(٩)
الاستدلال بما نسبوه إلى الحسن المثنّى وارتضوه
ونسبوا إلى الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام كلاماً في الردّ على استدلال الشيعة على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام ، فنقلوه في كتبهم معجبين به مستندين إليه ، غافلين عن أنّه نص في دلالة حديث الولاية على الإمامة والخلافة ، دلالةً تامّةً واضحة!
وممّن أورد كلام الحسن المثنى واستحسنه وارتضاه هو : محبّ الدين أو العباس الطبري المكي (١) ، وهذه عبارته :
« لقد أحسن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب حيث قال لبعض الرافضة :
لو كان الأمر كما تقولون إنّ الله جلّ وعلا ورسوله صلّى الله عليه وسلّم اختار علياً لهذا الأمر والقيام إلى الناس بعده ، فإنّ علياً أعظم الناس خطيئةً وجرماً ، إذ ترك أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يقوم فيه كما أمره ويعذر إلى الناس.
فقال له الرّافضي : ألم يقل النبي صلّى الله عليه وسلّم لعلي : من كنت مولاه فعليّ مولاه؟
فقال : أما والله ، لو يعني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بذلك الأمر والسلطان والقيام على الناس ، لأفصح به كما أفصح بالصّلاة والزكاة والصوم والحج
__________________
(١) توجد ترجمته في : شذرات الهذب ٥ / ٤٢٥ وغيره ، في وفيات سنة ٦٩٤ ، وقد وصفوه بألقاب ضخمة وأوصاف فخمة.