قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تنبيهات حول المبدأ والمعاد

تنبيهات حول المبدأ والمعاد

تنبيهات حول المبدأ والمعاد

تحمیل

تنبيهات حول المبدأ والمعاد

250/273
*

القبر يوسّع لبعض الأموات سبعة أو تسعة أذرع (١) ، أو مدّ بصره (٢) ، أو مسيرة شهر ، ونحو ذلك.

ومنشأ عدم إدراك حقيقة هذه الأمور : الجهل بما أودع الله تعالى في الأجسام من الخواصّ والقوى والعوائق والأشعّة والأمواج والأستار الظاهرة والمستورة.

ويناسب هنا ذكر كلام المجلسيّ ـ قدس‌سره ـ في البحار ، فإنّ فيه ذكرا لبعض ما ذكرنا وزيادة عليه. قال : اعلم أنّ الذي ظهر من الآيات الكثيرة والبراهين القاطعة هو أنّ النفس باقية بعد الموت إمّا معذّبة إن كان ممّن محض الكفر ، أو منعّمة إن كان ممّن محض الإيمان ، أو يلهى عنه إن كان من المستضعفين ، وتردّ إليه الحياة إمّا كاملا أو إلى بعض بدنه ، كما مرّ في بعض الأخبار ، ويسأل بعضهم عن بعض العقائد وبعض الأعمال ، ويثاب ويعاقب بحسب ذلك ، وتضغط أجساد بعضهم ، وإنّما السؤال والضغطة في الأجساد الأصليّة ، وقد يرتفعان عن بعض المؤمنين ، كمن لقّن ، كما سيأتي ، أو مات في ليلة الجمعة أو يومها أو غير ذلك ممّا مرّ ، وسيأتي في تضاعيف أخبار هذا الكتاب. ثمّ تتعلّق الروح بالأجساد المثاليّة اللطيفة الشبيهة بأجسام الجنّ والملائكة ، المضاهية في الصورة للأبدان الأصليّة ، فينعّم أو يعذّب فيها. ولا يبعد أن تصل إليه الآلام ببعض ما يقع على الأبدان الأصليّة لسبق تعلّقه بها ... انتهى (٣).

تنبيه : في دفع شبهتين أوردوهما من قديم الأيام في المعاد الجسمانيّ

إحداهما المعروفة بشبهة الآكل والمأكول ، وبيانها بنحو الإجمال أنّه لو اتّفق أكل أحد الإنسانين ميتة الآخر لأجل المجاعة ونحوها ، وصار جزء منه بسبب الانحلال في معدة الآكل أو بسبب آخر كوصلة جزء من بدن أحدهما ببدن الآخر جزء منه ، فلو كان المعاد في القيامة بالأبدان أيضا فكيف يكون الإعادة ، وكيف الجزاء بدخول أحدهما

__________________

(١) البحار ٦ : ٢٢٤ ، ٢٦٢ ، عن تفسير القمّيّ وفروع الكافي.

(٢) البحار ٦ : ١٩٦ ، ٢٢٢ ، ٢٢٤ ، عن فروع الكافي وأمالي الصدوق وتفسير القمّيّ.

(٣) البحار ٦ : ٢٧٠.