البرودة (١) ، فإنها إما أن تعدّ للحرارة مادة أو تحفظ ما هيّأتها الحرارة ، ولا مرتبة للبرودة (٢) فى القوى الداخلة فى الأعراض الطبيعية إلا منفعة تابع وتال ، وتخدمهما جميعا اليبوسة والرطوبة (٣) ، وهناك آخر درجات القوى.
__________________
(١) فى تعليقة نسخة : لكن الحرارة تخدمها البرودة فانها اما ان تعدّ للحرارة مادة او تحفظ ما افادت الحرارة من التحليل وحاجة الجاذبة والدافعة الى اليبوسة من وجهين الاول تمكين الروح الحاملة للقوة فى الحركة. الثانى تجويد هيئة الالة وتقويتها والهاضمة انما تحتاج الى الرطوبة لتسييل الغذاء وتهيئته للنفوذ فى المجارى والقبول للاشكال. كذا فى القانون.
(٢) فى تعليقة نسخة : البرودة تنفع الماسكة فى الامساك بالعرض بان يحتبس الليف على هيئة الاشتمال الصالح للامساك وكذا الماسكة تنفع الدافعة بالبرودة لأنها يمنعها تحليل الريح المعينة للدفع كذا فى القانون.
(٣) قوله : « وتخدمهما جميعا اليبوسة والرطوبة » ، اقول : كانت العبارة وتخدمها بافراد الضمير ، والصواب تثنية الضمير كما فى النسخ المصحّحة من الشفاء التى عندنا. على ان الافراد مستلزم للتكرار لان الشيخ صرح اولا بان الكيفيات الاربع تخدم جميع ذلك. فراجع الفصل الثالث من التعليم السادس من كليات القانون ( ص ١٤١ من الطبع الناصرى ) والى شرح المواقف ص ٤٢٦ طبع القسطنطنية ، وان كان كلام الايجى والمير فى المقام انموزجا من القانون. قال الايجى : وهذه القوى الاربع تخدمها الكيفيات الاربع فاشد القوى حاجة إلى الحرارة ، الهاضمة ثم الجاذبة ثم الدافعة ثم الماسكة. واشد القوى حاجة الى اليبوسة الماسكة ثم الجاذبة ثم الدافعة والهاضمة لا حاجة لها الى اليبس بل الى الرطوبة. وقال الشارح : والبرودة مع كونها منافية بالذات لافعال هذه القوى تخدم بالعرض الماسكة باعانتها على حبس الليف المورب على هيئة الاشتمال الصالح للامساك. وتخدم كذلك الدافعة بانها تمنع تحليل الريح المعينة على الدفع. وايضا تغلظها ، وكلما كانت الريح اغلظ كانت اعون. وايضا تجمع الليف العاصر وتكثفه فتكون اقوى فى الدفع ، فظهر مما ذكر ان الحرارة تخدم جميع هذه القوى. والبرودة لا تخدم الا الماسكة والدافعة وأن اليبوسة تخدم ما سوى الهاضمة والرطوبة تخدمها فقط. انتهى نقلناها باختصار.