تكن معراجاً للمؤمن يعرج بها إلى الله تعالى ، ويتكامل في الوجود ، ويحقق الغاية التي من اجلها خُلِق ، يقول تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (١). والصلاة من أوضح مظاهر العبادة. ولكن الله عزّوجّل يذكر فلسفة الصلاة بشكل أكبر حيث يقول : ( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ) (٢). فالصلاة التي يريدها الله ليست هي مجرد الحركات والسكنات ومجموعة الأذكار والألفاظ ، وإنما هي التي تكون طاقة تدفع الإنسان نحو الخير والعمل الصالح في المجتمع ، لذلك فإن مجال التعاطي مع الصلاة من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إنما هو المجتمع ، ومن هنا ندرك أن الصلاة تعني المسؤولية الاجتماعية بكل معطياتها ومفرداتها. فالمؤمن المصلي هو ذلك العنصر والفرد المتميز في وجوده الاجتماعي ، وليس هو الإنسان الإنطوائي القابع في زاوية من بيته يؤدي مناسك العبادة والصلاة غير المهتم بما يجري حوله ، ولا الحريص على الإصلاح في المجتمع أو تخليصه من الأمراض الإجتماعية السائدة فيه ؛ لأن مثل ذلك الشخص لم يحقق روح الصلاة وحقيقتها وإن أدّى الشكل والصورة منها. وما أحرصنا اليوم إلى مثل هؤلاء الأشخاص الذين يحملون روح الصلاة ومضمونها ويقومون بوظائفهم الدينية والإجتماعية خير قيام.
أما الصلاة اليومية التي ينبغي علىٰ كل مسلم أن يؤديها في يومه وليلته ، فهي
______________
(١) سورة الذاريات : ٥١ / ٥٦.
(٢) سورة العنكبوت : ٢٩ / ٤٥.