بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٣٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

ولا من السمك إلا ذو فلس (١).

٢٣ ـ قرب الإسناد ، عن محمد بن عيسى والحسن بن ظريف وعلي بن إسماعيل كلهم عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله عن أبيه عليه‌السلام قال قال : الحيتان والجراد ذكي كله (٢).

بيان : الذكي فعيل بمعنى مفعول من التذكية وهي قطع الأوداج وكان المعنى أنهما لا يحتاجان إلى الذبح والنحر بل يكفي أخذهما كما سيأتي إن شاء الله.

٢٤ ـ قرب الإسناد ، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عليه‌السلام أنه سئل عن أكل الجراد فقال لا بأس بأكله ثم قال إنه نثرة من حوتة البحر ثم قال إن عليا عليه‌السلام قال إن الجراد والسمك إذا خرج من الماء فهو ذكي والأرض للجراد مصيدة والسمك أيضا قد يكون (٣).

بيان : قال في النهاية في حديث ابن عباس الجراد نثرة الحوت أي عطسته وحديث كعب إنما هو نثرة حوت (٤) وفي جامع الأصول النثرة للدواب شبه العطسة نثرت الدابة إذا طرحت ما في أنفها من الأذى.

وقال الدميري اختلف في الجراد هل هو صيد بري أو بحري فقيل بحري لما روى ابن ماجه عن أنس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله دعا على الجراد فقال اللهم أهلك كباره وأفسد صغاره واقطع دابره وخذ بأفواهه عن معايشنا وأرزاقنا (٥) فقال : إن الجراد نثرة الحوت من البحر أي عطسته والمراد أن الجراد من صيد البحر يحل للمحرم أن يصيده وحكى الموفق بن طاهر قولا غريبا أنه من صيد البحر

__________________

(١) في المخطوطة : الا ذو الفلس.

(٢) قرب الإسناد : ١٠.

(٣) قرب الإسناد : ٢٤.

(٤) النهاية ٤ : ١٣٣.

(٥) زاد في المصدر : انك سميع الدعاء.

٢٠١

لأنه يتولد من روث السمك وهو شاذ انتهى (١).

أقول كان بعض أفراد الجراد يتولد من نثرة الحوت أو هو على سبيل التشبيه أي هو في الخلق والطيب شبيه بالسمك فكأنه يتولد من نثرته وقوله إذا خرج متعلق بالسمك أو بهما إذا تولد الجراد من الماء ويؤيده أن الجراد في الكافي مؤخر عن السمك فقوله والأرض للجراد مصيدة أي غالبا قوله عليه‌السلام والسمك أيضا قد يكون في الكافي وللسمك قد تكون أيضا وهو أظهر أي الأرض قد تكون مصيدة للسمك أيضا كما إذ وثب على الساحل فأدركه إنسان فأخذه قبل موته.

٢٥ قرب الإسناد ، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال : سئل جعفر عليه‌السلام (٢) عن الربيثا فقال لا بأس بأكلها وددنا أن عندنا منها (٣).

٢٦ ـ ومنه ، عن عبد الله بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : سألته عن سمكة وثبت من النهر فوقعت على الجد (٤) فماتت هل يصلح أكلها قال إن أخذتها (٥) قبل أن تموت فكلها وإن ماتت قبل أن تأخذها فلا تأكلها (٦) وسألته عما حسر الماء من صيد البحر وهو ميت هل يحل أكله قال لا وسألته عن السمك يصاد ثم يوثق فيرد إلى الماء حتى يجيء من يشتريه فيموت بعضه أيحل أكله قال لا لأنه مات في الذي فيه حياته ورسالته عن الصيد يحبسه فيموت في مصيدته أيحل أكله قال إذا كان محبوسا فكل فلا بأس (٧).

__________________

(١) حياة الحيوان ١ : ١٣٧ و ١٣٨.

(٢) في المصدر : قال : سمعت جعفرا يقول وسئل عن الربيثا.

(٣) قرب الإسناد : ١٦.

(٤) في المصدر : على الجرف.

(٥) في المصدر : إذا اخذتها.

(٦) قرب الإسناد : ١١٧.

(٧) قرب الإسناد : ١١٨.

٢٠٢

كتاب المسائل مثل الجميع (١).

تبيين لا خلاف بين الأصحاب في عدم حل ما مات من السمك في غير الشبكة والحظيرة والمشهور بينهم أن ذكاة السمك أخذه حيا سواء أخذه من الماء أو ثبت اليد عليه خارج الماء حيا ولا فرق بين أن يكون المخرج من الماء مسلما أو كافرا على المشهور نعم لا يحل ما وجد في يد الكافر حتى يعلم أنه مات بعد إخراجه من الماء.

وظاهر المفيد تحريم ما أخرجه الكافر مطلقا وقال ابن زهرة الاحتياط تحريم ما أخرجه الكافر ويظهر من الشيخ في الإستبصار الحل إذا أخذه منه المسلم حيا والأول أظهر وقيل المعتبر خروجه من الماء حيا سواء أخرجه من الماء مخرج أم لا واختاره المحقق رحمه‌الله في النكت ويدل عليه رواية زرارة قال قلت السمكة تثب من الماء فتقع على الشط فتضطرب حتى تموت فقال كلها ورواية أخرى وتدل صدر هذه على عدم حلها إن مات قبل أخذها وهو أحوط وإن أمكن حمله على الكراهة ولا يشترط في حل السمك التسمية وغيرها مما يعتبر في الذبح وقال صاحب الوسيلة التسمية مستحبة فيه ولو أخذ وأعيد في الماء فمات فيه لم يحل كما يدل عليه هذا الخبر وكذا لو نصب الماء عنه لا خلاف في حرمته وأما إذا نصب شبكة فمات بعض ما حصل فيها واشتبه الحي بالميت فقد قيل حل الجميع حتى يعلم الميت بعينه اختاره الشيخ في النهاية والقاضي واستحسنه المحقق لدلالة الأخبار الصحيحة عليه وذهب ابن أبي عقيل إلى الحل مع التميز (٢) أيضا وهو الظاهر من الأخبار وأن المعتبر في حله قصد الاصطياد ويدل عليه آخر الخبر أيضا وذهب ابن إدريس والعلامة وأكثر المتأخرين إلى تحريم الجميع لأن ما مات في الماء حرام والمجموع محصور وقد اشتبه الحلال بالحرام فيكون الجميع حراما ولو لم يشتبه

__________________

(١) بحار الأنوار ١٠ : ٢٨١.

(٢) في المخطوطة : مع التمييز.

٢٠٣

فأولى بتحريم الميت وأجابوا عن الأخبار بعدم صراحتها في الموت في الماء فلعله مات خارج الماء أو على الشك في موته في الماء فإن الأصل بقاء الحياة إلى أن فارقته والأصل الإباحة.

وأقول حرمة المشتبه بالحرام ممنوع وقد مضت الأخبار الدالة على خلافها والاحتياط طريق النجاة.

٢٦ ـ الخصال ، عن محمد بن الحسين بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين عن أبي سعيد المكاري عن سلمة بياع الجواري قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام أما السمك فما لم يكن له قشر فلا تأكله الخبر (١).

٢٧ ـ ومنه ، عن أحمد بن الحسن القطان وخمسة أخرى عن مشايخه (٢) عن أحمد بن يحيى بن زكريا عن بكر بن عبد الله بن حبيب عن تميم بن بهلول عن أبي معاوية عن الأعمش عن الصادق عليه‌السلام قال : يؤكل من الجراد ما استقل بالطيران وذكاة السمك والجراد أخذه (٣).

وقال عليه‌السلام الجري والمارماهي والطافي والزمير حرام وكل سمك لا تكون له فلوس فأكله حرام (٤).

٢٨ ـ العيون (٥) ، عن عبد الواحد بن عبدوس عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليه‌السلام فيما كتب للمأمون يحرم الجري والسمك والطافي والمارماهي

__________________

(١) الخصال ١ : ١٣٩ و ١٤٠ ( طبعة الغفارى ) والحديث طويل.

(٢) وهم : أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي ومحمد بن أحمد السنانى والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب وعبد الله بن محمد الصائغ وعلي بن عبد الله الوراق رضى الله عنهم.

(٣) الخصال ٢ : ٦١٠ ( طبعة الغفارى ).

(٤) الخصال ٢ : ٦٠٩ و ٦١٠ طبعة الغفارى.

(٥) عيون أخبار الرضا ٢ : ١٢٦ ( طبعة قم ) باب ما كتبه الرضا ( عليه‌السلام ) للمأمون.

٢٠٤

والزمير وكل سمك لا يكون له فلس.

٢٩ ـ الإحتجاج ، عن هشام بن الحكم قال : قال الصادق عليه‌السلام في جواب ما سأل الزنديق إن السمك ذكاته إخراجه حيا من الماء ثم يترك حتى يموت من ذات نفسه وذلك أنه ليس له دم وكذلك الجراد الخبر (١).

٣٠ ـ العيون ، عن جعفر بن نعيم بن شاذان عن عمه عن محمد بن شاذان (٢) عن الفضل بن شاذان عن ابن بزيع قال : كتبت إلى الرضا عليه‌السلام اختلف الناس علي في الربيثا فما تأمرني فيها فكتب لا بأس بها (٣).

٣١ ـ العلل ، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن عبد الله بن الصلت عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لا تأكل جريثا ولا مارماهيجا ولا إربيان ولا طحالا لأنه بيت الدم ومضغة الشيطان (٤).

٣٢ ـ تحف العقول ، قال الصادق عليه‌السلام لا بأس بأكل صنوف الجراد وما يجوز أكله من صيد البحر من صنوف السمك ما كان له قشور فحلال أكله وما لم يكن له قشور فحرام أكله (٥).

٣٣ ـ إكمال الدين ، عن علي بن أحمد الدقاق عن الكليني عن علي بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن موسى (٦) عن أحمد بن القاسم العجلي عن أحمد بن يحيى المعروف ببرد (٧) عن محمد بن خداهي عن عبد الله بن أيوب عن عبد الله بن هشام عن عبد الكريم بن عمر

__________________

(١) الاحتجاج : ١٩٠ ( طبعة المرتضوية ).

(٢) في المصدر : قال حدثني عمى أبو عبد الله محمد بن شاذان.

(٣) عيون أخبار الرضا : ١٩٠ و ١٩١ ( طبع نجم الدولة ).

(٤) علل الشرائع ٢ : ٢٤٩ ( طبعة قم ).

(٥) تحف العقول : ٣٣٧ و ٣٣٨.

(٦) في المصدر : والكافي : موسى بن جعفر.

(٧) في الكافي : عن أحمد بن يحيى المعروف بكرد عن عبد الله بن أيوب عن عبد الله ابن هاشم عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي.

٢٠٥

الجعفي عن حبابة الوالبية قالت رأيت أمير المؤمنين عليه‌السلام في شرطة الخميس ومعه درة يضرب بها بياعي الجري والمارماهي والزمير (١) والطافي ويقول لهم يا بياعي مسوخ بني إسرائيل وجند بني مروان فقام إليه فرات بن أحنف فقال له يا أمير المؤمنين وما جند بني مروان فقال له أقوام حلقوا اللحى وفتلوا الشوارب (٢).

٣٤ ـ صحيفة الرضا ، بإسناده عن الرضا عليه‌السلام عن آبائه عن الحسين بن علي عليه‌السلام قال : كنا أنا وأخي الحسن وأخي محمد بن الحنفية وبنو عمي عبد الله بن عباس وقثم والفضل على مائدة (٣) نأكل فوقعت جرادة على المائدة فأخذها عبد الله بن عباس فقال للحسن يا سيدي ما المكتوب (٤) على جناح الجرادة قال سألت أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال سألت جدك صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال على جناح الجراد مكتوب إني « أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا » رب الجرادة ورازقها إذا شئت بعثتها لقوم رزقا وإذا شئت بعثتها على قوم بلاء فقام عبد الله بن عباس فقبل رأس الحسن بن علي عليه‌السلام ثم قال هذا والله من مكنون العلم (٥).

دعوات الراوندي ، عن الحسين عليه‌السلام مثله (٦).

٣٥ ـ المحاسن ، عن الوشاء عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول لا بأس بكواميخ المجوس ولا بأس بصيدهم للسمك (٧).

بيان : حمله الشيخ وغيره على ما إذا أخذ المسلم منهم حيا أو شاهد المسلم إخراجه من الماء والظاهر أن الكواميخ هي المتخذة من السمك وهذا التأويل فيه في غاية

__________________

(١) في المصدر والكافي : الزمار.

(٢) كمال الدين : ٢٦٩ ( ط ١ ) وج ٢ : ٥٣٦ ( ط ٢ ) وأصول الكافي ١ : ٣٤٦.

(٣) في المصدر : على مائدة واحدة.

(٤) في المصدر تعلم : ما المكتوب.

(٥) صحيفة الرضا : ٤١.

(٦) دعوات الراوندي : مخطوط.

(٧) المحاسن : ٤٥٤.

٢٠٦

البعد ويمكن حمله على التقية أو على ما ادعوا عدم ملاقاتهم لها مع حمل الكامخ على غير المتخذ من السمك.

٣٦ ـ المحاسن ، عن يعقوب بن يزيد عن إبراهيم بن عبد الحميد قال قال سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول عليكم بالسمك فإنه إن أكلته بغير خبز أجزأك وإن أكلته بخبز أمرأك (١).

بيان : في النهاية مرأني الطعام وأمرأني إذا لم يثقل على المعدة وانحدر عنها طيبا (٢) قال الفراء يقال هنأني الطعام ومرأني بغير ألف فإذا أفردوها عن هنأني قالوا أمرأني.

٣٧ ـ المحاسن ، عن نوح النيسابوري عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أكل السمك قال اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا به خيرا منه (٣).

٣٨ ـ ومنه ، عن أبي القاسم ويعقوب بن زيد عن العبدي (٤) عن ابن سنان وأبي البختري عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : السمك الطري يذيب الجسد (٥).

٣٩ ـ ومنه ، عن علي بن حسان عن موسى بن بكر القصير عن أبي الحسن عليه‌السلام مثله (٦).

٤٠ ـ ومنه ، عن البزنطي عن عبد الله بن محمد الشامي عن حسين بن حنظلة عن أحدهما قال : السمك يذيب الجسد (٧).

٤١ ـ ومنه ، عن محمد بن عيسى عن أبي بصير وأحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن محمد بن سوقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أكل الحيتان يذيب

__________________

(١) المحاسن : ٤٧٥.

(٢) النهاية ٤ : ٩٢.

(٣) المحاسن : ٤٧٥ و ٦٧٦.

(٤) في المصدر : عن القندى.

(٥ ـ ٧) المحاسن : ٤٧٦.

٢٠٧

الجسد (١).

٤٢ ـ ومنه ، عن بعض أصحابه عن عبد الله بن عبد الرحمن عن شعيب عن أبي بصير رفعه قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام مثله (٢).

٤٣ ومنه ، عن بعض أصحابه عن ابن أخت الأوزاعي عن مسعدة بن اليسع عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام السمك الطري يذيب اللحم (٣).

٤٤ ـ ومنه ، عن عثمان بن عيسى رفعه قال : السمك (٤) يذيب شحم العين (٥).

٤٥ ـ وفي حديث أخرى عن مسمع عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : السمك الطري يذيب بمخ العين (٦).

٤٦ ـ وفي حديث آخر يذبل الجسد (٧).

٤٧ ـ ومنه ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أكل الحيتان يورث السل (٨).

٤٨ ـ ومنه ، عن نوح النيسابوري عن سعيد بن جناح عن مولى لأبي عبد الله عليه‌السلام (٩) قال : دعا بتمر في الليل فأكله ثم قال ما بي شهوته ولكني أكلت سمكا ثم قال ومن بات وفي جوفه سمك ولم يتبعه بتمر أو عسل لم يزل عرق الفالج يضرب

__________________

(١) المحاسن : ٤٨٦. أقول : كان المصنف قدس‌سره أدرج بين متن واسناد من غيره والموجود في المصدر : عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن عبد الرحمن عن شعيب عن ابى بصير رفعه قال أمير المؤمنين « عليه‌السلام » : اكل الحيتان يذيب الجسد. ثم ذكر حديث محمد بن سوقه عن أبي عبد الله « عليه‌السلام » وقال : السمك يذيب البدن.

(٢) المحاسن : ٤٧٦ ذكرنا متنه في التعليقة المتقدمة.

(٣) المحاسن : ٤٧٦.

(٤) في المصدر : السمك الطرى.

(٥ ـ ٨) المحاسن : ٤٧٦.

(٩) في المخطوطة : عن كامل مولى لابى عبد الله « عليه‌السلام » ظ.

٢٠٨

عليه حتى يصبح (١).

٤٩ ـ ومنه ، عن أبيه عن صفوان عن منصور بن حازم عن سمرة بن سعيد قال : خرج أمير المؤمنين على بغلة رسول الله عليه‌السلام وخرجنا معه نمشي حتى انتهينا إلى أصحاب السمك فجمعهم فقال أتدرون لأي شيء جمعتكم قالوا لا قال لا تشتروا الجري ولا المارماهي ولا الطافي على الماء ولا تبيعوه (٢).

٥٠ ـ ومنه ، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال حدثني جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا عليه‌السلام كان يركب بغلة رسول الله عليه‌السلام ثم يمر بسوق الحيتان فيقول ألا لا تأكلوا ولا تبيعوا ما لم يكن له قشر (٣).

٥١ ـ ومنه ، عن هارون عن ابن صدقة عن جعفر عن أبيه قال سمعت أبي يقول إذا ضرب صاحب الشبكة فما أصاب فيها من حي وميت (٤) فهو حلال ما خلا ما ليس له قشر ولا يؤكل الطافي من السمك (٥).

بيان : قال الشيخ في التهذيب هذا الخبر محمول على أنه حلال له الحي والميت إذا لم يتميز له فأما مع تميزه فلا يجوز أكل ما مات فيه انتهى (٦).

وربما يحمل على ما إذ لم يعلم موته قبل الخروج من الماء وبعده.

وروى الشيخ بسند صحيح (٧) عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام في رجل نصب

__________________

(١ ـ ٣) المحاسن : ٤٧٧.

(٤) في المصدر : أوميت.

(٥) المحاسن : ٤٧٧.

(٦) تهذيب الأحكام ٩ : ١٢ طبعة الآخوندى ، والحديث رواه الشيخ في التهذيب والاستبصار ٤ : ٦٢ بإسناده عن محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم. ورواه الكليني في الكافي ٢ : ١٤٤.

(٧) والاسناد هكذا : الحسين بن سعيد عن فضاله عن القاسم بن بريد عن محمد ابن مسلم.

٢٠٩

شبكة في الماء ثم رجع إلى بيته وتركها منصوبة فأتاه بعد ذلك وقد وقع فيها سمك فيموتن (١) فقال ما عملت يده فلا بأس بأكل ما وقع فيها (٢).

وقد عرفت ما ذكره الأصحاب فيه.

وأقول يحتمل أن يكون نصب تلك الشبكة في المواضع التي تزيد الماء فيها ثم تنقص بالمد والجزر كالبصرة فعند المد تدخل الحيتان في الشبكة وعند الجزر تبقى فيها ويخرج منها الماء فحينئذ لا يكون موتها في الماء فقوله عليه‌السلام ما عملت يده لبيان أن الموت فيها بمنزلة الأخذ باليد وهذا وجه قريب شائع.

٥٢ ـ المحاسن ، عن محمد بن علي الهمداني عن معتب قال : قال لي أبو الحسن عليه‌السلام يوما يا معتب اطلب لنا حيتانا طرية فإني أريد أن أحتجم فطلبتها له فأتيته بها فقال لي يا معتب سكبج لي شطرها واشو لي شطرها قال فتغدى منها أبو الحسن عليه‌السلام وتعشى (٣).

بيان : سكبج أي اطبخ به سكباجا وهو بالكسر معرب (٤).

٥٣ ـ المحاسن ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن عمر بن حنظلة قالت حملت الربيثا في صرة إلى أبي عبد الله عليه‌السلام فسألته عنها فقال كلها وقال لها قشر (٥).

٥٤ ـ ومنه ، عن أحمد بن محمد عن جعفر بن يحيى الأحول عن بعض أصحابه قال : شهدت أبا الحسن موسى عليه‌السلام يأكل مع جماعة فأتي بسكرجات فمد يده إلى سكرجة فيها ربيثا فأكل منها فقال بعضهم جعلت فداك أردت أن أسألك عنها وقد رأيتك أكلتها

__________________

(١) في المصدر : فيمتن.

(٢) تهذيب الأحكام ٩ : ١١ ( طبعة الآخوندى ) ورواه في الاستبصار ٤ : ٦١ ، ورواه الصدوق في الفقيه ٣ : ٢٠٦ والكليني في الفروع ٦ : ٢١٧.

(٣) المحاسن : ٤٧٧.

(٤) في نسخة : معروف.

(٥) المحاسن : ٤٧٨ فيه : وقد رأيتك.

٢١٠

فقال لا بأس بأكلها (١).

توضيح قال في النهاية فيه لا آكل في سكرجة هي بضم السين والكاف والراء والتشديد إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم وهي فارسية وأكثر ما يوضع فيها الكواميخ ونحوها (٢).

٥٥ ـ المحاسن ، عن أبيه عن صفوان عن عبد الرحمن بن الحجاج عن علي بن حنظلة قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الربيثا فقال قد سألني عنها غير واحد واختلفوا علي في صفتها قال فرجعت فأمرت بها فجعلت (٣) ثم حملتها إليه فسألته عنها فرد علي مثل الذي رد فقلت قد جئتك بها فضحك فأريتها إياه فقال ليس به بأس (٤).

٥٦ ـ ومنه ، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال : سئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن الربيثا فقال لا بأس بأكلها ولوددت أن عندنا منها (٥).

٥٧ ـ ومنه ، عن السياري عن محمد بن جمهور بإسناد له قال حمل رجل من أهل البصرة الإربيان إلى أبي عبد الله عليه‌السلام وقال : إن هذا نتخذ منه عندنا شيء (٦) يقال له الربيثا يستطاب أكله ويؤكل رطبا ويابسا وطبيخا وإن أصحابنا يختلفون منه فمنهم من يقول إن أكله لا يجوز ومنهم من يأكله فقال لي كله فإنه جنس من السمك أما تراها تقلقل في قشرها (٧).

بيان : تقلقل أي يسمر لها صوت إذا حركت في صرة ونحوها وذلك بسبب أن لها قشرا وإذا كان لها قشر وفلوس فهي حلال في القاموس قلقل صوت

__________________

(١) المحاسن : ٤٧٨.

(٢) النهاية ٢ : ١٨٥.

(٣) في المصدر : فجعلت في وعاء.

(٤ و ٥) المحاسن : ٤٧٨.

(٦) في المصدر : وقال له : ان هذا يتخذ منه عندنا شيء.

(٧) المحاسن : ٤٧٨ و ٤٧٩.

٢١١

والشيء قلقلة وقلقالا بالكسر ويفتح حركه.

وفي النهاية فيه ونفسه تقلقل في صدره أي تتحرك لا بصوت شديد (١) وأصله الحركة والاضطراب (٢).

٥٨ ـ المحاسن ، عن بعض العراقيين عن جعفر بن الزبير عن جعفر بن محمد بن الحكيم عن أبيه عن حديد قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام إذا أكلت السمك فاشرب عليه الماء (٣).

٥٩ ـ ومنه ، عن محمد بن سهل بن اليسع والنوفلي عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن عمر بن علي عن أبي الحسن الأول عن أبيه عن جده عن محمد بن علي ابن الحنفية قال : كنت أنا وعبد الله بن العباس بالطائف نأكل إذا جاءت جرادة فوقعت على المائدة فأخذها عبد الله بن العباس ثم قال يا محمد ما سمعت والدك يحدث في هذا الكتاب الذي على جناح الجرادة فقلت قال عليه‌السلام إن عليه مكتوبا إني « أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا » خلقت الجراد جندا من جنودي وأسلطه على من شئت من خلقي (٤).

٦٠ ـ ومنه ، عن محمد بن علي عن أحمد بن عمر بن مسلم عن الحسن بن إسماعيل الميثمي عن يحيى بن ميمون البصري عن رجل عن مقسم مولى ابن عباس قال : لما سير ابن الزبير عبد الله بن العباس إلى الطائف وزاره محمد بن علي ابن الحنفية قال فبينا هو ذات يوم عنده إذ جيء بالخوان للغداء فجاءت جرادة ضخمة حتى تقع على المائدة فسمع ابن عباس صوت وقعها فقال ما هذا الصوت الذي أسمع (٥) قالوا جرادة سقطت على المائدة قال فمن تناوله قالوا مقسم قال يا مقسم انشر جناحيها

__________________

(١) في المصدر : اي تتحرك بصوت شديد.

(٢) النهاية ٣ : ٣٠٨.

(٣ و ٤) المحاسن : ٤٧٩.

(٥) يظهر من السياق أن الواقعة كانت بعد عمى ابن عباس فانه كان في اواخر عمره مكفوفا.

٢١٢

فانظر ما ذا ترى تحتها قال أرى نقطا سودا قال (١) فضرب بيده على فخذ محمد بن علي وكان إلى جنبه فقال هل عندكم في هذا شيء فقال حدثني أبي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه ليس شيء من جرادة إلا وتحت جناحها مكتوب بالسريانية « إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ » قاصم الجبابرة خلقت الجراد جندا من جنودي (٢) أهلك به من شئت من خلقي قال فتبسم ابن عباس ثم قال يا ابن عم هذا والله من مكنون علمنا فاحتفظ به (٣).

٦١ ـ ومنه ، عن أبي أيوب المديني وغيره عن ابن أبي عمير عن ابن المغيرة عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الجراد ذكي حيه وميته (٤).

٦٢ ـ ومنه ، عن عبد الله بن الصلت عن أنس عن عياض (٥) الليثي عن جعفر عن أبيه أن عليا عليه‌السلام كان يقول الجراد ذكي والحيتان ذكي فما مات في البحر فهو ميت (٦).

٦٣ ـ ومنه ، عن أبيه عن عون بن جرير عن عمرو بن هارون الثقفي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام الجراد ذكي كله والحيتان ذكي كله وأما ما هلك في البحر فلا تأكله (٧).

٦٤ ـ فقه الرضا ، قال عليه‌السلام يؤكل من السمك ما كان له فلوس وذكاة السمك والجراد أخذه ولا يؤكل ما يموت في الماء من سمك وجراد وغيره وإذا اصطدت سمكا وفي جوفه أخرى أكلت إذا كان لها فلوس وروي لا يؤكل ما في جوفه لأنه

__________________

(١) في المصدر : فقال : صدقت ، قال.

(٢) في المصدر : خلقت الجراد وجعلته جندا من جنودى.

(٣) المحاسن : ٤٧٩ و ٤٨٠.

(٤) المحاسن : ٤٨٠.

(٥) في المصدر : عن انس بن عياض الليثى.

(٦) المحاسن : ٤٨٠.

(٧) المحاسن : ٤٨٠.

٢١٣

طعمة (١) ولا يؤكل الجري ولا المارماهي ولا الزمار ولا الطافي وهو الذي يموت في الماء فيطفو على رأس الماء (٢).

تفصيل وتبيين قوله إذا اصطدت سمكا أقول ورد بهذا المضمون روايتان إحداها ما روى الشيخ بإسناده (٣) عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام أن عليا سئل عن سمكة شق بطنها فوجد فيها سمكة أخرى فقال كلها جميعا (٤). والأخرى ما رواه بسند مرسل (٥) يمكن أن يعد في الموثقات عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت رجل أصاب سمكة وفي جوفها سمكة قال يؤكلان (٦) جميعا.

وعمل بها الشيخ في النهاية والمفيد وجماعة ومنع ابن إدريس من حلها ما لم تخرج من بطنها حية لأن شرط حل السمك أخذه من الماء حيا والجهل بالشرط يقتضي الجهل بالمشروط ووافقه العلامة في المختلف والتحرير وولده وفي القواعد رجح مذهب الشيخ والمحقق في النافع ومال إليه في الشرائع والعمل بالروايتين أقوى ويؤيده هذه الرواية.

وقول عليه‌السلام إذا كان له فلوس أي كانت من الحيتان التي لها فلس ويحتمل أن يكون المعنى لم تتسلخ فلوسها فإنها حينئذ تغيرت وصارت خبيثة

__________________

(١) في المصدر : لانه طعمة.

(٢) فقه الرضا : ٤٠.

(٣) الاسناد هكذا محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكونى.

(٤) تهذيب الأحكام : ٩ : ٨.

(٥) والسند هكذا : محمد بن يعقوب عن أبي على الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن العباس بن عامر عن ابان عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ( عليه‌السلام ). أقول : ويوجد الحديثان في فروع الكافي : ٢ ١٤٤ ( ط ١ ).

(٦) في المصدر : تؤكلان جميعا.

٢١٤

كما روى الشيخ بسند (١) فيه جهالة عن أيوب بن أعين عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له جعلت فداك ما تقول في حية ابتلعت سمكة ثم طرحتها وهي حية تضطرب آكلها قال إن كان فلوسها قد تسلخت فلا تأكلها وإن لم تكن تسلخت فكلها (٢).

وذهب الشيخ في النهاية إلى حلها مطلقا ما لم تتسلخ ولم يعتبر إدراكها حية وفي المختلف عمل بموجب الرواية واعتبر المحقق وابن إدريس وجماعة في الحل أخذها حية وهو أحوط وإن كان العمل بالرواية حسنا واعتبار عدم التسلخ هنا إما للخباثة أو لتأثير السم فيها ولعله أظهر والرواية التي رواها لم أجدها فيما عندنا من الكتب ولعلها محمولة على التسلخ بقرينة التعليل إذ الظاهر أن قوله لأنه طعمة أراد به أنه صار غذاءه فهو إشارة إلى تغيره.

٦٥ ـ طب الأئمة ، عن أحمد بن الجارود العبدي من ولد الحكم بن المنذر عن عثمان بن عيسى عن ميسر الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : السمك يذيب شحمة العين (٣).

٦٦ ـ وعنه عن أبيه عليه‌السلام قال : إن هذا السمك لرديء لغشاوة العين وإن هذا اللحم الطري ينبت اللحم (٤).

٦٧ ـ ومنه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أقلوا من أكل السمك فإن لحمه يذبل البدن ويكثر البلغم ويغلظ النفس (٥).

بيان : كان غلظ النفس كناية عن البلادة وسوء الفهم أو الهم والحزن ويمكن أن يقر النفس بالتحريك كناية عن بطئه.

__________________

(١) والاسناد هكذا : محمد بن يعقوب عن محمد بن أحمد بن يحيى عن يعقوب بن يزيد عن أحمد بن المبارك عن صالح بن أعين عن الوشا عن أبي عبد الله ( عليه‌السلام ).

(٢) تهذيب الأحكام ٩ : ٨ ورواه الكليني في الفروع ٢ : ١٤٤ ( ط ١ ).

(٣ و ٤) طب الأئمة : ٨٤. طبعة النجف.

(٥) طب الأئمة : ١٧٣.

٢١٥

٦٨ ـ العياشي ، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قد كان أصحاب المغيرة يكتبون إلي أن أسأله عن الجري والمارماهي والزمير وما ليس له قشر من السمك أحرام هو أم لا قال فسألته عن ذلك فقال يا محمد اقرأ هذه الآية التي في الأنعام « قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ » قال فقرأتها حتى فرغت منها فقال إنما الحرام ما حرم الله في كتابه ولكنهم كانوا يعافون أشياء فنحن نعافها (١).

٦٩ ـ ومنه ، عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الجري فقال وما الجري فنعته له فقال « لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ » إلى آخر الآية ثم قال لم يحرم الله شيئا من الحيوان في القرآن إلا الخنزير بعينه ويكره كل شيء من البحر ليس فيه قشر قال قلت وما القشر قال هو الذي مثل الورق وليس هو بحرام إنما هو مكروه (٢).

٧٠ ـ ومنه ، عن الأصبغ عن علي عليه‌السلام قال : أمتان مسختا من بني إسرائيل فأما التي أخذت البحر فهي الجريث (٣) وأما الذي أخذت البر فهو الضباب (٤).

٧١ ـ ومنه ، عن هارون بن عبد (٥) رفعه إلى أحدهم قال : جاء قوم إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام بالكوفة وقالوا له يا أمير المؤمنين إن هذا الجراري تباع في أسواقنا قال فتبسم أمير المؤمنين عليه‌السلام ضاحكا ثم قال قوموا لأريكم عجبا ولا تقولوا في وصيكم إلا خيرا فقاموا معه فأتوا شاطئ الفرات (٦) فتفل فيه تفلة وتكلم

__________________

(١ و ٢) تفسير العياشي ١ : ٣٨٣.

(٣) في نسخة : فهى الجرارى.

(٤) تفسير العياشي ٢ : ٣٤.

(٥) في المصدر : « هارون بن عبيد » وفي الوسائل : « هارون بن عبد ربه » وفي البرهان : هارون بن عبد العزيز.

(٦) في المصدر : فأتوا شاطئ بحر.

٢١٦

بكلمات فإذا بجريثة (١) رافعة رأسها فاتحة فاها فقال له [ لها ] أمير المؤمنين عليه‌السلام من أنت الويل لك ولقومك فقال [ فقالت ] نحن من أهل « الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ » إذ يقول الله في كتابه « إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً » (٢) الآية فعرض الله علينا ولايتك فقعدنا عنها فمسخنا الله فبعضنا في البر وبعضنا في البحر فأما الذين في البحر فنحن الجراري وأما الذين في البر فالضب واليربوع قال ثم التفت أمير المؤمنين عليه‌السلام إلينا فقال أسمعتم مقالتها قلنا اللهم نعم قال والذي بعث محمدا بالنبوة لتحيض كما تحيض نساءكم (٣).

٧٢ ـ المكارم ، عن الصادق عليه‌السلام قال : أكل الحيتان يورث السل (٤).

٧٣ ـ عنه عليه‌السلام قال : أكل السمك الطري يذيب الجسد (٥).

٧٤ ـ عنه عليه‌السلام قال : كان رسول الله إذا أكل السمك قال اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا خيرا منه (٦).

٧٥ ـ عن الحميري قال : كتبت إلى أبي محمد أشكو إليه أن بي دما وصفراء فإذا احتجمت هاجت الصفراء وإذا أخرت الحجامة أضر بي الدم فما ترى في ذلك فكتب إلي احتجم وكل على أثر الحجامة سمكا طريا فأعدت عليه المسألة فكتب إلي احتجم وكل على أثر الحجامة سمكا طريا بماء وملح فاستعملت ذلك فكنت في عافية وصار غذائي (٧).

٧٦ ـ ومنه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال إن عليا عليه‌السلام كان يقول الجراد ذكي

__________________

(١) في المصدر : فاذا بجرية.

(٢) الأعراف : ١٦٣.

(٣) تفسير العياشي ٢ : ٣٥.

(٤) مكارم الأخلاق : ٨٣ ( طبعة التفرشى ) فيه : لحم الحيتان.

(٥ و ٦) مكارم الأخلاق : ٨٣.

(٧) مكارم الأخلاق : ٨٣ في نسخة : وصار ذلك غذائى.

٢١٧

والحيتان ذكي وما مات في البحر فهو ميتة (١).

٧٧ ـ عنه أيضا قال : الحيتان والجراد ذكي كله (٢).

٧٨ ـ روي عن أبي الحسن عليه‌السلام أنه قال : تفرقوا وكبروا (٣) ففعلوا ذلك فذهب الجراد (٤).

٧٩ ـ الكشي ، عن محمد بن مسعود عن جعفر بن أحمد عن العمركي عن أحمد بن شيبة عن يحيى بن المثنى عن علي بن الحسن وزياد عن حريز قال : دخلت على أبي حنيفة فقال لي أسألك عن مسألة لا يكون فيها شيء فما تقول في جمل أخرج من البحر فقلت إن شاء فليكن جملا وإن شاء فليكن بقرة إن كانت عليه فلوس أكلناه وإلا فلا (٥).

الإختصاص ، عن جعفر بن الحسين المؤمن عن حيدر بن محمد بن نعيم عن ابن قولويه عن ابن العياشي جميعا عن محمد بن مسعود مثله (٦).

أقول تمامه في باب مناظرات أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام مع المخالفين.

٨٠ الدلائل ، للحميري عن أخيه عن أحمد بن علي المعروف بابن البغدادي قال وجدت في كتاب المعضلات رواية أبي طالب محمد بن الحسين بن زيد عن أبيه عن ابن رباح يرفعه عن رجاله عن محمد بن ثابت قال : كنت جالسا في مجلس سيدنا أبي الحسن علي بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام إذ وقف به (٧) عبد الله بن عمر بن الخطاب فقال له يا علي بن الحسين بلغني أنك تدعي أن يونس بن متى عرض عليه ولاية أبيك فلم يقبله فحبس في بطن الحوت قال له علي بن الحسين يا عبد الله بن عمر وما

__________________

(١ و ٢) مكارم الأخلاق : ٨٤.

(٣) هى رقية لتفرق الجراد.

(٤) مكارم الأخلاق : ٨٤.

(٥) رجال الكشي : ٢٤٤ ( ط ١ ) و ٣٢٨ ( ط ٢ ).

(٦) الاختصاص : ٢٠٦ و ٢٠٧.

(٧) في المصدر : إذ وقف عليه.

٢١٨

أنكرت من ذلك قال إني لا أقبله فقال أتريد أن يصح لك ذلك قال نعم قال له اجلس ثم دعا غلامه فقال له جئنا بعصابتين وقال لي يا محمد شد عين عبد الله بإحدى العصابتين واشدد عينك بالأخرى فشددنا أعيننا فتكلم بكلام ثم قال حلوا أعينكم فحللناها فوجدنا أنفسنا على بساط ونحن على ساحل البحر فتكلم بكلام فاستجاب له حيتان البحر إذ ظهرت فيهن حوتة عظيمة (١) فقال لها ما اسمك فقالت اسمي نون فقال لها لم حبس يونس في بطنك فقالت له عرض عليه ولاية أبيك فأنكرها فحبس في بطني فلما أقر بها وأذعن أمرت فقذفته وكذلك من أنكر ولايتكم أهل البيت يخلد في نار الجحيم فقال له يا عبد الله أسمعت وشهدت فقال له نعم (٢) فقال شدوا أعينكم فشددناها فتكلم بكلام ثم قال حلوها فحللناها فإذا نحن على البساط في مجلسه فودعه عبد الله وانصرف فقلت له يا سيدي لقد رأيت في يومي عجبا وآمنت به فترى عبد الله بن عمر يؤمن بما آمنت به (٣) فقال لي ألا تحب أن تعرف ذلك فقلت نعم قال قم فاتبعه وماشه واسمع ما يقول لك فتبعته في الطريق ومشيت معه فقال لي إنك لو عرفت سحر بني عبد المطلب لما كان هذا بشيء في نفسك هؤلاء قوم يتوارثون السحر كابرا عن كابر فعند ذلك علمت أن الإمام لا يقول إلا حقا (٤).

__________________

(١) في المصدر : ثم تكلم بكلام فاجابه حيتان البر وظهرت حوتة عظيمة.

(٢) في المصدر : فالتفت الى عبد الله وقال له : أسمعت وشهدت؟ قال : نعم.

(٣) في المصدر : أترى ان عبد الله بن عمر يؤمن به!.

(٤) دلائل الإمامة : ٩٢ فيه : فرجعت وانا عالم ان الامام لا يقول الا حقا.

٢١٩

٥

(باب)

باب أنواع المسوخ وأحكامها وعلل مسخها :

١ ـ العلل ، عن علي بن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن أحمد بن إسماعيل العلوي عن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال حدثنا علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : المسوخ ثلاثة عشر الفيل والدب والأرنب والعقرب والضب والعنكبوت والدعموص (١) والجري والوطواط والقرد والخنزير والزهرة وسهيل قيل يا ابن رسول الله ما كان سبب مسخ هؤلاء قال أما الفيل فكان رجلا جبارا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا وأما الدب فكان رجلا مؤنثا يدعو الرجال إلى نفسه وأما الأرنب فكانت امرأة قذرة لا تغتسل من حيض (٢) ولا غير ذلك وأما العقرب فكان رجلا همازا لا يسلم منه أحد وأما الضب فكان رجلا أعرابيا يسرق الحجاج بمحجنه وأما العنكبوت فكانت امرأة سحرت زوجها وأما الدعموص فكان رجلا نماما يقطع بين الأحبة وأما الجري فكان رجلا ديوثا يجلب الرجال على حلائله وأما الوطواط فكان رجلا سارقا يسرق الرطب من رءوس النخل وأما القردة فاليهود اعتدوا في السبت (٣) وأما الخنازير فالنصارى حين سألوا المائدة فكانوا بعد نزولها أشد ما كانوا تكذيبا وأما سهيل فكان رجلا عشارا باليمن وأما الزهرة فإنها كانت امرأة تسمى ناهيد وهي التي تقول الناس إنه افتتن بها هاروت وماروت (٤).

__________________

(١) الدعموص بالضم : دودة سوداء تكون في الغدران إذا نشت ، والعامة تسميها البلعط.

(٢) في المصدر : من حيض ولا جنابة.

(٣) في نسخة : حين اعتدوا في السبت.

(٤) علل الشرائع ٢ : ١٧٢ طبعة قم.

٢٢٠