وأخرى بأنّه أقرب إليه من حبل الوريد ، والله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وأنّه يعلم السرّ وأخفى فيزيد في استحيائه وتضرّعه إليه ، وهكذا. كما ربما يلوح من قول الصادق صلوات الله عليه : إنّ أمر الله كلّه عجيب ، إلاّ أنّه قد احتجّ عليكم بما قد عرّفكم من نفسه (١).
ومن قول زين العابدين صلوات الله عليه : الحمد لله على ما عرّفنا من نفسه وألهمنا من شكره (٢). بناء على إرادة التبعيض من لفظة « من » ، كما يظهر من الخبرين الآتيين ، لا التبيين.
وفي التوحيد باسناده عن ابن أبي نصر ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لمّا أسرى بي إلى السماء بلغ بي جبرئيل مكانا لم يطأه جبرئيل قطّ ، فكشف لي فأراني الله من نور عظمته ما أحبّ (٣).
وفيه عن يعقوب بن إسحاق قال : كتبت إلى أبي محمّد عليهالسلام : كيف يعبد العبد ربّه وهو لا يراه؟ فوقّع عليهالسلام : يا أبا يوسف ، جلّ سيدي ومولاي والمنعم عليّ وعلى آبائي أن يرى.
قال : وسألته : هل رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله ربّه؟ فقال إن الله تبارك وتعالى أرى رسوله بقلبه من نور عظمته ما أحبّ (٤).
وفي التوحيد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : جاء حبر إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : يا أمير المؤمنين هل رأيت ربّك حين عبدته؟ فقال : ويلك ما كنت أعبد ربّا لم أره ، قال : وكيف رأيته؟ قال : ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان (٥).
وفيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام : قال : قلت له : أخبرني عن الله عزّ وجلّ هل يراه المؤمنون يوم القيامة؟ قال : نعم وقد رأوه قبل يوم القيامة ، فقلت : متى؟ قال :
__________________
(١) الكافي ١ : ٨٦.
(٢) الدعاء الأول من الصحيفة.
(٣) البحار ٤ : ٣٨ ، عن التوحيد.
(٤) البحار ٤ : ٤٣ ، عن التوحيد.
(٥) البحار ٤ : ٤٤ ، عن التوحيد.