ورواية أبي بصير ،
عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : قيل له وأنا عنده : إنّ سالم بن أبي حفصة يروي عنك أنك تتكلم على
سبعين وجها لك من كلها المخرج ، فقال : ما يريد سالم مني؟! أيريد أن أجيء
بالملائكة ، فو الله ما جاء بهم النبيون ، ولقد قال إبراهيم إنّي سقيم ، والله ما
كان سقيما وما كذب ، ولقد قال إبراهيم : بل فعله كبير هم هذا ، وما فعله كبير هم
وما كذب ، ولقد قال يوسف : أيّتها العير إنّكم لسارقون ، والله ما كانوا سرقوا وما
كذب .
ورواية عبد الأعلى
، قال : سأل عليّ بن حنظلة أبا عبد الله عليهالسلام عن مسألة وأنا حاضر فأجابه فيها ، فقال له عليّ : فإن كان
كذا وكذا ، فأجابه بوجه آخر حتى أجابه بأربعة أوجه ، فقال عليّ بن حنظلة : يا أبا
محمد! هذا باب قد أحكمناه ، فسمعه أبو عبد الله عليهالسلام فقال له : لا تقل هكذا يا أبا الحسن فإنّك رجل ورع ، إنّ
من الأشياء أشياء مضيّقة ليس تجري إلاّ على وجه واحد ، منها وقت الجمعة ليس لوقتها
إلاّ حدّ واحد حين تزول الشمس ، ومن الأشياء موسّعة تجري على وجوه كثيرة ، وهذا
منها ، والله إنّ له عندي لسبعين وجها .
ومن الواضح أن ليس
المراد منها ما توهمه بعض المنحرفين فتحا لباب التأويل في الروايات المباركات ،
تثبيتا لأوهامهم الفاسدة من أنّ الكلمة الصادرة عنهم ذات وجوه مختلفة ومعان
متعددة.
بل المراد أنّ
الكلمة التي يريدون أن يتكلموا بها في بيان حكم من الأحكام مثلا لهم أن يغيروها
إلى وجوه وصور مختلفة كل منها مشتمل على معنى غير المعنى الآخر ، لهم من جميعها
المخرج.
وموضوعها ـ كما
أشار إليه الإمام الصادق عليهالسلام في رواية عبد الأعلى المتقدمة ـ هو الأحكام الموسّعة ،
ويظهر ذلك من ملاحظة ما قاله الإمام عليهالسلام في رواية عبد الله بن
__________________