وكاملة تقريباً
ويمتاز هذا الكتاب أيضاً بإتقان العبائر وإيجازها بالإضافة الي عمق الاستدلال
والنظر فى جملة بحوثه.
لكن هذا الكتاب ـ كغيره من الكتب
الدراسية الموروثة ـ لم يؤلّف لهدف التدريس وإنّما أُلّف ليعبّر عن آراء مؤلّفه ، فهو
يستحقّ أن يكون مرجعاً مهمّاً للمتفقّه ولايصلح أن يكون كتاباً دراسيّاً ، إذ لم
تتوفّر فيه مميّزات الكتاب الدراسي الذى يراعى فيه مستوى الطالب وقدراته وثقافته
العامّة وثقافته اللغوية ومشكلات عصره وحاجاته الواقعية والأهداف التى يُراد
إيصاله إليها خلال هذه المرحلة من حياته الدراسية ، على أنّ الإيجاز الشديد فى بعض
العبارات يبعّد الطالب عن هدف الفهم والاستيعاب للمفهوم من خلال النص الدراسي.
بالإضافة الى عدم وجود ضرورة لأن يدرس
الطالب بحوثاً تتعلق بموضوعات لايعايشها وقد لايجد مصداقاً واحداً لها فى حياته
الحالية كبحوث كتاب العتق ومنزوحات البئر.
بعد تطوّر أساليب التعليم لمادّة
الرياضيات لايحتاج الطالب الى أساليب الحساب القديمة والمعقدة كما هو المتداول فى كتاب
الإرث.
وهناك فروع فقهية يكثر ابتلاء الطالب
اليوم بها ولايجدها فى مثل الروضة البهية التى هى من مصنّفات القرنين الثامن
والعاشر الهجريين «
وكلّ مؤلف محكوم بمشكلات عصره والتحديدات الزمنية التى تواجه المجتمع الذى يعيش
فيه وليس بالإمكان أن يتجاوز مشكلاته الحاضرة ... ونتوقع منه رفد الطالب اليوم بما
يتناسب مع حاجاته وهو يريد أن يمرّ فى هذه المرحلة الدراسية بدورة