• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • القسم التاسع : فتح مكة

  • الباب الأول : إلى مكة

  • الفصل الأول : المجزرة

  • الفصل الثاني : إلى المدينة : خبر وشكوى

  • الفصل الثالث : أبو سفيان في المدينة : تدليس وخداع

  • الفصل الرابع : جيوش تجتمع .. والهدف مجهول

  • الفصل الخامس : ابن أبي بلتعة .. يتجس ويفتضح

  • الفصل السادس : على طريق مكة

  • الفصل السابع : هجرة العباس .. وإسلام ابن الحارث وابن أبي سلمة

  • الفصل الثامن : أبو سفيان في أيدي المسلمين

  • وإذا نظرنا إلى الأمور من حيثية أخرى فسنجد : أن الله تعالى الذي يعامل الناس العاديين من مقامه الربوبي ، فيعتمد منطق الرحمة ، والرفق ، والغفورية ، والتوابية ، والترغيب ، والترهيب وغير ذلك .. يعامل أنبياءه «عليهم‌السلام» من موقع الألوهية ، فيضع لهم النقاط على الحروف بكل صراحة وحزم ، فيقول لواحد من هؤلاء الأنبياء : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) (١).

    ويقول : (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ) (٢) ..

    ثانيا : إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يريد أن يعطي القاعدة للناس ؛ ليعرفوا : أن الحكم الإلهي الذي يجريه على كل البشر ، هو أن نفس ترك نصرة المظلوم يستتبع فقدان النصر الإلهي في موضع الحاجة إليه وله هذا الأثر ، بغض النظر عن أية خصوصية أخرى.

    فهو «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد استخدم أفضل أسلوب بياني تطبيقي ، يجسد الفكرة للآخرين بصورة حية وواقعية ، ويسهل إدراكها وفهمها على كل الناس.

    ثالثا : إن الواجب عليه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هو مجرد النصر لبني كعب ، بحيث يرتفع الظلم عنهم ، ولا يجب عليه أن ينصرهم مما ينصر منه نفسه وأهل بيته ، فإن هذه المرتبة أعلى وأشد من تلك المرتبة ، فالذي تعهد

    __________________

    (١) الآية ٥٦ من سورة الزمر.

    (٢) الآيات ٤٤ ـ ٤٦ من سورة الحاقة.