الْمُرْتَجِلِ بْنِ مَعْمَرٍ ، عَنْ ذَرِيحٍ الْمُحَارِبِيِّ ، عَنْ عَبَايَةَ (١) الْأَسَدِيِّ ، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ ، قَالَ :
خَرَجْتُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام إِلَى الظَّهْرِ (٢) ، فَوَقَفَ بِوَادِي السَّلَامِ كَأَنَّهُ مُخَاطِبٌ (٣) لِأَقْوَامٍ ، فَقُمْتُ بِقِيَامِهِ حَتّى أَعْيَيْتُ (٤) ، ثُمَّ جَلَسْتُ حَتّى مَلِلْتُ ، ثُمَّ قُمْتُ حَتّى نَالَنِي مِثْلُ مَا نَالَنِي أَوَّلاً ، ثُمَّ جَلَسْتُ حَتّى مَلِلْتُ ، ثُمَّ قُمْتُ (٥) وَجَمَعْتُ رِدَائِي ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي قَدْ أَشْفَقْتُ عَلَيْكَ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ ، فَرَاحَةَ سَاعَةٍ (٦) ، ثُمَّ طَرَحْتُ (٧) الرِّدَاءَ لِيَجْلِسَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لِي (٨) : « يَا حَبَّةُ ، إِنْ هُوَ إِلاَّ مُحَادَثَةُ مُؤْمِنٍ ، أَوْ مُؤَانَسَتُهُ ».
قَالَ : قُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّهُمْ لَكَذلِكَ؟
قَالَ : « نَعَمْ (٩) ، وَلَوْ كُشِفَ (١٠) لَكَ لَرَأَيْتَهُمْ حَلَقاً حَلَقاً
__________________
(١) هكذا في « بث ، بس ، جس » وحاشية « جح » والوافي والبحار. وفي « ظ ، ى ، بح ، بخ ، جح ، جن » والمطبوع : « عبادة ».
والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ عبادة الأسَدي منصرف إلى عبادة بن زياد الأسَدي الكوفي الذي ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام ، ج ١٧ ، ص ٢٠٨ ، الر قم ١٩٨ ، في من توفّي سنة ٢٣١ ، وهو متّحد مع عَبَادة بن زياد الأسَدِي الذي ترجم له النجاشي في رجاله ، ص ٣٠٤ ، الر قم ٨٣٠ ونسب إليه كتاباً رواه حميد بن زياد ، عن إبراهيم بن سليمان النِّهمي عنه.
وأمّا حبة العرني ـ وهو ابن جوين ـ فأكثر ما قيل في سنة وفاته ، هي سنة ٧٩ ، فيستبعد جدّاً رواية عبادة بن زياد عنه.
وعَباية الأسدي. هو عباية بن ربعيّ الذي عُدّ من أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام. وروى في مائة منقبة لابن شاذان ، ص ١٨ بعنوان عباية عن حبّة العرني عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام. راجع : رجال البرقي ، ص ٥ ؛ رجال الطوسي ، ص ٧١ ، الر قم ٦٥٦.
(٢) في مرآة العقول : « إلى الظهر ، أي ظهر الكوفة ».
(٣) في الوافي : « مخاطباً ».
(٤) « أعييتُ » أي كللت وتعبت. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ص ١١٢ ( عيا ).
(٥) في « ى » : ـ « حتّى نالني ـ إلى ـ ثمّ قمت ».
(٦) في مرآة العقول : « فراحة ساعة ، منصوب بفعل مقدّر ، أي اطلب ، أو أطلب راحة ساعة ؛ أو مرفوع والخبرمقدّر ، أي أولى وأحرى ».
(٧) في « بث ، جس » والوافي : « وطرحت ».
(٨) في الوافي والبحار : ـ « لي ».
(٩) في « ى » : ـ « نعم ».
(١٠) في « بح » : « كشفت الغطاء ».