• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • القسم التاسع : فتح مكة

  • الباب الأول : إلى مكة

  • الفصل الأول : المجزرة

  • الفصل الثاني : إلى المدينة : خبر وشكوى

  • الفصل الثالث : أبو سفيان في المدينة : تدليس وخداع

  • الفصل الرابع : جيوش تجتمع .. والهدف مجهول

  • الفصل الخامس : ابن أبي بلتعة .. يتجس ويفتضح

  • الفصل السادس : على طريق مكة

  • الفصل السابع : هجرة العباس .. وإسلام ابن الحارث وابن أبي سلمة

  • الفصل الثامن : أبو سفيان في أيدي المسلمين

  • أو أنه كان في الشام ولم يكن في مكة حين الإعتداء على الخزاعيين (١).

    وهذا معناه : أن لا يجد بديل بن ورقاء أي مانع من الإبقاء على علاقته به ، ويكون همزة وصل ، لو حصل في المستقبل ما يحتاج إلى تفاوض ، أو تدخل لمنع حدوث الأسوأ ..

    ثانيا : إنه إذا كانت خزاعة تعيش في دائرة الخطر ، ولم يكن يمكنها الحصول على الأمن المطلوب إلا عن طريق المداراة والمصانعة ، بانتظار الوقت الذي تتمكن فيه من تجاوز المحنة ، أو كان هذا الأمر يختص ببديل بن ورقاء فقط ، فإن هذه المداراة تصبح مقبولة إذا بقيت في حدود المعقول ، وليس في ذلك أية غضاضة أو وهن على بديل ولا على خزاعة ، وذلك ظاهر لا يخفى.

    بين الثأر .. والقصاص :

    وقد تقدم : أن نوفل بن معاوية صار يقرّع بني بكر ويقول لهم : «تسرقون الحاج في الحرم ، ولا تدركون ثاركم»!!

    ومعلوم : أن مفهوم الثأر يعتمد على تبلور حالة من الحنق الشخصي في اندفاع ساحق ومدمر ، مع إغفال أي حساب آخر سوى إرضاء نزعة الحقد الأسود بهذا البطش الأرعن وغير المسؤول ، الذي لا يبالي بالضحية التي تكون في موقع البراءة والطهر في أكثر الأحيان ..

    وخير شاهد على هذه الرعونة هو : انتقام بني بكر حتى من الصبيان والنساء ، والضعفاء ، وذلك ثأرا لأناس قتلوا قبل عشرات السنين. أي قبل

    __________________

    (١) راجع : البحار ج ٢١ ص ١٢٦ عن مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٧٧ وعن إعلام الورى ج ١ ص ٢١٧ والأنوار العلوية للنقدي ص ١٩٩.