• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • القسم التاسع : فتح مكة

  • الباب الأول : إلى مكة

  • الفصل الأول : المجزرة

  • الفصل الثاني : إلى المدينة : خبر وشكوى

  • الفصل الثالث : أبو سفيان في المدينة : تدليس وخداع

  • الفصل الرابع : جيوش تجتمع .. والهدف مجهول

  • الفصل الخامس : ابن أبي بلتعة .. يتجس ويفتضح

  • الفصل السادس : على طريق مكة

  • الفصل السابع : هجرة العباس .. وإسلام ابن الحارث وابن أبي سلمة

  • الفصل الثامن : أبو سفيان في أيدي المسلمين

  • الله عليه وآله» عليهم ..

    وقد كان لا بد من رد أبي سفيان خائبا ليفهم : أن أساليب المكر والإحتيال لا تجدي في إماتة الحق ، وإحياء الباطل. وهذا ما جرى له فعلا.

    أساليب استخبار اتية فاشلة :

    وحين التقى أبو سفيان ببديل بن ورقاء وصحبه ، وظن أنهم راجعون من المدينة ، بادر إلى التعامل وفق سجيته الماكرة ، التي تظهر الود والصفاء ، وتبطن الخبث والحقد والبغضاء ، فبادر إلى طرح السؤال عن أخبار المدينة على بديل ، وكأن عودته منها أمر مفروغ عنه ..

    فلما أنكر بديل أن يكون له علم بشيء منها بادر بطرح سؤال آخر أكثر صراحة من سابقه ، على أمل أن تأخذهم المفاجأة ، وتهيمن عليهم هزة مشاعرية تستثير أريحية الكرم فيهم ، فيبادرون إلى الإجابة بكلمة نعم ، رغبة منهم في البذل والعطاء. واكتساب الحمد والثناء.

    فسألهم إن كان لديهم شيء من تمر يثرب يطعمونه إياه. ولكنه وجدهم أيضا متيقظين لحيلته ، راصدين لحركته. حين أجابوه بالنفي ..

    فاضطر إلى الجهر بنواياه ، والكشف عن خفاياه وخباياه ، فقال لبديل : هل جئت محمدا الخ ..

    وجاءه الجواب بالنفي أيضا ، مصحوبا بتبرير معقول ومقبول ، لا سبيل إلى رده ، ولا مجال للمناقشة فيه ..

    فلم يكن أمامه خيار سوى السكوت ، وانتظر أبعار إبلهم ليتفحّصها بعد رحيلهم ، ليستدل منها على ما يريد .. فوجد فيها بعض ما يشي بصدق