تقع حائدة عن ذلك السطح أن يتأدى منها المبصر إلى البصر.
فإن سئلنا نحن : أنكم ما بالكم توجبون أن تقع تأدية هذا الشبح على الاستقامة أو على هيئة مّا وقوعا إلى بعض الأبصار المماسة له دون بعض.
فنقول : أما نحن بالحقيقة فلا نقول : إن الهواء مؤدّ على أنه قابل شىء ألبتة من الرسوم والأشباح من شىء ليحمله إلى شىء ، بل نقول : إن من شأن النيّر أن يتأدى شبحه إلى المقابل له إن لم يكن بينهما عائق هو الملون ، بل كانت الواسطة بينهما مشفة. ولو كانت الواسطة قابلة أو لا ثم مؤدية (١) لأدّت إلى الأبصار كلها كيف كان وضعها (٢) كما تؤدّى الحرارة إلى الملامس كلها كيف كان وضعها.
ثم من الأمور التى يجب أن يبحث عنها فى هذا الموضع هو أنّ كثيرا ما نرى الشبح وذا الشبح معا دفعة واحدة ونراهما متميزين ، أعنى أنا نرى فى المرآة شبح شىء ونراه أيضا بنفسه من جانب وذلك معا ، وعسى أن ذلك إنما يقع بسبب خطى شعاع أحدهما يصير إليه بالاستقامة ، والآخر على زاوية عكس. ولأن الواقعين على الشىء اثنان (٣) ، فمن جهة ذلك
__________________
ثم ، اعلم ان عبارات التحصيل فى المقام مطابقة للشفاء وهو نقل العبارة المذكورة ايضا هكذا : « وان كان لا الاّ فى السطوح التى ... » ص ٧٧٥ ـ ط ١.
(١) يكون المشف مؤدّيا بمعنى انه شرط لحصول الابصار ( ص ٢٩٤ ج ٢ من المباحث المشرقية ).
(٢) فى تعليقة نسخة : ولكن ليس كذلك والواسطة لا تكون قابلة بل تكون مؤدية.
(٣) قال الرازى فى المباحث المشرقية ج ٢ ص ٣١٢ : « اما ان يكون ذلك بسبب انه وقع شعاعان على المرئى او لان احدهما اتصل به على الاستقامة والاخر اتصل به منعكسا عن المرآة والاول باطل لوجهين :
اما اولا فلان وقوع الشعاعين على المرئى لا يوجب ان يرى الواحد اثنين فان الاشعة عندهم كلما تراكمت واجتمعت كان الادراك اشد تحقيقا وابعد عن الغلط فى العدد والخصوم معترفون بذلك. واما ثانيا فلانه لا يمكن ان يلمس شعاعان شيئا واحدا لان