• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • القسم التاسع : فتح مكة

  • الباب الأول : إلى مكة

  • الفصل الأول : المجزرة

  • الفصل الثاني : إلى المدينة : خبر وشكوى

  • الفصل الثالث : أبو سفيان في المدينة : تدليس وخداع

  • الفصل الرابع : جيوش تجتمع .. والهدف مجهول

  • الفصل الخامس : ابن أبي بلتعة .. يتجس ويفتضح

  • الفصل السادس : على طريق مكة

  • الفصل السابع : هجرة العباس .. وإسلام ابن الحارث وابن أبي سلمة

  • الفصل الثامن : أبو سفيان في أيدي المسلمين

  • سيد كنانة!! يطلب النصيحة!! :

    وأول طلب وضعه أمام الإمام علي «عليه‌السلام» هو النصيحة منه.

    ولا شك في أن هذا الطلب من أبي سفيان غريب وعجيب ، لا لأن عليا «عليه‌السلام» يبخل بالنصيحة على أي كان من الناس .. فحاشا عليا «عليه‌السلام» أن يبخل بأمر كهذا ..

    بل لأن هذا الرجل لا يريد النصيحة بالحق ، بل يريد النصيحة التي تعزز وتقوي ، وتنتج تضييعا للحق ، وتزويرا للحقيقة ، وظلما آخر لأولئك الأبرياء من خزاعة ، والذين كان أكثرهم من الصبيان ، والنساء ، والضعفاء. وتقوية ونصرا لظالمهم ، ومرتكب الجريمة البشعة والفظيعة بحقهم.

    والغريب في الأمر : أن يطلب أبو سفيان هذه النصيحة التي هي بهذه المثابة من نفس ذلك المعني بالحفاظ على حقوق الناس ، ويفترض فيه أن ينصر المظلوم ، وأن يأخذ بحقه من ظالمه!!

    وكانت نصيحة علي «عليه‌السلام» تقضي : بحمله عن الكف عن هذا السعي الظالم ، والقائم على الخديعة والمكر حتى لنبي الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

    وتتلخص الطريقة التي اعتمدها بتذكير أبي سفيان بما يعتقده لنفسه ، من مكانة في كنانة كلها ، فأقر بأنه هو سيد كنانة.

    ثم إنه «عليه‌السلام» ألزمه بمقتضيات هذه السيادة التي يعطيها لنفسه ، لو كان صادقا فيما يدّعيه ، ومنها أن يقبل الناس جواره.

    ولكن أبا سفيان كان يعرف أن هذه السيادة التي يدّعيها ليست بهذه المثابة ، ولا تكفي لتحقيق الغرض الذي سعى إليه ، ولكنه سأل عليا «عليه