كما هو مقتضى حكم العقل بلزوم وجوده في من بيده تربية الناس وسياستهم من قبل الله تعالى.
وقد دلّت عليه الروايات المتواترة ، أوردها في الكافي والبحار في أبواب مختلفة منها : باب أنّه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلىاللهعليهوآله (١).
وهذا القسم الثالث أيضا مورد الروايات المستفيضة الدالّة على أنّ كلمة آل محمد صلوات الله عليهم تنصرف إلى سبعين وجها لهم من جميعها المخرج ، كرواية داود بن فرقد ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا ، إنّ الكلمة لتنصرف على وجوه ، فلو شاء إنسان لصرف كلامه كيف شاء ولا يكذب (٢).
ورواية إبراهيم الكرخي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : حديث تدريه خير من ألف ترويه ، ولا يكون الرجل منكم فقيها حتى يعرف معاريض كلامنا ، وإنّ الكلمة من كلامنا لتنصرف على سبعين وجها لنا من جميعها المخرج (٣).
ورواية علي بن أبي حمزة ، قال : دخلت أنا وأبو بصير على أبي عبد الله عليهالسلام ، فبينا نحن قعود إذ تكلّم أبو عبد الله عليهالسلام بحرف ، فقلت أنا في نفسي : هذا ممّا أحمله إلى الشيعة ، هذا والله حديث لم أسمع مثله قطّ. قال : فنظر في وجهي ، ثم قال : إنّي لأتكلم بالحرف الواحد لي فيه سبعون وجها ، إن شئت أخذت كذا ، وإن شئت أخذت كذا (٤).
ورواية أبي الصباح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّي لاحدّث الناس على سبعين وجها لي في كل وجه منها المخرج (٥).
ورواية الأحول عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أنتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كلامنا ، إنّ كلامنا لتنصرف على سبعين وجها (٦).
__________________
(١) الكافي ١ : ٢٦٥ ، البحار ٢٥ : ٣٥٢.
(٢) البحار ٢ : ١٨٣ ، عن معاني الأخبار.
(٣) البحار ٢ : ١٨٤ ، عن معاني الأخبار.
(٤) البحار ٢ : ١٩٨ ، ١٩٩ عن بصائر الدرجات.
(٥) البحار ٢ : ١٩٨ ، ١٩٩ عن بصائر الدرجات.
(٦) البحار ٢ : ١٩٨ ، ١٩٩ عن بصائر الدرجات.