وسجد معه المسلمون والمشركون والجنّ والإنس ) (١) ، وزاد الطبراني : ( أنّ النبي صلىاللهعليهوآله سجد وهو بمكة بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجنّ والإنس ) (٢).
وعبارة ( وسجد معه المسلمون والمشركون ) في لفظ البخاري موجودة بعينها في أكذوبة الغرانيق ، ولهذا صرح ابن كثير بأن اصل قصة الغرانيق في صحيح البخاري (٣) فالبخاري إذن يرى صحّة تلك الفرية التي ليس بها مرية.
وقد تصدّى علماء الإمامية قديماً وحديثاً لهذه الفرية العظيمة على رسول الله صلىاللهعليهوآله وردوها بأبلغ الردود العلمية الشافية ، واستهجنوا روايتها والتصديق بها.
فقد وصفها السيد المرتضى بأنها خرافة (٤).
وقال العلّامة الحلي بعد ذكر خبر الغرانيق : ( وهذا في الحقيقة كفرٌ ) (٥).
وقال الشهيد الثالث القاضي نور الله التستري : ( وهذا عين الكفر ) (٦).
وقال المحقّق الداماد في خبر الغرانيق : ( ولا يستريب ذو بصيرة في أنّه باطل مردود ولا يستصحّه العقل ولا النقل ، والبرهان قائم بالقسط على كذبه
________________
(١) صحيح البخاري ٦ : ٥٢.
(٢) المعجم الأوسط / الطبراني ٣ : ١٩٧ ، وانظر : المعجم الكبير له أيضاً ١١ : ٢٥٣ ، مشكل الآثار / الطحاوي ١ : ٣٥٢ ، والسنن الكبرى / البيهقي ٢ : ٣١٣.
(٣) انظر : البداية والنهاية / ابن كثير ٣ : ١١٣ ، والسيرة النبوية له أيضاً ٢ : ٥٦.
(٤) تنزيه الأنبياء / السيد المرتضى : ١٠٧.
(٥) الرسالة السعدية / العلّامة الحلي : ٧٣.
(٦) الصوارم المهرقة في نقد الصواعق المحرقة / القاضي نور الله التستري : ٢٢٥.