ذكره امتناع ظهور الخوارق على الأولياء عند المعتزلة ، ووجوب ظهورها على الأئمة عليهمالسلام عند الإمامية ما هذا لفظه : « وذهب الشيخ أبو الحسن والمحققون من الأشعرية كالغزالي والجويني وصاحب النهاية وغيرهم إلى جواز ظهورها عليهم ، وهو الذي ذهب إليه أئمة الزيدية ومن تابعهم من علماء الدين » (١).
وذكر ابن عابدين من العامة في حاشية ردّ المحتار عن التفتازاني أنّه نقل عن النسفي حين سُئل عن ما يُحكى أنّ الكعبة كانت تزور واحداً من الأولياء ، هل يجوز القول به ؟ فقال : « نقض العادة على سبيل الكرامة لأهل الولاية جائز عند أهل السنّة » (٢).
وقال ابن عابدين في مكان آخر : « والحاصل أنّه لا خلاف عندنا في ثبوت الكرامة » (٣).
وأما عن بني نوبخت فليس كلهم على المنع من ذلك ، إذ بيّن الواعظ الجرندابي في تعليقاته على أوائل المقالات ما يدل أنّ بعض النوبختيين المتأخرين يوافقون في ظهور الإعلام والمعجزات على الأئمة عليهمالسلام ، إذ نقل عن الشيخ الجليل أبي إسحاق إبراهيم بن نوبخت قوله في كتابه ( الياقوت ) : « وظهور المعجزات على أيدي الأئمّة عليهمالسلام جائز ، ودليله قصة مريم وآصف وغير ذلك ». ثم نقل عن العلّامة الحلي في شرحه لكتاب الياقوت قوله : « إنّه غير مستحيل ولا قبيح فجاز إظهاره. أما عدم قبحه ، فلأن جهة القبح هو الكذب ، وهو منتفٍ هاهنا ، إذ صاحب الكرامة لا يدّعي النبوة ، فانتفى وجه
________________
(١) تعليقات الشيخ فضل الله الزنجاني على أوائل المقالات : ١٧٦ ـ ١٧٧.
(٢) حاشية ردّ المحتار / ابن عابدين ٣ : ٦٠٥.
(٣) حاشية ردّ المحتار ٣ : ٦٠٦.