لا غير ، وكذلك الحال
مع سيدتها وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهاالسلام
، إذ ثبت أنّ أحد الملائكة كان يحدّثها ويسلّيها عمّا لحقها من فقد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وعمّا تحمّلته من جفاء المنقلّبين على أعقابهم وغلظتهم عليها بعد رحيله صلىاللهعليهوآله. عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي عبد الله الصادق
عليهالسلام
في حديث جاء فيه : « .. إن الله تعالى لما قبض نبيه صلىاللهعليهوآله
دخل على فاطمة عليهاالسلام
من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلّا الله عزّوجلّ ، فأرسل إليها ملكاً يسلّي غمّها ويحدّثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين (١)
، فقال عليهالسلام
: إذا أحسستِ بذلك وسمعتِ الصوت قولي لي ، فأعلمته بذلك ، فجعل أمير المؤمنين عليهالسلام يكتب كل ما سمع حتىٰ أثبت من ذلك مصحفاً. ثمّ قال عليهالسلام (٢)
: أما إنّه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ، ولكن فيه علم ما يكون » (٣). وفي الصحيح عن أبي عبيدة الثقة ، عن أبي
عبد الله عليهالسلام
في حديث سُئل فيه عن مصحف فاطمة عليهاالسلام
، فقال : «
.. إنّكم لتبحثون عمّا تريدون وعمّا لا تريدون ، إنّ فاطمة مكثت بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله خمسة وسبعين يوماً چ
، وكان دخلها حزن شديد على أبيها صلىاللهعليهوآله
، وكان جبرئيل عليهالسلام
يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها صلىاللهعليهوآله
، ويطيّب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه صلىاللهعليهوآله ، ويخبرها بما يكون ________________
(١) ربما لخشيتها عليهاالسلام من الملك حال وحدتها به وانفرادها بصحبته ، وقيل المراد هنا : مجرد الإخبار.
(٢) يعني الإمام الصادق عليهالسلام.
(٣) أصول الكافي ١ : ٢٤٠ / ٢ باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليهاالسلام من كتاب الحجّة.