محمد ابن أبي القاسم الطبري ، عن أبي علي ابن شيخ الطائفة عن والده وأخبرني على بن يحيى الحناط ، عن عربي بن مسافر ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن أبي علي ، عن والده في مصباحه الكبير ما هذا لفظه :

صلاة الهدية ثمانى ركعات روي عنهم عليهم‌السلام انه يصلي العبد في يوم الجمعة ثماني ركعات أربعا يهدي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أربعا يهدي إلى فاطمة عليها‌السلام ، ويوم السبت أربع ركعات يهدي إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ثم كذلك كل يوم إلى واحد من الائمة عليهم‌السلام إلى يوم الخمسين أربع ركعات يهدي إلى جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام

____________________

(١) جمال الاسبوع ص ١٥ و ١٦.

٢١٧

ثم يوم الجمعة أيضا ثماني ركعات أربعا يهدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأربع ركعات يهدي إلى فاطمة عليها‌السلام ثم يوم السبت أربع ركعات يهدي إلى موسى بن جعفر عليه‌السلام ثم كذلك إلى يوم الخميس أربع ركعات يهدي إلى صاحب الزمان عليه‌السلام.

الدعاء بين كل ركعتين : اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، وإليك يعود السلام ، حينا ربنا منك بالسلام اللهم إن هذه الركعات هدية مني إلى فلان بن فلان بن فلان ، فصل على محمد وآل محمد ، وبلغه إياها وأعطني أفضل أملى و رجائي فيك وفي رسولك صلواتك عليه وآله ، وفيه وتدعو بما أحببت إنشاء الله تعالى (٢).

المتهجد (١) مثله.

٢ ـ دعوات الراوندى : قالوا عليهم‌السلام : إنه يصلي العبد يوم الجمعة ثماني ركعات.

٣ ـ فلاح السائل : روي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا دفنتم ميتكم وفرغتم من دفنه فليقم وارثه أو قرابته أو صديقه من جانب القبر ، ويصلي ركعتين يقرأ في الركعة الاولى فاتحة الكتاب مرة والمعوذتين مرة ـ سقط من الاصل وصف الركعة الثانية ـ فيقرأها بالحمد وقل هو الله أحد وإنا أنزلناه إن شاء ، فانهما من مهمات ما يقرأ في النوافل ، ويركع ويسجد ويقول في سجوده « سبحان من تعزز بالقدرة ، وقهر عباده بالموت » ثم يسلم ويرجع إلى القبر ويقول يا فلان بن فلانة ، هذه لك ولاصحابك ، فان الله يرفع عنه عذاب القبر وضيقه ولو سأل ربه أن يغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات حيهم وميتهم استجاب الله دعاءه فيهم ، ويقول الله لصاحبه : يا فلان بن فلان كن قرير العين ، قد غفر الله عزوجل لك. ويعطي المصلي بكل حرف ألف حسنة ، وتمحى عنه ألف سيئة ، فاذا كان يوم القيامة بعث الله تعالى صفا من الملائكة يشيعونة إلى باب الجنة

____________________

(١) جمال الاسبوع :

(٢) مصباح المتهجد : ٢٥٥.

٢١٨

فاذا دخل الجنة استقبله سبعون ألف ألف ملك مع كل ملك طبق من نور مغطى بمنديل من استبرق ، وفي يد كل ملك كوز من نور فيه ماء السلسبيل ، فيأكل من الطبق ويشرب من الماء ورضوان الله أكبر.

بيان : أوردت الصلاة كما أورده رحمه الله لعل الناظر في كتابنا يطلع على تلك الرواية في موضع آخر بغير سقط ، فيعمل بها ، ويجعل هذا الخبر مؤيدا لما وجده ، وأما ما فعله السيد ـ رحمة الله عليه ـ من إضافة السور من عنده فغريب (١).

٤ ـ فلاح السائل : عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يأتي على الميت ساعة أشد من أول ليلة ، فارحموا موتاكم بالصدقة ، فان لم تجدوا فليصل أحدكم ركعتين يقرأ في الاولى بفاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد مرتين وفي الثانية بفاتحة الكتاب مرة وألهيكم التكاثر عشر مرات ، ويسلم ، ويقول : اللهم صل على محمد وآل محمد ، وابعث ثوابهما إلى قبر ذلك الميت فلان ابن فلان.

فيبعث الله من ساعته ألف ملك إلى قبره مع كل ملك ثوب وحلة ، ويوسع في قبره من الضيق إلى يوم ينفخ في الصور ، ويعطي المصلي بعدد ما طلعت عليه الشمس حسنات وترفع له أربعون درجة (٢).

البلد الامين : والموجز لابن فهد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مرسلا مثله (٣) ٥ ـ ومنهما : صلاة هدية الميت ركعتان في الاولى الحمد وآية الكرسي ، وفي الثانية الحمد والقدر عشرا ، فاذا سلم قال : اللهم صل على محمد وآل محمد ، وابعث ثوابهما إلى قبر فلان (٤).

٦ ـ البلد : ورأيت في بعض كتب أصحابنا أنه يقرأ في الاولى بعد الفاتحة

____________________

(١) لم نجده في القسم المطبوع.

(٢) فلاح السائل : ٨٦.

(٣ ـ ٤) البلد الامين : ١٦٤.

٢١٩

آية الكرسي مرة والتوحيد مرتين ، وفي الثانية بعد الحمد التكاثر عشرا ، ونقلتها عن والدي قدس سره (١).

بيان : أوردت هذه الصلاة تبعا للاصحاب ، وليس فيها خبر أعتمد عليه مرويا من طرق أصحابنا ، وإنما ذكروه لتوسعهم في المستحبات ، ولو أتى بها المصلي بقصد أنها صلاة وهي خير موضوع لا بقصد الخصوص مع ورود الاخبار العامة والمطلقة الدالة على جواز الصلاة عن الميت فلا أستبعد حسنه ، ولو أتى بصلاة على الهيئات المنقولة بالطرق المعتبرة ثم أهدى ثوابها إلى الميت فهو أحسن.

وروي الشيخ (٢) في الصحيح ، عن عمر بن يزيد قال : كان أبوعبدالله عليه‌السلام يصلي عن ولده في كل ليلة ركعتين ، وعن والديه في كل يوم ركعتين ، قلت : جعلت فداك كيف صار للولد الليل؟ قال : لان الفراش للولد ، قال : وكان يقرأ فيهما إنا أنزلناه في ليلة القدر ، وإنا أعطيناك الكوثر ، ورواه الراوندي في دعواته مرسلا عنه عليه‌السلام.

٧ ـ المكارم : صلاة الوالد لولده أربع ركعات يقرأ في الاولى الحمد مرة و عشر مرات « ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم » وفي الثانية الحمد مرة وعشر مرات « رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ربنا اغفرلي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب » وفي الثالثة الحمد مرة وعشر مرات « ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما » وفي الرابعة الحمد مرة وعشر مرات « رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضيه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإنى من المسلمين » فاذا سلم قال عشرا ربنا هب لنا الاية.

صلاة الولد لوالديه : ركعتان الاولى بفاتحة الكتاب وعشر مرات « رب اغفرلي

____________________

(١) البلد الامين : ١٦٤.

(٢) التهذيب ج ١ ص ١٣٢.

٢٢٠