الصيغة الثانية : من الصيغ التي عبَّر بها
القرآن الكريم عن الوحي هي : التلقّي.
قال تعالى : (
فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )
.
« أي : استقبلها بالأخذ والقبول حين
علمها بالوحي أو الإلهام » .
ويؤيّد أنّه عليهالسلام علمها بالوحي ، ما
جاء في حديث أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
في أنّ آدم لما بكى على خطيئته بعث الله إليه جبرئيل عليهالسلام
فقال : يا آدم الربّ عزّوجلّ يقرؤك السلام... الحديث .
وكذلك حديث ابن عباس عن رسول الله صلىاللهعليهوآله «
.. أتاه جبرئيل فقال : يا آدم ادعُ ربك ، قال : يا حبيبي جبرئيل وبما ادعوه ؟ قال : قل يا ربّ أسألك بحقّ الخمسة الذين تخرجهم من صلبي آخر الزمان إلّا تبت عليَّ ورحمتني ، فقال : حبيبي جبرئيل سمّهم لي ، قال : محمد النبيّ ، وعليّ الوصيّ ، وفاطمة بنت النبيّ ، والحسن والحسين سبطي النبيّ. فدعا بهم آدم فتاب الله عليه ، وذلك قوله :
( فَتَلَقَّىٰ
آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ )
.. » .
وفي الصحيح عن أبان بن عثمان ، عن
الصادق عليهالسلام
ان جبرئيل عليهالسلام
نزل إلى آدم وعلمه الكلمات التي تلقاها من ربّه وهي : « سبحانك اللّهمّ
وبحمدك ، لا إله إلّا أنت ، عملت سوءاً ، وظلمت نفسي ، واعترفت بذنبي ، فاغفر لي ،
________________