الْمُؤْمِنِ لِيُهَوِّنَ عَلَيْهِ وَيُخْرِجَهَا مِنْ أَحْسَنِ وَجْهِهَا (١) ، فَيَقُولُ النَّاسُ : لَقَدْ شَدَّدَ عَلى فُلَانٍ الْمَوْتَ ، وَذلِكَ تَهْوِينٌ مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَيْهِ ».
وَقَالَ : « يُصْرَفُ عَنْهُ ـ إِذَا كَانَ مِمَّنْ (٢) سَخِطَ (٣) اللهُ عَلَيْهِ ، أَوْ مِمَّنْ أَبْغَضَ اللهُ أَمْرَهُ ـ أَنْ يَجْذِبَ الْجَذْبَةَ الَّتِي بَلَغَتْكُمْ بِمِثْلِ السَّفُّودِ (٤) مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ ، فَيَقُولُ النَّاسُ : لَقَدْ هَوَّنَ اللهُ (٥) عَلى فُلَانٍ الْمَوْتَ ». (٦)
٤٣٢٦ / ٢. عَنْهُ (٧) ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ رَجُلٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم عَلى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ (٨) ، فَقَالَ : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ، ارْفُقْ بِصَاحِبِي (٩) ؛ فَإِنَّهُ مُؤْمِنٌ ، فَقَالَ : أَبْشِرْ يَا مُحَمَّدُ ؛ فَإِنِّي بِكُلِّ مُؤْمِنٍ رَفِيقٌ ، وَاعْلَمْ يَا مُحَمَّدُ ، أَنِّي أَقْبِضُ رُوحَ ابْنِ آدَمَ ، فَيَجْزَعُ أَهْلُهُ (١٠) ، فَأَقُومُ فِي نَاحِيَةٍ (١١) مِنْ دَارِهِمْ ، فَأَقُولُ (١٢) : مَا هذَا الْجَزَعُ؟ فَوَ اللهِ ، مَا تَعَجَّلْنَاهُ (١٣) قَبْلَ أَجَلِهِ ،
__________________
دعائيّة من كلام الراوي أن يصرف عنه السوء ، فلا يخفى ما فيه. وقيل : يصرف عنه ، جملة استئنافيّة مؤكّدة لقوله : « وذلك تهوين من الله ، أي يصرف الله السوء عن المؤمن. ويحتمل أن يكون المراد أنّه يردّ الروح إلى جسده بعد قرب النزع مرّة بعد اخرى ؛ لئلاّ يشقّ عليه مفارقة الدنيا دفعة فيهون عليه ، والكافر يصرف عنه ذلك ، والله يعلم ».
(١) في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جس ، جن » : « وجوهها ».
(٢) في « جح » : « من ».
(٣) في « بث » : « يسخط ».
(٤) قال الجوهري : « السَفُّود ، بالتشديد : الحديدة التي يشوى بها اللحم ». راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٨٩ ( سفد ).
(٥) في « ى ، بس ، جح ، جس » والبحار : ـ « الله ».
(٦) الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٦١ ، ح ٢٣٩٩٨ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ١٦٦ ، ح ٣٥.
(٧) الضمير راجع إلى محمّد بن عيسى ، المذكور في السند السابق.
(٨) « يجود بنفسه » أي يُخرجها ويدفعها ، كما يدفع الإنسان ماله يجود به ، والجود : الكرم. يريد أنّه كان في النزعوسياق الموت. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣١٢ ( جود ).
(٩) في « جح » : « لصاحبي ».
(١٠) في « جس » : ـ « فيجزع أهله ».
(١١) في « بث » : « بناحية ». وفي « بخ » وحاشية « بث » : « من ناحية ».
(١٢) في « جس » : « فنقول ».
(١٣) في « جس » : « ما تعجّلنا ».