بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

عمم الكلام حتى يدخل فيه العلماء الربانيون ، فالمراد به أنه علم فضلهم بالايات الدالة على فضل العلماء كقوله تعالى : « إنما يخشى الله من عباده العلماء » (١) و قوله عزوجل « هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون » (٢) وقوله سبحانه « ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا » (٣) إلى غير ذلك من الايات ، وقيل : « به علموا » لاشتهارهم به عند الناس « وبهم قام الكتاب » أي بهم صارت أحكامه قائمة في الخلق معمولا بها « وبه قاموا » أي ارتفعت منزلتهم ، وفازوا بالزلفى بالعمل بما فيه ، أو ببركته انتظم الامر في معاشهم ، وقال بعض الشارحين : أي قاموا بأوامره ونواهيه ، فلا يكون الباء مثلها في « بهم قام الكتاب » وقال بعضهم : « بهم قام الكتاب » لانهم قرروا البراهين على صدقه وصحته « وبه قاموا » أي باتباع أوامر الكتاب ، لانه لولا تأدبهم بآداب القرآن ، وامتثالهم أوامره لما أغنى عنهم علمهم شيئا.

« ودون مايخافون » أي غير مايخافون من عذاب الاخرة ، والبعد من رحمة الله ، وفي بعض النسخ « فوق ما يخافون ».

قوله عليه‌السلام « أيها المعلل نفسه » أقول : بعض هذه الفقرات مذكورة في كلام له عليه‌السلام ذكره حين سمع رجلا يذم الدنيا كما سيأتي وقال الجوهري : علله بالشئ أي لهاه به كما يعلل الصبي بشئ من الطعام يتجزأ به عن اللبن ، يقال : فلان يعلل نفسه بتعلة وتعلل به أي تلهى به وتجزء ، وقال : الركض تحريك الرجل ، وركضت الفرس برجلي إذا استحثثته ليعدو ، ثم كثر حتى قيل : ركض الفرس إذا عدا ، والحبائل جمع الحبالة وهي التي يصاد بها ، أي تركض لاخذ ما وقع في الحبائل التي نصبتها في الدنيا ، كناية عن شدة الحرص في تحصيل متمنياتها أو المعنى نصب لك الشيطان مصائد فيها ، ليصطادك بها ، وأن ت تركض إليها حتى

____________________

(١) فاطر : ٢٨.

(٢) الزمر : ٩.

(٣) البقرة : ٢٦٩.

٣٢١

تقع فيها جهلا وغرورا.

« المجتهد في عمارة ما سيخرب منها » أي تسعى بغاية جهدك في عمارة ما تعلم أنه آئل إلى الخراب ولا تنتفع به ، ثم بين عليه‌السلام ما يمكن أن يستدل به على خرابها وعدم بقائها بقوله : « ألم تر إلى مصارع آبائك » يقال : صرع فلان من دابته على صيغة المجهول أي سقط ، وصرعه أي طرحه على الارض ، والموضع مصرع ، والثرى بالفتح الندى أو التراب الندي وفي المصباح : بلي الثوب يبلى من باب تعب بلى بالكسر والقصر وبلاء بالفتح والمد خلق فهو بال ، وبلي الميت أفنته الارض ، وقوله : « في البلى » كأنه حال عن آبائك وفي النهج « متى استهوتك أم متى غرتك أبمصارع آبائك من البلى أم بمضاجع امهاتك تحت الثرى » (١).

والجنادل جمع جندل كجعفر ، وهي الحجارة ، وقال الجوهري : مرضته تمريضا إذا قمت عليه في مرضه (٢) والعلة المرض وعلله أي قام عليه في علته يطلب دواءه وصحته ويتكفل باموره ، وقال الجوهري : استوصفت الطبيب لدائي إذا سألته أن يصف لك ما تتعالج به (٣) انتهى والاستعتاب الاسترضاء ، كناية عن طلب الدعاء أو رضاهم إذا كانت لهم موجدة ، وفي بعض النسخ تستغيث وهو أظهر ، وفي القاموس أغنى عنه غناء فلان ومغناه ناب عنه وأجزأ مجزأه (٤) وقال الراغب : أغنى عنه كذا إذا اكتفاه قال تعالى : « ما أغنى عنه ماله وما كسب » « ما أغنى عني ماليه » وقال : « لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم » « ما أغنى عنهم ماكانوا يمتعون » وقال : « لايغني من اللهب » (٥) وفي القاموس نجع الطعام كمنع نجوعا هنأ

____________________

(١) راجع نهج البلاغة ج ٢ ص ١٧٣ ، تحت الرقم ١٣١ من الحكم.

(٢) الصحاح ص ١١٠٦.

(٣) المصدر : ١٤٣٩.

(٤) القاموس ج ٤ ص ٣٧١.

(٥) مفردات غريب القرآن ص ٣٦٦ ، والايات في المسد : ٢ ، الحاقة : ٢٨ ، آل عمران : ١٠ و ١١٦ ، الشعراء : ٢٠٧ ، المرسلات : ٣١ ، على الترتيب.

٣٢٢

آكله ، والعلف في الدابة والوعظ والخطاب فيه دخل فأثر كأنجع ونجع (١).

٣٧ ـ نهج : طوبى لمن ذل في نفسه ، وطاب كسبه ، وصلحت سريرته وحسنت خليقته ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من لسانه ، وعزل عن الناس شره ، ووسعته السنة ، ولم ينسب إلى بدعة (٢).

قال السيد رضي‌الله‌عنه : ومن الناس من ينسب هذا الكلام إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

بيان : الذلة في النفس التواضع ضد الاعجاب والترفع ، وطيب الكسب أن لايكون مكسبه من الطرق المحرمة والمكروهة ومواضع الشبهة ، « وصلحت » كمنعت أو كحسنت باختلاف النسخ وسريرة الرجل وسره باطنه ، وصلاحها ترك النفاق وإضمار الشر ، والخلو عن الحسد وغيره والخليقة الطبيعة ، وإنفاق الفضل من المال أن لايمسك لنفسه إلا الكفاف ، وإمساك الفضل من الكلام : الاقتصار على مايعنيه ، وعزله كنصره أي نحاه وأبعده « ووسعته السنة » أي لم تتضيق عليه حتى يخرج إلى البدعة وطلبها ، وذلك الخروج إما في الاعتقاد ، لعدم الرضا بالسنة ، وهو مضاد للايمان كما قال سبحانه : « فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك » (٣) الاية وإما في العمل لميل النفس الامارة إلى الباطل ، واتباع الشهوات ، وهو معصية منافية لكمال الايمان.

٣٨ ـ عدة الداعى : روى شعيب الانصارى وهارون بن خارجة قالا : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن موسى صلوات الله عليه انطلق ينظر في أعمال العباد ، فأتى رجلا من أعبد الناس فلما أمسى حرك الرجل شجرة إلى جنبه فاذا فيها رمانتان ، قال : فقال : يا عبدالله من أنت إنك عبد صالح ، أنا ههنا منذ ماشاءالله ما أجد في هذه الشجرة إلا رمانة واحدة ، ولولا أنك عبد صالح ماوجدت رمانتين ، قال عليه‌السلام :

____________________

(١) القاموس ج ٣ ص ٨٧.

(٢) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٧٠ تحت الرقم ١٢٣ من الحكم.

(٣) النساء : ٦٥.

٣٢٣

أنارجل أسكن أرض موسى بن عمران ، قال : فلما أصبح قال : تعلم أحدا أعبد منك؟ قال : نعم ، فلان الفلاني.

قال : فانطلق إليه فاذا هو أعبد منه كثيرا فلما أمسى اوتي برغيفين وماء فقال : يا عبدالله من أنت إنك عبد صالح أنا ههنا منذ ماشاءالله وما اوتى إلا برغيف واحد ، ولولا أنك عبد صالح ما اوتيت برغيفين ، فمن أنت؟ قال : أنا رجل أسكن أرض موسى بن عمران ، ثم قال موسى : هل تعلم أحدا أعبد منك؟ قال : نعم ، فلان الحداد (١) في مدينة كذا وكذا.

قال : فأتاه فنظر إلى رجل ليس بصاحب عبادة ، بل إنما هو ذاكرلله تعالى وإذا دخل وقت الصلاة قام فصلى ، فلما أمسى نظر إلى غلته فوجدها قد اضعفت قال : يا عبدالله من أنت إنك عبد صالح أنا ههنا منذ ما شاءالله غلتي قريب بعضها من بعض والليلة قد اضعفت فمن أنت؟ قال : أنا رجل أسكن أرض موسى بن عمران قال : فأخذ ثلث غلته فتصدق بها ، وثلثا أعطى مولى له ، وثلثا اشترى به طعاما فأكل هو وموسى.

قال : فتبسم موسى عليه‌السلام فقال : من أي شئ تبسمت؟ قال : دلني نبي بني إسرائيل على فلان فوجدته من أعبد الخلق فدلني على فلان فوجدته أعبد منه فدلني فلان عليك وزعم أنك أعبد منه ، ولست أراك شبه القوم ، قال : أنا رجل مملوك أليس تراني ذاكرا لله ، أو ليس تراني اصلي الصلاة لوقتها ، وإذا أقبلت على الصلاة أضررت بغلة مولاي ، وأضررت بعمل الناس ، أتريد أن تأتي بلادك؟ قال : نعم ، قال : فمرت به سحابة فقال الحداد : يا سحابة تعالي! قال : فجاءت قال : أين تريدين؟ قالت اريد أرض كذا وكذا ، قال : انصرفي ، ثم مرت به اخرى فقال : ياسحابة تعالي! فجاءته فقال : أين تريدين؟ قالت اريد أرض كذا وكذا ، قال : انصرفي ثم مرت به اخرى فقال : يا سحابة تعالي! فجاءته فقال : أين تريدين؟ قالت : اريد أرض موسى بن عمران ، قال : فقال احملي هذا حمل رفيق ، وضعيه في

____________________

(١) الظاهر لما يأتى من قوله « أضررت بغلة مولاى » أن يكون فدانا ، وهو الدهقان.

٣٢٤

أرض موسى بن عمران وضعا رفيقا.

قال : فلما بلغ موسى بلاده قال : يارب بما بلغت هذا ما أرى؟ قال : إن عبدي هذا يصبر على بلائي ، ويرضى بقضائي ، ويشكر نعمائي.

٣٩ ـ نهج من كلام له عليه‌السلام عند تلاوته : « رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكرالله » (١) قال : إن الله سبحانه جعل الذكر جلاء للقلوب ، تسمع به بعد الوقرة ، وتبصر به بعد العشوة ، وتنقاد به بعد المعاندة ، وما برح لله عزت آلاؤه في البرهة بعد البرهة ، وفي أزمان الفترات ، عباد ناجاهم في فكرهم ، وكلمهم في ذات عقولهم ، فاستصبحوا بنور يقظة في الاسماع والابصار والافئدة ، يذكرون بأيام الله ، ويخوفون مقامه ، بمنزلة الادلة في الفلوات ، من أخذ القصد حمدوا إليه طريقة ، وبشروه بالنجاة ومن أخذ يمينا وشمالا ذموا إليه الطريق وحذروه من الهلكة.

وكانوا كذلك مصابيح تلك الظلمات وأدلة تلك الشبهات وإن للذكر لاهلا أخذوه من الدنيا بدلا ، فلم تشغلهم تجارة ولابيع عنه ، يقطعون به أيام الحياة ويهتفون بالزواجر عن محارم الله في أسماع الغافلين ، ويأمرون بالقسط ، ويأتمرون به ، وينهون عن المنكر ، ويتناهون عنه ، فكأنما قطعوا الدنيا إلى الاخرة وهم فيها ، فشاهدوا ما وراء ذلك ، فكأنما اطلعوا غيوب أهل البرزخ في طول الاقامة فيه ، وحققت القيامة عليهم عداتها ، فكشفوا غطاء ذلك لاهل الدنيا حتى كأنهم يرون ما لايرى الناس ، ويسمعون مالايسمعون.

فلو مثلتهم لعقلك في مقاومهم المحمودة ، ومجالسهم المشهودة ، وقد نشروا دواوين أعمالهم ، وفرغوا لمحاسبة أنفسهم على كل صغيرة وكبيرة ، امروا بها فقصروا عنها ، ونهوا عنها ففرطوا فيها ، وحملوا ثقل أوزارهم ظهورهم ، فضعفوا عن الاستقلال بها ، فنشجوا نشيجا وتجاوبوا نحيبا يعجون إلى ربهم من مقام ندم واعتراف ، لرأيت أعلام هدى ، ومصابيح دجى ، قد حفت بهم الملائكة

____________________

(١) النور : ٣٧.

٣٢٥

ونزلت عليهم السكينة ، وفتحت لهم أبواب السماء ، واعدت لهم مقاعد الكرامات في مقام اطلع الله عليهم فيه فرضي سعيهم ، وحمد مقامهم ، يتنسمون بدعائه روح التجاوز ، رهائن فاقة إلى فضله ، واسارى ذلة لعظمته جرح طول الاسى قلوبهم ، وطول البكاء عيونهم ، لكل باب رغبة إلى الله منهم يد قارعة بها يسألون من لاتضيق لديه المنادح ، ولايخيب عليه الراغبون ، فحاسب نفسك لنفسك ، فان غيرها من الانفس لها حسيب غيرك (١).

تبيين : اللهو اللعب ، وألهاني الشئ أي شغلني ، والذكر يطلق على اللساني والقلبي ولعل الظاهر من الكلمات الاتية أن المراد به ما يعم ذكره باللسان : بالانذار عن عقابه سبحانه والبشارة بثوابه والامر بطاعته والنهي عن معصيته وبالقلب : بمحاسبة النفس في طاعته ومعصيته ، والاقدام على طاعته بذكر رحمته والانتهاء عن معصيته بذكر غضبه ، والاعتراف بالذنب والندم على المخالفة ، فان الجميع مما ينبعث عن ذكره سبحانه بالقلب بالعظمة والجلال والمهابة والانعام والاكرام.

وجلا فلان السيف والمرآة جلوا بالفتح وجلاء ككساء أي صقلهما ، والوقر الثقل في الاذن وذهاب السمع كله ، والعشوة المرة من العشا بالفتح والقصر أي سوء البصر بالليل والنهار أو العمى ، وقيل : أن لايبصر بالليل ويبصر بالنهار وبرح فلان مكانه كفرح أي زال عنه ، وما برح أي دائما « وعزت آلاؤه » أي عظمت وكرمت نعمه وعطاياه ، والبرهة بالضم كما في النسخ وبالفتح أيضا المدة أو الزمان الطويل ، والفتره بالفتح ما بين كل نبيين من الزمان ، وقيل انقطاع الوحي والمناجاة : المخاطبة سرا « في الكفر » أي الالهام ، « وكلمهم في ذات عقولهم » أي في الباطن خفيا كما قيل في قوله تعالى « والله عليم بذات الصدور » (٢) أي بنفس الصدور ، أي ببواطنها وخفياتها والمصباح السراج ، واستصبح أي استسرج ، ونور

____________________

(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٤٧٣ تحت الرقم ٢٢٠ من الخطب.

(٢) آل عمران : ١٥٤.

٣٢٦

اليقظة في الاسماع : الاستماع للحكم والمواعظ ، وكل كلام نافع في الدين والدنيا والعبرة بسماع أحوال الماضين ، وترك الاصغاء إلى الملاهي ، وكل كلام باطل وفي الابصار : النظر بعين العبرة ، والاستدلال بآثار الصنع على العلم والقدرة ، لا بعين الالتذاذ والميل إلى المحرمات ، والرغبة في زهرات الدنيا ، وفي الافئدة : التفكر في آيات القدرة وكلام الله عزوجل وأحكامه ، والحكم والمسائل الدينية ، والتفكر فيما نزل بالماضين ، وعاقبة المحسنين والمسيئين ، وترك الاشتغال بالافكار الباطلة وما يلهي عن ذكرالله عزوجل.

« يذكرون بأيام الله » إشارة إلى قوله تعالى « وذكرهم بأيام الله » (١) وقيل : معناه وقايع الله في الامم الخالية ، وإهلاك من هلك منهم ، وأيام العرب حروبها ، وقيل : أي بنعمه وآلائه ، وروي عن الصادق عليه‌السلام أنه يريد بأيام الله سننه وأفعاله في عباده من إنعام وانتقام ، وهو القول الجامع ، ومقام الله كناية عن عظمته وجلالته المستلزمة للهيبة والخوف ، وقيل في قوله تعالى « ولمن خاف مقام ربه جنتان » (٢) أي مقامه بين يدي ربه للحساب.

والفلاة المفازة لاماء فيها أو الصحراء الواسعة ، والقصد الرشد واستقامة الطريق وضد الافراط والتفريط « وحمدوا إليه » أي منهيا أو متوجها ونحو ذلك كقولهم في أوائل الكتب « أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو » وكذلك « ذموا إليه » والهلكة بالتحريك والهلكاء الهلاك وهلكة هلكاء توكيد.

والتجارة ككتابة الاسم من قولك تجر فلان كنصر ، واتجر أي باع و اشترى ، وقيل : التجارة المعاملة الرابحة ، وذكر البيع بعد التجارة مبالغة بالتعميم بعد التخصيص ، إن اريد به مطلق المعاوضة ، أو بأفراد ما هو أعم من قسمي التجارة فان الربح يتوقع بالشرى ويتحقق بالبيع ، وهذا بناء على أن يكون كل من الامرين قسما منها لاجزءا وقيل المراد : بالتجارة الشرى فانه أصلها ومبدؤها.

____________________

(١) ابراهيم : ٥.

(٢) الرحمن : ٤٦.

٣٢٧

وهتفت الحمامة كضربت أي صاتت ، وهتف به هتافا بالضم أي صاح به ودعاه ، وهتف به هاتف أي سمع صوته ولم يرشخصه وفي بعض النسخ « يهتفون » بدون حرفه العطف ، والقسط بالكسر العدل ، يقال : قسط كضرب ونصر وأقسط ويقال قسط قسطا كضرب ضربا أي جاز وعدل عن الحق فهو من الاضداد ، و تناهى عن الامر وانتهى عنه أي امتنع.

قوله عليه‌السلام « إلى الاخرة » أي منتهين أو واصلين إليها ، وفي بعض النسخ : « وكأنما » بالواو في الموضعين « وغيوب أهل البرزخ » ما غاب عن الناس من أحوالهم والوعد يستعمل في الخير والشر يقال : وعدته خيرا ووعدته شرا فاذا أسقطوا الخير والشر قالوا في الخير الوعد وفي الشر الايعاد ، وكشف الغطاء عن العداة بيانها لهم على أوضح وجه ، والمقاوم جمع مقام ، وشهده كسمعه أي حضره ، و الديوان بالكسر وقد يفتح مجتمع الصحف والكتاب يكتب فيه أهل الجيش وأهل العطية ، وقيل : جريدة الحساب ، ويطلق على موضع الحساب وهو معرب.

« وفرغوا لمحاسبة أنفسهم » أي فرغوا عن سائر الاشغال ، وتركوها لمحاسبة أنفسهم « وحملوا ثقل أوزارهم ظهورهم » أي تدبروا في ثقل الاثام والمعاصي ، و طاقة حملهم ، فأذعنوا بأن ثقلها يزيد عن قوتهم ولا يطيقون حملها وعذابها ، و الاستقلال بالشئ الاستبداد والانفراد به ، واستقل القوم أي مضوا وارتحلوا ، و استقله أي حمله ورفعه.

ونشج الباكي كضرب نشيجا أي غص بالبكاء في حلقه من غير انتحاب « وتجاوبوا » أي جاوب بعضهم بعضا ، والنحيب أشد البكاء ، والظاهر من التجاوب أن نشر الدواوين ومحاسبتهم أنفسهم في مجمعهم ومحضرهم كما هو الظاهر من لفظ المشهودة في أول الكلام ، لا أن يحاسب كل واحد نفسه علاحدة ، ويحتمل التجوز في لفظ التجاوب ، وعج كضر كما في النسخ وكعض (١) عجا وعجيجا أي صاح ورفع صوته « لرأيت » الجملة جزاء للشرط السابق ، والدجى جمع دجية بالضم

____________________

(١) يعنى من بابى ضرب وعلم.

٣٢٨

أي الظلمة.

« وحفت بهم » أي أحاطت وطافت حولهم والسكينة الطمأنينة والمهابة والوقار ولعل المراد به اليقين الذي تسكن به نفوسهم ، وتطمئن قلوبهم ، فلايتزلزل لشبهة أو لما أصابها من فتنة كما قال عزوجل « ومن الناس من يعبدالله على حرف فان أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه » (١).

« وأبواب السماء » الابواب التي تنزل منها الرحمة أو تصعد الاعمال الصالحة وأعده إعدادا هيأه وأحضره ، والنسم محركة نفس الريح ، إذا كان ضعيفا كالنسيم وتنسم أي تنفس وتنسم النسيم أي تشممه ، والروح بالفتح الراحة والرحمة ونسيم الريح ، والمعنى يدعون ويتوقعون بدعائه تجاوزه عن ذنوبهم ، والرهينة والمرتهنة الرهن ، والاسى الحزن ، وأبواب الرغبة كلما يتقرب به إلى الله ، واليد القارعة تطرق هذه الابواب بالتقرب بها إلى الله تعالى ، والندح بالفتح والضم الارض الواسعة ، والمنادح المفاوز ، و « عليه » متعلق بيخيب على تضمين معنى القدوم والوفود ونحو ذلك ، والحسيب المحاسب ، والمراد إما أسرع الحاسبين أو كل أحد من المكلفين ، فانه مكلف بأن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب في موقف الحساب.

٤٠ ـ نهج : ومن دعاء له عليه‌السلام : اللهم إنك آنس الانسين بأوليائك ، و أحضرهم بالكفاية للمتوكلين عليك ، تشاهدهم في سرائرهم ، وتطلع عليهم في ضمائرهم وتعلم مبلغ بصائرهم ، فأسرارهم لك مكشوفة ، وقلوبهم إليك ملهوفة ، إن أوحشتهم القربة آنسهم ذكرك ، وإن صبت عليهم المصائب لجئوا إلى الاستجارة بك ، علما بأن أزمة الامور بيدك ، ومصادرها عن قضائك ، اللهم إن فههت عن مسئلتي أو عمهت عن طلبتي ، فدلني على مصالحي ، وخذ بقلبي إلى مراشدي ، فليس ذلك بنكر من هداياتك ، ولا ببدع من كفاياتك ، اللهم احملني على عفوك ، ولا تحملني

____________________

(١) الحج : ١١.

٣٢٩

على عدلك (١).

بيان : إنما أوردت هذا الدعاء لانه من مناجاة أولياء الله ، ومشتمل على كثير من صفاتهم المختصة بهم ، رزقنا الله الوصول إلى درجتهم قوله عليه‌السلام « بأوليائك » في بعض النسخ « لاوليائك » وقال بعضهم الباء أنسب أي أنت أكثرهم انسا بأوليائك وعطفا وتحننا عليهم « وأحضرهم بالكفاية » الحضور ضد الغيبة ، والحضر بالضم والاحضار ارتفاع الفرس في عدوه ، قيل : أي أبلغهم إحضارا لكفاية المتوكلين وأقومهم بذلك ، وقيل أي أسرعهم إحضارا لما استعد منهم من الكمال ، والاظهر أن المعنى أشدهم وأكثرهم حضورا عند الكفاية ، فانه لايغيب عن كفايتهم ، ولا يعزب عن علمه شئ ، وقيل : الكفاية بيان للحضور.

والكافي من يقوم بالامر ، ويحصل به الاستغناء عن الغير ، وتوكل على الله أي اعتمد عليه ووثق به ، والبصير المعرفة وعقيدة القلب والفطنة وقيل : البصائر العزائم ، والملهوف المكروب ، والمظلوم المستغيث أي قلوبهم مستغيثة راغبة عند الكرب والحاجة إليك ، والمستجير الذي يطلب الامان أو الحفظ ، وفهه كفرح أي عيي ، وعمه كفرح أيضا أي تردد في الضلال أو تحير في منازعة أو طريق أولم يعرف الحجة ، والمراشد مقاصد الطريق أي مافيه الاستقامة والفوز بالمقصد « وخذ بقلبي إلى مراشدي » أي جره إليها ، والنكر العجيب ، والبدع بالكسر الامر المبتدع ، أي لم يعهد مثله « واحملني على عفوك » أي عاملني يوم الجزاء بعفوك.

____________________

(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٤٨٤ تحت الرقم ٢٢٥ من الخطب.

٣٣٠

* الجزء الثانى *

من كتاب الايمان والكفر

(أبواب)

مكارم الاخلاق

٣٣١

بسم الله الرحمن الرحيم

ابواب مكارم الاخلاق

أقول : وسيجئ مايناسب هذه الابواب في كتاب العشرة

وفى كتاب الاداب والسنن ايضا انشاءالله تعالى

٣٨

*(باب)*

جوامع المكارم وآفاتها وما يوجب الفلاح والهدى

الايات البقرة : الم * ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما انزل إليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون * اولئك على هدى من ربهم و اولئك هم المفلحون (١).

وقال تعالى : يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي اوف بعهدكم وإياى فارهبون * وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولاتشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياى فاتقون * ولاتلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون * وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة

____________________

(١) البقرة : ١ ـ ٥.

٣٣٢

واركعوا مع الراكعين * أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون * واستعينوا بالصبر والصلوة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين * الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون (١).

وقال سبحانه : وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لاتعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون (٢).

وقال سبحانه : ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الاخر وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلوة وآتى الزكوة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في الباساء والضراء وحين الباس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون (٣).

وقال تعالى : إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم (٤).

وقال تعالى : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلوة وآتوا الزكوة لهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون (٥).

آل عمران : الذين يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار * الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار (٦).

وقال تعالى : .. من أهل الكتاب امة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم

____________________

(١) البقرة : ٤٠ ـ ٤٥.

(٢) البقرة : ٨٣.

(٣) البقرة : ١٧٧.

(٤) البقرة : ٢١٨.

(٥) البقرة : ٢٧٧.

(٦) آل عمران : ١٦ ـ ١٧.

٣٣٣

يسجدون * يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات واولئك من الصالحين * وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين (١).

وقال تعالى : وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين * والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين (٢).

وقال : إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار * ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار * ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار * ربنا وآتنا ماوعدتنا على رسك ولاتخزنا يوم القيامة إنك لاتخلف الميعاد * فاستجاب لهم ربهم أني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر أو انثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثوابا من عندالله والله عنده حسن الثواب (٣).

النساء : إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فان الله كان عفوا قديرا (٤).

____________________

(١) آل عمران : ١١٣ ـ ١١٥.

(٢) آل عمران : ١٣٣ ـ ١٣٦.

(٣) آل عمران : ١٩٠ ـ ١٩٥.

(٤) النساء : ١٤٩.

٣٣٤

وقال تعالى : لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل إليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلوة والمؤتون الزكوة والمؤمنون بالله واليوم الاخر اولئك سيؤتيهم أجرا عظيما (١).

المائدة : واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذقلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون إلى قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذهم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون * ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلوة وآتيتم الزكوة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لاكفرن عنكم سيئاتكم ولادخلنكم جنات تجري من تحتها الانهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل (٢).

وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه سوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولايخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشآء والله واسع عليم * إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون (٣).

وقال تعالى : ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذاما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين (٤).

الاعراف : قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين (٥).

____________________

(١) النساء : ١٦٢.

(٢) المائدة ٧ ـ ١٢.

(٣) المائدة : ٥٤ و ٥٥.

(٤) المائدة : ٩٣.

(٥) الاعراف : ١٢٨.

٣٣٥

وقال : ورحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكوة والذينهم بآياتنا يؤمنون إلى قوله سبحانه ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون (١).

وقال : والدار الاخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون * والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلوة إنا لانضيع أجر المصلحين (٢).

الانفال : فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين (٣).

التوبة : إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الاخر وأقام الصلوة وآتى الزكوة ولم يخش إلا الله فعسى اولئك أن يكونوا من المهتدين.

إلى قوله تعالى : الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عندالله واولئك هم الفائزون * يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم (٤).

وقال تعالى : التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدودالله وبشر المؤمنين (٥).

هود : إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات اولئك لهم مغفرة وأجر كبير (٦).

وقال تعالى : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم اولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون * مثل الفريقين كالاعمى والاصم والسميع

____________________

(١) الاعراف ١٥٦ ـ ١٥٩.

(٢) الاعراف : ١٦٩.

(٣) الانفال : ١.

(٤) براءة : ١٨ ـ ٢٢.

(٥) براءة : ١١٢.

(٦) هود : ١١.

٣٣٦

والبصير هل يستويان مثلا أفلا تذكرون (١).

الرعد : الذين يوفون بعهدالله ولاينقضون الميثاق * والذين يصلون ما أمرالله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب * والذين صبروا ابتغاء ربهم وأقاموا الصلوة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤن بالحسنة السيئة اولئك لهم عقبى الدار * جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملئكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار (٢).

وقال تعالى : ويهدي إليه من أناب * الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكرالله تطمئن القلوب * الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب (٣).

النحل : إن إبراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين * شاكرا لانعمه اجتبيه وهداه إلى صراط مستقيم (٤).

مريم : إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فاولئك يدخلون الجنة ولايظلمون شيئا (٥).

طه : وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى (٦).

الانبياء : وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلوة وإيتاء الزكوه وكانوا لنا عابدين (٧).

____________________

(١) هود : ٢٣ و ٢٤.

(٢) الرعد : ١٨ ـ ٢٢.

(٣) الرعد : ٢٧ ـ ٢٩.

(٤) النحل : ١٢١ و ١٢٢.

(٥) مريم : ٦٠.

(٦) طه : ٨٢.

(٧) الانبياء : ٧٢ و ٧٣.

٣٣٧

وقال تعالى : إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين (١).

الحج : وبشر المخبتين * الذين إذا ذكرالله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلوة ومما رزقناهم ينفقون (٢).

وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون * وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتبيكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سميكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة واعتصموا بالله هو موليكم فنعم المولى ونعم النصير (٣).

النور : ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فاولئك هم الفائزون (٤).

الفرقان : إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما * ومن تاب وعمل صالحا فانه يتوب إلى الله متابا (٥).

الشعراء : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا (٦).

النمل : هدى وبشرى للمؤمنين * الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم بالاخرة هم يوقنون (٧).

____________________

(١) الانبياء : ٩٠.

(٢) الحج : ٣٤ و ٣٥.

(٣) الحج : ٧٧ و ٧٨.

(٤) النور : ٥٢.

(٥) الفرقان : ٧١ و ٧٢.

(٦) الشعراء : ٢٢٧.

(٧) النمل : ٢.

٣٣٨

وقال تعالى : إنما امرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شئ وامرت أن أكون من المسلمين * وأن أتلو القرآن (١).

العنكبوت : والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الانهار خالدين فيها نعم أجر العاملين * الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون (٢).

لقمان : هدى ورحمة للمحسنين * الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم يوقنون * اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون (٣).

وقال : يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الامور * ولاتصعر خدك للناس ولاتمش في الارض مرحا إن الله لايحب كل مختال فخور * واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الاصوات لصوت الحمير (٤).

وقال تعالى : ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن ، فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الامور (٥).

الاحزاب : إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات و المتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين لفروجهم والحافظات و الذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعدالله لهم مغفرة وأجرا عظيما (٦).

فاطر : إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم

____________________

(١) النمل ٩١.

(٢) العنكبوت : ٥٨ ـ ٥٩.

(٣) لقمان : ٣ ـ ٥.

(٤) لقمان : ١٧ ـ ١٩.

(٥) لقمان : ٢٢.

(٦) الاحزاب : ٣٥.

٣٣٩

سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور * ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور (١).

الزمر : قل يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب (٢).

ق : وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد * هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ * من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب (٣).

البلد : فلا اقتحم العقبة * وما أدريك ما العقبة * فك رقبة * أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة * ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة * اولئك أصحاب الميمنة * والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشئمة * عليهم نار مؤصدة (٤).

تفسير : « هدى للمتقين » قد مر تفسير الايات في الباب الاول من كتاب الايمان والكفر هذا (٥).

« يا بني إسرائيل » (٦) أي ولد يعقوب « اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم » في تفسير الامام عليه‌السلام : أن بعثت محمدا وأقررته في مدينتكم ولم أجشمكم الحط والترحال إليه وأوضحت علاماته ودلائل صدقه كيلا يشتبه عليكم حاله « وأوفوا بعهدي » الذي أخذه على أسلافكم أنبياؤهم وأمروهم أن يؤدوه إلى أخلافهم ليؤمنن بمحمد العربي الهاشمي المبان بالايات ، والمؤيد بالمعجزات ، الذي من آياته علي بن أبي طالب شقيقه ورفيقه ، عقله من عقله ، وعلمه من علمه ، وحمله من

____________________

(١) فاطر : ٢٩ و ٣٠.

(٢) الزمر : ١٠.

(٣) ق : ٣١ ـ ٣٣.

(٤) البلد : ١١ ـ ٢٠.

(٥) راجع ج ٦٧ ص ١٧.

(٦) البقرة : ٤٠.

٣٤٠