وخصص أيضاً السيد جعفر مرتضى العاملي في
كتابه الصحيح من السيرة مساحة واسعة استوعبت الكثير من الأدلّة العقلية والنقلية في ردّ تلك الأكذوبة .
وللعلّامة السيد عبد الحسين شرف الدين
كلام حول هذه المزعومة أحببت إيراده بلفظه ، قال قدسسره
في بيان معنى الآية الشريفة : (
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى
الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ )
: ( فإنّه لا يراد بها أن الشيطان يُلقي في نفس الرسول أو النبي شيئاً والعياذ بالله ، ليشكل الأمر فنحتاج إلى تخريج الآية على خلاف ظاهرها ، وإنّما المراد ما نصّت الآية عليه من أنّ الشيطان يلقي في الأُمنية نفسها ، أي : يُلقي فيما يتمنّاه الرسول أو النبي من الخير والسعادة شيئاً من التشويه في نظر رعاع الشيطان والناعقين معه ، ليصدّهم بسبب ذلك عمّا تمنّاه الرسول لهم ، ويحول بين الأُمنية وتحقّقها في الخارج ، فتكون الآية الحكيمة على حدّ قول القائل : ما كل ما يتمنّى المرء يدركه.
هذا هو المراد من الآية قطعاً وهو
المتبادر منها إلى الأذهان .. والعجب من غفلتهم عنه على وضوحه وكونه هو اللائق بالذكر الحكيم والنبي العظيم وسائر الرسل والأنبياء عليهمالسلام.
فلا يجوز حمل الآية على ما سواه أبداً.
أما حديث الغرانقة فإنّه من مختلقات
الزنادقة كما أوضحناه على سبيل التفصيل في رسالة أفردناها لهذا الحديث ولكل ما كان حوله متناً وسنداً أسميناها «
خرافة الزنادقة أو سخافة الغرانقة »
والله المسؤول أن يوفّقنا
________________