اتّسمت الشريعة الإسلامية بأنها عالمية في كل جوانبها تبعاً لعالمية الإسلام التي تستند إليه. وهي قادرة علىٰ رفد الإنسان بكل القوانين التي من شأنها أن تنظّم حياته بما يكفل له السعادة في الدينا والفوز بالآخرة. وقد شرّع الله تعالىٰ هذه الشريعة بحيث تصلح للتطبيق والإنسجام مع مختلف حالات الإنسان في أقصى أبعادها. وهي بذلك رسالة عامة عالمية للناس جميعاً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
قال تعالى : ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ) (١).
وقال عزّوجلّ : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ ) (٢).
أضف إلى ذلك فإن هذه الشريعة الغرّاء قد تميّزت بخصائص جعلتها صالحة للبقاء والشمول ، فهي الشريعة السمحاء التي لا يشق على الإنسان العمل بها وإتباع قوانينها لابتنائها على اُسس موضوعية مرنة تراعي ظروف الإنسان وحاجاته الضرورية. وهي بذلك منسجمة تماماً مع فطرة الإنسان وعقله وعواطفه.
قال تعالىٰ : ( لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) (٣) ، وقال عزّوجلّ : ( يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) (٤) ، وقال سبحانه : ( وَمَا
______________
(١) سورة الفرقان : ٢٥ / ١.
(٢) سورة سبأ : ٣٤ / ٢٨.
(٣) سورة البقرة : ٢ / ٢٨٦.
(٤) سورة البقرة : ٢ / ١٨٥.