التي يعبر فيها حاطب عن عدم معرفته بمقصد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وأنه يريد لهم أن يكونوا على حذر. وستأتي مبررات ذلك عن قريب إن شاء الله تعالى.
مقدار الجعل على حمل الرسالة :
ونحن نشك في أن يكون الجعل الذي أعطاه حاطب لتلك المرأة لكي تحمل الرسالة إلى مكة هو دينار واحد ، أو نحو ذلك ، فإنها قيمة زهيدة لا يرغب بها راغب ، ولا سيما مع هذه الأخطار التي قد تتعرض لها.
إلا إذا فرض : أن تلك المرأة هي سارة التي قدمت من مكة ، وتريد أن ترجع إلى بلدها .. أو أنها امرأة أخرى مضطرة للسفر على كل حال ، وقد أرادت أن تسدي هذه الخدمة للمشركين ، وتستفيد بعض المال أيضا عن هذا الطريق.
هل نافق حاطب؟! :
وذكر الحلبي : أن مراد عمر بقوله عن حاطب : قد نافق : أنه خالف الأمر ، لا أنه أخفى الكفر ، لقوله «صلىاللهعليهوآله» : قد صدقكم ، ولا تقولوا له إلا خيرا. وعليه يشكل قول عمر المذكور ، ودعاؤه عليه بقوله : قاتلك الله.
إلا أن يقال : يجوز أن يكون قول عمر له ذلك كان قبل قول رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ما ذكر (١).
__________________
(١) راجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٦ و (ط دار المعرفة) ص ١٣.