• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • القسم التاسع : فتح مكة

  • الباب الأول : إلى مكة

  • الفصل الأول : المجزرة

  • الفصل الثاني : إلى المدينة : خبر وشكوى

  • الفصل الثالث : أبو سفيان في المدينة : تدليس وخداع

  • الفصل الرابع : جيوش تجتمع .. والهدف مجهول

  • الفصل الخامس : ابن أبي بلتعة .. يتجس ويفتضح

  • الفصل السادس : على طريق مكة

  • الفصل السابع : هجرة العباس .. وإسلام ابن الحارث وابن أبي سلمة

  • الفصل الثامن : أبو سفيان في أيدي المسلمين

  • حسبما أسلفناه في الصفحات السابقة.

    شهر رمضان لماذا؟! :

    ١ ـ لقد كانت سياسة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في كثير من حروبه مع أعدائه ، وخصوصا في غزوة الفتح ، هي اعتماد عنصر المباغته.

    وقد توفر هذا العنصر أيضا في اختيار شهر رمضان المبارك ، وهو شهر الصوم والعبادة ، للقيام بحملة واسعة وكبيرة ، لأن ذلك كان من الأمور التي يقلّ احتمالها في حسابات الناس عادة ، حيث يتوقعون إخلاد الناس للراحة في هذا الشهر ، وعكوفهم على العبادة ، وعزوفهم عن الأسفار ، حتى لا يضطروا لقضاء الصوم في أيام فطر الناس.

    وبذلك يصح اعتبار هذا التوقيت من العناصر التي ساعدت على مباغتة القوم ، ومفاجأتهم كما هو ظاهر ..

    ٢ ـ ثم إن لشهر رمضان أثره الإيحائي في نفوس أهل الإيمان ، من حيث أنه يهيئهم للعيش في كنف الله ، والشعور بحضوره ، ويؤكد علاقتهم به تبارك وتعالى. فكيف إذا انضم إلى ذلك أن حركتهم هذه إنما هي باتجاه بيت الله ، وحرمه ، وأقدس البقاع وأشرفها؟ ويقودهم ويرعاهم أفضل الأنبياء وأكرمهم وأشرفهم؟!.

    ولعل أهم ما في الأمر : أن ذلك يحقق درجة كبيرة من التمازج العملي فيما بين المعاني والقيم الإيمانية ، وبين حركة الإنسان في الحياة ، ويعطي هذه الحركة معناها الروحي ، ويتجلى ذلك فيها بعمق ، وبوضوح ، ويمنح الإنسان قدرة أكبر على الشعور بهذا التمازج ، وتتفاعل مشاعره وأحاسيسه معه ، وتحت وطأته.