« بشّر المخبتين بالجنة : بريد بن معاوية العجلى وأبابصير ليث البُخترى المرادى ومحمد بن مسلم وزرارة أربعة نجباء أمناء اللّه على حلاله وحرامه لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوّة واندرست » (١).
بل كانوا بمستويً يرى فيهم الإمام عليهالسلام الاجتهاد والقدرة على الاستنباط ولذا تارةً امرهم بممارسة ذلك فعلاً حيث قال عليهالسلام : « إنّما علينا أن نلقى اليكم الأصول وعليكم أن تفرّعوا » (٢).
واُخرى يحصل منهم مراجع فى الأحكام كيونس بن عبد الرحمان حيث قيل للامام عليهالسلام إنّي : « لا اكاد اصل اليك اسألك عن كل ما احتاج اليه من معالم دينى أفيونس بن عبد الرحمان ثقة آخذ عنه ما احتاج اليه من معالم دينى فقال : نعم » (٣).
وثالثة يأمرهم بالإفتاء كأبان بن تغلب حيث قال له الامام عليهالسلام : « اجلس فى مسجد المدينة وأفت الناس فإنّى اُحبّ ان يُرى فى شيعتى مثلك » (٤).
ويدخل على الامام الصادق عليهالسلام مرّة فلمّا يبصر به يصافحه ويعانقه ويرحّب به ويأمر له بوسادة. وكان إذا قدم المدينة تتقوض له الخلق وتُخلى له سارية النبى صلىاللهعليهوآله (٥).
اَوَ ليس من المناسب بعد هذا حينما يصل نعيه الى الامام عليهالسلام يقول : « واللّه لقد أوجع قلبى موت أبان » (٦).
__________________
١ ـ رجال الكشّي : ترجمة أبي بصير ليث المرادي.
٢ ـ وسائل الشيعة : باب ٦ من ابواب صفات القاضي ، حديث ٥١.
٣ ـ وسائل الشيعة : باب ١١ من ابواب صفات القاضي ، حديث ٣٣.
٤ ـ رجال النجاشي : ترجمة أبان.
٥ ـ نفس المصدر.
٦ ـ نفس المصدر.