لكنها ضعيفة السند فانّ علي بن حنظلة لم يوثق (١) ، إلاّ أن يدعى أنّ في السند الحسن بن علي بن فضال ، وقد ورد في حق بني فضال بالأخذ بما رووا وطرح ما رأوا كما ادعاه شيخنا الأنصاري قدسسره (٢). لكن الرواية لم تثبت في نفسها لضعف سندها. وعلى تقدير الثبوت فلا تدل على أكثر من توثيق بني فضال وعدم سقوطهم بالانحراف عن الوثاقة ، لا أنّ رواياتهم تقبل حتى لو رووا عن فاسق أو ضعيف أو مجهول بحيث يكونون أعظم شأناً من زرارة ومحمد بن مسلم وأضرابهما بل ومنهم أنفسهم حال الاستقامة.
أو يدعى أنّ في السند عبد الله بن بكير وهو من أصحاب الإجماع.
وفيه : أيضاً ما لا يخفى ، لعين المناقشة المتقدمة ، فإنّ أصحاب الإجماع يصدقون فيما يقولون ، فهم موثوقون في أنفسهم ، لا أنّ رواياتهم تقبل حتى عن ضعيف أو مجهول كما أشرنا إليه مراراً. فهذه الرواية ساقطة والأولى الاستدلال بالروايات الآتية.
ومنها : صحيحة عبيد بن زرارة قال : « سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الركعتين الأخيرتين من الظهر ، قال : تسبّح وتحمد الله وتستغفر لذنبك ، وإن شئت فاتحة الكتاب فإنّها تحميد ودعاء » (٣) وهي صحيحة السند ظاهرة الدلالة ، غير أنّها خاصة بالظهر فيتعدى إلى غيرها بعدم القول بالفصل.
والعمدة في المقام صحيحتان ، إحداهما : صحيحة معاوية بن عمار قال : « سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن القراءة خلف الإمام في الركعتين الأخيرتين
__________________
(١) سيأتي في ذيل المسألة الثانية [ ص ٤٧٩ ] توثيقه وإن خلت عنه كتب الرجاليين لرواية معتبرة دالة عليه.
(٢) كتاب الصلاة ١ : ٣٦.
(٣) الوسائل ٦ : ١٠٧ / أبواب القراءة في الصلاة ب ٤٢ ح ١.