الدِيَة هي المال المفروض في الجناية على النفس أو الطرف أو الجرح أو غير ذلك. والدِيَات كثيرة ، منها : دِيَة القتل العمدي ، وشبه العمد ، والخطأ المحض ، والقتل في الأشهر الحرم ، ودِيَة الذمي ، والمرأة ، وغير ذلك.
وللإسلام في ذلك أحكام كثيرة ومهمة لم يضيّع فيها حق أحد أبداً ، فقد جعل لكل جناية دِيَة خاصة مع الخطأ ، وقِصاص مع العمد ، كدِيَة القطع لأي عضو ، ودية حلق الشعر ، والعينين ، والأنف ، والأذنين ، والشفتين ، والأسنان ، واللحيين ـ الفكين ـ والأصابع ، والنخاع ، والثديين ، والذكر ، والشفرين ، والاليتين ، والرجلين ، والعقل ، والسمع ، وضوء العينين ، والشم ، والنطق ، وميل العنق إلى أحد الجانبين ، وغير ذلك مما يطول ذكره.
وخلاصة الكلام : القضاء الإسلامي وأحكامه من أرقى أنظمة القضاء التي عرفها الإنسان ، وهي كفيلة بضمان حقوق الأفراد ، وتحقيق العدل والأمن في المجتمعات البشرية إذا ما طُبّقت بشكلها الصحيح (١).
وبهذا نكون قد أعطينا القارئ تصوراً اجمالياً للفقه الإسلامي المستمد من مدرسة آل محمد صلىاللهعليهوآله معتمدين بذلك على ما أجمعوا عليه ، مع رأي المشهور من الفقهاء ، دون الآراء الاجتهادية الخاصة ، وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
وصلّى الله على محمّد وآله الهداة الميامين
______________
(١) إرشاد الاذهان ٢ : ٢٢١ ، مجمع الفائدة ١٤ : ٢٢٦ ، شرائع الاسلام ٤ : ١٠١٦.