جهلوا الأسباب والمعاني في الخلقة وقصرت أفهامهم عن تأمّل الصواب والحكمة في ما ذرأ الباري جلّ قدسه وبرأ من صنوف خلقه في البرّ والبحر والسهل والوعر ، فخرجوا بقصر علومهم إلى الجحود ... (١).
إنّه تعالى شأنه هو الهادي خلقه إلى جميع ما يحتاجون إليه من أمورهم ، لا هادي سواه ، كما قال الله تعالى :
( رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى ) (٢).
( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى. الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى. وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى ) (٣).
( اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) (٤).
( أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) (٥).
( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ ) (٦).
( قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِ ) (٧).
( وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ ) (٨).
( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى. وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى ) (٩).
فهو الهادي إلى ذاته تعالى وإلى كمالاته وصفاته من طريق العقل بخلقه الآيات في الآفاق والأنفس ، ثمّ بإعطائه نور العقل الذي من شأنه الهداية إليه تعالى بالآيات ، ثمّ
__________________
(١) البحار ٣ : ٥٩.
(٢) طه ٥٠.
(٣) الأعلى ١ ـ ٣.
(٤) النور ٣٥.
(٥) النمل ٦٣.
(٦) النور ٤٠.
(٧) يونس ٣٥.
(٨) البلد ٩.
(٩) الضحى ٦ ، ٧.